• 1318
  • عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : {{ لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ }} ، قَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ جِبْرِيلُ بِالوَحْيِ ، وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ بِهِ لِسَانَهُ وَشَفَتَيْهِ فَيَشْتَدُّ عَلَيْهِ ، وَكَانَ يُعْرَفُ مِنْهُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ الآيَةَ الَّتِي فِي : لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ القِيَامَةِ : {{ لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ، إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ }} قَالَ : عَلَيْنَا أَنْ نَجْمَعَهُ فِي صَدْرِكَ ، {{ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ }} : فَإِذَا أَنْزَلْنَاهُ فَاسْتَمِعْ ، {{ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ }} : عَلَيْنَا أَنْ نُبَيِّنَهُ بِلِسَانِكَ ، قَالَ : فَكَانَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ أَطْرَقَ ، فَإِذَا ذَهَبَ قَرَأَهُ كَمَا وَعَدَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ . {{ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى }} تَوَعُّدٌ "

    حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : {{ لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ }} ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ جِبْرِيلُ بِالوَحْيِ ، وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ بِهِ لِسَانَهُ وَشَفَتَيْهِ فَيَشْتَدُّ عَلَيْهِ ، وَكَانَ يُعْرَفُ مِنْهُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ الآيَةَ الَّتِي فِي : لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ القِيَامَةِ : {{ لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ، إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ }} قَالَ : عَلَيْنَا أَنْ نَجْمَعَهُ فِي صَدْرِكَ ، {{ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ }} : فَإِذَا أَنْزَلْنَاهُ فَاسْتَمِعْ ، {{ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ }} : عَلَيْنَا أَنْ نُبَيِّنَهُ بِلِسَانِكَ ، قَالَ : فَكَانَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ أَطْرَقَ ، فَإِذَا ذَهَبَ قَرَأَهُ كَمَا وَعَدَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ . {{ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى }} تَوَعُّدٌ

    أطرق: أطرق : أمال رأسه إلى صدره وسكت فلم يتكلم
    إِذَا نَزَلَ جِبْرِيلُ بِالوَحْيِ ، وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ بِهِ لِسَانَهُ وَشَفَتَيْهِ
    حديث رقم: 5 في صحيح البخاري بدء الوحي كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
    حديث رقم: 4661 في صحيح البخاري كتاب تفسير القرآن باب
    حديث رقم: 4662 في صحيح البخاري كتاب تفسير القرآن باب {إن علينا جمعه وقرآنه} [القيامة: 17]
    حديث رقم: 4775 في صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن باب الترتيل في القراءة
    حديث رقم: 7126 في صحيح البخاري كتاب التوحيد باب قول الله تعالى: {لا تحرك به لسانك} [القيامة: 16]،
    حديث رقم: 708 في صحيح مسلم كِتَابُ الصَّلَاةِ بَابُ الِاسْتِمَاعِ لِلْقِرَاءَةِ
    حديث رقم: 709 في صحيح مسلم كِتَابُ الصَّلَاةِ بَابُ الِاسْتِمَاعِ لِلْقِرَاءَةِ
    حديث رقم: 3401 في جامع الترمذي أبواب تفسير القرآن باب ومن سورة القيامة
    حديث رقم: 931 في السنن الصغرى للنسائي كتاب الافتتاح جامع ما جاء في القرآن
    حديث رقم: 1858 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حديث رقم: 3089 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ
    حديث رقم: 39 في صحيح ابن حبان كِتَابُ الْوَحْيِ ذِكْرُ اسْتِعْجَالِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تَلَقُّفِ الْوَحْيِ عِنْدَ
    حديث رقم: 7714 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ ثَوَابُ الْقُرْآنِ كَيْفَ نُزُولُ الْوَحْيِ
    حديث رقم: 990 في السنن الكبرى للنسائي الْعَمَلُ فِي افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ جَامِعُ مَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ
    حديث رقم: 11189 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ التَّفْسِيرِ سُورَةُ الْقِيَامَةِ
    حديث رقم: 11188 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ التَّفْسِيرِ سُورَةُ الْقِيَامَةِ
    حديث رقم: 11190 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ التَّفْسِيرِ سُورَةُ الْقِيَامَةِ
    حديث رقم: 12087 في المعجم الكبير للطبراني مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ وَمَا أَسْنَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
    حديث رقم: 2526 في مصنّف عبد الرزاق كِتَابُ الصَّلَاةِ
    حديث رقم: 511 في مسند الحميدي مسند الحميدي فِي الْحَجِّ
    حديث رقم: 512 في مسند الحميدي مسند الحميدي فِي الْحَجِّ
    حديث رقم: 2741 في مسند الطيالسي وَمَا أَسْنَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ
    حديث رقم: 468 في الطبقات الكبير لابن سعد المجلد الأول ذِكْرُ شِدَّةِ نُزُولِ الْوَحْيِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حديث رقم: 469 في الطبقات الكبير لابن سعد المجلد الأول ذِكْرُ شِدَّةِ نُزُولِ الْوَحْيِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حديث رقم: 35 في مراسيل أبي داود مراسيل أبي داود بَابُ مَا جَاءَ فِي الْجَهْرِ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    حديث رقم: 3079 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ بَابُ الْخَبَرِ الْمُوجِبِ لِاسْتِمَاعِ قِرَاءَةِ الْقَارِئِ وَالْإِنْصَاتِ لَهُ ، وَالدَّلِيلِ عَلَى
    حديث رقم: 3080 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ بَابُ الْخَبَرِ الْمُوجِبِ لِاسْتِمَاعِ قِرَاءَةِ الْقَارِئِ وَالْإِنْصَاتِ لَهُ ، وَالدَّلِيلِ عَلَى

    [4929] قَوْلُهُ إِذَا نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ فِي رِوَايَةِ أَبِي عَوَانَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ كَمَا تَقَدَّمَ فِي بَدْءِ الْوَحْيِ كَانَ يُعَالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ تَوْطِئَةٌ لِبَيَانِ السَّبَبِ فِي النُّزُولِ وَكَانَتِ الشِّدَّةُ تَحْصُلُ لَهُ عِنْدَ نُزُولِ الْوَحْيِ لِثِقَلِ الْقَوْلِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي بَدْءِ الْوَحْيِ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ وَتَقَدَّمَ مِنْ حَدِيثِهَا فِي قِصَّةِ الْإِفْكِ فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ الْبُرَحَاءِ وَفِي حَدِيثِهَا فِي بَدْءِ الْوَحْيِ أَيْضًا وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ لِأَنَّهُ يَقْتَضِي الشِّدَّةَ فِي الْحَالَتَيْنِ الْمَذْكُورَتَيْنِ لَكِنَّ إِحْدَاهُمَا أَشَدُّ مِنَ الْأُخْرَى قَوْلُهُ وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ بِهِ لِسَانَهُ وَشَفَتَيْهِ اقْتَصَرَ أَبُو عَوَانَةَ عَلَى ذِكْرِ الشَّفَتَيْنِ وَكَذَلِكَ إِسْرَائِيلُ وَاقْتَصَرَ سُفْيَانُ عَلَى ذِكْرِ اللِّسَانِ وَالْجَمِيعُ مُرَادٌ إِمَّا لِأَنَّ التَّحْرِيكَيْنِ مُتَلَازِمَانِ غَالِبًا أَوِ الْمُرَادُ يُحَرِّكُ فَمَهُ الْمُشْتَمِلَ عَلَى الشَّفَتَيْنِ وَاللِّسَانِ لَكِنْ لَمَّا كَانَ اللِّسَانُ هُوَ الْأَصْلُ فِي النُّطْقِ اقْتَصَرَ فِي الْآيَةِ عَلَيْهِ قَوْلُهُ فَيَشْتَدُّ عَلَيْهِ ظَاهِرُ هَذَا السِّيَاقِ أَنَّ السَّبَبَ فِي الْمُبَادَرَةِ حُصُولُ الْمَشَقَّةِ الَّتِي يَجِدُهَا عِنْدَ النُّزُولِ فَكَانَ يَتَعَجَّلُ بِأَخْذِهِ لِتَزُولَ الْمَشَقَّةُ سَرِيعًا وَبَيَّنَ فِي رِوَايَةِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ خَشْيَةَ أَنْ يَنْسَاهُ حَيْثُ قَالَ فَقِيلَ لَهُ لَا تحرّك بِهِ لسَانك تخشي أَن ينفلت وَأخرج بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي رَجَاءٍ عَنِ الْحَسَنِ كَانَ يُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَهُ يَتَذَكَّرُهُ فَقِيلَ لَهُ إِنَّا سَنَحْفَظُهُ عَلَيْكَ وَلِلطَّبَرِيِّ مِنْ طَرِيقِ الشَّعْبِيِّ كَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ عَجَّلَ يَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ حُبِّهِ إِيَّاهُ وَظَاهِرُهُ أَنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ بِمَا يُلْقَى إِلَيْهِ مِنْهُ أَوَّلًا فَأَوَّلًا مِنْ شِدَّةِ حُبِّهِ إِيَّاهُ فَأُمِرَ أَنْ يَتَأَنَّى إِلَى أَنْ يَنْقَضِيَ النُّزُولُ وَلَا بُعْدَ فِي تَعَدُّدِ السَّبَبِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي عَوَانَةَ قَالَ بن عَبَّاسٍ فَأَنَا أُحَرِّكُهُمَا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَرِّكُهُمَا.
    وَقَالَ سَعِيدٌ أَنا أحركهما كَمَا رَأَيْت بن عَبَّاس يحركهما فَأطلق فِي خبر بن عَبَّاسٍ وَقُيِّدَ بِالرُّؤْيَةِ فِي خَبَرِ سَعِيدٍ لِأَنَّ بن عَبَّاسٍ لَمْ يَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تِلْكَ الْحَالِ لِأَنَّ الظَّاهِرَ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي مَبْدَأِ الْمَبْعَثِ النَّبَوِيِّ وَلَمْ يكن بن عَبَّاسٍ وُلِدَ حِينَئِذٍ وَلَكِنْ لَا مَانِعَ أَنْ يُخْبِرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ بعد فيراه بن عَبَّاسٍ حِينَئِذٍ وَقَدْ وَرَدَ ذَلِكَ صَرِيحًا عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ بِسَنَدِهِ بِلَفْظ قَالَ بن عَبَّاسٍ فَأَنَا أُحَرِّكُ لَكَ شَفَتَيَّ كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَفَادَتْ هَذِهِ الرِّوَايَةُ إِبْرَازَ الضَّمِيرِ فِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ حَيْثُ قَالَ فِيهَا فَأَنَا أُحَرِّكُهُمَا وَلَمْ يَتَقَدَّمْ لِلشَّفَتَيْنِ ذِكْرٌ فَعَلِمْنَا أَنَّ ذَلِكَ مِنْ تَصَرُّفِ الروَاةقَوْلُهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ أَيْ بِسَبَبِ ذَلِكَ وَاحْتَجَّ بِهَذَا مَنْ جَوَّزَ اجْتِهَادَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَوَّزَ الْفَخْرُ الرَّازِيُّ أَنْ يَكُونَ أُذِنَ لَهُ فِي الِاسْتِعْجَالِ إِلَى وَقْتِ وُرُودِ النَّهْيِ عَنْ ذَلِكَ فَلَا يَلْزَمُ وُقُوعُ الِاجْتِهَادِ فِي ذَلِكَ وَالضَّمِيرُ فِي بِهِ عَائِدٌ عَلَى الْقُرْآنِ وَإِنْ لَمْ يَجْرِ لَهُ ذِكْرٌ لَكِنَّ الْقُرْآنَ يُرْشِدُ إِلَيْهِ بَلْ دَلَّ عَلَيْهِ سِيَاقُ الْآيَةِ قَوْلُهُ عَلَيْنَا أَنْ نَجْمَعَهُ فِي صَدْرِكَ كَذَا فَسَّرَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ تَفْسِيرُهُ بِالْحِفْظِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي عَوَانَةَ جَمْعُهُ لَكَ فِي صَدْرِكِ وَرِوَايَةُ جَرِيرٍ أَوْضَحُ وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ مَعْنَى جَمْعَهُ تَأْلِيفَهُ قَوْلُهُ وَقُرْآنَهُ زَادَ فِي رِوَايَةِ إِسْرَائِيلَ أَنْ تَقْرَأَهُ أَيْ أَنْتَ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الطَّبَرِيِّ وَتَقْرَأَهُ بَعْدُ قَوْلُهُ فَإِذا قرأناه أَي قَرَأَهُ عَلَيْك الْملك فَاتبع قرآنه فَإِذَا أَنْزَلْنَاهُ فَاسْتَمِعْ هَذَا تَأْوِيلٌ آخَرُ لِابْنِ عَبَّاسٍ غَيْرُ الْمَنْقُولِ عَنْهُ فِي التَّرْجَمَةِ وَقَدْ وَقع فِي رِوَايَة بن عُيَيْنَةَ مِثْلُ رِوَايَةِ جَرِيرٍ وَفِي رِوَايَةِ إِسْرَائِيلَ نَحْوَ ذَلِكَ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي عَوَانَةَ فَاسْتَمِعْ وَأَنْصِتْ وَلَا شَكَّ أَنَّ الِاسْتِمَاعَ أَخَصُّ مِنَ الْإِنْصَاتِ لِأَنَّ الِاسْتِمَاعَ الْإِصْغَاءُ وَالْإِنْصَاتُ السُّكُوتُ وَلَا يَلْزَمُ مِنَ السُّكُوتِ الْإِصْغَاءُ وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى فَاسْتَمعُوا لَهُ وأنصتوا وَالْحَاصِلُ أَنَّ لِابْنِ عَبَّاسٍ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى أَنْزَلْنَاهُ وَفِي قَوْلِهِ فَاسْتَمِعْ قَوْلَيْنِ وَعِنْدَ الطَّبَرِيِّ مِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ اسْتَمِعْ أتبع حَلَاله واجتنب حرَامه وَيُؤَيِّدهُ مَا وَقَعَ فِي حَدِيثِ الْبَابِ قَوْلُهُ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ فَكَانَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ أَطْرَقَ فَإِذَا ذَهَبَ قَرَأَهُ وَالضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ فَاتَّبِعْ قرآنه لِجِبْرِيلَ وَالتَّقْدِيرُ فَإِذَا انْتَهَتْ قِرَاءَةُ جِبْرِيلَ فَاقْرَأْ أَنْت قَوْله ثمَّ إِن علينا بَيَانه عَلَيْنَا أَنْ نُبَيِّنَهُ بِلِسَانِكَ فِي رِوَايَةِ إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِكَ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي عَوَانَةَ أَنْ تَقْرَأَهُ وَهِيَ بِمُثَنَّاةٍ فَوْقَانِيَّةٍ وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى جَوَازِ تَأْخِيرِ الْبَيَانِ عَنْ وَقْتِ الْخِطَابِ كَمَا هُوَ مَذْهَبُ الْجُمْهُورِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَنَصَّ عَلَيْهِ الشَّافِعِيُّ لِمَا تَقْتَضِيهِ ثُمَّ مِنَ التَّرَاخِي وَأَوَّلُ مَنِ اسْتَدَلَّ لِذَلِكَ بِهَذِهِ الْآيَةِ الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الطَّيِّبِ وَتَبِعُوهُ وَهَذَا لَا يَتِمُّ إِلَّا عَلَى تَأْوِيلِ الْبَيَانِ بِتَبْيِينِ الْمَعْنَى وَإِلَّا فَإِذَا حُمِلَ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ اسْتِمْرَارُ حِفْظِهِ لَهُ وَظُهُورِهِ عَلَى لِسَانِهِ فَلَا قَالَ الْآمِدِيُّ يَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِالْبَيَانِ الْإِظْهَارُ لَا بَيَانُ الْمُجْمَلِ يُقَالُ بَانَ الْكَوْكَبُ إِذَا ظَهَرَ قَالَ وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ أَنَّ الْمُرَادَ جَمِيعُ الْقُرْآنِ وَالْمُجْمَلُ إِنَّمَا هُوَ بَعْضُهُ وَلَا اخْتِصَاصَ لِبَعْضِهِ بِالْأَمْرِ الْمَذْكُورِ دُونَ بَعْضٍ.
    وَقَالَ أَبُو الْحُسَيْنِ الْبَصْرِيُّ يَجُوزُ أَنْ يُرَادَ الْبَيَانُ التَّفْصِيلِيُّ وَلَا يَلْزَمُ مِنْهُ جَوَازُ تَأْخِيرِ الْبَيَانِ الْإِجْمَالِيِّ فَلَا يَتِمُّ الِاسْتِدْلَالُ وَتُعُقِّبَ بِاحْتِمَالِ إِرَادَةِ الْمَعْنَيَيْنِ الْإِظْهَارُ وَالتَّفْصِيلُ وَغَيْرُ ذَلِكَ لِأَنَّ قَوْلَهُ بَيَانَهُ جِنْسٌ مُضَافٌ فَيَعُمُّ جَمِيعَ أَصْنَافِهِ مِنْ إِظْهَارِهِ وَتَبْيِينِ أَحْكَامِهِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهَا مِنْ تَخْصِيصٍ وَتَقْيِيدٍ وَنَسْخٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَقَدْ تَقَدَّمَ كَثِيرٌ مِنْ مَبَاحِثِ هَذَا الْحَدِيثِ فِي بَدْءِ الْوَحْيِ وَأُعِيدَ بعضه هُنَا اسْتِطْرَادًا(قَوْلُهُ سُورَةُ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ثَبَتَتِ الْبَسْمَلَةُ لِأَبِي ذَرٍّ قَوْله يُقَالُ مَعْنَاهُ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ وَهَلْ تَكُونُ جَحْدًا وَتَكُونُ خَبَرًا وَهَذَا مِنَ الْخَبَرِ كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ.
    وَقَالَ يَحْيَى وَهُوَ صَوَابٌ لِأَنَّهُ قَوْلُ يَحْيَى بْنِ زِيَادٍ الْفَرَّاءِ بِلَفْظِهِ وَزَادَ لِأَنَّكَ تَقُولُ هَلْ وَعَظْتُكَ هَلْ أَعْطَيْتُكَ تُقَرِّرُهُ بِأَنَّكَ وَعَظْتَهُ وَأَعْطَيْتَهُ وَالْجَحْدُ أَنْ تَقُولَ هَلْ يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى مِثْلِ هَذَا وَالتَّحْرِيرُ أَنَّ هَلْ لِلِاسْتِفْهَامِ لَكِنْ تَكُونُ تَارَةً لِلتَّقْرِيرِ وَتَارَةً لِلْإِنْكَارِ فَدَعْوَى زِيَادَتِهَا لَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ.
    وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة هَل أَتَى مَعْنَاهُ قَدْ أَتَى وَلَيْسَ بِاسْتِفْهَامٍ.
    وَقَالَ غَيْرُهُ بَلْ هِيَ لِلِاسْتِفْهَامِ التَّقْرِيرِيِّ كَأَنَّهُ قِيلَ لِمَنْ أَنْكَرَ الْبَعْثَ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لم يكن شَيْئا مَذْكُورا فَيَقُولُ نَعَمْ فَيُقَالُ فَالَّذِي أَنْشَأَهُ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ قَادِرٌ عَلَى إِعَادَتِهِ وَنَحْوُهُ وَلَقَدْ علمْتُم النشأة الأولى فلولا تذكرُونَ أَيْ فَتَعْلَمُونَ أَنَّ مَنْ أَنْشَأَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُعِيدَ قَوْلُهُ يَقُولُ كَانَ شَيْئًا فَلَمْ يكن مَذْكُورا وَذَلِكَ من حِين خلقه من طِينٍ إِلَى أَنْ يُنْفَخَ فِيهِ الرُّوحُ هُوَ كَلَامُ الْفَرَّاءِ أَيْضًا وَحَاصِلُهُ انْتِفَاءُ الْمَوْصُوفِ بِانْتِفَاءِ صِفَتِهِ وَلَا حُجَّةَ فِيهِ لِلْمُعْتَزِلَةِ فِي دَعْوَاهُمْ أَنَّ الْمَعْدُومَ شَيْءٌ قَوْلُهُ أَمْشَاجٍ الْأَخْلَاطُ مَاءُ الْمَرْأَةِ وَمَاءُ الرَّجُلِ الدَّمُ وَالْعَلَقَةُ وَيُقَالُ إِذَا خُلِطَ مَشِيجٌ كَقَوْلِكَ خَلِيطٌ وَمَمْشُوجٌ مِثْلُ مَخْلُوطٍ هُوَ قَوْلُ الْفَرَّاءِ قَالَ فِي قَوْلِهِ أَمْشَاجٍ نبتليه وَهُوَ مَاءُ الْمَرْأَةِ وَمَاءُ الرَّجُلِ وَالدَّمُ وَالْعَلَقَةُ وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ مِنْ هَذَا إِذَا خُلِطَ مَشِيجٌ كَقَوْلِك خليط وممشوج كَقَوْلِك مخلوط وَأخرج بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ قَالَ مِنَ الرَّجُلِ الْجِلْدُ وَالْعَظْمُ وَمِنَ الْمَرْأَةِ الشَّعْرُ وَالدَّمُ وَمِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ مِنْ نُطْفَةٍ مُشِجَتْ بِدَمٍ وَهُوَ دَمُ الْحَيْضِ وَمِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ أَمْشَاجٍ قَالَ مُخْتَلِفَةِ الْأَلْوَانِ وَمِنْ طَرِيقِ بن جُرَيْجٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ أَحْمَرُ وَأَسْوَدُ.
    وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ الْأَمْشَاجُ إِذَا اخْتَلَطَ الْمَاءُ وَالدَّمُ ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً ثُمَّ كَانَ مُضْغَةً وَأَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ عَن بن مَسْعُودٍ قَالَ الْأَمْشَاجُ الْعُرُوقُ قَوْلُهُ سَلَاسِلَا وَأَغْلَالًا فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ وَيُقَالُ سَلَاسِلًا وَأَغْلَالًا قَوْلُهُ وَلَمْ يُجْرِ بَعْضُهُمْ هُوَ بِضَمِّ التَّحْتَانِيَّةِ وَسُكُونِ الْجِيمِ وَكَسْرِ الرَّاءِ بِغَيْرِ إِشْبَاعٍ عَلَامَةً لِلْجَزْمِ وَذَكَرَ عِيَاضٌ أَنَّ فِي رِوَايَةِ الْأَكْثَرِ بِالزَّايِ بَدَلَ الرَّاءِ وَرَجَّحَ الرَّاءَ وَهُوَ الْأَوْجَهُ وَالْمُرَادُ أَنَّ بَعْضَ الْقُرَّاءِ أَجْرَى سَلَاسِلًا وَبَعْضُهُمْ لَمْ يُجْرِهَا أَيْ لَمْ يَصْرِفْهَا وَهَذَا اصْطِلَاحٌ قَدِيمٌ يَقُولُونَ لِلِاسْمِ الْمَصْرُوفِ مُجْرًى وَالْكَلَامُ الْمَذْكُورُ لِلْفَرَّاءِ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى إِنَّا أَعْتَدْنَا للْكَافِرِينَ سلاسلا وأغلالا كُتِبَتْ سَلَاسِلَ بِالْأَلِفِ وَأَجْرَاهَا بَعْضُ الْقُرَّاءِ مَكَانَ الْأَلِفِ الَّتِي فِي آخِرِهَا وَلَمْ يُجْرِ بَعْضُهُمْ وَاحْتج بَان الْعَرَب قد تئبت الْأَلِفَ فِي النَّصْبِ وَتَحْذِفُهَا عِنْدَ الْوَصْلِ قَالَ وَكُلٌّ صَوَابٌ انْتَهَى وَمُحَصَّلُ مَا جَاءَ مِنَ الْقِرَاءَاتِ الْمَشْهُورَةِ فِي سَلَاسِلَ التَّنْوِينُ وَعَدَمُهُ وَمَنْ لَمْ يُنَوِّنْ مِنْهُمْ مَنْ يَقِفُ بِأَلِفٍ وَبِغَيْرِهَا فَنَافِعٌ وَالْكِسَائِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَهِشَامُ بن عمار قرؤوا بِالتَّنْوِينِ وَالْبَاقُونَ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ فَوَقَفَ أَبُو عَمْرٍو بِالْأَلِفِ وَوَقَفَ حَمْزَةُ بِغَيْرِ أَلِفٍ وَجَاءَ مِثْلُهُ فِي رِوَايَة عَن بن كثير وَعَن حَفْص وبن ذَكْوَانَ الْوَجْهَانِ أَمَّا مَنْ نَوَّنَ فَعَلَى لُغَةِ مَنْ يَصْرِفُ جَمِيعَ مَا لَا يَنْصَرِفُ حَكَاهَا الْكِسَائِيُّ وَالْأَخْفَشُ وَغَيْرُهُمَا أَوْ عَلَى مُشَاكَلَةِ أَغْلَالًاوَقَدْ ذَكَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَنَّهُ رَآهَا فِي إِمَامِ أَهْلِ الْحِجَازِ وَالْكُوفَةِ سَلَاسِلَا بِالْأَلِفِ وَهَذِهِ حُجَّةُ مَنْ وَقَفَ بِالْأَلِفِ إِتْبَاعًا لِلرَّسْمِ وَمَا عَدَا ذَلِكَ وَاضِحٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
    قَوْلُهُ مُسْتَطِيرًا مُمْتَدًّا الْبَلَاءَ هُوَ كَلَامُ الْفَرَّاءِ أَيْضًا وَزَادَ وَالْعَرَبُ تَقُولُ اسْتَطَارَ الصَّدْعُ فِي الْقَارُورَةِ وَشِبْهِهَا واستطال وروى بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ اسْتَطَارَ وَاللَّهِ شَرُّهُ حَتَّى مَلَأَ السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ مُسْتَطِيرًا قَالَ فَاشِيًا قَوْلُهُ وَالْقَمْطَرِيرُ الشَّدِيدُ يُقَال يَوْم قمطرير وَيَوْم قماطر والعبوس والقمطرير والقماطر والعصيب أَشد مَا يكون من الْأَيَّام فِي الْبَلَاءِ هُوَ كَلَامُ أَبِي عُبَيْدَةَ بِتَمَامِهِ.
    وَقَالَ الْفَرَّاءُ قَمْطَرِيرٌ أَيْ شَدِيدٌ وَيُقَالُ يَوْمٌ قَمْطَرِيرٌ وَيَوْمٌ قُمَاطِرٌ.
    وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ الْقَمْطَرِيرُ تَقْبِيضُ الْوَجْهِ قَالَ معمر.
    وَقَالَ يَوْم الشَّدِيدُ قَوْلُهُ.
    وَقَالَ الْحَسْنُ النَّضْرَةُ فِي الْوَجْهِ وَالسُّرُورُ فِي الْقَلْبِ سَقَطَ هَذَا هُنَا لِغَيْرِ النَّسَفِيِّ وَالْجُرْجَانِيِّ وَقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ فِي صِفَةِ الْجنَّة قَوْله.
    وَقَالَ بن عَبَّاسٍ الْأَرَائِكُ السُّرُرُ ثَبَتَ هَذَا لِلنَّسَفِيِّ وَالْجُرْجَانِيِّ وَقَدْ تَقَدَّمَ أَيْضًا فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ قَوْلُهُ.
    وَقَالَ الْبَرَاءُ وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا يَقْطِفُونَ كَيْفَ شَاءُوا ثَبَتَ هَذَا لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ أَيْضًا وَقَدْ وَصَلَهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ فِي قَوْلِهِ وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تذليلا قَالَ إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ قِيَامًا وَقُعُودًا وَمُضْطَجِعِينَ وَعَلَى أَيِّ حَالٍ شَاءُوا وَمِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ إِنْ قَامَ ارْتَفَعَتْ وَإِنْ قَعَدَ تَدَلَّتْ وَمِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ لَا يَرُدُّ أَيْدِيَهُمْ شَوْكٌ وَلَا بُعْدٌ قَوْلُهُ.
    وَقَالَ مُجَاهِدٌ سَلْسَبِيلَا حَدِيدُ الْجِرْيَةِ ثَبَتَ هَذَا لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ وَتَقَدَّمَ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ قَوْلُهُ.
    وَقَالَ مَعْمَرٌ أَسْرَهُمْ شِدَّةُ الْخَلْقِ وَكُلُّ شَيْءٍ شَدَدْتَهُ مِنْ قَتَبٍ وَغَبِيطٍ فَهُوَ مَأْسُورٌ سَقَطَ هَذَا لِأَبِي ذَرٍّ عَنِ الْمُسْتَمْلِيِّ وَحْدَهُ وَمَعْمَرٌ الْمَذْكُورُ هُوَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى وَظَنَّ بَعضهم أَنه بن رَاشِدٍ فَزُعِمَ أَنَّ عَبْدَ الرَّزَّاقِ أَخْرَجَهُ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْهُ وَلَفْظُ أَبِي عُبَيْدَةَ أَسْرَهُمْ شِدَّةُ خَلْقِهِمْ وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ شَدِيدُ الْأَسْرِ أَيْ شَدِيدُ الْخَلْقِ وَكُلُّ شَيْءٍ إِلَى آخِرِ كَلَامِهِ وَأَمَّا عَبْدُ الرَّزَّاقِ فَإِنَّمَا أَخْرَجَ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ قَالَ خَلْقَهُمْ وَكَذَا أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوْرٍ عَنْ مَعْمَرٍ تَنْبِيهٌ لَمْ يُورِدْ فِي تَفْسِيرِ هَلْ أَتَى حَدِيثًا مَرْفُوعًا وَيدخل فِيهِ حَدِيث بن عَبَّاسٍ فِي قِرَاءَتِهَا فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَة وَقد تقدم فِي الصَّلَاة(قَوْلُهُ سُورَةُ وَالْمُرْسَلَاتِ) كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَلِلْبَاقِينَ وَالْمُرْسَلَاتِ حَسْبُ وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ الْمُرْسَلَاتُ عُرْفًا الْمَلَائِكَةُ أُرْسِلَتْ بِالْمَعْرُوفِ قَوْلُهُ جِمَالَاتٌ حِبَالٌ فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ.
    وَقَالَ مُجَاهِدٌ جِمَالَاتٌ حِبَالٌ وَوَقَعَ عِنْدَ النَّسَفِيِّ وَالْجُرْجَانِيِّ فِي أَوَّلِ الْبَابِ.
    وَقَالَ مُجَاهِدٌ كِفَاتًا أَحْيَاءً يَكُونُونَ فِيهَا وَأَمْوَاتًا يُدْفَنُونَ فِيهَا فُرَاتًا عَذْبًا جِمَالَاتٌ حِبَالُ الْجُسُورِ وَهَذَا الْأَخِيرُ وَصله الْفرْيَابِيّ من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ بِهَذَا وَوَقَعَ عِنْدَ بن التِّينِ قَوْلُ مُجَاهِدٍ جِمَالَاتٌ جِمَالٌ يُرِيدُ بِكَسْرِ الْجِيمِ وَقِيلَ بِضَمِّهَا إِبِلٌ سُودٌ وَاحِدُهَا جِمَالَةٌ وَجِمَالَةٌ جَمْعُ جَمَلٍ مِثْلُ حِجَارَةٍ وَحَجَرٍ وَمَنْ قَرَأَ جِمَالَاتٌ ذَهَبَ بِهِ إِلَى الْحِبَالِ الْغِلَاظِ وَقَدْ قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ حَتَّى يَلِجَ الْجمل فِي سم الْخياط هُوَ حَبْلُ السَّفِينَةِ وَعَنِ الْفَرَّاءِ الْجِمَالَاتُ مَا جمع من الحبال قَالَ بن التِّينِ فَعَلَى هَذَا يُقْرَأُ فِي الْأَصْلِ بِضَمِّ الْجِيم قلت هِيَ قِرَاءَة نقلت عَن بن عَبَّاسٍ وَالْحَسَنِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَقَتَادَةَ وَعَنِ بن عَبَّاسٍ أَيْضًا جُمَالَةٌ بِالْإِفْرَادِ مَضْمُومُ الْأَوَّلِ أَيْضًا وَسَيَأْتِي تَفْسِيرهَا عَن بن عَبَّاسٍ بِنَحْوِ مَا قَالَ مُجَاهِدٌ فِي آخِرِ السُّورَةِ وَأَمَّا تَفْسِيرُ كِفَاتًا فَتَقَدَّمَ فِي الْجَنَائِزِ وَقَوله فراتا عذبا وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ وَكَذَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ قَوْلُهُ.
    وَقَالَ مُجَاهِدٌ ارْكَعُوا صَلُّوا لَا يَرْكَعُونَ لَا يُصَلُّونَ سَقَطَ لَا يَرْكَعُونَ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَقَدْ وَصله بن أبي حَاتِم من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا قَالَ صَلُّوا قَوْلُهُ وَسُئِلَ بن عَبَّاسٍ لَا يَنْطِقُونَ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكين الْيَوْم نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ فَقَالَ إِنَّهُ ذُو أَلْوَانٍ مَرَّةً يَنْطِقُونَ وَمَرَّةً يَخْتِمُ عَلَيْهِمْ سَقَطَ لَفْظُ على أَفْوَاههم لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَهَذَا تَقَدَّمَ شَيْءٌ مِنْ مَعْنَاهُ فِي تَفْسِيرِ فُصِّلَتْ وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي الضُّحَى أَنَّ نَافِعَ بْنَ الْأَزْرَقِ وَعَطِيَّةَ أَتَيَا بن عَبَّاس فَقَالَا يَا بن عَبَّاسٍ أَخْبِرْنَا عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى هَذَا يَوْم لَا ينطقون وَقَوْلُهُ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تختصمون وَقَوله وَالله رَبنَا مَا كُنَّا مُشْرِكين وَقَوله وَلَا يكتمون الله حَدِيثا قَالَ وَيحك يَا بن الْأَزْرَقِ إِنَّهُ يَوْمٌ طَوِيلٌ وَفِيهِ مَوَاقِفُ تَأْتِي عَلَيْهِمْ سَاعَةٌ لَا يَنْطِقُونَ ثُمَّ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَخْتَصِمُونَ ثُمَّ يَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ يَحْلِفُونَ وَيَجْحَدُونَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُؤْمَرُ جَوَارِحُهُمْ فَتَشْهَدُ عَلَى أَعْمَالِهِمْ بِمَا صَنَعُوا ثُمَّ تَنْطِقُ أَلْسِنَتُهُمْ فَيَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِمَا صَنَعُوا وَذَلِكَ قَوْلُهُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثا وروى بن مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ هَذَا يَوْمُ لَا ينطقون فَقَالَ إِنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ حَالَاتٌ وَتَارَاتٌ فِي حَالٍ لَا يَنْطِقُونَ وَفِي حَالٍ يَنْطِقُونَ وَلِابْنِ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَقَالَ إِنَّهُ يَوْمٌ ذُو أَلْوَانٍ

    باب {{فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَرَأْنَاهُ بَيَّنَّاهُ فَاتَّبِعْ اعْمَلْ بِهِهذا (باب) بالتنوين أي في قوله تعالى: ({{فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}}) [القيامة: 18] وسقط لفظ باب لغير أبي ذر. (قال ابن عباس) فيما وصله ابن أبي حاتم (قرأناه) أي (بيناه فاتبع) أي (اعمل به) وقال ابن عباس أيضًا فيما ذكره ابن كثير: ثم إن علينا بيانه نبين حلاله وحرامه.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:4663 ... ورقمه عند البغا: 4929 ]
    - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {{لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ}} [القيامة: 16] قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا نَزَلَ جِبْرِيلُ بِالْوَحْيِ، وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ بِهِ لِسَانَهُ وَشَفَتَيْهِ فَيَشْتَدُّ عَلَيْهِ، وَكَانَ يُعْرَفُ مِنْهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ الآيَةَ الَّتِي فِي {{لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}}: {{لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ}} [القيامة: 16 - 17] قَالَ: عَلَيْنَا أَنْ نَجْمَعَهُ فِي صَدْرِكَ وَقُرْآنَهُ {{فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}} فَإِذَا أَنْزَلْنَاهُ فَاسْتَمِعْ ثُمَّ {{ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}} عَلَيْنَا أَنْ نُبَيِّنَهُ بِلِسَانِكَ، قَالَ: فَكَانَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ أَطْرَقَ فَإِذَا ذَهَبَ قَرَأَهُ كَمَا وَعَدَهُ اللَّهُ: {{أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى}} [القيامة: 35] تَوَعُّدٌ.وبه قال: (حدّثنا قتيبة بن سعيد) أبو رجاء البغلاني قال: (حدّثنا جرير) هو ابن عبد الحميد بن قرط بضم القاف وبعد الراء الساكنة طاء مهملة الكوفي (عن موسى بن أبي عائشة) الكوفي (عن سعيد بن جبير عن ابن عباس) -رضي الله عنهما- (في قوله) تعالى: ({{لا تحرك به لسانك لتعجل به}} قال: كان رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا نزل جبريل عليه بالوحي وكان) عليه الصلاةوالسلام (مما يحرك به لسانك وشفتيه) بالتثنية واقتصر في رواية أبي عوانة عن موسى بن أبي عائشة في بدء الوحي على ذكر الشفتين، وكذلك إسرائيل عن ابن أبي عائشة في الباب السابق قريبًا واقتصر سفيان على اللسان
    والجميع مراد إما لأن التحريكين متلازمان غالبًا أو المراد يحرك به فمه المشتمل على الشفتين واللسان لكن لما كان اللسان هو الأصل في النطق اقتصر في الآية عليه قاله في الفتح.(فيشتد عليه) حالة نزول الوحي لثقله ولذا كان يلحقه البرحاء (وكان يعرف منه) ذلك الاشتداد حالة النزول عليه، وعند ابن أبي حاتم من طريق يحيى التيمي عن ابن أبي عائشة وكان إذا نزل عليه عرف في تحريكه شفتيه يتلقى أوله ويحرك به شفتيه خشية أن ينسى أوله قبل أن يفرغ من آخره (فأنزل الله) تعالى بسبب اشتداده عليه (الآية التي في) سورة ({{لا أقسم بيوم القيامة}}) وهي قوله تعالى: ({{لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جعه وقرآنه}} قال: علينا أن نجمعه في صدرك) وعن قتادة فيما رواه الطبري أن معنى جمعه تأليفه (وقرآنه) أي تقرؤه أنت ({{فإذا قرآناه}}) عليك بلسان جبريل ({{فاتبع قرآنه}}) أي (فإذا أنزلناه فاستمع) زاد أبو عوانة في بدء الوحي وأنصت ({{ثم إن علينا بيانه}}) أي (علينا أن نبينه بلسانك قال) أي ابن عباس (فكان) عليه الصلاة والسلام (إذا أتاه جبريل أطرق) أي سكت (فإذا ذهب) جبريل (قرأه) النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (كما وعد الله) زاد أبو ذر عز وجل على الوجه الذي ألقاه عليه.({{أولى لك فأولى}}) [القيامة: 35]. (توعد) وتهديد والكلمة اسم فعل واللام للتبيين أي وليك ما تكره يا أبا جهل وقرب منك، وقوله: فأولى أي فهو أولى بك من غيره وثبت أولى الخ لأبي ذر.[76] سورة {{هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ}}(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ). يُقَالُ مَعْنَاهُ {{أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ}}، وَهَلْ تَكُونُ جَحْدًا وَتَكُونُ خَبَرًا، وَهَذَا مِنَ الْخَبَرِ، يَقُولُ: كَانَ شَيْئًا فَلَمْ يَكُنْ مَذْكُورًا، وَذَلِكَ مِنْ حِينِ خَلَقَهُ مِنْ طِينٍ إِلَى أَنْ يُنْفَخَ فِيهِ الرُّوحُ. {{أَمْشَاجٍ}}: الأَخْلاَطُ. مَاءُ الْمَرْأَةِ وَمَاءُ الرَّجُلِ، الدَّمُ وَالْعَلَقَةُ، وَيُقَالُ: إِذَا خُلِطَ مَشِيجٌ، كَقَوْلِكَ خَلِيطٌ، وَمَمْشُوجٌ مِثْلُ مَخْلُوطٍ. وَيُقَالَ سَلاَسِلًا وَأَغْلاَلًا، وَلَمْ يُجْرِ بَعْضُهُمْ. {{مُسْتَطِيرًا}}: مُمْتَدًّا الْبَلاَءُ. وَالْقَمْطَرِيرُ الشَّدِيدُ: يُقَالَ يَوْمٌ قَمْطَرِيرٌ وَيَوْمٌ قُمَاطِرٌ، وَالْعَبُوسُ وَالْقَمْطَرِيرُ وَالْقُمَاطِرُ وَالْعَصِيبُ أَشَدُّ مَا يَكُونُ مِنَ الأَيَّامِ فِي الْبَلاَءِ. وَقَالَ مَعْمَرٌ {{أَسْرَهُمْ}}: شِدَّةُ الْخَلْقِ وَكُلُّ شَيْءٍ شَدَدْتَهُ مِنْ قَتَبٍ فَهْوَ مَأْسُورٌ.([76] سورة {{هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ}})مكية وآيها إحدى وثلاثون.(بسم الله الرحمن الرحيم) سقطت البسملة لغير أبي ذر (يقال) وفي بعض النسخ وقال يحيى يعني ابن زياد الفراء (ومعناه {{أتى على الإنسان}} [الدهر: 1] (وهل تكون جحدًا) أي نفيًا (وتكون خبرًا) يخبر بها عن أمر مقرر فتكون على بابها للاستفهام التقريري ولذلك فسر بقد وأصله أهل كقوله:سائل فوارس يربوع بشدتنا ... أهل رأونا بسفح القاع ذي الأكم(وهذا) الذي في الآية (من الخبر) الذي بمعنى قد والمعنى كما في الكشاف أقد أتى على التقرير والتقريب جميعًا أي أتى على الإنسان قبل زمن قريب حين من الدهر لم يكن فيه شيئًا مذكورًا أي كان شيئًا منسيًّا غير مذكور أو هي للاستفهام التقريري لمن أنكر البعث كأنه قيل لمن أنكر البعث {{هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئًا مذكورًا}} فيقول: نعم فيقال له من أحدثه وكوّنه بعد عدمه كيف يمتنع عليه بعثه وإحياؤه بعد موته وهو معنى قوله: ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون أي فهلا تذكرون فتعلمون أن من أنشأ شيئًا بعد أن لم يكن قادر على إعادته بعد موته وعدمه فهي هنا للاستفهام التقريري لا للاستفهام المحض وهذا هو الذي يجب أن يكون لأن الاستفهام لا يرد من الباري جل وعلا إلا على هذا النحو وما أشبهه (يقول: كان) الإنسان (شيئًا فلم يكن مذكورًا) بل كان شيئًا منسيًّا غير مذكور بالإنسانية (وذلك من حين خلقه من طين إلى أن ينفخ فيه الروح) والمراد بالإنسان آدم وحين من الدهر أربعون سنة أو المراد الجنس وبالحين مدة الحمل.({{أمشاج}}) أي (الأخلاط) وهي (ماء المرأة وماء الرجل) يختلطان في الرحم فأيهما علا على الآخر كان الشبه له ثم ينتقل بعده من طور إلى طور ومن حال إلى حال وهي (الدم والعلقة) ثم المضعة ثم عظمًا يكسوه لحمًا ثم ينشئه خلقًا آخر.وعند ابن أبي حاتم من طريق عكرمة قال: من الرجل الجلد والعظم ومن المرأة الشعر والدم، وقيل إن الله تعالى جعل في النطفة أخلاطًا من الطبائع التي تكون في الإنسان من الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة فعلى هذا يكون التقدير من نطفة ذات أمشاج وأمشاج نعت لنطفة ووقع الجمع صفة لمفرد لأنه في معنى
    الجمع لأن المراد بها مجموع مني الرجل والمرأة وكلٌّ منهما مختلف الأجزاء في الرقة والقوام والخواص ولذلك يصير كل جزء منهما مادّة عضو.(ويقال إذا خلط) شيء بشيء (مشيج) بفتح الميم بوزن فعيل (كقولك له خليط) وسقط لفظ له لغير أبي ذر (وممشوج مثل مخلوط).(ويقال) ولأبي ذر في نسخة ويقرأ (سلاسلًا وأغلالًا) بتنوين سلاسلًا وأغلالًا وهي قراءة نافع وهشام وأبي بكر والكسائي للتناسب لأن ما قبله وما بعده منوّن منصوب، وقال الكسائي وغيره من أهل الكوفة إن بعض العرب يصرفون جميع ما لا ينصرف إلا أفعل التفضيل، وعنالأخفش يصرفون مطلقًا وهم بنو أسد لأن الأصل في الأسماء الصرف وترك الصرف لعارض فيها وإن هذا الجمع قد يجمع وإن كان قليلًا قالوا صواحب وصواحبات فلما جمع شابه المفرد فانصرف.(ولم يجزه بعضهم) بضم الياء وكسر الجيم وبعد الزاي الساكنة هاء أي لم يجز التنوين بعضهم كذا في الفرع وسقطت الهاء في غيره وفي اليونينية بالراء بدل الزاي وسكون الجيم وضبطه في الفتح بالراء المكسورة من غير هاء. قال: والمراد أن بعض القراء أجرى سلاسل وبعضهم لم يجرها أي لم يصرفها. قال: وهو اصطلاح قديم يقولون للاسم المصروف مجرى، قال: وذكر عياض أن في رواية الأكثر بالزاي وهو الأوجه، وقال العيني: لم يبين وجه الأوجهية بل الراء أوجه على ما لا يخفى وفي البرماوي ولم يجز بعضهم بجيم مكسورة وزاي من الجواز وعند الأصيلي ولم يجر براء مشددة أي لم يصرفه، وقال في الكشاف فأغلظ وأساء، إن صاحب هذه القراءة ممن ضري برواية الشعر ومرن لسانه على صرف ما لا ينصرف. قال في الانتصاف: هو يعني الزمخشري يرى أن القراءات المستفيضة غير موقوفة على النقل والتواتر وجعل التواتر من جملة غلط اللسان والحق أنها متواترة عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهي لغة من صرف في منثور الكلام جميع ما لا ينصرف إلا أفعل والقراءات تشتمل على اللغات المختلفة.({{مستطيرًا}}) قال الفرّاء (ممتدًّا) والشر (البلاء) والشدة (والقمطرير) هو (الشديد) الكريه (يقال يوم قمطرير) شديد (ويوم قماطر) بضم القاف وبعد الميم ألف فطاء مكسورة فراء قال الشاعر:ففروا إذا ما الحرب ثار غبارها ... ولج بها اليوم الشديد القماطروالقمطرير أصله كما قال الزجاج من اقمطرت الناقة إذا رفعت ذنبها وجمعت قطريها ورنت بأنفها (والعبوس) في قوله ({{يومًا عبوسًا}} [الدهر: 10] (والقمطرير) بفتح القاف (والقماطر) بضمها (والعصيب) في قوله: {{يوم عصيب}} (أشد ما يكون من الأيام في البلاء) وأطولها.(وقال معمر): بسكون العين بين ميمين مفتوحتين آخره راء هو أبو عبيدة بن المثنى قال في الفتح: وليس هو ابن راشد ({{أسرهم}}) أي (شدة الخلق) بفتح الخاء المعجمة وسكون اللام وفي التفسير أحكمنا ربط مفاصلهم بالأعصاب (وكل شيء شددته من قتب) بفتح القاف والفوقية آخره موحدة ولأبي ذر وغبيط بغين معجمة مفتوحة فموحدة مكسورة فتحتية ساكنة فطاء مهملة رحل للنساء يشد على الهودج وفي نسخة مأسور الغبيط شيء تركبه النساء يشبه المحفة (فهو مأسور) مربوط وسقط لأبي ذر عن المستملي من قوله معمر إلى هنا، وثبت له من روايته عن الحموي والكشميهني، وزاد في غير الفرع أصله قبله وعليه شرح في الفتح وقال: إنه ثبت للنسفي.وقال الحسن أي البصري النضرة في الوجه أي حسنًا فيه وإضاءة والسرور في القلب، وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: الأرائك هي السرر، وقال مقاتل: السرر في الحجال من الدر والياقوت، وقال البراء مما وصله سعيد بن منصور في قوله تعالى: {{وذللت قطوفها}} [الدهر: 14]. يقطفونثمارها كيف شاؤوا قيامًا وقعودًا ومضطجعين وعلى أي حال كانوا.وقال مجاهد: في قوله {{سلسبيلًا}} [الدهر: 18] أي حديد الجرية في مسيله وعن بعضهم فيما حكاه ابن جرير
    إنما سميت بذلك لسلاستها في الحلق، وقال قتادة مستعذب ماؤها، وروى محيي السُّنَّة عن مقاتل سميت سلسبيلًا لأنها تسيل عليهم في طرقهم ومنازلهم تنبع من أصل العرش من جنة عدن إلى سائر الجنان ويؤيده قوله تسمى وأما إذا جعلت صفة كما قال الزجاج فمعنى تسمى توصف.[77] سورة وَالْمُرْسَلاَتِوَقَالَ مُجَاهِدٌ. {{جِمَالاَتٌ}}: حِبَالٌ. {{ارْكَعُوا}}: صَلُّوا. {{لاَ يَرْكَعُونَ}}: لاَ يُصَلُّونَ. وَسُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ {{لاَ يَنْطِقُونَ}}، {{وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ}}، {{الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ}}، فَقَالَ: إِنَّهُ ذُو أَلْوَانٍ: مَرَّةً يَنْطِقُونَ، وَمَرَّةً يُخْتَمُ عَلَيْهِمْ.([77] سورة وَالْمُرْسَلاَتِ)ولأبي ذر سورة والمرسلات وهي مكية وآيها خمسون.(وقال مجاهد) في قوله تعالى: ({{جمالات}}) [المرسلات: 33] أي (حبال) بالحاء المهملة أي حبال السفن وهذا إنما يكون على قراءة رويس جمالات بضم الجيم وأما على قراءة الكسر فجمع جمال أو جمالة جمع جمل للحيوان المعروف وسقط لغير أبي ذر وقال: مجاهد:({{اركعوا}}) أي (صلوا: {{لا يركعون}}) [المرسلات: 48] (لا يصلون) فأطلق الركوع وأراد الصلاة من إطلاق الجزء وإرادة الكل وثبت لا يركعون لأبي ذر.(وسئل ابن عباس) عن قوله تعالى ({{لا ينطقون}}) [المرسلات: 35] وعن قوله جل وعلا ({{والله ربنا ما كنا مشركين}}) [الأنعام: 23] وعن قوله عز وجل ({{اليوم نختم على أفواههم}}) [يس: 65] ما الجمع بين ذلك (فقال) مجيبًا عنه (أنه) أي يوم القيامة (ذو ألوان مرة ينطقون) فيشهدون على أنفسهم بما صنعوا ولا يكتمون الله حديثًا (ومرة يختم عليهم) أي على أفواههم ومرة يختصمون ثم يكون ما شاء الله يحلفون ويجحدون فيختم على أفواههم وسقط لغير أبي ذر على أفواههم ولا يركعون.

    (بابٌُُ: {{فَإذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبعْ قُرْآنَهُ}} )أَي: هَذَا بابُُ فِي قَوْله تَعَالَى: {{فَإِذا قرأناه}} أَي: إِذا قرأناه عَلَيْك: {{فَاتبع قرآنه}} أَي: مَا فِيهِ من الْأَحْكَام.قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ قَرْآنَهُ بَيَانَهُ فَانبِعْ اعْمَلْ بِهِهَذَا تَفْسِير ابْن عَبَّاس هَذِه التَّرْجَمَة، وَهِي قَوْله تَعَالَى: {{فَإِذا قرأناه فَاتبع قرآنه}} وروى هَذَا التَّفْسِير عَليّ بن أبي طَلْحَة وَقد أخرجه ابْن حَاتِم.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:4663 ... ورقمه عند البغا:4929 ]
    - حدَّثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ حدَّثنا جَرِيرُ عَنْ مُوسَى بنِ أبِي عَائِشَةَ عَنْ سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ}} قَالَ كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إذَا نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ بِالوَحْي وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ بِهِ لِسَانَهُ وَشَفَتَيْهِ فَيَشْتَدُ عَلَيْهِ وَكَانَ يُعْرَقُ مِنْهُ فَأنْزَلَ الله الآيَةَ الَّتِي فِي {{لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}} (الْقِيَامَة: 1) {{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ}} (الْقِيَامَة: 61، 71) قَالَ عَلَيْنَا أنْ نَجْمَعُهُ فِي صَدْرِكَ وَقرْآنَهُ: {{فَإذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}} فإذَا أَنْزَلْنَا فَاسْتَمِعْ {{ثُمَّ إنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}} (الْقِيَامَة: 91) عَلَيْنَا أنْ نُبَيِّنَهُ بِلِسَانِكَ قَالَ: فَكَانَ إذَا أتَاهُ جِبْرِيلُ أطْرَقَ فَإذَا ذَهَبَ قَرَأَهُ كَمَا وَعَدَهُ الله تَعَالَى..هَذَا طَرِيق آخر فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس الْمَذْكُور أخرجه عَن قُتَيْبَة بن سعيد عَن جرير بن عبد الحميد عَن مُوسَى الْمَذْكُور.قَوْله: (لِسَانه وشفتيه) ذكر هما هُنَا وَاقْتصر سُفْيَان فِي رِوَايَته السَّابِقَة على ذكر لِسَانه، وَاقْتصر إِسْرَائِيل على ذكر شَفَتَيْه وَالْكل مُرَاد. قَوْله: (فيشتد عَلَيْهِ) أَي: يشْتَد عَلَيْهِ حَاله عِنْد نزُول الْوَحْي، وَمضى فِيمَا تقدم، وَكَانَت الشدَّة تحصل مَعَه عِنْد نزُول الْوَحْي لثقل القَوْل، وَفِي حَدِيث الْإِفْك، فَأَخذه مَا كَانَ يَأْخُذهُ من البرحاء وَكَانَ يتعجل بِأَخْذِهِ لتزول الشدَّة سَرِيعا. قَوْله: (وَكَانَ يعرف مِنْهُ) أَي: وَكَانَ الاشتداد، يعرف مِنْهُ حَالَة نزُول الْوَحْي عَلَيْهِ. قَوْله: (فَأنْزل الله تَعَالَى) أَي: بِسَبَب ذَلِك الاشتداد أنزل الله تَعَالَى قَوْله: {{وقرآنه}} زَاد إِسْرَائِيل فِي رِوَايَته الْمَذْكُورَة أَن تَقْرَأهُ أَي: أَنْت تقرؤه. قَوْله: (فَإِذا قرأناه) أَي: فَإِذا قَرَأَهُ عَلَيْك الْملك قَوْله: (أطرق) يُقَال: أطرق الرجل إِذا سكت، وأطرق أَي أرْخى عَيْنَيْهِ ينظر إِلَى الأَرْض.{{أَوْلَى لَكَ}} تَوَعُّدٌأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{أولى لَك فَأولى ثمَّ أولى لَك فَأولى}} وَفَسرهُ. بقوله: (توعد) أَي: هَذَا وَعِيد من الله تَعَالَى على وَعِيد لأبي جهل، وَهِي كلمة مَوْضُوعَة للتهديد والوعيد، وَقيل: أولى من المقلوب ويلي من الويل كَمَا يُقَال: مَا أطيبه وأبطيه، وَمعنى الْآيَة لِأَنَّهُ يَقُول لأبي جهل الويل لَك يَوْم تحيى وَالْوَيْل لَك يَوْم تَمُوت وَالْوَيْل لَك يَوْم تبْعَث وَالْوَيْل لَك يَوْم تدخل النَّار. tai

    حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ ‏{‏لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ‏}‏ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا نَزَلَ جِبْرِيلُ بِالْوَحْىِ، وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ بِهِ لِسَانَهُ وَشَفَتَيْهِ فَيَشْتَدُّ عَلَيْهِ وَكَانَ يُعْرَفُ مِنْهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ الآيَةَ الَّتِي فِي ‏{‏لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ‏}‏ ‏{‏لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ‏}‏ قَالَ عَلَيْنَا أَنْ نَجْمَعَهُ فِي صَدْرِكَ، وَقُرْآنَهُ ‏{‏فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ‏}‏ فَإِذَا أَنْزَلْنَاهُ فَاسْتَمِعْ ‏{‏ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ‏}‏ عَلَيْنَا أَنْ نُبَيِّنَهُ بِلِسَانِكَ ـ قَالَ ـ فَكَانَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ أَطْرَقَ، فَإِذَا ذَهَبَ قَرَأَهُ كَمَا وَعَدَهُ اللَّهُ‏.‏ ‏{‏أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى‏}‏ تَوَعُّدٌ‏.‏

    Narrated Ibn `Abbas:(as regards) Allah's Statement: "Move not your tongue concerning (the Qur'an) to make haste therewith." (75.16) When Gabriel revealed the Divine Inspiration in Allah's Messenger (ﷺ) , he (Allah's Messenger (ﷺ)) moved his tongue and lips, and that state used to be very hard for him, and that movement indicated that revelation was taking place. So Allah revealed in Surat Al-Qiyama which begins: 'I do swear by the Day of Resurrection...' (75) the Verses:-- 'Move not your tongue concerning (the Qur'an) to make haste therewith. It is for Us to collect it (Qur'an) in your mind, and give you the ability to recite it by heart. (75.16-17) Ibn `Abbas added: It is for Us to collect it (Qur'an) (in your mind), and give you the ability to recite it by heart means, "When We reveal it, listen. Then it is for Us to explain it," means, 'It is for us to explain it through your tongue.' So whenever Gabriel came to Allah's Messenger (ﷺ) ' he would keep quiet (and listen), and when the Angel left, the Prophet (ﷺ) would recite that revelation as Allah promised him

    Telah menceritakan kepada kami [Qutaibah bin Sa'id] Telah menceritakan kepada kami [Jarir] dari [Musa bin Abu Aisyah] dari [Sa'id bin Jubair] dari [Ibnu Abbas] terkait dengan firman Allah: "LAA TUHARRIK LISAANAKA LITA'JALA BIHI." Ibnu Abbas berkata; Ketika Jibril turun membawa wahyu, biasa Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam menggerakkan lisan dan kedua bibirnya, dan bisa diketahui bahwa beliau berat dalam menerimanya. Maka Allah menurunkan ayat: "LAA UQSIMU BIYAMIL QIYAAMAH. LAA TUHARRIK BIHI LISAANAKA LITA'JALA BIH INNA 'ALAINAA JAM'AHU WA QUR`AANAH

    (Resulüm!) Onu (vahyi) çarçabuk almak için dilini kımııdatma, "(Kıyame 16) ayeti hakkında İbn Abbas r.a.'ın şöyle söylediği rivayet edilmiştir: Rasulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem, Cebrall aleyhisselam kendisine vahiy getirdiği zaman dilini ve dudaklarını kımıldatır bir hal alırdı. Bu yüzden vahiy alması kendisine ağır gelirdi. Onun bu hali biliniyordu. Bundan dolayı Allah Teala لا أقسم بيوم القيامة La uksimu biyevmi'l-kıyame suresinde "(Resulüm!) Onu (vahyi) çarçabuk almak için dilini kımııdatma. Şüphesiz onu toplamak (senin kalbine yerleştirmek) ve onu okutmak bize aittir, "(Kıyame 16-17) ayetlerini indirdi. Burada Allah Teala şöyle buyurmuştur: Kur'an'ı senin hafızanda toplamak ve okutmak bize aittir. "O halde, biz onu okuduğumuz zaman, sen onun okunuşunu takip et. "(Kıyame 18) Yani biz Kur'an'ı indirdiğimiz zaman onu dinle! "Sonra şüphen olmasın ki, onu açıklamak da bize aittir. "(Kıyame 19) [Ey Muhammed!] Senin dilinle Kur'an'ı açıklamak bize düşer. İbn Abbas şöyle devam etmiştir: Rasulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem, Cebrall aleyhisselam kendisine geldiği zaman susar, Cebrall aleyhisselam ayrıldığı zaman ise gelen vahyi Allah'ın kendisine vaad ettiği gibi okurdu

    ہم سے قتیبہ بن سعید نے بیان کیا، کہا ہم سے جریر نے بیان کیا، ان سے موسیٰ بن ابی عائشہ نے، ان سے سعید بن جبیر نے، ان سے ابن عباس رضی اللہ عنہما نے اللہ تعالیٰ کے ارشاد «لا تحرك به لسانك لتعجل به‏» الایۃ یعنی ”آپ اس کو جلدی جلدی لینے کے لیے اس پر زبان نہ ہلایا کریں“ کے متعلق بتلایا کہ جب جبرائیل آپ پر وحی نازل کرتے تو رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم اپنی زبان اور ہونٹ ہلایا کرتے تھے اور آپ پر یہ بہت سخت گزرتا، یہ آپ کے چہرے سے بھی ظاہر ہوتا تھا۔ اس لیے اللہ تعالیٰ نے وہ آیت نازل کی جو سورۃ «لا أقسم بيوم القيامة‏» میں ہے یعنی «لا تحرك به لسانك» الایۃ یعنی ”آپ اس کو جلدی جلدی لینے کے لیے اس پر زبان نہ ہلایا کریں۔ یہ تو ہمارے ذمہ ہے اس کا جمع کر دینا اور اس کا پڑھوانا، پھر جب ہم اسے پڑھنے لگیں تو آپ اس کے پیچھے یاد کرتے جایا کریں۔ یعنی جب ہم وحی نازل کریں تو آپ غور سے سنیں۔ پھر اس کا بیان کرا دینا بھی ہمارے ذمہ ہے۔“ یعنی یہ بھی ہمارے ذمہ ہے کہ ہم اسے آپ کی زبانی لوگوں کے سامنے بیان کرا دیں۔ بیان کیا کہ چنانچہ اس کے بعد جب جبرائیل علیہ السلام وحی لے کر آتے تو نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم خاموش ہو جاتے اور جب چلے جاتے تو پڑھتے جیسا کہ اللہ تعالیٰ نے آپ سے وعدہ کیا تھا۔ آیت «أولى لك فأولى‏» میں «تهديد» یعنی ڈرانا دھمکانا مراد ہے۔

    قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ (قَرَأْنَاهُ) بَيَّنَّاهُ (قَرَأْنَاهُ)اعْمَلْ بِهِ. ইবনু ‘আব্বাস (রাঃ) বলেন, قَرَأْنَاهُ আমি যখন তা বর্ণনা করি قَرَأْنَاهُ তদনুযায়ী ‘আমল কর। ৪৯২৯. ইবনু ‘আব্বাস (রাঃ) হতে বর্ণিত। তিনি আল্লাহর বাণীঃ لاَ تُحَرِّكْ بِهٰلِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهٰএ আয়াতের ব্যাখ্যায় বলেন যে, জিবরীল (আঃ) যখন ওয়াহী নিয়ে আসতেন তখন রাসূল তাঁর জিহ্বা ও ঠোঁট দু’টো দ্রুত নাড়তেন। এটা তাঁর জন্য কষ্টসাধ্য হত এবং তাঁর চেহারা দেখেই বোঝা যেত। তাই আল্লাহ্ তা‘আলাঃ ‘‘তাড়াতাড়ি ওয়াহী আয়ত্ত করার জন্য তোমার জিহবা সঞ্চালন করবে না; এ কুরআন সংরক্ষণ ও পাঠ করিয়ে দেয়ার দায়িত্ব আমারই’’ অবতীর্ণ করলেন। এতে আল্লাহ ইরশাদ করেছেনঃ এ কুরআনকে আপনার বক্ষে সংরক্ষিত করা ও পড়িয়ে দেয়ার ভার আমার উপর। সুতরাং আমি যখন তা পাঠ করি, তুমি সে পাঠের অনুসরণ কর, অর্থাৎ আমি যখন ওয়াহী অবতীর্ণ করি তখন তুমি মনোযোগ দিয়ে শুন। তারপর এর বিস্তারিত ব্যাখ্যার দায়িত্ব আমারই। অর্থাৎ তোমার মুখে তা বর্ণনা করার দায়িত্ব আমারই। রাবী বলেন, এরপর জিবরীল (আঃ) চলে গেলে আল্লাহর ওয়াদা ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَه মুতাবিক তিনি তা পাঠ করতেন। أَوْلٰى لَكَ فَأَوْلٰى দুর্ভোগ তোমার জন্য, দুর্ভোগ! تَوَعُّدٌ এ আয়াতে ভীতি প্রদর্শন করা হয়েছে। [৫; মুসলিম ৪/৩২, হাঃ ৪৪৮, আহমাদ ৩১৯১] (আধুনিক প্রকাশনীঃ ৪৫৬০, ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ)

    சயீத் பின் ஜுபைர் (ரஹ்) அவர்கள் கூறியதாவது: ‘‘(நபியே!) இந்த வஹியை (வேத அறிவிப்பை) அவசர அவசரமாக மனனம் செய்வதற்காக உமது நாவை அசைக்காதீர்” எனும் (75:16ஆவது) வசனம் குறித்து இப்னு அப்பாஸ் (ரலி) அவர்கள் (பின்வருமாறு) கூறினார்கள்: (வானவர்) ஜிப்ரீல் (அலை) அவர்கள் தம்மிடம் ‘வஹீ’யைக் கொண்டுவரும்போது அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்கள் தம் நாவையும் இரு உதடுகளையும் (எங்கே மறந்துவிடப்போகிறதோ என்ற அச்சத்தால், மனனமிடுவதற்காக ஓதியபடி) அசைத்துக்கொண்டிருப்பார்கள். இது அவர்களுக்குச் சிரமமாக இருந்தது. அது அவர்களது வதனத்திலேயே காணப்படலாயிற்று. ஆகவே அல்லாஹ், ‘‘லா உக்ஸிமு பி யவ்மில் கியாமா” என்று தொடங்கும் (75ஆவது அத்தியாயத்திலுள்ள) ‘‘இந்த வஹீயை (வேத அறிவிப்பை) அவசர அவசரமாக மனனம் செய்வதற்காக உமது நாவை அசைக்காதீர். அதை (உமது மனத்தில்) ஒன்றுசேர்த்து, அதை (நீர்) ஓதும்படி செய்வது எமது பொறுப்பாகும்” எனும் (75:16,17) வசனங்களை அருளினான். அதாவது, ‘உமது நெஞ்சத்தில் பதியச் செய்வதும் அதை உமது நாவால் ஓதும்படி செய்வதும் எமது பொறுப்பாகும்’ என்று இறைவன் கூறினான். மேலும், ‘‘நாம் இதை ஓதிவிட்டோமாயின், நீர் ஓதுவதைத் தொடர்வீராக!” என்ற (75:18ஆவது) வசனத்தையும் அருளினான். அதாவது ‘நாம் (வானவர் மூலம்) அருளும்போது, அதைக் கவனத்துடன் கேட்பீராக!’ என்று கூறினான். ‘‘பின்னர், அதை விளக்குவதும் எமது பொறுப்பாகும்” எனும் (75:19ஆவது) வசனத்தையும் அருளினான். அதாவது, ‘உமது நாவால் அதை(ப் பிறருக்கு) விளக்கித் தரும்படி உம்மை (ஆயத்தம்) செய்வது நமது பொறுப்பாகும்’ என்று கூறினான். (இந்த இறைவசனங்கள் அருளப்பட்ட பின்னர்) தம்மிடம் ஜிப்ரீல் (அலை) அவர்கள் (‘வஹீ’ கொண்டுவரும்போது,) தலையைத் தாழ்த்தி (அருளப்படுவதை நபி (ஸல்) அவர்கள் மௌனத்துடன் கேட்டு)க்கொண்டிருப்பார்கள். (இறைவசனங்களை அருளிவிட்டு) ஜிப்ரீல் (அலை) அவர்கள் சென்றுவிடும்போது, அல்லாஹ் வாக்களித்த பிரகாரம் நபி (ஸல்) அவர்கள் அவற்றை ஓதினார்கள். ‘‘(மனிதனே! இது) உனக்குக் கேடுதான்! கேடேதான்” எனும் (75:34ஆவது) வசனம் ஓர் எச்சரிக்கையாகும். அத்தியாயம் :