الصفحة 7 من 25

الحق أو الباطل، فهذا من التفرق الذي ذمَّه الله -تعالى- ورسوله، فإن الله ورسوله أَمَرَا بالجماعة والائتلاف و نَهَيا عن الفرقة والاختلاف، وأَمَرَا بالتعاون على البر والتقوى، ونَهَيا عن التعاون على الإثم والعدوان". [1] "

المسلمون أمة من دون الناس، مختلفة بقِيَمها وأفكارها واتباعها للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فهي أمة من دون بقية الأمم، لها اعتبار خاص أنها أمة مُستقلة عن بقية الكفار، المجاهدون ليسوا أمة من دون المسلمين، ليست لهم عصبية دون المسلمين، يعني مثال بسيط: الجهاد عبادة وفريضة من الفرائض أمر الله -سبحانه وتعالى- بها عباده مثل عبادة الحج، هل يصح أن الحجاج يقولوا: نحن طائفة وهؤلاء الذين لم يحجوا طائفة، وهؤلاء ضد الحجيج! وهؤلاء مع الحجيج! وأجعلها مجال للتعصب؟! مستنكَرة وغير مقبولة، لماذا؟ لأننا فقهنا الحج، لكن الجهاد لم نفقهه بشكل جيَّد إلى حد الآن، مازال الجهاد فيه ...

إذن الحجيج طائفة من المسلمين قائمة بعبادة من العبادات، ليس لهم ولاء داخل المسلمين خاص كولاء مجموعة الحجيج، وولاء مجموعة الصائمين، وولاء مجموعة المتصدقين، لا! كذلك الجهاد، الجهاد واجب على المسلمين، وليس له ولاء خاص، لا بأس أن يدعو غيره للجهاد كما الإنسان إذا خرج للحج لا يرى نفسه دون الآخرين، من كان عليه حج ولم يحج حَثَّه ودَعَاه ورَغَّبه في القيام بما أمر الله -سبحانه وتعالى- به، والمسلم الذي لم يحج ليس عدوًا للحجيج ولو كان مخطئًا وآثمًا، فهو ليس عدو! هو مجال للدعوة والتنبيه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكذلك المسلم الذي لم يُجاهِد ليس عدوًا للمجاهدين، هو مجال للدعوة والتنبيه والترغيب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

إذن المسلمون أمة من دون الناس ولكن المجاهدين ليسوا أمة من دون المسلمين.

هذه الجماعات والسَّير في هذه الجماعات يحصل بين المسلمين عدوان وظلم، هذا يظلم هذا، وهذا يظلم هذا، رغم الظلم تبقى الأُخوَّة الإيمانية، أخوك المسلم أخوك وإن ظلمك.

قال ابن تيمية -رحمه الله-:"والمؤمن عليه أن يعادي في الله ويوالي في الله، وإن كان هناك مؤمن فعليه أن يواليه وإن ظَلَمه، فإن الظلم لا يقطع الموالاة الإيمانية" [2] يا سلام! هذه العبارة ممتازة جدًا"الظلم لا يقطع الموالاة الإيمانية".

(1) مجموع الفتاوى (11/ 92) .

(2) مجموع الفتاوى (28/ 208) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام