سَأَلْتُ الْوَلِيدَ بْنَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ : كَيْفَ كَانَتْ وَصِيَّةُ أَبِيكَ إِيَّاكَ ، حِينَ حَضْرَهُ الْمَوْتُ ؟ قَالَ : دَعَانِي فَقَالَ : " يَا بُنَيَّ ، أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تَتَّقِيَ اللَّهَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِاللَّهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ ، وَلَنْ تُطْعَمَ طَعْمَ حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ ، وَلَنْ تَبْلُغَ الْعِلْمَ ، حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا أَبَتِ ، وَكَيْفَ لِي أَنْ أُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ : خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ؟ قَالَ : تَعْلَمُ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ , أَيْ بُنَيَّ ، إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْقَلَمُ قَالَ : اكْتُبْ قَالَ : مَا أَكْتُبُ يَا رَبِّ ؟ قَالَ : اكْتُبِ الْقَدَرَ قَالَ : فَجَرَى الْقَلَمُ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ بِمَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى الْأَبَدِ "
وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى قَالَ : نَا بَقِيَّةُ قَالَ : حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ : سَأَلْتُ الْوَلِيدَ بْنَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ : كَيْفَ كَانَتْ وَصِيَّةُ أَبِيكَ إِيَّاكَ ، حِينَ حَضْرَهُ الْمَوْتُ ؟ قَالَ : دَعَانِي فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تَتَّقِيَ اللَّهَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِاللَّهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ ، وَلَنْ تُطْعَمَ طَعْمَ حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ ، وَلَنْ تَبْلُغَ الْعِلْمَ ، حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا أَبَتِ ، وَكَيْفَ لِي أَنْ أُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ : خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ؟ قَالَ : تَعْلَمُ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ , أَيْ بُنَيَّ ، إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْقَلَمُ قَالَ : اكْتُبْ قَالَ : مَا أَكْتُبُ يَا رَبِّ ؟ قَالَ : اكْتُبِ الْقَدَرَ قَالَ : فَجَرَى الْقَلَمُ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ بِمَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى الْأَبَدِ