قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : قَوْلُهُ : " لَمْ يَتَغَنَّ " التَّغَنِّي وَالِاسْتِغْنَاءُ وَالتَّعَفُّفُ مِنْ مَسْأَلَةِ النَّاسِ ، وَاسْتِئْكَالِهِمْ بِالْقُرْآنِ ، وَأَنْ يَكُونَ فِي نَفْسِهِ بِحَمْلِهِ الْقُرْآنَ غَنِيًّا ، وَإِنْ كَانَ مِنَ الْمَالِ مُعْدَمًا
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : قَوْلُهُ : لَمْ يَتَغَنَّ التَّغَنِّي وَالِاسْتِغْنَاءُ وَالتَّعَفُّفُ مِنْ مَسْأَلَةِ النَّاسِ ، وَاسْتِئْكَالِهِمْ بِالْقُرْآنِ ، وَأَنْ يَكُونَ فِي نَفْسِهِ بِحَمْلِهِ الْقُرْآنَ غَنِيًّا ، وَإِنْ كَانَ مِنَ الْمَالِ مُعْدَمًا . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : كَأَذَنِهِ ، يَعْنِي : مَا اسْتَمَعَ اللَّهُ لِشَيْءٍ كَاسْتِمَاعِهِ لِنَبِيٍّ ، وَكَذَلِكَ قَوْلِهِ : {{ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ }} قَالَ : اسْتَمَعْتُ يُقَالُ أَذِنْتُ لِلشَّيْءِ أَذِنَ لَهُ أَذِنَا ، يَذْهَبُ بِهِ إِلَى الْإِذْنِ مِنَ الِاسْتِئْذَانِ ، وَلَيْسَ لِهَذَا وَجْهٌ ، وَكَيْفَ يَكُونُ إِذْنُهُ فِي هَذَا أَكْثَرَ مِنْ إِذْنِهِ فِي غَيْرِهِ ، وَالَّذِي أَذِنَ لَهُ فِيهِ مِنْ طَاعَتِهِ وَالْإِبْلَاغِ فِيهِ أَكْثَرُ مِنَ الْإِذْنِ فِي قِرَاءَةٍ يَجْهَرُ بِهَا ، وَقَوْلُهُ : يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ عِنْدَنَا تَحْزِينُ الْقِرَاءَةِ ، وَأَمَّا قَوْلُهُ : لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ فَلَيْسَ مِنْ هَذَا إِنَّمَا هُوَ الِاسْتِغْنَاءُ ، مِنْ هُنَا لَمْ يُخَرِّجْهُ مُسْلِمٌ