غَزَوْنَا مَعَ أَبِي مُوسَى أَصْبَهَانَ , فَمَا لَبِثَ أَنْ فَتَحَهَا , ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ رَجَعَ ورَجَعْنَا مَعَهُ , فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا وَكَانَ جَارًا فِيهِ عُقَيْلٌ فَقَالَ : مَنْ رَجُلٌ يُنْزِلُ لِينَتَهُ ؟ فَقُمْتُ إِلَيْهَا فَأَنْزَلْتُهَا , فَقَالَ : أَلَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا كَانَ يُحَدِّثُنَاهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قُلْنَا : بَلَى يَرْحَمُكَ اللَّهُ , قَالَ : حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الْهَرْجَ " , فَقُلْنَا : وَمَا الْهَرْجُ ؟ قَالَ : " الْقَتْلُ " , قُلْنَا : أَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ كُلَّ عَامٍ مِنَ الْكُفَّارِ , إِنَّا لَنَقْتُلُ فِي الْوَاحِدِ كَذَا وَكَذَا ؟ فَقَالَ : " وَاللَّهِ مَا هُوَ بِقَتْلِكُمُ الْكُفَّارَ , وَلَكِنْ قَتْلٌ يَكُونُ سِلْمًا مَعْشَرَ أَهْلِ الْإِسْلَامِ حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ , وَابْنَ عَمِّهِ , وَيَقْتُلَ أَخَاهُ , وَيَقْتُلَ أَبَاهُ " , قَالَ : فَأَبْلَسْنَا حَتَّى مَا يُبْدِي أَحَدٌ كَاحِلَهُ , فَنَظَرَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ , وَقُلْنَا : كَيْفَ يَقْتُلُ الرَّجُلُ مِنَّا جَارَهُ , وَابْنَ عَمِّهِ , وَأَبَاهُ لِلْمَوَدَّةِ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ فِي قُلُوبِنَا يَوْمَئِذٍ , وَعَلِمْنَا أَنَّ صَاحِبَنَا لَمْ يَعُدْ بِنَا , فَقُلْنَا : أَرَأَيْتَ عُقُولَنَا الْيَوْمَ , أَهِيَ مَعَنَا يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : " لَا وَاللَّهِ لَيَنْزِغُ عُقُولًا كَأَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ وَكُلِّفَ لَهُ هُنَا مِنَ النَّاسِ , نَحْسَبُ أَكْثَرَهُمْ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ وَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ , وَايْمُ اللَّهِ , لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يُدْرِكَنِي وَإِيَّاكُمْ , وَايْمُ اللَّهِ , لَئِنْ أَدْرَكَنِي مَا أَعْلَمُ لِي وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجًا فِيمَا عَهِدَ إِلَيْنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا أَنْ نَخْرُجَ مِنْهَا كَمَا دَخَلْنَاهَا "
حَدَّثَنَا جَدِّي ، نا حَبَّانُ ، أنا عَبْدُ اللَّهِ ، أنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ , عَنِ الْحَسَنِ , عَنْ أَسِيدِ بْنِ الْمُتَشَمِّسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ , قَالَ : غَزَوْنَا مَعَ أَبِي مُوسَى أَصْبَهَانَ , فَمَا لَبِثَ أَنْ فَتَحَهَا , ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ رَجَعَ ورَجَعْنَا مَعَهُ , فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا وَكَانَ جَارًا فِيهِ عُقَيْلٌ فَقَالَ : مَنْ رَجُلٌ يُنْزِلُ لِينَتَهُ ؟ فَقُمْتُ إِلَيْهَا فَأَنْزَلْتُهَا , فَقَالَ : أَلَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا كَانَ يُحَدِّثُنَاهُ مُحَمَّدٌ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قُلْنَا : بَلَى يَرْحَمُكَ اللَّهُ , قَالَ : حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الْهَرْجَ , فَقُلْنَا : وَمَا الْهَرْجُ ؟ قَالَ : الْقَتْلُ , قُلْنَا : أَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ كُلَّ عَامٍ مِنَ الْكُفَّارِ , إِنَّا لَنَقْتُلُ فِي الْوَاحِدِ كَذَا وَكَذَا ؟ فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا هُوَ بِقَتْلِكُمُ الْكُفَّارَ , وَلَكِنْ قَتْلٌ يَكُونُ سِلْمًا مَعْشَرَ أَهْلِ الْإِسْلَامِ حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ , وَابْنَ عَمِّهِ , وَيَقْتُلَ أَخَاهُ , وَيَقْتُلَ أَبَاهُ , قَالَ : فَأَبْلَسْنَا حَتَّى مَا يُبْدِي أَحَدٌ كَاحِلَهُ , فَنَظَرَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ , وَقُلْنَا : كَيْفَ يَقْتُلُ الرَّجُلُ مِنَّا جَارَهُ , وَابْنَ عَمِّهِ , وَأَبَاهُ لِلْمَوَدَّةِ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ فِي قُلُوبِنَا يَوْمَئِذٍ , وَعَلِمْنَا أَنَّ صَاحِبَنَا لَمْ يَعُدْ بِنَا , فَقُلْنَا : أَرَأَيْتَ عُقُولَنَا الْيَوْمَ , أَهِيَ مَعَنَا يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : لَا وَاللَّهِ لَيَنْزِغُ عُقُولًا كَأَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ وَكُلِّفَ لَهُ هُنَا مِنَ النَّاسِ , نَحْسَبُ أَكْثَرَهُمْ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ وَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ , وَايْمُ اللَّهِ , لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يُدْرِكَنِي وَإِيَّاكُمْ , وَايْمُ اللَّهِ , لَئِنْ أَدْرَكَنِي مَا أَعْلَمُ لِي وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجًا فِيمَا عَهِدَ إِلَيْنَا صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَّا أَنْ نَخْرُجَ مِنْهَا كَمَا دَخَلْنَاهَا . قَالَ : قَالَ الْحَسَنُ : أَيْ سَالِمِينَ