عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي حَدِيثِ الْمُتَظَاهِرَتَيْنِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَزْوَاجِهِ ، وَفِي ذِكْرِ تَخْيِيرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَزْوَاجِهِ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ : " ثُمَّ جَلَسْتُ فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ ، وَصَفِيُّهُ ، وَخِيرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ ، عَلَى مَا أَرَى ، يَعْنِي مِنْ خَصَفَةٍ رَآهُ مُضْطَجِعًا عَلَيْهَا ، وَمَنْ وِسَادَةٍ مَحْشُوَّةٍ لِيفًا تَحْتَ رَأْسِهِ ، هَكَذَا هُوَ مَذْكُورٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ ، وَكِسْرَى ، وَقَيْصَرُ عَلَى سُرَرِ الذَّهَبِ ، وَفُرُشِ الدِّيبَاجِ وَالْحَرِيرِ ، فَجَلَسَ فَقَالَ : " يَا عُمَرُ ، لَعَلَّكَ شَكَكْتَ ؟ " ، قُلْتُ : لَا ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، إِنِّي عَلَى يَقِينٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيكَ ، إِنَّكَ لِنَبِيُّهُ وَصَفِيُّهُ ، وَلَكِنِّي عَجِبْتُ لِمَا زُوِيَ عَنْكَ مِنَ الدُّنْيَا ، وَبُسِطَ عَلَى هَؤُلَاءِ ، فَقَالَ : " إِنَّهُمْ قَوْمٌ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِي حَيَاتِهِمُ الدُّنْيَا ، وَإِنَّا أُخِّرَتْ لَنَا فِي آخِرَتِنَا "
مَا قَدْ حَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ الْكُوفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي حَدِيثِ الْمُتَظَاهِرَتَيْنِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ أَزْوَاجِهِ ، وَفِي ذِكْرِ تَخْيِيرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِأَزْوَاجِهِ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ : ثُمَّ جَلَسْتُ فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ ، وَصَفِيُّهُ ، وَخِيرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ ، عَلَى مَا أَرَى ، يَعْنِي مِنْ خَصَفَةٍ رَآهُ مُضْطَجِعًا عَلَيْهَا ، وَمَنْ وِسَادَةٍ مَحْشُوَّةٍ لِيفًا تَحْتَ رَأْسِهِ ، هَكَذَا هُوَ مَذْكُورٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ ، وَكِسْرَى ، وَقَيْصَرُ عَلَى سُرَرِ الذَّهَبِ ، وَفُرُشِ الدِّيبَاجِ وَالْحَرِيرِ ، فَجَلَسَ فَقَالَ : يَا عُمَرُ ، لَعَلَّكَ شَكَكْتَ ؟ ، قُلْتُ : لَا ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، إِنِّي عَلَى يَقِينٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيكَ ، إِنَّكَ لِنَبِيُّهُ وَصَفِيُّهُ ، وَلَكِنِّي عَجِبْتُ لِمَا زُوِيَ عَنْكَ مِنَ الدُّنْيَا ، وَبُسِطَ عَلَى هَؤُلَاءِ ، فَقَالَ : إِنَّهُمْ قَوْمٌ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِي حَيَاتِهِمُ الدُّنْيَا ، وَإِنَّا أُخِّرَتْ لَنَا فِي آخِرَتِنَا وَمَا قَدْ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَقِيلٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، ثُمَّ ذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ : أَوَفِي شَكٍّ أَنْتَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ؟ أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اسْتَغْفِرْ لِي وَإِذَا كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدْ نَفَى عَنْ نَفْسِهِ الشَّكَّ ، فِيمَا نَفَاهُ عَنْهَا بِحَلِفِهِ عَلَى ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَبِتَرْكِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ دَفْعَهُ عَنْ ذَلِكَ ، كَانَ ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَشَدَّ انْتِفَاءً ، وَكَانَ عَنْ أَمْثَالِ عُمَرَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي انْتِفَائِهِ عَنْهُمْ ، كَانْتِفَائِهِ عَنْ عُمَرَ ، وَكَانَ فِي ذَلِكَ مَا قَدْ تَحَقَّقْنَا بِهِ عَلَى أَنَّ الْمُرَادِينَ بِالشَّكِّ فِي ذَلِكَ هُمْ غَيْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَغَيْرُ عُمَرَ ، وَغَيْرُ مَنْ سِوَاهُ مِنْ أَصْحَابِهِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، وَأَنَّهُمْ مَنْ سِوَاهُمْ مِنْ أَهْلِ الشَّكِّ فِيهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، مِمَّنْ إِسْلَامُهُ إِنْ كَانَ لَهُ إِسْلَامٌ لَيْسَ كَإِسْلَامِ أَصْحَابِهِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، أَوْ مِمَّنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ ، وَلَمْ يَدْخُلْ فِي شَرِيعَتِهِ ، وَلَمْ نَجِدْ فِي تَأْوِيلَ هَذِهِ الْآيَةِ أَحْسَنَ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ فِي تَأْوِيلِهَا مِمَّا قَدِ اجْتَبَيْنَاهُ فِي هَذَا الْبَابِ ، وَاللَّهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ