الصفحة 4 من 25

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياكم الله

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، أما بعد:-

هذا اللقاء هو مواصلة للقاءات سابقة، قبل أشهر كان عندنا الدورة الشرعية المكثفة، كان فيها مجموعة من المحاضرات المرافقة والتكميلية عن أحكام الإمارة سواءً كانت الخاصة أو العامة، العامة المقصود بها الخلافة الإسلامية، أحكام الخلافة، والخاصة -الذي كنتُ أريد الحديث فيه في ذلك الوقت- هو عن الجماعات الإسلامية، وهذا يعتبر تكميل لِما سبق الحديث عنه.

الموجود الآن في الأمة الإسلامية مجموعة جماعات إسلامية عاملة للدين، والجماعة الواحدة ليست هي الأمة، الجماعة هي جماعةٌ من الأمة، وأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - واسعة تَسَع الجميع.

من هي أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -؟ هي أمة الدعوة وأمة الإجابة.

أمة الدعوة: هم الذين بُعث فيهم محمد - صلى الله عليه وسلم -، من مَبعث محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى آخر الدهر وقيام الساعة، هذه المجموعة والأمم كلها هي أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - وهي أمة دعوة، نبيهم محمد - صلى الله عليه وسلم -، سواء آمنوا به أو كَفروا به هم أمة الدعوة الذين لا بُدّ لهم أن يستجيبوا لمحمد - صلى الله عليه وسلم -.

وأمة الإجابة: هم كل من استجاب للنبي - صلى الله عليه وسلم -، المستجيبون لله ولرسوله هم أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -.

فمن جاء بأصل الإيمان واجتنب الكُفر فهو من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، فيدخل في ذلك الطائع والعاصي والتَّقِي والفاجر والمبتدع -طبعًا ما لم تكن بدعة مكفرة- والسني، كل هؤلاء أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، لا ينبغي لمجموعة من هؤلاء أن يقولوا: نحن الأمة ومن عادانا خارج محمد - صلى الله عليه وسلم -. هذه كلها هي أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام