• 2172
  • فَحَدَّثَنَا عِمْرَانُ ، يَوْمَئِذٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ " قَالَ : أَوْ قَالَ : " الْحَيَاءُ كُلُّهُ خَيْرٌ "

    حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ وَهُوَ ابْنُ سُوَيْدٍ ، أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ حَدَّثَ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ فِي رَهْطٍ ، وَفِينَا بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ ، فَحَدَّثَنَا عِمْرَانُ ، يَوْمَئِذٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ قَالَ : أَوْ قَالَ : الْحَيَاءُ كُلُّهُ خَيْرٌ فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ : إِنَّا لَنَجِدُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ - أَوِ الْحِكْمَةِ - أَنَّ مِنْهُ سَكِينَةً وَوَقَارًا لِلَّهِ ، وَمِنْهُ ضَعْفٌ ، قَالَ : فَغَضِبَ عِمْرَانُ حَتَّى احْمَرَّتَا عَيْنَاهُ ، وَقَالَ : أَلَا أَرَى أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتُعَارِضُ فِيهِ ، قَالَ : فَأَعَادَ عِمْرَانُ الْحَدِيثَ ، قَالَ : فَأَعَادَ بُشَيْرٌ ، فَغَضِبَ عِمْرَانُ ، قَالَ : فَمَا زِلْنَا نَقُولُ فِيهِ إِنَّهُ مِنَّا يَا أَبَا نُجَيْدٍ ، إِنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ ، حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ حُجَيْرَ بْنَ الرَّبِيعِ الْعَدَوِيَّ ، يَقُولُ عَنْ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ

    الحياء: الحياء : الانقباض والانزواء
    الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ قَالَ : أَوْ قَالَ :
    حديث رقم: 5788 في صحيح البخاري كتاب الأدب باب الحياء
    حديث رقم: 78 في صحيح مسلم كِتَابُ الْإِيمَانَ بَابُ شُعَبِ الْإِيمَانِ
    حديث رقم: 4226 في سنن أبي داوود كِتَاب الْأَدَبِ بَابٌ فِي الْحَيَاءِ
    حديث رقم: 19386 في مسند أحمد ابن حنبل أَوَّلُ مُسْنَدِ الْبَصْرِيِّينَ حَدِيثُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ
    حديث رقم: 19398 في مسند أحمد ابن حنبل أَوَّلُ مُسْنَدِ الْبَصْرِيِّينَ حَدِيثُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ
    حديث رقم: 19467 في مسند أحمد ابن حنبل أَوَّلُ مُسْنَدِ الْبَصْرِيِّينَ حَدِيثُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ
    حديث رقم: 19476 في مسند أحمد ابن حنبل أَوَّلُ مُسْنَدِ الْبَصْرِيِّينَ حَدِيثُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ
    حديث رقم: 19518 في مسند أحمد ابن حنبل أَوَّلُ مُسْنَدِ الْبَصْرِيِّينَ حَدِيثُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ
    حديث رقم: 19531 في مسند أحمد ابن حنبل أَوَّلُ مُسْنَدِ الْبَصْرِيِّينَ حَدِيثُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ
    حديث رقم: 19535 في مسند أحمد ابن حنبل أَوَّلُ مُسْنَدِ الْبَصْرِيِّينَ حَدِيثُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ
    حديث رقم: 19566 في مسند أحمد ابن حنبل أَوَّلُ مُسْنَدِ الْبَصْرِيِّينَ حَدِيثُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ
    حديث رقم: 19557 في مسند أحمد ابن حنبل أَوَّلُ مُسْنَدِ الْبَصْرِيِّينَ حَدِيثُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ
    حديث رقم: 24821 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ الْأَدَبِ مَا ذُكِرَ فِي الْحَيَاءِ وَمَا جَاءَ فِيهِ
    حديث رقم: 230 في المعجم الصغير للطبراني بَابُ الْأَلِفِ بَابُ مَنِ اسْمُهُ إِبْرَاهِيمُ
    حديث رقم: 15067 في المعجم الكبير للطبراني
    حديث رقم: 15210 في المعجم الكبير للطبراني
    حديث رقم: 15309 في المعجم الكبير للطبراني
    حديث رقم: 15316 في المعجم الكبير للطبراني
    حديث رقم: 15317 في المعجم الكبير للطبراني
    حديث رقم: 15318 في المعجم الكبير للطبراني
    حديث رقم: 15319 في المعجم الكبير للطبراني
    حديث رقم: 15320 في المعجم الكبير للطبراني
    حديث رقم: 15321 في المعجم الكبير للطبراني
    حديث رقم: 15366 في المعجم الكبير للطبراني
    حديث رقم: 15377 في المعجم الكبير للطبراني
    حديث رقم: 15365 في المعجم الكبير للطبراني
    حديث رقم: 883 في مسند الطيالسي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ
    حديث رقم: 884 في مسند الطيالسي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ
    حديث رقم: 108 في مسند الروياني مسند الروياني مُسْنَدُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْن
    حديث رقم: 133 في مسند الروياني مسند الروياني مُسْنَدُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْن
    حديث رقم: 128 في مسند الروياني مسند الروياني مُسْنَدُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْن
    حديث رقم: 375 في الزهد لوكيع بن الجراح الزهد لوكيع بن الجراح بَابُ الْحَيَاءِ
    حديث رقم: 381 في الزهد لوكيع بن الجراح الزهد لوكيع بن الجراح بَابُ الْحَيَاءِ
    حديث رقم: 26 في الكرم والجود للبرجلاني الكرم والجود للبرجلاني
    حديث رقم: 27 في الكرم والجود للبرجلاني الكرم والجود للبرجلاني
    حديث رقم: 1339 في الزهد لهناد بن السري الزهد لهناد بن السري بَابُ الْحَيَاءِ
    حديث رقم: 1355 في الأدب المفرد للبخاري بَابُ الْحَيَاءِ
    حديث رقم: 372 في العلل الكبير للترمذي أَبْوَابُ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ مَا جَاءَ فِي الْحَيَاءِ
    حديث رقم: 72 في مكارم الاخلاق لابن أبي الدنيا مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا بَابُ ذِكْرِ الْحَيَاءِ وَمَا جَاءَ فِيهِ
    حديث رقم: 75 في مكارم الاخلاق لابن أبي الدنيا مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا بَابُ ذِكْرِ الْحَيَاءِ وَمَا جَاءَ فِيهِ
    حديث رقم: 81 في مكارم الاخلاق لابن أبي الدنيا مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا بَابُ ذِكْرِ الْحَيَاءِ وَمَا جَاءَ فِيهِ
    حديث رقم: 84 في مكارم الاخلاق لابن أبي الدنيا مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا بَابُ ذِكْرِ الْحَيَاءِ وَمَا جَاءَ فِيهِ
    حديث رقم: 95 في مكارم الاخلاق لابن أبي الدنيا مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا بَابُ ذِكْرِ الْحَيَاءِ وَمَا جَاءَ فِيهِ
    حديث رقم: 282 في مكارم الأخلاق للخرائطي مكارم الأخلاق للخرائطي بَابُ فَضِيلَةِ الْحَيَاءِ وَجَسِيمِ خَطَرِهِ
    حديث رقم: 283 في مكارم الأخلاق للخرائطي مكارم الأخلاق للخرائطي بَابُ فَضِيلَةِ الْحَيَاءِ وَجَسِيمِ خَطَرِهِ
    حديث رقم: 981 في الكنى والأسماء للدولابي ذِكْرُ الْمَعْرُوفِينَ بِالْكُنَى مِنْ التَّابِعِينَ مَنْ كُنْيَتُهُ أَبُو الْفَضْلِ أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَزْرَقُ ، يُحَدِّثُ عَنْ : حَرْبِ بْنِ شَدَّادٍ . وَأَبُو الْفَضْلِ عَبَّاسٌ الْأَنْصَارِيُّ ، يُحَدِّثُ عَنْ : سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ ابْنُ مَعِينٍ : لَيْسَ بِثِقَةٍ . وَأَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ الْكُمَيْتُ ، يَرْوِي عَنْ : أَيُّوبَ بْنِ سُوَيْدٍ . وَأَبُو الْفَضْلِ عِيسَى بْنُ شُعَيْبٍ الضَّرِيرُ ، عَن : رُوحِ بْنِ الْقَاسِمِ . وَأَبُو الْفَضْلِ خَالِدُ بْنُ رَبَاحٍ ، يَرْوِي عَنْهُ : يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ . وَأَبُو الْفَضْلِ خَالِدٌ النَّحْوِيُّ ، يَرْوِي عَنِ : الْحَسَنِ . وَأَبُو الْفَضْلِ كَثِيرُ بْنُ شَاذَانَ يَسَارٌ ، سَأَلَ الشَّعْبِيَّ ، يُحَدِّثُ عَنْهُ : خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ . وَأَبُو الْفَضْلِِ صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ مَرْوَزِيٌّ ، ثِقَةٌ . وَأَبُو الْفَضْلِ سِنَانُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ ، مَوْلَى وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ . وَأَبُو الْفَضْلِ بِحَرُ بْنُ كَثِيرٍ السَّقَّاءُ . وَأَبُو الْفَضْلِ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ الْحِمْصِيُّ الْجُرْجُسِيُّ ، يُحَدِّثُ عَن : بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ عَقِبٍ . وَأَبُو الْفَضْلِ يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ . وَأَبُو الْفَضْلِ ثَابِتٌ ، يَرْوِي عَنْهُ : بَكْرُ بْنُ جُمَيْعٍ . وَأَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى ، يُحَدِّثُ عَنْ : شُعَيْبِ بْنِ صَفْوَانَ . وَأَبُو الْفَضْلِ الرَّبِيعُ بْنُ يَحْيَى الْأَشْنَانيُّ . وَأَبُو الْفَضْلِ دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ . وَأَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزِيدٍ . وَأَبُو الْفَضْلِ مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ . وَأَبُو فَضَالَةَ الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ . وَأَبُو فَضَالَةَ الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ . وَأَبُو الْفَيْضِ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى صَاحِبُ حَدِيثِ نَافِعٍ فِي الْخَيْطِ ، وَهُوَ جَدُّ يَحْيَى بْنِ آدَمَ . وَأَبُو الْفَيْضِ مُوسَى بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، رَوَى عَنْهُ : شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ . وَأَبُو الْفَيْضِ يُوسُفُ بْنُ السَّفَرِ كَذَّابٌ .
    حديث رقم: 378 في أمالي المحاملي أمالي المحاملي مَجْلِسٌ آخَرُ إِمْلَاءً فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ
    حديث رقم: 284 في مكارم الأخلاق للخرائطي مكارم الأخلاق للخرائطي بَابُ فَضِيلَةِ الْحَيَاءِ وَجَسِيمِ خَطَرِهِ
    حديث رقم: 822 في طبقات المحدثين بأصبهان لأبي الشيخ الأصبهاني الطَّبَقَةُ التَّاسِعَةُ أَبُو مَسْعُودٍ يَزِيدُ بْنُ خَالِدٍ التَّاجِرُ مِنْ بَابِ كوشك ، تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ ، وَكَانَ أَحَدَ الثِّقَاتِ فَاضِلًا
    حديث رقم: 167 في أمثال الحديث لأبي الشيخ الأصبهاني أمثال الحديث لأبي الشيخ الأصبهاني قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ
    حديث رقم: 2267 في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء حلية الأولياء وطبقات الأصفياء أَبُو السَّوَّارِ الْعَدَوِيُّ
    حديث رقم: 2268 في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء حلية الأولياء وطبقات الأصفياء أَبُو السَّوَّارِ الْعَدَوِيُّ
    حديث رقم: 2269 في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء حلية الأولياء وطبقات الأصفياء أَبُو السَّوَّارِ الْعَدَوِيُّ
    حديث رقم: 8811 في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء حلية الأولياء وطبقات الأصفياء حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ
    حديث رقم: 4735 في معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني الأسمَاء عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ أَبُو نُجَيْدٍ الْخُزَاعِيُّ سَكَنَ الْبَصْرَةَ ، وَهُوَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ نَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ جَهْمَةَ بْنِ غَاضِرَةَ بْنِ خُشَيْنَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خُزَاعَةَ ، أَسْلَمَ وَغَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَوَاتٍ ، وَعَقِبُهُ بِالْبَصْرَةِ ، وَكَانَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ ، كَفَّ نَفْسَهُ عَنِ الْفِتْنَةِ ، مُجَابَ الدَّعْوَةِ ، بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُفَقِّهُ أَهْلَ الْبَصْرَةِ ، كَانَتِ الْمَلَائِكَةُ تُسَلِّمُ عَلَيْهِ مِنْ جَوَانِبِ بَيْتِهِ فِي عِلَّتِهِ ، فَلَمَّا اكْتَوَى فَقْدَهُ ، ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ ، كَانَ يَلْبَسُ الْخَزَّ ، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ ، وَقِيلَ : اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ ، حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ خُلَيْقٍ ، وَعَامَّةُ حَدِيثُهُ عِنْدَ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، وَأَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ ، وَالْحَسَنِ ، وَابْنِ سِيرِينَ ، وَأَبِي الْمُهَلَّبِ ، وَصَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ
    حديث رقم: 4736 في معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني الأسمَاء عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ أَبُو نُجَيْدٍ الْخُزَاعِيُّ سَكَنَ الْبَصْرَةَ ، وَهُوَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ نَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ جَهْمَةَ بْنِ غَاضِرَةَ بْنِ خُشَيْنَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خُزَاعَةَ ، أَسْلَمَ وَغَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَوَاتٍ ، وَعَقِبُهُ بِالْبَصْرَةِ ، وَكَانَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ ، كَفَّ نَفْسَهُ عَنِ الْفِتْنَةِ ، مُجَابَ الدَّعْوَةِ ، بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُفَقِّهُ أَهْلَ الْبَصْرَةِ ، كَانَتِ الْمَلَائِكَةُ تُسَلِّمُ عَلَيْهِ مِنْ جَوَانِبِ بَيْتِهِ فِي عِلَّتِهِ ، فَلَمَّا اكْتَوَى فَقْدَهُ ، ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ ، كَانَ يَلْبَسُ الْخَزَّ ، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ ، وَقِيلَ : اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ ، حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ خُلَيْقٍ ، وَعَامَّةُ حَدِيثُهُ عِنْدَ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، وَأَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ ، وَالْحَسَنِ ، وَابْنِ سِيرِينَ ، وَأَبِي الْمُهَلَّبِ ، وَصَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ
    حديث رقم: 349 في الجامع لأخلاق الراوي و آداب السامع وَلْيَتَّقِ إِعَادَةَ الِاسْتِفْهَامِ لِمَا قَدْ فَهِمَهُ


    [ رقم الحديث عند آل سلمان:83 ... ورقمه عند عبد الباقي:37]
    حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ إِسْحَقَ وَهُوَ ابْنُ سُوَيْدٍ أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ حَدَّثَ قَالَ كُنَّا عِنْدَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ فِي رَهْطٍ مِنَّا وَفِينَا بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ فَحَدَّثَنَا عِمْرَانُ يَوْمَئِذٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ قَالَ أَوْ قَالَ الْحَيَاءُ كُلُّهُ خَيْرٌ فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ إِنَّا لَنَجِدُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ أَوْ الْحِكْمَةِ أَنَّ مِنْهُ سَكِينَةً وَوَقَارًا لِلَّهِ وَمِنْهُ ضَعْفٌ قَالَ فَغَضِبَ عِمْرَانُ حَتَّى احْمَرَّتَا عَيْنَاهُ وَقَالَ أَلَا أَرَانِي أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتُعَارِضُ فِيهِ قَالَ فَأَعَادَ عِمْرَانُ الْحَدِيثَ قَالَ فَأَعَادَ بُشَيْرٌ فَغَضِبَ عِمْرَانُ قَالَ فَمَا زِلْنَا نَقُولُ فِيهِ إِنَّهُ مِنَّا يَا أَبَا نُجَيْدٍ إِنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ قَالَ سَمِعْتُ حُجَيْرَ بْنَ الرَّبِيعِ الْعَدَوِيَّ يَقُولُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ


    وَأَمَّا الرَّهْطُ فَهُوَ مَا دُونَ الْعَشَرَةِ مِنَ الرِّجَالِ خَاصَّةً لَا يَكُونُ فِيهِمُ امْرَأَةٌ وَلَيْسَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ اللَّفْظِ وَالْجَمْعُ أَرْهُطٌ وَأَرْهَاطٌ وَأَرَاهِطُ وَأَرَاهِيطُ .

    قَوْلُهُ : ( فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ إِنَّا لَنَجِدُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ أَوِ الْحِكْمَةِ أَنَّ مِنْهُ سَكِينَةً وَوَقَارًا لِلَّهِ تَعَالَى ، وَمِنْهُ ضَعْفٌ . فَغَضَبَ عِمْرَانُ حَتَّى احْمَرَّتَا عَيْنَاهُ وَقَالَ أَنَا أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَتُعَارِضُ فِيهِ إِلَى قَوْلِهِ فَمَا زِلْنَا نَقُولُ : إِنَّهُ مِنَّا يَا أَبَا نُجَيْدٍ ، إِنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ ) أَمَّا ( بُشَيْرٌ ) فَبِضَمِّ الْبَاءِ وَفَتْحِ الشِّينِ وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُهُ وَبَيَانُ أَمْثَالِهِ فِي آخَرِ الْفُصُولِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ هُوَ أَيْضًا فِي أَوَّلِ الْمُقَدِّمَةِ .

    وَأَمَّا نُجَيْدُ فَبِضَمِّ النُّونِ وَفَتْحِ الْجِيمِ وَآخِرِهِ دَالٌ مُهْمَلَةٌ . وَأَبُو نُجَيْدٍ هُوَ عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ كُنِي بِابْنِهِ نُجَيْدٍ .

    وَأَمَّا الضَّعْفُ فَبِفَتْحِ الضَّادِ وَضَمِّهَا لُغَتَانِ مَشْهُورَتَانِ .

    وَقَوْلُهُ ( حَتَّى احْمَرَّتَا عَيْنَاهُ ) كَذَا هُوَ فِي الْأُصُولِ وَهُوَ صَحِيحٌ جَارٍ عَلَى لُغَةِ أَكَلُونِي الْبَرَاغِيثُ وَمِثْلُهُ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا عَلَى أَحَدِ الْمَذَاهِبِ فِيهَا وَمِثْلُهُ " يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ " وَأَشْبَاهُهُ كَثِيرَةٌ مَعْرُوفَةٌ . وَرُوِّينَاهُ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ ( وَاحْمَرَّتْ عَيْنَاهُ ) مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ وَهَذَا ظَاهِرٌ .

    وَأَمَّا إِنْكَارُ عِمْرَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَلِكَوْنِهِ قَالَ : ( مِنْهُ ضَعْفٌ ) بَعْدَ سَمَاعِهِ قَوْلَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ خَيْرٌ كُلُّهُ . وَمَعْنَى تُعَارِضُ تَأْتِي بِكَلَامٍ فِي مُقَابَلَتِهِ وَتَعْتَرِضُ بِمَا يُخَالِفُهُ .

    وَقَوْلُهُمْ : ( إِنَّهُ مِنَّا لَا بَأْسَ بِهِ ) مَعْنَاهُ لَيْسَ هُوَ مِمَّنْ يُتَّهَمُ بِنِفَاقٍ أَوْ زَنْدَقَةٍ أَوْ بِدْعَةٍ أَوْ غَيْرِهَا مِمَّا يُخَالِفُ بِهِ أَهْلَ الِاسْتِقَامَةِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

    قَوْلُ مُسْلِمٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - : ( أَنْبَأَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا النَّضْرُ حَدَّثَنَا أَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ حُجَيْرَ بْنَ الرَّبِيعِ الْعَدَوِيَّ يَقُولُ : عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ ) هَذَا الْإِسْنَادُ أَيْضًا كُلُّهُ بَصْرِيُّونَ إِلَّا إِسْحَاقَ فَإِنَّهُ مَرْوَزِيٌّ .

    فَأَمَّا ( النَّضْرُ ) فَهُوَ ابْنُ شُمَيْلٍ الْإِمَامُ الْجَلِيلُ . وَأَمَّا ( أَبُو نَعَامَةَ ) فَبِفَتْحِ النُّونِ وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عِيسَى بْنِ سُوَيْدٍ وَهُوَ مِنَ الثِّقَاتِ الَّذِينَ اخْتَلَطُوا قَبْلَ مَوْتِهِمْ .

    وَقَدْ قَدَّمْنَا فِي الْفُصُولِ وَبَعْدَهَا أَنَّ مَا كَانَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنِ الْمُخْتَلِطِينَ فَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُ أَخَذَ عَنْهُمْ قَبْلَ الِاخْتِلَاطِ . وَأَمَّا ( حُجَيْرٌ ) فَبِضَمِّ الْحَاءِ وَبَعْدَهَا جِيمٌ مَفْتُوحَةٌ وَآخِرُهُ رَاءٌ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ وَلَهُ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ .



    عن إسحاق أن أبا قتادة حدث قال: كنا عند عمران بن حصين في رهط منا. وفينا بشير بن كعب. فحدثنا عمران يومئذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياء خير كله قال أو قال الحياء كله خير فقال بشير بن كعب: إنا لنجد في بعض الكتب أو الحكمة أن منه سكينة ووقارا لله. ومنه ضعف. قال فغضب عمران حتى احمرتا عيناه. وقال ألا أراني أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعارض فيه؟ قال فأعاد عمران الحديث. قال فأعاد بشير. فغضب عمران. قال، فمازلنا نقول فيه: إنه منا يا أبا نجيد! إنه لا بأس به.
    المعنى العام:
    في مجلس من مجالس العلم والوعظ حدث عمران بن حصين، يرغب في الحياء، ويدعو إلى التخلق به، حدث بقول النبي صلى الله عليه وسلم الحياء لا يأتي إلا بخير، الحياء خير كله، الحياء كله خير . وفي القوم بشير بن كعب، وكان على علم ببعض الكتب السابقة، وكتب الحكمة وكان فيما علم أن الحياء منه الممدوح، وهو الناشئ عن السكينة والوقار لله، ومنه المذموم وهو الناشئ عن الضعف والخور، فأشكل عليه الحديث، فقال لعمران: كيف نوفق بين الحديث وبين ما جاء في كتب الحكمة أن من الحياء وقارا، ومنه ضعفا؟ . وغضب عمران من بشير، لمقابلته الحديث بالحكمة، ولوضعه ما في الكتب الأخرى في صف واحد مع كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخاف أن يتطرق الشك في الحديث لمن في قلبه ريب ونفاق إذا سمع بهذه الحكمة. وأراد أن يصون السنة عن أن يذكر معها غيرها، فقال لبشير: لا أحب أن أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث، فتعارض فيه بأي قول آخر. ثم أعاد عمران الحديث، وهو مغضب مكفهر الوجه، محمر العينين. وأخذت بشير العزة والحمية، فإن في قول عمران طعنا لعقيدته، وفهمه وتصرفه، وما قصد بكلامه الغض من شأن السنة، ولا معارضتها بقول أحد، وإنما قصد أن يفهم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجه يتمشى مع ما هو معروف من إطلاق الحياء أحيانا على ما لا خير فيه. فلم يخش ثورة عمران، ولا احمرار عينيه، فأعاد قولته السابقة: إنا لنجد في بعض الكتب أو الحكمة أن منه سكينة ووقارا لله، ومنه ضعف، فاستشاط عمران غيظا، وانتفخت أوداجه، وتحركت أعضاؤه، وكاد يمسك ببشير أو يخرجه من مجلسه، وبشير لا يتحرك. أما الجلساء فقد أخذوا يهدئون من روع عمران ويطمئنونه على حسن قصد بشير وعلى صحة عقيدته، يقولون: رفقا يا أبا نجيد، عفوا يا أبا نجيد، إحسانا يا أبا نجيد، إن بشيرا منا معشر المقدسين للسنة، المصدقين بكل ما جاءت به، إنه غير متهم في دينه، وليس من أهل البدع والأهواء، حتى هدأ عمران. المباحث العربية (إنه مكتوب في الحكمة) اسم إن ضمير الحال والشأن. (أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثني عن صحفك) الكلام على تقدير همزة الاستفهام الإنكاري التوبيخي، أي لا يليق ولا يصح أن أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثني عن صحفك. (كنا عند عمران في رهط) الرهط ما دون العشرة من الرجال خاصة لا يكون فيهم امرأة، وليس له واحد من لفظه، وجمعه أرهط، وأرهاط وأراهط، وأراهيط، والجار والمجرور في رهط متعلق بمحذوف حال من اسم كان، أو من الضمير المستكن في خبرها. (وفينا بشير) بضم الباء وفتح الشين، مبتدأ مؤخر، وخبر مقدم، والجملة في محل النصب على الحال، من الضمير المستكن في خبر كان. (حتى احمرتا عيناه) هو في كل الأصول بألف احمرتا قال النووي: وهو صحيح جار على لغة أكلوني البراغيث، ومثله {وأسروا النجوى الذين ظلموا} [الأنبياء: 3] على أحد المذاهب فيها، ومثله يتعاقبون فيكم ملائكة وأشباهه كثيرة معروفة، ورويناه في سنن أبي داود واحمرت عيناه من غير ألف، وهذا ظاهر. اهـ. (ألا أراني أحدثك) ألا حرف تنبيه، وأحدثك في محل المفعول الثاني لأرى، والتقدير: أراني محدثك. (وتعارض فيه) الجملة في محل النصب على الحال من فاعل أحدثك والضمير المجرور في فيه يعود على الحديث المفهوم من أحدثك والتقدير: أراني محدثك حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حالة معارضتك في هذا الحديث، والمقصود إنكار المعارضة بكلام مقابل مخالف. (فأعاد بشير) مفعوله محذوف، للعلم به، أي أعاد بشير مقالته. (ومنه ضعف) بالرفع، مبتدأ مؤخر، والجار والمجرور خبر مقدم، وهو من عطف الجمل، ويجوز في ضاد ضعف الفتح والضم، لغتان مشهورتان. (إنه منا) ضمير اسم إن لبشير، ومعنى إنه منا أي من عقيدتنا واستقامتنا، وليس ممن يتهم بنفاق أو زندقة. (إنه لا بأس به) أي لا طعن فيه باتباع أهل الهوى والبدعة، حتى يحمل كلامه على معارضة السنة. فقه الحديث الشبهة الواردة على الحديث هي ما قد يقال: رب حياء يمنع عن قول الحق أو فعل الخير، كأن يحجم صاحبه عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكيف يكون هذا خيرا؟ وأجاب عن ذلك ابن الصلاح بأن مثله ليس بحياء حقيقة، بل هو عجز ومهانة، وإنما تسميته حياء من إطلاق بعض أهل العرف، أطلقوه مجازا لمشابهته الحياء الحقيقي، والحياء الحقيقي كله خير. وقال الأبي ما معناه: إنه حياء حقيقة، وقوله صلى الله عليه وسلم الحياء لا يأتي إلا بخير من قبيل العام المخصوص، إن جعلت الأداة في الحياء للعموم، وإن لم تجعل فالحديث قضية مهملة، والمهملة في قوة الجزئية، ولا تناقض بين جزئيتين، فالمعنى بعض الحياء لا يأتي إلا بخير، وبعض الحياء لا خير فيه. اهـ . وهذا الذي ذهب إليه الأبي إن قبل في قوله: صلى الله عليه وسلم الحياء لا يأتي إلا بخير فإنه لا يقبل في قوله: صلى الله عليه وسلم الحياء خير كله والحياء كله خير، فإن ادعاء العام المخصوص، أو ادعاء أن القضية مهملة في قوة الجزئية لا يستقيم مع التأكيد بلفظ كل . وتحقيق المسألة أن الحياء في اللغة تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به، وهو بهذا المعنى منه الممدوح، ومنه المذموم، منه السكينة والوقار لله، ومنه الضعف والخور، منه ما يأتي بخير، ومنه ما لا يأتي بخير، بل قد يأتي بالضرر والشر. وهذا هو المقصود بما جاء في بعض كتب الحكمة. أما على تفسير الشرع له بأنه خلق يبعث على اجتناب القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق، فإنه بهذا المعنى لا يأتي إلا بخير، وهو خير كله. وهذا هو المقصود بالحديث، فإن كان الحياء عن محرم فهو واجب، وإن كان عن مكروه فهو مندوب، وإن كان عن مباح فهو على وفق الشرع مباح، وهو في جميع هذه الحالات لا يأتي إلا بخير، وكله خير. وعلى هذا التفسير يمكن أن يقال: إن انكسار النفس وانقباضها عن السؤال في العلم والتزود منه، ليس حياء شرعيا، لأنه لا يبعث على اجتناب القبيح، بل هو - والحالة هذه- باعث على اجتناب الحسن، مؤد إلى التقصير في حق صاحبه. ولكنه حياء لغوي، تغير وانكسار خوف ارتكاب ما يعاب به، ولهذا صح قول ابن عمر: فاستحييت حين أحجم عن الجواب والكلام في العلم، وصح قول أبيه معاتبا له على هذا الانقباض النفسي، لأن تكون قلتها أحب إلي من أن يكون لي كذا وكذا (أي حمر النعم) . وصح قول عائشة: نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين . وصح قول مجاهد: لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر . فكل هذه النصوص من قبيل إطلاق الحياء بمعناه اللغوي، وليس بالمعنى الشرعي. وحين نتساءل - بعد هذا التفصيل- عن وجه إنكار عمران على بشير مع أن ما حكاه بشير صحيح من الناحية اللغوية نقول: نستبعد أن يكون عمران قد حمل ما في الحكمة من الحياء على الحياء الشرعي، وأن يكون بشير يعارض الحديث بما جاء فيها. وإنما الذي أنكره عمران وضع بشير قول الحكماء في مقابلة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وقصد عمران بذلك صون السنة أن يذكر معها غيرها، حتى ولو كان هذا الغير موافقا لها، لأنها أجل من أن يستشهد على صحتها، فما بالنا والمقابل يوهم معارضتها، وأسلوب سياقه يوهم الميل إليه لا إليها. إنه باب لو فتح لاستهان الناس بها، ولتطرق الشك فيها عند مرضى القلوب ومن يعبد الله على حرف، وأصحاب البدع والأهواء، وعليه فإن إصرار بشير على موقفه بعيد عن الحكمة والصواب. هذا، والحياء كما قال الراغب من خصائص الإنسان، ليرتدع عن ارتكاب ما يشتهي، فلا يكون كالبهيمة، وهو مركب من جبن وعفة، فلذلك لا يكون المستحي فاسقا، وقلما يكون الشجاع مستحيا. والحياء الشرعي درجات، أعلاها أن يستحي المتقلب في نعم الله أن يستعين بها على معصيته، وأن يعبد الله كأنه يراه، ويحرص على أن لا يفقده ربه حيث أمره، وأن لا يراه حيث نهاه، وفي هذا يقول صلى الله عليه وسلم لأصحابه استحيوا من الله حق الحياء . قالوا: إنا نستحي والحمد لله، فقال: ليس ذلك، وإنما الاستحياء من الله تعالى حق الحياء أن تحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، وتذكر الموت والبلى، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء . ويؤخذ من الحديث 1 - الحث على التخلق بخلق الحياء. 2 - أن الحياء الشرعي خير كله، ولو أدى إلى ضياع بعض الحقوق الدنيوية. 3 - أن ما يمنع من السؤال في العلم، أو يمنع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو يمنع من أداء واجب، أو يسمح بفعل محرم، كل ذلك ليس حياء شرعيا، وكل ذلك ليس من الإيمان، وكل ذلك لا خير فيه. 4 - حرص السلف على صيانة السنة من المعارضة، ودفاعهم عنها وغيرتهم عليها. 5 - عمل علمائهم على نشر السنة والوعظ والتذكير في مجالسهم . 6 - أنه يجب على من حضر خصومة أن يهدئ من ثورتها، ويلطف من حرارتها، ولا يشعل نارها. والله أعلم

    لا توجد بيانات