الصفحة 5 من 25

قال ابن تيمية؛ الآن يتكلم ابن تيمية -رحمه الله- عن بعض المسلمين المُنتمين في بعض الفِرَق المبتدعة هل هم من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أو لا؟ قال:"مَن يقول ببعض التَّجَهُّم كالمُعتزلة ونحوهم الذين يدينون بدين الإسلام باطنًا وظاهرًا فهؤلاء من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - بلا ريب" [1]

مبتدعة وعندهم شيء من التجهم وهم معتزلة، قال:"هؤلاء من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا ريب"!

وقال:"وكذلك مَن هو خير منهم كالكُلَّابية والكرامية"وهؤلاء عندهم تأويل في الصفات وهم من المرجئة، عندهم إرجاء.

وقال:"وكذلك الشيعة المُفضِّلين لعلي ومَن كان منهم يقول بالنص والعصمة مع اعتقاده بنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - باطنًا وظاهرًا، وظنَّ أن ما هو عليه هو دين الإسلام فهؤلاء أهل ضلال وجهل وليسوا خارجين عن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -"

فذَكَر الذين من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - مَن عندهم التجهم والمعتزلة ومن لديه إرجاء ومَن فيهم تشيُّع، قال:"هؤلاء من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -"ليسوا خارجين عن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، بل هم من الذين فرقوا دينهم وكانوا شِيَعًا.

فهؤلاء عندهم معصية، وعندهم خطأ، وعندهم ذنب، وعندهم بدعة، لكن هؤلاء المبتدعة على ما فيهم من البدع هم من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ليسوا بكفار. والأمة -أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - تَدخل في الولاء، يعني ولاء المسلم هو لكل المسلمين، لكل المؤمنين، للتقي والفاجر، قال -تعالى-: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [2] و {إنما} يعني للقَصْر والحَصْر.

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم) [3] ما دام أن هذا الشخص مسلم وإن كان عاصيًا أو مُذنبًا أو فيه بدع، فهو مسلم، فهو أخو المسلم. هنا أيضًا كلام لطيف لابن تيمية، قال:"فمن كان مؤمنًا وَجَبَت موالاته من أي صنف كان، ومَن كان كافرًا وَجَبَت معاداته من أي صنف كان، ومَن كان فيه إيمان وفيه فجور -انتبه لهذا الكلام- أُعطِيَ من الموالاة بحسب إيمانه ومن البُغض بحسب فجوره، ولا يُخرَج من الإيمان بالكلية بمجرد الذنوب والمعاصي كما يقوله الخوارج والمعتزلة". [4]

(1) مجموع الفتاوى (17/ 448) .

(2) سورة الحجرات، الآية (10) .

(3) صحيح مسلم: (2564) .

(4) مجموع الفتاوى (28/ 228 - 229) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام