حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الرَّبَعِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُتْبِيُّ قَالَ : خَرَجْتُ إِلَى الْمِرْبَدِ فَإِذَا أَنَا بِأَعْرَابِيٍّ غَزِلٍ ، فَمِلْتُ إِلَيْهِ ، فَذَكَرْتُ عِنْدَهُ النِّسَاءَ فَتَنَفَّسَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ، وَإِنَّ مِنْ كَلَامِهِنَّ لَمَا يَقُومُ مَقَامَ الْمَاءِ فَيَشْفِي مِنَ الظَّمَأِ ، فَقُلْتُ : يَا أَعْرَابِيُّ ، صِفْ لِي نِسَاءَكُمْ ، فَقَالَ : نِسَاءَ الْحَيِّ تُرِيدُ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ : رُجُحٌ وَلَيْسَ مِنَ اللَّوَاتِي بِالضُّحَى لِذِيُولِهِنَّ عَلَى الطَّرِيقِ غُبَارُ وَإِذَا خَرَجْنَ يَرِدْنَ أَهْلَ مُصَابَةٍ كَانَ الْخُطَا لِسِرَاعِهَا الْإِبْشَارُ يَأْنَسْنَ عِنْدَ بُعُولِهِنَّ إِذَا خَلَوْا وَإِذَا هُمُ خَرَجُوا فَهُنَّ خِفَارُ قَالَ الْعُتْبِيُّ : فَرَجَعْتُ إِلَى أَبِي فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : أَتَدْرِي مِنْ أَيْنَ أَخَذَ الْأَعْرَابِيُّ قَوْلَهُ : وَإِنَّ مِنْ كَلَامِهِنَّ لَمَا يَقُومُ مَقَامَ الْمَاءِ فَيَشْفِي الظَّمَأَ ؟ قَالَ : مِنْ قَوْلِ الْقُطَامِيِّ : يَقْتُلْنَنَا بِحَدِيثٍ لَيْسَ يَعْلَمُهُ مَنْ يَتَّقِينَ وَلَا مَكْنُونُهُ بَادِي فَهُنَّ يَنْبِذْنَ مِنْ قَوْلٍ يُصِبْنَ بِهِ مَوَاقِعَ الْمَاءِ مِنْ ذِي الْغُلَّةِ الصَّادِي
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الرَّبَعِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ الْمَرْوَزِيُّ ، عَنِ ابْنِ أَحْمَدَ النَّحْوِيِّ قَالَ : بَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذْ بَصُرْتُ بِامْرَأَةٍ مُتَبَرْقِعَةٍ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَتَقُولُ : لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْ مَعْشُوقَةٍ عَمَلًا يَوْمًا وَعَاشِقُهَا غَضْبَانُ مَهْجُورُ لَيْسَتْ بِمَأْجُورَةٍ فِي قَتْلِ عَاشِقِهَا وَلَكِنَّ عَاشِقَهَا فِي ذَاكَ مَأْجُورُ فَقُلْتُ لَهَا : فِي هَذَا الْمَوْضِعِ ، رَحِمَكَ اللَّهُ ؟ فَقَالَتْ : إِلَيْكَ عَنِّي ، لَا يُعَلِّقُكَ الْحُبُّ ، قُلْتُ : وَمَا الْحُبُّ ؟ قَالَتْ : جَلَّ اللَّهُ عَنْ أَنْ يَخْفَى ، وَخَفِيَ عَنْ أَنْ يُرْمَى ، فَهُوَ كَالنَّارِ فِي أَحْجَارِهَا ، إِذَا حَرَّكْتَهُ أَوْرَى ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ تَوَارَى ، ثُمَّ أَنْشَأَتْ تَقُولُ : غِيدٌ غَرَائِرُ مَا هَمَمْنَ بِرِيبَةٍ كَظِبَاءِ مَكَّةَ صَيْدُهُنَّ حَرَامُ يَحْسِبْنَ مِنْ لِينِ الْحَدِيثِ زَمَائِنًا وَيَصُدُّهُنَّ عَنِ الْخَنَا الْإِسْلَامُ
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الرَّبَعِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ : قَالَ صَالِحُ بْنُ حَسَّانَ يَوْمًا : هَلْ تَعْرِفُونَ بَيْتًا شَرِيفًا فِي امْرَأَةٍ خَفِرَةٍ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، بَيْتٌ لِحَاتِمٍ فِي زَوْجَتِهِ مَاوِيَّةَ ابْنَةِ عَفْذَرٍ : يُضِيءُ لَهَا الْبَيْتُ الظَّلِيلُ خَصَاصَةً إِذَا هِيَ يَوْمًا حَاوَلَتْ أَنْ تَبَسَّمَا قَالَ : مَا صَنَعْتُمْ شَيْئًا ، قُلْنَا : فَبَيْتُ الْأَعْشَى : كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِنْ بَيْتِ جَارَتِهَا مَرُّ السَّحَابَةِ لَا رَيْثٌ وَلَا عَجِلُ قَالَ : قَدْ جَعَلَهَا تَدْخُلُ وَتَخْرُجُ ، قُلْنَا : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، فَأَيُّ بَيْتٍ هُوَ ؟ قَالَ : قَوْلُ قَيْسِ بْنِ الْأَسْلَتِ : وَيُكْرِمْنَهَا جَارَاتُهَا فَيَزُرْنَهَا وَتَعْتَلُّ عَنْ إِتْيَانِهِنَّ فَتُعْذَرُ
وَأَنْشَدَنَا مُحَمَّدٌ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نِفْطَوَيْهِ : وَخَبَّرَهَا الْوَاشُونَ أَنَّ خَيَالَهَا إِذَا نِمْتُ يَغْشَى مَضْجَعِي وَوِسَادِي فَخَفَّرَهَا فَرْطُ الْحَيَاءِ فَأَرْسَلَتْ تُعَيِّرُنِي غَضْبَى بِطُولِ رُقَادِي
حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ الزَّيْنِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي اللَّيْثِ قَالَ : قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِلَيْلَى الْأَخْيَلِيَّةِ : بِاللَّهِ ، هَلْ كَانَ بَيْنَكِ وَبَيْنَ تَوْبَةَ سُوءٌ قَطُّ ؟ قَالَتْ : وَالَّذِي ذَهَبَ بِنَفْسِهِ وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى ذَهَابِ نَفْسِي ، مَا كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ سُوءٌ قَطُّ ، إِلَّا أَنَّهُ قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ فَصَافَحْتُهُ فَغَمَزَ يَدِي ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَخْنَعُ لِبَعْضِ الْأَمْرِ قَالَ : فَمَا مَعْنَى قَوْلِهِ : وَذِي حَاجَةٍ قُلْنَا لَهُ لَا تَبُحْ بِهَا فَلَيْسَ إِلَيْهَا مَا حَيِيتُ سَبِيلُ لَنَا صَاحِبٌ لَا نَبْتَغِي أَنْ نَخُونَهُ وَأَنْتَ لِأُخْرَى فَاعْلَمَنَّ خَلِيلُ قَالَتْ : لَا وَالَّذِي ذَهَبَ بِنَفْسِهِ ، مَا كَلَّمَنِي بِسُوءٍ قَطُّ حَتَّى فَرَّقَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ الْمَوْتُ
أَنْشَدَنِي الْعَلَاءُ بْنُ دَاوُدَ الْحَذَّاءُ : يَا أَحْسَنَ النَّاسِ إِلَّا أَنَّ نَائِلَهَا قَدْمًا لِمَنْ يَبْتَغِي مَعْرُوفَهَا عَسِرُ وَإِنَّمَا ذُلُّهَا سِحْرٌ لِطَالِبِهَا وَإِنَّمَا قَلْبُهَا لِلْمُشْتَكِي حَجَرُ يَا لَيْتَ أَنِّي وَأَثْوَابِي وَرَاحِلَتِي عَبْدٌ لِأَهْلِكَ هَذَا الشَّهْرَ مُتَّجَرُ إِنْ كَانَ ذَا قَدَرًا أَيُعْطِيكَ نَائِلَهُ مِنَّا وَيَمْنَعُنَا ؟ مَا أَنْصَفَ الْقَدَرُ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُلَاعِبِ الْبَغْدَادِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ ، عَنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا ، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا ، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا دَخَلَتِ الْجَنَّةَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَيُّمَا امْرَأَةٍ اتَّقَتْ رَبَّهَا ، وَأَحْصَنَتْ فَرْجَهَا ، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا ، قِيلَ لَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ : ادْخُلِي مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ عِيسَى الزُّهْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي : أَنَّ امْرَأَةً لَقِيَتْ كُثَيِّرَ عَزَّةَ ، وَكَانَ قَلِيلًا ذَمِيمًا ، فَقَالَتْ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : كُثَيِّرُ عَزَّةَ قَالَتْ : تَسْمَعَ بِالْمُعَيْدِيِّ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَرَاهُ . قَالَ : مَهْ ، رَحِمَكِ اللَّهُ ، فَإِنِّي أَنَا الَّذِي أَقُولُ : فَإِنْ أَكُ مَعْرُوقَ الْعِظَامِ فَإِنَّنِي إِذَا مَا وَزَنْتَ الْقَوْمَ بِالْقَوْمِ وَازِنُ قَالَتْ : وَكَيْفَ تَكُونُ بِالْقَوْمِ وَازِنًا وَأَنْتَ لَا تُعْرَفُ إِلَّا بِعِزَّةَ ؟ قَالَ : وَاللَّهِ لَئِنْ قُلْتِ ذَلِكَ ، وَاللَّهِ لَقَدْ رَفَعَ اللَّهُ قَدْرِي ، وَزَيَّنَ بِهَا شِعْرِي ، وَإِنَّهَا لَكَمَا قُلْتُ : مَا رَوْضَةٌ بِالْحَزْنِ ظَاهِرَةُ الثَّرَى يَمُجُّ النَّدَى جَثْجَاثُهَا وَعَرَارُهَا بِأَطْيَبَ مِنْ أَرْدَانِ عَزَّةَ مَوْهِنًا وَقَدْ وُقِدَتْ بِالْمَنْدَلِ الرَّطْبِ نَارُهَا مِنَ الْخَفِرَاتِ الْبِيضِ لَمْ تَلْقَ شِقْوَةً وَبِالْحَسَبِ الْمَكْنُونِ صَافٍ فِخَارُهَا فَإِنْ بَرَزَتْ كَانَتْ لِعَيْنِكَ قُرَّةً وَإِنْ غِبْتَ عَنْهَا لَمْ يُعْمِمْكَ عَارُهَا قَالَتْ : أَرَأَيْتَ حِينَ تَذْكُرُ طِيبَهَا فَلَوْ أَنَّ زِنْجِيَّةً اسْتَجْمَرَتْ بِالْمَنْدَلِ الرَّطْبِ لَطَابَ رِيحُهَا ، أَلَا قُلْتَ كَمَا قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ : خَلِيلِيَّ مُرَّا عَلَى أُمِّ جُنْدُبٍ نَقْضِ لَبَانَاتِ الْفُؤَادِ الْمُعَذَّبِ أَلَمْ تَرَ أَنِّي كُلَّمَا جِئْتُ طَارِقًا وَجَدْتُ لَهَا طِيبًا وَإِنْ لَمْ تَطَيَّبِ قَالَ : الْحَقُّ وَاللَّهِ خَيْرُ مَا قِيلَ ، هُوَ وَاللَّهِ أَنْعَتُ لِصَاحِبَتِهِ مِنِّي
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّهُ يُقَالُ : خَيْرُ فَائِدَةٍ أَفَادَهَا الْمُسْلِمُ زَوْجَةٌ صَالِحَةٌ ، إِنْ يَنْظُرْ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ ، وَإِنْ أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ ، وَإِنْ غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ فِي نَفْسِهَا
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ الْوَرَّاقُ قَالَ : حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَإِذَا فَرَغَ قَالَ : أَيْنَ الْعُذَّابُ ؟ ادْنُوا مِنِّي ، فَقُولُوا : اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي امْرَأَةً إِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهَا سَرَّتْنِي ، وَإِذَا أَمَرْتُهَا أَطَاعَتْنِي ، وَإِذَا غِبْتُ عَنْهَا تَحْفَظُ غَيْبَتِي فِي نَفْسِهَا وَمَالِي
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ غَمْرُوسٍ قَالَ : دَخَلَتْ عَزَّةُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَهُوَ لَا يَعْرِفُهَا تَرْفَعُ مَظْلُمَةً لَهَا ، فَلَمَّا سَمِعَ كَلَامَهَا تَعَجَّبَ مِنْهُ ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ جُلَسَائِهِ : هَذِهِ عَزَّةُ كُثَيِّرٍ ، فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ : إِنْ أَرَدْتِ أَنْ أَرْدُدَ عَلَيْكِ مَظْلُمَتَكِ فَأَنْشِدِينِي مِمَّا قَالَ فِيكِ كُثَيِّرٌ ، فَاسْتَحْيَتْ وَقَالَتْ : وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُ كُثَيِّرًا ، لَكِنِّي سَمِعْتُهُمْ يَحْكُونَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ فِيَّ : قَضَى كُلُّ ذِي دَيْنٍ عَلِمْتُ غَرِيمَهُ وَعَزَّةُ مَمْطُولٌ مُعَنًّى غَرِيمُهَا فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ : لَيْسَ عَنْ هَذَا أَسْأَلُكِ ، وَلَكِنْ أَنْشِدِينِي مِنْ قَوْلِهِ : وَقَدْ زَعَمَتْ أَنِّي تَغَيَّرْتُ بَعْدَهَا وَمَنْ ذَا الَّذِي يَا عَزُّ لَا يَتَغَيَّرُ تَغَيَّرَ جَسْمِي وَالْخَلِيقَةُ كَالَّذِي عَهِدْتُ وَلَمْ يُخْبِرْ بِسِرِّكِ مُخْبِرُ قَالَتْ : قَدْ سَمِعْتُ هَذَا ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ النَّاسَ يَحْكُونَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ فِيَّ : كَأَنِّي أُنَادِي صَخْرَةً حِينَ أَعْرَضَتْ مِنَ الصُّمِّ لَوْ يَمْشِي بِهَا الْعُصْمِ زِلَّتِ صَفُوحٌ فَمَا تَلْقَاكَ إِلَّا بَخِيلَةً فَمَنْ مَلَّ مِنْهَا ذَلِكَ الْوَصْلَ مَلَّتِ فَقَضَى حَاجَتَهَا وَرَدَّ مَظْلُمَتَهَا ، وَقَالَ : أَدْخِلُوهَا عَلَى الْجَوَارِي يَأْخُذْنَ مِنْ أَدَبِهَا
حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ دَاوُدَ الصَّاغَانِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبٌ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ مَوْلَى ابْنِ مُكْمِلٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : فُضِّلَتِ الْمَرْأَةُ فِي الشَّهْوَةِ عَلَى الرَّجُلِ بِتِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ ضِعْفًا إِلَّا أَنَّ الْحَيَاءَ غَلَبَ عَلَيْهِنَّ
أَنْشَدَنِي أَبُو يُوسُفَ الزُّهْرِيُّ قَالَ : أَنْشَدَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ لِعُرْوَةَ بْنِ أُذَيْنَةَ : وَلَهُنَّ بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ لَبَانَةٌ وَالْبَيْتُ يَعْرِفُهُنَّ لَوْ يَتَكَلَّمُ نَزَلُوا ثُلُثَ مِنًى بِمَنْزِلِ غِبْطَةٍ وَهُمُ عَلَى عَرَضٍ لَعَمْرُكَ مَا هُمُ مُتَجَاوِرِينَ لِغَيْرِ دَارِ إِقَامَةٍ لَوْ قَدْ أَجَدَّ رَحِيلُهُمْ لَمْ يَنْدَمُوا لَوْ كَانَ حَيٌّ قَبْلَهُنَّ ظَعَائِنًا حَيُّ الْحَطِيمِ وُجُوهُهُنَّ وَزَمْزَمُ
أَنْشَدَنِي أَبُو مُوسَى عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْمُؤَدِّبُ : وَإِنِّي لَمُشْتَاقٌ إِلَى كُلِّ غَايَةٍ مِنَ الْمَجْدِ يَكْبُو دُونَهَا الْمُتَطَاوِلُ بَذُولٌ لِمَالِي حِينَ يَبْخَلُ ذُو النُّهَى عَفِيفٌ عَنِ الْعَوْرَاءِ قَرْمٌ حُلَاحِلُ
أَنْشَدَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِبْرٍ : وَمَا نِلْتُ مِنْهَا مُحَرَّمًا غَيْرَ أَنَّنِي أُقَبِّلُ بَسَّامًا مِنَ الثَّغْرِ أَفْلَجَا وَأَلْثَمُ فَاهَا تَارَةً ثُمَّ تَارَةً وَأَتْرُكُ حَاجَاتِ النُّفُوسِ تَحَرُّجَا
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ عِيسَى الزُّهْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ : بَيْنَا أَنَا بِالشَّامِ ، إِذْ لَقِيَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي ، فَقَالَ لِي : هَلْ لَكَ فِي جَمِيلٍ فَإِنَّهُ ثَقِيلٌ تَعُودُهُ ؟ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ ، وَمَا يُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنَّ الْمَوْتَ يَكْرُبُهُ ، فَنَظَرَ إِلَيَّ ، ثُمَّ قَالَ : يَا ابْنَ سَهْلٍ ، مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ لَمْ يَشْرَبِ الْخَمْرَ قَطُّ ، وَلَمْ يَزِنِ ، وَلَمْ يَقْتُلْ نَفْسًا ، يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ؟ قُلْتُ : أَظُنُّهُ قَدْ نَجَا ، وَأَرْجُو لَهُ الْجَنَّةَ ، فَمَنْ هَذَا الرَّجُلُ ؟ قَالَ : أَنَا . قُلْتُ لَهُ : وَاللَّهِ مَا أَحْسِبُكَ سَلِمْتَ وَأَنْتَ تُشَبِّبُ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً بِبُثَيْنَةَ ، فَقَالَ : لَا نَالَتْنِي شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَإِنِّي فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الْآخِرَةِ وَآخَرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا ، إِنْ كُنْتُ وَضَعْتُ يَدِي عَلَيْهَا لِرِيبَةٍ ، فَمَا بَرِحْنَا حَتَّى مَاتَ
أَنْشَدَنِي أَبُو مُوسَى عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْمُؤَدِّبُ : وَتُبْهِرُ الْعَيْنَ مِنْ مَحَاسِنِهَا حَوْرَاءُ عِنْدَ النُّجُومِ مَثْوَاهَا أَحْبَبْتُهَا لِلْإِلَهِ ، لَيْسَ لِمَا يُسْخِطُ رَبَّ الْعِبَادِ أَهْوَاهَا
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرٍ الْبَاهِلِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قُرَيْبٍ الْأَصْمَعِيِّ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلَاءِ قَالَ : بَصُرَتِ الثُّرَيَّا بِعُمَرَ بْنِ أَبي رَبِيعَةَ وَهُوَ يَطُوفُ حَوْلَ الْبَيْتِ ، فَتَنَكَّرَتْ وَفِي كَفِّهَا خَلُوقٌ فَرَجِمَتْهُ ، فَأَثَّرَ الْخَلُوقُ فِي ثَوْبِهِ ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ : يَا أَبَا الْخَطَّابِ ، مَا هَذَا زِيُّ الْمُحْرِمِ ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ : أَدْخَلَ اللَّهُ رَبُّ مُوسَى وَعِيسَى جَنَّةَ الْخُلْدِ مَنْ مَلَانِي خَلُوقَا مَسَحَتْ كَفَّهَا بِجَيْبِ قَمِيصِي حِينَ طُفْنَا بِالْبَيْتِ مَسْحًا رَفِيقَا فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ : مِثْلَ هَذَا الْقَوْلِ تَقُولُ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْضِعِ فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَدْ سَمِعْتَ مِنِّي مَا سَمِعْتَ ، فَوَرَبِّ هَذِهِ الْبَنِيَّةِ مَا حَلَلْتُ إِزَارِي عَلَى حَرَامٍ قَطُّ
أَنْشَدَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّحْوِيُّ قَالَ : أَنْشَدَنِي نِفْطَوَيْهِ قَالَ : أَنْشَدَنِي ثَعْلَبٌ : وَقَصِيرَةُ الْأَيَّامِ وَدَّ جَلِيسُهَا لَوْ نَالَ مَجْلِسَهَا بِفَقْدِ حَمِيمِ صَفْرَاءُ مِنْ بَقَرِ الْجِوَاءِ كَأَنَّمَا قَطَعَ الْحَيَاءَ بِهَا رُدَاغُ سَقِيمِ مِنْ مُجْزِيَاتِ أَخِي الْهَوَى قَطْعُ الْجَوَى بِدَلَالِ عَائِنِهِ وَمُقْلَةِ رِيمِ
أَنْشَدَنِي أَبُو مُوسَى عِمْرَانُ الْمُؤَدِّبُ النُّمَيْرِيُّ : يُغَطِّينَ أَطْرَافَ الْبَنَانِ مِنَ التُّقَى وَيَخْرُجْنَ بِالْأَسْحَارِ مُعْتَجِرَاتِ تَضَوَّعُ مِسْكًا بَطْنُ نَعْمَانَ إِنْ مَشَتْ بِهِ زَيْنَبٌ فِي نِسْوَةٍ عَطِرَاتِ فَلَمَّا رَأَتْ رَبَّ النُّمَيْرِيِّ أَعْرَضَتْ وَقَدْ كُنَّ أَنْ يَلْقَيْنَهُ خَدِرَاتِ فَهُنَّ اللَّوَاتِي إِنْ بَرَزْنَ قَتَلْنَنَا وَإِنْ مِسْنَ قَطَّعْنَ الْحَشَا حَسَرَاتِ وَقِيلَ لِلَيْلَى الْأَخْيَلِيَّةِ : هَلْ كَانَ بَيْنَكِ وَبَيْنَ تَوْبَةَ مَا يَكْرَهُهُ اللَّهُ تَعَالَى ؟ قَالَتْ : إِذًا أَكُونُ مُنْسَلِخَةً مِنْ دِينِي ، إِنْ كُنْتُ ارْتَكَبْتُ عَظِيمًا ثُمَّ أُتْبِعُهُ الْكَذِبَ
أَنْشَدَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ لِلْعَبَّاسِ بْنِ أَبِي أَحْنَفَ يَقُولُ : أَمَا وَالَّذِي نَادَى مِنَ الطُّورِ عَبْدَهُ وَأَنْزَلَ فُرْقَانًا وَأَوْحَى إِلَى النَّحْلِ لَقَدْ وَلَدَتْ حَوَّاءُ مِنْكِ بَلِيَّةً عَلَى أَقَاسِيِّهَا وَخَبْلًا مِنَ الْخَبْلِ وَإِنِّي وَإِيَّاكُمْ وَإِنْ شَفَّنِي الْهَوَى لَأَهْلُ عَفَافٍ لَا يُدَنَّسْنَ بِالْجَهْلِ