حديث رقم: 426

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ الْخَلْقَ ، فَجَعَلَهُمْ نِصْفَيْنِ , فَقَالَ لِهَؤُلَاءِ : ادْخُلُوا الْجَنَّةَ ، وَقَالَ لِهَؤُلَاءِ : ادْخُلُوا النَّارَ وَلَا أُبَالِي حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ قَالَ : نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ قَالَ : نَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، وَعَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ

حديث رقم: 427

وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ قَالَ : نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ قَالَ : نَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ : خَطَبَنَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْجَابِيَةِ ، وَالْجَاثَلِيقُ ماثلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَالتُّرْجُمَانُ يُتَرْجِمُ فَقَالَ عُمَرُ : مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، فَقَالَ الْجَاثَلِيقُ : إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِلُّ أَحَدًا ، فَقَالَ عُمَرُ : مَا يَقُولُ ؟ فَقَالَ التُّرْجُمَانُ : لَا شَيْءَ ، ثُمَّ عَادَ فِي خُطْبَتِهِ ، فَلَمَّا بَلَغَ : مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، فَقَالَ الْجَاثَلِيقُ : إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِلُّ أَحَدًا ، فَقَالَ عُمَرُ : مَا يَقُولُ ؟ فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ : كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ ، وَلَوْلَا عَهْدُكَ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ ، بَلِ اللَّهُ خَلَقَكَ ، وَاللَّهُ أَضَلَّكَ ، ثُمَّ اللَّهُ يُمِيتُكَ ، ثُمَّ يُدْخِلُكَ النَّارَ ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ آدَمَ نَثَرَ ذُرِّيَّتَهُ ، فَكَتَبَ أَهْلَ الْجَنَّةِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ ، وَأَهْلَ النَّارِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ ، ثُمَّ قَالَ : هَؤُلَاءِ لِهَذِهِ ، وَهَؤُلَاءِ لِهَذِهِ وَقَدْ كَانَ النَّاسُ تَذَاكَرُوا الْقَدَرَ ، فَافْتَرَقَ النَّاسُ ، وَمَا يَذْكُرُهُ أَحَدٌ

حديث رقم: 428

وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ : أنا خَالِدٌ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ خَالِدٍ وَهُوَ ابْنُ مِهْرَانَ الْحَذَّاءُ أَبُو الْمَنَازِلِ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ : خَطَبَنَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْجَابِيَةِ ، وَالْجَاثَلِيقُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَالتُّرْجُمَانُ يُتَرْجِمُ ، فَقَالَ عُمَرُ : مِنْ يَهْدِهِ اللَّهُ ، فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى آخِرِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : وَقَدْ ذَكَرْنَا عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حَدِيثَهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي الْقَدَرِ ، وَهُوَ أَصْلُ كَبِيرٌ مِمَّا يُرَدُّ بِهِ عَلَى الْقَدَرِيَّةِ الْأَشْقِيَاءِ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ أَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُ النَّاسَ إِثْبَاتَ الْقَدَرِ ، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ الْخَلْقَ شَقِيًّا وَسَعِيدًا

حديث رقم: 429

وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ : نَا مُحَمَّدُ بْنُ وَزِيرٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ : نَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ الطَّاحِيُّ ، عَنْ Lسَلَامَةَ الْكِنْدِيِّ قَالَ : كَانَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُعَلِّمُ النَّاسَ الصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَيَقُولُ : قُولُوا : اللَّهُمَّ دَاحِي الْمَدْحُوَّاتِ ، وَبَارِئَ الْمَسْمُوكَاتِ ، وَجَبَّارَ الْقُلُوبِ عَلَى فَطْرَتِهَا ، شَقِيِّهَا وَسَعِيدِهَا ، اجْعَلْ شَرَائِفَ صَلَوَاتِكَ ، وَنَوَامِي بَرَكَاتِكَ ، وَرَأْفَةَ تَحَنُّنِكَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ زَاطْيَا قَالَ : نَا مُحَمَّدُ بْنُ وَزِيرٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ : نَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ

حديث رقم: 430

وَأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ قَالَ : أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ : نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ وَهُوَ ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ : أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ فِي حَدِيثٍ رَفَعَهُ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : ذُكِرَ عِنْدَهُ الْقَدَرُ يَوْمًا ، قَالَ : فَأَدْخَلَ إِصْبَعَيْهِ فِي فِيهِ : السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى قَالَ : فَأَخَذَ بِهِمَا مِنْ رِيقِهِ ، فَرَقَمَ بِهِمَا ذِرَاعَهُ ثُمَّ قَالَ : أَشْهَدُ أَنَّ هَاتَيْنِ الرَّقْمَتَيْنِ كَانَتَا فِي أُمِّ الْكِتَابِ

حديث رقم: 431

وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ : نَا أَيُّوبُ شَيْخٌ لَنَا قَالَ : نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : أَتَى رَجُلٌ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ : أَخْبِرْنِي عَنُ الْقَدَرِ ، ؟ قَالَ : طَرِيقٌ مُظْلِمٌ ، فَلَا تَسْلُكْهُ قَالَ : أَخْبِرْنِي عَنُ الْقَدَرِ ؟ قَالَ : بَحْرٌ عَمِيقٌ فَلَا تَلِجْهُ قَالَ : أَخْبِرْنِي عَنُ الْقَدَرِ ؟ قَالَ : سِرُّ اللَّهِ فَلَا تُكَلَّفْهُ قَالَ : ثُمَّ وَلَّى الرَّجُلُ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ لِعَلِيٍّ : فِي الْمَشِيئَةِ الْأُولَى أَقُومُ وَأَقْعُدُ ، وَأَقْبِضُ وَأَبْسِطُ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثِ خِصَالٍ ، وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَكَ وَلَا لِمَنْ ذَكَرَ الْمَشِيئَةَ مَخْرَجًا ، أَخْبِرْنِي : أَخْلَقَكَ اللَّهُ تَعَالَى لَمَّا شَاءَ ، أَمْ لَمَّا شِئْتَ ؟ قَالَ : لَا ، بَلْ لَمَّا شَاءَ قَالَ : أَخْبِرْنِي ، أَفَتَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا شَاءَ أَوْ كَمَا شِئْتَ ؟ قَالَ : لَا ، بَلْ كَمَا شَاءَ ، قَالَ : فَأَخْبِرْنِي ، أَجْعَلَكَ كَمَا شَاءَ ، أَوْ كَمَا شِئْتَ ؟ قَالَ : لَا ، بَلْ كَمَا شَاءَ قَالَ : فَلَيْسَ لَكَ فِي الْمَشِيئَةِ شَيْءٌ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : مَنْ خَالَفَ هَؤُلَاءِ خُولِفَ بِهِ عَنْ طَرِيقِ الْحَقِّ

حديث رقم: 432

وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ قَالَ : أنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ : نا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ قَالَ : قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ ، وَبِهَا عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَجَلَسْتُ فِي مَجْلِسٍ ، فَذَكَرُوا الْقَدَرَ فَأَمْرَضُوا قَلْبِي فَأَتَيْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ فَقُلْتُ : يَا أَبَا نُجَيْدٍ إِنِّي جَلَسْتُ مَجْلِسًا فَذَكَرُوا الْقَدَرَ فَأَمْرَضُوا قَلْبِي فَهَلْ أَنْتَ مُحَدِّثِي عَنْهُ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ : تَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَوْ عَذَّبَ أَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ لَعَذَّبَهُمْ حَيْثُ يُعَذِّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ أَوْسَعُ لَهُمْ ، وَلَوْ كَانَ لَكَ مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقْتَهُ مَا تُقُبِّلَ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ ، خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ، وَسَتَقْدُمُ الْمَدِينَةَ فَتَلْقَى بِهَا أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ : فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَجَلَسْتُ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فَقُلْتُ لِأَبِي : أَصْلَحَكَ اللَّهُ ، إِنِّي قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ ، فَجَلَسْتُ فِي مَجْلِسٍ فَذَكَرُوا الْقَدَرَ فَأَمْرَضُوا قَلْبِي ، فَهَلْ أَنْتَ مُحَدِّثِي عَنْهُ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، تَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَوْ عَذَّبَ أَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ لَعَذَّبَهُمْ حِينَ يُعَذِّبُهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ أَوْسَعُ لَهُمْ ، وَلَوْ كَانَ لَكَ مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقْتَهُ مَا تُقُبِّلَ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدِّثْ أَخَاكَ قَالَ : فَحَدَّثَنِي بِمِثْلِ مَا حَدَّثَنِي بِهِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ

حديث رقم: 433

وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي مَيْمُونُ بْنُ الْأَصْبَغِ النَّصِيبِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ أَنَّ أَبَا الزَّاهِرِيَّةِ ، حَدَّثَهُ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الدَّيْلَمِيِّ ، أَنَّهُ لَقِيَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ فَقَالَ لَهُ : إِنِّي شَكَكْتُ فِي بَعْضِ أَمْرِ الْقَدَرِ ، فَحَدِّثْنِي لَعَلَّ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَ لِي عِنْدَكَ فَرَجًا قَالَ : نَعَمْ ، يَا ابْنَ أَخِي ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَوْ عَذَّبَ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ عَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ إِيَّاهُمْ خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ ، وَلَوْ أَنَّ لِامْرِئٍ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا يُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يُنْفِذَهُ ، لَمْ يُؤْمِنْ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ، مَا تُقُبِّلَ مِنْهُ ، وَلَا عَلَيْكَ أَنْ تَأْتِيَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَذَهَبَ ابْنُ الدَّيْلَمِيِّ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَقَالَتِهِ لِسَعْدٍ ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لَهُ سَعْدٌ ، وَقَالَ لَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ : وَلَا عَلَيْكَ أَنْ تَلْقَى أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ فَذَهَبَ ابْنُ الدَّيْلَمِيِّ إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، فَقَالَ لَهُ : مِثْلَ مَقَالَتِهِ لِابْنِ مَسْعُودٍ ، فَقَالَ لَهُ أُبَيُّ مِثْلَ مَقَالَةِ صَاحِبَيْهِ ، وَقَالَ لَهُ أُبَيُّ : وَلَا عَلَيْكَ أَنْ تَلْقَى زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ ، فَذَهَبَ ابْنُ الدَّيْلَمِيِّ إِلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، فَقَالَ لَهُ : إِنِّي شَكَكْتُ فِي بَعْضِ الْقَدَرِ فَحَدِّثْنِي لَعَلَّ اللَّهَ ، أَنْ يَجْعَلَ لِي عِنْدَكَ مِنْهُ فَرَجًا قَالَ زَيْدٌ : نَعَمْ يَا ابْنَ أَخِي ، إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَوْ عَذَّبَ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ عَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ ، وَلَوْ أَنَّ لِامْرِئٍ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا يُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يُنْفِذَهُ ، لَا يُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ دَخَلَ النَّارَ

حديث رقم: 434

وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ : أنا أَبُو الْأَحْوَصِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْحَارِثِ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لَا يَذُوقُ عَبْدٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ ، وَبِأَنَّهُ مَبْعُوثٌ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ

حديث رقم: 435

وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ : نَا وَكِيعٌ ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ ، عَنْ مَعْنٍ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ : مَا كَانَ كُفْرٌ بَعْدَ نُبُوَّةٍ إِلَّا كَانَ مَعَهَا التَّكْذِيبُ بِالْقَدَرِ

حديث رقم: 436

وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ قَالَ : نَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ قَالَ : نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقُ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَ : لَمَّا تَكَلَّمَ مَعْبَدُ الْجُهَنِيُّ بِمَا تَكَلَّمَ فِيهِ فِي شَأْنِ الْقَدَرِ ، فَأَنْكَرْنَا مَا جَاءَ بِهِ ، فَحَجَجْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ حَجَّةً ، فَلَمَّا قَضَيْنَا نُسُكَنَا قَالَ : أَحَدُنَا لِصَاحِبِهِ : مِلْ بِنَا إِلَى طَرِيقِ الْمَدِينَةِ ، أَوْ لَوْ مِلْتَ بِنَا إِلَى الْمَدِينَةِ ؟ فَلَقِينَا بِهَا مَنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَسَأَلْنَاهُمْ عَمَّا جَاءَ بِهِ مَعْبَدٌ ، فَمِلْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَدَخَلْنَا الْمَسْجِدَ وَنَحْنُ نَؤُمُّ أَبَا سَعِيدٍ أَوِ ابْنَ عُمَرَ ، فَإِذَا ابْنُ عُمَرَ قَاعِدٌ ، فَاكْتَنَفْنَاهُ ، فَقَدَّمَنِي حُمَيْدٌ لِلْمَسْأَلَةِ ، وَكُنْتُ أَجْرَأُ عَلَى الْمِنْطَقِ مِنْهُ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، إِنَّ قَوْمًا قَدْ نَشَأُوا بِالْعِرَاقِ ، وَقَرَءُوا الْقُرْآنَ وَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ يَقُولُونَ : لَا قَدَرَ قَالَ : فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَقُولُوا لَهُمْ : إِنَّ ابْنَ عُمَرَ مِنْهُمْ بَرِيءٌ وَهُمْ مِنِّي بُرَآءُ ، لَوْ أَنْفَقُوا مَا فِي الْأَرْضِ ذَهَبًا مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ ، حَتَّى يُؤْمِنُوا بِالْقَدَرِ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّابٍ قَالَ : نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ مِثْلَهُ وَحَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ قَالَ : أنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ : نا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ : نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرٍ قَالَ الْفِرْيَابِيُّ : وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ : نا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ : سَمِعْتُ كَهْمَسًا ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَا جَمِيعًا : كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَالَ فِي هَذَا الْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدُ الْجُهَنِيُّ ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَاجَّيْنِ أَوْ مُعْتَمِرِينَ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ

حديث رقم: 437

وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ : نا أَبِي قَالَ : نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ السَّعْدِيِّ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، فَحَمِدْنَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَذَكَرْنَاهُ ، فَقُلْتُ : لَأَنَا بِأَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ أَشَدُّ فَرَحًا مِنِّي بِآخِرِهِ ، فَقَالَ ثَبَّتَكَ اللَّهُ ، كُنَّا عِنْدَ سَلْمَانَ فَحَمِدْنَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَذَكَرْنَاهُ فَقُلْتُ لَأَنَا بِأَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ أَشَدُّ فَرَحًا مِنِّي بِآخِرِهِ فَقَالَ سَلْمَانُ : ثَبَّتَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ آدَمَ مَسَحَ عَلَى ظَهْرِهِ ، فَأَخْرَجْ مِنْهُ مَا هُوَ ذَارِيءٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَخَلَقَ الذِّكْرَ وَالْأُنْثَى ، وَالشَّقَاوَةَ وَالسَّعَادَةَ ، وَالْأَرْزَاقَ وَالْآجَالَ وَالْأَلْوَانَ ، فَمَنْ عِلْمَ السَّعَادَةَ فَعَلَ الْخَيْرَ ، وَمَجَالِسَ الْخَيْرِ ، وَمَنْ عِلْمَ الشَّقَاوَةَ فَعَلَ الشَّرَّ ، وَمَجَالِسَ الشَّرِّ

حديث رقم: 438

وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ : نا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : نا أَبُو عُثْمَانَ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ ، أَوْ سَلْمَانَ وَلَا أَرَاهُ إِلَّا سَلْمَانَ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ خَمَرَ طِينَةَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، أَوْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدَيْهِ فِيهِ ، فَخَرَجَ كُلُّ طَيِّبٍ فِي يَمِينِهِ ، وَكُلُّ خَبِيثٍ فِي يَدِهِ الْأُخْرَى ، ثُمَّ خَلَطَ بَيْنَهُمَا قَالَ : فَمِنْ ثَمَّ يَخْرُجُ الْحَيُّ مِنَ الْمَيِّتِ ، وَالْمَيِّتُ مِنَ الْحَيِّ أَوْ كَمَا قَالَ وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نَا أَبُو مَرْوَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ الْمِصِّيصِيُّ قَالَ : نَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ خَمَرَ طِينَةَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، فَقَالَ فِيهِ : عَنْ سَلْمَانَ وَحْدَهُ

حديث رقم: 439

وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ قَالَ : نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ قَالَ : نَا الْأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ الْأَزْدِيِّ قَالَ : قُلْتُ لِسَلْمَانَ : مَا قَوْلُ النَّاسِ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ؟ قَالَ : حِينَ تُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ ، تَعْلَمُ أَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ ، وَمَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ وَلَا تَقُولُ : لَوْ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا لَكَانَ كَذَا وَكَذَا ، وَلَوْ لَمْ أَفْعَلْ كَذَا وَكَذَا ، لَمْ يَكُنْ كَذَا وَكَذَا

حديث رقم: 440

وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : نَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَّامٍ أَنَّهُ قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْضَ يومَ الْأَحَدِ وَالْإِثْنَيْنِ ، وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ، وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ وَالْأَرْبِعَاءِ ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَخَلَقَهَا يَوْمَ الْخَمِيسِ وَيَوْم الْجُمُعَةِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَخَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ عَلَى عَجَلٍ ، ثُمَّ تَرَكَهُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ : تَبَارَكَ وَتَعَالَى : {{ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }} ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ، فَلَمَّا دَخَلَ فِي بَعْضِهِ الرُّوحُ ذَهَبَ لِيَجْلِسَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {{ خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ }} فَلَمَّا تَتَابَعَ فِيهِ الرُّوحُ عَطَسَ ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ فَقَالَ : اللَّهُ تَعَالَى : رَحِمَكَ رَبُّكَ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : اذْهَبْ إِلَى أَهْلِ ذَلِكَ الْمَجْلِسِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ ، فَفَعَلَ فَقَالَ : هَذِهِ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ ، ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ بِيَدِهِ فَأَخْرَجَ فِيهِمَا مَنْ هُوَ خَالِقٌ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ثُمَّ قَبَضَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ : اخْتَرْ يَا آدَمُ ، فَقَالَ : اخْتَرْتُ يَمِينَكَ يَا رَبِّ ، وَكِلْتَا يَدَيْكَ يَمِينُ ، فَبَسَطَهَا فَإِذَا فِيهَا ذُرِّيَّتُهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَقَالَ : مَنْ هَؤُلَاءِ يَا رَبِّ ؟ قَالَ : هُمْ مَنْ قَضَيْتُ أَنْ أَخْلُقَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ، فَإِذَا فِيهِمْ مَنْ لَهُ وَبِيصٌ فَقَالَ : مَنْ هَؤُلَاءِ يَا رَبِّ ؟ قَالَ : هُمُ الْأَنْبِيَاءُ قَالَ : فَمَنْ هَذَا الَّذِي كَانَ لَهُ وَبِيصٌ ؟ قَالَ : هُوَ ابْنُكَ دَاوُدُ قَالَ : فَكَمْ جَعَلْتَ عُمْرَهُ ؟ قَالَ : سِتِّينَ سَنَةً قَالَ : فَكَمْ عُمْرِي ؟ قَالَ : أَلْفُ سَنَةٍ قَالَ فَزِدْهُ يَا رَبِّ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ : إِنْ شِئْتَ قَالَ : فَقَدْ شِئْتُ ، إِذًا تَكْتُبُ وَتَخْتِمُ ، وَلَا يُبَدَّلُ ، ثُمَّ رَأَى فِي آخِرِ كَفِّ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْهُمْ آخِرُهُمْ لَهُ فَضْلُ وَبِيصٍ قَالَ : فَمَنْ هَذَا يَا رَبُّ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، هُوَ آخِرُهُمْ وَأَوَّلُهُمْ أُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ ، فَلَمَّا أَتَى مَلَكُ الْمَوْتِ لِيَقْبِضَ نَفْسَهُ قَالَ : إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً قَالَ : أَوَ لَمْ تَكُنْ وَهَبْتُهَا لِابْنِكَ دَاوُدَ ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : فَنَسِيَ آدَمُ ، فَنَسِيتَ ذُرِّيَّتُهُ ، وَعَصَى آدَمُ فَعَصَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وَجَحَدَ آدَمُ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وَذَلِكَ أَوَّلُ يَوْمٍ أُمِرَ بِالشُّهُودِ

حديث رقم: 441

وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ قَالَ : أنا حَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ الرَّازِيُّ قَالَ : نَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ، عَنْ أَبِي بْنِ كَعْبٍ ، فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {{ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ، وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ }} إِلَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {{ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ }} قَالَ : جَمَعَهُمْ لَهُ يَوْمَئِذٍ جَمِيعًا مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ جَعَلَهُمْ أَزْوَاجًا ، ثُمَّ صَوَّرَهُمْ وَاسْتَنْطَقَهُمْ وَتَكَلَّمُوا ، وَأَخَذَ عَلَيْهِمُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ : {{ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ، أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ ، أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ }} قَالَ : فَإِنِّي أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ ، وَأُشْهِدُ عَلَيْكُمْ أَبَاكُمْ آدَمَ ، أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ : إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ، فَلَا تُشْرِكُوا بِي شَيْئًا ، فَإِنِّي أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ رُسُلِي يُذَكِّرُونَكُمْ عَهْدِي وَمِيثَاقِي , وَأُنْزِلُ عَلَيْكُمْ كُتُبِي ، فَقَالُوا : نَشْهَدُ أَنَّكَ رَبُّنَا وَإِلَهُنَا ، لَا رَبَّ لَنَا غَيْرُكَ ، وَلَا إِلَهَ لَنَا غَيْرُكَ ، وَرُفِعَ لَهُمْ أَبُوهُمْ ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ فَرَأَى فِيهِمُ الْغَنِيَّ وَالْفَقِيرَ ، وَحَسَنَ الصُّورَةِ وَدُونَ ذَلِكَ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ لَوْ شِئْتَ سَوَّيْتَ بَيْنَ عِبَادِكَ ، فَقَالَ : إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَشْكُرَ ، وَرَأَى فِيهِمُ الْأَنْبِيَاءَ مِثْلَ السُّرُجِ ، وَخُصُّوا بِمِيثَاقٍ آخِرَ فِي الرِّسَالَةِ وَالنُّبُوَّةِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : {{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ ، وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ }} الْآيَةَ وَهُوَ قَوْلُهُ : {{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ }} وَذَلِكَ قَوْلُهُ : {{ هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى }} وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى : {{ وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ }} كُلُّ طَيِّبٍ فِي يَمِينِهِ ، وَكُلُّ خَبِيثٍ فِي يَدِهِ الْأُخْرَى ، ثُمَّ خَلَطَ بَيْنَهُمَا وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى : {{ ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ، فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ }} فَكَانَ فِي عِلْمِهِ تَعَالَى يَوْمَ أَقَرُّوا بِهِ مَنْ يُكَذِّبُ بِهِ وَمَنْ يُصَدِّقُ بِهِ ، فَكَانَ رُوحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي تِلْكَ الْأَرْوَاحِ الَّتِي أَخَذَ عَلَيْهَا الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ فِي زَمَنِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَأَرْسَلَ ذَلِكَ الرُّوحَ إِلَى مَرْيَمَ عَلَيْهَا السَّلَامُ حِينَ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا : {{ فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا }} إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى : {{ وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا فَحَمَلَتْهُ }} قَالَ : فَحَمَلَتِ الَّتِي خَاطَبَهَا وَهُوَ رُوحُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ إِسْحَاقُ : قَالَ حَكَّامٌ : نَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ ، عَنِ الرَّبِيعِ ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ : دَخَلَ مِنْ فِيهَا

حديث رقم: 442

أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحِمْصِيُّ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : نا الزُّبَيْدِيُّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ : أَنَّهُ غُشِيَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي وَجَعِهِ غَشْيَةً ظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ فاضَ مِنْهَا ، حَتَّى قُمْنَا مِنْ عِنْدِهِ وَجَلَّلُوهُ ثَوْبًا ، وَخَرَجَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ ابْنَةُ عُقْبَةَ امْرَأَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى الْمَسْجِدِ ، تَسْتَعِينُ بِمَا أُمِرَتْ بِهِ مِنَ الصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ، فَلَبِثُوا سَاعَةً ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي غَشْيَتِهِ ، ثُمَّ أَفَاقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، فَكَانَ أَوَّلُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ كَبَّرَ وَكَبَّرَ أَهْلُ الْبَيْتِ وَمَنْ يَلِيهِمْ ، فَقَالَ لَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : أَغُشِيَ عَلَيَّ آنِفًا ؟ قَالُوا : نَعَمْ قَالَ : صَدَقْتُمْ ، فَإِنَّهُ انْطَلَقَ بِي فِي غَشْيَتِي ، رَجُلَانِ أَجِدُ مِنْهُمَا شِدَّةً وَغَلْظَةً : فَقَالَا : انْطَلِقْ بِنَا نُحَاكِمُكَ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ فَانْطَلَقَا بِي ، حَتَّى لَقِينَا رَجُلًا ، فَقَالَ : أَيْنَ تَذْهَبَانِ بِهَذَا ؟ قَالَا : نُحَاكِمُهُ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ قَالَ : فَارْجِعَا فَإِنَّهُ مِمَّنْ كَتَبَ اللَّهُ لَهُمُ السَّعَادَةَ وَالْمَغْفَرَةَ ، وَهُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ ، وَإِنَّهُ يَسْتَمْتِعُ بِهِ بَنَوْهُ إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ قَالَ : فَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ شَهْرًا ثُمَّ مَاتَ وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ عُزَيْزٍ قَالَ : حَدَّثَنِي سَلَامَةُ بْنُ رَوْحٍ ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُ قَالَ : غُشِيَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي وَجَعِهِ ، وَذَكَرَ نَحْوًا مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ قَبْلَهُ

حديث رقم: 443

أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ : نَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : نَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ قَالَ : حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ أَنَّ أَبَاهُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ لَمَّا احْتُضِرَ سَأَلَهُ ابْنُهُ فَقَالَ : يَا أَبَتِ أَوْصِنِي قَالَ : أَجْلِسُونِي ، فَلَمَّا أَجْلَسُوهُ قَالَ : يَا بُنَيَّ ، اتَّقِ اللَّهَ ، وَلَنْ تَتَّقِيَ اللَّهَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِاللَّهِ ، وَلَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ، وَتَعْلَمُ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ ، سَمِعْتُ النَّبَيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : الْقَدَرُ عَلَى هَذَا مَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ هَذَا دَخَلَ النَّارَ

حديث رقم: 444

وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى قَالَ : نَا بَقِيَّةُ قَالَ : حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ : سَأَلْتُ الْوَلِيدَ بْنَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ : كَيْفَ كَانَتْ وَصِيَّةُ أَبِيكَ إِيَّاكَ ، حِينَ حَضْرَهُ الْمَوْتُ ؟ قَالَ : دَعَانِي فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تَتَّقِيَ اللَّهَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِاللَّهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ ، وَلَنْ تُطْعَمَ طَعْمَ حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ ، وَلَنْ تَبْلُغَ الْعِلْمَ ، حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا أَبَتِ ، وَكَيْفَ لِي أَنْ أُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ : خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ؟ قَالَ : تَعْلَمُ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ , أَيْ بُنَيَّ ، إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْقَلَمُ قَالَ : اكْتُبْ قَالَ : مَا أَكْتُبُ يَا رَبِّ ؟ قَالَ : اكْتُبِ الْقَدَرَ قَالَ : فَجَرَى الْقَلَمُ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ بِمَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى الْأَبَدِ

حديث رقم: 445

أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو أَنَسٍ مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ : نَا بَقِيَّةُ يَعْنِي ابْنَ الْوَلِيدِ عَنْ مُبَشِّرِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {{ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ }} وَكَذَلِكَ خَلَقَهُمْ حِينَ خَلَقَهُمْ مُؤْمِنًا وَكَافِرًا ، وَسَعِيدًا وَشَقِيًا وَكَذَلِكَ يَعُودُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُهْتَدِينَ وَضُلَّالًا

حديث رقم: 446

أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ : أنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {{ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ }} قَالَ : لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ ، أَخَذَ ذُرِّيَّتَهُ مِنْ ظَهْرِهِ كَهَيْئَةِ الذَّرِّ ، ثُمَّ سَمَّاهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَقَالَ : هَذَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ ، يَعْمَلُ كَذَا وَكَذَا ، وَهَذَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ يَعْمَلُ كَذَا وَكَذَا ، ثُمَّ أَخَذَهُمْ بِيَدِهِ قَبْضَتَيْنِ فَقَالَ : هَؤُلَاءِ لِلْجَنَّةِ ، وَهَؤُلَاءِ لِلنَّارِ

حديث رقم: 447

وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : نَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ : نَا عَبْدُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ مُوسَى ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ضَرَبَ مَنْكِبَهُ الْأَيْمَنَ يَعْنِي آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَخَرَجَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَخْلُوقَةٍ لِلْجَنَّةِ بَيْضَاءَ نَقِيَّةً ، فَقَالَ : هَؤُلَاءِ أَهْلُ الْجَنَّةِ ، ثُمَّ ضَرَبَ مَنْكِبَهُ الْأَيْسَرَ فَخَرَجَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَخْلُوقَةٍ لِلنَّارٍ سَوْدَاءَ ، فَقَالَ : هَؤُلَاءِ أَهْلُ النَّارِ ، ثُمَّ أَخَذَ عَهْدَهُمْ عَلَى الْإِيمَانِ بِهِ ، وَالْمَعْرِفَةِ لَهُ وَلِأَمْرِهِ ، وَالتَّصْدِيقِ بِأَمْرِهِ ، بَنِي آدَمَ كُلِّهِمْ ، وَأَشْهَدَهُمْ علىأَنْفُسِهِمْ ، فَآمَنُوا وَصَدَّقُوا ، وَعَرَفُوا وَأَقَرُّوا

حديث رقم: 448

وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ : نَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْقَلَمُ ، فَقَالَ لَهُ : اكْتُبْ , قَالَ : رَبِّ ، وَمَا أَكْتُبُ ؟ قَالَ : اكْتُبِ الْقَدَرَ فَجَرَى بِمَا هُوَ يَكُونُ فِي ذَلِكَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ، ثُمَّ رَفَعَ بُخَارَ الْمَاءِ ، فَفَتِقَتْ مِنْهُ السَّمَاوَاتُ ، ثُمَّ خَلَقَ النُّونَ فَدُحِيَتِ الْأَرْضُ عَلَى ظَهْرِ النُّونِ فَتَحَرَّكَ النُّونُ فَمَادَتِ الْأَرْضُ ، فَأُثْبِتَتْ بِالْجِبَالِ ، فَإِنَّهَا لَتَفْخَرُ عَلَيْهَا

حديث رقم: 449

وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ : نَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : ذُكِرَ لَهُ قَوْمٌ يَتَكَلَّمُونَ فِي الْقَدَرِ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى اسْتَوَى عَلَى عَرْشِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئًا ، فَكَانَ أَوَّلُ مَا خَلَقَ الْقَلَمَ ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَكْتُبَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

حديث رقم: 450

وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : نَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ : كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ ، حَتَّى وَضْعُكَ يَدَكَ عَلَى خَدِّكَ

حديث رقم: 451

وأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نَا أَبُو الْحَارِثِ سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ قَالَ : نَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ ، عَنْ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : مَا غَلَا أَحَدٌ فِي الْقَدَرِ إِلَّا خَرَجَ مِنَ الْإِيمَانِ

حديث رقم: 452

أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ : الْعَجْزُ وَالْكَيْسُ مِنَ الْقَدَرِ

حديث رقم: 453

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى وَأَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَا : نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ : أنا مَعْمَرٌ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : الْعَجْزُ وَالْكَيْسُ بِقَدَرٍ

حديث رقم: 454

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ أَيْضًا قَالَ : نا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ : نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَنَّ مَالِكًا ، أَخْبَرَهُ عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ طَاوُسٍ الْيَمَانِيِّ أَنَّهُ قَالَ : أَدْرَكْتُ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُونَ : كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ

حديث رقم: 455

وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ : قَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ ، حَتَّى الْعَجْزُ وَالْكَيْسُ

حديث رقم: 456

أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ : نا وَكِيعٌ ، عَنْ حَنْظَلَةَ ، عَنْ طَاوُسٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : الْحَذَرُ لَا يُغْنِي مِنَ الْقَدَرِ ، وَلَكِنَّ الدُّعَاءَ يَدْفَعُ الْقَدَرَ

حديث رقم: 457

حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا أَبُو مَسْعُودٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ قَالَ : نا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ : نا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : مَا فِي الْأَرْضِ قَوْمٌ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَجِيئُونِي فَيُخَاصِمُونِي مِنَ الْقَدَرِيَّةِ ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا أَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ قَدْرَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَإِنَّ اللَّهَ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ ، وَهُمْ يُسْأَلُونَ

حديث رقم: 458

وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ : نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ : أنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ أَنَّهُ كَانَ مَعَ طَاوُسٍ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، فَمَرَّ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ فَقَالَ قَائِلٌ لِطَاوُسٍ : هَذَا مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ ، فَعَدَلَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : أَنْتَ الْمُفْتَرِي عَلَى اللَّهِ ؟ الْقَائِلُ مَا لَا يَعْلَمُ ؟ قَالَ : إِنَّهُ يَكْذِبُ عَلَيَّ قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ فَعَدَلَ مَعَ طَاوُسٍ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ طَاوُسٌ يَا أَبَا عَبَّاسٍ الَّذِينَ يَقُولُونَ فِي الْقَدَرِ ؟ قَالَ : أَرُونِي بَعْضَهَمْ ، قُلْنَا : صَانِعٌ مَاذَا ؟ قَالَ : إِذًا أَضَعُ يَدِي فِي رَأْسِهِ فَأَدُقُّ عُنُقَهُ

حديث رقم: 459

أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ : نا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي حَلْقَةٍ ، فَذَكَرُوا أَهْلَ الْقَدَرِ فَقَالَ : مِنْهُمْ هَا هُنَا أَحَدٌ ؟ فَآخُذُ بِرَأْسِهِ فَأَقْرَأُ عَلَيْهِ : {{ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا }} ثُمَّ أَقْرَأُ عَلَيْهِ آيَةَ كَذَا وَآيَةَ كَذَا , آيَاتٌ فِي الْقُرْآنِ

حديث رقم: 460

وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : نا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ : نا شُعْبَةُ قَالَ : نا أَبُو هَاشِمٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَوْ رَأَيْتُ أَحَدَهُمُ لَأَخَذْتُ بِشَعَرِهِ يَعْنِي الْقَدَرِيَّةَ قَالَ شُعْبَةُ : فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا بِشْرٍ قَالَ : سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ وَاحْتَفَزَ : ذَكَرُوا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَتَحَفَّزَ وَقَالَ : لَوْ رَأَيْتُ أَحَدَهُمْ لَعَضَضْتُ أَنْفَهُ

حديث رقم: 461

وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ : نا شَرِيكٌ ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ : إِنِّي أَرَدْتُ أَنْ آتِيَكَ بِرَجُلٍ يَتَكَلَّمُ فِي الْقَدَرِ قَالَ : لَوْ أَتَيْتَنِي بِهِ لَأَسْتَتِبُّ لَهُ وَجْهَهُ أَوْ لَأَوْجَعْتُ رَأْسَهُ ، لَا تُجَالِسُهُمْ وَلَا تُكَلِّمْهُمْ

حديث رقم: 462

وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ : نا الْوَلِيدُ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ قَالَ : نا الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ هَزَّانَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : الْقَدَرُ : نِظَامُ التَّوْحِيدِ ، فَمَنْ وَحَّدَ اللَّهَ تَعَالَى وَآمَنَ بِالْقَدَرِ ، فَهِيَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى الَّتِي لَا انْفِصَامَ لَهَا ، وَمَنْ وَحَّدَ اللَّهَ تَعَالَى وَكَذَّبَ بِالْقَدَرِ ، فَإِنَّ تَكْذِيبَهُ بِالْقَدَرِ نَقْضٌ لِلتَّوْحِيدِ

حديث رقم: 463

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ : نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو ، يَرْفَعُونَهُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : الْقَدَرُ نِظَامُ التَّوْحِيدِ ، فَمَنْ وَحَّدَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَكَذَّبَ بِالْقَدَرِ ، كَانَ تَكْذِيبُهُ لِلْقَدَرِ نَقْضًا لِلتَّوْحِيدِ ، وَمَنْ وَحَّدَ اللَّهَ وَآمَنَ بِالْقَدَرِ ، كَانَتِ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى

حديث رقم: 464

وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : بَابُ شِرْكٍ فُتِحَ عَلَى أَهْلِ الْقِبْلَةِ : التَّكْذِيبُ بِالْقَدَرِ ، فَلَا تُجَادِلُوهُمْ ، فَيَجْرِي شِرْكُهُمْ عَلَى أَيْدِيكُمْ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : وَقَدْ ذَكَرْنَا عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ مَا حَضَرْنَا ذِكْرُهُ مِنَ الرَّدِّ عَلَى الْقَدَرِيَّةِ ، عَلَى مَا يُوَافِقُ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ ، اسْتَغْنَيْنَا بِمَا ذَكَرْنَاهُ عَنِ الْكَلَامِ وَسَنَذْكُرُ عَنِ التَّابِعِينَ وَالْعُلَمَاءِ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ مِمَّا تَأَدَّى إِلَيْنَا مِنْ رَدِّهِمْ عَلَى الْقَدَرِيَّةِ عَلَى مَا يُوَافِقُ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ ، وَقَوْلَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، مِمَّا إِذَا سَمِعَهُ الْقَدَرِيُّ ، فَإِنْ كَانَ مِمَّنْ أُرِيدَ بِهِ الْخَيْرُ رَاجَعَ دِينَهُ ، وَتَابَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَأَنَابَ ، وَإِنْ يَكُ غَيْرَ ذَلِكَ : فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ وَأَقْصَاهُ