أَتَى عَلْقَمَةُ الشَّامَ ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى فِيهِ ، ثُمَّ مَالَ إِلَى حَلْقَةٍ فَجَلَسَ فِيهَا ، قَالَ : فَجَاءَ رَجُلٌ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي ، فَقُلْتُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللَّهُ قَدِ اسْتَجَابَ دَعْوَتِي ، قَالَ : وَذَلِكَ الرَّجُلُ أَبُو الدَّرْدَاءِ ، فَقَالَ : " وَمَا ذَاكَ ؟ " فَقَالَ عَلْقَمَةُ : دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِيَ جَلِيسًا صَالِحًا ، فَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ أَنْتَ ، فَقَالَ : " مَنْ أَنْتَ ؟ " قُلْتُ : مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، أَوْ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ ، ثُمَّ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، فَقَالَ : أَبُو الدَّرْدَاءِ : " أَلَمْ يَكُنْ فِيكُمْ صَاحِبُ السِّرِّ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ أَحَدٌ - يَعْنِي حُذَيْفَةَ - " قَالَ : ثُمَّ قَالَ : " أَتَحْفَظُ كَمَا كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقْرَأُ ؟ " قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : " {{ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى }} ، قَالَ عَلْقَمَةُ : فَقُلْتُ : وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ هَكَذَا أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فِيهِ إِلَى فِيَّ فَمَا زَالَ هَؤُلَاءِ حَتَّى كَادُوا يَرُدُّونَنِي عَنْهَا "
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالَقَانِيُّ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مُغِيرَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : أَتَى عَلْقَمَةُ الشَّامَ ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى فِيهِ ، ثُمَّ مَالَ إِلَى حَلْقَةٍ فَجَلَسَ فِيهَا ، قَالَ : فَجَاءَ رَجُلٌ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي ، فَقُلْتُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللَّهُ قَدِ اسْتَجَابَ دَعْوَتِي ، قَالَ : وَذَلِكَ الرَّجُلُ أَبُو الدَّرْدَاءِ ، فَقَالَ : وَمَا ذَاكَ ؟ فَقَالَ عَلْقَمَةُ : دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِيَ جَلِيسًا صَالِحًا ، فَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ أَنْتَ ، فَقَالَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، أَوْ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ ، ثُمَّ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، فَقَالَ : أَبُو الدَّرْدَاءِ : أَلَمْ يَكُنْ فِيكُمْ صَاحِبُ السِّرِّ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ أَحَدٌ - يَعْنِي حُذَيْفَةَ - قَالَ : ثُمَّ قَالَ : أَتَحْفَظُ كَمَا كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقْرَأُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : {{ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى }} ، قَالَ عَلْقَمَةُ : فَقُلْتُ : وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ هَكَذَا أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ فِيهِ إِلَى فِيَّ فَمَا زَالَ هَؤُلَاءِ حَتَّى كَادُوا يَرُدُّونَنِي عَنْهَا قَالَ الشَّيْخُ أَبُو حَاتِمٍ : إِلَى هَاهُنَا حُلَفَاءُ قُرَيْشٍ ، وَإِنَّا نَذْكُرُ بَعْدُ هَؤُلَاءِ الْأَنْصَارَ مَنْ هَاجَرَ مِنْهُمْ ، وَمَنْ لَمْ يُهَاجِرْ إِنْ قَضَى اللَّهُ ذَلِكَ وَشَاءَهُ