قال -تعالى-: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [1]
فقال ابن تيمية:"فجعلهم إخوة مع وجود القتال والبغي، وأمَر بالإصلاح بينهم، فليتدبر المؤمن الفرق بين هذين النوعين" [2]
وقال أيضًا في (لفتاوى الجزء الثالث) :"ولهذا كان السلف مع الاقتتال يوالي بعضهم بعضًا موالاة الدين -حصل بين السلف -رضوان الله عليهم- قتال ولكن الولاء كان باقي- لا يعادون كمعاداة الكفار -تحصل عداوة بين المسلم والمسلم وتحصل الخصومة ولكنها ليست العداوة كعداوة الكفار- فيقبل بعضهم شهادة بعض، ويأخذ بعضهم العلم عن بعض -انتبه انتبه لهذه، لاحظ السلف -رضوان الله عليهم- وهذا كلام ابن تيمية- قال: يقبلون الشهادات في ما بينهم، ويأخذون العلم عن بعضهم البعض وإن كان بينهم قتال! فيروي هذا عن هذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ويتوارثون ويتناكحون، ويتعاملون بمعاملة المسلمين بعضهم مع بعض مع ما كان بينهم من القتال والتلاعن وغير ذلك" [3] الصحابة والسلف -رضوان الله عليهم- فقهوا الدين.
إذن المسألة الأولى من المسائل المهمة هي الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، ليس الولاء محصور في طائفة أو فرقة أو حزب، بل لجميع المسلمين؛ هذا حتى ينجو الإنسان عند الله -تبارك وتعالى-.
إذن ماذا نريد؟ نريد الله والدار الآخرة، كل هذه الحساسيات وكل هذه الخلافات ليست شيء، إذا جاءت الساعة لمقابلة العبد ربه -تبارك وتعالى- جميع هذه الحساسيات تصغر وتتقزَّم ويرجو الإنسان أن يَخلُص لله -تبارك وتعالى- سالمًا، ويريد رضوان الله -تبارك وتعالى- والدار الآخرة.
إذن المسألة الأولى وهي الولاء، مع الولاء لا بُدّ من أمر آخر مهم جدًا وهو الإنصاف.
للإنصاف عدة أمور حتى يكون الإنسان منصف مع إخوانه المسلمين أهل القبلة، عندنا مجموعة أمور:-
(1) سورة الحجرات، الآية (9) .
(2) مجموع الفتاوى (28/ 258) .
(3) مجموع الفتاوى (3/ 209) .