أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ صَلَّى بِهِ وَبِالْأَسْوَدِ فَقَامَ بَيْنَهُمَا "
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ ، قَالَ : ثنا حَجَّاجٌ ، قَالَ : ثنا حَمَّادٌ ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ صَلَّى بِهِ وَبِالْأَسْوَدِ فَقَامَ بَيْنَهُمَا وَبِهِ قَالَ عَطَاءٌ ، وَالنَّخَعِيُّ ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ ، وَقَتَادَةُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَإِسْحَاقُ ، وَاحْتَجَّ إِسْحَاقُ بِفِعْلِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَغَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : صَلَاةُ الْجَمْعِ تَزِيدُ عَلَى صَلَاةِ الْفَذِّ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً وَقَالَتْ طَائِفَةٌ : لَا تُجْمِعْ فِي مَسْجِدٍ مَرَّتَيْنِ ، كَذَلِكَ قَالَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَبِهِ قَالَ أَبُو قِلَابَةَ ، وَابْنُ عَوْنٍ ، وَأَيُّوبُ ، وَالْبَتِّيُّ ، وَقَدْ رُوِّينَا هَذَا الْقَوْلَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، وَالنَّخعِيِّ ، خِلَافَ الْقَوْلِ الْأَوَّلِ ، وَمِمَّنْ قَالَ : لَا يُجْمَعُ فِي مَسْجِدٍ مَرَّتَيْنِ ، مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، وَالْأَوْزَاعِيُّ ، وَالشَّافِعِيُّ ، وَأَصْحَابُ الرَّأْيِ ، وَفِيهِ قَوْلٌ ثَالِثٌ ، قَالَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، قَالَ : لَا يُصَلَّى فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الْمَدِينَةِ صَلَاةٌ يَعْنِي جَمَاعَةً ، وَأَمَّا غَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْمَسَاجِدِ فَأَرْجُو ، أَنَسٌ فَعَلَهُ . وَكَانَ مَالِكٌ ، وَالشَّافِعِيُّ ، يَقُولَانِ فِي مَسْجِدٍ عَلَى طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمُسْلِمِينَ أَتَى قَوْمٌ فَجَمَّعُوا فِيهِ ، ثُمَّ أَتَى قَوْمٌ مِنْ بَعْدِهِمْ : فَلَا بَأْسَ أَنْ يُجَمِّعُوا أَيْضًا فِيهِ . قَالَ أَبُو بَكْرٍ : ثَبَتَ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : صَلَاةُ الْجَمِيعِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً ، وَثَبَتَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : صَلَاةُ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِهِ وَحْدَهُ ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مَعَ الثَّلَاثَةِ أَزْكَى ، وَمَا كَثُرَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ، وَحَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ ثَابِتٌ ، فَإِذَا فَاتَ جَمَاعَةً الصَّلَاةُ مَعَ الْإِمَامِ صَلَّوْا جَمَاعَةً اتِّبَاعًا لِحَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ ، وَطَلَبًا لِفَضْلِ الْجَمَاعَةِ ، وَلَا نَعْلَمُ مَعَ مَنْ كَرِهَ ذَلِكَ وَمَنَعَ مِنْهُ حُجَّةً