الصفحة 15 من 25

أخرجت للناس [1] ، قال أبو هريرة: كنتم خير الناس للناس وأهل السنة نقاوة المسلمين فهم خير الناس للناس". [2] "

يعني ابن تيمية أن أهل السنة المتبعين لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - هم الصفوة من البشر، المهتدين بهدي محمد - صلى الله عليه وسلم - المستنين بسنته - صلى الله عليه وسلم - الذين أخذوا من نور هدايته - صلى الله عليه وسلم - فهؤلاء هم النقوة من البشر، وهم خير الناس للناس.

ثم ذكر هنا حادثة مهمة جدًا، أنا أحب أن تنتبه معها، قال:"وقد عُلِم أنه كان بساحل الشام جبل كبير -وهذا لعله في لبنان- فيه ألوف من الرافضة يسفكون دماء الناس ويأخذون أموالهم وقتلوا خلقًا عظيمًا وأخذوا أموالهم، ولما انكسر المسلمون سنة غازان -هذا في حرب التتار، انهزم المسلمون في أحد المعارك- أخذوا الخيل والسلاح والأسرى وباعوهم للكفار النصارى بقبرص، وأخذوا من مرَّ بهم من الجند وكانوا أضر على المسلمين من جميع الأعداء، وحَمَل بعض أمراؤهم راية النصارى -رغم أنه يدَّعي الإسلام- وقالوا له: أيما خير المسلمون أو النصارى؟ فقال: بل النصارى. فقالوا له: مع من تُحشر يوم القيامة؟ فقال: مع النصارى. وسلموا إليهم بعض بلاد المسلمين، ومع هذا فلما استشار بعض ولاة الأمر في غزوهم وكتبتُ جوابًا مبسوطًا في غزوهم -الجواب هذا سؤال وجواب كتبه ابن تيمية وموجود في الفتاوى في المجلد 28 - وذهبنا ناحيتهم وحضر عندي جماعة منهم وجرَت بيني وبينهم مناظرات ومفاوضات يطول وصفها فلما فتح المسلمون بلدهم، وتمكن المسلمون منهم نَهيْتُهم عن قتلهم وعن سَبْيهم -قال لا تقتلوهم، انكسرت شوكتهم؟ لا تقتلوهم ولا تسبوهم-، وأنزلناهم في بلاد المسلمين متفرقين؛ لئلا يجتمعوا". [3]

وأمر ابن تيمية -رحمه الله- أن يُرسَل لهم الدعاة والخطباء والوعاظ، وتُقام فيهم الجُمَع وتقام فيهم الجماعات، ويقام فيهم العلم؛ حتى يتوبوا، وهذه فتوى ابن تيمية -رحمه الله- في الشيعة الرافضة بعد أن كُسرت شوكتهم.

والقصد من هذا الكلام أن أهل البِدع مراتب، ليس كل أهل البدع كُفَّار ولكن هناك من أهل البدع من كفروا وتزندقوا، وهناك من أهل البدع من هم مسلمون، وهناك من أهل البدع من هو متقي لله ومعذور، فهم درجات فلا

(1) سورة آل عمران، الآية (110) .

(2) منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية - (158/ 5) ، ط: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تحقيق: محمد رشاد سالم.

(3) المرجع السابق. بالإضافة الى الصفحة (159 - 160)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام