الإنسان إذا أذنب ذنب وفعل خطأ وابتدع بدعة لا يخرج من الإسلام ما دامت أن هذه ليست الكفر الصريح، لا زال من المسلمين، الخوارج يُكفرون فاعل المعاصي، والمعتزلة يحكمون عليه في الآخرة بالخلود في نار جهنم، فالعاصي عندهم إذا مات من غير توبة فالمعتزلة يحكمون عليه في الآخرة أنه خالد مُخلَّد في نار جَهنم.
فالولاء لله -تبارك وتعالى- ورسوله ولجميع المسلمين، مَن كان مسلمًا ولو كان عاصيًا فَلَهُ من الولاء بحسبه.
مكان الولاء وتحقيق الولاء وانعقاد الولاء هو على الإيمان وعلى الدين والاستسلام لله -تبارك وتعالى-، ليس الولاء على اعتبار التنظيمات أو المُنظَّمات أو الجماعات أو الدول، فنجعل مَعقِد الولاء هو الجماعة، كمن يقول:"هل هذا من جماعتنا؟ العالم فلان مع أي جماعة؟"لا، هو مسلم له ولاؤه، فمَعقِد الولاء ليس الجماعة ولا التنظيم ولا الدولة، مَعقِد الولاء هو الإسلام، فلكل مسلم ولاء، أن يجعل الإنسان مَعقِد الولاء على غير هذا، هذا من الخطأ الكبير، يجعل مَعقِد الولاء ليس على الإيمان وإنما على شيء خاص داخل الإيمان وهو التنظيم أو الجماعة أو الدولة وما إلى ذلك، هذا خطأ كبير جدًا، لماذا؟ لأن الله -سبحانه وتعالى- جمعنا على الإيمان وعلى الإسلام {الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}
سنبقى مع ابن تيمية في فقرات كثيرة، لماذا ابن تيمية؟ لأنه محل اتفاق من جميع العاملين للإسلام في هذا العصر، الكل يحترم ابن تيمية، ويَعُدُّه من أئمة الإسلام، وأن عقيدته سليمة، ومذهبه صحيح، فهو محتل احترام من جميع العاملين للإسلام.
قال ابن تيمية -رحمه الله-:"وأما رأس الحزب -طبعًا ليس الحزب السياسي، في زمن ابن تيمية لم تكن الأحزاب السياسية موجودة، وإنما الحزب المقصود بهم الجماعة المتحزبة، مثل ما نقول: غزوة الأحزاب - هل المقصود أحزاب سياسية؟ ليست أحزاب سياسية وإنما اجتمع الناس تحت معنى وراية واحدة فَسُمُّوا حزب، إذن قصده هنا يتكلم عن رأس الحزب يعني رأس الجماعة أو المجموعة أو الطائفة- وأما رأس الحزب، فإنه رأس الطائفة التي تتحزب -أي: تصير حزبًا- فإن كانوا مجتمعين على ما أمر الله به ورسوله من غير زيادة ولا نقصان فهم مؤمنون، لهم ما لهم وعليهم ما عليهم -يعني لهم ما للمؤمنين، وعليهم ما على المؤمنين- وإن كانوا قد زادوا في ذلك ونقصوا مثل التعصب لمن دخل في حزبهم بالحق والباطل، والإعراض عمَّن لم يدخل في حزبهم سواءً كان على"