فهرس الكتاب
الصفحة 26 من 85

معونة حتى تقوى أيدها إيماني - لأسبحنك بكرة وعشية ولتخدمنك في الدجي أركاني - ولأذكرنك قائما أو قاعدا ولأشكرنك سائر الأحيان - ولأحسمن عن الأنام مطامعي بحسام يأس لم تشبه بناني - ولأجعلن رضاك أكبر همتي ولأضربن من الهوى شيطاني - ولأقصدنك في جميع حوائجي من دون قصد فلانة وفلان.

أتقصدون ميتا هو أحوج ما يكون إليكم، وتزعمون أن بركاته تعود عليكم؟، يقولون: حلت بك البركات يا من أتيت لشيخ العرب، ومن أدراكم أن البركات قد حلت بشيخ العرب أو من أتي إليه، الأمر خطير والموضوع يطلب منك إعادة النظر والتفكير، فأول وصية وصاها لقمان لبنه وهو يعظه قال له: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) (لقمان:13) ، فيا من نطقت بلا إله إلا الله، تشبه المخلوق بالخالق في الدعاء والنداء، والمحبة والخوف والرجاء؟ انظروا إلي تعظيمهم لشيخ العرب في هذه الأبيات الشعرية، ووصفهم له بأوصاف الربوبية، ماذا يقولون؟

يا من هو البحر الخضم إذا جري: جاءت لك الزوار من أقصي القرى

كل ينادي يستغيث لما جري: فلقد حويت الفضل يا غوث الورى

أيها العاقل ألا تري؟ هل البدوي غوث الوري؟ يأتيه الملهوف من أقصي القرى؟ ماذا جري لعقولكم ماذا جري؟ من المغيث للملهوف يا تُرَي؟ (أَمَّنْ يُجِيبُ المُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلفَاءَ الأَرْضِ أَئِلهٌ مَعَ اللهِ قَليلا مَا تَذَكَّرُونَ أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ البَرِّ وَالبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَئِلهٌ مَعَ اللهِ تعالى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّنْ يَبْدَأُ الخَلقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَئِلهٌ مَعَ اللهِ قُل هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ قُل لا يَعْلمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الغَيْبَ إِلا اللهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) (النمل:65:62) .

عباد الله: ألا تعلمون أن دعاء الأموات يستلزم أن تجعل من لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا مشابها لمن كانت أزمة الأمور بيديه ومرجعها إليه، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن؟

ألا تعلمون أن دعاء الأموات، أو طلبَ المدد منهم، من أقبح أنواع الشرك على الإطلاق، لماذا؟ لأنه ينافي التوحيد والإخلاص، ويثبت للميت بدعائه أوصاف الألوهية، نعم يثبت للميت بصورة حتمية أوصاف الربوبية كيف، فالذي يقول مدد يثبت الداعي صفة الحياة للمقبور لأنه لو اعتقد أنه ميت ما توجه إليه بالنداء والدعاء، أبالله عليكم أيها العقلاء، ما تقولون في رجل توفي أباه، فذهب إلي قبره ودعاه، وناداه أبتاه أجبني أبتاه أجبني أنا في حيرة من أمري أغثني، ولدي مريض وليس عندي زاد، وزوجتي أصابها العقم والفساد، أعطني المال يا أبتاه، حتى أداوي زوجتي وولدي وأشفي بفضل زادك مرضي؟ تقولون عن هذا مجنون، ولا تقولونه لمليون أو سبعة مليون ممن يشدون الرحال ويذهبون يتراقصون في الموالد، يقبلون الأعتاب، ويستغيثون بسكان الأضرحة والقباب؟

ألا تعلم يا من أخلصت قلبك لله أنك إذا استغثت بالضريح أثبت أنه يسمع ويبصر، ويعلم ويقدر، أثبت أنه غني فالفقير لا يدعي ولا يقصد، ألم تسمع قول عالم الغيب والشهادة: (ذَلكُمْ اللهُ رَبُّكُمْ لهُ المُلكُ وَالذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلكُونَ مِنْ قِطْمِير ٍإِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لكُمْ وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) (فاطر:14:13) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام