• 2406
  • لَمْ أَزَلْ حَرِيصًا عَلَى أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ ، عَنِ المَرْأَتَيْنِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، اللَّتَيْنِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {{ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا }} حَتَّى حَجَّ وَحَجَجْتُ مَعَهُ ، وَعَدَلَ وَعَدَلْتُ مَعَهُ بِإِدَاوَةٍ فَتَبَرَّزَ ، ثُمَّ جَاءَ فَسَكَبْتُ عَلَى يَدَيْهِ مِنْهَا فَتَوَضَّأَ ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ مَنِ المَرْأَتَانِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، اللَّتَانِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {{ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا }} ؟ قَالَ : وَاعَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، هُمَا عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ عُمَرُ الحَدِيثَ يَسُوقُهُ قَالَ : كُنْتُ أَنَا وَجَارٌ لِي مِنَ الأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ ، وَهُمْ مِنْ عَوَالِي المَدِينَةِ ، وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا ، فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بِمَا حَدَثَ مِنْ خَبَرِ ذَلِكَ اليَوْمِ مِنَ الوَحْيِ أَوْ غَيْرِهِ ، وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ ، وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى الأَنْصَارِ إِذَا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ ، فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَأْخُذْنَ مِنْ أَدَبِ نِسَاءِ الأَنْصَارِ ، فَصَخِبْتُ عَلَى امْرَأَتِي فَرَاجَعَتْنِي ، فَأَنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي ، قَالَتْ : وَلِمَ تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ ؟ فَوَاللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُرَاجِعْنَهُ ، وَإِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتَهْجُرُهُ اليَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ ، فَأَفْزَعَنِي ذَلِكَ وَقُلْتُ لَهَا : قَدْ خَابَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكِ مِنْهُنَّ ، ثُمَّ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي ، فَنَزَلْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلْتُ لَهَا : أَيْ حَفْصَةُ ، أَتُغَاضِبُ إِحْدَاكُنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اليَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، فَقُلْتُ : قَدْ خِبْتِ وَخَسِرْتِ ، أَفَتَأْمَنِينَ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ لِغَضَبِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَهْلِكِي ؟ لاَ تَسْتَكْثِرِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلاَ تُرَاجِعِيهِ فِي شَيْءٍ وَلاَ تَهْجُرِيهِ ، وَسَلِينِي مَا بَدَا لَكِ ، وَلاَ يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ أَوْضَأَ مِنْكِ وَأَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُرِيدُ عَائِشَةَ - قَالَ عُمَرُ : وَكُنَّا قَدْ تَحَدَّثْنَا أَنَّ غَسَّانَ تُنْعِلُ الخَيْلَ لِغَزْوِنَا ، فَنَزَلَ صَاحِبِي الأَنْصَارِيُّ يَوْمَ نَوْبَتِهِ ، فَرَجَعَ إِلَيْنَا عِشَاءً فَضَرَبَ بَابِي ضَرْبًا شَدِيدًا ، وَقَالَ : أَثَمَّ هُوَ ؟ فَفَزِعْتُ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : قَدْ حَدَثَ اليَوْمَ أَمْرٌ عَظِيمٌ ، قُلْتُ : مَا هُوَ ، أَجَاءَ غَسَّانُ ؟ قَالَ : لاَ ، بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَأَهْوَلُ ، طَلَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ ، - وَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ حُنَيْنٍ : سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ - فَقَالَ : اعْتَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَزْوَاجَهُ فَقُلْتُ : خَابَتْ حَفْصَةُ وَخَسِرَتْ ، قَدْ كُنْتُ أَظُنُّ هَذَا يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ ، فَجَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي ، فَصَلَّيْتُ صَلاَةَ الفَجْرِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَشْرُبَةً لَهُ فَاعْتَزَلَ فِيهَا ، وَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَإِذَا هِيَ تَبْكِي ، فَقُلْتُ : مَا يُبْكِيكِ أَلَمْ أَكُنْ حَذَّرْتُكِ هَذَا ، أَطَلَّقَكُنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَتْ : لاَ أَدْرِي ، هَا هُوَ ذَا مُعْتَزِلٌ فِي المَشْرُبَةِ ، فَخَرَجْتُ فَجِئْتُ إِلَى المِنْبَرِ ، فَإِذَا حَوْلَهُ رَهْطٌ يَبْكِي بَعْضُهُمْ ، فَجَلَسْتُ مَعَهُمْ قَلِيلًا ، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ ، فَجِئْتُ المَشْرُبَةَ الَّتِي فِيهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ لِغُلاَمٍ لَهُ أَسْوَدَ : اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ ، فَدَخَلَ الغُلاَمُ فَكَلَّمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ رَجَعَ ، فَقَالَ : كَلَّمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ ، فَانْصَرَفْتُ حَتَّى جَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ المِنْبَرِ ، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ فَقُلْتُ لِلْغُلاَمِ : اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ ، فَدَخَلَ ثُمَّ رَجَعَ ، فَقَالَ : قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ ، فَرَجَعْتُ فَجَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ المِنْبَرِ ، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ ، فَجِئْتُ الغُلاَمَ فَقُلْتُ : اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ ، فَدَخَلَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ فَقَالَ : قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ ، فَلَمَّا وَلَّيْتُ مُنْصَرِفًا ، قَالَ : إِذَا الغُلاَمُ يَدْعُونِي ، فَقَالَ : قَدْ أَذِنَ لَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا هُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى رِمَالِ حَصِيرٍ ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فِرَاشٌ ، قَدْ أَثَّرَ الرِّمَالُ بِجَنْبِهِ ، مُتَّكِئًا عَلَى وِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ ؟ فَرَفَعَ إِلَيَّ بَصَرَهُ فَقَالَ : " لاَ " فَقُلْتُ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، ثُمَّ قُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ أَسْتَأْنِسُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَوْ رَأَيْتَنِي وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ ، فَلَمَّا قَدِمْنَا المَدِينَةَ إِذَا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ ، فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ رَأَيْتَنِي وَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلْتُ لَهَا : لاَ يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ أَوْضَأَ مِنْكِ ، وَأَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُرِيدُ عَائِشَةَ - فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبَسُّمَةً أُخْرَى ، فَجَلَسْتُ حِينَ رَأَيْتُهُ تَبَسَّمَ ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي فِي بَيْتِهِ ، فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا يَرُدُّ البَصَرَ ، غَيْرَ أَهَبَةٍ ثَلاَثَةٍ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ فَلْيُوَسِّعْ عَلَى أُمَّتِكَ ، فَإِنَّ فَارِسَ وَالرُّومَ قَدْ وُسِّعَ عَلَيْهِمْ وَأُعْطُوا الدُّنْيَا ، وَهُمْ لاَ يَعْبُدُونَ اللَّهَ ، فَجَلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ مُتَّكِئًا ، فَقَالَ : " أَوَفِي هَذَا أَنْتَ يَا ابْنَ الخَطَّابِ ، إِنَّ أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلُوا طَيِّبَاتِهِمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا " فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي ، فَاعْتَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ الحَدِيثِ حِينَ أَفْشَتْهُ حَفْصَةُ إِلَى عَائِشَةَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً ، وَكَانَ قَالَ : " مَا أَنَا بِدَاخِلٍ عَلَيْهِنَّ شَهْرًا " مِنْ شِدَّةِ مَوْجِدَتِهِ عَلَيْهِنَّ حِينَ عَاتَبَهُ اللَّهُ ، فَلَمَّا مَضَتْ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَبَدَأَ بِهَا ، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّكَ كُنْتَ قَدْ أَقْسَمْتَ أَنْ لاَ تَدْخُلَ عَلَيْنَا شَهْرًا ، وَإِنَّمَا أَصْبَحْتَ مِنْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً أَعُدُّهَا عَدًّا ، فَقَالَ : " الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً " فَكَانَ ذَلِكَ الشَّهْرُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً ، قَالَتْ عَائِشَةُ : ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى آيَةَ التَّخَيُّرِ ، فَبَدَأَ بِي أَوَّلَ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ فَاخْتَرْتُهُ ، ثُمَّ خَيَّرَ نِسَاءَهُ كُلَّهُنَّ فَقُلْنَ مِثْلَ مَا قَالَتْ عَائِشَةُ

    حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : لَمْ أَزَلْ حَرِيصًا عَلَى أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ ، عَنِ المَرْأَتَيْنِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، اللَّتَيْنِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {{ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا }} حَتَّى حَجَّ وَحَجَجْتُ مَعَهُ ، وَعَدَلَ وَعَدَلْتُ مَعَهُ بِإِدَاوَةٍ فَتَبَرَّزَ ، ثُمَّ جَاءَ فَسَكَبْتُ عَلَى يَدَيْهِ مِنْهَا فَتَوَضَّأَ ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ مَنِ المَرْأَتَانِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، اللَّتَانِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {{ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا }} ؟ قَالَ : وَاعَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، هُمَا عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ عُمَرُ الحَدِيثَ يَسُوقُهُ قَالَ : كُنْتُ أَنَا وَجَارٌ لِي مِنَ الأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ ، وَهُمْ مِنْ عَوَالِي المَدِينَةِ ، وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَيَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا ، فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بِمَا حَدَثَ مِنْ خَبَرِ ذَلِكَ اليَوْمِ مِنَ الوَحْيِ أَوْ غَيْرِهِ ، وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ ، وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى الأَنْصَارِ إِذَا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ ، فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَأْخُذْنَ مِنْ أَدَبِ نِسَاءِ الأَنْصَارِ ، فَصَخِبْتُ عَلَى امْرَأَتِي فَرَاجَعَتْنِي ، فَأَنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي ، قَالَتْ : وَلِمَ تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ ؟ فَوَاللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَيُرَاجِعْنَهُ ، وَإِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتَهْجُرُهُ اليَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ ، فَأَفْزَعَنِي ذَلِكَ وَقُلْتُ لَهَا : قَدْ خَابَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكِ مِنْهُنَّ ، ثُمَّ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي ، فَنَزَلْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلْتُ لَهَا : أَيْ حَفْصَةُ ، أَتُغَاضِبُ إِحْدَاكُنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ اليَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، فَقُلْتُ : قَدْ خِبْتِ وَخَسِرْتِ ، أَفَتَأْمَنِينَ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ لِغَضَبِ رَسُولِهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَتَهْلِكِي ؟ لاَ تَسْتَكْثِرِي النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَلاَ تُرَاجِعِيهِ فِي شَيْءٍ وَلاَ تَهْجُرِيهِ ، وَسَلِينِي مَا بَدَا لَكِ ، وَلاَ يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ أَوْضَأَ مِنْكِ وَأَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - يُرِيدُ عَائِشَةَ - قَالَ عُمَرُ : وَكُنَّا قَدْ تَحَدَّثْنَا أَنَّ غَسَّانَ تُنْعِلُ الخَيْلَ لِغَزْوِنَا ، فَنَزَلَ صَاحِبِي الأَنْصَارِيُّ يَوْمَ نَوْبَتِهِ ، فَرَجَعَ إِلَيْنَا عِشَاءً فَضَرَبَ بَابِي ضَرْبًا شَدِيدًا ، وَقَالَ : أَثَمَّ هُوَ ؟ فَفَزِعْتُ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : قَدْ حَدَثَ اليَوْمَ أَمْرٌ عَظِيمٌ ، قُلْتُ : مَا هُوَ ، أَجَاءَ غَسَّانُ ؟ قَالَ : لاَ ، بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَأَهْوَلُ ، طَلَّقَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ نِسَاءَهُ ، - وَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ حُنَيْنٍ : سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ - فَقَالَ : اعْتَزَلَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَزْوَاجَهُ فَقُلْتُ : خَابَتْ حَفْصَةُ وَخَسِرَتْ ، قَدْ كُنْتُ أَظُنُّ هَذَا يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ ، فَجَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي ، فَصَلَّيْتُ صَلاَةَ الفَجْرِ مَعَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَشْرُبَةً لَهُ فَاعْتَزَلَ فِيهَا ، وَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَإِذَا هِيَ تَبْكِي ، فَقُلْتُ : مَا يُبْكِيكِ أَلَمْ أَكُنْ حَذَّرْتُكِ هَذَا ، أَطَلَّقَكُنَّ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَتْ : لاَ أَدْرِي ، هَا هُوَ ذَا مُعْتَزِلٌ فِي المَشْرُبَةِ ، فَخَرَجْتُ فَجِئْتُ إِلَى المِنْبَرِ ، فَإِذَا حَوْلَهُ رَهْطٌ يَبْكِي بَعْضُهُمْ ، فَجَلَسْتُ مَعَهُمْ قَلِيلًا ، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ ، فَجِئْتُ المَشْرُبَةَ الَّتِي فِيهَا النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقُلْتُ لِغُلاَمٍ لَهُ أَسْوَدَ : اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ ، فَدَخَلَ الغُلاَمُ فَكَلَّمَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ثُمَّ رَجَعَ ، فَقَالَ : كَلَّمْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ ، فَانْصَرَفْتُ حَتَّى جَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ المِنْبَرِ ، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ فَقُلْتُ لِلْغُلاَمِ : اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ ، فَدَخَلَ ثُمَّ رَجَعَ ، فَقَالَ : قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ ، فَرَجَعْتُ فَجَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ المِنْبَرِ ، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ ، فَجِئْتُ الغُلاَمَ فَقُلْتُ : اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ ، فَدَخَلَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ فَقَالَ : قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ ، فَلَمَّا وَلَّيْتُ مُنْصَرِفًا ، قَالَ : إِذَا الغُلاَمُ يَدْعُونِي ، فَقَالَ : قَدْ أَذِنَ لَكَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَإِذَا هُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى رِمَالِ حَصِيرٍ ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فِرَاشٌ ، قَدْ أَثَّرَ الرِّمَالُ بِجَنْبِهِ ، مُتَّكِئًا عَلَى وِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ ؟ فَرَفَعَ إِلَيَّ بَصَرَهُ فَقَالَ : لاَ فَقُلْتُ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، ثُمَّ قُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ أَسْتَأْنِسُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَوْ رَأَيْتَنِي وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ ، فَلَمَّا قَدِمْنَا المَدِينَةَ إِذَا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ ، فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، ثُمَّ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ رَأَيْتَنِي وَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلْتُ لَهَا : لاَ يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ أَوْضَأَ مِنْكِ ، وَأَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - يُرِيدُ عَائِشَةَ - فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تَبَسُّمَةً أُخْرَى ، فَجَلَسْتُ حِينَ رَأَيْتُهُ تَبَسَّمَ ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي فِي بَيْتِهِ ، فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا يَرُدُّ البَصَرَ ، غَيْرَ أَهَبَةٍ ثَلاَثَةٍ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ فَلْيُوَسِّعْ عَلَى أُمَّتِكَ ، فَإِنَّ فَارِسَ وَالرُّومَ قَدْ وُسِّعَ عَلَيْهِمْ وَأُعْطُوا الدُّنْيَا ، وَهُمْ لاَ يَعْبُدُونَ اللَّهَ ، فَجَلَسَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَكَانَ مُتَّكِئًا ، فَقَالَ : أَوَفِي هَذَا أَنْتَ يَا ابْنَ الخَطَّابِ ، إِنَّ أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلُوا طَيِّبَاتِهِمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي ، فَاعْتَزَلَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ نِسَاءَهُ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ الحَدِيثِ حِينَ أَفْشَتْهُ حَفْصَةُ إِلَى عَائِشَةَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً ، وَكَانَ قَالَ : مَا أَنَا بِدَاخِلٍ عَلَيْهِنَّ شَهْرًا مِنْ شِدَّةِ مَوْجِدَتِهِ عَلَيْهِنَّ حِينَ عَاتَبَهُ اللَّهُ ، فَلَمَّا مَضَتْ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَبَدَأَ بِهَا ، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّكَ كُنْتَ قَدْ أَقْسَمْتَ أَنْ لاَ تَدْخُلَ عَلَيْنَا شَهْرًا ، وَإِنَّمَا أَصْبَحْتَ مِنْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً أَعُدُّهَا عَدًّا ، فَقَالَ : الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً فَكَانَ ذَلِكَ الشَّهْرُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً ، قَالَتْ عَائِشَةُ : ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى آيَةَ التَّخَيُّرِ ، فَبَدَأَ بِي أَوَّلَ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ فَاخْتَرْتُهُ ، ثُمَّ خَيَّرَ نِسَاءَهُ كُلَّهُنَّ فَقُلْنَ مِثْلَ مَا قَالَتْ عَائِشَةُ

    وعدل: عدل : قصد ومال واتجه
    وعدلت: عدل : قصد ومال واتجه
    بإداوة: الإداوة : إناء صغير من جلد يحمل فيه الماء وغيره
    فتبرز: تبرز : خرج إلى البَراز ( المكان الخالي الفسيح ) لقضاء حاجته
    يسوقه: السوق : السرد والرواية
    نتناوب: تناوب : تداول وتبادل الفعل مرة ومرة
    نغلب: الغلبة : القهر ، والمراد هنا أنهم يحكمون على نسائهم
    تغلبهم: الغلبة : القهر والمراد هنا أن النساء يحكمن على الرجال
    فطفق: طفق يفعل الشيء : أخذ في فعله واستمر فيه
    فراجعتني: راجعته : ردت عليه الجواب
    تراجعني: راجعته : ردت عليه الجواب
    أراجعك: راجعته : ردت عليه الجواب
    ليراجعنه: راجعته : ردت عليه الجواب
    تراجعيه: راجعته : ردت عليه الجواب
    بدا: بدا : وضح وظهر
    يغرنك: غره : خدعه
    أوضأ: الوضاءة : الحسن والجمال والنظافة
    أثم: ثَمَّ : اسم يشار به إلى المكان البعيد بمعنى هناك
    اعتزل: اعتزل : من العزلة وهي البعد والتنحي والهجر
    مشربة: المشربة : الحجرة المرتفعة
    المشربة: المشربة : الحجرة المرتفعة
    رهط: الرهط : الجماعة من الرجال دون العشرة
    أجد: أجد : ألقى وأصاب به
    الرهط: الرهط : الجماعة من الرجال دون العشرة
    أدم: الأدم : الجلد المدبوغ
    أهبة: الأهبة : جمع إهَاب وهو الجلد الذي لم يدبغ
    موجدته: موجدته : غضبته وحزنه
    أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلُوا طَيِّبَاتِهِمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا فَقُلْتُ : يَا
    حديث رقم: 2363 في صحيح البخاري كتاب المظالم والغصب باب الغرفة والعلية المشرفة وغير المشرفة في السطوح وغيرها
    حديث رقم: 4647 في صحيح البخاري كتاب تفسير القرآن باب {تبتغي مرضاة أزواجك}
    حديث رقم: 5529 في صحيح البخاري كتاب اللباس باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتجوز من اللباس والبسط
    حديث رقم: 4648 في صحيح البخاري كتاب تفسير القرآن باب {وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا، فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض، فلما نبأها به قالت: من أنبأك هذا؟ قال: نبأني العليم الخبير}
    حديث رقم: 89 في صحيح البخاري كتاب العلم باب التناوب في العلم
    حديث رقم: 4649 في صحيح البخاري كتاب تفسير القرآن باب {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} [التحريم: 4] "
    حديث رقم: 4940 في صحيح البخاري كتاب النكاح باب حب الرجل بعض نسائه أفضل من بعض
    حديث رقم: 6867 في صحيح البخاري كتاب أخبار الآحاد باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في الأذان والصلاة والصوم والفرائض والأحكام
    حديث رقم: 6873 في صحيح البخاري كتاب أخبار الآحاد باب قول الله تعالى: {لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم} [
    حديث رقم: 2782 في صحيح مسلم كِتَابُ الطَّلَاقِ بَابٌ فِي الْإِيلَاءِ ، وَاعْتِزَالِ النِّسَاءِ ، وَتَخْيِيرِهِنَّ وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
    حديث رقم: 2783 في صحيح مسلم كِتَابُ الطَّلَاقِ بَابٌ فِي الْإِيلَاءِ ، وَاعْتِزَالِ النِّسَاءِ ، وَتَخْيِيرِهِنَّ وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
    حديث رقم: 2785 في صحيح مسلم كِتَابُ الطَّلَاقِ بَابٌ فِي الْإِيلَاءِ ، وَاعْتِزَالِ النِّسَاءِ ، وَتَخْيِيرِهِنَّ وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
    حديث رقم: 2784 في صحيح مسلم كِتَابُ الطَّلَاقِ بَابٌ فِي الْإِيلَاءِ ، وَاعْتِزَالِ النِّسَاءِ ، وَتَخْيِيرِهِنَّ وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
    حديث رقم: 4590 في سنن أبي داوود كِتَاب الْأَدَبِ أَبْوَابُ النَّوْمِ
    حديث رقم: 3389 في جامع الترمذي أبواب تفسير القرآن باب ومن سورة التحريم
    حديث رقم: 2740 في جامع الترمذي أبواب الاستئذان والآداب باب ما جاء في الاستئذان ثلاثة
    حديث رقم: 2123 في السنن الصغرى للنسائي كتاب الصيام كم الشهر وذكر الاختلاف على الزهري في الخبر عن عائشة
    حديث رقم: 4150 في سنن ابن ماجة كِتَابُ الزُّهْدِ بَابُ ضِجَاعِ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حديث رقم: 1815 في صحيح ابن خزيمة كِتَابُ الصِّيَامِ جُمَّاعُ أَبْوَابِ الْأَهِلَّةِ وَوَقْتُ ابْتِدَاءِ صَوْمِ شَهْرَ رَمَضَانَ
    حديث رقم: 1995 في صحيح ابن خزيمة كِتَابُ الصِّيَامِ جُمَّاعُ أَبْوَابِ صَوْمِ التَّطَوُّعِ
    حديث رقم: 226 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ الْعَشْرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ أَوَّلُ مُسْنَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 340 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ الْعَشْرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ أَوَّلُ مُسْنَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 2896 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ
    حديث رقم: 4261 في صحيح ابن حبان كِتَابُ الْحَجِّ بَابٌ الْهَدْيُ
    حديث رقم: 4262 في صحيح ابن حبان كِتَابُ الْحَجِّ بَابٌ الْهَدْيُ
    حديث رقم: 4342 في صحيح ابن حبان كِتَابُ الطَّلَاقِ ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ عَائِشَةَ لَمَّا خَيَّرَهَا الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حديث رقم: 3522 في صحيح ابن حبان كِتَابُ الصَّوْمِ بَابُ رُؤْيَةِ الْهِلَالِ
    حديث رقم: 6396 في صحيح ابن حبان كِتَابُ التَّارِيخِ ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مِنْ أَحْسَنِ
    حديث رقم: 8878 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ عِشْرَةِ النِّسَاءِ هِجْرَةُ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا حَدِيثُ الْمُتَظَاهِرَتَيْنِ
    حديث رقم: 9793 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ كَيْفَ السَّلَامُ
    حديث رقم: 2411 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ الصِّيَامِ كَمِ الشَّهْرُ وَذِكْرُ الِاخْتِلَافِ عَلَى الزُّهْرِيِّ فِي الْخَبَرِ عَنْ عَائِشَةَ فِيهِ
    حديث رقم: 11164 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ التَّفْسِيرِ سُورَةُ التَّحْرِيمِ
    حديث رقم: 11165 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ التَّفْسِيرِ سُورَةُ التَّحْرِيمِ
    حديث رقم: 7172 في المستدرك على الصحيحين كِتَابُ الْأَطْعِمَةِ كِتَابُ الْأَطْعِمَةِ
    حديث رقم: 8936 في المعجم الأوسط للطبراني بَابُ الْمِيمِ مَنِ اسْمُهُ : مِقْدَامٌ
    حديث رقم: 9446 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ الصِّيَامِ مَا قَالُوا فِي الشَّهْرِ كَمْ هُوَ يَوْمًا
    حديث رقم: 3339 في المعجم الأوسط للطبراني بَابُ الْبَاءِ مَنِ اسْمُهُ بَكْرٌ
    حديث رقم: 9080 في المعجم الأوسط للطبراني بَابُ الْمِيمِ
    حديث رقم: 12429 في المعجم الكبير للطبراني مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ وَمَا أَسْنَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
    حديث رقم: 12407 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ النِّكَاحِ جُمَّاعُ أَبْوَابِ مَا خُصَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حديث رقم: 14093 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الْخُلْعِ وَالطَّلَاقِ جُمَّاعُ أَبْوَابِ مَا يَقَعُ بِهِ الطَّلَاقُ مِنَ الْكَلَامِ وَلَا يَقَعُ إِلَّا
    حديث رقم: 12442 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ النِّكَاحِ جُمَّاعُ أَبْوَابِ مَا خُصَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حديث رقم: 18868 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ آدَابِ الْقَاضِي بَابُ الرُّخْصَةِ فِي الِاحْتِجَابِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الْقَضَاءِ , وَفِي وَقْتِ
    حديث رقم: 3517 في سنن الدارقطني كِتَابُ الطَّلَاقِ وَالْخُلْعِ وَالْإِيلَاءِ وَغَيْرِهِ
    حديث رقم: 3518 في سنن الدارقطني كِتَابُ الطَّلَاقِ وَالْخُلْعِ وَالْإِيلَاءِ وَغَيْرِهِ
    حديث رقم: 3769 في سنن الدارقطني كِتَابُ الْوَصَايَا بَابُ الْوَصَايَا
    حديث رقم: 22 في مسند الطيالسي أَحَادِيثُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى أَحَادِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
    حديث رقم: 3083 في شرح معاني الآثار للطحاوي كِتَابُ الْأَيْمَانِ وَالنُّذُورِ بَابٌ : الرَّجُلُ يَحْلِفُ أَنْ لَا يُكَلِّمَ رَجُلًا شَهْرًا , كَمْ عَدَدُ ذَلِكَ الشَّهْرِ مِنَ الْأَيَّامِ ؟
    حديث رقم: 936 في الآثار لأبي يوسف القاضي الآثار لأبي يوسف القاضي بَابُ الْغَزْوِ وَالْجَيْشِ
    حديث رقم: 69 في الأمالي في آثار الصحابة الأمالي في آثار الصحابة حَدِيثٌ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنِسَائِهِ
    حديث رقم: 8818 في الطبقات الكبير لابن سعد المجلد العاشر ذِكْرُ الْمَرْأَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَظَاهَرَتَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَخْيِيرِهِ نِسَاءَهُ
    حديث رقم: 8822 في الطبقات الكبير لابن سعد المجلد العاشر ذِكْرُ الْمَرْأَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَظَاهَرَتَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَخْيِيرِهِ نِسَاءَهُ
    حديث رقم: 153 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي مُسْنَدُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 3702 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الطَّلَاقِ بَابُ الْخَبَرِ الْمُبَيِّنِ أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَالَ لِامْرَأَتِهِ : اخْتَارِي ،
    حديث رقم: 3703 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الطَّلَاقِ بَابُ الْخَبَرِ الْمُبَيِّنِ أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَالَ لِامْرَأَتِهِ : اخْتَارِي ،
    حديث رقم: 3704 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الطَّلَاقِ بَابُ الْخَبَرِ الْمُبَيِّنِ أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَالَ لِامْرَأَتِهِ : اخْتَارِي ،
    حديث رقم: 3705 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الطَّلَاقِ بَابُ الْخَبَرِ الْمُبَيِّنِ أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَالَ لِامْرَأَتِهِ : اخْتَارِي ،
    حديث رقم: 3710 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الطَّلَاقِ بَابُ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا حَلَفَ أَنْ لَا يَأْتِيَ امْرَأَتَهُ
    حديث رقم: 8820 في الطبقات الكبير لابن سعد المجلد العاشر ذِكْرُ الْمَرْأَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَظَاهَرَتَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَخْيِيرِهِ نِسَاءَهُ
    حديث رقم: 8833 في الطبقات الكبير لابن سعد المجلد العاشر ذِكْرُ الْمَرْأَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَظَاهَرَتَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَخْيِيرِهِ نِسَاءَهُ
    حديث رقم: 736 في الزهد لهناد بن السري الزهد لهناد بن السري بَابُ مَعِيشَةِ النَّبِيِّ
    حديث رقم: 737 في الزهد لهناد بن السري الزهد لهناد بن السري بَابُ مَعِيشَةِ النَّبِيِّ
    حديث رقم: 864 في الأدب المفرد للبخاري بَابُ رَبَاحٍ
    حديث رقم: 16 في الجزء العاشر من مسند عمر بن الخطاب ليعقوب بن شيبة حَدِيثُهُ فِي اعْتِزَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ
    حديث رقم: 1092 في غريب الحديث لإبراهيم الحربي غَرِيبُ مَا رَوَى ثَوْبَانُ بَابُ : زوى أَيْضًا
    حديث رقم: 50 في تركة النبي تركة النبي المُقَدِّمة
    حديث رقم: 213 في الزهد لابن أبي عاصم الزهد لابن أبي عاصم مَا ذُكِرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
    حديث رقم: 81 في الزهد لابن أبي الدنيا الزهد لابن أبي الدنيا
    حديث رقم: 152 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي مُسْنَدُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 165 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي مُسْنَدُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 183 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي مُسْنَدُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 3707 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الطَّلَاقِ بَابُ الْخَبَرِ الْمُبَيِّنِ أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَالَ لِامْرَأَتِهِ : اخْتَارِي ،
    حديث رقم: 3708 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الطَّلَاقِ بَابُ الْخَبَرِ الْمُبَيِّنِ أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَالَ لِامْرَأَتِهِ : اخْتَارِي ،
    حديث رقم: 3709 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الطَّلَاقِ بَابُ الْخَبَرِ الْمُبَيِّنِ أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَالَ لِامْرَأَتِهِ : اخْتَارِي ،
    حديث رقم: 3714 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الطَّلَاقِ بَيَانُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى إِيجَابِ النَّفَقَةِ لِلنِّسَاءِ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ ، وَعَلَى
    حديث رقم: 586 في معجم ابن المقرئ بَابُ الْأَلْفِ مَنِ اسْمُهُ أَحْمَدُ
    حديث رقم: 2456 في معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني الأسمَاء رَبَاحٌ الْأَسْوَدُ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بَوَّابَهُ حِينَ آلَى عَنْ نِسَائِهِ وَاعْتَزَلَ عَنْهُنَّ وَهُوَ فِي الْعُلِّيَّةِ يَسْتَأْذِنُ لِعُمَرَ وَلِلنَّاسِ عَلَيْهِ
    حديث رقم: 516 في الجامع في بيان العلم و فضله لابن عبد البر بَابُ هَيْبَةِ الْمُتَعَلِّمِ لِلْعَالِمِ
    حديث رقم: 517 في الجامع في بيان العلم و فضله لابن عبد البر بَابُ هَيْبَةِ الْمُتَعَلِّمِ لِلْعَالِمِ
    حديث رقم: 234 في الجامع لأخلاق الراوي و آداب السامع لَفْظُ الِاسْتِئْذَانِ وَتَعْرِيفُ الطَّالِبِ نَفْسَهُ
    حديث رقم: 234 في الجامع لأخلاق الراوي و آداب السامع بَابُ ذِكْرِ الْحُكْمِ فِيمَنْ رَوَى مِنْ حِفْظِهِ حَدِيثًا فَخُولِفَ فِيهِ
    حديث رقم: 802 في مُشكِل الآثار للطحاوي مُشكِل الآثار للطحاوي بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي النَّهْيِ عَنَ
    حديث رقم: 4386 في مُشكِل الآثار للطحاوي مُشكِل الآثار للطحاوي بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ فِي الْمُرَادِ بِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
    حديث رقم: 1313 في مُشكِل الآثار للطحاوي مُشكِل الآثار للطحاوي بَابٌ بَيَانُ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    حديث رقم: 1302 في الضعفاء للعقيلي بَابُ الْعَيْنِ بَابُ عُمَرَ

    [5191] قَوْله عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ لَمْ أَزَلْ حَرِيصًا عَلَى أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ فِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ الْمَاضِيَة فِي تَفْسِير التَّحْرِيم عَن بن عَبَّاسٍ مَكَثْتُ سَنَةً أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ قَوْله عَنالْمَرْأَتَيْنِ فِي رِوَايَةِ عُبَيْدٍ عَنْ آيَةٍ قَوْلُهُ اللَّتَيْنِ كَذَا فِي جَمِيعِ النُّسَخِ وَوَقَعَ عِنْدَ بن التِّينِ الَّتِي بِالْإِفْرَادِ وَخَطَّأَهَا فَقَالَ الصَّوَابُ اللَّتَيْنِ بِالتَّثْنِيَةِ قُلْتُ وَلَوْ كَانَتْ مَحْفُوظَةً لَأَمْكَنَ تَوْجِيهُهَا قَوْلُهُ حَتَّى حَجَّ وَحَجَجْتُ مَعَهُ فِي رِوَايَةِ عُبَيْدٍ فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَسْأَلَهُ هَيْبَةً لَهُ حَتَّى خَرَجَ حَاجًّا وَفِي رِوَايَةِ يَزِيدَ بْنِ رُومَان عِنْد بن مرْدَوَيْه عَن بن عَبَّاسٍ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ فَكُنْتُ أَهَابُهُ حَتَّى حَجَجْنَا مَعَهُ فَلَمَّا قَضَيْنَا حَجَّنَا قَالَ مَرْحَبًا بِابْنِ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا حَاجَتُكَ قَوْلُهُ وَعَدَلَ أَيْ عَنِ الطَّرِيقِ الْجَادَّةِ الْمَسْلُوكَةِ إِلَى طَرِيقٍ لَا يُسْلَكُ غَالِبًا لِيَقْضِيَ حَاجَتَهُ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ عُبَيْدٍ فَخَرَجْتُ مَعَهُ فَلَمَّا رَجَعْنَا وَكُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ عَدَلَ إِلَى الْأَرَاكِ لِحَاجَةٍ لَهُ وَبَيَّنَ مُسْلِمٌ فِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ مِنْ طَرِيق حَمَّاد بن سَلمَة وبن عُيَيْنَةَ أَنَّ الْمَكَانَ الْمَذْكُورَ هُوَ مَرُّ الظَّهْرَانِ وَقَدْ تَقَدَّمَ ضَبْطُهُ فِي الْمَغَازِي قَوْلُهُ وَعَدَلْتُ مَعَهُ بِإِدَاوَةٍ فَتَبَرَّزَ أَيْ قَضَى حَاجَتَهُ وَتَقَدَّمَ ضَبْطُ الْإِدَاوَةِ وَتَفْسِيرِهَا فِي كِتَابِ الطَّهَارَةِ وَأَصْلُ تَبَرَّزَ مِنَ الْبَرَازِ وَهُوَ الْمَوْضِعُ الْخَالِي الْبَارِزُ عَنِ الْبُيُوتِ ثُمَّ أُطْلِقَ عَلَى نَفْسِ الْفِعْلِ وَفِي رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ الْمَذْكُورَةِ عِنْدَ الطَّيَالِسِيِّ فَدَخَلَ عُمَرُ الْأَرَاكَ فَقَضَى حَاجَتَهُ وَقَعَدْتُ لَهُ حَتَّى خَرَجَ فَيُؤْخَذُ مِنْهُ أَنَّ الْمُسَافِرَ إِذا لم يَجِدُ الْفَضَاءَ لِقَضَاءِ حَاجَتِهِ اسْتَتَرَ بِمَا يُمْكِنُهُ السِّتْرُ بِهِ مِنْ شَجَرِ الْبَادِيَةِ قَوْلُهُ فَسَكَبْتُ عَلَى يَدَيْهِ مِنْهَا فَتَوَضَّأَ فِي رِوَايَةِ عُقَيْلٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ الْمَاضِيَةِ فِي الْمَظَالِمِ فَسَكَبْتُ مِنَ الْإِدَاوَةِ قَوْلُهُ فَقُلْتُ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَنِ الْمَرْأَتَانِ فِي رِوَايَةِ الطَّيَالِسِيِّ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ حَدِيثٍ مُنْذُ سَنَةٍ فَتَمْنَعُنِي هَيْبَتُكَ أَنْ أَسْأَلَكَ وَتَقَدَّمَ فِي التَّفْسِيرِ مِنْ رِوَايَةِ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ فَوَقَفْتُ لَهُ حَتَّى فَرَغَ ثُمَّ سِرْتُ مَعَهُ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَنِ اللَّتَانِ تَظَاهَرَتَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَزْوَاجِهِ قَالَ تِلْكَ حَفْصَةُ وَعَائِشَةُ فَقُلْتُ وَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَأُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ هَذَا مُنْذُ سَنَةٍ فَمَا أَسْتَطِيعُ هَيْبَةً لَكَ قَالَ فَلَا تَفْعَلْ مَا ظَنَنْتَ أَنَّ عِنْدِي مِنْ عِلْمٍ فَاسْأَلْنِي فَإِنْ كَانَ لِي عِلْمٌ خَبَّرْتُكَ بِهِ وَفِي رِوَايَةِ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ الْمَذْكُورَةِ فَقَالَ مَا تَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِذَلِكَ مِنِّي قَوْلُهُ اللَّتَانِ كَذَا فِي الْأُصُولِ وَحَكَى بن التِّينِ أَنَّهُ وَقَعَ عِنْدَهُ الَّتِي بِالْإِفْرَادِ قَالَ وَالصَّوَابُ اللَّتَانِ بِالتَّثْنِيَةِ وَقَوْلُهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا أَيْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمَا إِنْ تَتُوبَا مِنَ التَّعَاوُنِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ بَعْدُ وَإِنْ تظاهرا عَلَيْهِ أَيْ تَتَعَاوَنَا كَمَا تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ فِي تَفْسِيرِ السُّورَةِ وَمَعْنَى تَظَاهُرِهِمَا أَنَّهُمَا تَعَاوَنَتَا حَتَّى حَرَّمَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَفْسِهِ مَا حَرَّمَ كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُهُ وَقَوْلُهُ قُلُوبُكُمَا كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُمْ فِي مَوْضِعِ التَّثْنِيَةِ بِلَفْظِ الْجَمْعِ كَقَوْلِهِمْ وَضَعَا رِحَالَهُمَا أَيْ رَحْلَيْ رَاحِلَتَيْهِمَا قَوْله وَاعجَبا لَك يَا بن عَبَّاسٍ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ فِي الْعِلْمِ وَأَنَّ عُمَرَ تعجب من بن عَبَّاسٍ مَعَ شُهْرَتِهِ بِعِلْمِ التَّفْسِيرِ كَيْفَ خَفِيَ عَلَيْهِ هَذَا الْقَدْرُ مَعَ شُهْرَتِهِ وَعَظَمَتِهِ فِي نَفْسِ عُمَرَ وَتَقَدُّمِهِ فِي الْعِلْمِ عَلَى غَيْرِهِ كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُ ذَلِكَ وَاضِحًا فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ النَّصْر وَمَعَ مَا كَانَ بن عَبَّاسٍ مَشْهُورًا بِهِ مِنَ الْحِرْصِ عَلَى طَلَبِ الْعِلْمِ وَمُدَاخَلَةِ كِبَارِ الصَّحَابَةِ وَأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ فِيهِ أَوْ تَعَجَّبَ مِنْ حِرْصِهِ عَلَى طَلَبِ فُنُونِ التَّفْسِيرِ حَتَّى مَعْرِفَةِ الْمُبْهَمِ وَوَقَعَ فِي الْكَشَّافِ كَأَنَّهُ كَرِهَ مَا سَأَلَهُ عَنْهُ قُلْتُ وَقَدْ جَزَمَ بِذَلِكَ الزُّهْرِيُّ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ بِعَيْنِهَا فِيمَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ مَعْمَرٍ عَنْهُ قَالَ بَعْدَ قَوْلِهِ قَالَ عُمَرُ وَاعَجَبًا لَكَ يَا بن عَبَّاسٍ قَالَ الزُّهْرِيُّ كَرِهَ وَاللَّهِ مَا سَأَلَهُ عَنهُ وَلم يَكْتُمهُ واستبعد الْقُرْطُبِيُّ مَا فَهِمَهُ الزُّهْرِيُّ وَلَا بُعْدَ فِيهِ قُلْتُ وَيَجُوزُ فِي عَجَبًا التَّنْوِينُ وَعَدَمُهُ قَالَ بن مَالك وَا فِي قَوْله وَاعجَبا إِنْ كَانَ مُنَوَّنًا فَهُوَ اسْمُ فِعْلٍ بِمَعْنَى أعجب وَمثله واما روى وَقَوْلُهُ بَعْدَهُ عَجَبًا جِيءَ بِهَا تَعَجُّبًا تَوْكِيدًا وَأَن كَانَ بِغَيْر تَنْوِين فَالْأَصْل فِيهِ واعجبي فَأُبْدِلَتِ الْكَسْرَةُ فَتْحَةً فَصَارَتِالْيَاءُ أَلِفًا كَقَوْلِهِمْ يَا أَسَفَا وَيَا حَسْرَتَا وَفِيهِ شَاهِدٌ لِجَوَازِ اسْتِعْمَالِ وَا فِي مُنَادًى غَيْرِ مَنْدُوبٍ وَهُوَ مَذْهَبُ الْمُبَرِّدِ وَهُوَ مَذْهَبٌ صَحِيح اه وَوَقع فِي رِوَايَة معمر واعجبي لَكَ قَوْلُهُ عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ كَذَا فِي أَكْثَرِ الرِّوَايَاتِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَحْدَهُ عَنْهُ حَفْصَةُ وَأُمُّ سَلَمَةَ كَذَا حَكَاهُ عَنْهُ مُسْلِمٌ وَقَدْ أَخْرَجَهُ الطَّيَالِسِيُّ فِي مُسْنَدِهِ عَنْهُ فَقَالَ عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ مِثْلُ الْجَمَاعَةِ تَنْبِيهٌ هَذَا هُوَ الْمُعْتَمد أَن بن عَبَّاسٍ هُوَ الْمُبْتَدِئُ بِسُؤَالِ عُمَرَ عَنْ ذَلِكَ وَوَقع عِنْد بن مَرْدَوَيْهِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ضَعِيفٍ عَنْ عِمْرَانَ بن الحكم السّلمِيّ حَدثنِي بن عَبَّاسٍ قَالَ كُنَّا نَسِيرُ فَلَحِقَنَا عُمَرُ وَنَحْنُ نَتَحَدَّثُ فِي شَأْنِ حَفْصَةَ وَعَائِشَةَ فَسَكَتْنَا حِينَ لَحِقَنَا فَعَزَمَ عَلَيْنَا أَنْ نُخْبِرَهُ فَقُلْنَا تَذَاكَرْنَا شَأْنَ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ وَسَوْدَةَ فَذَكَرَ طَرَفًا مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ وَلَيْسَ بِتَمَامِهِ وَيُمْكِنُ الْجَمْعُ بِأَنَّ هَذِه الْقِصَّة كَانَت سَابِقَة وَلم يتَمَكَّن بن عَبَّاسٍ مِنْ سُؤَالِ عُمَرَ عَنْ شَرْحِ الْقِصَّةِ عَلَى وَجْهِهَا إِلَّا فِي الْحَالِ الثَّانِي قَوْلُهُ ثُمَّ اسْتَقْبَلَ عُمَرُ الْحَدِيثَ يَسُوقُهُ أَيِ الْقِصَّةَ الَّتِي كَانَتْ سَبَبَ نُزُولِ الْآيَةِ الْمَسْئُولِ عَنْهَا قَوْلُهُ كُنْتُ أَنَا وَجَارٌ لِي مِنَ الْأَنْصَارِ تَقَدَّمَ بَيَانُهُ فِي الْعِلْمِ وَمَضَى فِي الْمَظَالِمِ بِلَفْظِ إِنِّي كُنْتُ وَجَارٌ لِي بِالرَّفْعِ وَيَجُوزُ فِيهِ النَّصْبُ عَطْفًا عَلَى الضَّمِيرِ الْمَنْصُوبِ فِي قَوْلِهِ إِنِّي قَوْلُهُ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زيد أَي بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَوْسِ قَوْلُهُ وَهُمْ مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَةِ أَيِ السُّكَّانِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ عُقَيْلٍ وَهِيَ أَيِ الْقَرْيَةِ وَالْعَوَالِي جَمْعُ عَالِيَةٍ وَهِيَ قُرًى بِقُرْبِ الْمَدِينَةِ مِمَّا يَلِي الْمَشْرِقَ وَكَانَتْ مَنَازِلَ الْأَوْسِ وَاسْمُ الْجَارِ الْمَذْكُورِ أَوْسُ بْنُ خَوْلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيُّ سَمَّاهُ بن سَعْدٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ فَذَكَرَ حَدِيثًا وَفِيهِ وَكَانَ عُمَرُ مُؤَاخِيًا أَوْسَ بْنَ خَوْلِيٍّ لَا يَسْمَعُ شَيْئًا إِلَّا حَدَّثَهُ وَلَا يَسْمَعُ عُمَرُ شَيْئًا إِلَّا حَدَّثَهُ فَهَذَا هُوَ الْمُعْتَمَدُ وَأَمَّا مَا تَقَدَّمَ فِي الْعِلْمِ عَمَّنْ قَالَ إِنَّهُ عِتْبَانُ بن مَالك فَهُوَ من تركيب بن بَشْكُوَالَ فَإِنَّهُ جَوَّزَ أَنْ يَكُونَ الْجَارُ الْمَذْكُورُ عِتْبَانَ لِأَنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ عُمَرَ لَكِنْ لَا يَلْزَمْ مِنَ الْإِخَاءِ أَنْ يَتَجَاوَرَا وَالْأَخْذُ بِالنَّصِّ مُقَدَّمٌ عَلَى الْأَخْذِ بِالِاسْتِنْبَاطِ وَقَدْ صَرَّحَتِ الرِّوَايَةُ الْمَذْكُورَةُ عَن بن سَعْدٍ أَنَّ عُمَرَ كَانَ مُؤَاخِيًا لِأَوْسٍ فَهَذَا بِمَعْنَى الصَّدَاقَةِ لَا بِمَعْنَى الْإِخَاءِ الَّذِي كَانُوا يَتَوَارَثُونَ بِهِ ثُمَّ نُسِخَ وَقَدْ صَرَّحَ بِهِ بن سَعْدٍ بِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخَى بَيْنَ أَوْسِ بْنِ خَوْلِيٍّ وَشُجَاعِ بْنِ وَهْبٍ كَمَا صَرَّحَ بِهِ بِأَنَّهُ آخَى بَيْنَ عُمَرَ وَعِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ فَتَبَيَّنَ أَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ كَانَ مُؤَاخِيًا أَيْ مُصَادِقًا وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ أَنَّ فِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ وَكَانَ لِي صَاحِبٌ مِنَ الْأَنْصَارِ قَوْلُهُ فَإِذَا نَزَلْتُ الظَّاهِرُ أَنَّ إِذَا شَرْطِيَّةٌ وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ ظَرْفِيَّةً قَوْلُهُ جِئْتُهُ بِمَا حَدَثَ مِنْ خَبَرٍ ذَلِكَ الْيَوْمَ مِنَ الْوَحْيِ أَوْ غَيْرِهِ أَيْ مِنَ الْحَوَادِثِ الْكَائِنَةِ عِنْدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي رِوَايَةِ بن سَعْدٍ الْمَذْكُورَةِ لَا يَسْمَعُ شَيْئًا إِلَّا حَدَّثَهُ بِهِ وَلَا يَسْمَعُ عُمَرُ شَيْئًا إِلَّا حَدَّثَهُ بِهِ وَسَيَأْتِي فِي خَبَرِ الْوَاحِدِ فِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ بِلَفْظِ إِذَا غَابَ وَشَهِدْتُ أَتَيْتُهُ بِمَا يَكُونَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي رِوَايَةِ الطَّيَالِسِيِّ يَحْضُرُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا غِبْتُ وَأَحْضُرُهُ إِذَا غَابَ وَيُخْبِرُنِي وَأُخْبِرُهُ قَوْلُهُ وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ أَيْ نَحْكُمُ عَلَيْهِنَّ وَلَا يَحْكُمْنَ عَلَيْنَا بِخِلَافِ الْأَنْصَارِ فَكَانُوا بِالْعَكْسِ مِنْ ذَلِكَ وَفِي رِوَايَةِ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ كُنَّا وَنَحْنُ بِمَكَّةَ لَا يُكَلِّمُ أَحَدٌ امْرَأَتَهُ إِلَّا إِذَا كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ قَضَى مِنْهَا حَاجَتَهُ وَفِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ مَا نَعُدُّ لِلنِّسَاءِ أَمْرًا وَفِي رِوَايَةِ الطَّيَالِسِيِّ كُنَّا لَا نَعْتَدُّ بِالنِّسَاءِ وَلَا نُدْخِلُهُنَّ فِي أُمُورِنَا قَوْلُهُ فَطَفِقَ بِكَسْرِ الْفَاءِ وَقَدْ تَفَتَّحَ أَيْ جَعَلَ أَوْ أَخَذَ وَالْمَعْنَى أَنَّهُنَّ أَخَذْنَ فِي تَعَلُّمِ ذَلِكَ قَوْلُهُ مِنْ أَدَبِ نِسَاءِ الْأَنْصَارِ أَيْ مِنْ سِيرَتِهِنَّ وَطَرِيقَتِهِنَّ وَفِي الرِّوَايَةِ الَّتِي فِي الْمَظَالِمِ مِنْ أَرَبِ بِالرَّاءِ وَهُوَ الْعَقْلُ وَفِي رِوَايَةِ مَعْمَرٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ يَتَعَلَّمْنَ مِنْ نِسَائِهِمْ وَفِيرِوَايَةِ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ تَزَوَّجْنَا مِنْ نِسَاءِ الْأَنْصَارِ فَجَعَلْنَ يُكَلِّمْنَنَا وَيُرَاجِعْنَنَا قَوْلُهُ فَسَخِبْتُ بِسِينٍ مُهْمَلَةٍ ثُمَّ خَاءٍ مُعْجَمَةٍ ثُمَّ مُوَحَّدَةٍ وَفِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ بِالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ بَدَلَ السِّينِ وَهُمَا بِمَعْنًى وَالصَّخَبُ وَالسَّخَبُ الزَّجْرُ مِنَ الْغَضَبِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ عُقَيْلٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ الْمَاضِيَةِ فِي الْمَظَالِمِ فَصِحْتُ بِحَاءٍ مُهْمَلَةٍ مِنَ الصِّيَاحِ وَهُوَ رَفْعُ الصَّوْتِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ فَبَيْنَمَا أَنَا فِي أَمْرٍ أَتَأَمَّرُهُ أَيْ أَتَفَكَّرُ فِيهِ وَأُقَدِّرُهُ فَقَالَتِ امْرَأَتِي لَوْ صَنَعْتَ كَذَا وَكَذَا قَوْلُهُ فَأَنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي أَيْ تُرَادِدَنِي فِي الْقَوْلِ وَتُنَاظِرَنِي فِيهِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ فَقُلْتُ لَهَا وَمَا تَكَلُّفُكِ فِي أَمْرٍ أُرِيدُهُ فَقَالَت لي عجبا لَك يَا بن الْخَطَّابِ مَا تُرِيدُ أَنْ تُرَاجَعَ وَسَيَأْتِي فِي اللِّبَاسِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِلَفْظِ فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ وَذَكَرَهُنَّ اللَّهُ رَأَيْنَ لَهُنَّ بِذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا مِنْ غَيْرِ أَنْ نُدْخِلَهُنَّ فِي شَيْءٍ مِنْ أُمُورِنَا وَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ امْرَأَتِي كَلَامٌ فَأَغْلَظَتْ لِي وَفِي رِوَايَةِ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ فَقُمْت إِلَيْهَا بقضيب فضربتها بِهِ فَقَالَ يَا عجبا لَك يَا بن الْخَطَّابِ قَوْلُهُ وَلِمَ بِكَسْرِ اللَّامِ وَفَتْحِ الْمِيمِ قَوْلُهُ تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ فَوَاللَّهِ أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُرَاجِعْنَهُ وَإِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتَهْجُرُهُ الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلَ فِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ وَإِنَّ ابْنَتَكَ لَتُرَاجِعُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَظَلَّ يَوْمَهُ غَضْبَانَ وَوَقَعَ فِي الْمَظَالِمِ بِلَفْظِ غَضْبَانًا وَفِيهِ نَظَرٌ وَفِي رِوَايَتُهُ الَّتِي فِي اللِّبَاسِ قَالَتْ تَقُولُ لِي هَذَا وَابْنَتُكَ تُؤْذِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي رِوَايَةِ الطَّيَالِسِيِّ فَقُلْتُ مَتَى كُنْتِ تَدْخُلِينَ فِي أُمُورِنَا فَقَالَت يَا بن الْخَطَّابِ مَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُكَلِّمَكَ وَابْنَتُكَ تَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَظَلَّ غَضْبَانَ قَوْلُهُ لَتَهْجُرُهُ الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْل النصب فِيهِمَا وَبِالْجَرِّ فِي اللَّيْلِ أَيْضًا أَيْ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ إِلَى أَنْ يَدْخُلَ اللَّيْلُ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ حَتَّى أَنَّهَا لَتَهْجُرُهُ اللَّيْلَ مُضَافًا إِلَى الْيَوْمِ قَوْلُهُ فَقُلْتُ لَهَا قَدْ خَابَ كَذَا لِلْأَكْثَرِ خَابَ بِخَاءٍ مُعْجَمَةٍ ثُمَّ مُوَحَّدَةٍ وَفِي رِوَايَةِ عُقَيْلٍ فَقُلْتُ قَدْ جَاءَتْ مَنْ فَعَلَتْ ذَلِكَ مِنْهُنَّ بِعَظِيمٍ بِالْجِيمِ ثُمَّ مُثَنَّاةٍ فِعْلٌ مَاضٍ مِنَ الْمَجِيءِ وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ الَّتِي فِيهَا بِعَظِيمٍ وَأَمَّا سَائِرُ الرِّوَايَاتِ فَفِيهَا خَابَتْ وَخَسِرَتْ فَخَابَتْ بِالْخَاءِ الْمُعَجَّمَةِ لِعَطْفِ وَخَسِرَتْ عَلَيْهَا وَقَدْ أَغْفَلَ مَنْ جَزَمَ أَنَّ الصَّوَابَ بِالْجِيمِ وَالْمُثَنَّاةِ مُطْلَقًا قَوْلُهُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى مَنْ فَعَلَتْ فَالتَّذْكِيرُ بِالنَّظَرِ إِلَى اللَّفْظِ وَالتَّأْنِيثُ بِالنَّظَرِ إِلَى الْمَعْنَى قَوْلُهُ ثُمَّ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي أَيْ لَبِسْتُهَا جَمِيعَهَا فِيهِ إِيمَاءٌ إِلَى أَنَّ الْعَادَةَ أَنَّ الشَّخْصَ يَضَعَ فِي الْبَيْتِ بَعْضَ ثِيَابِهِ فَإِذَا خَرَجَ إِلَى النَّاسِ لَبِسَهَا قَوْلُهُ فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ يَعْنِي ابْنَتَهُ وَبَدَأَ بِهَا لِمَنْزِلَتِهَا مِنْهُ قَوْلُهُ قَالَتْ نَعَمْ فِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ إِنَّا لِنُرَاجِعُهُ وَفِي رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ فَقُلْتُ أَلَا تَتَّقِينَ اللَّهَ قَوْلُهُ أَفَتَأْمَنِينَ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ لِغَضَبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَهْلِكِي كَذَا هُوَ بِالنَّصْبِ لِلْأَكْثَرِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ عُقَيْلٍ فَتَهْلِكِينَ وَهُوَ عَلَى تَقْدِيرِ مَحْذُوفٍ وَتَقَدَّمَ فِي بَابِ الْمَعْرِفَةِ مِنْ كِتَابِ الْمَظَالِمِ أَفَتَأْمَنِ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ لِغَضَبِ رَسُولِهِ فَتَهْلِكِينَ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الصَّدَفِيُّ الصَّوَابُ أَفَتَأْمَنِينَ وَفِي آخِرِهِ فَتَهْلِكِي كَذَا قَالَ وَلَيْسَ بِخَطَأٍ لِإِمْكَانِ تَوْجِيهِهِ وَفِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ فَتَهْلَكْنَ بِسُكُونِ الْكَافِ عَلَى خِطَابِ جَمَاعَةِ النِّسَاءِ وَعِنْدَهُ فَقُلْتُ تَعَلَّمِينَ وَهُوَ بِتَشْدِيدِ اللَّامِ إِنِّي أُحَذِّرُكَ عُقُوبَةَ اللَّهِ وَغَضَبَ رَسُولِهِ قَوْلُهُ لَا تَسْتَكْثِرِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْ لَا تَطْلُبِي مِنْهُ الْكَثِيرَ وَفِي رِوَايَةِ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ لَا تُكَلِّمِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ عِنْدَهُ دَنَانِيرُ وَلَا دَرَاهِمُ فَمَا كَانَ لَكِ مِنْ حَاجَةٍ حَتَّى دُهْنَةٍ فَسَلِينِي قَوْلُهُ وَلَا تُرَاجِعِيهِ فِي شَيْءٍ أَيْ لَا تُرَادِدِيهِ فِي الْكَلَامِ وَلَا تَرُدِّي عَلَيْهِ قَوْلَهُ قَوْلُهُ وَلَا تَهْجُرِيهِ أَيْ وَلَوْ هَجَرَكِ قَوْلُهُ مَا بَدَا لَكِ أَيْ ظهر لَك قَوْله وَلَا يغرنك أَن بِفَتْحِ الْأَلِفِ وَبِكَسْرِهَا أَيْضًا قَوْلُهُجَارَتُكِ أَيْ ضَرَّتُكِ أَوْ هُوَ عَلَى حَقِيقَتِهِ لِأَنَّهَا كَانَتْ مُجَاوِرَةً لَهَا وَالْأَوْلَى أَنْ يَحْمِلَ اللَّفْظُ هُنَا عَلَى مَعْنَيَيْهِ لِصَلَاحِيَّتِهِ لِكُلٍّ مِنْهُمَا وَالْعَرَبُ تُطْلِقُ عَلَى الضَّرَّةِ جَارَةً لِتَجَاوُرِهِمَا الْمَعْنَوِيِّ لِكَوْنِهِمَا عِنْدَ شَخْصٍ وَاحِدٍ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ حِسِّيًّا وَقَدْ تَقَدَّمَ شَيْءٌ مِنْ هَذَا فِي أَوَاخِرِ شَرْحِ حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ وَوَقَعَ فِي حَدِيثِ حَمَلِ بْنِ مَالِكٍ كُنْتُ بَيْنَ جَارَتَيْنِ يَعْنِي ضَرَّتَيْنِ فَإِنَّهُ فَسَّرَهُ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى فَقَالَ امْرَأتَيْنِ وَكَانَ بن سِيرِينَ يَكْرَهُ تَسْمِيَتَهَا ضَرَّةً وَيَقُولُ إِنَّهَا لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ وَلَا تَذْهَبُ مِنْ رِزْقِ الْأُخْرَى بِشَيْءٍ وَإِنَّمَا هِيَ جَارَةٌ وَالْعَرَبُ تُسَمِّي صَاحِبَ الرَّجُلِ وَخَلِيطَهُ جَارًا وَتُسَمِّي الزَّوْجَةَ أَيْضًا جَارَةً لِمُخَالَطَتِهَا الرَّجُلَ وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ اخْتَارَ عُمَرُ تَسْمِيَتَهَا جَارَةً أَدَبًا مِنْهُ أَنْ يُضَافَ لَفْظُ الضَّرَرِ إِلَى أَحَدٍ مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ قَوْلُهُ أَوْضَأُ مِنَ الْوَضَاءَةِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ مَعْمَرٍ أَوْسَمُ بِالْمُهْمَلَةِ مِنَ الْوَسَامَةِ وَهِيَ الْعَلَامَةُ وَالْمُرَادُ أَجْمَلُ كَأَنَّ الْجَمَالَ وَسَمَهُ أَيْ أَعْلَمَهُ بِعَلَامَةٍ قَوْلُهُ وَأَحَبُّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَعْنَى لَا تَغْتَرِّي بِكَوْنِ عَائِشَةَ تَفْعَلُ مَا نَهَيْتُكِ عَنْهُ فَلَا يُؤَاخِذُهَا بِذَلِكَ فَإِنَّهَا تَدِلُّ بِجَمَالِهَا وَمَحَبَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا فَلَا تَغْتَرِّي أَنْتِ بِذَلِكَ لِاحْتِمَالِ أَنْ لَا تَكُونِي عِنْدَهُ فِي تِلْكَ الْمَنْزِلَةِ فَلَا يَكُونُ لَكِ مِنَ الْإِدْلَالِ مِثْلُ الَّذِي لَهَا وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ أَبْيَنُ مِنْ هَذَا وَلَفْظُهُ وَلَا يَغُرَّنَّكِ هَذِهِ الَّتِي أَعْجَبَهَا حُسْنُهَا حِبَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهَا وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ أَعْجَبَهَا حُسْنُهَا وَحُبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَاوِ الْعَطْفِ وَهِيَ أَبْيَنُ وَفِي رِوَايَةِ الطَّيَالِسِيِّ لَا تَغْتَرِّي بِحُسْنِ عَائِشَةَ وَحُبِّ رَسُولِ اللَّهِ إِيَّاهَا وَعند بن سَعْدٍ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى إِنَّهُ لَيْسَ لَكِ مِثْلُ حُظْوَةِ عَائِشَةَ وَلَا حُسْنُ زَيْنَبَ يَعْنِي بِنْتَ جَحْشٍ وَالَّذِي وَقَعَ فِي رِوَايَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ وَالطَّيَالِسِيِّ يُؤَيِّدُ مَا حَكَاهُ السُّهَيْلِيُّ عَنْ بَعْضِ الْمَشَايِخِ أَنَّهُ جَعَلَهُ مِنْ بَابِ حَذْفِ حَرْفِ الْعَطْفِ وَاسْتَحْسَنَهُ مَنْ سَمِعَهُ وَكَتَبُوهُ حَاشِيَةً قَالَ السُّهَيْلِيُّ وَلَيْسَ كَمَا قَالَ بَلْ هُوَ مَرْفُوعٌ عَلَى الْبَدَلِ مِنَ الْفَاعِلِ الَّذِي فِي أَوَّلِ الْكَلَامِ وَهُوَ هَذِهِ مِنْ قَوْلِهِ لَا يغرنك هَذِه فَهَذِهِ فَاعل وَالَّتِي نعت وَحب بَدَلُ اشْتِمَالٍ كَمَا تَقُولُ أَعْجَبَنِي يَوْمَ الْجُمُعَةِ صَوْمٌ فِيهِ وَسَرَّنِي زَيْدٌ حُبُّ النَّاسِ لَهُ اه وَثُبُوتُ الْوَاوِ يَرُدُّ عَلَى رَدِّهِ وَقَدْ قَالَ عِيَاضٌ يَجُوزُ فِي حُبِّ الرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ عَطْفُ بَيَانٍ أَوْ بَدَلُ اشْتِمَالٍ أَوْ عَلَى حَذْفِ حَرْفِ الْعَطْفِ قَالَ وَضَبَطَهُ بَعْضُهُمْ بِالنّصب على نزع الْخَافِض وَقَالَ بن التِّينِ حُبٌّ فَاعِلٌ وَحُسْنَهَا بِالنَّصْبِ مَفْعُولٌ مِنْ أَجْلِهِ وَالتَّقْدِيرُ أَعْجَبَهَا حُبُّ رَسُولِ اللَّهِ إِيَّاهَا مِنْ أَجْلِ حُسْنِهَا قَالَ وَالضَّمِيرُ الَّذِي يَلِي أَعْجَبَهَا مَنْصُوبٌ فَلَا يَصِحُّ بَدَلُ الْحُسْنِ مِنْهُ وَلَا الْحُبِّ وَزَادَ عُبَيْدٌ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ لِقَرَابَتِي مِنْهَا يَعْنِي لِأَنَّ أُمَّ عُمَرَ كَانَتْ مَخْزُومِيَّةً مِثْلَ أُمِّ سَلَمَةَ وَهِيَ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَوَالِدَةُ عُمَرَ حَنْتَمَةُ بِنْتُ هَاشِمِ بْنِ الْمُغِيرَةَ فَهِيَ بِنْتُ عَمِّ أُمِّهِ وَفِي رِوَايَةِ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ وَدَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ وَكَانَتْ خَالَتِي وَكَأَنَّهُ أَطْلَقَ عَلَيْهَا خَالَةً لِكَوْنِهَا فِي دَرَجَةِ أُمِّهِ وَهِيَ بِنْتُ عَمِّهَا وَيَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ ارْتَضَعَتْ مَعَهَا أَوْ أُخْتَهَا مِنْ أُمِّهَا قَوْلُهُ دَخَلْتَ فِي كُلِّ شَيْءٍ يَعْنِي مِنْ أُمُورِ النَّاسِ وَأَرَادَتِ الْغَالِبَ بِدَلِيلِ قَوْلِهَا حَتَّى تَبْتَغِيَ أَنْ تَدْخُلَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَزْوَاجِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ قَدْ دَخَلَ فِي عُمُومِ قَوْلِهَا كُلِّ شَيْءٍ لَكِنَّهَا لَمْ تَرُدَّهُ قَوْلُهُ فَأَخَذَتْنِي وَاللَّهِ أَخْذًا أَيْ مَنَعَتْنِي مِنَ الَّذِي كُنْتُ أُرِيدُهُ تَقُولُ أَخَذَ فُلَانٌ عَلَى يَدِ فُلَانٍ أَيْ مَنَعَهُ عَمَّا يُرِيدُ أَنْ يَفْعَلَهُ قَوْلُهُ كَسَرَتْنِي عَنْ بَعْضِ مَا كُنْتُ أَجِدُ أَيْ أَخَذَتْنِي بِلِسَانِهَا أَخْذًا دَفَعَنِي عَنْ مَقْصِدِي وَكَلَامِي وَفِي رِوَايَةٍ لِابْنِ سَعْدٍ فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ أَيْ وَاللَّهِ إِنَّا لِنُكَلِّمُهُ فَإِنْ تَحَمَّلَ ذَلِكَ فَهُوَ أَوْلَى بِهِ وَإِنْ نَهَانَا عَنْهُ كَانَ أَطْوَعَ عِنْدَنَا مِنْكَ قَالَ عُمَرُ فَنَدِمْتُ عَلَى كَلَامِي لَهُنَّ وَفِي رِوَايَةِ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ مَا يَمْنَعُنَا أَنْ نَغَارَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَزْوَاجُكُمْ يَغَرْنَ عَلَيْكُمْ وَكَانَ الْحَامِلُ لِعُمَرِ عَلَى مَا وَقَعَ مِنْهُ شِدَّةَ شَفَقَتِهِ وَعِظَمِ نَصِيحَتِهِفَكَانَ يَبْسُطُ عَلَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ لَهُ افْعَلْ كَذَا وَلَا تَفْعَلْ كَذَا كَقَوْلِهِ احْجُبْ نِسَاءَكَ وَقَوْلِهِ لَا تُصَلِّ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْتَمِلُ ذَلِكَ لِعِلْمِهِ بِصِحَّةِ نَصِيحَتِهِ وَقُوَّتِهِ فِي الْإِسْلَامِ وَقَدْ أَخْرَجَ الْمُصَنِّفُ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ عَنْ عُمَرَ قَالَ وَافَقْتُ اللَّهَ فِي ثَلَاثٍ الْحَدِيثَ وَفِيهِ وَبَلَغَنِي مُعَاتَبَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ نِسَائِهِ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِنَّ فَقُلْتُ لَئِنِ انْتَهَيْتُنَّ أَوْ لَيُبَدّلَنَّ اللَّهُ رَسُولَهُ خَيْرًا مِنْكُنَّ حَتَّى أَتَيْتُ إِحْدَى نِسَائِهِ فَقَالَتْ يَا عُمَرُ أَمَا فِي رَسُولِ اللَّهِ مَا يَعِظُ نِسَاءَهُ حَتَّى تَعِظَهُنَّ أَنْتَ وَهَذِهِ الْمَرْأَةُ هِيَ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ كَمَا أَخْرَجَ الْخَطِيبُ فِي الْمُبْهَمَاتِ وَجَوَّزَ بَعْضُهُمْ أَنَّهَا أم سَلمَة لكلامها الْمَذْكُور فِي رِوَايَة بن عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ هُنَا لَكِنَّ التَّعَدُّدَ أَوْلَى فَإِنَّ فِي بَعْضِ طُرُقِ هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ أَحْمد وبن مَرْدَوَيْهِ وَبَلَغَنِي مَا كَانَ مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ فَاسْتَقْرَيْتُهُنَّ أَقُولُ لَتَكُفُّنَّ الْحَدِيثَ وَيُؤَيِّدُ التَّعَدُّدَ اخْتِلَافُ الْأَلْفَاظِ فِي جَوَابَيْ أُمِّ سَلَمَةَ وَزَيْنَبَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. قَوْلُهُ وَكُنَّا قَدْ تَحَدَّثْنَا أَنَّ غَسَّانَ تَنْعَلُ الْخَيْلَ فِي الْمَظَالِمِ بِلَفْظِ تَنْعَلُ النِّعَالَ أَيْ تَسْتَعْمِلُ النِّعَالَ وَهِيَ نِعَالُ الْخَيْلِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ بِالْمُوَحَّدَةِ ثُمَّ الْمُعْجَمَةِ وَيُؤَيِّدُهُ لَفْظُ الْخَيل فِي هَذِه الرِّوَايَة وتنعل فِي الْمَوْضِعَيْنِ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَأَنْكَرَ الْجَوْهَرِيُّ ذَلِكَ فِي الدَّابَّةِ فَقَالَ أَنْعَلْتُ الدَّابَّةَ وَلَا تَقُلْ نَعَلْتُ فَيَكُونُ عَلَى هَذَا بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَحَكَى عِيَاضٌ فِي تَنْعَلُ الْخَيْلَ الْوَجْهَيْنِ وَغَفَلَ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ فَرَدَّ عَلَيْهِ وَقَالَ الْمَوْجُودُ فِي الْبُخَارِيِّ تَنْعَلُ النِّعَالَ فَاعْتَمَدَ عَلَى الرِّوَايَةِ الَّتِي فِي الْمَظَالِمِ وَلَمْ يَسْتَحْضِرِ الَّتِي هُنَا وَهِيَ الَّتِي تَكَلَّمَ عَلَيْهَا عِيَاضٌ قَوْلُهُ لِتَغْزُونَا وَقَعَ فِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ وَنَحْنُ نَتَخَوَّفُ مَلِكًا مِنْ مُلُوكِ غَسَّانَ ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَسِيرَ إِلَيْنَا فَقَدِ امْتَلَأَتْ صُدُورُنَا مِنْهُ وَفِي رِوَايَتِهِ الَّتِي فِي اللِّبَاسِ وَكَانَ مَنْ حَوْلِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ اسْتَقَامَ لَهُ فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا مَلِكُ غَسَّانَ بِالشَّامِ كُنَّا نَخَافُ أَنْ يَأْتِيَنَا وَفِي رِوَايَةِ الطَّيَالِسِيِّ وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَخْوَفَ عِنْدَنَا مِنْ أَنْ يَغْزُوَنَا مَلِكٌ مِنْ مُلُوكِ غَسَّانَ قَوْلُهُ فَنَزَلَ صَاحِبِي الْأَنْصَارِيُّ يَوْمَ نَوْبَتِهِ فَرَجَعَ إِلَيْنَا عِشَاءً فَضَرَبَ بَابِي ضَرْبًا شَدِيدًا وَقَالَ أَثَمَّ هُوَ أَيْ فِي الْبَيْتِ وَذَلِكَ لِبُطْءِ إِجَابَتِهِمْ لَهُ فَظَنَّ أَنَّهُ خَرَجَ مِنَ الْبَيْتِ وَفِي رِوَايَةِ عُقَيْلٍ أَنَائِمٌ هُوَ وَهِيَ أَوْلَى قَوْلُهُ فَفَزِعْتُ أَيْ خِفْتُ مِنْ شِدَّةِ ضَرْبِ الْبَابِ بِخِلَافِ الْعَادَةِ قَوْلُهُ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ قَدْ حَدَثَ الْيَوْمَ أَمْرٌ عَظِيمٌ قُلْتُ مَا هُوَ أَجَاءَ غَسَّانُ فِي رِوَايَةِ مَعْمَرٍ أَجَاءَتْ وَفِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ أَجَاءَ الْغَسَّانِيُّ وَقَدْ تَقَدَّمَتْ تَسْمِيَتُهُ فِي كِتَابِ الْعِلْمِ قَوْلُهُ لَا بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَأَهْوَلُ هُوَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى عُمَرَ لِكَوْنِ حَفْصَةَ بِنْتَهُ مِنْهُنَّ قَوْلُهُ طَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ كَذَا وَقَعَ فِي جَمِيعِ الطُّرُقِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ طَلَّقَ بِالْجَزْمِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ عمْرَة عَن عَائِشَة عِنْد بن سَعْدٍ فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ أَمْرٌ عَظِيمٌ فَقَالَ عُمَرُ لَعَلَّ الْحَارِثَ بْنَ أَبِي شِمْرٍ سَارَ إِلَيْنَا فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ مَا هُوَ قَالَ مَا أَرَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا قَدْ طَلَّقَ نِسَاءَهُ وَأَخْرَجَ نَحْوَهُ مِنْ رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ وَسَمَّى الْأَنْصَارِيَّ أَوْسَ بْنَ خَوْلِيٍّ كَمَا تَقَدَّمَ وَوَقَعَ قَوْلُهُ طَلَّقَ مَقْرُونًا بِالظَّنِّ قَوْله وَقَالَ عبيد بن حنين سمع بن عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ يَعْنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ يَعْنِي الْأَنْصَارِيَّ اعْتَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَزْوَاجَهُ لَمْ يَذْكُرِ الْبُخَارِيُّ هُنَا مِنْ رِوَايَةِ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ إِلَّا هَذَا الْقَدْرَ وَأَمَّا مَا بَعْدَهُ وَهُوَ قَوْلُهُ فَقُلْتُ خَابَتْ حَفْصَة وخسرت فَهُوَ بَقِيَّة رِوَايَة بن أَبِي ثَوْرٍ لِأَنَّ هَذَا التَّعْلِيقَ قَدْ وَصَلَهُ الْمُؤَلِّفُ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ التَّحْرِيمِ بِلَفْظِ فَقُلْتُ جَاءَ الْغَسَّانِيُّ فَقَالَ بَلْ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ اعْتَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَزْوَاجَهُ فَقُلْتُ رَغِمَ أَنْفِ حَفْصَةَ وَعَائِشَةَ وَظَنَّ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ مِنْ قَوْلِهِ اعْتَزَلَ إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ مِنْ سِيَاقِ الطَّرِيقِ الْمُعَلَّقِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ لِمَا بَيَّنْتُهُ وَالْمُوقِعُ فِي ذَلِكَإِيرَادُ الْبُخَارِيُّ بِهَذِهِ اللَّفْظَةِ الْمُعَلَّقَةِ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ فِي أَثْنَاءِ الْمَتْنِ الْمُسَاقِ مِنْ رِوَايَة بن أَبِي ثَوْرٍ فَصَارَ الظَّاهِرُ أَنَّهُ تَحَوَّلَ إِلَى سِيَاقِ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ وَقَدْ سَلِمَ مِنْ هَذَا الْإِشْكَالِ النَّسَفِيُّ فَلَمْ يَسُقِ الْمَتْنَ وَلَا الْقَدْرَ الْمُعَلَّقَ بَلْ قَالَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَاجْتَزَأَ بِمَا وَقع من طَرِيق بن أَبِي ثَوْرٍ فِي الْمَظَالِمِ وَمِنْ طَرِيقِ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ فِي تَفْسِيرِ التَّحْرِيمِ وَوَقَعَ فِي مُسْتَخْرَجِ أَبِي نُعَيْمٍ ذِكْرُ الْقَدْرُ الْمُعَلَّقُ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ وَلَا إِشْكَالَ فِيهِ وَكَأَنَّ الْبُخَارِيَّ أَرَادَ أَنْ يُبَيِّنَ أَنَّ هَذَا اللَّفْظَ وَهُوَ طَلَّقَ نِسَاءَهُ لَمْ تَتَّفِقِ الرِّوَايَاتُ عَلَيْهِ فَلَعَلَّ بَعْضَهُمْ رَوَاهَا بِالْمَعْنَى نَعَمْ وَقَعَ عِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ طَرِيقِ سِمَاكِ بن زميل عَن بن عَبَّاسٍ أَنَّ عُمَرَ قَالَ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا النَّاسُ يَقُولُونَ طَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ وَعند بن مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنِ بن عَبَّاسٍ أَنَّ عُمَرَ قَالَ لَقِيَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بِبَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلَّقَ نِسَاءَهُ وَهَذَا إِنْ كَانَ مَحْفُوظًا حُمِلَ عَلَى أَنَّ بن عُمَرَ لَاقَى أَبَاهُ وَهُوَ جَاءٍ مِنْ مَنْزِلِهِ فَأَخْبَرَهُ بِمِثْلِ مَا أَخْبَرَهُ بِهِ الْأَنْصَارِيُّ وَلَعَلَّ الْجَزْمَ وَقَعَ مِنْ إِشَاعَةِ بَعْضِ أَهْلِ النِّفَاقِ فَتَنَاقَلَهُ النَّاسُ وَأَصْلُهُ مَا وَقَعَ مِنِ اعْتِزَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ وَلَمْ تَجْرِ عَادَتُهُ بِذَلِكَ فَظَنُّوا أَنَّهُ طَلَّقَهُنَّ وَلِذَلِكَ لَمْ يُعَاتِبْ عُمَرُ الْأَنْصَارِيَّ عَلَى مَا جَزَمَ لَهُ بِهِ مِنْ وُقُوعِ ذَلِكَ وَقَدْ وَقَعَ فِي حَدِيثِ سِمَاكِ بْنِ الْوَلِيدِ عِنْدَ مُسْلِمٍ فِي آخِرِهِ وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ إِلَى قَوْله يستنبطونه مِنْهُم قَالَ فَكُنْتُ أَنَا أَسْتَنْبِطُ ذَلِكَ الْأَمْرَ وَالْمَعْنَى لَوْ رَدُّوهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الْمُخْبِرَ بِهِ أَوْ إِلَى أُولِي الْأَمْرِ كَأَكَابِرِ الصَّحَابَةِ لَعَلِمُوهُ لِفَهْمِ الْمُرَادِ مِنْهُ بِاسْتِخْرَاجِهِمْ بِالْفَهْمِ وَالتَّلَطُّفِ مَا يَخْفَى عَنْ غَيْرِهِمْ وَعَلَى هَذَا فَالْمُرَادُ بِالْإِذَاعَةِ قَوْلُهُمْ وَإِشَاعَتُهُمْ أَنَّهُ طَلَّقَ نِسَاءَهُ بِغَيْرِ تَحَقُّقٍ وَلَا تَثَبُّتٍ حَتَّى شَفَى عُمَرُ فِي الِاطِّلَاعِ عَلَى حَقِيقَةِ ذَلِكَ وَفِي الْمُرَادِ بِالْمُذَاعِ وَفِي الْآيَةِ أَقْوَالٌ أُخْرَى لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَ بَسْطِهَا قَوْلُهُ خَابَتْ حَفْصَةُ وَخَسِرَتْ إِنَّمَا خَصَّهَا بِالذِّكْرِ لِمَكَانَتِهَا مِنْهُ لِكَوْنِهَا بِنْتَهُ وَلِكَوْنِهِ كَانَ قَرِيبَ الْعَهْدِ بِتَحْذِيرِهَا مِنْ وُقُوعِ ذَلِكَ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ بْنِ حَنِينٍ فَقُلْتُ رَغِمَ أَنْفُ حَفْصَةَ وَعَائِشَةَ وَكَأَنَّهُ خَصَّهُمَا بِالذِّكْرِ لِكَوْنِهِمَا كَانَتَا السَّبَبَ فِي ذَلِكَ كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُهُ قَوْلُهُ قَدْ كُنْتُ أَظُنُّ هَذَا يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ بِكَسْرِ الشِّينِ مِنْ يُوشِكُ أَيْ يَقْرُبُ وَذَلِكَ لِمَا كَانَ تَقَدَّمَ لَهُ مِنْ أَنَّ مُرَاجَعَتَهُنَّ قَدْ تُفْضِي إِلَى الْغَضَبِ الْمُفْضِي إِلَى الْفُرْقَةِ قَوْلُهُ فَصَلَّيْتُ صَلَاةَ الْفَجْرِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِوَايَةِ سِمَاكٍ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا النَّاسُ يَنْكُثُونَ الْحَصَا وَيَقُولُونَ طَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُؤْمَرْنَ بِالْحِجَابِ كَذَا فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ وَهُوَ غَلَطٌ بَيِّنٌ فَإِنَّ نُزُولَ الْحِجَابِ كَانَ فِي أَوَّلِ زَوَاجِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ وَاضِحًا فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الْأَحْزَابِ وَهَذِهِ الْقِصَّةُ كَانَتْ سَبَبَ نُزُولِ آيَةِ التَّخْيِيرِ وَكَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ فِيمَنْ خُيِّرَ وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ عُمَرَ لَهَا فِي قَوْلِهِ وَلَا حُسْنُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَسَيَأْتِي بَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَبْوَابٍ مِنْ طَرِيق أبي الضُّحَى عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ أَصْبَحْنَا يَوْمًا وَنِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْكِينَ فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَجَاءَ عُمَرُ فَصَعِدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي غُرْفَةٍ لَهُ فَذَكَرَ هَذِه الْقِصَّة مُخْتَصرا فحضور بن عَبَّاسٍ وَمُشَاهَدَتُهُ لِذَلِكَ يَقْتَضِي تَأَخُّرَ هَذِهِ الْقِصَّةِ عَن الْحجاب فَإِن بَين الْحجاب وانتقال بن عَبَّاسٍ إِلَى الْمَدِينَةِ مَعَ أَبَوَيْهِ نَحْوَ أَرْبَعِ سِنِينَ لِأَنَّهُمْ قَدِمُوا بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ فَآيَةُ التَّخْيِيرِ عَلَى هَذَا نَزَلَتْ سَنَةَ تِسْعٍ لِأَنَّ الْفَتْحَ كَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَالْحِجَابُ كَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْسٍ وَهَذَا مِنْ رِوَايَةِ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ بِالْإِسْنَادِ الَّذِي أَخْرَجَ بِهِ مُسْلِمٌ أَيْضًا قَوْلَ أَبِي سُفْيَانَ عِنْدِي أَجْمَلُ الْعَرَبِ أُمُّ حَبِيبَةَ أُزَوِّجُكَهَا قَالَ نَعَمْ وَأَنْكَرَهُ الْأَئِمَّةُ وَبَالغ بن حَزْمٍ فِي إِنْكَارِهِ وَأَجَابُوا بِتَأْوِيلَاتٍ بَعِيدَةٍ وَلَمْ يَتَعَرَّضْ لِهَذَا الْمَوْضِعِ وَهُوَ نَظِيرُ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ وَأَحْسَنُ مَحَامِلِهِ عِنْدِي أَنْيَكُونَ الرَّاوِي لَمَّا رَأَى قَوْلَ عُمَرَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ ظَنَّ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ قَبْلَ الْحِجَابِ فَجَزَمَ بِهِ لَكِنَّ جَوَابَهُ أَنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنَ الدُّخُولِ رَفْعُ الْحِجَابِ فَقَدْ يدْخل مِنَ الْبَابِ وَتُخَاطِبُهُ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ كَمَا لَا يَلْزَمُ مِنْ وَهْمِ الرَّاوِي فِي لَفْظَةٍ مِنَ الْحَدِيثِ أَنْ يُطْرَحَ حَدِيثُهُ كُلُّهُ وَقَدْ وَقَعَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ مَوْضِعٌ آخَرُ مُشْكِلٌ وَهُوَ قَوْلُهُ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ بَعْدَ قَوْلُهُ فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ وَنَزَلْتُ أَتَشَبَّثُ بِالْجِذْعِ وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّمَا يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ مَا يَمَسُّهُ بِيَدِهِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا كُنْتَ فِي الْغُرْفَةِ تِسْعًا وَعِشْرِينَ فَإِنَّ ظَاهِرُهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ عَقِبَ مَا خَاطَبَهُ عُمَرُ فَيَلْزَمُ مِنْهُ أَنْ يَكُونَ عُمَرُ تَأَخَّرَ كَلَامُهُ مَعَهُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ يَوْمًا وَسِيَاقُ غَيْرِهِ ظَاهِرٌ فِي أَنَّهُ تَكَلَّمَ مَعَهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَكَيْفَ يُمْهِلُ عُمَرَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ يَوْمًا لَا يَتَكَلَّمُ فِي ذَلِكَ وَهُوَ مُصَرَّحٌ بِأَنَّهُ لَمْ يَصْبِرْ سَاعَةً فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى يَقُومَ وَيَرْجِعَ إِلَى الْغُرْفَةِ وَيَسْتَأْذِنَ وَلَكِنَّ تَأْوِيلَ هَذَا سَهْلٌ وَهُوَ أَنْ يَحْمِلَ قَوْلَهُ فَنَزَلَ أَيْ بَعْدَ أَنْ مَضَتِ الْمُدَّةُ وَيُسْتَفَادُ مِنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَتَرَدَّدُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تِلْكَ الْمُدَّةِ الَّتِي حَلَفَ عَلَيْهَا فَاتَّفَقَ أَنَّهُ كَانَ عِنْدَهٌ عِنْدَ إِرَادَتِهِ النُّزُولَ فَنَزَلَ مَعَهُ ثُمَّ خَشِيَ أَنْ يَكُونَ نَسِيَ فَذَكَّرَهُ كَمَا ذكرته عَائِشَة كَمَا سَيَأْتِي وَمِمَّا يُؤَيِّدُ تَأَخُّرَ قِصَّةِ التَّخْيِيرِ مَا تَقَدَّمَ مِنْ قَوْلِ عُمَرَ فِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ الَّتِي قَدَّمْتُ الْإِشَارَةَ إِلَيْهَا فِي الْمَظَالِمِ وَكَانَ مَنْ حَوْلِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ اسْتَقَامَ لَهُ إِلَّا مَلِكَ غَسَّانَ بِالشَّامِ فَإِنَّ الِاسْتِقَامَةَ الَّتِي أَشَارَ إِلَيْهَا إِنَّمَا وَقَعَتْ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ وَقَدْ مَضَى فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بن سَلمَة الْجرْمِي وَكَانَت الْعَرَب تقوم بِإِسْلَامِهِمُ الْفَتْحَ فَيَقُولُونَ اتْرُكُوهُ وَقَوْمَهُ فَإِنْ ظَهَرَ عَلَيْهِمْ فَهُوَ نَبِيٌّ فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ الْفَتْحِ بَادَرَ كُلُّ قَوْمٍ بِإِسْلَامِهِمْ اه وَالْفَتْحُ كَانَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَرُجُوعُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ فِي أَوَاخِرِ ذِي الْقَعْدَةِ مِنْهَا فَلِهَذَا كَانَتْ سَنَةُ تِسْعٍ تُسَمَّى سَنَةَ الْوُفُودِ لِكَثْرَةِ مَنْ وَفَدَ عَلَيْهِ مِنَ الْعَرَبِ فَظَهَرَ أَنَّ اسْتِقَامَةَ مَنْ حَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا كَانَتْ بَعْدَ الْفَتْحِ فَاقْتَضَى ذَلِكَ أَنَّ التَّخْيِيرَ كَانَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ تِسْعٍ كَمَا قَدَّمْتُهُ وَمِمَّنْ جَزَمَ بِأَنَّ آيَةَ التَّخْيِيرِ كَانَتْ سَنَةَ تِسْعٍ الدِّمْيَاطِيُّ وَأَتْبَاعُهُ وَهُوَ الْمُعْتَمَدُ قَوْلُهُ وَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَإِذَا هِيَ تَبْكِي فِي رِوَايَةِ سِمَاكٍ أَنَّهُ دَخَلَ أَوَّلًا عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَ يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ أَقَدْ بَلَغَ مِنْ شَأْنِكِ أَنْ تُؤْذِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ مَا لي وَلَك يَا بن الْخَطَّابِ عَلَيْكَ بِعَيْبَتِكَ وَهِيَ بِعَيْنٍ مُهْمَلَةٍ مَفْتُوحَةٍ وَتَحْتَانِيَّةٍ سَاكِنَةٍ بَعْدَهَا مُوَحَّدَةٌ ثُمَّ مُثَنَّاةٌ أَيْ عَلَيْكَ بِخَاصَّتِكَ وَمَوْضِعِ سِرِّكَ وَأَصْلُ الْعَيْبَةِ الْوِعَاءُ الَّذِي تُجْعَلُ فِيهِ الثِّيَابُ وَنَفِيسُ الْمَتَاعِ فَأَطْلَقَتْ عَائِشَةُ عَلَى حَفْصَةَ أَنَّهَا عَيْبَةُ عُمَرَ بِطَرِيقِ التَّشْبِيهِ وَمُرَادُهَا عَلَيْكَ بِوَعْظِ ابْنَتِكَ قَوْلُهُ أَلَمْ أَكُنْ حَذَّرْتُكِ زَادَ فِي رِوَايَةِ سِمَاكٍ لَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُحِبُّكِ وَلَوْلَا أَنَا لَطَلَّقَكِ فَبَكَتْ أَشَدَّ الْبُكَاءِ لِمَا اجْتَمَعَ عِنْدَهَا مِنَ الْحُزْنِ عَلَى فِرَاقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِمَا تَتَوَقَّعُهُ مِنْ شِدَّةِ غَضَبِ أَبِيهَا عَلَيْهَا وَقد قَالَ لَهَا فِيمَا أخرجه بن مَرْدَوَيْهِ وَاللَّهِ إِنْ كَانَ طَلَّقَكِ لَا أُكَلِّمُكِ أبدا وَأخرج بن سَعْدٍ وَالدَّارِمِيُّ وَالْحَاكِمِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلَّقَ حَفْصَةَ ثُمَّ رَاجَعَهَا وَلِابْنِ سعد مثله من حَدِيث بن عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ وَمِنْ طَرِيقِ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ مِثْلُهُ وَزَادَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي فَقَالَ لِي رَاجِعْ حَفْصَةَ فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ وَهِيَ زَوْجَتُكَ فِي الْجَنَّةِ وَقَيْسٌ مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ وَنَحْوُهُ عِنْدَهُ مِنْ مُرْسَلِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَوْلُهُ هَا هُوَ ذَا مُعْتَزِلٌ فِي الْمَشْرُبَةِ فِي رِوَايَةِ سَمَاكٍ فَقُلْتُ لَهَا أَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ هُوَ فِي خِزَانَتِهِ فِي الْمَشْرُبَةِ وَقَدْ تَقَدَّمَ ضَبْطُ الْمَشْرُبَةِ وَتَفْسِيرُهَا فِي كِتَابِ الْمَظَالِمِ وَأَنَّهَا بِضَمِّ الرَّاءِ وَبِفَتْحِهَا وَجَمْعُهَا مَشَارِبُ وَمَشْرُبَاتٌ قَوْلُهُ فَخَرَجْتُ فَجِئْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ فَإِذَا حَوْلَهُ رَهْطٌ يَبْكِي بَعْضُهُمْ لَمْ أَقِفْ عَلَى تَسْمِيَتِهِمْ وَفِي رِوَايَةِ سِمَاكِ بْنِ الْوَلِيدِ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا النَّاسُ يَنْكُثُونَ بِالْحَصَا أَيْ يَضْرِبُونَ بِهِ الْأَرْضَ كَفِعْلِ الْمَهْمُومِ الْمُفَكِّرِ قَوْلُهُ ثُمَّ غَلَبَنِيمَا أَجِدُ أَيْ مِنْ شُغُلِ قَلْبِهِ بِمَا بَلَغَهُ مِنِ اعْتِزَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ وَأَنَّ ذَلِكَ لَا يَكُونُ إِلَّا عَنْ غَضَبٍ مِنْهُ وَلِاحْتِمَالِ صِحَّةِ مَا أُشِيعَ مِنْ تَطْلِيقِ نِسَائِهِ وَمِنْ جُمْلَتِهِنَّ حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ فَتَنْقَطِعُ الْوُصْلَةُ بَيْنَهُمَا وَفِي ذَلِكَ مِنَ الْمَشَقَّةِ عَلَيْهِ مَا لَا يَخْفَى قَوْلُهُ فَقُلْتُ لِغُلَامٍ لَهُ أَسْوَدَ فِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَشْرُبَةٍ يَرْقَى عَلَيْهَا بِعَجَلَةٍ وَغُلَامٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْوَدَ عَلَى رَأْسِ الْعَجَلَةِ وَاسْمُ هَذَا الْغُلَامِ رَبَاحٌ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَتَخْفِيفِ الْمُوَحَّدَةِ سَمَّاهُ سِمَاكٌ فِي رِوَايَتِهِ وَلَفْظُهُ فَدَخَلْتُ فَإِذَا أَنَا بِرَبَاحٍ غُلَامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ عَلَى أُسْكُفَّةِ الْمَشْرُبَةِ مُدَلٍّ رِجْلَيْهِ عَلَى نَقِيرٍ مِنْ خَشَبٍ وَهُوَ جِذْعٌ يَرْقَى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَنْحَدِرُ وَعُرِفَ بِهَذَا تَفْسِيرُ الْعَجَلَةِ الْمَذْكُورَةِ فِي رِوَايَةِ غَيْرِهِ وَسَيَأْتِي فِي حَدِيث أبي الضُّحَى الَّذِي أَشرت إِلَيْهِ بَحْثٍ فِي ذَلِكَ وَالْأُسْكُفَّةُ فِي رِوَايَتِهِ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالْكَافِ بَيْنَهُمَا مُهْمَلَةٌ ثُمَّ فَاءٌ مُشَدَّدَةٌ هِيَ عَتَبَةُ الْبَابِ السُّفْلَى وَقَوْلُهُ عَلَى نَقِيرٍ بِنُونٍ ثُمَّ قَافٍ بِوَزْنِ عَظِيمٍ أَيْ مَنْقُورٍ وَوَقَعَ فِي بَعْضِ رِوَايَاتِ مُسْلِمٍ بِفَاءٍ بَدَلَ النُّونِ وَهُوَ الَّذِي جُعِلَتْ فِيهِ فِقَرٌ كَالدَّرَجِ قَوْلُهُ اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ فِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ فَقُلْتُ لَهُ قُلْ هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَوْلُهُ فَصَمَتَ بِفَتْحِ الْمِيمِ أَيْ سَكَتَ وَفِي رِوَايَةِ سِمَاكٍ فَنَظَرَ رَبَاحٌ إِلَى الْغُرْفَةِ ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا وَاتَّفَقَتِ الرِّوَايَتَانِ عَلَى أَنَّهُ أَعَادَ الذَّهَابَ وَالْمَجِيءَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَكِنْ لَيْسَ ذَلِكَ صَرِيحًا فِي رِوَايَةِ سِمَاكٍ بَلْ ظَاهِرُ رِوَايَتِهِ أَنَّهُ أَعَادَ الِاسْتِئْذَانَ فَقَطْ وَلَمْ يَقَعْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ فِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ وَمَنْ حَفِظَ حُجَّةٌ عَلَى مَنْ لَمْ يَحْفَظْ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَرَّتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ كَانَ نَائِمًا أَوْ ظَنَّ أَنَّ عُمَرَ جَاءَ يَسْتَعْطِفُهُ عَلَى أَزَوَاجِهِ لِكَوْنِ حَفْصَةَ ابْنَتِهِ مِنْهُنَّ قَوْلُهُ فَنَكَسْتُ مُنْصَرِفًا أَيْ رَجَعْتُ إِلَى وَرَائِي فَإِذَا الْغُلَامُ يَدْعُونِي وَفِي رِوَايَةِ مَعْمَرٍ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا وَفِي رِوَايَةِ سِمَاكٍ ثُمَّ رَفَعْتُ صَوْتِي فَقُلْتُ يَا رَبَاحُ اسْتَأْذِنْ لِي فَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظَنَّ أَنِّي جِئْتُ مِنْ أَجْلِ حَفْصَةَ وَاللَّهِ لَئِنْ أَمَرَنِي بِضَرْبِ عُنُقِهَا لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَهَا وَهَذَا يُقَوِّي الِاحْتِمَالَ الثَّانِيَ لِأَنَّهُ لَمَّا صَرَّحَ فِي حَقِّ ابْنَتِهِ بِمَا قَالَ كَانَ أَبْعَدَ أَنْ يَسْتَعْطِفَهُ لِضَرَائِرِهَا قَوْلُهُ فَإِذَا هُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى رِمَالٍ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَقَدْ تُضَمُّ وَفِي رِوَايَةِ مَعْمَرٍ عَلَى رَمْلٍ بِسُكُونِ الْمِيمِ وَالْمُرَادُ بِهِ النَّسْجُ تَقُولُ رَمَلْتُ الْحَصِيرَ وَأَرْمَلْتُهُ إِذَا نَسَجْتُهُ وَحَصِيرٌ مَرْمُولٌ أَيْ مَنْسُوجٌ وَالْمُرَادُ هُنَا أَنَّ سَرِيرَهُ كَانَ مَرْمُولًا بِمَا يُرْمَلُ بِهِ الْحَصِيرُ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَلَى رِمَالِ سَرِيرٍ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ سِمَاكٍ عَلَى حَصِيرٍ وَقَدْ أَثَّرَ الْحَصِيرُ فِي جَنْبِهِ وَكَأَنَّهُ أَطْلَقَ عَلَيْهِ حَصِيرًا تَغْلِيبًا وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ رِمَالُ الْحَصِيرِ ضُلُوعُهُ الْمُتَدَاخِلَةُ بِمَنْزِلَةِ الْخُيُوطِ فِي الثَّوْبِ فَكَأَنَّهُ عِنْدَهُ اسْمُ جَمْعٍ وَقَوْلُهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فِرَاشٌ قَدْ أَثَّرَ الرِّمَالُ بِجَنْبِهِ يُؤَيِّدُ مَا قَدَّمْتُهُ أَنَّهُ أُطْلِقَ عَلَى نَسْجِ السَّرِيرِ حَصِيرًا قَوْلُهُ فَقُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ أَطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ فَرَفَعَ إِلَيَّ بَصَرَهُ فَقَالَ لَا فَقُلْتُ اللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ الْكِرْمَانِيُّ لَمَّا ظَنَّ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّ الِاعْتِزَالَ طَلَاق أَو ناشيء عَنْ طَلَاقٍ أَخْبَرَ عُمَرَ بِوُقُوعِ الطَّلَاقِ جَازِمًا بِهِ فَلَمَّا اسْتَفْسَرَ عُمَرُ عَنْ ذَلِكَ فَلَمْ يَجِدْ لَهُ حَقِيقَةً كَبَّرَ تَعَجُّبًا مِنْ ذَلِكَ اه وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ كَبَّرَ اللَّهَ حَامِدًا لَهُ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِ مِنْ عَدَمِ وُقُوعِ الطَّلَاقِ وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ عِنْد بن سَعْدٍ فَكَبَّرَ عُمَرُ تَكْبِيرَةً سَمِعْنَاهَا وَنَحْنُ فِي بُيُوتِنَا فَعَلِمْنَا أَنَّ عُمَرَ سَأَلَهُ أَطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ فَقَالَ لَا فَكَبَّرَ حَتَّى جَاءَنَا الْخَبَرُ بَعْدُ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ سِمَاكٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَطَلَّقْتَهُنَّ قَالَ لَا قُلْتُ إِنِّي دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَالْمُسْلِمُونَ يَنْكُثُونَ الْحَصَا يَقُولُونَ طَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ أَفَأَنْزِلُ فَأُخْبِرُهُمْ أَنَّكَ لَمْ تُطَلِّقْهُنَّ قَالَ نَعَمْ إِنْ شِئْتَ وَفِيهِ فَقُمْتُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَنَادَيْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي لَمْ يُطَلِّقْ نِسَاءَهُ قَوْلُهُ ثُمَّ قُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ أَسْتَأْنِسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ رَأَيْتَنِي يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ اسْتِفْهَامًا بطرِيق الاسْتِئْذَانوَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الْقَوْلِ الْمَذْكُورِ بَعْدَهُ وَهُوَ ظَاهِرُ سِيَاقِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ وَجَزَمَ الْقُرْطُبِيُّ بِأَنَّهُ لِلِاسْتِفْهَامِ فَيَكُونُ أَصْلُهُ بِهَمْزَتَيْنِ تُسَهَّلُ إِحْدَاهُمَا وَقَدْ تُحْذَفُ تَخْفِيفًا وَمَعْنَاهُ انْبَسَطَ فِي الْحَدِيثِ وَاسْتَأْذَنَ فِي ذَلِكَ لِقَرِينَةِ الْحَالِ الَّتِي كَانَ فِيهَا لِعِلْمِهِ بِأَنَّ بِنْتَهُ كَانَتِ السَّبَبَ فِي ذَلِكَ فَخَشِيَ أَنْ يَلْحَقَهُ هُوَ شَيْءٌ مِنَ الْمَعْتَبَةِ فَبَقِيَ كَالْمُنْقَبِضِ عَنْ الِابْتِدَاءِ بِالْحَدِيثِ حَتَّى اسْتَأْذَنَ فِيهِ قَوْلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ رَأَيْتَنِي وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ فَسَاقَ مَا تَقَدَّمَ وَكَذَا فِي رِوَايَةِ عُقَيْلٍ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ مَعْمَرٍ أَنَّ قَوْلَهُ أَسْتَأْنِسُ بَعْدَ سِيَاقِ الْقِصَّةِ وَلَفْظُهُ فَقُلْتُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَوْ رَأَيْتَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ فَسَاقَ الْقِصَّةَ فَقُلْتُ أَسْتَأْنِسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ وَهَذَا يُعَيِّنُ الِاحْتِمَالَ الْأَوَّلَ وَهُوَ أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ فِي الِاسْتِئْنَاسِ فَلَمَّا أَذِنَ لَهُ فِيهِ جَلَسَ قَوْلُهُ ثُمَّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ رَأَيْتَنِي وَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ إِلَى قَوْلِهِ فَتَبَسَّمَ تَبَسُّمَةً أُخْرَى الْجُمْلَةُ حَالِيَّةٌ أَيْ حَالَ دُخُولِي عَلَيْهَا وَفِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ فَذَكَرْتُ لَهُ الَّذِي قُلْتُ لَحَفْصَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ فَضَحِكَ وَفِي رِوَايَةِ سِمَاكٍ فَلَمْ أَزَلْ أُحَدِّثُهُ حَتَّى تَحَسَّرَ الْغَضَبُ عَنْ وَجْهِهِ وَحَتَّى كَشَّرَ فَضَحِكَ وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ ثَغْرًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَوْلُهُ تَحَسَّرَ بِمُهْمَلَتَيْنِ أَيْ تَكَشَّفَ وَزْنًا وَمَعْنًى وَقَوْلُهُ كَشَّرَ بِفَتْحِ الْكَافِ وَالْمُعْجَمَةِ أَيْ أَبْدَى أَسْنَانَهُ ضَاحِكًا قَالَ بن السِّكِّيتِ كَشَّرَ وَتَبَسَّمَ وَابْتَسَمَ وَافَتَرَّ بِمَعْنًى فَإِذَا زَادَ قِيلَ قَهْقَهَ وَكَرْكَرَ وَقَدْ جَاءَ فِي صِفَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ ضَحِكُهُ تَبَسُّمًا قَوْلُهُ فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبَسُّمَةً بِتَشْدِيدِ السِّينِ وَلِلْكُشْمِيهَنِيِّ تَبْسِيمَةً قَوْلُهُ فَرَفَعْتُ بَصَرِي فِي بَيْتِهِ أَيْ نَظَرْتُ فِيهِ قَوْلُهُ غَيْرَ أَهَبَةٍ ثَلَاثَةٍ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ ثَلَاثٍ الْأَهَبَةُ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالْهَاءِ وَبِضَمِّهَا أَيْضًا بِمَعْنَى الْأُهُبِ وَالْهَاءُ فِيهِ لِلْمُبَالَغَةِ وَهُوَ جَمْعُ إِهَابٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَهُوَ الْجِلْدُ قَبْلَ الدِّبَاغِ وَقِيلَ هُوَ الْجِلْدُ مُطْلَقًا دُبِغَ أَوْ لَمْ يُدْبَغْ وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ هُنَا جِلْدٌ شُرِعَ فِي دَبْغِهِ وَلَمْ يَكْمُلْ لِقَوْلِهِ فِي رِوَايَةِ سِمَاكِ بْنِ الْوَلِيدِ فَإِذَا أَفِيقٌ مُعَلَّقٌ وَالْأَفِيقُ بِوَزْنِ عَظِيمٍ الْجِلْدُ الَّذِي لَمْ يَتِمَّ دِبَاغُهُ يُقَالُ أَدَمٌ وَأَدِيمٌ وَأَفَقٌ وَأَفِيقٌ وَإِهَابٌ وَأَهَبٌ وَعِمَادٌ وَعَمُودٌ وَعُمُدٌ وَلَمْ يَجِيء فَعِيلٌ وَفَعُولٌ عَلَى فَعَلٍ بِفَتْحَتَيْنِ فِي الْجَمْعِ إِلَّا هَذِهِ الْأَحْرُفُ وَالْأَكْثَرُ أَنْ يَجِيءَ فُعُلٌ بِضَمَّتَيْنِ وَزَادَ فِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ وَأَنَّ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَرَظًا بِقَافٍ وَظَاءٍ مُعْجَمَةٍ مَصْبُوبًا بِمُوَحَّدَتَيْنِ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ مَصْبُورًا بِرَاءٍ قَالَ النَّوَوِيُّ وَوَقَعَ فِي بَعْضِ الْأُصُولِ مَضْبُورًا بِضَادٍ مُعْجَمَةٍ وَهِيَ لُغَةٌ وَالْمُرَادُ بِالْمَصْبُورِ بِالْمُهْمَلَةِ وَالْمُعْجَمَةِ الْمَجْمُوعُ وَلَا يُنَافِي كَوْنَهُ مَصْبُوبًا بَلِ الْمُرَادُ أَنَّهُ غَيْرُ مُنْتَثِرٍ وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِ وِعَاءٍ بَلْ هُوَ مَصْبُوبٌ مُجْتَمِعٌ وَفِي رِوَايَةِ سِمَاكٍ فَنَظَرْتُ فِي خِزَانَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا أَنَا بِقَبْضَةٍ مِنْ شَعِيرٍ نَحْوِ الصَّاعِ وَمِثْلِهَا قَرَظًا فِي نَاحِيَةِ الْغُرْفَةِ قَوْلُهُ ادْعُ اللَّهَ فَلْيُوَسِّعْ عَلَى أُمَّتِكَ فِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ فَبَكَيْتُ فَقَالَ وَمَا يُبْكِيكَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ كِسْرَى وَقَيْصَرَ فِيمَا هُمَا فِيهِ وَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَفِي رِوَايَةِ سِمَاكٍ فَابْتَدَرَتْ عَيْنَايَ فَقَالَ مَا يبكيك يَا بن الْخَطَّابِ فَقُلْتُ وَمَا لِيَ لَا أَبْكِي وَهَذَا الْحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِكَ وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ لَا أَرَى فِيهَا إِلَّا مَا أَرَى وَذَاكَ قَيْصَرُ وَكِسْرَى فِي الْأَنْهَارِ وَالثِّمَارِ وَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَصَفْوَتُهُ قَوْلُهُ فَجَلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ مُتكئا فَقَالَ أَو فِي هَذَا أَنْت يَا بن الْخطاب فِي رِوَايَة معمر عِنْد مُسلم أَو فِي شكّ أَنْت يَا بن الْخَطَّابِ وَكَذَا فِي رِوَايَةِ عُقَيْلٍ الْمَاضِيَةِ فِي كِتَابِ الْمَظَالِمِ وَالْمَعْنَى أَأَنْتَ فِي شَكٍّ فِي أَنَّ التَّوَسُّعَ فِي الْآخِرَةِ خَيْرٌ مِنَ التَّوَسُّعِ فِي الدُّنْيَا وَهَذَا يُشْعِرُ بِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظَنَّ أَنَّهُ بَكَى مِنْ جِهَةِ الْأَمْرِ الَّذِي كَانَ فِيهِ وَهُوَ غَضَبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نِسَائِهِ حَتَّى اعْتَزَلَهُنَّ فَلَمَّا ذَكَرَ لَهُ أَمْرَ الدُّنْيَا أَجَابَهُ بِمَا أَجَابَهُ قَوْلُهُ إِنَّ أُولَئِكَ قَوْمٌ قَدْ عُجِّلُوا طَيِّبَاتِهِمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ أَلَا تَرْضَى أَنْتَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الْآخِرَةُ وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ لَهُمَا بِالتَّثْنِيَةِ عَلَى إِرَادَةِ كِسْرَى وَقَيْصَرَ لِتَخْصِيصِهِمَا بِالذِّكْرِ وَالْأُخْرَى بِإِرَادَتِهِمَا وَمَنْ تَبِعَهُمَا أَوْ كَانَ عَلَى مِثْلِ حَالِهِمَا زَادَ فِي رِوَايَةِ سِمَاكٍ فَقُلْتُ بَلَى قَوْلُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي أَيْ عَنْ جَرَاءَتِي بِهَذَا الْقَوْلِ بِحَضْرَتِكَ أَوْ عَنِ اعْتِقَادِي أَنَّ التَّجَمُّلَاتِ الدُّنْيَوِيَّةَ مَرْغُوبٌ فِيهَا أَوْ عَنْ إِرَادَتِي مَا فِيهِ مُشَابَهَةُ الْكُفَّارِ فِي مَلَابِسِهِمْ وَمَعَايِشِهِمْ قَوْلُهُ فَاعْتَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ الْحَدِيثِ الَّذِي أَفْشَتْهُ حَفْصَةُ إِلَى عَائِشَةَ كَذَا فِي هَذِهِ الطَّرِيقِ لَمْ يُفَسِّرِ الْحَدِيثَ الْمَذْكُورَ الَّذِي أَفْشَتْهُ حَفْصَةُ وَفِيهِ أَيْضًا وَكَانَ قَالَ مَا أَنَا بِدَاخِلٍ عَلَيْهِنَّ شَهْرًا مِنْ شِدَّةِ مَوْجِدَتِهِ عَلَيْهِنَّ حِينَ عَاتَبَهُ اللَّهُ وَهَذَا أَيْضًا مُبْهَمٌ وَلَمْ أَرَهُ مُفَسَّرًا وَكَانَ اعْتِزَالُهُ فِي الْمَشْرُبَةِ كَمَا فِي حَدِيثِ بن عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ فَأَفَادَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَخْزُومِيُّ فِي كِتَابِهِ أَخْبَارُ الْمَدِينَةِ بِسَنَدٍ لَهُ مُرْسَلٌ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَبِيتُ فِي الْمَشْرُبَةِ وَيَقِيلُ عِنْدَ أَرَاكَةٍ عَلَى خَلْوَةِ بِئْرٍ كَانَتْ هُنَاكَ وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنَ الطُّرُقِ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِإِسْنَادِ حَدِيثِ الْبَابِ الا مَا رَوَاهُ بن إِسْحَاقَ كَمَا أَشَرْتُ إِلَيْهِ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ التَّحْرِيم وَالْمرَاد بالمعاتبة قَوْله تَعَالَى يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ الْآيَاتِ وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي الَّذِي حَرَّمَ عَلَى نَفْسِهِ وَعُوتِبَ عَلَى تَحْرِيمِهِ كَمَا اخْتُلِفَ فِي سَبَبِ حَلِفِهِ عَلَى أَنْ لَا يَدْخُلَ عَلَى نِسَائِهِ عَلَى أَقْوَالٍ فَالَّذِي فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّهُ الْعَسَلُ كَمَا مَضَى فِي سُورَةِ التَّحْرِيمِ مُخْتَصَرًا مِنْ طَرِيقِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَائِشَةَ وَسَيَأْتِي بِأَبْسَطَ مِنْهُ فِي كِتَابِ الطَّلَاقِ وَذَكَرْتُ فِي التَّفْسِيرِ قَوْلًا آخَرَ أَنَّهُ فِي تَحْرِيمِ جَارِيَتِهِ مَارِيَةَ وَذَكَرْتُ هُنَاكَ كَثِيرًا مِنْ طُرُقِهِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عَنْ عَائِشَة عِنْد بن مَرْدَوَيْهِ مَا يَجْمَعُ الْقَوْلَيْنِ وَفِيهِ أَنَّ حَفْصَةَ أُهْدِيَتْ لَهَا عُكَّةٌ فِيهَا عَسَلٌ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا حَبَسَتْهُ حَتَّى تُلْعِقَهُ أَوْ تَسْقِيَهُ مِنْهَا فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِجَارِيَةٍ عِنْدَهَا حَبَشِيَّةٍ يُقَالُ لَهَا خَضْرَاءُ إِذَا دَخَلَ عَلَى حَفْصَةَ فَانْظُرِي مَا يَصْنَعُ فَأَخْبَرَتْهَا الْجَارِيَةُ بِشَأْنِ الْعَسَلِ فَأَرْسَلَتْ إِلَى صَوَاحِبِهَا فَقَالَتْ إِذَا دَخَلَ عَلَيْكُنَّ فَقُلْنَ إِنَّا نَجْدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ فَقَالَ هُوَ عَسَلٌ وَاللَّهِ لَا أَطْعَمَهُ أَبَدًا فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ حَفْصَةَ اسْتَأْذَنَتْهُ أَنْ تَأْتِيَ أَبَاهَا فَأَذِنَ لَهَا فَذَهَبَتْ فَأَرْسَلَ إِلَى جَارِيَتِهِ مَارِيَةَ فَأَدْخَلَهَا بَيْتَ حَفْصَةَ قَالَتْ حَفْصَةُ فَرَجَعْتُ فَوَجَدْتُ الْبَابَ مُغْلَقًا فَخَرَجَ وَوَجْهُهُ يَقْطُرُ وَحَفْصَةُ تَبْكِي فَعَاتَبَتْهُ فَقَالَ أُشْهِدُكِ أَنَّهَا عَلَيَّ حَرَامٌ انْظُرِي لَا تُخْبِرِي بِهَذَا امْرَأَةً وَهِيَ عِنْدَكِ أَمَانَةٌ فَلَمَّا خَرَجَ قَرَعَتْ حَفْصَةُ الْجِدَارَ الَّذِي بَيْنَهَا وَبَيْنَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ أَلَا أُبَشِّرُكِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ حَرَّمَ أَمَتَهُ فَنَزَلَتْ وَعند بن سعد من طَرِيق شُعْبَة مولى بن عَبَّاسٍ عَنْهُ خَرَجَتْ حَفْصَةُ مِنْ بَيْتِهَا يَوْمَ عَائِشَةَ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ بِجَارِيَتِهِ الْقِبْطِيَّةِ بَيْتَ حَفْصَةَ فَجَاءَتْ فَرَقَبَتْهُ حَتَّى خَرَجَتِ الْجَارِيَةُ فَقَالَتْ لَهُ أَمَا إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَا صَنَعْتَ قَالَ فَاكْتُمِي عَلَيَّ وَهِيَ حَرَامٌ فَانْطَلَقَتْ حَفْصَةُ إِلَى عَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهَا فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ أَمَّا يومي فتعرس فِيهِ بِالْقِبْطِيَّةِ وَيَسْلَمُ لِنِسَائِكَ سَائِرُ أَيَّامِهِنَّ فَنَزَلَتِ الْآيَةُ وَجَاءَ فِي ذَلِكَ ذِكْرُ قَوْلٍ ثَالِثٍ أخرجه بن مرْدَوَيْه من طَرِيق الضَّحَّاك عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ دَخَلَتْ حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَهَا فَوَجَدَتْ مَعَهُ مَارِيَةَ فَقَالَ لَا تُخْبِرِي عَائِشَةَ حَتَّى أُبَشِّرْكِ بِبِشَارَةٍ إِنَّ أَبَاكَ يَلِي هَذَا الْأَمْرَ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ إِذَا أَنَا مِتُّ فَذَهَبَتْ إِلَى عَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهَا فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ ذَلِكَ وَالْتَمَسَتْ مِنْهُ أَنْ يُحَرِّمَ مَارِيَةَ فَحَرَّمَهَا ثُمَّ جَاءَ إِلَى حَفْصَةَ فَقَالَ أَمَرْتُكِ أَلَّا تُخْبِرِي عَائِشَةَ فَأَخْبَرْتِهَا فَعَاتَبَهَا عَلَى ذَلِكَ وَلَمْ يُعَاتِبْهَا عَلَى أَمْرِ الْخِلَافَةِ فَلِهَذَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى عَرَّفَ بَعْضَهُ واعرض عَن بعض وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَفِي عِشْرَةِ النِّسَاءِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نَحْوَهُ بِتَمَامِهِ وَفِي كُلٍّ مِنْهُمَا ضَعْفٌ وَجَاءَ فِي سَبَبِ غَضَبِهِ مِنْهُنَّ وَحَلِفِهِ أَنْ لَا يَدْخُلَ عَلَيْهِنَّ شَهْرًاقصَّة أُخْرَى فَأخْرج بن سَعْدٍ مِنْ طَرِيقِ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدِيَّةٌ فَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ نصِيبهَا فَلم ترض زَيْنَب بنت جحش بنصيها فَزَادَهَا مَرَّةً أُخْرَى فَلَمْ تَرْضَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ لَقَدْ أَقْمَأَتْ وَجْهَكَ تَرُدُّ عَلَيْكَ الْهَدِيَّةَ فَقَالَ لَأَنْتُنَّ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ تُقْمِئْنَنِي لَا أَدْخُلُ عَلَيْكُنَّ شَهْرًا الْحَدِيثَ وَمِنْ طَرِيقِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ نَحْوُهُ وَفِيهِ ذَبَحَ ذَبْحًا فَقَسَمَهُ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ فَأَرْسَلَ إِلَى زَيْنَبَ بِنَصِيبِهَا فَرَدَّتْهُ فَقَالَ زِيدُوهَا ثَلَاثًا كُلُّ ذَلِكَ تَرُدُّهُ فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَفِيهِ قَوْلٌ آخَرُ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ قَالَ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَالنَّاسُ جُلُوسٌ بِبَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُؤْذَنْ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ فَأُذِنَ لِأَبِي بَكْرٍ فَدَخَلَ ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ فَاسْتَأْذَنَ فَأُذِنَ لَهُ فَوَجَدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا وَحَوْلَهُ نِسَاؤُهُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ هُنَّ حَوْلِي كَمَا تَرَى يَسْأَلْنَنِي النَّفَقَةَ فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى عَائِشَةَ وَقَامَ عُمَرُ إِلَى حَفْصَةَ ثُمَّ اعْتَزَلَهُنَّ شَهْرًا فَذَكَرَ نُزُولَ آيَةِ التَّخْيِيرِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مَجْمُوعُ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ كَانَ سَبَبًا لِاعْتِزَالِهِنَّ وَهَذَا هُوَ اللَّائِقُ بِمَكَارِمِ أَخْلَاقِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَعَةِ صَدْرِهِ وَكَثْرَةِ صَفْحِهِ وَأَنَّ ذَلِكَ لَمْ يَقَعْ مِنْهُ حَتَّى تَكَرَّرَ مُوجِبُهُ مِنْهُنَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم ورضى عَنْهُن وَقصر بن الْجَوْزِيِّ فَنَسَبَ قِصَّةَ الذَّبْحِ لِابْنِ حَبِيبٍ بِغَيْرِ إِسْنَادٍ وَهِيَ مُسْنَدَةٌ عِنْدَ ابْنِ سَعْدٍ وَأَبْهَمَ قِصَّةَ النَّفَقَةِ وَهِيَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَالرَّاجِحُ مِنَ الْأَقْوَالِ كُلِّهَا قِصَّةُ مَارِيَةَ لِاخْتِصَاصِ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ بِهَا بِخِلَافِ الْعَسَلِ فَإِنَّهُ اجْتَمَعَ فِيهِ جَمَاعَةٌ مِنْهُنَّ كَمَا سَيَأْتِي وَيَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ الْأَسْبَابُ جَمِيعُهَا اجْتَمَعَتْ فَأُشِيرَ إِلَى أَهَمِّهَا وَيُؤَيِّدُهُ شُمُولُ الْحَلِفِ لِلْجَمِيعِ وَلَوْ كَانَ مَثَلًا فِي قِصَّةِ مَارِيَةَ فَقَطْ لَاخْتَصَّ بِحَفْصَةَ وَعَائِشَةَ وَمَنِ اللَّطَائِفِ أَنَّ الْحِكْمَةَ فِي الشَّهْرِ مَعَ أَنَّ مَشْرُوعِيَّةَ الْهَجْرِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ أَنَّ عِدَّتَهُنَّ كَانَتْ تِسْعَةً فَإِذَا ضُرِبَتْ فِي ثَلَاثَةٍ كَانَتْ سَبْعَةً وَعِشْرِينَ وَالْيَوْمَانِ لِمَارِيَةَ لِكَوْنِهَا كَانَتْ أَمَةً فَنَقَصَتْ عَنِ الْحَرَائِرِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. قَوْلُهُ فَاعْتَزَلَ النَّبِيُّ نِسَاءَهُ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ الْحَدِيثِ الَّذِي أَفْشَتْهُ حَفْصَةُ إِلَى عَائِشَةَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً الْعَدَدُ مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِ فَاعْتَزَلَ نِسَاءَهُ قَوْلُهُ وَكَانَ قَالَ مَا أَنَا بِدَاخِلٍ عَلَيْهِنَّ شَهْرًا فِي رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عِنْدَ مُسْلِمٍ فِي طَرِيقِ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ وَكَانَ آلَى مِنْهُنَّ شَهْرًا أَيْ حَلَفَ أَوْ أَقْسَمَ وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِهِ الْإِيلَاءَ الَّذِي فِي عُرْفِ الْفُقَهَاءِ اتِّفَاقًا وَسَيَأْتِي بَعْدَ سَبْعَةِ أَبْوَابٍ مِنْ حَدِيثُ أَنَسٍ قَالَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نِسَائِهِ شَهْرًا وَهَذَا مُوَافِقٌ لِلَفْظِ رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ هُنَا وَإِنْ كَانَ أَكْثَرُ الرُّوَاةِ فِي حَدِيثِ عُمَرَ لَمْ يُعَبِّرُوا بِلَفْظِ الْإِيلَاءِ قَوْلُهُ مِنْ شِدَّةِ مَوْجِدَتِهِ عَلَيْهِنَّ أَيْ غَضَبِهِ قَوْلُهُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فِيهِ أَنَّ مَنْ غَابَ عَنْ أَزْوَاجِهِ ثُمَّ حَضَرَ يَبْدَأُ بِمَنْ شَاءَ مِنْهُنَّ وَلَا يَلْزَمُهُ أَنْ يَبْدَأَ مِنْ حَيْثُ بَلَغَ وَلَا أَنْ يُقْرِعَ كَذَا قِيلَ وَيَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ الْبَدَاءَةُ بِعَائِشَةَ لِكَوْنِهِ اتَّفَقَ أَنَّهُ كَانَ يَوْمَهَا قَوْلُهُ فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ كُنْتَ قَدْ أَقْسَمْتَ أَنْ لَا تَدْخُلَ عَلَيْنَا شَهْرًا تَقَدَّمَ أَنَّ فِي رِوَايَةِ سِمَاكِ بْنِ الْوَلِيدِ أَنَّ عُمَرَ ذَكَّرَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ وَلَا مُنَافَاةَ بَيْنَهُمَا لِأَنَّ فِي سِيَاقِ حَدِيثِ عُمَرَ أَنَّهُ ذَكَّرَهُ بِذَلِكَ عِنْدَ نُزُولِهِ مِنَ الْغُرْفَةِ وَعَائِشَةُ ذَكَّرَتْهُ بِذَلِكَ حِينَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَكَأَنَّهُمَا تَوَارَدَا عَلَى ذَلِكَ وَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ قَالَ فَقُلْنَا فَظَاهِرُ هَذَا السِّيَاقِ يُوهِمُ أَنَّهُ مِنْ تَتِمَّةِ حَدِيثِ عُمَرَ فَيَكُونُ عُمَرُ حَضَرَ ذَلِكَ مِنْ عَائِشَةَ وَهُوَ مُحْتَمَلٌ عِنْدِي لَكِنْ يَقْوَى أَنْ يَكُونَ هَذَا مِنْ تَعَالِيقِ الزُّهْرِيِّ فِي هَذِهِ الطَّرِيقِ فَإِنَّ هَذَا الْقَدْرَ عِنْدَهُ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ رِوَايَةِ مَعْمَرٍ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْسَمَ أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ عَلَى نِسَائِهِ شَهْرًا قَالَ الزُّهْرِيُّ فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ فَذَكَرَهُ قَوْلُهُ وَإِنَّمَا أَصْبَحْتُ مِنْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً فِي رِوَايَةِ عُقَيْلٍ لِتِسْعٍ بِاللَّامِ وَفِي رِوَايَةِ السَّرَخْسِيِّ فِيهَا بِتِسْعٍ بِالْمُوَحَّدَةِ وَهِيَ مُتَقَارِبَةٌ قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ مِنْ هُنَا إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ وَقَعَ مُدْرَجًا فِي رِوَايَةِشُعَيْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَوَقَعَ مُفَصَّلًا فِي رِوَايَةِ مَعْمَرٍ قَالَ الزُّهْرِيُّ فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ لَمَّا مَضَتْ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَدِيثَ قُلْتُ وَنِسْبَةُ الْإِدْرَاجِ إِلَى شُعَيْبٍ فِيهِ نَظَرٌ فَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْمَظَالِمِ مِنْ رِوَايَةِ عُقَيْلٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ كَذَلِكَ وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ طَرِيقَ مَعْمَرٍ كَمَا قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ مُفَصَّلَةً وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَفْسِيرِ الْأَحْزَابِ أَنَّ الْبُخَارِيَّ حَكَى الِاخْتِلَافَ عَلَى الزُّهْرِيِّ فِي قِصَّةِ التَّخْيِيرِ هَلْ هِيَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَوْ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَوْلُهُ فَقَالَ الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً وَكَانَ ذَلِكَ الشَّهْرُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً فِي هَذَا إِشَارَةٌ إِلَى تَأْوِيلِ الْكَلَامِ الَّذِي قَبْلَهُ وَأَنَّهُ لَا يُرَادُ بِهِ الْحَصْرُ أَوْ أَنَّ اللَّامَ فِي قَوْلِهِ الشَّهْرُ لِلْعَهْدِ مِنَ الشَّهْرِ الْمَحْلُوفِ عَلَيْهِ وَلَا يَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ تَكُونَ الشُّهُورُ كُلُّهَا كَذَلِك وَقد أنْكرت عَائِشَة على بن عُمَرَ رِوَايَتَهُ الْمُطْلَقَةُ أَنَّ الشَّهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ فَأَخْرَجَ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن عَن بن عُمَرَ رَفَعَهُ الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ قَالَ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِعَائِشَةَ فَقَالَتْ يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّمَا قَالَ الشَّهْرُ قَدْ يَكُونُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ وَقَدْ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عُمَرَ بِهَذَا اللَّفْظِ الْأَخِيرِ الَّذِي جَزَمَتْ بِهِ عَائِشَةُ وَبَيَّنْتُهُ قَبْلَ هَذَا عِنْدَ الْكَلَامِ عَلَى مَا وَقَعَ فِي رِوَايَةِ سِمَاكِ بْنِ الْوَلِيدِ مِنَ الْإِشْكَالِ قَوْلُهُ قَالَتْ عَائِشَةُ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ التَّخْيِيرِ فِي رِوَايَةِ عُقَيْلٍ فَأُنْزِلَتْ وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَيْهِ مُسْتَوْفًى فِي كِتَابِ الطَّلَاقِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَفِي الْحَدِيثِ سُؤَالُ الْعَالِمِ عَنْ بَعْضِ أُمُورِ أَهْلِهِ وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ فِيهِ غَضَاضَةٌ إِذَا كَانَ فِي ذَلِكَ سُنَّةٌ تُنْقَلُ وَمَسْأَلَةٌ تُحْفَظُ قَالَهُ الْمُهَلَّبُ قَالَ وَفِيهِ تَوْقِيرُ الْعَالِمِ وَمَهَابَتُهُ عَنِ اسْتِفْسَارِ مَا يخْشَى من تغيره عِنْد ذِكْرِهِ وَتَرَقُّبُ خَلَوَاتِ الْعَالِمِ لِيُسْأَلَ عَمَّا لَعَلَّهُ لَوْ سُئِلَ عَنْهُ بِحَضْرَةِ النَّاسِ أَنْكَرَهُ عَلَى السَّائِلِ وَيُؤْخَذُ مِنْ ذَلِكَ مُرَاعَاةُ الْمُرُوءَةِ وَفِيهِ أَنَّ شِدَّةَ الْوَطْأَةِ عَلَى النِّسَاءِ مَذْمُومٌ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِسِيرَةِ الْأَنْصَارِ فِي نِسَائِهِمْ وَتَرَكَ سِيرَةَ قَوْمِهِ وَفِيهِ تَأْدِيبُ الرَّجُلِ ابْنَتَهُ وَقَرَابَتَهُ بِالْقَوْلِ لِأَجْلِ إِصْلَاحِهَا لِزَوْجِهَا وَفِيهِ سِيَاقٌ الْقِصَّةِ عَلَى وَجْهِهَا وَإِنْ لَمْ يَسْأَلِ السَّائِلُ عَنْ ذَلِكَ إِذَا كَانَ فِي ذَلِكَ مَصْلَحَةٌ مِنْ زِيَادَةِ شَرْحٍ وَبَيَانٍ وَخُصُوصًا إِذَا كَانَ الْعَالِمُ يَعْلَمُ أَنَّ الطَّالِبَ يُؤْثِرُ ذَلِكَ وَفِيهِ مَهَابَةُ الطَّالِبِ لِلْعَالِمِ وَتَوَاضُعُ الْعَالِمِ لَهُ وَصَبْرُهُ عَلَى مُسَاءَلَتِهِ وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ غَضَاضَةٌ وَفِيهِ جَوَازُ ضَرْبِ الْبَابِ وَدَقِّهِ إِذَا لَمْ يَسْمَعِ الدَّاخِلُ بِغَيْرِ ذَلِكَ وَدُخُولُ الْآبَاءِ عَلَى الْبَنَاتِ وَلَوْ كَانَ بِغَيْرِ إِذْنِ الزَّوْجِ وَالتَّنْقِيبُ عَنْ أَحْوَالِهِنَّ لَا سِيَّمَا مَا يَتَعَلَّقُ بِالْمُتَزَوِّجَاتِ وَفِيهِ حسن تلطف بن عَبَّاسٍ وَشِدَّةُ حِرْصِهِ عَلَى الِاطِّلَاعِ عَلَى فُنُونِ التَّفْسِير وَفِيه طلب علو الْإِسْنَاد لِأَن بن عَبَّاسٍ أَقَامَ مُدَّةً طَوِيلَةً يَنْتَظِرُ خَلْوَةَ عُمَرَ لِيَأْخُذَ عَنْهُ وَكَانَ يُمْكِنُهُ أَخْذُ ذَلِكَ بِوَاسِطَةٍ عَنْهُ مِمَّنْ لَا يَهَابُ سُؤَالَهُ كَمَا كَانَ يَهَابُ عُمَرَ وَفِيهِ حِرْصُ الصَّحَابَةِ عَلَى طَلَبِ الْعِلْمِ وَالضَّبْطِ بِأَحْوَالِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهِ أَنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَجْعَلُ لِنَفْسِهِ وَقْتًا يَتَفَرَّغُ فِيهِ لِأَمْرِ مَعَاشِهِ وَحَالِ أَهْلِهِ وَفِيهِ الْبَحْثُ فِي الْعِلْمِ فِي الطُّرُقِ وَالْخَلَوَاتِ وَفِي حَالِ الْقُعُودِ وَالْمَشْيِ وَفِيهِ إِيثَارُ الِاسْتِجْمَارِ فِي الْأَسْفَارِ وَإِبْقَاءِ الْمَاءِ لِلْوُضُوءِ وَفِيهِ ذِكْرُ الْعَالِمِ مَا يَقَعُ مِنْ نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ بِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ فَائِدَةٌ دِينِيَّةٌ وَإِنْ كَانَ فِي ذَلِكَ حِكَايَةُ مَا يُسْتَهْجَنُ وَجَوَازُ ذِكْرِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ لِسِيَاقِ الْحَدِيثِ عَلَى وَجْهِهِ وَبَيَانُ ذِكْرِ وَقْتِ التَّحَمُّلِ وَفِيهِ الصَّبْرُ عَلَى الزَّوْجَاتِ وَالْإِغْضَاءِ عَنْ خِطَابِهِنَّ وَالصَّفْحُ عَمَّا يَقَعُ مِنْهُنَّ مِنْ زَلَلٍ فِي حَقِّ الْمَرْءِ دُونَ مَا يَكُونُ مِنْ حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى وَفِيهِ جَوَازُ اتِّخَاذِ الْحَاكِمِ عِنْدَ الْخَلْوَةِ بَوَّابًا يَمْنَعُ مَنْ يَدْخُلُ إِلَيْهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ وَيَكُونُ قَوْلُ أَنَسٍ الْمَاضِي فِي كِتَابِ الْجَنَائِزِ فِي الْمَرْأَةِ الَّتِي وَعَظَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ تَعْرِفْهُ ثُمَّ جَاءَتْ إِلَيْهِ فَلَمْ تَجِدْ لَهُ بَوَّابِينَ مَحْمُولًا عَلَى الْأَوْقَاتِ الَّتِي يَجْلِسُ فِيهَا لِلنَّاسِ قَالَ الْمُهَلَّبُ وَفِيهِ أَنَّ لِلْإِمَامِ أَنْ يَحْتَجِبَ عَنْ بِطَانَتِهِ وَخَاصَّتِهِ عِنْدَ الْأَمْرِ بِطَرْقِهِ مِنْ جِهَةِ أَهْلِهِ حَتَّى يَذْهَبَ غَيْظُهُ وَيَخْرُجَ إِلَى النَّاسِ وَهُوَ مُنْبَسِطٌإِلَيْهِمْ فَإِنَّ الْكَبِيرَ إِذَا احْتَجَبَ لَمْ يَحْسُنِ الدُّخُولُ إِلَيْهِ بِغَيْرِ إِذْنٍ وَلَوْ كَانَ الَّذِي يُرِيدُ أَنْ يَدْخُلَ جَلِيلَ الْقَدْرِ عَظِيمَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَهُ وَفِيهِ الرِّفْقُ بِالْأَصْهَارِ وَالْحَيَاءُ مِنْهُمْ إِذَا وَقَعَ لِلرَّجُلِ مِنْ أَهْلِهِ مَا يَقْتَضِي مُعَاتَبَتَهُمْ وَفِيهِ أَنَّ السُّكُوتَ قَدْ يَكُونُ أَبْلَغَ مِنَ الْكَلَامِ وَأَفْضَلَ فِي بَعْضِ الْأَحَايِينِ لِأَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَوْ أَمَرَ غُلَامَهُ بِرَدِّ عُمَرَ لَمْ يَجُزْ لِعُمَرَ الْعَوْدُ إِلَى الِاسْتِئْذَانِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى فَلَمَّا سَكَتَ فَهِمَ عُمَرُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يُؤْثِرْ رَدَّهُ مُطْلَقًا أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ الْمُهَلَّبُ وَفِيهِ أَنَّ الْحَاجِبَ إِذَا عَلِمَ مَنْعَ الْإِذْنِ بِسُكُوتِ الْمَحْجُوبِ لَمْ يَأْذَنْ وَفِيهِ مَشْرُوعِيَّةُ الِاسْتِئْذَانِ عَلَى الْإِنْسَانِ وَإِنْ كَانَ وَحْدَهُ لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ عَلَى حَالَةٍ يُكْرَهُ الِاطِّلَاعِ عَلَيْهَا وَفِيهِ جَوَازُ تَكْرَارِ الِاسْتِئْذَانِ لِمَنْ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ إِذَا رَجَا حُصُولَ الْإِذْنِ وَأَنْ لَا يَتَجَاوَزَ بِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كَمَا سَيَأْتِي إِيضَاحُهُ فِي كِتَابِ الِاسْتِئْذَانِ فِي قِصَّةِ أَبِي مُوسَى مَعَ عُمَرَ وَالِاسْتِدْرَاكُ عَلَى عُمَرَ مِنْ هَذِهِ الْقِصَّةِ لِأَنَّ الَّذِي وَقَعَ مِنَ الْإِذْنِ لَهُ فِي الْمَرَّةِ الثَّالِثَةِ وَقَعَ اتِّفَاقًا وَلَوْ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُ كَانَ يَعُودُ إِلَى الِاسْتِئْذَانِ لِأَنَّهُ صَرَّحَ كَمَا سَيَأْتِي بِأَنَّهُ لَمْ يَبْلُغْهُ ذَلِكَ الْحُكْمُ وَفِيهِ أَنَّ كُلَّ لَذَّةٍ أَوْ شَهْوَةٍ قَضَاهَا الْمَرْءُ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ اسْتِعْجَالٌ لَهُ مِنْ نَعِيمِ الْآخِرَةِ وَأَنَّهُ لَوْ تَرَكَ ذَلِكَ لَادُّخِرَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ الطَّبَرِيُّ وَاسْتَنْبَطَ مِنْهُ بَعْضُهُمْ إِيثَارَ الْفَقْرِ عَلَى الْغِنَى وَخَصَّهُ الطَّبَرِيُّ بِمَنْ لَمْ يَصْرِفْهُ فِي وُجُوهِهِ وَيُفَرِّقْهُ فِي سُبُلِهِ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ بِوَضْعِهِ فِيهَا قَالَ وَأَمَّا مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ مِنْ مَنَازِلِ الِامْتِحَانِ وَالصَّبْرِ عَلَى الْمِحَنِ مَعَ الشُّكْرِ أَفْضَلُ مِنَ الصَّبْرِ عَلَى الضَّرَّاءِ وَحْدَهُ انْتَهَى قَالَ عِيَاضٌ هَذِهِ الْقِصَّةُ مِمَّا يَحْتَجُّ بِهِ مَنْ يُفَضِّلُ الْفَقِيرَ عَلَى الْغَنِيِّ لِمَا فِي مَفْهُومِ قَوْلِهِ إِنَّ مَنْ تَنَعَّمَ فِي الدُّنْيَا يَفُوتُهُ فِي الْآخِرَةِ بِمِقْدَارِهِ قَالَ وَحَاوَلَهُ الْآخَرُونَ بِأَنَّ الْمُرَادَ مِنَ الْآيَةِ أَنَّ حَظَّ الْكُفَّارِ هُوَ مَا نَالُوهُ مِنْ نَعِيمِ الدُّنْيَا إِذْ لَا حَظَّ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ انْتَهَى وَفِي الْجَوَابِ نَظَرٌ وَهِيَ مَسْأَلَةٌ اخْتَلَفَ فِيهَا السَّلَفُ وَالْخَلَفُ وَهِيَ طَوِيلَةُ الذَّيْلِ سَيَكُونُ لَنَا بِهَا إِلْمَامٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِ الرِّقَاقِ وَفِيهِ أَنَّ الْمَرْءَ إِذَا رَأَى صَاحِبَهُ مَهْمُومًا اسْتُحِبَّ لَهُ أَنْ يُحَدِّثَهُ بِمَا يُزِيلُ هَمَّهُ وَيُطَيِّبُ نَفْسَهُ لِقَوْلِ عُمَرَ لَأَقُولَنَّ شَيْئًا يُضْحِكُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ بَعْدَ اسْتِئْذَانِ الْكَبِيرِ فِي ذَلِكَ كَمَا فَعَلَ عُمَرُ وَفِيهِ جَوَازُ الِاسْتِعَانَةِ فِي الْوضُوء بالصب على المتوضيء وَخِدْمَةُ الصَّغِيرِ الْكَبِيرَ وَإِنْ كَانَ الصَّغِيرُ أَشْرَفَ نَسَبًا مِنَ الْكَبِيرِ وَفِيهِ التَّجَمُّلُ بِالثَّوْبِ وَالْعِمَامَةِ عِنْدَ لِقَاءِ الْأَكَابِرِ وَفِيهِ تَذْكِيرُ الْحَالِفِ بِيَمِينِهِ إِذَا وَقَعَ مِنْهُ مَا ظَاهِرُهُ نِسْيَانُهَا لَا سِيَّمَا مِمَّنْ لَهُ تَعَلُّقٌ بِذَلِكَ لِأَنَّ عَائِشَةَ خَشِيَتْ أَنْ يَكُونَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسِيَ مِقْدَارَ مَا حَلَفَ عَلَيْهِ وَهُوَ شَهْرٌ وَالشَّهْرُ ثَلَاثُونَ يَوْمًا أَوْ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ يَوْمًا فَلَمَّا نَزَلَ فِي تِسْعَةٍ وَعِشْرِينَ ظَنَّتْ أَنَّهُ ذَهِلَ عَنِ الْقَدْرِ أَوْ أَنَّ الشَّهْرَ لَمْ يَهُلَّ فَأَعْلَمَهَا أَنَّ الشَّهْرَ اسْتَهَلَّ فَإِنَّ الَّذِي كَانَ الْحَلِفُ وَقَعَ فِيهِ جَاءَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ يَوْمًا وَفِيهِ تَقْوِيَةٌ لِقَوْلِ مَنْ قَالَ إِنَّ يَمِينَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتُّفِقَ أَنَّهَا كَانَتْ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ وَلِهَذَا اقْتَصَرَ عَلَى تِسْعَةٍ وَعِشْرِينَ وَإِلَّا فَلَوِ اتُّفِقَ ذَلِكَ فِي أَثْنَاءِ الشَّهْرِ فَالْجُمْهُورُ عَلَى أَنَّهُ لَا يَقَعُ الْبِرُّ إِلَّا بِثَلَاثِينَ وَذَهَبَتْ طَائِفَةٌ فِي الِاكْتِفَاءِ بِتِسْعَةٍ وَعِشْرِينَ أَخْذًا بِأَقَلِّ مَا يَنْطَلِقُ عَلَيْهِ الِاسْم قَالَ بن بَطَّالٍ يُؤْخَذُ مِنْهُ أَنَّ مَنْ حَلَفَ عَلَى فِعْلِ شَيْءٍ يَبَرُّ بِفِعْلِ أَقَلِّ مَا يَنْطَلِقُ عَلَيْهِ الِاسْمُ وَالْقِصَّةُ مَحْمُولَةٌ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ وَمَالِكٌ عَلَى أَنَّهُ دَخَلَ أَوَّلَ الْهِلَالِ وَخَرَجَ بِهِ فَلَوْ دَخَلَ فِي أَثْنَاءِ الشَّهْرِ لَمْ يَبَرَّ إِلَّا بِثَلَاثِينَ وَفِيهِ سُكْنَى الْغُرْفَةِ ذَاتِ الدَّرَجِ وَاتِّخَاذُ الْخِزَانَةِ لِأَثَاثِ الْبَيْتِ وَالْأَمْتِعَةِ وَفِيهِ التَّنَاوُبَ فِي مَجْلِسِ الْعَالِمِ إِذَا لَمْ تَتَيَسَّرِ الْمُوَاظَبَةُ عَلَى حُضُورِهِ لِشَاغِلٍ شَرْعِيٍّ مِنْ أَمْرٍ دِينِيٍّ أَوْ دُنْيَوِيٍّ وَفِيهِ قَبُولُ خَبَرِ الْوَاحِدِ وَلَوْ كَانَ الْآخِذُ فَاضِلًا وَالْمَأْخُوذُ عَنْهُ مَفْضُولًا وَرِوَايَةُ الْكَبِيرِ عَنِ الصَّغِيرِ وَأَنَّ الْأَخْبَارَ الَّتِي تُشَاعُ وَلَوْ كَثُرَ نَاقِلُوهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ مَرْجِعُهَا إِلَى أَمْرٍ حِسِّيٍّ مِنْ مُشَاهَدَةٍ أَوْ سَمَاعٍ لَا تَسْتَلْزِمُ الصِّدْقَ فَإِنَّ جَزْمَ الْأَنْصَارِيِّ فِيرِوَايَةٍ بِوُقُوعِ التَّطْلِيقِ وَكَذَا جَزْمُ النَّاسِ الَّذِينَ رَآهُمْ عُمَرُ عِنْدَ الْمِنْبَرِ بِذَلِكَ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُمْ شَاعَ بَيْنَهُمْ ذَلِكَ مِنْ شَخْصٍ بِنَاءً عَلَى التَّوَهُّمِ الَّذِي تَوَهَّمَهُ مِنِ اعْتِزَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ فَظَنَّ لِكَوْنِهِ لَمْ تَجْرِ عَادَتُهُ بِذَلِكَ أَنَّهُ طَلَّقَهُنَّ فَأَشَاعَ أَنَّهُ طَلَّقَهُنَّ فَشَاعَ ذَلِكَ فَتَحَدَّثَ النَّاسُ بِهِ وَأَخْلَقُ بِهَذَا الَّذِي ابْتَدَأَ بِإِشَاعَةِ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُنَافِقِينَ كَمَا تَقَدَّمَ وَفِيهِ الِاكْتِفَاءُ بِمَعْرِفَةِ الْحُكْمِ بِأَخْذِهِ عَنِ الْقَرِينِ مَعَ إِمْكَانِ أَخْذِهِ عَالِيًا عَمَّنْ أَخَذَهُ عَنْهُ الْقَرِينُ وَأَنَّ الرَّغْبَةَ فِي الْعُلُوِّ حَيْثُ لَا يَعُوقُ عَنْهُ عَائِقٌ شَرْعِيٌّ وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادَ بِذَلِكَ أَنْ يَسْتَفِيدَ مِنْهُ أُصُولَ مَا يَقَعُ فِي غَيْبَتِهِ ثُمَّ يَسْأَلُ عَنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ مُشَافَهَةً وَهَذَا أَحَدُ فَوَائِدِ كِتَابَةِ أَطْرَافِ الْحَدِيثِ وَفِيهِ مَا كَانَ الصَّحَابَةُ عَلَيْهِ مِنْ مَحَبَّةِ الِاطِّلَاعِ عَلَى أَحْوَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَّتْ أَوْ قَلَّتْ وَاهْتِمَامُهُمْ بِمَا يَهْتَمُّ لَهُ لِإِطْلَاقِ الْأَنْصَارِيِّ اعْتِزَالَهُ نِسَاءَهُ الَّذِي أَشْعَرَ عِنْدَهُ بِأَنَّهُ طلقهن الْمُقْتَضِيَ وُقُوعَ غَمِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ أَعْظَمُ مِنْ طُرُوقِ مَلِكِ الشَّامِ الْغَسَّانِيِّ بِجُيُوشِهِ الْمَدِينَةَ لِغَزْوِ مَنْ بِهَا وَكَانَ ذَلِكَ بِالنَّظَرِ إِلَى أَنَّ الْأَنْصَارِيَّ كَانَ يَتَحَقَّقُ أَنَّ عَدُوَّهُمْ وَلَوْ طَرَقَهُمْ مَغْلُوبٌ وَمَهْزُومٌ وَاحْتِمَالُ خِلَافِ ذَلِكَ ضَعِيفٌ بِخِلَافِ الَّذِي وَقَعَ بِمَا تَوَهَّمَهُ مِنَ التَّطْلِيقِ الَّذِي يَتَحَقَّقُ مَعَهُ حُصُولُ الْغَمِّ وَكَانُوا فِي الطَّرَفِ الْأَقْصَى مِنْ رِعَايَةِ خَاطِرِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَحْصُلَ لَهُ تَشْوِيشٌ وَلَوْ قَلَّ وَالْقَلَقُ لِمَا يُقْلِقُهُ وَالْغَضَبُ لِمَا يُغْضِبُهُ وَالْهَمُّ لِمَا يُهِمُّهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَفِيهِ أَنَّ الْغَضَبَ وَالْحُزْنَ يَحْمِلُ الرَّجُلَ الْوَقُورَ عَلَى تَرْكِ التَّأَنِّي الْمَأْلُوفِ مِنْهُ لِقَوْلِ عُمَرَ ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَفِيهِ شِدَّةُ الْفَزَعِ وَالْجَزَعِ لِلْأُمُورِ الْمُهِمَّةِ وَجَوَازُ نَظَرِ الْإِنْسَانِ إِلَى نَوَاحِي بَيْتِ صَاحِبِهِ وَمَا فِيهِ إِذَا عَلِمَ أَنَّهُ لَا يَكْرَهُ ذَلِكَ وَبِهَذَا يُجْمَعُ بَيْنَ مَا وَقَعَ لِعُمَرَ وَبَيْنَ مَا وَرَدَ مِنَ النَّهْيِ عَنْ فُضُولِ النَّظَرِ أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ النَّوَوِيُّ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ نَظَرُ عُمَرَ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَعَ أَوَّلًا اتِّفَاقًا فَرَأَى الشَّعِيرَ وَالْقَرَظَ مَثَلًا فَاسْتَقَلَّهُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ لِيَنْظُرَ هَلْ هُنَاكَ شَيْءٌ أَنْفَسُ مِنْهُ فَلَمْ يَرَ إِلَّا الْأُهُبَ فَقَالَ مَا قَالَ وَيَكُونُ النَّهْيُ مَحْمُولًا عَلَى مَنْ تَعَمَّدَ النَّظَرَ فِي ذَلِكَ وَالتَّفْتِيشِ ابْتِدَاءً وَفِيهِ كَرَاهَةُ سُخْطِ النِّعْمَةِ وَاحْتِقَارِ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ وَلَوْ كَانَ قَلِيلًا وَالِاسْتِغْفَارُ مِنْ وُقُوعِ ذَلِكَ وَطَلَبُ الِاسْتِغْفَارِ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ وَإِيثَارُ الْقَنَاعَةِ وَعَدَمُ الِالْتِفَاتِ إِلَى مَا خُصَّ بِهِ الْغَيْرُ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ وَفِيهِ الْمُعَاقَبَةُ عَلَى إِفْشَاءِ السِّرِّ بِمَا يَلِيقُ بِمن أفشاه (قَوْلُهُ بَابُ صَوْمِ الْمَرْأَةِ بِإِذْنِ زَوْجِهَا تَطَوُّعًا) هَذَا الْأَصْلُ لَمْ يَذْكُرْهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ الصِّيَامِ وَذَكَرَهُ أَبُو مَسْعُودٍ فِي أَفْرَادِ الْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبَى هُرَيْرَةَ وَلَيْسَ كَذَلِكَ فَإِنَّ مُسْلِمًا ذَكَرَهُ فِي أَثْنَاءِ حَدِيثٍ فِي كِتَابِ الزَّكَاةِ وَوَقَعَ لِلْمِزَّيِّ فِي الْأَطْرَافِ فِيهِ وَهْمٌ بَيَّنْتُهُ فِيمَا كَتَبْتُهُ عَلَيْهِ

    باب مَوْعِظَةِ الرَّجُلِ ابْنَتَهُ لِحَالِ زَوْجِهَا(باب موعظة الرجل ابنته لحال زوجها) أي لأجله.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:4914 ... ورقمه عند البغا: 5191 ]
    - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: لَمْ أَزَلْ حَرِيصًا أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَنِ الْمَرْأَتَيْنِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اللَّتَيْنِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {{إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}} [التحريم: 4] حَتَّى حَجَّ وَحَجَجْتُ مَعَهُ، وَعَدَلَ وَعَدَلْتُ مَعَهُ بِإِدَاوَةٍ، فَتَبَرَّزَ ثُمَّ جَاءَ فَسَكَبْتُ عَلَى يَدَيْهِ مِنْهَا فَتَوَضَّأَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَنِ الْمَرْأَتَانِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اللَّتَانِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {{إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}} قَالَ: وَاعَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، هُمَا عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ. ثُمَّ اسْتَقْبَلَ عُمَرُ الْحَدِيثَ يَسُوقُهُ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَجَارٌ لِي مِنَ الأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَهُمْ مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَةِ، وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا، فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بِمَا حَدَثَ مِنْ خَبَرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنَ الْوَحْيِ أَوْ غَيْرِهِ، وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى الأَنْصَارِ إِذَا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ، فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَأْخُذْنَ مِنْ أَدَبِ نِسَاءِ الأَنْصَارِ. فَصَخِبْتُ عَلَى امْرَأَتِي فَرَاجَعَتْنِي، فَأَنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي قَالَتْ: وَلِمَ تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ؟ فَوَاللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيُرَاجِعْنَهُ وَإِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتَهْجُرُهُ الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ فَأَفْزَعَنِي ذَلِكَ وَقُلْتُ لَهَا: وَقَدْ خَابَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْهُنَّ. ثُمَّ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي، فَنَزَلْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلْتُ لَهَا: أَيْ حَفْصَةُ أَتُغَاضِبُ إِحْدَاكُنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. فَقُلْتُ: قَدْ خِبْتِ وَخَسِرْتِ، أَفَتَأْمَنِينَ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ لِغَضَبِ رَسُولِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَتَهْلِكِي؟ لاَ تَسْتَكْثِرِي النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلاَ تُرَاجِعِيهِ فِي شَيْءٍ وَلاَ تَهْجُرِيهِ، وَسَلِينِي مَا بَدَا لَكِ وَلاَ يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ أَوْضَأَ مِنْكِ وَأَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُرِيدُ عَائِشَةَ قَالَ عُمَرُ: وَكُنَّا قَدْ تَحَدَّثْنَا أَنَّ غَسَّانَ تُنْعِلُ الْخَيْلَ لِغَزْوِنَا، فَنَزَلَ صَاحِبِي الأَنْصَارِيُّ يَوْمَ نَوْبَتِهِ، فَرَجَعَ إِلَيْنَا عِشَاءً فَضَرَبَ بَابِي ضَرْبًا شَدِيدًا وَقَالَ: أَثَمَّهُوَ؟ فَفَزِعْتُ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: قَدْ حَدَثَ الْيَوْمَ أَمْرٌ عَظِيمٌ. قُلْتُ: مَا هُوَ؟ أَجَاءَ غَسَّانُ؟ قَالَ: لاَ بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَأَهْوَلُ. طَلَّقَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نِسَاءَهُ. فَقُلْتُ خَابَتْ حَفْصَةُ وَخَسِرَتْ. قَدْ كُنْتُ أَظُنُّ هَذَا يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ. فَجَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي، فَصَلَّيْتُ صَلاَةَ الْفَجْرِ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَدَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَشْرُبَةً لَهُ فَاعْتَزَلَ فِيهَا، وَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَإِذَا هِيَ تَبْكِي، فَقُلْتُ مَا يُبْكِيكِ، أَلَمْ أَكُنْ حَذَّرْتُكِ هَذَا، أَطَلَّقَكُنَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قَالَتْ: لاَ أَدْرِي، هَا هُوَ ذَا مُعْتَزِلٌ فِي الْمَشْرُبَةِ فَخَرَجْتُ فَجِئْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ فَإِذَا حَوْلَهُ رَهْطٌ يَبْكِي بَعْضُهُمْ فَجَلَسْتُ مَعَهُمْ قَلِيلًا، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ الْمَشْرُبَةَ الَّتِي فِيهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ لِغُلاَمٍ لَهُ أَسْوَدَ: اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ، فَدَخَلَ الْغُلاَمُ فَكَلَّمَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: كَلَّمْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ، فَانْصَرَفْتُ حَتَّى جَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ. ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ فَقُلْتُ لِلْغُلاَمِ اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ، فَدَخَلَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ، فَرَجَعْتُ فَجَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ، فَجِئْتُ الْغُلاَمَ فَقُلْتُ: اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ، فَدَخَلَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ فَقَالَ قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ، فَلَمَّا وَلَّيْتُ مُنْصَرِفًا قَالَ: إِذَا الْغُلاَمُ يَدْعُونِي فَقَالَ: قَدْ أَذِنَ لَكَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِذَا هُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى رِمَالِ حَصِيرٍ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فِرَاشٌ قَدْ أَثَّرَ الرِّمَالُ بِجَنْبِهِ مُتَّكِئًا عَلَى وِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ قُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ؟ فَرَفَعَ إِلَيَّ بَصَرَهُ فَقَالَ: «لاَ». فَقُلْتُ: اللَّهُ أَكْبَرُ. ثُمَّ قُلْتُ: وَأَنَا قَائِمٌ أَسْتَأْنِسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ رَأَيْتَنِي وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ إِذَا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ، فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ رَأَيْتَنِي وَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلْتُ لَهَا لاَ يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ أَوْضَأَ مِنْكِ وَأَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يُرِيدُ عَائِشَةَ. فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَبَسُّمَةً أُخْرَى فَجَلَسْتُ حِينَ رَأَيْتُهُ تَبَسَّمَ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي فِي بَيْتِهِ فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا يَرُدُّ الْبَصَرَ غَيْرَ أَهَبَةٍ ثَلاَثَةٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ فَلْيُوَسِّعْ عَلَى أُمَّتِكَ فَإِنَّ فَارِسًا وَالرُّومَ قَدْ وُسِّعَ عَلَيْهِمْ وَأُعْطُوا الدُّنْيَا وَهُمْ لاَ يَعْبُدُونَ اللَّهَ. فَجَلَسَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ: «أَوَفِي هَذَا أَنْتَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟ إِنَّ أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلُوا طَيِّبَاتِهِمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا»، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَغْفِرْ لِي. فَاعْتَزَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نِسَاءَهُ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ الْحَدِيثِ حِينَ أَفْشَتْهُ حَفْصَةُ إِلَى عَائِشَةَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً، وَكَانَ قَالَ: «مَا أَنَا بِدَاخِلٍ عَلَيْهِنَّ شَهْرًا» مِنْ شِدَّةِ مَوْجِدَتِهِ عَلَيْهِنَّ. حِينَ عَاتَبَهُ اللَّهُ فَلَمَّا مَضَتْ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَبَدَأَ بِهَا، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ كُنْتَ قَدْ أَقْسَمْتَ أَنْ لاَ تَدْخُلَ عَلَيْنَا شَهْرًا؛ وَإِنَّمَا أَصْبَحْتَ مِنْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً أَعُدُّهَا عَدًّا، فَقَالَ: «الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ»، فَكَانَ ذَلِكَ الشَّهْرُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً، قَالَتْ عَائِشَةُ: ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى آيَةَ التَّخَيُّرِ فَبَدَأَ بِي أَوَّلَ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ فَاخْتَرْتُهُ، ثُمَّ خَيَّرَ نِسَاءَهُ كُلَّهُنَّ فَقُلْنَ مِثْلَ مَا قَالَتْ عَائِشَةُ.وبه قال: (حدّثنا أبو اليمان) الحكم بن نافع قال: (أخبرنا شعيب) هو ابن أبي حمزة (عن الزهري) محمد بن مسلم بن شهاب أنه (قال: أخبرني) بالإفراد (عبيد الله) بضم العين (ابن عبد الله بن أبي ثور) بالمثلثة (عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-) أنه (قال: لم أزل حريصًا على أن أسأل عمر بن الخطاب) -رضي الله عنه- (عن المرأتين من أزواج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اللتين قال الله تعالى) في حقهما: ({{إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما}}) [التحريم: 4] أي فقد وجد منكما ما يوجب التوبة (حتى حج وحججت معه) فلما رجعنا وكنا ببعض الطريق (وعدل) عن الطريق المسلوكة الجادّة إلى الأراك لحاجته وفي مسلم أنه مرّ الظهران (وعدلت معه بإداوة) فيها ماء (فتبرز ثم جاء فسكبت على يديه منها فتوضأ فقلت له: يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اللتان قال الله تعالى) فيهما: ({{إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما}}؟ قال: واعجبًا) بالتنوين في الفرع اسم فعل بمعنى أعجب كقوله: واهًا ويجوز عدمه لأن الأصل فيه واعجبي فأبدلت الكسرة فتحة فصارت الياء ألفًا كقوله: يا أسفا ويا حسرتا وفي رواية معمر واعجبي (لك يا ابن عباس) أي كيف خفي عليك هذا القدر مع حرصك على طلب العلم، وفي الكشاف أنه كره ما سأله، وبذلك جزم الزهري كما في مسلم (هما عائشة وحفصة. ثم استقبل عمر الحديث يسوقه) إلى آخر القصة التي كانت سبب نزول الآية المسؤول عنها (قال: كنت أنا وجار لي من الأنصار) اسمه أوس بن خوليّ أو عتبان بن مالك والأول هو الراجح لأنه منصوص عليه عند ابن سعد، والثاني استنبطه ابن بشكوال من المؤاخاة بينهما وما ثبت بالنص مقدّم (في بني أمية بن زيد وهم من عوالي المدينة) قرية من قرى المدينة مما يلي الشرق وكانت منازل الأوس (وكنا نتناوب النزول) من العوالي (على النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) نجعله نوبًا (فينزل) جاري الأنصاري (يومًا وأنزل يومًا فإذا نزلت) على النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (جئته بما حدّث من خبر ذلك اليوم من الوحي أو غيره) من الحوادث الكائنة عند النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (وإذا نزل) جاري (فعل مثل ذلك) وإذا شرطية أو ظرفية (وكنا معشر قريش) ونحن بمكة (نغلب النساء) نحكم عليهن ولا يحكمن علينا (فلما قدمنا) من مكة (على الأنصار) بالمدينة (إذا) هم (قوم تغلبهم نساؤهم) ويحكمن عليهم (فطفق) بفتح الطاء المهملة وكسر الفاء وتفتح جعل أو أخذ (نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار) في طريقتهن وسيرتهن فجعلن يكلمننا ويراجعننا (فصخبت) بالصاد المهملة المفتوحة والخاء المعجمة المكسورة، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: فسخبت بالسين المهملة بدل الصاد أي صحت (على امرأتي) زينب بنت مظعون لأمر غضبت منه (فراجعتني) راددتني في القول (فأنكرت) عليها (أن تراجعني قالت: ولم)؟ بكسر اللام وفتح الميم (تنكر) ليّ (أن أراجعك فوالله إن أزواج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليراجعنه) بكسر الجيم وسكون العين وفتح النون (وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل) بنصب اليوم على الظرفية وخفض الليل بحتى التي بمعنى إلى ونصبه على أنها للعطف، وفي رواية عبيد بن حنين وإن ابنتك لتراجع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حتى يظل يومه غضبان. قال عمر: (فأفزعني ذلك وقلت لها: قد خاب من فعل ذلك منهن ثم جمعت عليّ ثيابي) أي لبستها أجمع جميعًا (فنزلت) من العوالي إلى المدينة (فدخلت على حفصة) ابنتي (فقلت لها:أي حفصة أتغاضب إحداكن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اليوم حتى الليل)؟ والهمزة في أتغاضب
    للاستفهام الإنكاري (قالت: نعم) قال عمر: (فقلت) لها (قد خبتِ وخسرتِ) بكسر الفوقيتين (أفتأمنين أن يغضب الله) عز وجل (لغضب رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فتهلكي) بكسر اللام (لا تستكثري النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) لا تطلبي منه الكثير، وفي رواية يزيد بن رومان لا تكلمي رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فإن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليس عنده دنانير ولا دراهم فما كان لك من حاجة حتى دهنة سليني (ولا تراجعيه في شيء) من الكلام (ولا تهجريه) ولو هجرك (وسليني ما بدا) ما ظهر (لك) مما تريدين (ولا يغرنك) بتشديد الراء والنون (إن كانت) بفتح الهمزة وتكسر (جارتك أوضأ) أحسن وأجمل (منك وأحب إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) فلا يؤاخذها -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا فعلت ما نهيتك عنه فإنها تدل بجمالها ومحبته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لها (يريد) عمر -رضي الله عنه- بذلك (عائشة) ولم يقل ضرّتك بل جارتك أدبًا منه -رضي الله عنه- أو أنها كانت جارتها حقيقة منزلها جوار منزلها والعرب تطلق على الضرة جارة لتجاورهما المعنوي لكونهما عند شخص واحد وإن لم يكن حسيًّا.(قال عمر: وكنا قد تحدّثنا أن غسان) بفتح الغين المعجمة والسين المهملة المشددة أي قبيلة غسان وملكهم واسمه الحارث بن أبي شمر (تنعل الخيل) بضم الفوقية وكسر العين (لغزونا) ولأبي ذر عن الكشميهني لتغزونا، وفي اللباس وكان من حول رأس رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد استقام له فلم يبق إلا ملك غسان بالشام كنا نتخوّف أن يأتينا (فنزل صاحبي الأنصاري) من العوالي إلى المدينة (يوم نوبته فرجع) من المدينة (إلينا عشاء فضرب بابي ضربًا شديدًا) أي طرقه طرقًا شديدًا ليخبرني بما حدث عند النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من الوحي وغيره على العادة (وقال) لما أبطأت عن إجابته (أثم هو) بفتح المثلثة أي في البيت وكأنه ظن أنه خرج منه. قال عمر -رضي الله عنه-: (ففزعت) بكسر الزاي خفت من شدة ضربه الباب إذ هو خلاف عادته (فخرجت إليه) فقلت له: ما الخبر؟ (فقال: قد حدث اليوم أمر عظيم. قلت) له (ما هو أجاء غسان؟ قال: لا بل أعظم من ذلك وأهول طلّق النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نساءه) أي وحفصة منهن فهو أهول بالنسبة إلى عمر لأجل ابنته، وزاد أبو ذر هنا وقال عبيد بن حنين بضم العين والحاء المهملتين فيهما مصغرين مولى زيد بن الخطاب العدوي مما وصله المؤلّف في تفسير سورة والنجم سمع ابن عباس عن عمر أي بهذا الحديث فقال: يعني الأنصاري اعتزل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أزواجه بدل قوله طلق نساءه، ولم يذكر البخاري هنا من رواية عبيد بن حنين إلا هذا القدر، ولعله أراد أن يبين به أن قوله طلق نساءه لم تتفق الروايات عليه فلعل بعضهم رواه بالمعنى لما وقع من اعتزاله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لهن إذ لم تجر عادته بذلك فظنوا أنه طلقهن وأما اللاحق فهو من رواية أبي ثور لا من رواية عبيد وهو قوله: (فقلت: خابت حفصة وخسرت) إنما خصها بالذكر لمكانتها منه (قد كنت أظن هذا يوشك) بكسر الشين المعجمة يسرع (أن يكون) لأن مراجعتهن قد تفضي إلى الغضب المفضي إلى الفرقة (فجمعت عليّ ثياب) لبستها جميعًا ودخلت المسجد (فصليت صلاة الفجر مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فدخل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مشربة) بفتح الميم وسكون الشين المعجمة وضم الراء وفتحها أي غرفة (له فاعتزل فيها ودخلت على حفصة فإذا هي تبكي، فقلت: ما يبكيك؟ ألم أكنحذرتك هذا)؟ زاد في رواية سماك لقد علمت أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا يحبك ولولا أنا لطلّقك فبكت أشد البكاء وعند ابن مردويه والله إن كان طلّقك لا أكلمك أبدًا. (أطلقكنّ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قالت: لا أدري ها هو) عليه الصلاة والسلام (ذا معتزل في المشربة فخرجت) من عند حفصة (فجئت إلى المنبر فإذا حوله) أي المنبر (رهط) أي يقف الحافظ ابن حجر على أسمائهم (يبكي بعضهم فجلست معهم قليلًا ثم غلبني ما أجد) من اعتزاله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّمَ- نساءه ومنهن حفصة (فجئت المشربة التي فيها النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقلت لغلام له أسود): اسمه رباح بالراء المفتوحة والموحدة المخففة (استأذن) رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (لعمر فدخل الغلام فكلّم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) في ذلك (ثم رجع فقال: كلمت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وذكرتك له فصمت) بفتح الصاد المهملة والميم فسكت كالآتية (فانصرفت حتى جلست مع الرهط الذين عند المنبر ثم غلبني ما أجد فجئت) ثانيًا (فقلت للغلام) رباح: (استأذن لعمر فدخل ثم رجع فقال قد ذكرتك له) عليه الصلاة والسلام (فصمت فرجعت فجلست مع الرهط الذين عند المنبر ثم غلبني ما أجد فجئت الغلام) ثالثًا (فقلت استأذن لعمر فدخل ثم رجع إليّ) بتشديد الياء وهذه اللفظة ساقطة في الأوليين (فقال قد ذكرتك له) عليه الصلاة والسلام (فصمت فلما وليت منصرفًا قال: إذا الغلام) رباح (يدعوني فقال: قد أذن لك النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فدخلت على رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فإذا هو مضطجع على رمال حصير) بكسر الراء وتضم أي على سرير مرمول بما يرمل به الحصير أي ينسج ورمال الحصير ضلوعه المتداخلة فيه كالخيوط في الثوب (ليس بينه وبينه فراش قد أثر الرمال بجنبه) الشريف حال كونه (متكئًا) ولأبي ذر: متكئ بالرفع أي وهو متكئ (على وسادة من أدم) جلد (حشوها ليف فسلمت عليه ثم قلت) له (وأنا قائم يا رسول الله أطلقت نساءك)؟ بهمزة الاستفهام (فرفع) عليه الصلاة والسلام (إليّ بصره فقال):(لا) لم أطلقهن (فقلت: الله أكبر) تعجبًا مما أخبرني به الأنصاري من التطليق جازمًا به أو حامدًا الله تعالى على ما أنعم به عليه من عدم وقوع الطلاق (ثم قلت: وأنا قائم) حال كوني (أستأنس) وجزم القرطبي بأنه للاستفهام. قال في الفتح: فيكون أصله بهمزتين تسهل إحداهما وقد تحذف تخفيفًا أي أنبسط في الحديث وأستأنس في ذلك (يا رسول الله). منادى مضاف (لو رأيتني) بفتح التاء الفوقية (وكنا معشر قريش نغلب النساء فلما قدمنا المدينة إذا) الأنصار (قوم تغلبهم نساؤهم) وذكر مراجعته زوجته له إلى آخر ذلك (فتبسم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) ضحك من غير صوت (ثم قلت: يا رسول الله لو رأيتني) بفتح الفوقية (ودخلت على حفصة فقلت لها: لا يغرنك إن كانت جارتك أوضأ) أجمل (منك وأحب إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يريد) عمر (عائشة فتبسم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تبسمة) بضم السين ولأبي ذر عن الكشميهني بكسرها من غير مثناة تحتية فيهما كذا من الفرع وأصله، وقال في الفتح: تبسمة بتشديد السين وللكشميهني تبسيمة (أخرى فجلست حين رأيته تبسم فرفعت بصري في بيته) أي نظرت فيه (فوالله ما رأيت في بيته شيئًا يردّ البصر غير أهبة) بفتح الهمزة والهاء منوّنة جلود (ثلاثة) أي تدبغ أو مطلقًا دبغت أو لم تدبغ (فقلت: يا رسول الله ادع الله) عز وجل (فليوسع على أمتك فإن فارسًا) بالصرف ولأبي ذر فارس بعدمه (والروم قد وسععليهم وأعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله فجلس النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وكان متكئًا فقال: وفي هذا أنت) بهمزة الاستفهام وواو العطف على مقدّر بعدها. قال الكرماني: أي أنت في مقام استعظام التجملات الدنيوية واستعجالها (يا ابن الخطاب) وعند مسلم من رواية معمر أو في شك: أنت يا ابن الخطاب كرواية عقيل السابقة في المظالم أي أنت في شك أن التوسع في الآخرة خير من التوسع في الدنيا (وأن أولئك) فارس والروم (قوم قد عجلوا طيباتهم في الحياة الدنيا. فقلت: يا رسول الله استغفر لي) عن اعتقادي أن التجملات الدنيوية مرغوب فيها (فاعتزل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نساءه من أجل ذلك الحديث حين أفشته حفصة إلى عائشة تسعًا وعشرين ليلة) وذلك أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خلا بمارية القبطية في بيت حفصة فجاءت فوجدتها معه فقالت: يا رسول الله تفعل هذا معي دون نسائك. فقال: "لا تخبري أحدًا هي عليّ حرام" فأخبرت عائشة أو السبب تحريم العسل السابق ذكره في سورة
    التحريم مختصرًا الآتي إن شاء الله تعالى بعون الله عز وجل بأبسط منه في الطلاق.وعند ابن مردويه من طريق يزيد بن رومان عن عائشة أن حفصة أهديت لها عكّة فيها عسل وكان رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا دخل عليها حبسته حتى تلعقه أو تسقيه منها فقالت عائشة لجارية عندها حبشية يقال لها خضراء: إذا دخل على حفصة فانظري ما تصنع فأخبرتها الجارية بشأن العسل فأرسلت إلى صواحبها فقالت: إذا دخل عليكن فقلن إنّا نجد منك ريح مغافير فقال: "هو عسل والله لا أطعمه أبدًا" فلما كان يوم حفصة استأذنته أن تأتي أباها فأذن لها فذهبت فأرسل إلى جاريته مارية فأدخلها بيت حفصة قالت حفصة: فرجعت فوجدت الباب مغلقًا فخرج ووجهه يقطر فعاتبته فقال: "أشهدك أنها عليّ حرام انظري لا تخبري بهذا امرأة وهي عندك أمانة" فلما خرج قرعت حفصة الجدار الذي بينها وبين عائشة فقالت: ألا أبشرك أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد حرم أمته، ففيه الجمع بين القولين.وعند ابن سعد من طريق عمرة عن عائشة قالت: أهديت لرسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هدية فأرسل إلى كل امرأة من نسائه نصيبها فلم ترض زينب بنت جحش بنصيبها فزادها مرة أخرى فلم ترض فقالت عائشة: لقد أقمأت وجهك تردّ عليك الهدية فقال: "لأنتن أهون على الله من أن تقمئنني لا أدخل عليكن شهرًا" وفي مسلم من حديث جابر أن أبا بكر وعمر دخلا على رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وحوله نساؤه يسألن النفقة فقام أبو بكر إلى عائشة وقام عمر إلى حفصة ثم اعتزلهن شهرًا فيحتمل أن يكون جميع ما ذكر كان سببًا لاعتزالهن.(وكان) عليه الصلاة والسلام (قال) في أول الشهر: (ما أنا بداخل عليهن شهرًا. من شدة موجدته) أي غضبه (عليهن حين عاتبه الله عز وجل) بقوله: {{لِمَ تحرم ما أحلّ الله لك}} [التحريم: 1] (فلما مضت تسع وعشرون ليلة دخل على عائشة فبدأ بها) لكونه اتفق أنه كان يوم نوبتها (فقالت له عائشة: يا رسول الله إنك كنت قد أقسمت أن لا تدخل علينا شهرًا وإنما أصبحت من تسع وعشرين ليلة أعدّها عدًّا فقال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (الشهر تسع وعشرون) زاد أبو ذر عنالكشميهني ليلة (فكان) بالفاء ولأبي ذر كان (ذلك الشهر تسعًا وعشرين ليلة). قال في الفتح: ومن اللطائف أن الحكمة في الشهر مع أن مشروعية الهجر ثلاثة أيام أن عدتهن كانت تسعة فإذا ضربت في ثلاثة كانت سبعة وعشرين واليومان لمارية لكونها كانت أمة فنقصت عن الحرائر.(قالت عائشة: ثم أنزل الله تعالى آية التخيير) بفتح الخاء المعجمة وتشديد التحتية مضمومة في الفرع وأصله أي في قوله تعالى: {{يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها}} [الأحزاب: 28] إلى آخرها. (فبدأ بي أول امرأة من نسائه) في التخيير (فاخترته) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (ثم خير نساءه كلهن فقلن مثل ما قالت عائشة) -رضي الله عنه- اخترن الله ورسوله.وهذا الحديث سبق في سورة التحريم مختصرًا، وفي كتاب المظالم في باب الغرفة والعلية المشرفة مطوّلًا ومختصرًا في العلم.

    (بابُُ مَوْعِظَةِ الرجُلِ ابْنَتَهُ بِحال زَوْجها)أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان موعظة الرجل ابْنَته بِحَال زَوجهَا. ويروى: لحَال زَوجهَا، بِاللَّامِ أَي: لأجل حَال زَوجهَا، وَالْمَوْعِظَة اسْم للوعظ وَهُوَ النصح والتذكير بالعواقب.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:4914 ... ورقمه عند البغا:5191 ]
    - حدّثنا أبُو اليَمانِ أخبرَنا شُعَيْبٌ عنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أخبرَنِي عُبَيْدُ الله بنُ عبْدِ الله بنِ أبي ثَوْرٍ عنْ عبْدِ الله بنُ عَبَّاس، رَضِي الله عَنْهُمَا، قَالَ: لَمْ أزَلْ حَرِيصا على أنْ أسألَ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ عنِ المَرْأتيْنِ منْ أزْوَاجِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، اللَّتَيْتنِ قَالَ الله تَعَالَى: {{ (66) إِن تَتُوبَا إِلَى الله فقد صغت قُلُوبكُمَا}} (التَّحْرِيم: 4) حَتَّى حَجَّ وحَجَجْتُ معَهُ، وعَدَلَ وعدَلْتُ معَهُ بأدَوَاةٍ، فَتَبرَّزَ ثُمَّ جاءَ فَسَكَبْتُ عَلَى يَدَيْهِ مِنْهَا فَتَوَضَّأ فقُلْتُ لهُ: يَا أميرَ المُؤْمِنِينَ مَنِ المَرْأتنِ مِنْ أزْوَاجِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، اللَّتانِ قَالَ الله تَعَالَى: {{ (66) تنوبا إِلَى الله فقد صنعت قُلُوبكُمَا}} (التَّحْرِيم: 4) قَالَ: وَاعَجَبَا لَكَ يَا ابنَ عبَّاسٍ، هُما عائِشَةُ وحَفْصَةُ ثُمَّ اسْتَقْبَلَ عُمَرُ الحَدِيثَ يَسُوقُهُ. قَالَ: كُنْتُ أَنا وجارٌ لِي مِنَ الأنْصارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بن زَيْدٍ وهُمْ مِنْ عَوَالِي المَدِينَةِ وكُنَا نَتَناوَبُ النُّزُول عَلى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَيَنْزِلُ يَوْما وأَنْزِلُ يَوْما، فإذَا نَزَلتُ جِئْتُهُ بِما حدَثَ مِنْ خَبرِ ذالِكَ اليَوْم مِنَ الوَحْيِ أوْ غَيْرِهِ، وَإِذا نَزَلَ فَعلَ مِثْلَ ذالِكَ، وكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّساءِ فلَمَّا قَدِمْنا عَلى الأنْصَار إِذا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِساؤُهُمْ، فَطَفِقَ نِساؤُنا يأخُذْنَ مِنْ أدَبِ نساءِ الأنْصَارِ فصَخِبْتُ على امْرَأَتي فراجعتني، فأنكرت أتراجعني، قَالَت: وَلم تنكر أَن أراجعك. فوَاللَّه إِن أَزوَاج النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيُرَاجِعْنَهُ، وإنَّ إحْدَاهُنَّ لَتَهْجُرُهُ اليَوْمَ حَتَّى اللَّيْل، فأفْرَغَنِي ذالِكَ وقُلْتُ لَها: قد خابَ مَنْ فَعَلَ ذالِكَ منْهُنَّ، ثُمَّ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيابِي فنَزَلْتُ فدَخَلْتُ عَلى حَفْصَةَ، فَقُلْتُ لَها:
    أَي حَفْصَةُ {{أتُغَاضِبُ إحْدَاكُنَّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اليَوْمَ حتَّى اللَّيْل؟ قَالَت: نعَمْ فقُلْتُ: قَدْ خِبْتُ وخَسِرْتِ أفَتَأْمَنِينَ أَن يَغْضَبَ الله لِغَضَبِ رسولِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فتَهْلِكِي؟ لَا تَسْتَكْثِري النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا تُرَاجِعيهِ فِي شَيْءٍ وَلَا تَهْجُرِيهِ، وسَلِيْني مَا بَدَا لَكِ، وَلَا يَغُرَنَّكِ أنْ كانَتْ جارَتُكِ أوضأ مِنْكِ وأحَبَّ إِلَى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُرِيدُ عائِشَةَ قَالَ عُمَرُ: وكُنَّا قَدْ تَحَدَّثْنَا أنَّ غَسَّانَ تُنْعِلُ الخَيْلَ لِغَزْونا، فنَزَلَ صاحِبِي الأنصارِيُّ يوْمَ نْوَبَتِهِ فرَجَعَ إليْنا عِشاءً فَضَرَبَ بابُُي ضَرْبا شَدِيدا وَقَالَ: أثمَّ هُوَ؟ فَفَزِعُتُ فَخَرَجْتُ إليْهِ، فَقَالَ: قدْ حَدَثَ اليَوْمَ أمْرٌ عَظِيمٌ. قُلْتُ: مَا هُوَ؟ أجاءَ غَسانُ؟ قَالَ: لَا بَلْ أعْظَمْ مِنْ ذالِكَ وأهْوَلُ طلَّقَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نِساءَهُ. فقُلْتُ: خابَتْ حَفْصَةُ وخسِرَتْ، قدْ كنْتُ أظُنُّ هاذَا يُوشِكُ أنْ يَكُون. فَجَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابي فَصلَّيْتُ صَلاَةَ الفَجْرِ معَ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فدَخَلَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَشْرُبَةً لهُ فاعْتَزَلَ فِيها، ودَخَلْتُ عَلى حَفْصَةَ فإذَا هِيَ تَبْكِي. فَقُلْتُ مَا يُبْكِيكِ؟ ألَمْ أَكُنْ حَذَّرْتُكِ هاذا؟ أطَلَّقَكُنَّ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَتْ: لَا أدْرِي، هَا هُوَ ذَا مُعْتَزِلٌ فِي المَشْرُبَةِ، فخرَجْتُ فجِئْتُ إِلَى المنْبَرِ فَإِذا حَوْلَهُ رَهْطٌ يَبْكِي بَعْضُهُمْ، فجَلَسْتُ معَهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أجدُ فجِئْتُ المَشْرُبَةَ الَّتي فِيهَا النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فقُلْتُ لِغُلاَمٍ لهُ أسوَدَ اسْتأْذِنْ لِعُمَرَ فدَخَللَ الغُلاَمُ فكلَّمَ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثُمَّ رجَعَ، فَقَالَ: كَلَّمْتُ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وذَكَرْتُك لَهُ فصَمَتَ، فانْصَرَفْتُ حتَّى جلَسْتُ معَ الرَّهْطِ الّذِينَ عنْدَ المِنْبَرِ، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أجدُ فجئْتُ فقُلْتُ لِلْغُلاَمِ اسْتَأْذَنَ لِعُمَر، فدَخَلَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: قد ذكَرْتُكَ لَهُ فصَمَتَ، فرَجَعْتُ فجَلَسْتُ معَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ المِنْبَرِ، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أجدُ فجِئتُ الغُلاَمَ، فقُلْتُ: اسْتأذِنْ لِعُمَرَ فدَخَلَ ثُمَّ رجَعَ إلَيَّ فَقَالَ: قدْ ذكَرْتُكَ لهُ فصَمَتَ فَلمَّا ولَّيْتُ مُنْصَرِفا، قَالَ: إِذا الغُلاَمُ يدْعُونِي، فَقَالَ: قدْ أذِنَ لَكَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فإذَا هُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى رِمالِ حصيرٍ لَيْسَ بَيْنَهُ وبَيْنَهُ فِرَاشٌ قدْ أثَّرَ الرِّمالُ بجَنْبِهِ مُتَّكِئا علَى وسادَةٍ مِنْ أدَمِ حَشْوُها لِيفٌ، فَسَلَّمْتُ علَيْهِ ثُمَّ قُلْتُ وَأَنا قائِمٌ: يَا رَسُول الله}} أطلَّقْتَ نِساءَكَ؟ فرَفَعَ إليَّ بَصَرَهُ فَقَالَ: لَا. فقُلْتُ: الله أكبر، ثُمَّ قُلْتُ وَأَنا قائِم: أسْتَأْنِسُ يَا رسولَ الله؟ لوْ رأيْتَنِي وكُنا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النَّساءَ، فلَمّا قَدِمْنا المدينَةَ إِذا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِساؤُهُمْ، فتَبسَّمَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثُمَّ قُلْتُ: يَا رسولَ الله {{لوْ رأيْتَنِي ودَخَلْتُ عَلى حَفْصَةَ فقُلْتُ لَها لَا يَغُرنَّكِ أَن كانَتْ جارَتُكِ أوْضأ مِنْكِ وأحَبَّ إِلَى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، يُرِيدُ عائِشَةَ، فَتَبَسَّمَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تبَسُّمَةً أُخْرَى، فجَلَسْتُ حِينَ رأيْتُهُ تبَسَّمَ فرَفَعْتُ بَصَرِي فِي بيْتِهِ، فوَاللَّه مَا رأيْتُ فِي بيْتِهِ شَيئا يرُدُّ البَصر غيْرَ أهَبَةٍ ثَلاثَةٍ، فقُلْتُ: يَا رسولَ الله}} ادْعُ الله فَلْيُوَسِّعْ علَى أمَّتِكَ، فإنَّ فارِسا والرُّومَ قدْ وُسِّعَ عَلَيْهِمْ وأعْطُوا الدُّنْيَا وَهُمْ لَا يَعْبُدُونَ الله، فجَلَسَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ مُتَّكِئا فَقَالَ: أوَ فِي هاذا أنْتَ يَا ابنَ الخَطَّابِ؟ إنَّ أُولئِكَ قَوْمٌ عُجِّلوا طَيِّباتِهِمْ فِي الحَياةِ الدُّنْيا، فقُلْتُ: يَا رسولَ الله! اسْتَغْفِرْ لِي. فاعْتَزَلَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نساءَهُ مِنْ
    أجْلِ ذالِكَ الحَديثِ حِينَ أفْشَتْهُ حَفْصَةُ إِلَى عائِشَةَ تِسْعا وعِشْرينَ لَيْلَةً، وكانَ قَالَ: مَا أَنا بَدَاخِلٍ عَلَيْهِنَّ شَهْرا مِنْ شِدَّةِ مَوْجِدَتهِ علَيْهِنَّ حِينَ عاتبَهُ الله، فلَمَّا مَضت تِسْعٌ وعِشْرُونَ ليْلَةً دَخَلَ علَى عائِشَةَ فبَدَأَ بِها، فقالَتْ لهُ عائِشَةُ: يَا رسولَ الله {{إنَّكَ كُنْتَ قدْ أقْسَمْتَ أنْ لَا تَدْخُلَ علَيْنَا شَهْرا، وإنّما أصْبَحْتَ مِنْ تِسْعٍ وعِشْرِينَ ليْلَةً أعُدُّها عَدًّا}} ! فَقَالَ: الشّهْرُ تِسْعٌ وعِشْرُونَ، فكانَ ذالِكَ الشّهْرُ تِسْعا وعِشْرينَ ليْلَةً، قالَتْ عائِشَةُ: ثُمَّ أنْزَلَ الله تَعَالَى آيةَ التّخْيِيرِ، فبَدَأ بِي أول امْرَأةٍ منْ نسائهِ فاختَرْتُهُ ثمَّ خَيْرَ نِسَاءَهُ كُلَّهُنَّ، فَقُلْنَ مِثْلَ مَا قالَتُ عائِشَةُ رضيَ الله عَنْهَا.مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من قَوْله: (فَدخلت على حَفْصَة فَقلت: أَي حَفْصَة) إِلَى قَوْله: (يُرِيد عَائِشَة) .وَأَبُو الْيَمَان هُوَ الحكم بن نَافِع، وَشُعَيْب هُوَ ابْن أبي حَمْزَة، وَهَذَا الْإِسْنَاد بِعَيْنِه قد مر غير مرّة.والْحَدِيث قد مضى فِي تَفْسِير سُورَة التَّحْرِيم، وَمضى أَيْضا مطولا فِي كتاب الْمَظَالِم فِي: بابُُ الغرفة والعلية المشرفة، وَمضى أَيْضا مُخْتَصرا فِي كتاب الْعلم أخرجه عَن أبي الْيَمَان عَن شُعَيْب وَمضى الْكَلَام فِيهِ فِي الْمَوَاضِع الْمَذْكُورَة، فالناظر فِيهِ يعْتَبر التَّفَاوُت من حَيْثُ الزِّيَادَة وَالنُّقْصَان فِي الْإِسْنَاد والمتن.قَوْله: (عدل) أَي: عَن الطَّرِيق الجادة المسلوكة إِلَى طَرِيق لَا يسْلك غَالِبا ليقضي حَاجته، وَوَقع فِي رِوَايَة عبيد: فَخرجت مَعَه، فَلَمَّا رَجعْنَا وَكُنَّا بِبَعْض الطَّرِيق عدل، إِلَى الْأَرَاك لحَاجَة لَهُ، وَفِي رِوَايَة مُسلم أَن الْمَكَان الْمَذْكُور هُوَ مر الظهْرَان. قَوْله: (فَتبرز) قَالَ الْكرْمَانِي: أَي ذهب إِلَى الْبَزَّار لقَضَاء الْحَاجة قلت: تبرز أَي قضى حَاجته لِأَن قَوْله: فَعدل هُوَ فِي نفس الْأَمر بِمَعْنى خرج إِلَى البرَاز، لقَضَاء الْحَاجة (قلت) تبرز: أَي قضى حَاجته لِأَن قَوْله: فَعدل هُوَ فِي نفس الْأَمر بِمَعْنى: خرج إِلَى البرَاز نعم هُوَ من الْبَزَّار، وَهُوَ الْمَكَان الْخَالِي البارز عَن الْبيُوت، وَلكنه أطلق على نفس الْفِعْل. قَوْله: (مِنْهَا) ، أَي: من الْإِدَاوَة. قَوْله: (اللَّتَان) ، كَذَا فِي الْأُصُول بالتثنية وَوَقع عِنْد ابْن التِّين الَّتِي، بِالْإِفْرَادِ قَالَ: وَالصَّوَاب اللَّتَان بالتثنية قَوْله: (إِن تَتُوبَا إِلَى الله) ، أَي: عَن التعاون على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {{فقد صغت قُلُوبكُمَا}} (التَّحْرِيم: 4) قَوْله: (وَاعجَبا لَك) ؟ يجوز فِيهِ التَّنْوِين وَتَركه على مَا قَالَه ابْن مَالك، إِن كَانَ منونا فَهُوَ اسْم فعل بِمَعْنى: أعجب قلت يجوز أَن يكون مَنْصُوبًا، بِفعل مَحْذُوف تَقْدِيره أعجب عجبا، وَإِن كَانَ غير منون فَالْأَصْل فِيهِ: واعجبي، وَكَذَا وَقع فِي رِوَايَة معمر على الأَصْل فأبدلت الكسرة فَتْحة فَصَارَت ألفا كَمَا فِي قَوْله: يَا أسفا وَيَا حسرتا، وَكلمَة، واهنا اسْم لأعجب كَمَا فِي قَوْله:(وبابُي أَنْت وفوك الأشنب)وَالْأَصْل فِي وَا، أَن يسْتَعْمل فِي المنادى الْمَنْدُوب، وَقد يسْتَعْمل فِي غَيره كَمَا هُنَا، وَإِلَيْهِ ذهب الْمبرد وَمن النُّحَاة من مَنعه وَهُوَ حجَّة عَلَيْهِ. قَوْله: (هما عَائِشَة وَحَفْصَة) ، كَذَا فِي أَكثر الرِّوَايَات، وَوَقع فِي رِوَايَة حَمَّاد بن سَلمَة وَحده: (حَفْصَة وَأم سَلمَة) ، كَذَا حَكَاهُ عَنهُ مُسلم، إِنَّمَا تعجب عمر من ابْن عَبَّاس مَعَ شهرته بِعلم التَّفْسِير كَيفَ خَفِي عَلَيْهِ هَذَا الْقدر؟ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: كَأَنَّهُ كره مَا سَأَلَهُ عَنهُ، وَكَذَا قَالَ الزُّهْرِيّ: كره وَالله مَا سَأَلَهُ عَنهُ وَلم يَكْتُمهُ، ذكر مُسلم عَنهُ فِي هَذِه الْقِصَّة. قَوْله: (ثمَّ اسْتَقل) من الِاسْتِقْلَال بِالْأَمر وَهُوَ الاستبداد بِهِ، وَيُقَال: اسْتَقل بِالْأَمر إِذا تفرد بِهِ دون غَيره. قَوْله: (يَسُوقهُ) حَال أَرَادَ الْقِصَّة الَّتِي كَانَت سَبَب تَزُول الْآيَة المسؤول عَنْهَا. قَوْله: (فِي بني أُميَّة) بن زيد بن مَالك بن عَمْرو بن عَوْف من الْأَوْس قَوْله: (عوالي الْمَدِينَة) يَعْنِي: السكان والعوالي جمع عالية وَهِي الْقرى الَّتِي بِأَعْلَى الْمَدِينَة على أَرْبَعَة أَمْيَال وَأكْثر وَأَقل، وَهِي مِمَّا يَلِي الْمشرق وَكَانَت منَازِل الْأَوْس. قَوْله: (وَكُنَّا نتناوب النُّزُول) أَي: كُنَّا نجعله نوبَة، يَوْمًا ينزل فِيهِ عمر وَيَوْما ينزل فِيهِ جَار لَهُ. واسْمه أَوْس بن خولى بن عبد الله بن الْحَارِث الْأنْصَارِيّ، وَقيل: عتْبَان بن مَالك، لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم آخى بَينه وَبَين عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَالْأول هُوَ الْأَصَح، وَلَا يلْزم من المؤاخاة التجاور قَوْله: (معشر قُرَيْش) مَنْصُوب على الِاخْتِصَاص. قَوْله: (نغلب النِّسَاء) أَي: نحكم عَلَيْهِنَّ وَلَا يحكمن علينا، بِخِلَاف الْأَنْصَار فَإِن النِّسَاء كن يحكمن عَلَيْهِم. قَوْله: (إِذا) كلمة مفاجأة. قَوْله: (فَطَفِقَ نساؤنا) بِكَسْر الْفَاء، وَقد تفتح وَهُوَ من أَفعَال المقاربة الَّذِي مَعْنَاهُ: الْأَخْذ والشروع فِي الشَّيْء. قَوْله: (من أدب نسَاء الْأَنْصَار) أَي: من طريقتهن وسيرتهن. قَوْله: (فصخبت) بِفَتْح الصَّاد الْمُهْملَة وَكسر الْخَاء الْمُعْجَمَة من الصخب وَهُوَ الصياح، وَهُوَ بالصَّاد رِوَايَة الْكشميهني، وَفِي رِوَايَة غَيره
    بِالسِّين الْمُهْملَة وهما بِمَعْنى وَاحِد، ويروى: فَصحت قَوْله: فراجعتني من الْمُرَاجَعَة هِيَ المراددة فِي القَوْل. قَوْله: (وَلم) بِكَسْر اللَّام وَفتح الْمِيم يَعْنِي: لماذا تنكر عَليّ أَن أراجعك أَي مراجعتك. قَوْله: (ليراجعنه) بِكَسْر الْجِيم وَسُكُون الْعين وَفتح النُّون. قَوْله: (لتهجره الْيَوْم إِلَى اللَّيْل) اللَّام فِي لتهجره للتَّأْكِيد وَالضَّمِير الْمَنْصُوب فِيهِ يرجع إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَالْيَوْم نصب على الظّرْف، وَاللَّيْل مجرور بِكَلِمَة حَتَّى الَّتِي بِمَعْنى إِلَى، للغاية وَيجوز فِيهِ النصب على أَن حَتَّى حرف عطف وَهُوَ قَلِيل. قَوْله: (فأفزعني) من الْفَزع وَهُوَ الْخَوْف. قَوْله: (ثمَّ جمعت على ثِيَابِي) أَي: هيأت مشمرا سَاق الْعَزْم. قَوْله: (فَدخلت على حَفْصَة) يَعْنِي: ابْنَته بَدَأَ بهَا لمنزلتها مِنْهُ. قَوْله: (أَي حَفْصَة!) يَعْنِي: يَا حَفْصَة: قَوْله: (أتغاضب؟) الْهمزَة فِيهِ للاستفهام على سَبِيل الْإِنْكَار. قَوْله: (أَن يغْضب الله؟) كلمة: أَن مَصْدَرِيَّة، أَي: عضب الله قَوْله: (فتهلكي) ، كَذَا هُوَ فِي رِوَايَة الْأَكْثَرين، وَوَقع فِي رِوَايَة عقيل: (فتهلكين) وَفِي رِوَايَة عبيد بن حنين: (فيهلكن) ، بِسُكُون الْكَاف على صِيغَة جمَاعَة النِّسَاء الغائبة. وَقَالَ بَعضهم على خطاب جمَاعَة النِّسَاء. قلت جمَاعَة النِّسَاء الغائبات بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف وَإِن كَانَ للحاضرات فبالتاء الْمُثَنَّاة من فَوق، وَهَذَا الْقَائِل لم يُمَيّز بَينهمَا. قَوْله: (لَا تستكثري) أَي: لَا تطلبي مِنْهُ الْكثير من حوائجك، وَيُؤَيّد هَذَا رِوَايَة يزِيد بن رُومَان: (لَا تكلمي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلَا تسأليه فَإِن رَسُول الله لَيْسَ عِنْده دَنَانِير وَلَا دَرَاهِم، فَإِن كَانَ لَك من حَاجَة حَتَّى دهنة فسليني. قَوْله: (وَلَا تراجعيه فِي شَيْء) أَي: لَا ترادديه فِي الْكَلَام وَلَا تردي عَلَيْهِ قَوْله: (وَلَا تهجريه) أَي: لَا تهجري النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلَو هجرك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَوْله: (مَا بدا لَك) أَي: مَا ظهر لَك مِمَّا تريدين قَوْله: (إِن كَانَت) ، بِفَتْح الْهمزَة وَكسرهَا. قَوْله: (جارتك) أَي: ضرتك، وَيجوز أَن يكون على حَقِيقَته لِأَنَّهَا كَانَت مجاورة لعَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا، وَكَانَ ابْن سِيرِين يكره تَسْمِيَتهَا ضرَّة، وَيَقُول: إِنَّهَا لَا تضر وَلَا تَنْفَع وَلَا تذْهب من رزق الْأُخْرَى بِشَيْء، وَإِنَّمَا هِيَ جَارة، وَالْعرب تسمي صَاحب الرجل وخليطه جارا، وَتسَمى الزَّوْجَة أَيْضا جَارة لمخالطتها الرجل، وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ: اخْتَار عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، تَسْمِيَتهَا جَارة أدبا مِنْهُ أَن يُضَاف لفظ الضَّرَر إِلَى إِحْدَى أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ. قَوْله: (أوضأ مِنْك) من الْوَضَاءَة وَهُوَ الْحسن وَوَقع فِي رِوَايَة معمر: (أوسم) من الوسامة وَهِي الْجمال. قَوْله: (وَأحب إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) الْمَعْنى: لَا تغتري بِكَوْن عَائِشَة تفعل مَا نهيتك عَنهُ فَلَا يؤاخذها بذلك، فَإِنَّهَا تدل بجمالها ومحبة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهَا فَلَا تغتري أَنْت بذلك لاحْتِمَال أَن لَا تَكُونِي عِنْده بِتِلْكَ الْمنزلَة، وَفِي رِوَايَة عبيد بن حنين الَّتِي مَضَت فِي سُورَة التَّحْرِيم: وَلَا يغرنك هَذِه الَّتِي أعجبها حسنها حب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِيَّاهَا، وَوَقع فِي رِوَايَة سُلَيْمَان بن بِلَال عِنْد مُسلم: أعجبها حسنها وَحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بواو الْعَطف، وَقيل فِي رِوَايَة عبد بن حنين الْمَذْكُورَة حذف الْوَاو تَقْدِيره: (وَحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) وَمنعه السُّهيْلي وَقَالَ: هُوَ مَرْفُوع على الْبَدَل، بَيَانه أَن قَوْله: هَذِه فَاعل قَوْله: لَا يغرنك، وَقَوله: الَّتِي أعجبها صفة وَقَوله حب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بدل اشْتِمَال كَمَا فِي قَوْلك: أعجبني يَوْم الْجُمُعَة صَوْم فِيهِ، وَجوز عِيَاض بدل الاشتمال وَحذف وَاو الْعَطف، وَقَالَ ابْن التِّين: حب فَاعل وحسنها بِالنّصب مفعول لأَجله، وَالتَّقْدِير: أعجبها حب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِيَّاهَا من أجل حسنها. قَالَ: وَالضَّمِير الَّذِي يَلِي أعجبها مَنْصُوب فَلَا يَصح بدل الْحسن مِنْهُ وَلَا الْحبّ. قَوْله: (أَن غَسَّان) قَالَ الْكرْمَانِي: غَسَّان، بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الْمُهْملَة ملك من مُلُوك الشَّام قلت: لَيْسَ كَذَلِك، وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ قَبيلَة غَسَّان وملكهم فِي ذَلِك الْوَقْت الْحَارِث بن أبي شمر وَأَن غَسَّان فِي الأَصْل مَاء بسد مأرب كَانَ شربا لولد مَازِن فسموا بِهِ، وَيُقَال غَسَّان مَاء بالمشلل قريب من الْجحْفَة، وَالَّذين شربوا مِنْهُ سموا بِهِ قبائل من ولد مَازِن جماع غَسَّان، فَمن نزل من بنيه ذَلِك المَاء فَهُوَ غساني، وأنشىء مِنْهُم مُلُوك فَأول من نزل مِنْهُم بِبِلَاد الشَّام جَفْنَة بن عَمْرو بن ثَعْلَبَة وَآخرهمْ جبلة بن الْأَيْهَم وَهُوَ الَّذِي أسلم فِي خِلَافه عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، ثمَّ عَاد إِلَى الرّوم وَتَنصر، وَقد اخْتلفُوا فِي مُدَّة ملك الغسانية، فَقيل: أَرْبَعمِائَة سنة، وَقيل: سِتّمائَة سنة، وَقيل غير ذَلِك، وَقيل: إِنَّهُم سبع وَثَلَاثُونَ ملكا أَو لَهُم جَفْنَة وَآخرهمْ جبلة. قَوْله: (تنعل الْخَيل) ، بِضَم أَوله، قَالَ الْجَوْهَرِي: يُقَال أنعلت الدَّابَّة، وَلَا تقل: نعلت، وَحكى عِيَاض فِي تنعيل الْخَيل وَجْهَيْن، وَهُوَ كِنَايَة عَن استعدادهم لِلْقِتَالِ مَعَ أهل الْمَدِينَة. قَوْله: (فَفَزِعت) أَي: خفت. قَوْله: (خابت حَفْصَة وخسرت) إِنَّمَا حضها بِالذكر لمكانتها مِنْهُ لكَونهَا ابْنَته. قَوْله: (يُوشك) بِكَسْر الشين
    بِمَعْنى: يقرب لِأَنَّهُ من أَفعَال المقاربة قَوْله: (مشربَة) بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الشين الْمُعْجَمَة وَضم الرَّاء وَفتحهَا، وَهِي الغرفة. قَوْله: (ثمَّ غلبني مَا أجد) أَي: من شغل قلبِي أَي: من اعتزال النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نِسَاءَهُ وَأَن ذَلِك لَا يكون إلاَّ من غضب مِنْهُ قَوْله: (لغلام لَهُ أسود) واسْمه رَبَاح بِفَتْح الرَّاء وَتَخْفِيف الْبابُُ الْمُوَحدَة وَآخره حاء مُهْملَة. قَوْله: (على رمال) بِكَسْر الرَّاء، وَقد يضم، وَفِي رِوَايَة معمر: على رمل، بِكَسْر الْمِيم وَهُوَ المنسوج من الْحَصِير، يُقَال: رملت الْحَصِير أَي: نسجته قَوْله: (من أَدَم) بِفتْحَتَيْنِ جمع أَدِيم. قَوْله: (استأنس) أَي: اسْتَأْذن الْجُلُوس عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والمحادثة مَعَه وأتوقع عوده إِلَى الرِّضَا وَزَوَال غَضَبه. قَوْله: (غير أهبة) بِفَتَحَات واحده أهب وَهِي الْجلد مَا لم يدبغ، والأهب بِفتْحَتَيْنِ جمع على غير قِيَاس وَقيل بِالضَّمِّ وَهُوَ الْقيَاس. قَوْله: (أَو فِي هَذَا أَنْت؟) الْهمزَة للاستفهام وَالْوَاو للْعَطْف على مُقَدّر بعد الْهمزَة أَي: أَأَنْت فِي مقَام استعظام التجملات الدنياوية واستعجالها؟ قَوْله: (استعفر لي) أَي عَن جراءتي بِهَذَا القَوْل بحضرتك أَو عَن اعتقادي أَن التجملات الدنياوية مَرْغُوب فِيهَا أَو عَن إرادتي مَا فِيهِ المشابهة للْكفَّار فِي ملابسهم ومعايشهم. قَوْله: (من أجل ذَلِك الحَدِيث) وَهُوَ إِشَارَة إِلَى مَا روى أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خلى بمارية الْقبْطِيَّة فِي يَوْم عَائِشَة وَعلمت بِهِ حَفْصَة فأفشته حَفْصَة إِلَى عَائِشَة. قَوْله: (تسعا وَعشْرين لَيْلَة) رَاجع إِلَى قَوْله: (فاعتزل) قَوْله: (من شدَّة موجدته) بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْوَاو وَكسر الْجِيم، أَي: من شدَّة حزنه، وعاتبه الله تَعَالَى بقوله: {{لم تحرم مَا أحل الله لَك}} (التَّحْرِيم: 1) وَذَلِكَ لِأَنَّهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لحفصة: لَا أَعُود إِلَيْهَا فَاكْتُمِي عَليّ فَإِنِّي حرمتهَا على نَفسِي. قَوْله: (من تسع) وَفِي رِوَايَة عقيل: لتسْع بِاللَّامِ وَفِي رِوَايَة السَّرخسِيّ: بتسع، بِالْبَاء الْمُوَحدَة قَوْله: (آيَة التَّخْيِير) وَهِي قَوْله عز وَجل: {{يَا أَيهَا النَّبِي قل لِأَزْوَاجِك إِن كنتن تردن الْحَيَاة الدُّنْيَا وَزينتهَا}} إِلَى قَوْله: {{أجرا عَظِيما}} (الْأَحْزَاب: 82، 92) [/ ح.وَفِي هَذَا الحَدِيث فَوَائِد فِيهِ: بذل الرجل المَال لابنته لتحسين عشرَة زَوجهَا، لِأَن ذَلِك صِيَانة لعرضها وعرضها. وبذل المَال فِي صِيَانة الْعرض وَاجِب فِيهِ: تَعْرِيض الرجل لابنته بترك الاستكثار من الزَّوْج، إِذا كَانَ ذَلِك يُؤْذِيه ويحرجه. وَفِيه: سُؤال الْعَالم عَن بعض أُمُور أَهله وَإِن كَانَ عَلَيْهِ فِيهِ غَضَاضَة إِذا كَانَ فِي ذَلِك سنة تنقل وَمَسْأَلَة تحفظ. وَفِيه: توقير الْعَالم ومهابته عَن استفسار مَا يخْشَى من تغيره عِنْد ذكره. وَفِيه: ترقب خلوات الْعَالم ليسأل عَمَّا لَعَلَّه لَو سُئِلَ عَنهُ بِحَضْرَة النَّاس أنكرهُ على السَّائِل. وَفِيه: أَن شدَّة الْوَطْأَة على النِّسَاء مذمومة. فَإِن قلت: روى ابْن عَبَّاس مَرْفُوعا: علق سَوْطك حَيْثُ يرَاهُ الْخَادِم، وروى أَبُو ذَر: أخف أهلك فِي الله وَلَا ترفع عَنْهُم عصاك. قلت: أسانيدها واهية، وَضرب الْمَرْأَة لغير الهجر فِي المضجع لَا يجوز بل حرَام قَالَ الله تَعَالَى: {{وَالَّذين يُؤْذونَ الْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات}} (الْأَحْزَاب: 85) الْآيَة. وَفِيه: الْبَحْث فِي الْعلم فِي الطّرق والخلوات وَفِي حَال الْقعُود وَالْمَشْي. وَفِيه: الصَّبْر على الزَّوْجَات والإغضاء عَن خطئهن والصفح عَمَّا يَقع مِنْهُنَّ من زلل فِي حق الْمَرْء دون مَا يكون من حق الله. وَفِيه: جَوَاز اتِّخَاذ الْحَاكِم عِنْد الْخلْوَة بوابا يمْنَع من دخل إِلَيْهِ بِغَيْر إِذْنه. وَفِيه: مَشْرُوعِيَّة الاسْتِئْذَان على الْإِنْسَان وَإِن كَانَ وَحده لاحْتِمَال أَن يكون على حَالَة يكره الِاطِّلَاع عَلَيْهَا. وَفِيه: جَوَاز تكْرَار الاسْتِئْذَان لمن لم يُؤذن لَهُ إِذا رجى حُصُول الْإِذْن وَلَا يتَجَاوَز بِهِ ثَلَاث مَرَّات. وَفِيه: أَن لكل لَذَّة أَو شَهْوَة قَضَاهَا الْمَرْء فِي الدُّنْيَا فَهُوَ استعجال لَهُ من نعيم الْآخِرَة وَفِيه أَن الْإِنْسَان إِذا رأى صَاحبه مهموما اسْتحبَّ لَهُ أَن يحدث بِمَا يزِيل همه ويطيب نَفسه. وَفِيه: جَوَاز الِاسْتِعَانَة فِي الْوضُوء بالصب على يَد المتوضىء. وَفِيه: خدمَة الصَّغِير للكبير وَإِن كَانَ الصَّغِير أشرف نسبا من الْكَبِير. وَفِيه: تذكير الْحَالِف بِيَمِينِهِ إِذا وَقع مِنْهُ مَا ظَاهره نسيانها. وَفِيه: التناوب فِي مجَالِس الْعلمَاء إِذا لم يَتَيَسَّر الْمُوَاظبَة على حُضُوره لشاغل شَرْعِي من أَمر ديني أَو دُنْيَوِيّ. وَفِيه: قبُول خبر الْوَاحِد وَلَو كَانَ الْآخِذ فَاضلا والمأخوذ عَنهُ مفضولاً. وَرِوَايَة الْكَبِير عَن الصَّغِير. وَفِيه: أَن الْغَضَب والحزن يحمل الرجل الوقور على ترك التاني المألوف مِنْهُ. وَفِيه: شدَّة الْفَزع والجرع للأمور المهمة. وَفِيه: جَوَاز نظر الْإِنْسَان نواحي بنت صَاحبه وَفِيه: كَرَاهَة تسخط النِّعْمَة واحتقار مَا أنعم الله بِهِ وَلَو كَانَ قَلِيلا. وَفِيه: المعاتبة على إفشاء مَا لَا يَلِيق لمن أفشاه. وَفِيه: حسن تلطف ابْن عَبَّاس وَشدَّة حرصه على الِاطِّلَاع على فنون التَّفْسِير. وَفِيه: إِن سُكُوته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْإِذْن فِي تِلْكَ الْحَال الرِّفْق بالأصهار وَالْحيَاء مِنْهُم. وَفِيه: جَوَاز ضرب الْبابُُ ودقه إِذا لم يسمع الدَّاخِل بِغَيْر ذَلِك. وَفِيه: دُخُول الْآبَاء على الْبَنَات بِغَيْر إِذن الزَّوْج والتفحص عَن أحوالهن، لَا سِيمَا فِيمَا يتَعَلَّق بالزوجات. <"

    حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ـ رضى الله عنهما ـ قَالَ لَمْ أَزَلْ حَرِيصًا أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَنِ الْمَرْأَتَيْنِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ﷺ اللَّتَيْنِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ‏{‏إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا‏}‏ حَتَّى حَجَّ وَحَجَجْتُ مَعَهُ، وَعَدَلَ وَعَدَلْتُ مَعَهُ بِإِدَاوَةٍ، فَتَبَرَّزَ، ثُمَّ جَاءَ فَسَكَبْتُ عَلَى يَدَيْهِ مِنْهَا فَتَوَضَّأَ فَقُلْتُ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَنِ الْمَرْأَتَانِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ﷺ اللَّتَانِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ‏{‏إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا‏}‏ قَالَ وَاعَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، هُمَا عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ‏.‏ ثُمَّ اسْتَقْبَلَ عُمَرُ الْحَدِيثَ يَسُوقُهُ قَالَ كُنْتُ أَنَا وَجَارٌ لِي مِنَ الأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ، وَهُمْ مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَةِ، وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فَيَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا، فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بِمَا حَدَثَ مِنْ خَبَرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنَ الْوَحْىِ أَوْ غَيْرِهِ، وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى الأَنْصَارِ إِذَا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ، فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَأْخُذْنَ مِنْ أَدَبِ نِسَاءِ الأَنْصَارِ، فَصَخِبْتُ عَلَى امْرَأَتِي فَرَاجَعَتْنِي فَأَنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي قَالَتْ وَلِمَ تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ فَوَاللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ ﷺ لَيُرَاجِعْنَهُ، وَإِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتَهْجُرُهُ الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ‏.‏ فَأَفْزَعَنِي ذَلِكَ وَقُلْتُ لَهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْهُنَّ‏.‏ ثُمَّ جَمَعْتُ عَلَىَّ ثِيَابِي فَنَزَلْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلْتُ لَهَا أَىْ حَفْصَةُ أَتُغَاضِبُ إِحْدَاكُنَّ النَّبِيَّ ﷺ الْيَوْمَ حَتَّى اللَّيْلِ قَالَتْ نَعَمْ‏.‏ فَقُلْتُ قَدْ خِبْتِ وَخَسِرْتِ، أَفَتَأْمَنِينَ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ لِغَضَبِ رَسُولِهِ ﷺ فَتَهْلِكِي لاَ تَسْتَكْثِرِي النَّبِيَّ ﷺ وَلاَ تُرَاجِعِيهِ فِي شَىْءٍ، وَلاَ تَهْجُرِيهِ، وَسَلِينِي مَا بَدَا لَكِ، وَلاَ يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ أَوْضَأَ مِنْكِ، وَأَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ ـ يُرِيدُ عَائِشَةَ ـ قَالَ عُمَرُ وَكُنَّا قَدْ تَحَدَّثْنَا أَنَّ غَسَّانَ تُنْعِلُ الْخَيْلَ لِغَزْوِنَا، فَنَزَلَ صَاحِبِي الأَنْصَارِيُّ يَوْمَ نَوْبَتِهِ، فَرَجَعَ إِلَيْنَا عِشَاءً فَضَرَبَ بَابِي ضَرْبًا شَدِيدًا وَقَالَ أَثَمَّ هُوَ فَفَزِعْتُ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ قَدْ حَدَثَ الْيَوْمَ أَمْرٌ عَظِيمٌ‏.‏ قُلْتُ مَا هُوَ، أَجَاءَ غَسَّانُ قَالَ لاَ بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَأَهْوَلُ، طَلَّقَ النَّبِيُّ ﷺ نِسَاءَهُ‏.‏ فَقُلْتُ خَابَتْ حَفْصَةُ وَخَسِرَتْ، قَدْ كُنْتُ أَظُنُّ هَذَا يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ، فَجَمَعْتُ عَلَىَّ ثِيَابِي فَصَلَّيْتُ صَلاَةَ الْفَجْرِ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فَدَخَلَ النَّبِيُّ ﷺ مَشْرُبَةً لَهُ، فَاعْتَزَلَ فِيهَا، وَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَإِذَا هِيَ تَبْكِي فَقُلْتُ مَا يُبْكِيكِ أَلَمْ أَكُنْ حَذَّرْتُكِ هَذَا أَطَلَّقَكُنَّ النَّبِيُّ ﷺ قَالَتْ لاَ أَدْرِي هَا هُوَ ذَا مُعْتَزِلٌ فِي الْمَشْرُبَةِ‏.‏ فَخَرَجْتُ فَجِئْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ فَإِذَا حَوْلَهُ رَهْطٌ يَبْكِي بَعْضُهُمْ، فَجَلَسْتُ مَعَهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ، فَجِئْتُ الْمَشْرُبَةَ الَّتِي فِيهَا النَّبِيُّ ﷺ فَقُلْتُ لِغُلاَمٍ لَهُ أَسْوَدَ اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ‏.‏ فَدَخَلَ الْغُلاَمُ فَكَلَّمَ النَّبِيَّ ﷺ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ كَلَّمْتُ النَّبِيَّ ﷺ وَذَكَرْتُكَ لَهُ، فَصَمَتَ‏.‏ فَانْصَرَفْتُ حَتَّى جَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ فَقُلْتُ لِلْغُلاَمِ اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ‏.‏ فَدَخَلَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ‏.‏ فَرَجَعْتُ فَجَلَسْتُ مَعَ الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ فَجِئْتُ الْغُلاَمَ فَقُلْتُ اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ‏.‏ فَدَخَلَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَىَّ فَقَالَ قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ‏.‏ فَلَمَّا وَلَّيْتُ مُنْصَرِفًا ـ قَالَ ـ إِذَا الْغُلاَمُ يَدْعُونِي فَقَالَ قَدْ أَذِنَ لَكَ النَّبِيُّ ﷺ فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَإِذَا هُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى رِمَالِ حَصِيرٍ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فِرَاشٌ، قَدْ أَثَّرَ الرِّمَالُ بِجَنْبِهِ مُتَّكِئًا عَلَى وِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ قُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ‏.‏ فَرَفَعَ إِلَىَّ بَصَرَهُ فَقَالَ ‏"‏ لاَ ‏"‏‏.‏ فَقُلْتُ اللَّهُ أَكْبَرُ‏.‏ ثُمَّ قُلْتُ وَأَنَا قَائِمٌ أَسْتَأْنِسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ رَأَيْتَنِي، وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ إِذَا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ، فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ ﷺ ثُمَّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ رَأَيْتَنِي وَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ فَقُلْتُ لَهَا لاَ يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ أَوْضَأَ مِنْكِ وَأَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ يُرِيدُ عَائِشَةَ فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ ﷺ تَبَسُّمَةً أُخْرَى، فَجَلَسْتُ حِينَ رَأَيْتُهُ تَبَسَّمَ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي فِي بَيْتِهِ، فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا يَرُدُّ الْبَصَرَ غَيْرَ أَهَبَةٍ ثَلاَثَةٍ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ فَلْيُوَسِّعْ عَلَى أُمَّتِكَ، فَإِنَّ فَارِسًا وَالرُّومَ قَدْ وُسِّعَ عَلَيْهِمْ، وَأُعْطُوا الدُّنْيَا وَهُمْ لاَ يَعْبُدُونَ اللَّهَ‏.‏ فَجَلَسَ النَّبِيُّ ﷺ وَكَانَ مُتَّكِئًا‏.‏ فَقَالَ ‏"‏ أَوَفِي هَذَا أَنْتَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، إِنَّ أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلُوا طَيِّبَاتِهِمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ‏"‏‏.‏ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي‏.‏ فَاعْتَزَلَ النَّبِيُّ ﷺ نِسَاءَهُ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ الْحَدِيثِ حِينَ أَفْشَتْهُ حَفْصَةُ إِلَى عَائِشَةَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً وَكَانَ قَالَ ‏"‏ مَا أَنَا بِدَاخِلٍ عَلَيْهِنَّ شَهْرًا ‏"‏‏.‏ مِنْ شِدَّةِ مَوْجِدَتِهِ عَلَيْهِنَّ حِينَ عَاتَبَهُ اللَّهُ، فَلَمَّا مَضَتْ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَبَدَأَ بِهَا فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ كُنْتَ قَدْ أَقْسَمْتَ أَنْ لاَ تَدْخُلَ عَلَيْنَا شَهْرًا، وَإِنَّمَا أَصْبَحْتَ مِنْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً أَعُدُّهَا عَدًّا‏.‏ فَقَالَ ‏"‏ الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ ‏"‏‏.‏ فَكَانَ ذَلِكَ الشَّهْرُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً‏.‏ قَالَتْ عَائِشَةُ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى آيَةَ التَّخَيُّرِ فَبَدَأَ بِي أَوَّلَ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ فَاخْتَرْتُهُ، ثُمَّ خَيَّرَ نِسَاءَهُ كُلَّهُنَّ فَقُلْنَ مِثْلَ مَا قَالَتْ عَائِشَةُ‏.‏

    Narrated Ibn `Abbas:I had been eager to ask `Umar bin Al-Khattab about the two ladies from among the wives of the Prophet regarding whom Allah said 'If you two (wives of the Prophet (ﷺ) namely Aisha and Hafsa) turn in repentance to Allah, your hearts are indeed so inclined (to oppose what the Prophet (ﷺ) likes). (66.4) till `Umar performed the Hajj and I too, performed the Hajj along with him. (On the way) `Umar went aside to answer the call of nature, and I also went aside along with him carrying a tumbler full of water, and when `Umar had finished answering the call of nature, I poured water over his hands and he performed the ablution. Then I said to him, "O chief of the Believers! Who were the two ladies from among the wives of the Prophet (ﷺ) regarding whom Allah said: 'If you two (wives of the Prophet) turn in repentance to Allah your hearts are indeed so inclined (to oppose what the Prophet (ﷺ) likes)?" (66.4) He said, "I am astonished at your question, O Ibn `Abbas. They were `Aisha and Hafsa." Then `Umar went on narrating the Hadith and said, "I and an Ansari neighbor of mine from Bani Umaiyya bin Zaid who used to live in `Awali-al-Medina, used to visit the Prophet (ﷺ) in turn. He used to go one day and I another day. When I went, I would bring him the news of what had happened that day regarding the Divine Inspiration and other things, and when he went, he used to do the same for me. We, the people of Quraish used to have the upper hand over our wives, but when we came to the Ansar, we found that their women had the upper hand over their men, so our women also started learning the ways of the Ansari women. I shouted at my wife and she retorted against me and I disliked that she should answer me back. She said to me, 'Why are you so surprised at my answering you back? By Allah, the wives of the Prophet answer him back and some of them may leave (does not speak to) him throughout the day till the night.' The (talk) scared me and I said to her, 'Whoever has done so will be ruined!' Then I proceeded after dressing myself, and entered upon Hafsa and said to her, 'Does anyone of you keep the Prophet (ﷺ) angry till night?' She said, 'Yes.' I said, 'You are a ruined losing person! Don't you fear that Allah may get angry for the anger of Allah's Messenger (ﷺ) and thus you will be ruined? So do not ask more from the Prophet (ﷺ) and do not answer him back and do not give up talking to him. Ask me whatever you need and do not be tempted to imitate your neighbor (i.e., `Aisha) in her manners for she is more charming than you and more beloved to the Prophet (ﷺ) ." `Umar added,"At that time a talk was circulating among us that (the tribe of) Ghassan were preparing their horses to invade us. My Ansari companion, on the day of his turn, went (to the town) and returned to us at night and knocked at my door violently and asked if I was there. I became horrified and came out to him. He said, 'Today a great thing has happened.' I asked, 'What is it? Have (the people of) Ghassan come?' He said, 'No, but (What has happened) is greater and more horrifying than that: Allah's Messenger (ﷺ); has divorced his wives. `Umar added, "The Prophet (ﷺ) kept away from his wives and I said "Hafsa is a ruined loser.' I had already thought that most probably this (divorce) would happen in the near future. So I dressed myself and offered the morning prayer with the Prophet (ﷺ) and then the Prophet; entered an upper room and stayed there in seclusion. I entered upon Hafsa and saw her weeping. I asked, 'What makes you weep? Did I not warn you about that? Did the Prophet (ﷺ) divorce you all?' She said, 'I do not know. There he is retired alone in the upper room.' I came out and sat near the pulpit and saw a group of people sitting around it and some of them were weeping. I sat with them for a while but could not endure the situation, so I went to the upper room where the Prophet; was and said to a black slave of his, 'Will you get the permission (of the Prophet (ﷺ) ) for `Umar (to enter)?' The slave went in, talked to the Prophet (ﷺ) about it and then returned saying, 'I have spoken to the Prophet (ﷺ) and mentioned you but he kept quiet.' Then I returned and sat with the group of people sitting near the pulpit. but I could not bear the situation and once again I said to the slave, 'Will you get the permission for `Umar?' He went in and returned saying, 'I mentioned you to him but he kept quiet.' So I returned again and sat with the group of people sitting near the pulpit, but I could not bear the situation, and so I went to the slave and said, 'Will you get the permission for `Umar?' He went in and returned to me saying, 'I mentioned you to him but he kept quiet.' When I was leaving, behold! The slave called me, saying, 'The Prophet (ﷺ) has given you permission.' Then I entered upon Allah's Messenger (ﷺ) and saw him Lying on a bed made of stalks of date palm leaves and there was no bedding between it and him. The stalks left marks on his side and he was leaning on a leather pillow stuffed with date-palm fires. I greeted him and while still standing I said, 'O Allah's Apostle! Have you divorced your wives?' He looked at me and said, 'No.' I said, 'Allah Akbar!' And then, while still standing, I said chatting, 'Will you heed what I say, O Allah's Messenger (ﷺ)? We, the people of Quraish used to have power over our women, but when we arrived at Medina we found that the men (here) were overpowered by their women.' The Prophet (ﷺ) smiled and then I said to him, 'Will you heed what I say, O Allah's Messenger (ﷺ)? I entered upon Hafsa and said to her, "Do not be tempted to imitate your companion (`Aisha), for she is more charming than you and more beloved to the Prophet.' " The Prophet (ﷺ) smiled for a second time. When I saw him smiling, I sat down. Then I looked around his house, and by Allah, I could not see anything of importance in his house except three hides, so I said, 'O Allah's Messenger (ﷺ)! Invoke Allah to make your followers rich, for the Persians and the Romans have been made prosperous and they have been given (the pleasures of the world), although they do not worship Allah.' Thereupon the Prophet (ﷺ) sat up as he was reclining. and said, 'Are you of such an opinion, O the son of Al-Khattab? These are the people who have received the rewards for their good deeds in this world.' I said, 'O Allah's Messenger (ﷺ)! Ask Allah to forgive me.' Then the Prophet (ﷺ) kept away from his wives for twenty-nine days because of the story which Hafsa had disclosed to `Aisha. The Prophet (ﷺ) had said, 'I will not enter upon them (my wives) for one month,' because of his anger towards them, when Allah had admonished him. So, when twenty nine days had passed, the Prophet (ﷺ) first entered upon `Aisha. `Aisha said to him, 'O Allah's Messenger (ﷺ)! You had sworn that you would not enter upon us for one month, but now only twenty-nine days have passed, for I have been counting them one by one.' The Prophet (ﷺ) said, 'The (present) month is of twenty nine days.' `Aisha added, 'Then Allah revealed the Verses of the option. (2) And out of all his-wives he asked me first, and I chose him.' Then he gave option to his other wives and they said what `Aisha had said . " (1) The Prophet, ' had decided to abstain from eating a certain kind of food because of a certain event, so Allah blamed him for doing so. Some of his wives were the cause of him taking that decision, therefore he deserted them for one month. See Qur'an:

    Telah menceritakan kepada kami [Abu Yaman] Telah mengabarkan kepada kami [Syu'aib] dari [Az Zuhri] ia berkata; Telah mengabarkan kepadaku [Ubaidullah bin Abdullah bin Abu Tsaur] dari [Abdullah bin Abbas] radliallahu 'anhuma, ia berkata; Aku selalu bersikeras untuk menanyakan kepada Umar bin Al Khaththab tentang dua orang wanita dari isteri-isteri Nabi shallallahu 'alaihi wasallam, yang Allah berfirman terhadap mereka berdua: "IN TATUUBAA ILALLAHI FAQAD SHAGHAT QULUUBUKUMAA." Hingga suatu saat, ia menunaikan haji dan aku pun ikut menunaikan haji bersamanya. Dalam perjalanan ia menyingkir hendak buang hajat, lalu aku mengikutinya dengan membawakan kantong air. Ia pun buang air besar, dan ia kembali aku pun menuangkan air pada kedua tangannya, lalu ia pun berwudlu. Saat itulah aku bertanya, "Wahai Amirul Mukminin, siapakah dua orang wanita dari isteri-isteri Nabi shallallahu 'alaihi wasallam yang Allah Ta'ala berfirman kepada keduanya, 'IN TATUUBAA ILALLAHI FAQAD SHAGHAT QULUUBUKUMAA (Jika kamu berdua bertaubat kepada Allah, Maka Sesungguhnya hati kamu berdua Telah condong (untuk menerima kebaikan..).'" [Umar] pun menjawab, "Sungguhnya mengherankan kamu ini wahai Ibnu Abbas. Kedua wanita itu adalah Aisyah dan Hafshah." Kemudian Umar menceritakan haditsnya dengan lebih luas, ia berkata; Dulu, aku mempunyai seorang tetangga dari kalangan Anshar di Bani Umayyah bin Zaid yang mereka adalah para penduduk Manidah yang fakir. Kami saling bergantian untuk menghadiri majelis Nabi shallallahu 'alaihi wasallam. Aku hadir sehari dan ia pun hadir sehari. Bila aku yang hadir, maka aku akan menyampaikan hal-hal yang disampaikan oleh beliau berupa wahyu atau yang lainnya di hari itu. Dan jika gilirannya yang hadir, ia pun melakukan hal yang sama. Kami adalah bangsa Quraisy yang posisinya selalu di atas kaum wanita. Dan setelah kami bertemu dengan kaum Anshar, ternyata mereka adalah kaum yang banya dipengaruhi oleh kaum wanitanya. Maka para isteri-isteri kami pun mulai meniru dan mengambil adab dan kebiasaan wanita-wanita Anshar. Kemudian aku mengajak isteriku berdiskusi, lalu ia pun mendebat argumentasiku. Aku mengingkari akan perlakuannya itu, ia pun berkata, "Kenapa kamu tidak mengajakku berdiskusi? Demi Allah, sesungguhnya para isteri-isteri Nabi shallallahu 'alaihi wasallam mengajak beliau berdiskusi. Bahkan pada hari ini hingga malam nanti, salah seorang dari mereka mendiamkan beliau." Aku pun kaget akan hal itu. Kukatakan padanya, "Sesungguhnya telah merugilah bagi siapa di antara mereka yang melalukan hal itu." Setelah itu, aku bergegas memberesi pakaianku lalu menemui Hafshah. Kukatakan padanya, "Wahai Hafshah, apakah salah seorang dari kalian telah menyebabkan Nabi shallallahu 'alaihi wasallam marah di hari ini hingga malam?" Ia menjawab, "Ya." Aku berkata, "Sesungguh, kamu telah merugi. Apakah engkau merasa sekiranya Allah menjadi marah lantaran marahnya Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam lalu kamu akan binasa? Janganlah kamu menuntut banyak kepada Nabi shallallahu 'alaihi wasallam dan jangan pula kamu membantahnya dalam sesuatu apa pun. Dan janganlah kamu mendiamkannya. Pintalah padaku apa yang kamu mau. Janganlah kamu merasa cemburu terhadap madumu yang lebih dicintai oleh Nabi shallallahu 'alaihi wasallam -maksudnya adalah Aisyah-." Umar berkata; Sebelumnya, kami telah saling berbincang bahwa Ghassan tengah mempersiapkan pasukan berkuda untuk memerangi kami. Pada hari gilirannya hadir, sahabatku yang Anshari menghadiri majelis lalu kembali menemuiku setelah sahalat Isya'. Ia mengetuk pintu rumahku dengan sangat keras seraya berkata, "Cepatlah buka!" maka aku pun segera keluar menemuinya. Ia berata, "Sesungguhnya pada hari ini telah terjadi perkara yang besar." Aku bertanya, "Peristiwa apa itu? Apakah Ghassan telah datang?" Ia menjawab, "Tidak, bahkan yang lebih besar dari itu. Nabi shallallahu 'alaihi wasallam telah menceraikan isteri-isterinya." [Ubaid bin Hunain] berkata; Ia mendengar [Ibnu Abbas], dari [Umar], ia berkata; Nabi shallallahu 'alaihi wasallam meninggalkan isteri-isterinya, maka aku pun berakata, "Sungguh, Hafshah telah merugi." Aku telah menduga hal ini akan terjadi. Aku pun segera mengemasi pakaianku, lalu shalat Fajar bersama Nabi shallallahu 'alaihi wasallam. Setelah itu, Nabi shallallahu 'alaihi wasallam memasuki tempat minumnya dan berdiam diri situ. Kemudian aku masuk menemui Hafshah, ternyata ia sedang menangis. Aku berkata padanya, "Apa yang menyebabkanmu menangis. Bukankah aku telah mengingatkanmu akan hal ini? Apakah Nabi shallallahu 'alaihi wasallam telah menceraikan kalian?" Ia menjawab, "Aku tidak tahu, itu beliau sedang minggat di tempat minum." Maka aku pun segera keluar dan mendatangi mimbar, ternyata di sekeliling itu ada beberapa orang yang sebagian dari mereka juga sedang menangis, lalu aku pun duduk bersama mereka sebentar kemudian aku tak kuasa lagi akan suasana itu. Maka aku datang ke tempat minum yang dipergunakan Nabi shallallahu 'alaihi wasallam untuk berdiam. Aku pun berkata kepada budaknya yang hitam, "Mintakanlah izin untuk Umar." Lalu sang budak pun masuk dan berbicara kepada Nabi shallallahu 'alaihi wasallam kemudian kembali dan berkata, "Aku telah berbica dengan Nabi shallallahu 'alaihi wasallam dan juga telah menyebutmu, namun beliau diam." Akhirnya aku pun kembali dan duduk lagi bersama sekelompok orang yang tadi berada di sekitar mimbar. Setelah itu, aku tak sabaran lagi, maka aku mendatangi sang budak itu lagi dan berkata padanya, "Mintakanlah izin untuk Umar." Ia pun masuk lalu kembali seraya berkata, "Aku telah menyebutmu, namun beliau tetap diam." Aku kembali lagi dan duduk bersama beberapa orang yang ada di mimbar. Namun, aku tak sabaran lagi dan mendatangi sang budak itu lalu berkata, "Mintakanlah ini untuk Umar." Ia pun masuk dan kembali seraya berkata, "Sungguh, aku telah menyebut namamu, namun beliau tetap diam." Maka ketika aku berpaling hendak pergi, tiba-tiba sang budak itu memanggilku seraya berkata, "Sesungguhnya Nabi shallallahu 'alaihi wasallam telah mengizinkanmu." Akhirnya aku pun menemui Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam yang sedang berbaring di atas pasir beralaskan tikar tanpa kasur. Pasir-pasir itu telah berbekas pada sisi badan beliau. beliau berbantalkan kulit yang berisikan sabut. Aku mengucapkan salam atasnya dan berkata sambil berdiri, "Wahai Rasulullah, apakah Anda telah menceraikan isteri-isteri Anda?" Maka beliau pun mengangkat pandangannya ke arahku dan menjawab: "Tidak." Maka aku pun berkata, "Allahu Akbar." Kukatakan lagi sambil berdiri, "Aku mendengar wahai Rasulullah, sekiranya Anda melihatku. Kita adalah bangsa Quraisy yang selalu mengatur wanita. Namun, ketika kita mendatangi Madinah, ternyata mereka adalah kaum yang didominasi oleh kaum wanita." Kemudian Nabi shallallahu 'alaihi wasallam tersenyum. Lalu aku berkata lagi, "Wahai Rasulullah, sekiranya Anda mau melihatku. Aku telah menemui Hafshah dan berkata padanya, 'Janganlah sekali-kali kamu merasa cemburu bilamana tetanggamu lebih dicintai oleh Nabi shallallahu 'alaihi wasallam -maksudnya adalah Aisyah-.'" Kemudian Nabi shallallahu 'alaihi wasallam tersenyum lagi. Maka ketika itu, aku pun duduk dan mengangkat pandanganku ke arah rumahnya. Maka demi Allah, aku tidak melihat sedikit pun di rumah beliau kecuali tiga kulit yang telah disamak. Aku berkata pada beliau, "Wahai Rasulullah, berdo'alah kepada Allah untuk ummat Anda. Karena orang-orang Persi dan Romawi telah diberi keleluasaan, dan mereka juga telah diberi dunia, padahal mereka tidak menyembah Allah." Akhirnya Nabi shallallahu 'alaihi wasallam duduk yang sebelumnya berbaring. Kemudian beliau bersabda: "Beginikah sikapmu wahai Ibnul Khaththab? Sesungguhnya mereka itu adalah suatu kaum yang kebaikan mereka disegerakan di dunia." Aku pun berkata, "Mintakanlah ampun untukku." Jadi, Nabi shallallahu 'alaihi wasallam meninggalkan isteri-isterinya karena perkara itu. Yakni, ketika Hafshah menyebarkannya pada Aisyah, yaitu selama dua puluh sembilan hari. Saat itu, beliau bersabda: "Aku tidak akan masuk menemui mereka selama satu bulan." Demikian itu, karena kerasnya rasa kesal beliau pada mereka, yakni saat Allah menegur dirinya. Dan ketika telah berlalu dua puluh sembilan hari, beliau menemui Aisyah dan beliau memulai darinya. Maka Aisyah pun berkata pada beliau, "Wahai Rasulullah, sesungguhnya Anda telah bersumpah untuk tidak menemui kami selama satu bulan penuh. Sedangkan hari ini Anda baru memasuki hari yang kedua puluh sembilan, sebagaimana yang aku hitung." Kemudian beliau pun bersabda; "Sesungguhnya hitungan bulan itu adalah dua puluh sembilan hari." Dan memang jumlah hari pada bulan itu adalah dua puluh sembilan malam. Aisyah berkata; Kemudian Allah Ta'ala menurunkan ayat At Takhyir (ayat yang berisi pilihan untuk tetap menjadi isteri nabi atau tidak). Beliau memulai dariku, wanita yang pertama dari isteri-isterinya. Dan aku pun lebih memilih beliau. setelah itu, beliau memberi pilihan kepada para isterinya semuanya, dan mereka pun menjawab sebagaimana yang dikatakan Aisyah

    İbn Abbas r.a.'dan, dedi ki: "Yüce Allah'ın: "Eğer ikiniz de Allah'a tevbe ederseniz (ne ala!). Çünkü kalpIeriniz meyletmiş bulunuyor."(Tahrim, 4) buyruğunun kendileri sebebiyle nazil olduğu Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in zevcelerinden olan iki kadının kim olduklarına dair Ömer İbn el-Hattab'a bir soru sormayı hep arzu edip durmuşumdur. Nihayet Ömer hac ettiğinde ben de onunla birlikte hac ettim. O (yolun bir tarafına gelince) saptı. Ben de beraberimde bulunan bir su matarası ile birlikte onunla beraber saptım. Ömer def-i hacet için gitti, daha sonra döndü. Elimdeki mataradan ellerine su döktüm, sonra ab de st aldı. Ben ona: Ey mu'minlerin emiri! Yüce Allah'ın: "Eğer ikiniz de Allah'a tevbe ederseniz (ne ala!). Çünkü kalbIeriniz meyletmiş bulunuyor."(Tahrim, 4) diye buyurduğu Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in zevcelerinden iki hanım kimlerdir, diye sordum. O şu cevabı verdi: Hayret sana doğrusu ey İbn Abbas! Bunlar Aişe ile Hafsa'dırlar. Sonra Ömer (bana) dönüp hadisi anlatmaya koyuldu ve dedi ki: Ben ensaroğullarından komşum olan birisi ile Umeyye İbn Zeyd oğulları arasında bulunuyordum. Bunlar da Medine'nin Avali denilen yerinde oturuyorlardı. Ensardan olan komşum ile birlikte Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in huzuruna (Medine'ye) sıra ile giderdik. O bir gün gidiyor, ben diğer gün gidiyordu m. Ben gittiğim günü, o gün inen vahiy ya da daha başka hususlarla ilgili meydana gelen olaylara dair haberleri ona anlatırdım. O indiği gün aynı şekilde gelir bana anlatırdı. Biz Kureyşliler olarak kadınlara galip gelirdik. Fakat ensarın yanına (Medine'ye) geldiğimizde onların kadınlarının kendilerine galip geldikleri bir topluluk olduklarını gördük. Bu sefer bizim kadınlarımız da ensar kadınlarının edeplerinden öğrenmeye, onların huylarından huy kapmaya başladılar. Bir gün ben hanımıma karşı sesimi yükselttim, o da bana cevap verdi. Bana cevap vermesi alıştığım bir şey değildi. Onun bu haline ben tepki gösterince hanımım bana: Sana cevap vermeme niye tepki gösteriyorsun ki? Allah'a yemin ederim, Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in zevceleri de ona karşılık veriyorlar, hatta onlardan birisinin gün boyunca akşama kadar onunla hiç konuşmadığı da oluyor, dedi. Onun bu söyledikleri beni korkuttu. Bundan dolayı ona: Onun hanımlarından bu şekilde kim hareket ediyorsa zarara uğramış demektir, dedim. Sonra elbise lerimi toplayıp giyindim. Evimden Medine'ye indim, Hafsa'nın yanına gittim. Ona: Ey Hafsa! Sizden herhangi bir kimse gün boyunca akşama kadar gerçekten Nebie kızıyor ve onu da öfkelendiriyor (ve dargın duruyor) mu, dedim. O: Evet deyince, ben şunları söyledim: Şüphesiz o takdirde sen zarar ettin, hüsrana uğradın. Rasulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem kızdığı için, Allah'ın da kızmayacağından ve böylelikle helake maruz kalmayacağından nasıl emin olabilirsin? Sakın Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'den çok şey isteme! Herhangi bir hususta ona karşı cevap verme! Ona darılma! Ne istiyorsan benden iste! -Aişe'yi kastederek- sakın senin komşunun senden güzelolması, Peyga er Sallallahu Aleyhi ve Sellem tarafından daha çok sevilmesi de seni aldanışa sürükle esin. Ömer devamla dedi ki: Bizler, önceleri Gassanl arın bize karşı bir gaza tertiplemek üzere atlarına nal çaktıklarını konuşuyorduU. Ensardan olan arkadaşım, sırası gününde Medine'ye indi. Akşam vakti yanımıza geri döndü, kapımı şiddetlice vurdu ve: O (arkadaşım Ömer) burada mıdır, diye sordu. Ben de dehşete, korkuya kapılmış olarak yanına çıktım. Arkadaşım: Bugün çok büyük bir iş oldu, dedi. Ben: Ne o, yoksa Gassanlılar mı üzerimize geliyor, dedim. Hayır, bundan daha büyük, daha müthiş bir şey, dedi. Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem hanımlarını boşadı -ravilerden Ubeyd İbn Huneyn dedi L: İbn Abbas, Ömer'den şunları söylediğini dinledi: Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem hanımlarından ayrı kaldı.- Bunun üzerine ben: Hafsa zarar etti, hüsrana uğradı. Böyle uir şeyin pek yakında olacağını bekliyordum, dedim. Sonra üzerime elbiselerimi alıp giyindim. Sabah namazını Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem ile birlikte kıldım. Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem kendisine ait olan (Meşrube denilen) yüksekçe bir yere girdi ve oraya tek başına ayrılıp çekildi. Ben de Hafsa'nın yanına girdim. Ağlamakta olduğunu gördüm. Ne diye ağlıyorsun, ben sana böyle bir netice ile karşılaşmaktan çekinmen gerektiğini söylememiş miydim? Yoksa Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem sizi boşadı mı, diye sordum. Hafsa: Bilemiyorum, işte o Meşrube denilen yerde bizden ayrı duruyor, dedi. Bunun üzerine odasından çıktım. Minberin yanına doğru geldim. Etrafında bir topluluğun bulunduğunu gördüm. Bazıları ağlıyordu. Ben de onlarla birlikte az bir süre oturdum. Daha sonra düşündüklerimin etkisi altında Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in bulunduğu Meşrube'ye (yüksekçe yere) geldim, siyahi bir uşağı vardı, ona: Ömer'in girmesi için izin iste, dedim. Uşağı yanına girdi, Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem ile konuştu, daha sonra geri döndü. Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellemile konuştum. Senin izin istediğini söyledim. Fakat sustu, ses etmedi, dedi. Bunun üzerine geri dönüp minberin yanındaki o toplulukla beraber oturdum. Yine düşündüklerimin etkisi ile gittim ve uşağına: Ömer için izin iste, dedim. İçeri girdi, geri döndükten sonra: Senin izin istediğini ona söyledim, sustu, dedi. Yine dönüp minberin yanındakilerle birlikte oturdum. Tekrar hissettiklerimin etkisi altında kalarak uşağın yanına geldim. Ömer için izin iste, dedim. İçeri girdi, sonra yanıma geri döndü. Senin izin istediğini ona söyledim, ama sustu, dedi. Geri dönüp gidince, bir de baktım ki uşak beni geri çağırıyor, Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem, huzuruna girmen için izin verdi, diyordu. Ben de Rasulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in huzuruna girdim. Arada bir yatak bulunmaksızın hasırın örgüleri üzerine yaslanmış olduğunu gördüm. Hasırın örgüleri böğründe iz bırakmıştı. İçi kuru hurma lifi doldurulmuş deriden bir yastığa dayanmıştı. Ona seıar verdikten sonra ben ayakta durduğum halde dedim ki: Ey Allah'ın Rasulü, yoks hanımlarını boşadın mı? Gözlerini kaldırıp bana baktı, hayır dedi. Ben: "Allah ekber" dedim. Sonra yine ayakta olduğum halde ona: Ey Allah'ın Rasulü, izninle diyorum ki, sen de biliyorsun ki biz Kureyşliler kadınlara baskın gelen bir topluluk idi k. Medine'ye gelince, kadınların kendilerine baskın geldiği bir topluluk ile karşılaştık. Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem bunun üzerine güıümsedi. Devamla dedim ki: Ey Allah'ın Rasulü! Hafsa'nın yanına girip ona: Sakın komşunun senden daha alımlı, daha güzel ve Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem tarafından daha çok sevilen birisi olması -bu sözleriyle Aişe'yi kastediyordu- seni aldatmasın, dediğimi bir görseydin. Yine Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem, bir önceki gibi bir daha gülümsedi. Onun gülümsediğini görünce ben de oturdum. Başımı kaldırıp gözü mü odasında dolaştırdım. Allah'a yemin ederim, evinde tabaklanmamış üç deri dışında gözün görebileceği değerli başka hiçbir şey yoktu. Ey Allah'ın Rasulü! Allah'a dua et de senin ümmetine bir bolluk versin. Çünkü Fars ve RumIara bolluk ve dünyalık verilmiş bulunuyor. Üstelik onlar Allah'a da ibadet etmiyorlar, dedim. Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem yaslanmış iken oturdu ve şöyle buyurdu: Sen böyle mi düşünüyorsun ey Hattab'ın oğlu! Onlar güzellikleri, hoşa giden şeyleri dünya hayatında kendilerine peşin olarak verilmiş bir kavimdir. Böyle deyince, ben: Ey Allah'ın Rasulü, benim için mağfiret dile, dedim. İşte Hafsa, Aişe'ye, o kendisine gizlice söylemiş olduğu sözü açıkladığından ötürü Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem de yirmi dokuz gün hanımlarmdan ayrı kalmıştı. Daha önce de şöyle demişti: Ben bir ay boyunca onların yanına uğramayacağım. Buna sebep ise yüce Allah'ın ona sitem etmesi üzerine onlara karşı kalbinde ileri derecede öfkelenmiş olması idi. Yirmi dokuz gün geçince, Aişe'nin yanına gitti ve onun yanına girmekle başladı. Aişe ona: Ey Allah'ın Rasulü! Sen bir ay boyunca yanımıza gelmeyeceğine dair yemin etmiştin. Oysa şimdi biz yirmi dokuzuncu gündeyiz. Ben bunları tek tek sayıyorum, deyince, şöyle buyurdu: Bu ay yirmi dokuz gün çekti. Çünkü o ay yirmi dokuz gün idi. Aişe dedi ki: Daha sonra yüce Allah onu muhayyer bırakan ayeti indirdi. Böylelikle hanımlarından ilk muhayyer bıraktığı kadın olarak benden başladı, ben de onu ihtiyar edip seçtim. Daha sonra diğer bütün hanımlarını muhayyer bıraktı. Hepsi de Aişe'nin dediğinin bir benzerini dediler (dünya hayatını değilı onu seçip tercih ettiklerini belirttiler.) Fethu'l-Bari Açıklaması: (Muhayyer bırakan ayetten kasıt, Ahzab, 28-29 dur.) "Sana hayret doğrusu ey İbn Abbas!" Bum,: dair açıklamalar daha önce ilim bölümünde (89 nolu hadiste) geçmiş bulunmaktadır. Omer'in, ıbn Abbas'a hayret etmesi tefsir ilmindeki şöhretine rağmen böyle bir durumun ona gizli saklı kalmış olmasından dolayıdır. Halbuki İbn Abbas, Ömer'e göre diğerlerine kıyasla ilimde daha meşhur ve daha büyük bir şahsiyetti. Nitekim bunun böyle olduğuna dair açıklamalar Nasr suresinin tefsirinde açık bir şekilde geçmiş bulunmaktadır. Ayrıca İbn Abbas da ilim talebine oldukça düşkün, ashab-ı kiram'ın büyükleri ve mu'minlerin anneleri ile bu hususta oldukça içli dışlı birisi idi. (İşte bütün bu sebepler dolayısıyla Ömer, İbn Abbas'ın bu hususu bilmeyişine hayretini açığa vurmuştu.) Yahut müphem (üstü kapalı) olan hususlara varıncaya kadar tefsir ile ilgili çeşitli bilgileri öğrenmekteki aşırı düşkünlüğüne de hayret etmiş olabilir. "Onlar Medine'nin Avali'de (üst taraflarında) idiler." Kastedilen kimseler orada sakin olanlardır. el-Aval1, "el-aliye"nin çoğulu olup, doğu tarafından Medine'ye yakın olan küçük yerleşim birimleri idi. Buraları Evslilerin kaldıkları semt idi. "O gün vahiy ya da daha başka olan şeylerin haberlerini ona getirirdim (gelir ona anlatırdım.)" Yani Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in huzurunda meydana gelen olayları aktarırdım. "Biz Kureyşliler topluluğu kadınlara baskın gelirdik." Yani onlara biz hükmederdik, onlar bize hükmedemezdi. Oysa Ensar böyle değildi, onlar bunun tam aksi durumda idiler. "Başladılar. .. " yani onlar da Ensar kadınlarından bunu öğrendiler. "Ensar kadınlarının edebinden", yani onların yaşayış şekillerinden ve bu husustaki uygulamalarından "huy kaptılar", öğrendiler. "Bana karşılık vermesine tepki gösterdim." Sözlerime karşılık veriyor, benimle tartışıyordu. Ubeyd İbn Huneyn yoluyla gelen rivayette: "Ben ona: İstediğim bir işi yapmak sana zor mu geliyor, dedim. O da bana: Hayret sana ey Hattab'ın oğlu, sen sana karşılık verilmesini istemiyorsun, dedi" şeklindedir. "Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'den çokça bir şeyler isteme." Ondan sana çok şeyler vermesini isteme. "Senden daha güzel (anlamı verilen ve laM anlamı senden daha parlak demek olan: evdau)" lafzı el-vedae: parlaklıktan gelmektedir. Ma'mer'in rivayetinde "vesamet" kökünden "evsemu" şeklindedir ki, alamet demektir. Yani güzelliği alameti imişçesine güzel ya da güzellik alametine sahip gibi bir anlama gelir. "Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem tarafından daha çok sevilen ... " Yani Aişeinin benim sana yapmanı yasakladığım işi yapmasına aldanma. Bundan dolayı Nebi ona tepki göstermiyor olabilir. Çünkü o güzelliği ve Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellemlin ona beslediği sevgi dolayısıyla nazlanabilir; ama sen buna aldanma. Çünkü onun nezdinde onunla aynı konumda olmayabilirsin. Bu durumda onun nazlanma imkanı senin için sözkonusu olmaz. "Bizler daha önce aramızda Gassanlıların atlarına nalçaktıklarını konuşmuştuk." Mezalim bölümünde "nal taktıklarını, koyduklarını" lafzı ile kullanılmıştır ki, atlarını nallayıp öylece onlara bindikleri anlamına gelir. "Hayır, bundan da büyük ve dahadehşetli bir iş oldu." Bu Ömer'e nispetle böyle idi. Çünkü onun kızı Hafsa, hanımlarından birisi idi. "Hafsa ziyan etti, hüsrana uğradı." Özellikle onu sözkonusu etmesi, kızının kendi nezdindeki değeri ve öz kızı olmasından dolayı idi, ayrıca böyle bir şeyin gelebileceğini çok kısa bir süre önce ona hatırlatmış bulunuyordu .. "Hafsa'nın yanına girdim, ağlamakta olduğunu gördüm." Simak'ın rivayetinde şöyle denilmektedir: Önce Aişe'nin huzuruna girdi, ey Ebu Bekir'in kızı, sen ii Rasulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem'e eziyet edecek kadar ileri mi götürdün, dedi. Aişe ona: "Ey Hattab'ın oğlu, benden sana ne? Sen kendi aybe'ne (kızına) bak." Yani senin için özelolan ve sırrını verdiğin kimseye bak. Çünkü "el-aybe"nin asıl anlamı, elbise ve değerli eşyaların içine konulduğu kap demektir. Aişe, Hafsa hakkında benzetme yoluyla onun için heybe (kap) tabirini kullanmıştır. Bu sözleriyle de: Sen öğüt vereceksen kendi kızına öğüt ver, demek istemiştir. "Sonra düşündüklerimin etkisi altında kalarak. .. " Yani Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in hanımlarından ayrılışına dair kendisine ulaşan bilgi, kalbini meşgul etmiş ve bunun etkisi altında kalmıştı. Böyle bir işin ancak Nebiin öfkelenmesi dolayısı ile olacağını düşünmüştü. Ayrıca hanımlarını boşamış olduğu şayiası doğru olabilirdi. Kızı Hafsa da hanımlarından birisi idi, boşamışsa aralarındaki bağ da kopmuş olacaktı. Bu ise açıkça anlaşılacağı gibi ona zor gelecek bir şeydi. "Onun örülmüş bir hasır üzerinde yattığını gördüm." Bununla anlatılmak istenen, onun üzerinde yattığı divanın hasır gibi örıilmüş olduğudur. "Ben ayakta olduğum halde: Hanımlarını boşadın mı, diye sordum. Başını kaldırıp bana baktı ve: Hayır dedi. Ben: Allahuekber dedim." el-Kermani' dedi ki: Ensardan olan arkadaşı, onlardan ayrılmanın bir talak olduğunu yahut talakın bir neticesi olduğunu zannettiğinden ötürü Ömer'e talakın kesin bir şekilde gerçekleştiğini bildirmişti. Fakat Ömer bu hususun açıklamasını sorunca, bunun gerçek olmadığını görüp sevinçle tekbir getirmiş oldu. C Talakın meydana gelmemiş olması dolayısıyla karşı karşıya bulunduğu Allah'ın bu nimeti üzerine ona hamd ederek, "Allahuekber" dbmiş olma ihtimali de vardır. "Tabaklanmamış üç deri dışında ... " İhab, tabaklanmamış deri demek olup, göründüğü kadarıyla burada kastedilen, tabaklanmaya başlanılmış ama bu işi tamamlanmamış olan deridir. "Allah'a dua et de ümmetine bolluk versin." Ubeyd İbn Huneyn rivayetinde: "Bunun üzerine ağladım. Ne diye ağlıyorsun, diye sordu. Ey Allah'ın Rasulü dedim, Kisra ve Kayser o rahat ve bolluk içerisinde iken sen Allah'ın Rasulü olduğun halde bu durumdasın," şeklindedir. Simak yoluyla gelen rivayette: "Gözlerimden yaş aktı. O da: Hattab'ın oğlu ne diye ağlıyorsun, diye sordu. Ben: Şu hasır senin böğründe iz bırakmışken, nasıl ağlamayayım? İşte şu senin içinde bulunduğun ev, bu gördüklerinin dışında bir şey yok. Diğer taraftan Kayser ve Kisra ırmakların başında, meyvelerin arasındadır/ar. Sense Allah'ın Rasulü ve seçkin kulu olduğun halde (böyle bir darlık ve sıkıntı içindesin)" şeklindedir. "Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem yaslanmış iken oturdu ve: Yoksa bundan dolayı mı üzülüyorsun, ey Hattab'ın oğlu, dedi." Müslimlde yer alan Malmer yoluyla gelen rivayette: "Ey Hattab'ın oğlu, yoksa şüphen mi var?" şeklindedir. Sen ahiretteki bolluğun dünyadaki bolluktan daha hayırlı olacağı hususunda şüphe mi etmektesin, demektir. Bu ifadeler, Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellemlin, Ömer'in sözkonusu durum dolayısıyla yani Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in, ayrılacak kadar hanımlarına kızgınlığından ağladığı anlamını çıkardığı izlenimini vermektedir. Ömer, ağlama sebebinin bu dünyevı durum olduğunu söyleyince, belirtilen şekilde ona cevap verdi. "Bunlar, hoş ve güzel şeyler dünya hayatında kendilerine peşine n verilen bir topluluktur." Ubeyd İbn Huneyn yoluyla gelen rivayette şöyle denilmektedir: "Dünyanın onlara, ahiretin de bize ait olmasına razı olmaz mısın?" "Bunun üzerine ben: Ey Allah'ın Rasulü, benim için mağfiret dile, dedim." Yani senin huzurunda böyle bir sözü söyleme cesaretim dolayısıyla yahut dünyevı güzelliklerin arzu edilen şeyler olduğuna inandığım için ya da giyimleri ve geçimIeri hususunda kafidere benzemeye çalışmayı ihtiva eden şeyleri istediğimden ötürü bana mağfiret dile. "Hafsa'nın, Aişe'ye ifşa ettiği o söz dolayısıyla Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem, hanımlarından uzak kalmıştı." Bu rivayet yoluyla ifade bu şekildedir. Hafsa'rvn ifşa ettiği, sözü edilen hadisenin ne olduğu açıklanmamıştır. Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in kendisine neyi haram kıldığı ve onu kendisine haram kıldığı için ilahi siteme maruz kaldığı hususun ne olduğu hakkında görüş ayrılığı vardır. Aynı şekilde hanımlarının yanına girmemek üzere yemin ediş sebebi hakkında da çeşitli görüş ayrılıkları vardır: Buhari ile Müslim'de belirtildiğine göre daha önce et-Tahrim suresinde kısaca geçtiği üzere, balı kendisine haram kılması idi. Tefsir bölümünde bir başka görüşü de zikretmiş bulunuyoruz ki, o da cariyesi Mariye'yi kendisine haram kılması idi. Yezid İbn Ruman'ın, Aişe'den diye rivayet ettiği ve İbn Merduye'nin zikrettiği rivayet bu husustaki iki görüşü de bir arada kaydetmektedir. Sözü geçen bu rivayette şöyle denilmektedir: "Hafsa'ya, iinde bal bulunan bir tulumcuk hediye edilmişti. Rasulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellemonun yanına girdi mi o tulumdaki baldan ona içirinceye ya da parmağıyla ona yalatıncaya kadar yanında bekletirdi. Aişe yanında bulunan ve Hadra diye anılan Habeşli bir cariyeye dedi ki: "Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem Hafsa'nın yanına girdi mi, orada ne yaptığını bir gözetle," Cariye ona bal içirdiğini anlatınca, Aişe de diğer kumalarına haber göndererek: Yanınıza girdi mi biz senden meğafir kokusu alıyoruz deyin, diye talimat gönderdi. Ona bu sözleri söyleyince, Allah Rasulü: O baldır. Allah'a yemin ederim, ebediyyen onun tadına bakmayacağım, diye yemin etti. Hafsa'nın gü.nü gelince, babasının yanına gitmek üzere ondan izin istedi. Nebi de ona izin verdi. Hafsa gidince, cariyesi Mariye'ye haber göndererek onu Hafsa'nın odasına aldı. Hafsa dedi ki: Geri döndüğümde kapının kilitli olduğunu gördüm. Dışarı çıktığında yüzünden ter damlıyordu, Hafsa da ağlıyordu. Hafsa bundan dolayı ona sitem edince, Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem Artık onun benim için haram olduğuna seni şahit tutuyorum. Artık sen bunu iyice düşün ve bu durumu hiçbir kadına haber verme, bu da sana emanet ettiğim sırrım olsun, dedi. Rasulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem dışarı çıkınca, Hafsa kendi odası ile Aişe'nin odasını ayıran duvara vurarak: Sana bir müjde vermeyeyim mi? Rasulullah cariyesini kendisine haram kılmış bulunuyor, dedi. Bunun üzerine ayet nazil oldu." Hanımlarına kızmasının ve bir ay boyunca yanlarına girmemek üzere yemin etmesinin sebebi hakkında bir başka olay da anlatılmıştır. İbn Sa'd'ın, Amre yoluyla rivayet ettiğine göre Aişe şöyle demiştir: "Rasuluilah Sallallahu Aleyhi ve Sellem'e bir hediye gönderildi. O da hanımlarından her birisine payına düşeni gönderdi. Fakat Cahş kızı Zeyneb payına razı olmadı. Bir defa daha ona fazla verdi. Yine razı olmayınca, Aişe şöyle dedi: Zeyneb, senin hediyeni geri çevirmekle sana hakarette bulunmuş oldu. Nebi: Sizlerin bana hakaret edecek kadar Allah nezdinde değeriniz yoktur elbette. Bir ay boyunca yanınıza girmeyeceğim, diye buyurdu ... Bu hususta Müslim'in Cabir'den rivayet ettiğe ifade edilen bir başka görüş daha vardır. Cabir dedi ki: "Ebu Bekir geldiğinde insanlar Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in kapısı önünde oturuyorlar, onlardan kimsenin içeriye girmesine de izin verilmiyordu. Ebu Bekir'e izin ver(il)ince içeri girdi. Daha sonra Ömer geldi, o da izin isteyince, ona izin ver(il)di. Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in etrafında hanımları bulunduğu halde oturmakta olduğunu gördü" diyerek hadisi zikretti. Hadiste şu ifadeler de yer almaktadır: "İşte gördüğün gibi hanımlarım benim etrafımdadırlar. Benden nafaka (masraf) istiyorlar. Ebu Bekir bunun üzerine kalkıp Aişe'nin üzerine, Ömer de Hafsa'nın üzerine yürüdü. Daha sonra Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem onlardan bir ay süreyle ayrı kaldı." Ve daha sonra hanımlarını muhayyer bırakması ile ilgili ayetin nüzulünü sözkonusu etti. Bütün bunların toplamının Nebi efendimizin hanımlarından ayrı kalmasına sebep teşkil etmiş olması da ihtimaldir. Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in üstün ahlakına, geniş kalbiiliğine, çokça affediciliğine yakışan da budur. O böyle bir işi bu tutumu gerektiren hususlar birkaç defa tekrarlanmadıkça yapmadı. Sonunda da onlardan razı oldu. Bu husustaki bütün görüşler arasında tercihe daha çok değer görülen ise Mariye ile ilgili anlatılanlardır. Çünkü bu olayda özelolarak Aişe ve Hafsa'nın rolü sözkonusudur. Bal ile ilgili husus ise böyle değildir. Çünkü bal meselesinde ileride geleceği üzere hanımlarından birkaç kişinin birlikte iş yaptıkları görülmektedir. Bütün bu sebepler bir araya geldikten sonra, bunların en önemli olanına ravi tarafından işaret edilmiş olma ihtimali de vardır. Hadisten Çıkarılan Sonuçlar 1 - Alim kişiye hanımlarının bazı durumları ile ilgili -bu hususta onun için çekinilecek bir taraf olsa dahi, eğer bu vesile ile aktarılacak bir sünnet ve bellenecek bir mesele sözkonusu ise- soru sorulabilir. Bunu el-Mühelleb ifade etmiştir. 2- Yine el-Mühelleb der ki: Sözkonusu edilmesi halinde kendisinde olumsuz bir değişiklik görüleceğinden korkulan bir hususa dair açıklama sormaktan yana . çekinilmeli ve ilim adamına gereken saygı gösterilmelidir. Ayrıca başkalarının huzurunda sorulacak olursa, sorana tepki göstereceği ihtimali bulunan hususlara dair soru sormak için, alim kişi ile başbaşa kalabileceği bir fırsatı kollamalıdır. 3- Baba, kız çocuğunu ve yakınlarını kocasına karşı durumunu düzeltmesi için sözlü olarak tedib edebilir. 4- Öğrenci, alim kişiye karşı saygı göstermeli, alim kişi de öğrencisine karşı alçakgönüllü ve soracağı soruya karşı sabırlı olmalıdır. İsterse bundan dolayı canını sıkma ihtimali bulunan bir hal bulunsun ... 5- Babaların, kız çocuklarının evine kocalarının izni olmasa dahi girmeleri ve onların hallerini -özellikle evli olanlar ile alakalı olanlarını- araştırması caizdir. 6- İbn Abbas'ın oldukça güzel ve incelikli bir yolla soru sorduğu, onun tefsirin çeşitli bilgi ve dallarından haberdar olmak için oldukça gayretli olduğu da anlaşılmaktadır. 7 - Senedin alı olmasını sağlamaya çalışmak uygun olandır. Çünkü İbn Abbas uzun bir süre Ömer'le baş başa kalma fırsatını kollayıp doğrudan ondan rivayet almaya gayret etmiştir. Oysa bu husustaki bu hadisi, Ömer'e soru sormaktan çekindiği kadar çekinmeyeceği bir başka kişi vasıtası ile öğrenebilirdi. 8- Ashab-ı kiram, ilim öğrenmek ve Rasulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in hallerini iyice tespit etmek uğrunda çok gayretli idiler. 9- İlim tahsil eden bir kimse, geçimini ve ailesinin durumunu düzeltip ihtiyaçlarını karşılayabilmek için kendisine belli bir vakit ayırır. 10- Yollarda, alimlerle tenhada baş başa kalınan hallerde, oturmak ve yürümek halinde ilim öğrenmek için gerekli araştırmalar yapmaktan geri kalınmaz. 11- Yolculukta (suyun yetersiz olması halinde) taşla istincayı tercih edip suyu abdest için alıkoymak daha uygundur. 12- Hanımlara karşı tahammül göstermeli, onlara uygun olan hitap yolunu seçmeli ve yüce Allah'ın hakları hususunda değil de kişinin kendi hakları ile ilgili hata ve yanılmalarını bağışlayabilmelidir. 13- Hakim'in yalnız olduğu zamanlarda içeriye izni olmaksızın girilmesini önleyecek bir kapıcı edinme si caizdir. Bu durumda Enes'in daha önce Cenaiz bölümünde Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in öğüt verdiği, fakat kendisini tanımayan kadının "daha sonra onun yanına geldiği sırada onun kapıcılarının bulunmadığını görmesi" ile ilgili rivayeti, Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in sair insanların meselelerini çözmek için oturduğu vakitler ile ilgili olarak yorumlanır. 14- Erkeğin zevceleri, kendilerine sitem edilmesini gerektiren bir iş yaptıkları takdirde kayınlarına karşı yumuşak davranmaları ve kayınlarından haya etmeleri güzeldir. 15- Susmak bazen konuşmaktan daha beliğ ve bazı zamanlarda daha faziletli olabilir. 16.: İzin istediği halde kendisine izin verilmeyen bir kimsenin izin almayı ümit etmesi halinde izin isteğini tekrarlaması caiz olmakla birlikte bu isteğini üç defadan fazla tekrarlamamalıdır. 17- Kişinin dünyada elde ettiği her bir zevk ya da arzu, aslında ona ahiret nimetlerinden acilen verilen bir şeydir. Eğer bunu kendi isteğiyle terk edecek olursa, bu onun için ahirette saklanır. Taberi buna işaret ettiği gibi, bazı ilim adamları bundan, fakirliğin zenginliğe tercihi hükmünü de çıkarmıştır. Ancak bu, selefin de, halefin de hakkında ihtilaf ettiği bir meseledir. Açıklamaları, ayrıntıları uzun sürecek bir meseledir. Yüce Allah'ın izniyle Rikak bölümünde (6447.hadiste) bununla ilgili derli toplu bir açıklamamız olacaktır. 18- Kişi, arkadaşını üzüntülü ve kederli görecek olursa, onun kederini izale edecek, gönlünü hoş edecek şekilde onunla konuşması müstehabdır. Çünkü Ömer: Andolsun Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'i güldürecek bir şey söyleyeceğim, demişti. Bununla birlikte bu davranışın -Ömer'in yaptığı şekilde- (yaş ve mevki itibariyle) büyük olandan izin alınmasından sonra yapılması da müstehabdır. 19- Abdest alırken abdest alanın eline su dökmek suretiyle yardım almak, küçüğün büyüğe hizmet etmesi -küçük nesebi itibariyle büyükten daha soylu olsa dahi- caizdir. 20- Büyüklerle karşılaşılacağı vakit güzel elbiseler giyinmek ve sarık sarmak (mendubdur). 21- Yemin eden kimseye zahiren yeminini unuttuğunu hissettiren bir tutum görüldüğü takdirde, özellikle de o yeminle ilgisi bulunan kimselerin, ona yeminini hatırlatması gerekir. Çünkü Aişe radıyallahu an ha Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in yemin ettiği süreyi unutmuş olacağından korkmuştu. Bu süre ise bir aydır. Bir ay da otuz ya da yirmi dokuz gündür. Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem yirmi dokuz gün sonra ayrıldığı yerden inince onun yemin ettiği süreyi hesaplamakta yanılmış olduğunu yahut henüz yeni ayın girmediğini sanmış idi. Bu sebeple Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem ona yeni ayın girdiğini haber verdi. Buna göre yeminin yapıldığı ay yirmi dokuz gün çekmiş oluyordu. 22- Ashab-ı Kiram küçük ya da büyük olsun Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in bütün hallerinden haberdar olmayı çok seviyordu. Bununla birlikte onun zihnini kurcalayacak, az dahi olsa onu rahatsız edecek, onu öfkelendirecek ve üzüp kederlendirecek hiçbir hususun olmamasına da en ileri derecede dikkat gösteriyor, riayet ediyorlardı. 23- Kızgınlık ve üzüntü, vakar sahibi kimseyi dahi ondan alışılagelmiş olan ağır başlıdavranışları terk etmeye itebilir. Çünkü Ömer R.A.'in bu hadisi rivayet ederken üç defa: "Daha sonra duyduklarımın etkisi altında kalarak. .. " dediğini görüyoruz. 24- Oldukça önemli işler dolayısıyla dehşete kapılmak ve korkmak mümkündür. 25- Nimete razı olmamak ve Allah'ın vermiş olduğu nimetleri az dahi olsa küçümsemek mekruh olduğu gibi, böyle bir halin meydana gelmesinden ötürü istiğfar etmek ve fazilet sahibi kimselerden kendilerine mağfiret dilemelerini istemek, kanaatkarlığı tercih edip yüce Allah'ın başkalarına vermiş olduğu fani olan dünyevi' ihsanlarına iltifat etmemek gerekir. 26- Bir sırrı açıklayan bir kimseye ona yakışır bir şekilde sitemde bulunulabilir

    ہم سے ابوالیمان نے بیان کیا، کہا ہم کو شعیب نے خبر دی، انہیں زہری نے، کہا کہ مجھے عبیداللہ بن عبداللہ بن ابی ثور نے خبر دی اور ان سے عبداللہ بن عباس رضی اللہ عنہما نے بیان کیا کہ بہت دنوں تک میرے دل میں خواہش رہی کہ میں عمر بن خطاب رضی اللہ عنہ سے نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کی ان دو بیویوں کے متعلق پوچھوں جن کے بارے میں اللہ نے یہ آیت نازل کی تھی۔ «إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما‏» الخ۔ ایک مرتبہ انہوں نے حج کیا اور ان کے ساتھ میں نے بھی حج کیا۔ ایک جگہ جب وہ راستہ سے ہٹ کر ( قضائے حاجت کے لیے ) گئے تو میں بھی ایک برتن میں پانی لے کر ان کے ساتھ راستہ سے ہٹ گیا۔ پھر انہوں نے قضائے حاجت کی اور واپس آئے تو میں نے ان کے ہاتھوں پر پانی ڈالا۔ پھر انہوں نے وضو کیا تو میں نے اس وقت ان سے پوچھا کہ یا امیرالمؤمنین! نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کی بیویوں میں وہ کون ہیں جن کے متعلق اللہ نے یہ ارشاد فرمایا کہ «إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما‏» عمر بن خطاب رضی اللہ عنہ نے اس پر کہا اے ابن عباس! تم پر حیرت ہے۔ وہ عائشہ رضی اللہ عنہا اور حفصہ رضی اللہ عنہا ہیں پھر عمر رضی اللہ عنہ نے تفصیل کے ساتھ حدیث بیان کرنی شروع کی۔ انہوں نے کہا کہ میں اور میرے ایک انصاری پڑوسی جو بنو امیہ بن زید سے تھے اور عوالی مدینہ میں رہتے تھے۔ ہم نے ( عوالی سے ) رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم کی خدمت میں حاضر ہونے کے لیے باری مقرر کر رکھی تھی۔ ایک دن وہ حاضری دیتے اور ایک دن میں حاضری دیتا، جب میں حاضر ہوتا تو اس دن کی تمام خبریں جو وحی وغیرہ سے متعلق ہوتیں لاتا ( اور اپنے پڑوسی سے بیان کرتا ) اور جس دن وہ حاضر ہوتے تو وہ بھی ایسے کرتے۔ ہم قریشی لوگ اپنی عورتوں پر غالب تھے لیکن جب ہم مدینہ تشریف لائے تو یہ لوگ ایسے تھے کہ عورتوں سے مغلوب تھے، ہماری عورتوں نے بھی انصار کی عورتوں کا طریقہ سیکھنا شروع کر دیا۔ ایک دن میں نے اپنی بیوی کو ڈانٹا تو اس نے بھی میرا ترکی بہ ترکی جواب دیا۔ میں نے اس کے اس طرح جواب دینے پر ناگواری کا اظہار کیا تو اس نے کہا کہ میرا جواب دینا تمہیں برا کیوں لگتا ہے، اللہ کی قسم! نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کی ازواج بھی ان کو جوابات دے دیتی ہیں اور بعض تو نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم سے ایک دن رات تک الگ رہتی ہیں۔ میں اس بات پر کانپ اٹھا اور کہا کہ ان میں سے جس نے بھی یہ معاملہ کیا یقیناً وہ نامراد ہو گئی۔ پھر میں نے اپنے کپڑے پہنے اور ( مدینہ کے لیے ) روانہ ہوا پھر میں حفصہ کے گھر گیا اور میں نے اس سے کہا: اے حفصہ! کیا تم میں سے کوئی بھی نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم سے ایک ایک دن رات تک غصہ رہتی ہے؟ انہوں نے کہا کہ جی ہاں کبھی ( ایسا ہو جاتا ہے ) میں نے اس پر کہا کہ پھر تم نے اپنے آپ کو خسارہ میں ڈال لیا اور نامراد ہوئی۔ کیا تمہیں اس کا کوئی ڈر نہیں کہ نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کے غصہ کی وجہ سے اللہ تم پر غصہ ہو جائے اور پھر تم تنہا ہی ہو جاؤ گی۔ خبردار! نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم سے مطالبات نہ کیا کرو نہ کسی معاملہ میں نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کو جواب دیا کرو اور نہ نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کو چھوڑا کرو۔ اگر تمہیں کوئی ضرورت ہو تو مجھ سے مانگ لیا کرو۔ تمہاری سوکن جو تم سے زیادہ خوبصورت ہے اور نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کو تم سے زیادہ پیاری ہے، ان کی وجہ سے تم کسی غلط فہمی میں نہ مبتلا ہو جانا۔ ان کا اشارہ عائشہ رضی اللہ عنہا کی طرف تھا۔ عمر رضی اللہ عنہ نے بیان کیا کہ ہمیں معلوم ہوا تھا کہ ملک غسان ہم پر حملہ کے لیے فوجی تیاریاں کر رہا ہے۔ میرے انصاری ساتھی اپنی باری پر مدینہ منورہ گئے ہوئے تھے۔ وہ رات گئے واپس آئے اور میرے دروازے پر بڑی زور زور سے دستک دی اور کہا کہ کیا عمر رضی اللہ عنہ گھر میں ہیں۔ میں گھبرا کر باہر نکلا تو انہوں نے کہا کہ آج تو بڑا حادثہ ہو گیا۔ میں نے کہا کیا بات ہوئی، کیا غسانی چڑھ آئے ہیں؟ انہوں نے کہا کہ نہیں، حادثہ اس سے بھی بڑا اور اس سے بھی زیادہ خوفناک ہے۔ نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے ازواج مطہرات کو طلاق دے دی ہے۔ میں نے کہا کہ حفصہ تو خاسر و نامراد ہوئی۔ مجھے تو اس کا خطرہ لگا ہی رہتا تھا کہ اس طرح کا کوئی حادثہ جلد ہی ہو گا پھر میں نے اپنے تمام کپڑے پہنے ( اور مدینہ کے لیے روانہ ہو گیا ) میں نے فجر کی نماز نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کے ساتھ پڑھی ( نماز کے بعد ) نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم اپنے ایک بالا خانہ میں چلے گئے اور وہاں تنہائی اختیار کر لی۔ میں حفصہ کے پاس گیا تو وہ رو رہی تھی۔ میں نے کہا اب روتی کیا ہو۔ میں نے تمہیں پہلے ہی متنبہ کر دیا تھا۔ کیا نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے تمہیں طلاق دے دی ہے؟ انہوں نے کہا کہ مجھے معلوم نہیں۔ نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم اس وقت بالا خانہ میں تنہا تشریف رکھتے ہیں۔ میں وہاں سے نکلا اور منبر کے پاس آیا۔ اس کے گرد کچھ صحابہ کرام موجود تھے اور ان میں سے بعض رو رہے تھے۔ تھوڑی دیر تک میں ان کے ساتھ بیٹھا رہا۔ اس کے بعد میرا غم مجھ پر غالب آ گیا اور میں اس بالا خانہ کے پاس آیا۔ جہاں نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم تشریف رکھتے تھے۔ میں نے نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کے ایک حبشی غلام سے کہا کہ عمر رضی اللہ عنہ کے لیے اندر آنے کی اجازت لے لو۔ غلام اندر گیا اور نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم سے گفتگو کر کے واپس آ گیا۔ اس نے مجھ سے کہا کہ میں نے نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم سے عرض کی اور نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم سے آپ کا ذکر کیا لیکن آپ خاموش رہے۔ چنانچہ میں واپس چلا آیا اور پھر ان لوگوں کے ساتھ بیٹھ گیا جو منبر کے پاس موجود تھے۔ میرا غم مجھ پر غالب آیا اور دوبارہ آ کر میں نے غلام سے کہا کہ عمر کے لیے اجازت لے لو۔ اس غلام نے واپس آ کر پھر کہا کہ میں نے نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کے سامنے آپ کا ذکر کیا تو نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم خاموش رہے۔ میں پھر واپس آ گیا اور منبر کے پاس جو لوگ موجود تھے ان کے ساتھ بیٹھ گیا۔ لیکن میرا غم مجھ پر غالب آیا اور میں نے پھر آ کر غلام سے کہا کہ عمر کے لیے اجازت طلب کرو۔ غلام اندر گیا اور واپس آ کر جواب دیا کہ میں نے آپ کا ذکر نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم سے کیا اور نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم خاموش رہے۔ میں وہاں سے واپس آ رہا تھا کہ غلام نے مجھ کو پکارا اور کہا نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے تمہیں اجازت دے دی ہے۔ میں نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کی خدمت میں حاضر ہوا تو آپ اس بان کی چارپائی پر جس سے چٹائی بنی جاتی ہے لیٹے ہوئے تھے۔ اس پر کوئی بستر نہیں تھا۔ بان کے نشانات آپ کے پہلو مبارک پر پڑے ہوئے تھے۔ جس تکیہ پر آپ ٹیک لگائے ہوئے تھے اس میں چھال بھری ہوئی تھی۔ میں نے نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کو سلام کیا اور کھڑے ہی کھڑے عرض کیا: یا رسول اللہ! کیا آپ نے اپنی ازواج کو طلاق دے دی ہے؟ نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے میری طرف نگاہ اٹھائی اور فرمایا نہیں۔ میں ( خوشی کی وجہ سے ) کہہ اٹھا۔ اللہ اکبر۔ پھر میں نے کھڑے ہی کھڑے نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کو خوش کرنے کے لیے کہا کہ یا رسول اللہ! آپ کو معلوم ہے ہم قریش کے لوگ عورتوں پر غالب رہا کرتے تھے۔ پھر جب ہم مدینہ آئے تو یہاں کے لوگوں پر ان کی عورتیں غالب تھیں۔ نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم اس پر مسکرا دیئے۔ پھر میں نے عرض کیا: یا رسول اللہ! آپ کو معلوم ہے میں حفصہ کے پاس ایک مرتبہ گیا تھا اور اس سے کہہ آیا تھا کہ اپنی سوکن کی وجہ سے جو تم سے زیادہ خوبصورت اور تم سے زیادہ رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم کو عزیز ہے، دھوکا میں مت رہنا۔ ان کا اشارہ عائشہ رضی اللہ عنہا کی طرف تھا۔ اس پر نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم دوبارہ مسکرا دیئے۔ میں نے نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کو مسکراتے دیکھا تو بیٹھ گیا پھر نظر اٹھا کر میں نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کے گھر کا جائزہ لیا۔ اللہ کی قسم! میں نے نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کے گھر میں کوئی ایسی چیز نہیں دیکھی جس پر نظر رکتی۔ سوا تین چمڑوں کے ( جو وہاں موجود تھے ) میں نے عرض کیا: یا رسول اللہ! اللہ سے دعا فرمائیں کہ وہ آپ کی امت کو فراخی عطا فرمائے۔ فارس و روم کو فراخی اور وسعت حاصل ہے اور انہیں دنیا دی گئی ہے حالانکہ وہ اللہ کی عبادت نہیں کرتے۔ نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم ابھی تک ٹیک لگائے ہوئے تھے لیکن اب سیدھے بیٹھ گئے اور فرمایا: ابن خطاب! تمہاری نظر میں بھی یہ چیزیں اہمیت رکھتی ہیں، یہ تو وہ لوگ ہیں جنہیں جو کچھ بھلائی ملنے والی تھی سب اسی دنیا میں دے دی گئی ہے۔ میں نے عرض کیا: یا رسول اللہ! میرے لیے اللہ سے مغفرت کی دعا کر دیجئیے ( کہ میں نے دنیاوی شان و شوکت کے متعلق یہ غلط خیال دل میں رکھا ) چنانچہ نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے اپنی ازواج کو اسی وجہ سے انتیس دن تک الگ رکھا کہ حفصہ نے نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کا راز عائشہ سے کہہ دیا تھا۔ نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا تھا کہ ایک مہینہ تک میں اپنی ازواج کے پاس نہیں جاؤں گا۔ کیونکہ جب اللہ تعالیٰ نے نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم پر عتاب کیا تو نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کو اس کا بہت رنج ہوا ( اور آپ نے ازواج سے الگ رہنے کا فیصلہ کیا ) پھر جب انتیسویں رات گزر گئی تو نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم عائشہ رضی اللہ عنہا کے گھر تشریف لے گئے اور آپ سے ابتداء کی۔ عائشہ رضی اللہ عنہا نے عرض کیا کہ یا رسول اللہ! آپ نے قسم کھائی تھی کہ ہمارے یہاں ایک مہینہ تک تشریف نہیں لائیں گے اور ابھی تو انتیس ہی دن گزرے ہیں میں تو ایک ایک دن گن رہی تھی۔ نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا کہ یہ مہینہ انتیس کا ہے۔ وہ مہینہ انتیس ہی کا تھا۔ عائشہ رضی اللہ عنہا نے بیان کیا کہ پھر اللہ تعالیٰ نے آیت «تخير» نازل کی اور نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم اپنی تمام ازواج میں سب سے پہلے میرے پاس تشریف لائے ( اور مجھ سے اللہ کی وحی کا ذکر کیا ) تو میں نے نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کو ہی پسند کیا۔ اس کے بعد نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے اپنی تمام دوسری ازواج کو اختیار دیا اور سب نے وہی کہا جو عائشہ رضی اللہ عنہا کہہ چکی تھیں۔

    ‘আবদুল্লাহ্ ইবনু ‘আব্বাস (রাঃ) হতে বর্ণিত। তিনি বলেন, আমি বহুদিন ধরে উৎসুক ছিলাম যে, আমি ‘উমার ইব্নু খাত্তাব (রাঃ)-এর নিকট জিজ্ঞেস করব, রাসূলুল্লাহ্ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর স্ত্রীগণের মধ্যে কোন্ দু’জনের ব্যাপারে আল্লাহ্ তা‘আলা এ আয়াত অবতীর্ণ করেছেনঃ ‘‘তোমরা দু’জন যদি অনুশোচনাভরে আল্লাহর দিকে ফিরে আস (তবে তা তোমাদের জন্য উত্তম), তোমাদের অন্তর (অন্যায়ের দিকে) ঝুঁকে পড়েছে।’’ (সূরাহ আত-তাহরীম ৬৬ঃ ৪) এরপর একবার তিনি [‘উমার (রাঃ)] হাজ্জের জন্য রওয়ানা হলেন এবং আমিও তাঁর সঙ্গে হাজ্জে গেলাম। (ফিরে আসার পথে) তিনি ইস্তিনজার জন্য রাস্তা থেকে সরে গেলেন। আমি পানি পূর্ণ পাত্র হাতে তাঁর সঙ্গে গেলাম। তিনি ইস্তিনজা করে ফিরে এলে আমি ওযূর পানি তাঁর হাতে ঢেলে দিতে লাগলাম। তিনি যখন ওযূ করছিলেন, তখন আমি তাঁকে জিজ্ঞেস করলাম, হে আমীরুল মু’মিনীন! নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর সহধর্মিণীগণের মধ্যে কোন্ দু’জন, যাদের সম্পর্কে আল্লাহ্ তা‘আলা বলেছেনঃ ‘‘তোমরা দু’জন যদি আল্লাহর কাছে তওবা কর (তবে তোমাদের জন্য উত্তম), কেননা তোমাদের মন সঠিক পথ থেকে সরে গেছে।’’ জবাবে তিনি বললেন, হে ইব্নু ‘আব্বাস! আমি তোমার প্রশ্ন শুনে অবাক হচ্ছি। তাঁরা দু’জন তো ‘আয়িশাহ (রাঃ)ও হাফসাহ (রাঃ)। এরপর ‘উমার (রাঃ) এ ঘটনাটি বর্ণনা করলেন, ‘‘আমি এবং আমার একজন আনসারী প্রতিবেশী যিনি উমাইয়াহ ইবনু যায়দ গোত্রের লোক এবং তারা মদিনা্র উপকন্ঠে বসবাস করত। আমরা রাসূলুল্লাহ্ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম এর সঙ্গে পালাক্রমে সাক্ষাৎ করতাম। সে একদিন নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর নিকটে যেত, আমি আর একদিন যেতাম। যখন আমি নিকটে যেতাম, ঐ দিন নিকটে ওয়াহী অবতীর্ণসহ যা ঘটত সবকিছুর খবর আমি তাকে দিতাম এবং সেও তেমনি খবর আমাকে দিত। আমরা কুরাইশরা নিজেদের স্ত্রীগণের ওপর প্রাধান্য বিস্তার করে রেখেছিলাম। কিন্তু আমরা যখন আনসারদের মধ্যে এলাম, তখন দেখতে পেলাম, তাদের স্ত্রীগণ তাদের ওপর প্রভাব বিস্তার করে আছে এবং তাদের ওপর কর্তৃত্ব করে চলেছে। সুতরাং আমাদের স্ত্রীরাও তাদের দেখাদেখি সেরূপ ব্যবহার করতে লাগল। একদিন আমি আমার স্ত্রীর প্রতি নারাজ হলাম এবং তাকে উচ্চস্বরে কিছু বললাম, সেও প্রতি-উত্তর দিল। আমার কাছে এ রকম প্রতি-উত্তর দেয়াটা অপছন্দ হল। সে বলল, আমি আপনার কথার পাল্টা উত্তর দিচ্ছি এতে অবাক হচ্ছেন কেন? আল্লাহর কসম, নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর স্ত্রীগণ তাঁর কথার মুখে মুখে পাল্টা উত্তর দিয়ে থাকেন এবং তাঁদের মধ্যে কেউ কেউ আবার একদিন এক রাত পর্যন্ত কথা না বলে কাটান। [‘উমার (রাঃ) বলেন], এ কথা শুনে আমি ঘাবড়ে গেলাম এবং আমি বললাম, তাদের মধ্যে যারা এরূপ করেছে, তারা ক্ষতিগ্রস্ত হবে। এরপর আমি আমার কাপড় পরলাম এবং আমার কন্যা হাফসার ঘরে প্রবেশ করলাম এবং বললামঃ হাফ্সা! তোমাদের মধ্য থেকে কারো প্রতি রাসূল সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম কি সারা দিন রাত পর্যন্ত অসন্তুষ্ট থাকেননি? সে উত্তর করল, হ্যাঁ। আমি বললাম, তুমি ক্ষতিগ্রস্ত হয়েছ। তোমরা কি এ ব্যাপারে ভীত হচ্ছো না যে, রাসূলুল্লাহ্ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর অসন্তুষ্টির কারণে আল্লাহ্ অসন্তুষ্ট হয়ে যাবেন? পরিণামে তোমরা ধ্বংসের মধ্যে পড়ে যাবে। সুতরাং তুমি নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর কাছে অতিরিক্ত কোন জিনিস দাবি করবে না এবং তাঁর কথার প্রতি-উত্তর করবে না এবং তাঁর সঙ্গে কথা বলা বন্ধ করবে না। তোমার যদি কোন কিছুর প্রয়োজন হয়, তবে আমার কাছে চেয়ে নেবে। আর তোমার সতীন তোমার চেয়ে অধিক রূপবতী এবং রাসূলুল্লাহ্ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর অধিক প্রিয়- তা যেন তোমাকে বিভ্রান্ত না করে। এখানে সতীন বলতে ‘আয়িশাহ (রাঃ)-কে বোঝানো হয়েছে। ‘উমার (রাঃ) আরো বলেন, এ সময় আমাদের মধ্যে এ কথা ছড়িয়ে পড়েছিল যে, গাস্সানের শাসনকর্তা আমাদের ওপর আক্রমণ চালাবার উদ্দেশে তাদের ঘোড়াগুলোকে প্রস্তুত করছে। আমার প্রতিবেশী আনসার তার পালার দিন রাসূলুল্লাহ্ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর খিদমাত থেকে রাতে ফিরে এসে আমার দরজায় খুব জোরে করাঘাত করল এবং জিজ্ঞেস করল, আমি ঘরে আছি কিনা? আমি শংকিত অবস্থায় বেরিয়ে এলাম। সে বলল, আজ এক বিরাট ঘটনা ঘটে গেছে। আমি বললাম, সেটা কী? গ্যাস্সানিরা কি এসে গেছে? সে বলল, না তার চেয়েও বড় ঘটনা এবং তা ভয়ংকর। রাসূলুল্লাহ্ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম তাঁর সহধর্মিণীগণকে তালাক দিয়েছেন। আমি বললাম, হাফসা তো ধ্বংস হয়ে গেল, ব্যর্থ হলো। আমি আগেই ধারণা করেছিলাম, খুব শিগগিরই এ রকম কিছু ঘটবে। এরপর আমি পোশাক পরলাম এবং ফজরের সালাত নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর সঙ্গে আদায় করলাম। নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম ওপরের কামরায় (মাশরুবা) একাকী আরোহণ করলেন, আমি তখন হাফসার কাছে গেলাম এবং তাকে কাঁদতে দেখলাম। আমি তাকে জিজ্ঞেস করলাম, কাঁদছ কেন? আমি কি তোমাকে এ ব্যাপারে আগেই সতর্ক করে দেইনি? নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম কি তোমাদের সকলকে তালাক দিয়েছেন? সে বলল, আমি জানি না। তিনি ওখানে ওপরের কামরায় একাকী রয়েছেন। আমি সেখান থেকে বেরিয়ে মিম্বারের কাছে বসলাম। সেখানে কিছু সংখ্যক লোক বসা ছিল এবং তাদের মধ্যে অনেকেই কাঁদছিল। আমি তাদের কাছে কিছুক্ষণ বসলাম, কিন্তু আমার প্রাণ এ অবস্থা সহ্য করতে পারছিল না। সুতরাং যে ওপরের কামরায় নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম অবস্থান করছিলেন আমি সেই ওপরের কামরায় গেলাম এবং তাঁর হাবশী কালো খাদিমকে বললাম, তুমি কি ‘উমারের জন্য নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর কাছে যাবার অনুমতি এনে দেবে? খাদিমটি গেল এবং নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর সঙ্গে কথা বলল। ফিরে এসে উত্তর করল, আমি নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর কাছে আপনার কথা বলেছি, কিন্তু তিনি নিরুত্তর আছেন। তখন আমি ফিরে এলাম এবং যেখানে লোকজন বসা ছিল সেখানে বসলাম। কিন্তু এ অবস্থা আমার কাছে অসহ্য লাগছিল। তাই আবার এসে খাদেমকে বললাম, তুমি কি ‘উমারের জন্য অনুমতি এনে দিবে? সে গেল এবং এবং ফিরে এসে বলল, আমি নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর কাছে আপনার কথা বলেছি কিন্তু তিনি নিরুত্তর ছিলেন। তখন আমি আবার ফিরে এসে মিম্বরের কাছে ঐ লোকজনের সঙ্গে বসলাম। কিন্তু এ অবস্থা আমার কাছে অসহ্য লাগছিল। পুনরায় আমি খাদেমের কাছে গেলাম এবং বললাম, তুমি কি ‘উমারের জন্য অনুমতি এনে দেবে? সে গেল এবং আমাকে উদ্দেশ্য করে বলতে লাগল, আমি আপনার কথা উল্লেখ করলাম; কিন্তু তিনি নিরুত্তর আছেন। যখন আমি ফিরে যাবার উদ্যোগ নিয়েছি, এমন সময় খাদিমটি আমাকে ডেকে বলল, নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম আপনাকে অনুমতি দিয়েছেন। এরপর আমি রাসূলুল্লাহ্ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর নিকট প্রবেশ করে দেখলাম, তিনি খেজুরের চাটাইর ওপর চাদরবিহীন অবস্থায় খেজুরের পাতা ভর্তি একটি বালিশে ভর দিয়ে শুয়ে আছেন। তাঁর শরীরে পরিষ্কার চাটাইয়ের চিহ্ন দেখা যাচ্ছে। আমি তাঁকে সালাম করলাম এবং দাঁড়ানো অবস্থাতেই জিজ্ঞেস করলাম, হে আল্লাহর রাসূল! আপনি কি আপনার স্ত্রীগণকে তালাক দিয়েছেন? তিনি আমার দিকে চোখ ফিরিয়ে বললেন, না (অর্থাৎ তালাক দেইনি)। আমি বললাম, আল্লাহু আকবার। এরপর কথাবার্তা হালকা করার উদ্দেশে দাঁড়িয়ে থেকেই বললাম, হে আল্লাহর রাসূল! আপনি যদি শোনেন তাহলে বলিঃ আমরা কুরাইশগণ, মহিলাদের ওপর আমাদের প্রতিপত্তি খাটাতাম; কিন্তু আমরা মদিনা্য় এসে দেখলাম, এখানকার পুরুষদের ওপর নারীদের প্রভাব-প্রতিপত্তি বিদ্যমান। এ কথা শুনে নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম মুচকি হাসলেন। তখন আমি বললাম, হে আল্লাহর রাসূল! যদি আপনি আমার কথার দিকে একটু নজর দেন। আমি হাফ্সার কাছে গেলাম এবং আমি তাকে বললাম, তোমার সতীনের রূপবতী হওয়া ও রাসূলুল্লাহ্ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর প্রিয় পাত্রী হওয়া তোমাকে যেন ধোঁকায় না ফেলে। এর দ্বারা ‘আয়িশাহ (রাঃ)-এর প্রতি ইঙ্গিত করা হয়েছে। নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম আবার মুচকি হাসলেন। আমি তাঁকে হাসতে দেখে বসে পড়লাম। এরপর আমি তাঁর ঘরের চারদিকে তাকিয়ে দেখলাম। আল্লাহর কসম! কেবল তিনটি চামড়া ব্যতীত আর আমি তাঁর ঘরে উল্লেখ করার মত কিছুই দেখতে পেলাম না। তারপর আমি বললাম, হে আল্লাহর রাসূল! দু‘আ করুন, আল্লাহ্ তা‘আলা যাতে আপনার উম্মাতদের সচ্ছলতা দান করেন। কেননা, পারসিক ও রোমানদের প্রাচুর্য দান করা হয়েছে এবং তাদের দুনিয়ার আরাম প্রচুর পরিমাণে দান করা হয়েছে; অথচ তারা আল্লাহর ‘ইবাদাত করে না। এ কথা শুনে হেলান দেয়া অবস্থা থেকে নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম সোজা হয়ে বসে বললেন, হে খাত্তাবের পুত্র! তুমি কি এখনো এ ধারণা পোষণ করছ? ওরা ঐ লোক, যারা উত্তম কাজের প্রতিদান এ দুনিয়ায় পাচ্ছে! আমি বললাম, হে আল্লাহর রাসূল, আমার ক্ষমার জন্য আল্লাহর কাছে দু‘আ করুন। হাফসা (রাঃ) কর্তৃক ‘আয়িশাহ (রাঃ)-এর কাছে কথা ফাঁস করে দেয়ার কারণে নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম ঊনত্রিশ দিন তার স্ত্রীগণ থেকে আলাদা থাকেন। নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম বলেছিলেন, আমি এক মাসের মধ্যে তাদের কাছে যাব না তাদের প্রতি গোস্বার কারণে। তখন আল্লাহ্ তা‘আলা তাঁকে মৃদু ভৎর্সনা করেন। সুতরাং যখন ঊনত্রিশ দিন হয়ে গেল, নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম সর্বপ্রথম ‘আয়িশাহ (রাঃ)-এর কাছে গেলেন এবং তাঁকে দিয়েই শুরু করলেন। ‘আয়িশাহ (রাঃ) তাঁকে বললেন, হে আল্লাহর রাসূল! আপনি কসম করেছেন যে, একমাসের মধ্যে আমাদের কাছে আসবেন না; কিন্তু এখন তো ঊনত্রিশ দিনেই এসে গেলেন। আমি প্রতিটি দিন এক এক করে হিসাব করে রেখেছি। নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম বললেন, ঊনত্রিশ দিনেও একমাস হয়। নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম বলেন, এ মাস ২৯ দিনের। ‘আয়িশাহ (রাঃ) আরও বলেন, ঐ সময় আল্লাহ্ তা‘আলা ইখতিয়ারের আয়াত অবতীর্ণ করেন[1] এবং তিনি তাঁর স্ত্রীগণের মধ্যে আমাকে দিয়েই শুরু করেন এবং আমি তাঁকেই গ্রহণ করি। এরপর তিনি অন্য স্ত্রীগণের অভিমত চাইলেন। সকলেই তাই বলল, যা ‘আয়িশাহ (রাঃ) বলেছিলেন। [৮৯](আধুনিক প্রকাশনী- ৪৮০৯, ইসলামিক ফাউন্ডেশন)

    அப்துல்லாஹ் பின் அப்பாஸ் (ரலி) அவர்கள் கூறியதாவது: நான் நீண்ட நாட்களாக நபி (ஸல்) அவர்களுடைய துணைவியரில் இருவரைப் பற்றி உமர் பின் அல்கத்தாப் (ரலி) அவர்களிடம் கேட்க வேண்டும் என்று பேராவல் கொண்டிருந்தேன். (ஏனெனில், அவ்விருவரைப் பற்றித்தான்) உயர்ந்தோன் அல்லாஹ் (குர்ஆனில்), ‘‘நீங்கள் இருவரும் அல்லாஹ்விடம் பாவமன்னிப் புக் கோரி மீண்டால் (அது உங்களுக்குச் சிறந்ததாகும்.) ஏனெனில், உங்கள் உள்ளங்கள் (நேரிய வழியிலிருந்து சற்றே) பிறழ்ந்துவிட்டிருக்கின்றன” (66:4) என்று கூறியிருந்தான். (ஒருமுறை) உமர் (ரலி) அவர்கள் ஹஜ்ஜுக்குச் சென்றார்கள். நானும் (அந்த ஆண்டு) அவர்களுடன் ஹஜ் செய்தேன். (ஹஜ்ஜை முடித்துக்கொண்டு திரும்பும் வழியில்) உமர் (ரலி) அவர்கள் (தமது இயற்கைக்கடனை நிறைவேற்றுவதற்காக) ஒதுங்கினார்கள். அவர்களுடன் நானும் தண்ணீர்க் குவளையுடன் சென்றேன். அவர்கள் இயற்கைக்கடனை முடித்துவிட்டுத் திரும்பி வந்தார்கள். நான் அவர்களின் கைகளில் (குவளையிலிருந்த) தண்ணீரை ஊற்றினேன். (அதில்) அவர்கள் அங்கத்தூய்மை செய்தார்கள். அப்போது நான் அன்னாரிடம், ‘‘இறைநம்பிக்கையாளர்களின் தலைவரே! நபி (ஸல்) அவர்களுடைய துணைவியரில் இருவரைக் குறித்து, ‘நீங்கள் இருவரும் அல்லாஹ்விடம் பாவமன்னிப்புக் கோரி மீண்டால் (அது உங்களுக்குச் சிறந்ததாகும்). ஏனெனில், உங்கள் உள்ளங்கள் (நேரிய வழியிலிருந்து சற்றே) பிறழ்ந்துவிட்டிருக்கின்றன’ என்று உயர்ந்தோன் அல்லாஹ் கூறியுள்ளானே, அந்த இருவர் யார்?” என்று கேட்டேன். அதற்கு உமர் (ரலி) அவர்கள், ‘‘இப்னு அப்பாஸே! உங்களைக் கண்டு நான் வியப்படைகிறேன். (உங்களுக்குமா இது தெரியாமற்போயிற்று!) ஆயிஷா (ரலி) அவர்களும் ஹஃப்ஸா (ரலி) அவர்களும்தான் அந்த இருவர்” என்று பதிலளித்தார்கள். பிறகு உமர் (ரலி) அவர்கள் நடந்த நிகழ்ச்சி முழுவதையும் கூறலானார்கள். அப்போது அவர்கள் கூறியதாவது: நான் அன்சாரியான என் பக்கத்து வீட்டுக்காரர் ஒருவருடன் பனூ உமய்யா பின் ஸைத் குலத்தாருடன் வசித்துவந்தேன். இவர்கள் மதீனாவின் மேடான பகுதிகளில் ஒன்றில் குடியிருப்பவர்களாவர். நாங்கள் இருவரும் முறை வைத்துக் கொண்டு (அங்கிருந்து) இறங்கிவந்து நபி (ஸல்) அவர்களுடன் இருப்போம். அவர் ஒரு நாள் நபியவர்களுடன் இருப்பார். நான் ஒருநாள் நபியவர்களுடன் இருப்பேன். நான் நபி (ஸல்) அவர்களுடன் இருக்கும் அன்றைய நாளின் வேத அறிவிப்புகள் (நபியவர்களின் சொல், செயல்) முதலானவற்றை நான் அவரிடம் வந்து தெரிவிப்பேன். அவர் நபி (ஸல்) அவர்களுடன் இருந்தால் இதைப் போன்றே அவரும் செய்வார். குறைஷி குலத்தாராகிய நாங்கள் (மக்காவிலிருந்தபோது) பெண்களை மிஞ்சிவிடுபவர்களாக இருந்துவந்தோம். (பெண்களை எங்கள் கட்டுப்பாட்டில் வைத்திருந்தோம்.) நாங்கள் (மக்காவைத் துறந்து) அன்சாரிகளிடம் (மதீனா நகருக்கு) வந்தபோது பெண்கள் ஆண்களை மிஞ்சிவிடக்கூடியவர்களாக இருந்தனர். (பெண்கள் ஆண்களைக் கட்டுப்படுத்து பவர்களாக, தம்முடைய மனத்திற்குப் பிடிக்காதவற்றைக் கூறும்போது ஆண்களை எதிர்த்துப் பேசக்கூடியவர்களாக இருந்தனர்.) (இதைக் கண்ட) எங்களுடைய பெண்களும் அன்சாரிப் பெண்களின் வழக்கத்தைக் கையாளத் தொடங்கினர். (ஒருநாள்) நான் என் மனைவி (ஸைனப் பின்த் மழ்ஊன்) இடம் (கோபத்துடன்) இரைந்து பேசினேன். உடனே என் மனைவியும் என்னை எதிர்த்துப் பேசினார். அவர் என்னை எதிர்த்துப் பேசிய(து எனக்குப் பிடிக்கவில்லை; அ)தை நான் வெறுத்தேன். அதற்கு அவர், ‘‘நான் உங்களை எதிர்த்துப் பேசுவதை நீங்கள் ஏன் ஆட்சேபிக்கிறீர்கள்? அல்லாஹ்வின் மீதாணையாக! நபி (ஸல்) அவர்களுடைய துணைவியர்கூட (அன்னாரின் பேச்சுக்கு) மறுபேச்சு பேசத்தான் செய்கிறார்கள். அவர்களில் சிலர் நபியவர்களிடம் பகலில் இருந்து இரவுவரை பேசுவதில்லை” என்று கூறினார். இது என்னை அதிர்ச்சி அடையச் செய்யவே, ‘‘அவர்களில் இப்படிச் செய்தவர் பெரும் இழப்புக்கு ஆளாகி விட்டார்” என்று என் மனைவியிடம் கூறினேன். பிறகு உடை அணிந்துகொண்டு (அங்கிருந்து) இறங்கி, (நபியவர்களுடைய துணைவியரில் ஒருவராயிருந்த என் மகள்) ஹஃப்ஸாவிடம் சென்றேன். ‘‘ஹஃப்ஸாவே! உங்களில் சிலர் நபி (ஸல்) அவர்களிடம் பகலில் இருந்து இரவுவரை கோபமாக இருக்கிறார்களா?” என்று கேட்டேன். அதற்கு ஹஃப்ஸா, ‘‘ஆம்” என்று பதிலளித்தார். நான், ‘‘அப்படியானால், நீ நஷ்டப்பட்டு விட்டாய்; இழப்புக்குள்ளாகிவிட்டாய். இறைத் தூதருக்குக் கோபம் ஏற்பட்டால் அதனால் அல்லாஹ்வும் கோபமடைந்து நீ அழிந்துபோய்விடுவாய் எனும் அச்சம் உனக்கில்லையா? நபி (ஸல்) அவர்களிடம் அதிகமாக(த் தேவைகளை)க் கேட்காதே. எதற்காகவும் அவர்களை எதிர்த்துப் பேசாதே. அவர்களிடம் பேசாமல் இருக்காதே. உனக்கு (அவசியத் தேவையென்று) தோன்றியதை என்னிடம் கேள். உன் அண்டை வீட்டுக்காரர் -ஆயிஷா- உன்னைவிட அழகு மிக்கவராகவும் நபி (ஸல்) அவர்களுக்குப் பிரியமானவராகவும் இருப்பதை வைத்து (அவர் நபியவர்களிடம் சற்று கூடுதல் உரிமை எடுத்துக்கொண்டு ஊடலும் கோபமும் கொள்வதைப் பார்த்து) நீ ஏமாந்துபோய் (அவரைப்போல் நடந்து கொண்டு)விடாதே” என்று நான் (என் மகளுக்குப் புத்திமதி) கூறினேன். அந்தக் காலகட்டத்தில், (ஷாம் நாட்டில் வாழும்) ‘ஃகஸ்ஸான்’ குலத்தார் எங்கள்மீது போர் தொடுப்பதற்காக, (தங்கள்) குதிரைகளுக்கு லாடம் அடித்து(த் தயாராகி)க்கொண்டிருக்கின்றனர் என்று நாங்கள் ஒரு (வதந்தியான) செய்தியைப் பேசிக் கொண்டிருந்தோம். (இவ்வாறிருக்க ஒருநாள்) என் அன்சாரித் தோழர் தமது முறைக்குரிய நாளில் (எங்கள் பகுதியிலிருந்து) இறங்கி நபி (ஸல்) அவர்களிடம் சென்றுவிட்டு, இஷா நேரத்தில் திரும்பி வந்தார். என் வீட்டுக் கதவை மிக பலமாகத் தட்டினார். (கதவைத் திறக்க நான் சற்று தாமதித்தபோது) ‘‘அவர் (உமர்) இங்கே இருக்கிறாரா(?அல்லது வெளியில் சென்றுவிட்டாரா)?” என்று கேட்டார். (வழக்கத்திற்கு மாறாக அவர் கதவைத் தட்டியதால்) நான் கலக்கமுற்று அவரைப் பார்க்க வெளியே வந்தேன். அவர், ‘‘இன்று மிகப் பெரிய சம்பவ மொன்று நடந்துவிட்டது” என்று கூறினார். நான், ‘‘என்ன அது? ஃகஸ்ஸான் குலத்தார் (படையெடுத்து) வந்துவிட்டனரா?” என்று கேட்டேன். ‘‘இல்லை. அதைவிடப் பெரிய, அதைவிட அதிர்ச்சியான சம்பவம் நடந்து விட்டது. நபி (ஸல்) அவர்கள் தம் துணைவியரை மணவிலக்குச் செய்து விட்டார்கள்!” என்று கூறினார். நான், ‘‘(என் மகள்) ஹஃப்ஸா நஷ்டமடைந்து இழப்புக்குள்ளாகிவிட்டார். நான் இப்படி (கூடிய விரைவில்) நடக்கத் தான் போகிறது என்று எண்ணியிருந்தேன்” எனக் கூறிவிட்டு, உடை அணிந்து கொண்டு புறப்பட்டேன். நபி (ஸல்) அவர் களுடன் ஃபஜ்ர் தொழுகை தொழுதேன். (தொழுகை முடிந்த) உடனே நபி (ஸல்) அவர்கள் தமக்குரிய மாடியறைக்குச் சென்று அங்கே தனியே இருந்தார்கள். நான் ஹஃப்ஸாவிடம் சென்றேன். அப்போது அவர் அழுதுகொண்டிருந்தார். நான், ‘‘ஏன் அழுகிறாய்? இது குறித்து உன்னை நான் எச்சரித்திருக்கவில்லையா? நபி (ஸல்) அவர்கள் உங்களை மணவிலக்குச் செய்துவிட்டார்களா?” என்று கேட்டேன். அதற்கு அவர், ‘‘எனக்கு (ஒன்றும்) தெரியாது. அதோ அவர்கள் அந்த மாடி அறையில் தனியாக இருக்கிறார்கள்” என்று கூறினார். உடனே நான் (அங்கிருந்து) புறப்பட்டு சொற்பொழிவு மேடை (மிம்பர்) அருகில் சென்றேன். அதைச் சுற்றி ஒரு கூட்டத்தார் இருந்தனர். அவர்களில் சிலர் (கேள்விப்பட்ட செய்தியை எண்ணி) அழுதுகொண்டிருந்தனர். அவர்களுடன் நான் சிறிது நேரம் அமர்ந்திருந்தேன். பிறகு நான் துக்கம் தாளாமல் நபியவர்கள் இருந்த மாடி அறைக்கு அருகே வந்தேன். (அங்கிருந்த) நபி (ஸல்) அவர்களுடைய கறுப்பு அடிமை (ரபாஹ் அவர்கள்) இடம், ‘‘உமருக்காக (நபியவர்களின் அறைக்குள் வர) அனுமதி கேள்” என்று சொன் னேன். அந்த அடிமை அறைக்கு உள்ளே சென்று நபி (ஸல்) அவர்களிடம் பேசி விட்டுப் பிறகு வெளியே வந்து, ‘‘நபி (ஸல்) அவர்களிடம் பேசினேன். உங்களைப் பற்றி அவர்களிடம் கூறினேன். அவர்கள் மௌனமாக இருந்துவிட்டார்கள்” என்று கூறினார். ஆகவே, நான் திரும்பி வந்து மிம்பருக்கு அருகில் இருந்த கூட்டத்தாருடன் அமர்ந்துகொண்டேன். பின்னர், அங்கு நிலவிய (துக்ககரமான) சூழ்நிலையைத் தாங்க முடியாமல் (மீண்டும்) அந்த அடிமையிடம் சென்று, ‘‘உமருக்காக அனுமதி கேள்” என்று கூறினேன். அவர் உள்ளே சென்றுவிட்டுத் திரும்பி வந்து, ‘‘உங்களைப் பற்றி நபி (ஸல்) அவர்களிடம் கூறினேன். அவர்கள் (பதிலேதும் சொல்லாமல்) மௌனமாக இருந்துவிட்டார்கள்” என்று (முன் போலவே) சொன்னார். நான் (மறுபடியும்) திரும்பிவந்து மிம்பருக்கருகில் இருந்த கூட்டத்தாருடன் அமர்ந்துகொண்டேன். மறுபடி அங்கு நான் கண்ட (கவலையான) சூழ்நிலையைத் தாங்க முடியாமல் (மூன்றாம் முறையாக) அந்த அடிமையிடம் சென்று, ‘‘உமருக்காக அனுமதி கேள்!” என்று சொன்னேன். அவர் உள்ளே சென்றுவிட்டு என்னிடம் திரும்பி வந்து, ‘‘நான் உங்களைப் பற்றி நபி (ஸல்) அவர்களிடம் கூறினேன். அவர்கள் (பதிலேதும் சொல்லாமல்) மௌனமாக இருந்துவிட்டார்கள்”என்று கூறினார். நான் திரும்பிச் செல்ல இருந்தபோது அந்த அடிமை என்னை அழைத்து, ‘‘உங்களுக்கு நபி (ஸல்) அவர்கள் அனுமதியளித்துவிட்டார்கள்” என்று கூறினார். உடனே நான் நபி (ஸல்) அவர்களின் அறைக்குள் நுழைந்தேன். அங்கு அவர்கள் ஓர் ஈச்சம் பாயில், ஈச்ச நார்கள் அடைத்த தோல் தலையணை ஒன்றின் மீது சாய்ந்தபடி படுத்துக்கொண்டிருந்தார்கள். அவர்களுக்கும் (அவர்கள் படுத்திருந்த) அந்தப் பாய்க்குமிடையே விரிப்பு ஏதும் இருக்கவில்லை. ஆகவே, அவர்களது விலாவில் அந்த ஈச்சம் பாய் அடையாளம் பதித்திருந்தது. அவர்களுக்கு நான் சலாம் சொன்னேன். பிறகு நான் நின்றுகொண்டே, ‘‘அல்லாஹ்வின் தூதரே! தங்கள் துணைவியரைத் தாங்கள் மணவிலக்குச் செய்துவிட்டீர்களா?” என்று கேட்டேன். நபியவர்கள் தமது பார்வையை என்னை நோக்கி உயர்த்தி, ‘‘இல்லை (மணவிலக்குச் செய்யவில்லை)” என்று கூறினார்கள். உடனே நான் ‘‘அல்லாஹு அக்பர்” (அல்லாஹ் மிகப் பெரியவன்) என்று சொன்னேன். (அவர்களது கோபத்தைக் குறைத்து) அவர்களைச் சாந்தப்படுத்த விரும்பி, நின்றபடியே (பின்வருமாறு) சொல்லத் தொடங்கினேன்: அல்லாஹ்வின் தூதரே! நான் சொல்வதைச் சற்று கேளுங்கள்! குறைஷி குலத்தாராகிய நாங்கள் பெண்களை எங்கள் அதிகாரத்திற்குள் வைத்திருந்தோம். நாங்கள் மதீனாவிற்கு வந்தபோது பெண்கள் ஆண்கள் மீது ஆதிக்கம் செலுத்தும் ஒரு கூட்டத்தாரைக் கண்டோம். (எங்கள் பெண்களும் அவர்களைப் பார்த்துக் கற்றுக்கொண்டு எங்களிடம் எதிர்த்துப் பேசத் தொடங்கிவிட்டனர்)” என்று சொன்னேன். (அதைக்கேட்ட) நபி (ஸல்) அவர்கள் புன்னகைத்தார்கள். பிறகு நான் ‘‘அல்லாஹ்வின் தூதரே! நான் கூறுவதைச் சற்று கேளுங்கள்! நான் ஹஃப்ஸாவிடம் சென்று, ‘உன் அண்டை வீட்டுக்காரர் -ஆயிஷா- உன்னைவிட அழகானவராகவும் நபி (ஸல்) அவர்களுக்குப் பிரியமானவராகவும் இருப்பதை வைத்து (அவர் நபியவர்களிடம் அதிக உரிமை எடுத்துக்கொண்டு ஊடலும் கோபமும் கொள்வதைக் கண்டு) நீ ஏமாந்துபோய் (அவரைப்போல நடந்து கொண்டு)விடாதே’ என்று கூறியதைச் சொன்னேன். (இதை நான் சொல்லக் கேட்ட) நபி (ஸல்) அவர்கள் இன்னொரு முறை புன்னகைத்தார்கள். நபி (ஸல்) அவர்கள் புன்னகைத்ததைக் கண்ட நான் (அங்கு) அமர்ந்துகொண்டேன். பிறகு, நான் எனது பார்வையை உயர்த்தி அவர்களின் அறையை நோட்டமிட்டேன். அல்லாஹ்வின் மீதாணையாக! கண்ணைக் கவருகின்ற பொருள் எதையும் நான் அவர்களின் அறையில் காணவில்லை; மூன்றே மூன்று தோல்களைத் தவிர. அப்போது நான், ‘‘தங்கள் சமுதாயத்தாருக்கு (உலகச் செல்வங்களை) தாராளமாக வழங்கும்படி தாங்கள் அல்லாஹ்விடம் பிரார்த்தியுங்கள். ஏனெனில், பாரசீகர்களுக்கும் (கிழக்கு) ரோமர்களுக்கும் -அவர்கள் (ஏக இறைவன்) அல்லாஹ்வை வழிபடாதவர் களாக இருந்தும்- உலகச் செல்வங்கள் தாராளமாக வழங்கப்பட்டிருக்கின்றனவே” என்று கூறினேன். (தலையணையில்) சாய்ந்து அமர்ந்திருந்த நபி (ஸல்) அவர்கள் (இதைக் கேட்டவுடன்) நிமிர்ந்து அமர்ந்துகொண்டு, ‘‘கத்தாபின் புதல்வரே! நீங்கள் இன்னும் இந்த எண்ணத்தில்தான் இருக்கிறீர்களா? அவர்களின் (நற்செயல்களுக்கான) பிரதிபலன்கள் அனைத்தும் இந்த உலக வாழ்விலேயே (மறுமை வாழ்வுக்கு) முன்னதாக அவர்களுக்கு வழங்கப்பட்டுவிட்டன” என்று கூறினார்கள். உடனே நான், ‘‘அல்லாஹ்வின் தூதரே! (அவசரப்பட்டு இப்படிக் கேட்ட) எனக்காகப் பாவமன்னிப்புக் கோரிப் பிரார்த்தியுங்கள்” என்று கூறினேன். நபி (ஸல்) அவர்களின் அந்த இரகசியத்தை ஹஃப்ஸா, ஆயிஷா அவர்களிடம் கூறி வெளிப்படுத்திவிட்டபோது, அதன் காரணத்தால்தான் நபி (ஸல்) அவர்கள் தம் துணைவியரிடமிருந்து விலகி, இருபத்தொன்பது நாட்கள் தனிமையில் இருக்கத் தொடங்கினார்கள். மேலும், நபி (ஸல்) அவர்களை அல்லாஹ் (66:1ஆவது வசனத்தின் மூலம்) கண்டித்தபோது தம் துணைவியர்மீது ஏற்பட்ட கடும் வருத்தத்தின் காரணத்தால் ‘‘(என் துணைவியரான) அவர்களிடம் ஒரு மாத காலத்திற்கு நான் செல்லமாட்டேன்” என்றும் கூறியிருந்தார்கள். இருபத்தொன்பது நாட்கள் கழிந்து விட்டபோது, நபி (ஸல்) அவர்கள் ஆரம்பமாக ஆயிஷா (ரலி) அவர்களிடம் சென்றார்கள். (அதற்குப்பின் மற்றத் துணைவியரிடம் சென்றார்கள்.) அப்போது ஆயிஷா (ரலி) அவர்கள் நபி (ஸல்) அவர்களிடம், ‘‘அல்லாஹ்வின் தூதரே! எங்களிடம் ஒரு மாத காலத்திற்கு வரப் போவதில்லை என்று நீங்கள் சத்தியம் செய்திருந்தீர்களே! நீங்கள் இருபத்தொன்பது இரவுகளைத்தானே கழித்திருக்கின்றீர்கள்! (ஒருநாள் முன்னதாக வந்துவிட்டீர்களே!) அதை நான் ஒவ்வொரு நாளாக எண்ணிக் கொண்டே வருகின்றேனே!” என்று கூறினார்கள். அதற்கு நபி (ஸல்) அவர்கள், ‘‘மாதம் என்பது (குறைந்தபட்சம்) இருபத்தொன்பது நாட்களும்தான்” என்று பதில் கூறினார்கள். அந்த மாதமும் இருபத்தொன்பது நாட்களாகவே இருந்தது. ஆயிஷா (ரலி) அவர்கள் கூறினார்கள்: பிறகு (நபி (ஸல்) அவர்களுடைய துணைவியருக்கு, அவர்கள் விரும்பினால் நபியுடன் சேர்ந்து வாழலாம்; அல்லது பிரிந்துவிடலாம் என) உரிமை அளித்திடும் (33:28 ஆவது) வசனத்தை அல்லாஹ் அருளினான். (இந்த இரண்டில் ஒன்றைத் தேர்ந்தெடுத்துக்கொள்ளுமாறு) தம் துணைவியரில் முதலாவதாக என்னிடமே (கூறத்) தொடங்கினார்கள். நான் நபி (ஸல்) அவர்களை(ச் சேர்ந்து வாழும் வாழ்க்கையை)யே தேர்ந்தெடுத் தேன். பிறகு தம் துணைவியர் அனைவருக்கும் நபி (ஸல்) அவர்கள் இதே உரிமையை வழங்கினார்கள். துணைவியர் அனைவரும் நான் சொன்னதைப் போன்றே சொல்லிவிட்டார்கள்.127 இந்த ஹதீஸ் இரு அறிவிப்பாளர்தொடர்களில் வந்துள்ளது. அத்தியாயம் :