قَالَ : قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ لِي الْحَجَّاجُ : مَا أَمَدُكَ يَا حَسَنُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : سَنَتَانِ مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ قَالَ : فَقَالَ : وَاللَّهِ لَعَيْنُكَ أَكْبَرُ مِنْ أَمَدِكَ
قَالَ : وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ قَالَ : رَأَيْتُ عُثْمَانَ يَخْطُبُ - وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً - قَائِمًا وَقَاعِدًا
قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يُصَبُّ عَلَيْهِ مِنْ إِبْرِيقٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو رَجَاءٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، فَقُلْتُ لَهُ : مَتَى عَهْدُكَ بِالْمَدِينَةِ يَا أَبَا سَعِيدٍ ؟ قَالَ : لَيَالِي صِفِّينَ قَالَ : قُلْتُ : فَمَتَى احْتَلَمْتَ ؟ قَالَ : بَعْدَ صِفِّينَ عَامًا قَالَ : وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَالثَّبْتُ عِنْدَنَا أَنَّهُ كَانَ لِلْحَسَنِ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً ، وَقَدْ رَآهُ ، وَسَمِعَ مِنْهُ ، وَرَوَى عَنْهُ ، وَرَوَى عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، وَابْنِ عُمَرَ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ ، وَالْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ ، وَجُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، وَصَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، وَرَوَى صَعْصَعَةُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، وَرَوَى الْحَسَنُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ أَنَّهُ غَزَا مَعَه كَابُلَ ، وَالْأَنْدُقَانَ ، وَالْأَنْدَغَانَ ، وَزَابُلِسْتَانَ ثَلَاثَ سِنِينَ وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ فِي أَحَادِيثِ سَمُرَةَ الَّتِي يَرْوِيهَا الْحَسَنُ عَنْهُ : سَمِعْنَا أَنَّهَا مِنْ كِتَابٍ قَالُوا : وَكَانَ الْحَسَنُ جَامِعًا ، عَالِمًا ، عَالِيًا ، رَفِيعًا ، فَقِيهًا ، ثِقَةً ، مَأْمُونًا ، عَابِدًا ، نَاسِكًا ، كَبِيرَ الْعِلْمِ ، فَصِيحًا ، جَمِيلًا وَسِيمًا ، وَكَانَ مَا أَسْنَدَ مِنْ حَدِيثِهِ ، وَرَوَى عَمَّنْ سَمِعَ مِنْهُ ، فَحَسُنَ حُجَّةً ، وَمَا أَرْسَلَ مِنَ الْحَدِيثِ فَلَيْسَ بِحُجَّةٍ ، وَقَدِمَ مَكَّةَ ، فَأَجْلَسُوهُ عَلَى سَرِيرٍ ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ ، فَحَدَّثَهُمْ ، وَكَانَ فِيمَنْ أَتَاهُ مُجَاهِدٌ ، وَعَطَاءٌ ، وَطَاوُسٌ ، وَعَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ ، فَقَالُوا ، أَوْ قَالَ بَعْضُهُمْ : لَمْ نَرَ مِثْلَ هَذَا قَطُّ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : لَوْلَا الْمِيثَاقُ الَّذِي أَخَذَهُ اللَّهُ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ مَا حَدَّثْتُكُمْ بِكَثِيرٍ مِمَّا تُسْأَلُونَ عَنْهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : الْوُضُوءُ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ قَالَ : فَقَالَ الْحَسَنُ : لَا أَدَعُهُ أَبَدًا
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ : مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ : كَانَ مُوسَى نَبِيُّ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَا يَغْتَسِلُ إِلَّا مُسْتَتِرًا قَالَ : فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا ؟ قَالَ : سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومٍ قَالَ : سَمِعْتُ رَجُلًا قَالَ لِلْحَسَنِ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ لَثَقٌ وَطِينٌ وَمَطَرٌ فَأَبَى عَلَيْهِ الْحَسَنُ إِلَّا الْغُسْلَ ، فَلَمَّا أَبَى عَلَيْهِ قَالَ الْحَسَنُ : حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ : عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ثَلَاثًا : الْغُسْلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَالْوَتْرَ قَبْلَ النَّوْمِ ، وَصِيَامَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، عَنْ أَيُّوبَ ، وَحَمَّادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ، وَغَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ يُونُسَ قَالُوا : لَمْ يَسْمَعِ الْحَسَنُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ : كَانَ الْحَسَنُ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ وَالْمَعَانِي
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَا : حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ : كَانَ الْحَسَنُ يُحَدِّثُنَا الْحَدِيثَ يَخْتَلِفُ ، فَيَزِيدُ فِي الْحَدِيثِ وَيَنْقُصُ مِنْهُ ، وَلَكِنَّ الْمَعْنَى وَاحِدٌ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ يَعْنِي ابْنَ مَيْمُونٍ قَالَ : حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ : قُلْتُ لِلْحَسَنِ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، الرَّجُلُ يَسْمَعُ الْحَدِيثَ ، فَيُحَدِّثُ بِهِ لَا يَأْلُو ، فَيَكُونُ فِيهِ الزِّيَادَةُ وَالنُّقْصَانُ قَالَ : وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ ؟
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ : كَانَ عِلْمُ الْحَسَنِ فِي صَحِيفَةٍ مِثْلِ هَذِهِ وَعَقَدَ عَفَّانُ بِالْإِبْهَامَيْنِ وَالسَّبَّابَتَيْنِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ : قُلْتُ لِقَتَادَةَ : عَمَّنْ كَانَ يَأْخُذُ الْحَسَنُ أَنَّهُ كَانَ لَا يُجِيزُ الْخُلْعَ إِلَّا عِنْدَ السُّلْطَانِ ؟ قَالَ : عَنْ زِيَادٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ قَالَ : كَانَ الْحَسَنُ عَلَى الْقَضَاءِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ : جِئْتُ بِكِتَابٍ مِنْ قَاضِي الْكُوفَةِ إِلَى إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ : فَجِئْتُ بِهِ ، وَقَدْ عُزِلَ وَاسْتُقْضِيَ الْحَسَنُ ، فَدَفَعْتُ كِتَابِي إِلَيْهِ ، فَقَبِلَهُ ، وَلَمْ يَسْأَلْنِي عَلَيْهِ بَيِّنَةً
قَالَ : أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : لَمْ يُحَدِّثْنَا الْحَسَنُ أَنَّهُ سَاقَهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ : رَأَيْتُ الْحَسَنَ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ ، فَتَكَابُّوا عَلَيْهِ ، فَقَالَ : لَا بُدَّ لِهَؤُلَاءِ النَّاسِ مِنْ وَزَعَةٍ قَالَ : وَكَانَ يَقْعُدُ عَلَى الْمَنَارَةِ الْعَتْيقَةِ فِي آخِرِ الْمَسْجِدِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ قَالَ : رَأَيْتُ خَاتَمَ الْحَسَنِ فِي يَسَارِهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ : كَانَ فِي خَاتَمِ الْحَسَنِ خُطُوطٌ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : رَأَيْتُ خَاتَمَ الْحَسَنِ فِي يَسَارِهِ فِضَّةً كُلَّهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ قَالَ : رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ : رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، وَعَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ ، وَيَحْيَى بْنُ خُلَيْفٍ قَالُوا : حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ : رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ قَالَ : رَأَيْتُ الْحَسَنَ وَلِحْيَتُهُ صَفْرَاءُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارِ قَالَ : رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : رَأَيْتُ الْحَسَنَ لَا يُحْفِي شَارِبَهُ كَمَا يُحْفِي بَعْضُ النَّاسِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ : رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصَلِّي وَيَدَاهُ فِي طَيْلَسَانِهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا قُرَّةُ قَالَ : رَأَيْتُ خَاتَمَ الْحَسَنِ حَلْقَةَ فِضَّةٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ : رَأَيْتُ عَلَى الْحَسَنِ ثَوْبًا سَعِيدِيًّا مُصَلَّبًا ، وَعِمَامَةً سَوْدَاءَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ : رَأَيْتُ عَلَى الْحَسَنِ عِمَامَةً سَوْدَاءَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ : رَأَيْتُ الْحَسَنَ يَضَعُ طَيْلَسَانَهُ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْسَرِ فِي الصَّلَاةِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ الْحَسَنَ كَانَ لَا يَتَنَوَّرُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ السَّدُوسِيُّ قَالَ : كُنْتُ أَرَى عَلَى الْحَسَنِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ الطَّيْلَسَانَ الْكُرْدِيَّ الْمُثَنَّى ، الْغَامِضَ السِّلْكِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ : أَنْبَأَنِي مَنْ رَأَى قَمِيصَ الْحَسَنِ إِلَى هَاهُنَا مَوْضِعَ عَقْدِ الشِّرَاكِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : رَأَيْتُ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ مَرْخِيَّةٌ مِنْ وَرَائِهِ ، وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ وَبُرْدٌ مُجْفَرٌ صَغِيرٌ ، مُرْتَدِيًا بِهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا حُرَيْثُ بْنُ السَّائِبِ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : كُنْتُ أَدْخُلُ بُيُوتَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، فَأَتَنَاوَلُ سَقْفَ الْبَيْتِ بِيَدِي
قَالَ : أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ : سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلَالٍ قَالَ : قَالَ لَنَا أَبُو قَتَادَةَ : عَلَيْكُمْ بِهَذَا الشَّيْخِ - يَعْنِي الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ - فَإِنِّي وَاللَّهِ ، مَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ أَشْبَهَ رَأَيًا بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ قَالَ : سَمِعْتُ مُوَرِّقًا يَقُولُ : قَالَ لِي أَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ : الْزَمْ هَذَا الشَّيْخَ ، وَخُذْ عَنْهُ ، فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَشْبَهَ رَأَيًا بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ : قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : أَدْرَكْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ ، وَيَحْيَى بْنَ جَعْدَةَ ، وَالْقَاسِمَ ، فَلَمْ أَرَ فِيهِمْ مِثْلَ الْحَسَنِ ، وَلَوْ أَنَّ الْحَسَنَ أَدْرَكَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ رَجُلٌ لَاحْتِاجُوا إِلَى رَأْيِهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي ثُبَيْتٍ الرَّاسِيُّ قَالَ : دَخَلَ عَلَيَّ بِلَالُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ ، فَجَرَى ذِكْرُ الْحَسَنِ ، فَقَالَ لِي بِلَالٌ : سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ يَقُولُ : مَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ لَمْ يَصْحَبِ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَشْبَهَ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ هَذَا الشَّيْخِ يَعْنِي الْحَسَنَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ : لَمَّا بَعَثَ ابْنُ هُبَيْرَةَ إِلَى الْحَسَنِ ، وَإِلَى الشَّعْبِيِّ قَالَ : فَالْتَقَيَا قَالَ : فَجَعَلَ عَامِرٌ يُعَرِّفُ لَهُ قَالَ : فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ : يَا أَبَهْ ، إِنِّي أَرَاكَ تَفْعَلُ بِهَذَا الشَّيْخِ فِعَالًا لَمْ أَرَكَ تَفْعَلُهُ بِأَحَدٍ قَطُّ فَقَالَ : يَا بُنَيَّ أَدْرَكْتُ سَبْعِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا قَطُّ أَشْبَهَ بِهِمْ مِنْ هَذَا الشَّيْخِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ ، عَنْ مَنْصُورٍ الْغُدَانِيِّ قَالَ : ذَكَرَ الشَّعْبِيُّ الْحَسَنَ ، فَقَالَ : مَا رَأَيْتُ مِنَ أَهْلِ تِلْكَ الْبِلَادِ رَجُلًا قَطُّ أَفْضَلَ مِنْهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ : سَمِعْتُ زُهَيْرَ بْنَ مُعَاوِيَةَ أَبَا خَيْثَمَةَ يَقُولُ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ : كَانَ الْحَسَنُ يَعْنِي الْبَصْرِيَّ يُشْبِهُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ يُونُسَ قَالَ : كَانَ الْحَسَنُ رَجُلًا مَحْزَونًا ، وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ صَاحِبَ ضَحِكٍ وَمُزَاحٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ أَنَّهُمَا قَالَا : قَدْ رَأَيْنَا الْفُقَهَاءَ ، فَمَا رَأَيْنَا مِنْهُمْ أَجْمَعَ مِنَ الْحَسَنِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ : قَالَ الْحَسَنُ احْتِسَابًا ، وَسَكَتَ مُحَمَّدٌ احْتِسَابًا
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ يَقُولُ : إِنِّي لَأَغْبِطُ أَهْلَ الْبَصْرَةِ بِذَيْنِكَ الشَّيْخَيْنِ : الْحَسَنِ وَمُحَمَّدٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ : سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ : كَانَ الْحَسَنُ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ : لَمْ أَرَ أَسْخَى مِنْهُمَا - يَعْنِي الْحَسَنَ وَابْنَ سِيرِينَ - إِلَّا أَنَّ الْحَسَنَ كَانَ أَشَدَّهُمَا إِلْحَاحًا
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ قَالَ : كَانَ الْحَسَنُ وَاللَّهِ مِنْ رُءُوسِ الْعُلَمَاءِ فِي الْفِتَنِ وَالدِّمَاءِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ قَالَ : قِيلَ لِابْنِ الْأَشْعَثِ : إِنْ سَرَّكَ أَنْ يُقْتَلُوا حَوْلَكَ كَمَا قُتِلُوا حَوْلَ جَمَلِ عَائِشَةَ فَأَخْرِجِ الْحَسَنَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ ، فَأَكْرَهَهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ : اسْتَبْطَأَ النَّاسُ أَيَّامَ ابْنِ الْأَشْعَثِ ، فَقَالُوا لَهُ : أَخْرِجْ هَذَا الشَّيْخَ يَعْنِي الْحَسَنَ قَالَ ابْنُ عَوْنٍ ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ بَيْنَ الْجِسْرَيْنِ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ قَالَ : فَغَفَلُوا عَنْهُ ، فَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي بَعْضِ تِلْكَ الْأَنْهَارِ حَتَّى نَجَا مِنْهُمْ ، وَكَادَ يَهْلِكُ يَوْمَئِذٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ : حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّبْعِيُّ قَالَ : لَمَّا كَانَتِ الْفِتْنَةُ - فِتْنَةُ ابْنِ الْأَشْعَثِ إِذْ قَاتَلَ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ - انْطَلَقَ عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْغَافِرِ ، وَأَبُو الْجَوْزَاءِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ فِي نَفَرٍ مِنْ نُظَرَائِهِمْ ، فَدَخَلُوا عَلَى الْحَسَنِ ، فَقَالُوا : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، مَا تَقُولُ فِي قِتَالِ هَذَا الطَّاغِيَةِ الَّذِي سَفْكَ الدَّمَ الْحَرَامَ ، وَأَخَذَ الْمَالَ الْحَرَامَ ، وَتَرَكَ الصَّلَاةَ ، وَفَعَلَ وَفَعَلَ ؟ قَالَ : وَذَكَرُوا مِنْ فِعْلِ الْحَجَّاجِ قَالَ : فَقَالَ الْحَسَنُ : أَرَى أَنْ لَا تُقَاتِلُوهُ ؛ فَإِنَّهَا إِنْ تَكُنْ عُقُوبَةً مِنَ اللَّهِ فَمَا أَنْتُمْ بِرَادِّي عُقُوبَةِ اللَّهِ بِأَسْيَافِكُمْ ، وَإِنْ يَكُنْ بَلَاءً فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ قَالَ : فَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ وَهُمْ يَقُولُونَ : نُطِيعُ هَذَا الْعِلْجَ ؟ قَالَ : وَهُمْ قَوْمٌ عُرْبٌ قَالَ : وَخَرَجُوا مَعَ ابْنِ الْأَشْعَثِ قَالَ : فَقُتِلُوا جَمِيعًا
قَالَ سُلَيْمَانُ : فَأَخْبَرَنِي مُرَّةُ بْنُ ذُبَابٍ أَبُو الْمُعَذَّلِ قَالَ : أَتَيْتُ عَلَى عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ وَهُوَ صَرِيعٌ فِي الْخَنْدَقِ ، فَقَالَ : يَا أَبَا الْمُعَذَّلِ ، لَا دُنْيَا ، وَلَا آخِرَةَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا شَبِيبُ بْنُ عَجْلَانَ الْحَنَفِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنِي سَلْمُ بْنُ أَبِي الذَّيَّالِ قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ الْحَسَنَ وَهُوَ يَسْمَعُ وَأُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ، فَقَالَ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، مَا تَقُولُ فِي الْفِتَنِ مِثْلِ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ ، وَابْنِ الْأَشْعَثِ ؟ فَقَالَ : لَا تَكُنْ مَعَ هَؤُلَاءِ ، وَلَا مَعَ هَؤُلَاءِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ : وَلَا مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ يَا أَبَا سَعِيدٍ ؟ فَغَضِبَ ، ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ ، فَخَطَرَ بِهَا ، ثُمَّ قَالَ : وَلَا مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ يَا أَبَا سَعِيدٍ ، نَعَمْ ، وَلَا مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ قَالَ : شَهِدْتُ الْحَسَنَ ، وَسَعِيدَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ حِينَ أَقْبَلَ ابْنُ الْأَشْعَثِ ، فَكَانَ الْحَسَنُ يَنْهَى عَنِ الْخُرُوجِ عَلَى الْحَجَّاجِ ، وَيَأْمُرُ بِالْكَفِّ ، وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ يُحَضِّضُ ، ثُمَّ قَالَ سَعِيدٌ فِيمَا يَقُولُ : مَا ظَنُّكَ بِأَهْلِ الشَّامِ إِذَا لَقِينَاهُمْ غَدًا ، فَقُلْنَا : وَاللَّهِ مَا خَلَعْنَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَلَا نُرِيدُ خَلْعَهُ ، وَلَكِنَّا نَقَمْنَا عَلَيْهِ اسْتِعْمَالَهُ الْحَجَّاجَ ، فَاعْزِلْهُ عَنَّا فَلَمَّا فَرَغَ سَعِيدٌ مِنْ كَلَامِهِ تَكَلَّمَ الْحَسَنُ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا سَلَّطَ اللَّهُ الْحَجَّاجَ عَلَيْكُمْ إِلَّا عُقُوبَةً ، فَلَا تُعَارِضُوا عُقُوبَةَ اللَّهِ بِالسَّيْفِ ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ وَالتَّضَرُّعَ ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتُ مِنْ ظَنِّي بِأَهْلِ الشَّامِ فَإِنَّ ظَنِّي بِهِمْ أَنْ لَوْ جَاؤُوا ، فَأَلْقَمَهُمُ الْحَجَّاجُ دُنْيَاهُ لَمْ يَحْمِلْهُمْ عَلَى أَمْرٍ إِلَّا رَكِبُوهُ ، هَذَا ظَنِّي بِهِمْ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَزِيدَ الْعَبْدِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ : لَوْ أَنَّ النَّاسَ إِذَا ابْتُلُوا مِنْ قِبَلِ سُلْطَانِهِمْ صَبَرُوا مَا لَبِثُوا أَنْ يُفْرَجَ عَنْهُمْ ، وَلَكِنَّهُمْ يَجْزَعُونَ إِلَى السَّيْفِ ، فَيُوَكَّلُونَ إِلَيْهِ ، فَوَاللَّهِ مَا جَاؤُوا بِيَوْمِ خَيْرٍ قَطُّ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ : كَانَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ أَرْفَعَ عِنْدَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مِنَ الْحَسَنِ حَتَّى خَفَّ مَعَ ابْنِ الْأَشْعَثِ ، وَكَفَّ الْحَسَنُ ، فَلَمْ يَزَلْ أَبُو سَعِيدٍ فِي عُلُوٍّ مِنْهَا بَعْدُ ، وَسَقَطَ الْآخَرُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : رَأَيْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ قَاعِدًا فِي أَصْلِ مِنْبَرِ ابْنِ الْأَشْعَثِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ الْأَسْوَدُ قَالَ : تَمَنَّى رَجُلٌ ، فَقَالَ : لَيْتَنِي بِزُهْدِ الْحَسَنِ ، وَوَرَعِ ابْنِ سِيرِينَ ، وَعِبَادَةِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ ، وَفِقْهِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَذَكَرَ مُطَرِّفًا بِشَيْءٍ لَا يَحْفَظُهُ رَوْحٌ ، فَنَظَرُوا ذَلِكَ ، فَوَجَدُوهُ كَامِلًا كُلَّهُ فِي الْحَسَنِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ قَالَ : سَأَلَ رَجُلِ أَيُّوبَ وَأَنَا أَسْمَعُ ، فَقَالَ : حَدِيثُ الْحَسَنِ وَضَحِكَ الرَّجُلُ ، فَغَضِبَ أَيُّوبُ ، وَاحْمَرَّ وَجْهُهُ ، وَقَالَ لَهُ : مَا يُضْحِكُكَ ؟ قَالَ : لَا شَيْءَ قَالَ : مَا ضَحِكْتَ لَخَيْرٍ ، أَمَا وَاللَّهِ مَا رَأَتْ عَيْنَاكَ رَجُلًا قَطُّ أَفْقَهَ مِنْهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ لِلْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ : أَرَأَيْتَ مَا تُفْتِي النَّاسَ ، أَشَيْئًا سَمِعْتَهُ أَمْ بِرَأْيِكَ ؟ فَقَالَ الْحَسَنُ : لَا وَاللَّهِ ، مَا كُلُّ مَا نُفْتِي بِهِ سَمِعْنَاهُ ، وَلَكِنْ رَأْيُنَا خَيْرٌ لَهُمْ مِنْ رَأْيِهِمْ لِأَنْفُسِهِمْ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : حَدَّثْتُ الْحَسَنَ بِحَدِيثٍ ، فَإِذَا هُوَ يُحَدِّثُ بِهِ قَالَ : قُلْتُ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، مَنْ حَدَّثَكُمْ ؟ قَالَ : لَا أَدْرِي قَالَ : قُلْتُ : أَنَا حَدَّثْتُكُمْ بِهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا زُرَيْكُ بْنُ أَبِي زُرَيْكٍ قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ : إِنَّ هَذِهِ الْفِتْنَةَ إِذَا أَقْبَلَتْ عَرَفَهَا كُلُّ عَالِمٍ ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَرَفَهَا كُلُّ جَاهِلٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ : كُنَّا قُعُودًا مَعَ الْحَسَنِ عَلَى سَطْحِهِ إِذْ صَنَعَ الْحَجَّاجُ مَا صَنَعَ ، قَالَ سُلَيْمَانُ : وَكَانَ أَخْرَجَ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْبَصْرَةِ قَالَ : فَجَاءَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ وَنَحْنُ قُعُودٌ مَعَ الْحَسَنِ ، فَقَالَ : نَحْنُ نُقِرُّ بِهَذَا لِنَضْفِنُ دُونَ الْحَبْسِ قَالَ : فَرَدَّ عَلَيْهِ الْحَسَنُ ، وَكَرِهَ مَا قَالَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ قَالَ : رَأَيْتُ الْحَسَنَ مُقَيَّدًا فِي الْمَنَامِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ : مَا أُحِبُّ أَنْ أُؤَمِّنَ عَلَى دُعَاءِ أَحَدٍ حَتَّى أَسْمَعَ دُعَاءَهُ إِلَّا الْحَسَنَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ : قَالَ مُطَرِّفٌ : مَا أُحِبُّ أَنْ أُؤَمِّنَ عَلَى دُعَاءِ أَحَدٍ حَتَّى أَسْمَعَ مَا يَقُولُ إِلَّا الْحَسَنَ
حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ : سَمِعْتُ حُمَيْدًا ، وَيُونُسَ يَقُولَانِ : مَا أَدْرَكْنَا أَجْمَعَ مِنَ الْحَسَنِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ : كَانَ يُشَبَّهُ كَلَامُ الْحَسَنِ بِكَلَامِ رُؤْبَةَ بْنِ الْعَجَّاجِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لِلْحَسَنِ : يَا أَبَا سَعِيدٍ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ : أَيْنَ غُذِيتَ ؟ قَالَ : بِالْأُبُلَّةِ قَالَ : مِنْ هُنَاكَ أَتَيْتَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ : قَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ يَوْمًا : أَنَا أَعْرَبُ النَّاسِ قَالَ : فَقَالَ الْحَسَنُ : أَنْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَأْخُذَ عَلَيَّ كَلِمَةً وَاحِدَةً فَقَالَ : هَذِهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْأَشْعَثُ قَالَ : كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا الْحَسَنَ لَا نَسْأَلُ عَنْ خَبَرٍ ، وَلَا نُخْبِرُ بِشَيْءٍ ، وَإِنَّمَا كَانَ فِي أَمْرِ الْآخِرَةِ قَالَ : وَكُنَّا نَأْتِي مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ ، فَيَسْأَلُنَا عَنِ الْأَخْبَارِ وَالْأَشْعَارِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : رَأَيْتُ الْحَسَنَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي قَصَصِهِ فِي الدُّعَاءِ بِظَهْرِ كَفَّيْهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ : كَانَ الْحَسَنُ يَشْتَرِي كُلَّ يَوْمٍ لَحْمًا بِنِصْفِ دِرْهَمٍ قَالَ : وَمَا شَمِمْتُ مَرَقَةً قَطُّ أَطْيَبَ رِيحًا مِنْ مَرَقَةِ الْحَسَنِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ : مَا وَجَدْتُ رِيحَ مَرَقَةٍ قَطُّ أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ مَرَقَةِ الْحَسَنِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ : أَنَا نَازَلْتُ الْحَسَنَ فِي الْقَدَرِ غَيْرَ مَرَّةٍ حَتَّى خَوَّفْتُهُ السُّلْطَانَ ، فَقَالَ : لَا أَعُودُ فِيهِ بَعْدَ الْيَوْمِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ : لَا أَعْلَمُ أَحَدًا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعِيبَ الْحَسَنَ إِلَّا بِهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ : أَدْرَكْتُ الْحَسَنَ وَاللَّهِ ، وَمَا يَقُولُهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ : سَمِعْتُ حُمَيْدًا ، وَأَيُّوبَ يَتَكَلَّمَانِ ، فَسَمِعْتُ حُمَيْدًا يَقُولُ لِأَيُّوبَ : لَوَدِدْتُ أَنَّهُ قُسِمَ عَلَيْنَا غُرْمٌ ، وَأَنَّ الْحَسَنَ لَمْ يَتَكَلَّمْ بِالَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ قَالَ أَيُّوبُ : يَعْنِي فِي الْقَدَرِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ : كَانَ أَبِي يَقُولُ : الْحَسَنُ شَيْخُ الْبَصْرَةِ ، وَبَكْرٌ فَتَاهَا
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ : حَدَّثَنَا غَالِبٌ قَالَ : حَمَلْتُ الْحَسَنَ عَلَى حِمَارِي مِنَ الْمَسْجِدِ إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَرَأَى نَاسًا يَتَّبِعُونَهُ ، فَقَالَ : مَا يُبْقِي هَؤُلَاءِ مِنْ قَلْبِ رَجُلٍ لَوْلَا أَنَّ الْمُؤْمِنَ يَرْجِعُ إِلَى نَفْسِهِ ، فَيَعْرِفُهَا
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُرَجَّى بْنُ رَجَاءٍ قَالَ : حَدَّثَنَا غَالِبٌ قَالَ : خَرَجَ الْحَسَنُ مَرَّةً مِنَ الْمَسْجِدِ ، وَقَدْ ذُهِبَ بِحِمَارِهِ ، فَأَتَى حِمَارِي ، فَرَكِبَهُ ، وَكَانَ حِمَارِي يَتَنَاوَلُ سَاقَ صَاحِبِهِ ، فَخِفْتُهُ عَلَى الْحَسَنِ ، فَأَخَذْتُ بِلِجَامِهِ ، فَقَالَ : أَحِمَارُكَ هَذَا ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ قَالَ : وَخَلْفَهُ رِجَالٌ يَمْشُونَ ؟ فَقَالَ : لَا أَبَا لَكَ ، مَا يُبْقِي خَفْقُ نِعَالِ هَؤُلَاءِ مِنْ قَلْبِ آدَمَيٍّ ضَعِيفٍ ، وَاللَّهِ لَوْلَا أَنْ يَرْجِعَ الْمُسْلِمُ - أَوِ الْمُؤْمِنُ - شَكَّ مُرَجَّى - إِلَى نَفْسِهِ ، فَيَعْلَمُ أَنْ لَا شَيْءَ عِنْدَهُ لَكَانَ هَذَا فِي فَسَادِ قَلْبِهِ سَرِيعًا
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ : إِنَّ خَفْقَ النِّعَالِ خَلْفَ الرِّجَالِ قَلَّ مَا تَلْبَثُ الْحَمْقَى
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ : أَهْينُوا هَذِهِ الدُّنْيَا ، فَوَاللَّهِ لَأَهْنَأُ مَا تَكُونُ إِذَا أَهَنْتُمُوهَا
قَالَ : أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ : حَدَّثَنَا غَالِبٌ الْقَطَّانُ قَالَ : كُنَّا نَكُونُ عِنْدَ الْحَسَنِ ، وَعِنْدَهُ إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ : فَكَانَ الْحَسَنُ إِذَا سُئِلَ عَنِ الْمَسْأَلَةِ يَبْدُرُهُ إِيَاسٌ بِالْجَوَابِ قَالَ : ثُمَّ يُسْأَلُ الْحَسَنُ ، فَنَعْرِفُ فَضْلَ الْحَسَنِ عَلَيْهِمْ قَالَ : فَسُئِلَ الْحَسَنُ : هَلْ يُجْزِي الصَّاعُ مِنَ الْعَسَلِ ؟ فَقَالَ إِيَاسٌ : نَعَمْ فَقَالَ الْحَسَنُ : قَدْ يُجْزِي ، وَقَدْ لَا يُجْزِي ، قَدْ يَكُونُ الرَّجُلُ رَفِيقًا فَيُجْزِيهِ ، وَيَكُونُ أَخْرَقَ فَلَا يُجْزِيهِ قَالَ : وَكَانَ فَضْلُ الْحَسَنِ عَلَيْهِمْ كَفَضْلِ الْبَازِ عَلَى الْعَصَافِيرِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَوَانَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو شَدَّادٍ - شَيْخٌ مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ أَحْسَنَ عَلَيْهِ الثَّنَاءَ - قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ ، وَذُكِرَ عِنْدَهُ الَّذِينَ يَلْبَسُونَ الصُّوفَ ، فَقَالَ : مَا لَهُمْ تَفَاقَدُوا ثَلَاثًا , أَكَنُّوا الْكِبْرَ فِي قُلُوبِهِمْ ، وَأَظْهَرُوا التَّوَاضُعَ فِي لِبَاسِهِمْ ، وَاللَّهِ لَأَحَدُهُمْ أَشَدُّ عُجْبًا بِكِسَائِهِ مِنْ صَاحِبِ الْمُطْرَفِ بِمُطْرَفِهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَوْشَنٍ قَالَ : دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى الْحَسَنِ ، فَوَجَدَ عِنْدَهُ رِيحُ قِدْرٍ طَيِّبَةٍ ، فَقَالَ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، إِنَّ قِدْرَكَ لَطَيِّبَةٌ قَالَ : نَعَمْ ؛ لِأَنَّ رَغِيفِي مَالِكٌ ، وَصِحْنَاءَهُ فَرْقَدٌ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَوْشَنٍ قَالَ : خَرَجَ الْحَسَنُ وَعَلَيْهِ جُبَّةُ يُمْنَةٍ ، وَرِدَاءُ يُمْنَةٍ ، فَنَظَر إِلَيْهِ فَرْقَدٌ ، فَقَالَ بِالْفَارِسِيَّةِ : أُسْتَاذُ يَنْبَغِي لِمِثْلِكَ أَنْ يَكُونَ فَقَالَ الْحَسَنُ : يَا ابْنَ أُمِّ فَرْقَدٍ ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ أَكْثَرَ أَصْحَابِ النَّارِ أَصْحَابُ الْأَكْسِيَةِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَوْشَنٍ قَالَ : اسْتَعَانَ رَجُلٌ بِالْحَسَنِ فِي حَاجَةٍ ، فَخَرَجَ مَعَهُ ، وَقَالَ : إِنِّي اسْتَعَنْتُ بِابْنِ سِيرِينَ ، وَفَرْقَدٍ ، فَقَالَا : حَتَّى نَشْهَدَ الْجَنَازَةَ ، ثُمَّ نَخْرُجُ مَعَكَ قَالَ : أَمَا إِنَّهُمَا لَوْ مَشَيَا مَعَكَ لَكَانَ خَيْرًا
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ يَقْظَانَ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ الْحَسَنِ جُلُوسًا وَعِنْدَهُ فِتْيَانُ لَا يَسْأَلُونَهُ عَنْ شَيْءٍ ، فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَنْظُرُ إِلَى بَعْضٍ ، فَقَالَ : مَا لَهُمْ حَيَارَى : مَا لَهُمْ حَيَارَى ، مَا لَهُمْ تَفَاقَدُوا
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا قُرَّةُ قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ : إِنَّهُ لَيُجَالِسُنَا فِي حَلْقَتِنَا هَذِهِ قَوْمٌ مَا يُرِيدُونَ بِهِ إِلَّا الدُّنْيَا وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا لَمْ يَتَقَوَّلْ عَلَيْنَا مَا لَمْ نَقُلْ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ الْحَسَنِ وَقَدِ انْتَصَفَ النَّهَارُ وَزَادَ ، فَقَالُ ابْنُهُ : خِفُّوا عَنِ الشَّيْخِ ، فَإِنَّكُمْ قَدْ شَقَقْتُمْ عَلَيْهِ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَطْعَمْ طَعَامًا وَلَا شَرَابًا قَالَ : مَهْ - وَانْتَهَرَهُ - دَعْهُمْ ، فَوَاللَّهِ مَا شَيْءٌ أَقَرَّ لِعَيْنِي مِنْ رُؤْيَتِهِمْ ، أَوْ مِنْهُمْ ، إِنْ كَانَ الرَّجُلُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَيَزُورُ أَخَاهُ ، فَيَتَحَدَّثَانِ ، وَيَذْكُرَانِ وَيَحْمَدَانِ رَبَّهُمَا حَتَّى يَمْنَعَهُ قَائِلَتَهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ : كُنَّا نَكُونُ عِنْدَ الْحَسَنِ ، فَكَانَ كُلَّمَا قَدِمَ إِنْسَانٌ قَالَ : سَلَامٌ عَلَيْكُمْ فَيَقُولُ الْحَسَنُ : سَلَامٌ عَلَيْكُمْ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : قَالَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ : مَا كُنَّا نَأْخُذُ عِلْمَ الْحَسَنِ إِلَّا عِنْدَ الْغَضَبِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مِنْهَالٍ ، عَنْ غَالِبٍ قَالَ : قَالَ الْحَسَنُ : إِنَّ فَضْلَ الْفِعَالِ عَلَى الْكَلَامِ مَكْرُمَةٌ ، وَإِنَّ فَضْلَ الْكَلَامِ عَلَى الْفِعَالِ عَارٌ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : ضَحِكُ الْمُؤْمِنِ غَفْلَةٌ مِنْ قَلْبِهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ يَقُولُ عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : أَحْسِبُهُ عَنْ قَتَادَةَ - قَالَ : إِذَا اجْتَمَعَ لِي أَرْبَعَةٌ لَمْ أَلْتَفِتْ إِلَى غَيْرِهِمْ ، وَلَمْ أُبَالِ مَنْ خَالَفَهُمْ : الْحَسَنُ ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، وَإِبْرَاهِيمُ ، وَعَطَاءٌ ، قَالَ : هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةُ أَئِمَّةُ الْأَمْصَارِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ هِشَامٍ أَنَّ عَطَاءً سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ ، فَقَالَ : لَا أَدْرِي ، فَقِيلَ : إِنَّ الْحَسَنَ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : إِنَّهُ وَاللَّهِ لَيْسَ بَيْنَ جَنْبَيَّ مِثْلُ قَلْبِ الْحَسَنِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ : قَالَ لِيَ الشَّعْبِيُّ وَنَحْنُ بِمَكَّةَ : إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تُخَلِّيَ لِي الْحَسَنَ ، قَالَ : فَقُلْتُ ذَلِكَ لِلْحَسَنِ وَأَنَا مَعَهُ فِي بَيْتٍ ، قَالَ : فَقَالَ : إِذَا شَاءَ ، قَالَ : فَجَاءَ الشَّعْبِيُّ وَأَنَا عَلَى الْبَابِ ، قَالَ : فَقُلْتُ : ادْخُلْ عَلَيْهِ ، فَإِنَّهُ فِي الْبَيْتِ وَحْدَهُ ، قَالَ : إِنَّ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ تَدْخُلَ مَعِي ، قَالَ : فَدَخَلْتُ ، فَإِذَا الْحَسَنُ قُبَالَةَ الْقِبْلَةِ ، وَهُوَ يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، لَمْ تَكُنْ فَكُوِّنْتَ ، وَسَأَلْتَ فَأُعْطِيتَ ، وَسُئِلْتَ فَمَنَعْتَ ، فَبِئْسَ مَا صَنَعْتَ ، قَالَ : ثُمَّ يَذْهَبُ ، ثُمَّ يَرْجِعُ ، ثُمَّ يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، لَمْ تَكُنْ فَكُوِّنْتَ ، وَسَأَلْتَ فَأُعْطِيتَ ، وَسُئِلَتْ فَمَنَعْتَ ، فَبِئْسَ مَا صَنَعْتَ ، قَالَ : ثُمَّ يَذْهَبُ ، ثُمَّ يَرْجِعُ ، ثُمَّ يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، لَمْ تَكُنْ فَكُوِّنْتَ ، وَسَأَلْت فَأُعْطِيتَ ، وَسُئِلْتَ فَمَنَعْتَ ، فَبِئْسَ مَا صَنَعْتَ ، قَالَ : ثُمَّ يَذْهَبُ ، قَالَ : فَأَعَادَ ذَلِكَ مِرَارًا قَالَ : فَأَقْبَلَ عَلَيَّ الشَّعْبِيُّ ، فَقَالَ لِي : يَا هَذَا ، انْصَرِفْ ، فَإِنَّ هَذَا الشَّيْخَ فِي غَيْرِ مَا نَحْنُ فِيهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ : أَخَذَ الْحَسَنُ عَطَاءَهُ ، فَجَعَلَ يَقْسِمُهُ قَالَ : فَذَكَرَ أَهْلُهُ حَاجَةً ، فَقَالَ لَهُمْ : دُونَكُمْ بَقِيَّةَ الْعَطَاءِ ، أَمَا إِنَّهُ لَا خَيْرَ فِيهِ إِلَّا أَنْ يُصْنَعَ بِهِ هَذَا
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : كَثْرَةُ الضَّحِكِ مِمَّا يُمِيتُ الْقَلْبَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ : سَأَلَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ جِسْمِهِ ، وَعَنْ مَطْعَمِهِ وَمَلْبَسِهِ ، قَالَ : فَقَالَ : بَلَغَنِي أَنَّهُ يَلْبَسُ عِمَامَةً حَزَقَانِيَّةً ، قُلْتُ : أَجَلْ ، قَالَ : أَمَا إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ لِبَاسِ الْقَوْمِ ، قَالَ : فَقَالَ : رَأَيْتُهُ يَأْتِي عَدِيًّا ، قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَسَأَلَنِي عَنْ مَجْلِسِهِ مِنْهُ قَالَ : فَرَأَيْتَهُ يَطْعَمُ عِنْدَهُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، أُتِيَ يَوْمًا بِطَبَقٍ ، فَتَنَاوَلَ فِرْسِكَةً ، فَعَضَّ مِنْهَا ، ثُمَّ رَدَّهَا
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ حُصَيْنِ بْنِ مُسْلِمِ الْبَاهِلِيُّ ، عَنْ أَبِي قَزْعَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ : رَأَيْتُ عِنْدَ الْحَسَنِ ، وَذَكَرَ عَدَدًا مِنَ الرَّقِيقِ مِمَّنْ بَعَثَ بِهِمْ إِلَيْهِ أَبُوكَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حُرَّةَ قَالَ : كَانَ الْحَسَنُ لَا يَأْخُذُ عَلَى قَضَائِهِ أَجْرًا
قَالَ : أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ : ذَهَبَ النَّاسُ وَالنَّسْنَاسُ ، نَسْمَعُ صَوْتًا ، وَلَا نَرَى أَنِيسًا
قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ : حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَالَ : كَانَ الْحَسَنُ إِذَا قِيلَ لَهُ أَلَا تَخْرُجُ ، فَتُغَيِّرُ ؟ قَالَ : يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا يُغَيِّرُ بِالتَّوْبَةِ ، وَلَا يُغَيِّرُ بِالسَّيْفِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا زَائِدَةُ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، وَمُحَمَّدٍ قَالَا : لَا تُجَالِسُوا أَصْحَابَ الْأَهْوَاءِ ، وَلَا تُجَادِلُوهُمْ ، وَلَا تَسْمَعُوا مِنْهُمْ
قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ : كَانَ الْحَسَنُ يُكْثِرُ - يَعْنِي يَتَكَلَّمُ - لَا أَعْلَمُ إِلَّا قَالَ : كُنَّا نَكُونُ مِلْءَ الْبَيْتِ ، فَلَا نُطِيقُهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : جَاءَهُ ابْنُهُ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ : سَأَلْتَ عَنِ الرَّجُلِ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، لِرَجُلٍ كَانَ خَطَبَ ابْنَتَهُ قَالَ : مَوْلَى عَتَاقَةٍ هُوَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَكَانَ أَصْحَابُهُ وَجَدُوا عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ قَالَ : اذْهَبْ ، فَزَوِّجْهُ ، كَمْ أَعْطَاكَ ؟ قَالَ : أَعْطَانِي عَشَرَةَ آلَافٍ ، قَالَ : عَشَرَةُ آلَافٍ عِشْرَةُ الْإِلْفِ ، إِذَا أَخَذْتَ مِنْهُ عَشَرَةَ آلَافٍ ، فَأَيُّ شَيْءٍ يَبْقَى ؟ دَعْ لَهُ سِتَّةَ آلَافٍ ، وَخُذْ مِنْهُ أَرْبَعَةَ آلَافٍ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، إِنَّ لَهُ مَعِي لَمِائَةَ أَلْفٍ ، قَالَ : مِائَةُ أَلْفٍ قَالَ : مِائَةُ أَلْفٍ ، قَالَ : لَا وَاللَّهِ مَا فِي هَذَا خَيْرٌ ، لَا تُزَوِّجْهُ ، قَالَ : فَجَاءَتْ أُمُّ الْجَارِيَةِ ، فَقَالَتْ : أَيْشِ تَحْرِمُنَا رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْنَا ؟ قَالَ : اخْرُجِي أَيَّتُهَا الْعِلْجَةُ ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهَا ، عَجُوزٌ طَوِيلَةٌ
قَالَ : أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ : بَعَثَ مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى الْحَسَنِ جُبَّةً وَخَمِيصَةً ، فَقَبِلَهُمَا ، فَرُبَّمَا رَأَيْتُهُ فِي الْمَسْجِدِ وَقَدْ سَدَلَ الْخَمِيصَةَ عَلَى الْجُبَّةِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ : رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصَلِّي وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ كَثِيرَةُ الْأَعْلَامِ ، فَلَا يُخْرِجُ يَدَهُ مِنْهَا إِذَا سَجَدَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ : كَانَ الْحَسَنُ لَا يَضَعُ الْعِمَامَةَ صَيْفًا وَلَا شِتَاءً إِذَا خَرَجَ إِلَى النَّاسِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ قَالَ : رَأَيْتُ عَلَى الْحَسَنِ قَمِيصَ كَتَّانٍ شَطَوِيٍّ ، وَبُرْدًا مُصَلَّبًا ، وَقَبَاءً مُتَرَّكًا ، وَطَيْلَسَانًا أَزْرَقِيًّا
قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنَا بَدْرُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ : رَأَيْتُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ عِمَامَةً سَوْدَاءَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ : رَأَيْتُ الْحَسَنَ يَلْبَسُ الثِّيَابَ الْيَمَنِيَّةَ ، وَالطَّيَالِسَةَ ، وَالْعَمَائِمَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ دِينَارِ أَبِي عُمَرَ قَالَ : رَأَيْتُ الْحَسَنَ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ قَالَ : رَأَيْتُ الْحَسَنَ مُتَخَتِّمًا فِي يَسَارِهِ
قَالَ : أُخْبِرْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيِّ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَوْفٌ , أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ الْحَسَنَ ، فَقَالَ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، إِنَّ مَنْزِلِي نَئِيُّ ، وَالِاخْتِلَافُ يَشُقُّ عَلَيَّ ، وَمَعِي أَحَادِيثُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَى بِالْقِرَاءَةِ بَأْسًا قَرَأْتُ عَلَيْكَ ، فَقَالَ : مَا أُبَالِي قَرَأْتَ عَلَيَّ ، فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّهُ حَدَّثَنِي أَوْ حَدَّثْتُكَ بِهِ ، قُلْتُ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، فَأَقُولُ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قُلْ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ حُمَيْدٍ أَنَّهُ أَخَذَ كُتُبَ الْحَسَنِ ، فَنَسَخَهَا ، ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو طَارِقٍ السَّعْدِيُّ قَالَ : شَهِدْتُ الْحَسَنَ عِنْدَ مَوْتِهِ يُوصِي ، فَقَالَ لِكَاتِبٍ : اكْتُبْ : هَذَا مَا يَشْهَدُ بِهِ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ ، يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، مَنْ شَهِدَ بِهَا صَادِقًا عِنْدَ مَوْتِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ ، يُرْوَى ذَلِكَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ أَوْصَى بِذَلِكَ عِنْدَ مَوْتِهِ ، يُرْوَى ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مَيْمُونٍ مَوْلَى عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ سِيرِينَ : رَأَيْتُ كَأَنَّ طَائِرًا آخِذًا الْحَسَنُ حَصَاهُ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ : إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ مَاتَ الْحَسَنُ قَالَ : فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى مَاتَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى الْحَسَنِ فِي مَرَضِهِ ، فَإِذَا ابْنُهُ يُفَهِّمُنِي ذَاكَ عَنْهُ ، وَمَا سَمِعْتُ أَنَا ذَاكَ مِنْهُ ، قَالَ : إِنَّهُ لَيَسْتَرْجِعُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى الْحَسَنِ وَهُوَ مَرِيضٌ ، فَلَحَظَ إِلَيْنَا لَحْظَةً ، فَقَالَ : لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ أَخَذَ مِنْ صِحَّتِهِ لِيَوْمِ سَقَمِهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ : كُنَّا فِي بَيْتِ قَتَادَةَ ، فَجَاءَنَا الْخَبَرُ أَنَّ الْحَسَنَ قَدْ تُوُفِّيَ ، فَقُلْتُ : لَقَدْ كَانَ غُمِسَ فِي الْعِلْمِ غَمْسَةً : فَقَالَ قَتَادَةُ : لَا وَاللَّهِ ، وَلَكِنَّهُ ثَبَتَ فِيهِ ، وَتَحَقَّنَهُ ، وَتَشَرَّبَهُ ، وَاللَّهِ لَا يُبْغِضُ الْحَسَنَ إِلَّا حَرُورِيُّ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ حُصَيْنِ بْنِ مُسْلِمٍ الْبَاهِلِيُّ قَالَ : بَعَثْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ ابْعَثْ لِي بِكُتُبِ أَبِيكَ : فَبَعَثَ إِلَيَّ أَنَّهُ لَمَّا ثَقُلَ قَالَ : اجْمَعْهَا لِي ، فَجَمَعْتُهَا لَهُ ، وَمَا نَدْرِي مَا يَصْنَعُ بِهَا ، فَأَتَيْتُهُ بِهَا ، فَقَالَ لِلْخَادِمِ : اسْتَجِرِّي التَّنُّورَ ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا ، فَأُحْرِقَتْ ، غَيْرَ صَحِيفَةٍ وَاحِدَةٍ ، فَبَعَثَ بِهَا إِلَيَّ ، ثُمَّ لَقِيتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ ، فَأَخْبَرَنِيهِ مُشَافَهَةً بِمِثْلِ الَّذِي أَخْبَرَنِي الرَّسُولُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ أَبُو عُبَيْدَةَ قَالَ : سَمِعْتُ رَجُلًا سَأَلَ الْحَسَنَ ، فَقَالَ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، هَلْ غَزَوْتَ قَطُّ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، غَزْوَةَ كَابُلَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ قَالَ : لَمْ يَحُجَّ الْحَسَنُ إِلَّا حَجَّتَيْنِ : حَجَّةً فِي أَوَّلِ عُمْرِهِ ، وَأُخْرَى فِي آخِرِ عُمْرِهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ ، عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ قَالَ : كَانَ أَهْلُ الْقَدَرِ يَنْتَحِلَونَ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ ، وَكَانَ قَوْلُهُ مُخَالِفًا لَهُمْ ، كَانَ يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، لَا تُرْضِ أَحَدًا بِسَخَطِ اللَّهِ ، وَلَا تُطِيعَنَّ أَحَدًا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ ، وَلَا تَحْمَدَنَّ أَحَدًا عَلَى فَضْلِ اللَّهِ ، وَلَا تَلُومَنَّ أَحَدًا فِيمَا لَمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ ، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ وَالْخَلَائِقَ ، فَمَضَوْا عَلَى مَا خَلَقَهُمْ عَلَيْهِ ، فَمَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ مُزْدَادٌ بِحِرْصِهِ فِي رِزْقِهِ فَلْيَزْدَدْ بِحِرْصِهِ فِي عُمْرِهِ ، أَوْ يُغَيِّرَ لَوْنَهُ ، أَوْ يَزِيدَ فِي أَرْكَانِهِ أَوْ بَنَانِهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : سَمِعْتُ شُعَيْبًا صَاحِبَ الطَّيَالِسَةِ قَالَ : رَأَيْتُ الْحَسَنَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ ، فَيَبْكِي حَتَّى يَتَحَدَّرُ الدَّمْعُ عَلَى لِحْيَتِهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ الْحَسَنَ كَانَ لَا يَتَنَوَّرُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ قَالَ : كُنْتُ عَلَى بَابِ الْحَسَنِ ، فَجَاءَ إِلَى أَهْلِهِ ، فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ابْنِ أَخِي الْحَسَنِ قَالَ : لَمَّا حَذِقْتُ قُلْتُ : يَا عَمَّاهُ ، إِنَّ الْمُعَلِّمَ يُرِيدُ شَيْئًا ، قَالَ : مَا كَانُوا يَأْخُذُونَ شَيْئًا ثُمَّ قَالَ : أَعْطِهِ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ ، قَالَ : فَلَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى قَالَ : أَعْطِهِ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا زُرَيْقُ بْنُ رُدَيْحٍ قَالَ : كَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، لَا تَكُونَنَّ كُنْتِيًّا
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : كُنَّا نُصَلِّي مَعَ الْحَسَنِ عَلَى الْبَوَارِي ، وَكَانَ الْحَسَنُ يَحْلِقُ رَأْسَهُ كُلَّ عَامٍ يَوْمَ النَّحْرِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ : كَانَ الْحَسَنُ إِذَا فَرَغَ مِنْ حَدِيثِهِ ، فَأَرَادَ أَنْ يَقُومَ قَالَ : اللَّهُمَّ تَرَى قُلُوبَنَا مِنَ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ وَالنِّفَاقِ وَالرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ وَالرِّيبَةِ وَالشَّكِّ فِي دِينِكَ ، يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ، ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ ، وَاجْعَلْ دِينَنَا الْإِسْلَامَ الْقَيِّمَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ رِيَاحٍ ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ ، قَالَ : عَلَيْكُمْ مَوْلَانَا الْحَسَنَ ، فَسَلُوهُ ، فَقَالُوا : يَا أَبَا حَمْزَةَ ، نَسْأَلُكَ وَتَقُولُ سَلُوا مَوْلَانَا الْحَسَنَ ؟ فَقَالَ : إِنَّا سَمِعْنَا وَسَمِعَ ، فَحَفِظَ وَنَسِينَا
قَالَ : أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ : قِيلَ لِلْحَسَنِ : أَلَا تَدْخُلُ عَلَى الْأُمَرَاءِ ، فَتَأْمُرَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ، وَتَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ ؟ قَالَ : لَيْسَ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ ، إِنَّ سُيُوفَهُمْ لَتَسْبِقُ أَلْسِنَتَنَا ، إِذَا تَكَلَّمْنَا قَالُوا بِسُيُوفِهِمْ هَكَذَا ، وَوَصَفَ لَنَا بِيَدِهِ ضَرْبًا
قَالَ : أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ ، عَنْ عُمَارَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : إِنَّمَا الدُّنْيَا لَعْقَةٌ قَالَ عُمَارَةُ : وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا وَافَقَ قَوْلَهُ عَمَلُهُ غَيْرَ الْحَسَنِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَارَةُ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ الْحَسَنِ ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا فَرَقَدَ ، وَهُوَ يَأْكُلُ خَبِيصًا ، فَقَالَ : تَعَالَ فَكُلْ ، فَقَالَ : أَخَافُ أَنْ لَا أُؤَدِّيَ شُكْرَهُ ، فَقَالَ الْحَسَنُ : وَيْحَكَ ، وَتُؤَدِّي شُكْرَ الْمَاءِ الْبَارِدِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ ، عَنْ عُمَارَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : كَانَ الْفَتَى إِذَا نَسَكَ لَمْ نَعْرِفُهْ بِمَنْطِقِهِ ، وَإِنَّمَا نَعْرِفُهُ بِعَمَلِهِ ، وَذَلِكَ الْعِلْمُ النَّافِعُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَارَةُ قَالَ : حَدَّثَنِي الْحَسَنُ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ الْأَصْوَاتَ بِالْقُرْآنِ هَذَا التَّطْرِيبَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَارَةُ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : احْتَرِسُوا مِنَ النَّاسِ بِسُوءِ الظَّنِّ
قَالَ : أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ قَالَ : كَانَ الْحَسَنُ إِذَا أَثْنَى عَلَيْهِ أَحَدٌ فِي وَجْهِهِ كَرِهَ ذَلِكَ ، وَإِذَا دَعَا لَهُ سَرَّهُ ذَلِكَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا غَالِبٌ الْقَطَّانُ قَالَ : جِئْتُ إِلَى الْحَسَنِ بِكِتَابٍ مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ ، فَقَالَ : اقْرَأْهُ ، فَقَرَأْتُهُ ، فَإِذَا فِيهِ دُعَاءٌ ، فَقَالَ الْحَسَنُ : رُبَّ أَخٍ لَكَ لَمْ تَلِدْهُ أُمُّكَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمَعْنِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ خَالِدٍ الْخُزَاعِيُّ ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ قَالَ : سَأَلَ مَطَرٌ الْحَسَنَ عَنْ مَسْأَلَةٍ ، فَقَالَ : إِنَّ الْفُقَهَاءَ يُخَالِفُونَكَ فَقَالَ : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ مَطَرُ ، وَهَلْ رَأَيْتَ فَقِيهًا قَطُّ ؟ تَدْرِي مَا الْفَقِيهُ ؟ الْفَقِيهُ الْوَرِعُ الزَّاهِدُ ، الَّذِي لَا يَهُمُّ مَنْ فَوْقَهُ ، وَلَا يَسْخَرُ بِمَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْهُ ، وَلَا يَأْخُذُ عَلَى عِلْمٍ عَلَّمَهُ اللَّهُ حُطَامًا
قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ : كَانَ الْحَسَنُ إِذَا رَأَى جَنَازَةً يَقُولُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْنِي السَّوَادَ الْمُخْتَطَفَ قَالَ : وَلَا يُحَدِّثُ يَوْمَئِذٍ شَيْئًا
قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : تُوُفِّيَ الْحَسَنُ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ : فِي رَجَبٍ ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ مِائَةُ يَوْمٍ ، تَقَدَّمَهُ الْحَسَنُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : مَاتَ الْحَسَنُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ ، قَالَ : وَغَسَّلَهُ أَيُّوبُ ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ ، وَأُخْرِجَ بِهِ حِينَ انْصَرَفَ النَّاسُ قَالَ : وَذَهَبَ بِي أَبِي مَعَهُ ، وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ : وَكَانَ الْحَسَنُ أَكْبَرَ مِنْ مُحَمَّدٍ بِعَشْرِ سِنِينَ