الصفحة 13 من 25

ذلك، ولكن قد يُنقَل عن أحدهم أنه كفَّر مَن قال بعض الأقوال، ويكون مقصوده أن هذا القول كفر؛ ليُحذَر". [1] "

فما المقصود من إذا قال كذا وكذا فقد كفر؟ التحذير من هذا القول وأن هذا القول كُفر، وليس حُكمًا على الشخص القائل بالكفر، عندما ينص الفقهاء في كتبهم:"من قال كذا وكذا فقد كفر"معناها أن هذا الفعل كفر، ولكن هل معناها أن أي شخص فعل هذا الفعل فهو كافر؟ لا؛ لأن هذه مسائل تَخضع لأمور كثيرة أخرى، ولكن القصد هو التحذير من هذا الفعل الذي نصوا عليه بأنه كفر.

ثم قال:"ويكون مقصوده أن هذا القول كفر؛ ليُحذَر، ولا يلزم إذا كان القول كفرًا أن يَكفر كل مَن قاله مع الجهل والتأويل"

بعض الناس قد يقولوا قول الكفر، أو يفعلوا فعل الكفر، ولكنهم جَهلة أو متأولون.

ثم قال:"فإن ثبوت الكفر في حق الشخص المعين كثبوت الوعيد في الآخرة في حقه وذلك له شروط وموانع". [2]

وذكر في موضع آخر أن المجتهد إذا اجتهد فأخطأ أنه أيضًا لا يُكفَّر.

وقال -رحمه الله:"فالمجتهد المستدل من إمام وحاكم وعالم وناظر ومناظر ومُفْتٍ -أي: صاحب فتوى- وغير ذلك، إذا اجتهد واستدل فاتقى الله ما استطاع كان هذا هو الذى كلفه الله إياه وهو مطيع لله مستحق للثواب إذا اتقاه ما استطاع، ولا يعاقبه الله ألْبتة، خلافًا للجهمية المجبرة، وهو مصيب بمعنى أنه مطيع لله" [3]

هنا يقول أن هؤلاء المجتهدين إذا اجتهدوا وأخطؤوا فإنهم مأجورون، ويمكن أن يُحمل قولهم أن كل مجتهد مُصيب، وهناك قاعدة تقول بـ:"أن كل مجتهد مُصيب"

(1) المرجع السابق.

(2) المرجع السابق.

(3) منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية - (111/ 5) ، ط: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تحقيق: محمد رشاد سالم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام