الصفحة 12 من 25

إذن الاجتهاد مرحلة متقدمة من طلب العلم، القصد هنا"أهل العلم قد يُخطِّؤون ولكن لا يتسرعون في التكفير"هؤلاء هم أهل السنة المتَّبِعين لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، أما أهل البِدع"فيسارعون في التكفير والتأثيم"كما سيأتي معنا.

وهنا مجموعة من النقول عن ابن تيمية -رحمه الله- في كتابة (في منهاج السنة)

قال ابن تيمية:"المتأوِّل الذي قصد متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يُكفَّر، بل ولا يُفسَّق إذا اجتهد فأخطأ". [1]

فهو مسلم مُجتهد تأوَّل وأخطأ، قال ابن تيمية من كان في مثل هذا الحال:"لا يكفر، بل ولا يفسق".

ثم قال:"وهذا مشهور عند الناس في المسائل العملية" [2] . والمسائل العملية المقصود بها: الفقه.

ثم قال:"وأما مسائل العقائد، فكثير من الناس كفَّر المخطئين فيها". [3] يعني متفقين أن الانسان إذا اجتهد فأصاب فله أجران، وإذا أخطأ فله أجر واحد، كثير من الناس يجعل هذا الحديث فقط في القضايا العملية، أما في العقائد وفي الأخلاق فتحصل فيها كثير من الأخطاء في ضبطها.

ثم قال:"وهذا القول -يعني أن يُكفَّر أو يُفسِّق المجتهد المتأول المتابع للنبي - صلى الله عليه وسلم - لا يُعرف عن أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا عن أحد من أئمة المسلمين، وإنما هو في الأصل من أقوال أهل البدع الذين يبتدعون بدعة ويُكفرون من خالفهم كالخوارج والمعتزلة والجهمية، ووقع ذلك في كثير من أتباع الأئمة، كبعض أصحاب مالك والشافعي وأحمد وغيرهم، وقد يسلكون في التكفير ذلك فمنهم من يُكفِّر أهل البدع مطلقًا -يعني يقول أهل البدع فمن ابتدع بدعة فقد ارتد، فكل المبتدعة هؤلاء كفار، وطبعًا هذا قول الخوارج- ثم يجعل كل مَن خرج عما هو عليه من أهل البدع .. ! وهذا بعينه قول الخوارج والمعتزلة والجهمية، وهذا القول أيضًا يوجد في طائفة من أصحاب الأئمة الأربعة وهو ليس من قول الأئمة الأربعة -يعني موجود من المنتسبين للمذاهب الأربعة، سواء من الحنابلة والشافعية والأحناف، من يقول بهذا القول رغم أن هذا القول ليس قول الأئمة -رحمهم الله- وإنما قول عند بعض أتابعهم- وليس فيهم من كفَّر كل مبتدع، بل المنقولات الصريحة عنهم تُناقض"

(1) منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية - (239,240/ 5) ، ط: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تحقيق: محمد رشاد سالم.

(2) المرجع السابق.

(3) المرجع السابق.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام