أَخْبَرَنَا شَيْخُنَا الْإِمَامُ الْعَالِمُ الْحَافِظُ أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ خَلِيلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ قِرَاءَةُ عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ خَلَفَ فِي يَوْمِ الْإِثْنَيْنِ سَادَسَ عَشَرَ مِنْ رَجَبٍ الْمُبَارَكِ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَسِتِّمِائَةٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَحْيَى بْنُ أَسْعَدَ بْنِ يُونُسَ التَّاجِرُ الْبَغْدَادِيُّ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنْتَ تَسْمَعُ فِي صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِيِنَ وَخَمْسِمِائَةٍ قَالَ : أبنا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ : أبنا الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيم بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ قاَلَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ قِرَاءَةُ عَلَيْهِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ : ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلِ بْنِ هِلَالِ بْنِ أَسَدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : أَنْبَأَ الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ ، عَنِ ابْنِ حَوَالَةَ ، قَالَ : أَتَيْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ دُومَةٍ وَعِنْدَهُ كَاتِبٌ يُمْلِي عَلَيْهِ ، فَقَالَ : أَنَكْتُبُكَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ ؟ قُلْتُ : فِيمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَأَعْرَضَ عَنِّي ، فَأَكَبَّ عَلَى كَاتِبِهِ يُمْلِي عَلَيْهِ ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِي الْكِتَابِ عُمَرُ . فَعَرَفْتُ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَا يُكْتَبُ إِلَّا فِي خَيْرٍ فَقَالَ : أَنَكْتُبُكَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . فَقَالَ : يَا ابْنَ حَوَالَةَ ، كَيْفَ تَفْعَلُ فِي فِتَنٍ تَخْرُجُ فِي أَطْرَافِ الْأَرْضِ كَأَنَّهَا صَيَاصِي بَقَرٍ ؟ قُلْتُ : لَا أَدْرِي ، مَا خَارَ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ لِي وَرَسُولُهُ . فَقَالَ : كَيْفَ تَفْعَلُ فِي أُخْرَى بَعْدَهَا ، كَأَنَّ الْأُولَى فِيهَا انْتِفَاخَةُ أَرْنَبٍ ؟ قُلْتُ : لَا أَدْرِي ، مَا خَارَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِي وَرَسُولُهُ . فَقَالَ اتَّبِعُوا هَذَا وَرَجُلٌ مُقَفًّى حِينَئِذٍ ، فَانْطَلَقْتُ فَسَعَيْتُ فَأَخَذْتُ بِمَنْكِبَيْهِ فَأَقْبَلْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : أَهَذَا ؟ ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ مَرَّةً : هَذَا ؟ ، قَالَ : نَعَمْ يَعْنِي : وَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : ثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ، قَالَ : ثنا هَمَّامٌ ، قَالَ : ثنا قَتَادَةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي حُشَّانٍ مِنْ حُشَّانِ الْمَدِينَةِ فَجَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَأْذَنَ ، قَالَ : قُمْ فَائْذَنْ لَهُ ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ فَقُمْتُ فَأَذِنْتُ لَهُ ، فَإِذَا هُوَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ ، فَجَعَلَ يَحْمَدُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى جَلَسَ . ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ آخَرُ فَاسْتَأْذَنَ ، فَقَالَ : قُمْ فَائْذَنْ لَهُ ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ فَقُمْتُ فَأَذِنْتُ لَهُ فَإِذَا هُوَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ ، فَجَعَلَ يَحْمَدُ اللَّهَ حَتَّى جَلَسَ . ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ آخَرُ خَفِيضُ الصَّوْتِ فَاسْتَأْذَنَ فَقَالَ : قُمْ ، فَائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى فَقُمْتُ فَأَذِنْتُ لَهُ ، فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَبَشَّرْتُهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى . فَجَعَلَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ صَبْرًا . حَتَّى جَلَسَ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ أَنَا ؟ قَالَ : أَنْتَ مَعَ أَبِيكَ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، أبنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : ثنا هُدْبَةُ قَالَ : ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ الْبُنَانِيِّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ فِي حَائِطٍ بِالْمَدِينَةِ مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى حَائِطٍ ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَفْتَحَ الْبَابَ ، فَقَالَ : قُمْ فَائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ، فَإِذَا هُوَ أَبُو بَكْرٍ ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَاسْتَفْتَحَ الْبَابَ فَقَالَ : قُمْ فَافْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ ، فَإِذَا هُوَ عُمَرُ ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَاسْتَفْتَحَ الْبَاَبَ ، فَقَالَ : قُمْ فَافْتَحْ لَهُ وبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ . وَكَانَ الرَّجُلُ الَّذِي يَفْتَحُ لَهُمْ أَبُو مُوسَى وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ : مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ
أَبَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : ثنا أَبُو هِلَالٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ ، عَنْ مُرَّةَ الْبَهْزِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : تَهِيجُ عَلَى الْأَرْضِ فِتَنٌ كَصَيَاصِيِّ الْبَقَرِ فَمَرَّ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : هَذَا وَأَصْحَابُهُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْحَقِّ فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَكَشَفْتُ قِنَاعَهُ ، وَأَقْبَلْتُ بِوَجْهِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هُوَ هَذَا ؟ وَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أبَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ ، قَالَ : أَبنَا مُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ ، قَالَ : ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِتْنَةً فَقَرَّبَهَا وَعَظَّمَهَا ، قَالَ : ثُمَّ مَرَّ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ فِي مِلْحَفَةٍ ، فَقَالَ : هَذَا يَوْمَئِذٍ عَلَى الْحَقِّ قَالَ : فَانْطَلَقْتُ مُسْرِعًا أَوْ مُحْضِرًا ، فَأَخَذْتُ بِضَبْعَيْهِ فَقُلْتُ : هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : هَذَا فَإِذَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أبَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَبَنَا هِشَامٌ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ ، قَالَ كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَذَكَرَ فِتْنَةً فَقَرَّبَهَا ، ثُمَّ مَرَّ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ ، فَقَالَ : هَذَا يَوْمَئِذٍ عَلَى الْهُدَى قَالَ : فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى أَخَذْتُ بِضَبْعَيْهِ فَحَوَّلْتُ وَجْهَهُ إِلَيْهِ ، وَكَشَفْتُ عَنْ رَأْسِهِ فَقُلْتُ : هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، هَذَا فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : ثنا عَفَّانُ ، قَالَ : ثَنَا وُهَيْبٌ ، قَالَ : ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو أُمِّي أَبُو حَبِيبَةَ ، أَنَّهُ دَخَلَ الدَّارَ وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَحْصُورٌ فِيهَا ، وَأَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَسْتَأْذِنُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي الْكَلَامِ ، فَأَذِنَ لَهُ فَقَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّكُمْ تَلْقَوْنَ بَعْدِي فِتْنَةً وَاخْتِلَافًا أَوْ قَالَ : اخْتِلَافًا وَفِتْنَةً فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ مِنَ النَّاسِ : فَمَنْ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : عَلَيْكُمْ بِالْأَمِينِ وَأَصْحَابِهِ وَهُوَ يُشِيرُ إِلَى عُثْمَانَ بِذَاكَ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : ثنا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ : ثنا سِنَانُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِتْنَةً ، فَمَرَّ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يُقْتَلُ هَذَا الْمُقَنَّعُ يَوْمَئِذٍ مَظْلُومًا قَالَ : فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، قَالَ : ثنا شُعْبَةُ ، عَنْ شَيْخٍ ، مِنْ بَجِيلَةَ قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى ، يَقُولُ : اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَجَارِيَةٌ تَضْرِبُ بِالدُّفِّ ، فَدَخَلَ ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ فَدَخَلَ ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ فَأَمْسَكَتْ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أبنا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، قَالَ : ثنا مِسْعَرٌ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ ، قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ رِضَى اللَّهُ عَنْهَا : اسْمَعُوا نُحَدِّثْكُمْ عَمَّا جِئْتُمُونَا لَهُ ، إِنَّكُمْ عِبْتُمْ عَلَى عُثْمَانَ ثَلَاثَ خِلَالٍ : فِي إِمَارَةِ الْفَتَى ، وَمَوْضِعِ الْغَمَامَةِ ، وَضَرْبِهِ السَّوْطَ وَالْعَصَا ، حَتَّى إِذَا مُصْتُمُوهُ مَوْصَ الثَّوْبِ بِالصَّابُونِ عَدَوْتُمْ لِحِلِّهِ الْفُقَرَ الثَّلَاثَ : حُرْمَةَ الْبَلَدِ ، وَحُرْمَةَ الْخِلَافَةِ ، وَحُرْمَةَ الشَّهْرِ الْحَرَامِ ، وَإِنْ كَانَ عُثْمَانُ لَأَحْصَنُهُمْ فَرْجًا ، وَأَوْصَلُهُمْ لِلرَّحِمِ
أبنا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : ثنا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى : رَأَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَافِعًا حِضْنَيْهِ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ دَمِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أبنا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ أَبُو أَحْمَدَ ، قَالَ : ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كَسَاكَ يَوْمًا قَمِيصًا ، فَأَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تَخْلَعَهُ ، فَلَا تَخْلَعْهُ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : حَدَّثَتْنَا أُمُّ عُمَرَ ابْنَةُ حَسَّانَ بْنِ زَيْدٍ أَبِي الْغُصْنِ ، قَالَ أَبِي : وَكَانَتْ عَجُوزَ صِدْقٍ ، قَالَتْ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ الْأَكْبَرَ مَسْجِدَ الْكُوفَةِ قَالَ : وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ يَخْطُبُ بِالنَّاسِ ، وَهُوَ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ ، ثَلَاثَ مِرَارٍ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّكُمْ تُكْثِرُونَ فِي عُثْمَانَ ، وَإِنَّ مَثَلِي وَمَثَلُهُ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرَرٍ مُتَقَابِلِينَ }}
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ ، : حَدَّثَتْنَا أُمُّ عُمَرَ ابْنَةُ حَسَّانَ - قَالَ أَبِي : عَجُوزُ صِدْقٍ - قَالَتْ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَلَهُ الْجَنَّةُ قَالَ : فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : عَلَيَّ مِائَةُ رَاحِلَةٍ ، ثُمَّ قَالَ : أَقِلْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَأَقَالَهُ ، فَقَالَ : عَلَيَّ عَدَدُهَا مِنَ الْخَيْلِ . فَسَّرَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَنَ عِنْدَهُ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ عِنْدَ ذَلِكَ كَلَامًا حَسَنًا حَفِظَهُ أَبُوهَا وَنَسِيَتْهُ أُمُّ عُمَرَ قَالَتْ : وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : إِنَّ عُثْمَانَ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ مَرَّتَيْنِ
ثنا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : ثنا الْأَعْمَشُ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ حِينَ اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَا أَلَوْنَا عَنْ أَعْلَاهَا ذَا فُوقٍ
أبنا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَهُوَ الرَّازِيُّ ، قَالَ : ثنا جَرِيرٌ ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ الْخُزَاعِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَطَلَعَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أبنا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : ثنا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، قَالَ : بَلَغَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَلْعَنُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْمِرْبَدِ ، قَالَ : فَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى بَلَغَ بِهِمَا وَجْهَهُ ، فَقَالَ : وَأَنَا أَلْعَنُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ ، لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي السَّهْلِ وَالْجَبَلِ ، قَالَ : مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ
أبنا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا هُشَيْمٌ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ ، قَالَ : قَالُوا : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، أَخْبِرِينَا عَنْ عُثْمَانَ ، قَالَ : فَاسْتَجْلَسَتِ النَّاسَ ، فَحَمِدَتِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَثْنَتْ عَلَيْهِ ، فَقَالَتْ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّمَا نَقِمْنَا عَلَى عُثْمَانَ ثَلَاثًا : إِمْرَةَ الْفَتَى ، وَالْحِمَى ، وَضَرْبَةَ السَّوْطِ ، ثُمَّ تَرَكْتُمُوهُ حَتَّى إِذَا مُصْتُمُوهُ مَوْصَ الثَّوْبِ عَدَوْتُمْ عَلَيْنَا الْفُقَرَ الثَّلَاثَ : حُرْمَةَ دَمِهِ الْحَرَامِ ، وَحُرْمَةَ الْبَلَدِ الْحَرَامِ ، لَعُثْمَانُ كَانَ أَتْقَاهُمْ لِلرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَحْصَنَهُمْ لِلْفَرْجِ ، وَأَوْصَلَهُمْ لِلرَّحِمِ
أبنا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا هُشَيْمٌ ، عَنْ يُونُسَ يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ جُنْدُبٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ بَابَ حُذَيْفَةَ وَاسْتَأْذَنْتُ ثَلَاثًا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي ، فَذَكَرَ هُشَيْمٌ قِصَّةً فِيهَا قَالَ : اذْهَبُوا لِِتَقْتُلُوهُ قُلْتُ : فَأَيْنَ عُثْمَانُ ؟ قَالَ : فِي الْجَنَّةِ . قُلْتُ : فَأَيْنَ قَتَلَتُهُ ؟ قَالَ : فِي النَّارِ - يَعْنِي - قَتَلَةَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : ثنا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : كُنَّا نَعُدُّ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ مُتَوَافِرُونَ : أَبُو بَكْرٍ ، وَعُمَرُ ، وَعُثْمَانُ
ثنا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : ثنا وَكِيعٌ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُسَيْدٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : كُنَّا نَقُولُ فِي زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَعْنِي : رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ خَيْرُ النَّاسِ ، ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ
أبنا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : ثنا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ سَلَمَةَ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : كُنَّا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَا نَعْدِلُ نَعُدُّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِأَبِي بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرَ ثُمَّ عُثْمَانَ ثُمَّ نَقُولُ : فَلَا نُفَاضِلُ بَيْنَهُمْ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ، قَالَ : جَاءَنِي رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَكَلَّمَنِي فَإِذَا هُوَ يَأْمُرُنِي فِي كَلَامِهِ أَنْ أَعْيَبَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَتَكَلَّمَ كَلَامًا طَوِيلًا وَهُوَ امْرُؤٌ فِي لِسَانِهِ ثِقَلٌ ، فَلَمْ يَكَدْ يَقْضِي كَلَامَهُ فِي سَرِيعٍ ، فَلَمَّا قَضَى كَلَامَهُ ، قُلْتُ لَهُ : إِنَّا كُنَّا نَقُولُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَيٌّ : أَفْضَلُ أُمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ عُثْمَانُ ، وَإِنَّا وَاللَّهِ مَا نَعْلَمُ عُثْمَانَ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ حَقٍّ ، وَلَا جَاءَ مِنَ الْكَبَائِرِ شَيْئًا ، وَلَكِنْ هُوَ هَذَا الْمَالُ ، فَإِنْ أَعْطَاكُمُوهُ رَضِيتُمْ ، وَإِنْ أَعْطَاهُ أُولِي قَرَابَتِهِ سَخِطْتُمْ ، وَإِنَّمَا تُرِيدُونَ أَنْ تَكُونُوا كَفَارِسَ وَالرُّومِ ، لَا يَتْرُكُونَ لَهُمْ أَمِيرًا إِلَّا قَتَلُوهُ . قَالَ : فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ بِأَرْبَعٍ مِنَ الدَّمْعِ ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ لَا نُرِيدُ ذَلِكَ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، أبنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَسَدِيُّ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا عُثْمَانُ مَا قَدَّمْتَ ، وَمَا أَخَّرْتَ ، وَمَا أَسْرَرْتَ ، وَمَا أَعْلَنْتَ ، وَمَا أَبْدَيْتَ ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، قَالَ : ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ مِنْ مِصْرَ قَدْ حَجَّ الْبَيْتَ فَرَأَى قَوْمًا جُلُوسًا ، فَقَالَ : مَنْ هَؤُلَاءِ ؟ فَقَالُوا : هَؤُلَاءِ قُرَيْشٌ . قَالَ : فَمَنِ الشَّيْخُ فِيهِمْ ؟ قَالُوا : ابْنُ عُمَرَ . فَأَتَى فَقَالَ : يَا ابْنَ عُمَرَ ، إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ تُحَدِّثْنِي ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : أَنْشُدُكَ بِحُرْمَةِ هَذَا الْبَيْتِ ، أَتَعْلَمُ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَرَّ يَوْمَ أُحُدٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَتَعْلَمُهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَدْرٍ فَلَمْ يَشْهَدْهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَتَعْلَمُ أَنَّهُ ، يَعْنِي : تَغَيَّبَ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ فَلَمْ يَشْهَدْهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَكَبَّرَ . فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ : تَعَالَ حَتَّى أُخْبِرَكَ وَأُبَيِّنَ لَكَ مَا سَأَلْتَنِي عَنْهُ ، أَمَّا فِرَارُهُ يَوْمَ أُحُدٍ فَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ عَفَا وَغَفَرَ لَهُ ، وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَدْرِ فَإِنَّهُ كَانَتْ تَحْتَهُ ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَكَانَتْ مَرِيضَةً ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ شَهِدَ بَدْرًا ، وَسَهْمُهُ لَكَ وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ أَحَدٌ أَعَزَّ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ عُثْمَانَ لَبَعَثَهُ ، فَبَعَثَ عُثْمَانَ وَكَانَتْ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ بَعْدَ مَا ذَهَبَ عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى هَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ فَضَرَبَ بِيَدِهِ الْأُخْرَى عَلَيْهَا فَقَالَ هَذِهِ لِعُثْمَانَ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : اذْهَبْ هَذِهِ ثَلَاثٌ مَعَكَ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، قَالَ : ثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ كَثِيرٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ ، قَالَ : جَاءَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِأَلْفِ دِينَارٍ فِي مُؤْتَةَ حِينَ جَهَّزَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ ، قَالَ : فَصَبَّهَا فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يُقَلِّبُهَا وَهُوَ يَقُولُ : مَا ضَرَّ ابْنَ عَفَّانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ يُرَدِّدُ ذَلِكَ مِرَارًا
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ ، قَالَ : ثنا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْعَرَّارُ بْنُ سُوَيْدٍ الْكُوفِيُّ ، عَنْ عَمِيرَةَ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ ، فَمَرَّتْ سَفِينَةٌ مَرْفُوعٌ شِرَاعُهَا ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {{ وَلَهُ الْجِوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ }} وَالَّذِي أَنْشَأَهَا فِي بَحْرٍ مِنْ بِحَارِهِ ، مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ ، وَلَا مَالَأْتُ عَلَى قَتْلِهِ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ ، قَالَ : ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، قَالَ : سَمِعْتُ زَمْعَةَ بْنَ صَالِحٍ ، قَالَ : سَمِعَ طَاوُسٌ ، رَجُلًا وَهُوَ يَقُولُ لِرَجُلٍ : مَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ أَشَرَّ مِنْكَ ، فَقَالَ لَهُ : أَنْتَ لَمْ تَرَ قَاتِلَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : ثنا مُسْهِرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَلْعٍ ، قَالَ : أبنا عِيسَى بْنُ عُمَرَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ مُرَّةَ بْنِ شَرَاحِيلَ ، قَالَ : لَأَنْ أَكُونَ يَوْمَئِذٍ قُتِلْتُ مَعَ عُثْمَانَ فِي الدَّارِ أَحَبُّ إِلَى مِنْ كَذَا وَكَذَا
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : أَبنا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ لَا يُوقِظُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِهِ فِي اللَّيْلِ إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ يَقْظَانَ ، فَيَدْعُوهُ فَيُنَاوِلُهُ قُلَّةَ وَضُوئِهِ ، وَكَانَ يَصُومُ الدَّهْرَ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، عَنْ أَشْعَثَ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : كَتَبَ عُثْمَانُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ يَعْزِمُ عَلَيْهِ أَنْ لَا يَضَعَ كِتَابَهُ مِنْ يَدِهِ حَتَّى يَشْخَصَ إِلَيْهِ ، قَالَ : فَأَتَى بِالْكِتَابِ فَجَعَلَ يَذْهَبُ وَيَجِيءُ وَالْكِتَابُ فِي يَدِهِ لَا يَقْرَؤُهُ ، فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ : أَيْنَ تَذْهَبُ وَالْكِتَابُ فِي يَدِكَ ؟ افْتَحِ الْكِتَابَ فَاقْرَأْهُ ، فَقَالَ : يَا بِنْتَ الْكَافِرِينَ ، أَتُرِيدِينَ أَنْ أَبِيتَ عَاصِيًا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، أَوْ أَشْخَصَ مِنْ لَيْلَتِي
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : أَبنا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ مُهَاجِرٍ التَّيْمِيِّ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : لَا تَسُبُّوا عُثْمَانَ ؛ فَإِنَّا كُنَّا نَعُدُّهُ مِنْ خِيَارِنَا
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَاجِشُونُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : لَوْ هَلَكَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي بَعْضِ الزَّمَانِ لَهَلَكَ عِلْمُ الْفَرَائِضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَلَقَدْ جَاءَ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ وَلَا يَعْلَمُهَا غَيْرُهُمَا
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : ثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ ، قَالَ لَيْثٌ : ثَنَاهُ عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْمَلِيحِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَوْ أَجْمَعَ النَّاسُ عَلَى قَتْلَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، لَرُمُوا بِالْحِجَارَةِ كَمَا رُمِيَ قَوْمُ لُوطٍ
أبنا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، وَوَكِيعٌ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ، قَالَ يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ قَالَ : ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنِ النَّزَّالِ ، قَالَ : لَمَّا اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : أَمَّرْنَا خَيْرَ مَنْ بَقِيَ ، وَلَمْ نَأْلُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، قَالَ : ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَدَنِيِّ ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ ، قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَوَضَعَ يَدَيْهِ بَيْنَ فَخِذَيْهِ ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ ، فَأَذِنَ لَهُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَى هَيْئَتِهِ ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ يَسْتَأْذِنُ ، فَأَذِنَ لَهُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَى هَيْئَتِهِ ، وَجَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَأَذِنَ لَهُمْ ، وَجَاءَ عَلِيٌّ يَسْتَأْذِنُ ، فَأَذِنَ لَهُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَى هَيْئَتِهِ ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَاسْتَأْذَنَ ، فَتَجَلَّلَ ثَوْبَهُ ثُمَّ أَذِنَ لَهُ ، فَتَحَدَّثُوا سَاعَةً ، ثُمَّ خَرَجُوا ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، دَخَلَ عَلَيْكَ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ ، وَعَلِيٌّ وَنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِكَ وَأَنْتَ فِي هَيْئَتِكَ لَمْ تَحَرَّكْ ، وَلَمَّا دَخَلَ عُثْمَانُ تَجَلَّلْتَ ثَوْبَكَ . فَقَالَ : أَلَا أَسْتَحِي مِمَّنْ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ . أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا رَوْحٌ ، قَالَ : ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ ، قَالَ : ثنا أَبُو خَالِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَدَنِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ قَدْ وَضَعَ يَدَيْهِ بَيْنَ فَخِذَيْهِ ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَاسْتَأْذَنَ لَهُ وَالنَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَى هَيْئَتِهِ ، ثُمَّ عُمَرُ بِمِثْلِ هَذِهِ الْقِصَّةِ . فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ شَيْبَانَ أَبِي مُعَاوِيَةَ
أبنا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ، قَالَ : ثنا أَبُو مَعْشَرٍ الْبَرَاءُ يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ : ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ ، عَنْ أُمِّهِ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ذَكَرَ يَوْمًا وَهُوَ مَعَ أَصْحَابِهِ : رَأَى اللَّيْلَةَ رَجُلًا صَالِحًا ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ : قُلْنَا فِي أَنْفُسِنَا : هُوَ رَسُولُ اللَّهِ . قَالَ : رَأَيْتُ دَلْوًا أُهْبِطَ مِنَ السَّمَاءِ فَشَرِبَ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَشْرَ جُرَعٍ ، ثُمَّ نَاوَلَهُ أَبَا بَكْرٍ ، فَشَرِبَ مِنْهُ جَرْعَتَيْنِ وَنِصْفَ جَرْعَةٍ ، ثُمَّ نَاوَلَهُ عُمَرَ فَشَرِبَ مِنْهُ عَشْرَ جُرَعٍ وَنِصْفَ جَرْعَةٍ ، ثُمَّ نَاوَلَهُ عُثْمَانَ فَشَرِبَ مِنْهُ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ جَرْعَةً ، ثُمَّ رُفِعَ الدَّلْوُ إِلَى السَّمَاءِ
أبنا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا حَجَّاجٌ ، قَالَ : ثنا لَيْثٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، كَانَتْ تَقُولُ : يَا لَيْتَنِي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا ، فَأَمَّا الَّذِي كَانَ مِنْ شَأْنِ عُثْمَانَ ، فَوَاللَّهِ مَا أَحْبَبْتُ أَنْ يُنْتَهَكَ مِنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَمْرٌ قَطُّ إِلَّا انْتُهِكَ مِنِّي مِثْلُهُ ، حَتَّى لَوْ أَحْبَبْتُ قَتْلَهُ لَقُتِلْتُ ، يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيٍّ ، لَا يَغُرَّنَّكُ أَحَدٌ بَعْدَ الَّذِي تَعْلَمُ ، فَوَاللَّهِ مَا احْتَقَرْتُ أَعْمَالَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِحَمٍ حَتَّى نَحَبَ الدَّهْرُ النَّفَرَ الَّذِينَ طَعَنُوا فِي عُثْمَانَ فَقَالَ : قُولُوا : لَا يُحْسِنُ مِثْلَهُ ، وَقَرَأُوا قِرَاءَةً لَا يُحْسِنُ مِثْلَهَا ، وَصَلَّوْا صَلَاةً لَا يُصَلَّى مِثْلُهَا . فَلَمَّا تَدَبَّرْتُ الصُّنْعُ إِذَا وَاللَّهِ مَا يُقَارِبُوا أَعْمَالَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَإِذَا أَعْجَبَكَ حُسْنُ قَوْلِ امْرِئٍ ، فَقُلِ : {{ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ }} ، وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ أَحَدٌ
أبنا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا أَبُو قَطَنٍ ، قَالَ : ثنا يُونُسُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : أَشْرَفَ عُثْمَانُ مِنَ الْقَصْرِ وَهُوَ مَحْصُورٌ ، فَقَالَ : أَنْشُدُ بِاللَّهِ مَنْ شَهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمَ حِرَاءَ إِذِ اهْتَزَّ الْجَبَلُ فَرَكَلَهُ بِقَدَمِهِ ثُمَّ قَالَ : اسْكُنْ حِرَاءُ ، لَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ ، أَوْ صِدِّيقٌ ، أَوْ شَهِيدٌ وَأَنَا مَعَهُ ؟ فَانْتَشَدَ لَهُ رِجَالٌ : فَقَالَ : أَنْشُدُ بِاللَّهِ مِنْ شَهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمَ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ إِذْ بَعَثَنِي إِلَى الْمُشْرِكِينَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ فَقَالَ : هَذِهِ يَدِي وَيَدُ عُثْمَانَ فَبَايَعَ لِي ؟ وَانْتَشَدَ لَهُ رِجَالٌ ، فَقَالَ : أَنْشُدُ بِاللَّهِ مِنْ شَهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : مَنْ يُوَسِّعُ لَنَا فِي الْبَيْتِ ؟ فَانْتَشَدَ لَهُ رِجَالٌ . قَالَ : أَنْشُدُ بِاللَّهِ مَنْ شَهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمَ جَيْشِ الْعُسْرَةِ قَالَ : مَنْ يُنْفِقُ الْيَوْمَ نَفَقَةً مُتَقَبَّلَةً ؟ فَجَهَّزْتُ نِصْفَ الْجَيْشِ مِنْ مَالِي ، قَالَ : فَانْتَشَدَ لَهُ رِجَالٌ ، وَأَنْشُدُ بِاللَّهِ مَنْ شَهِدَ رُومَةَ يُبَاعُ مَاؤُهَا ابْنَ السَّبِيلِ ، فَابْتَعْتُهَا مِنْ مَالِي فَأَبَحْتُهَا ابْنَ السَّبِيلِ ؟ قَالَ : فَانْتَشَدَ لَهُ رِجَالٌ
أبنا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُغِيرَةَ بْنَ مُسْلِمٍ أَبَا سَلَمَةَ ، يَذْكُرُ عَنْ مَطَرٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ عُثْمَانَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَشْرَفَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُوَ مَحْصُورٌ ، فَقَالَ : عَلَى مَا تَقْتُلُونِي ؟ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ : رَجُلٌ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ فَعَلَيْهِ الرَّجْمُ ، أَوْ قَتَلَ عَمْدًا فَعَلَيْهِ الْقَوَدُ ، أَوِ ارْتَدَّ بَعْدَ إِسْلَامِهِ فَعَلَيْهِ الْقَتْلُ فَوَاللَّهِ مَا زَنَيْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ ، وَلَا قَتَلْتُ أَحَدًا فَأُقِيدَ نَفْسِي مِنْهُ ، وَلَا ارْتَدَدْتُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ ، إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : أبنا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ أَبُو يُوسُفَ ، قَالَ : ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، قَالَ : أبنا يُونُسُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ ، وَرَجُلًا ، آخَرَ مَعَهُ مِنَ الْأَنْصَارِ دَخَلَا عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مَحْصُورٌ ، فَاسْتَأْذَنُوا فِي الْحَجِّ فَأَذِنَ لَهُمَا ، ثُمَّ قَالَا : مَعَ مَنْ نَكُونُ إِنْ ظَهَرَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ ؟ قَالَ : عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ ، قَالَا : أَرَأَيْتَ إِنْ أَصَابَكَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ وَكَانَتِ الْجَمَاعَةُ فِيهِمْ ؟ قَالَ : الْزَمُوا الْجَمَاعَةَ حَيْثُ كَانَتْ ، قَالَ : فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ ، فَلَمَّا بَلَغْنَا بَابَ الدَّارِ لَقِينَا الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ دَاخِلًا ، فَرَجَعْنَا عَلَى أَثَرِ الْحَسَنِ لِنَنْظُرَ مَا يُرِيدُ ، فَلَمَّا دَخَلَ الْحَسَنُ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَنَا طَوْعُ يَدَيْكَ ، فَمُرْنِي بِمَا شِئْتَ ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ : يَا ابْنَ أَخِي ، ارْجِعْ فَاجْلِسْ فِي بَيْتِكَ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَمْرِهِ ، فَلَا حَاجَةَ لِي فِي هِرَاقَةِ الدِّمَاءِ
أبنا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا عَفَّانُ ، قَالَ : ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الدَّارِ وَهُوَ مَحْصُورٌ ، قَالَ : وَكُنَّا نَدْخُلُ مَدْخَلًا إِذَا دَخَلْنَا سَمِعْنَا كَلَامَ مَنْ عَلَى الْبَلَاطِ ، قَالَ : فَدَخَلَ عُثْمَانُ يَوْمًا لِحَاجَةٍ ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا مُنْتَقِعٌ لَوْنُهُ ، فَقَالَ : إِنَّهُمْ لَيَتَوَاعَدُونِّي بِالْقَتْلِ آنِفًا . قَالَ : قُلْنَا : يَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ . قَالَ : وَلِمَ يَقْتُلُونِي ؟ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّهُ لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا فِي إِحْدَى ثَلَاثٍ : رَجُلٌ كَفَرَ بَعْدَ إِيمَانِهِ ، أَوْ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ ، أَوْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ . فَوَاللَّهِ مَا زَنَيْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ قَطُّ ، وَلَا تَمَنَّيْتُ أَنَّ لِيَ بِدِينِي بَدَلًا مُنْذُ هَدَانِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلَا قَتَلْتُ نَفْسًا ، فَبِمَ يَقْتُلُونِي ؟
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ ، قَالَ : ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ : ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : ثنا أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، قَالَ : إِنِّي لَمَعَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الدَّارِ وَهُوَ مَحْصُورٌ ، فَكُنَّا نَدْخُلُ مَدْخَلًا إِذَا دَخَلْنَا سَمِعْنَا كَلَامَ مَنْ عَلَى الْبَلَاطِ ، فَدَخَلَ يَوْمًا ذَاكَ الْمَدْخَلَ ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا مُتَغَيِّرَ اللَّوْنِ ، قَالَ : وَبِمَ يَقْتُلُونِي ؟ فَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا فِي إِحْدَى ثَلَاثٍ : رَجُلٌ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ ، أَوْ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ ، أَوْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ . فَوَاللَّهِ مَا زَنَيْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ قَطُّ ، وَلَا أَحْبَبْتُ أَنَّ لِيَ الدُّنْيَا بِدِينِي بَدَلًا مُنْذُ هَدَانِي لَهُ ، وَلَا قَتَلْتُ نَفْسًا ، فَبِمَ تَقْتُلُونِي ؟
أبنا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَهُ : يَا ابْنَ أَخِي ، أَدْرَكْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : لَا ، وَلَكِنْ خَلَصَ إِلَيَّ مِنْ عِلْمِهِ وَالْيَقِينِ مَا يَخْلُصُ إِلَى الْعَذْرَاءِ فِي سِتْرِهَا . قَالَ : فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَكُنْتُ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلِرَسُولِهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَآمَنَ بِمَا بَعَثَ بِهِ مُحَمَّدًا صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، ثُمَّ هَاجَرْتُ الْهِجْرَتَيْنِ كَمَا قُلْتُ . وَنِلْتُ صِهْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَبَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَوَاللَّهِ مَا عَصَيْتُ وَلَا غَشَشْتُهُ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، ثنا عَفَّانُ ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ الْمُسَيَّبِ يَعْنِي ابْنَ رَافِعٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ حُمْرَانَ ، قَالَ : كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ يَغْتَسِلُ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيُّ ، قَالَ : ثنا أَبِي ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : لِكُلِّ نَبِيٍّ رَفِيقٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَرَفِيقِي فِيهَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، ثنا شُعْبَةُ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي الزُّبَيْرِ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الشَّرِيدِ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَخْطُبُ فَقَالَ : إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرَرٍ مُتَقَابِلِينَ }}
أبنا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا عَفَّانُ ، قَالَ : ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : ثنا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ ، سَارَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْكُوفَةِ ثَمَانِيًا حِينَ اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مَاتَ ، فَلَمْ نَرَ يَوْمًا أَكْثَرَ نَشِيجًا مِنْ يَوْمَئِذٍ . وَأَنَّا اجْتَمَعْنَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَلَمْ نَأْلُ عَنْ خَيْرِنَا ذَا فُوقٍ ، فَبَايَعْنَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَبَايِعُوهُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : ثنا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ فِي مِرْطٍ وَاحِدٍ ، ثُمَّ خَرَجَ وَآخَرُ ، قَالَتْ : فَأَذِنَ لَهُ فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ وَهُوَ مَعِي فِي الْمِرْطِ ثُمَّ خَرَجَ ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِمْ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَذِنَ لَهُ فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ثُمَّ خَرَجَ ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَأَصْلَحَ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ وَجَلَسَ فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ ثُمَّ خَرَجَ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اسْتَأْذَنَ عَلَيْكَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقْضِي إِلَيْكَ حَاجَتَهُ عَلَى حَالِكَ تِلْكَ ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَيْكَ عُمَرُ رَحِمَهُ اللَّهُ يَقْضِي إِلَيْكَ حَاجَتَهُ عَلَى حَالِكَ ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ عَلَيْكَ فَكَأَنَّكَ احْتَفَظْتَ ، فَقَالَ : إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ ، وَإِنِّي لَوْ أَذِنْتُ لَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ خَشِيتُ أَنْ لَا يَقْضِيَ إِلَيَّ حَاجَتَهُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ مُطَرِّفِ ابْنِ الشِّخِّيرِ ، قَالَ : لَقِيتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَذَا الْحَزِيزِ ، فَقَالَ : أَحُبُّ عُثْمَانَ مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَنَا ؟ مَرَّتَيْنِ ؟ فَلَمَّا تَنَفَّسَ عَنْ أَصْحَابِهِ قَالَ : إِنْ نُحِبُّهُ فَإِنَّهُ كَانَ خَيْرَنَا وَأَوْصَلَنَا
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا رَوْحٌ ، قَالَ : ثنا سَعِيدٌ ، عَنِ ابْنِ الشِّخِّيرِ ابْنِ أَخِي مُطَرِّفٍ ، عَنْ مُطَرِّفٍ ، قَالَ : لَقِيتُ عَلِيًّا بِهَذَا الْحَزِيزِ أَيِ الصَّحْرَاءِ بَعْدَ الْجَمَلِ وَهُوَ فِي مَوْكِبِهِ ، فَأَسْرَعَ إِلَيَّ بِدَابَّتِهِ ، قَالَ : فَقُلْتُ : أَنَا كُنْتُ أَحَقُّ أَنْ أُسْرِعَ إِلَيْكَ . فَقَالَ : أَحُبُّ عُثْمَانَ مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَنَا ؟ قَالَ : فَجَعَلْتُ أَعْتَذِرُ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا عَلِمَ أَنَّ أَصْحَابَهُ لَا يَسْمَعُونَ مَقَالَتَهُ قَالَ : وَاللَّهِ لَئِنْ أَحْبَبْتَهُ ، إِنْ كَانَ لَخَيْرَنَا وَأَوْصَلَنَا
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا رَوْحٌ ، قَالَ : ثنا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، لَبِسَ يَوْمَئِذٍ الدِّرْعَ مَرَّتَيْنِ يَعْنِي يَوْمَ الدَّارَ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : ثنا بَشَّارُ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ : ثنا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : كَانُوا لَا يَفْقِدُونَ الْخَيْلَ الْبُلْقَ فِي الْمَغَازِي حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَلَمَّا قُتِلَ فُقِدَتْ فَلَمْ يُرَ مِنْهَا شَيئًا . قَالَ : فَكَانُوا يَرَوْنَهَا الْمَلَائِكَةَ . قَالَ : وَكَانُوا لَا يَخْتَلِفُونَ فِي الْأَهِلَّةِ حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانُ ، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ لُبِّسَتْ عَلَيْهِمْ ، قَالَ : وَكَانَتِ الصَّدَقَةُ تُدْفَعُ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَمَنْ أَمَرَ بِهِ ، وَإِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَمَنْ أَمَرَ بِهِ ، وَإِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَمَنْ أَمَرَ بِهِ ، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ اخْتَلَفُوا ، فَرَأَى قَوْمٌ يَقْسِمُونَهَا بِرَأْيِهِمْ ، وَرَأَى قَوْمٌ يَدْفَعُونَهَا إِلَى السُّلْطَانِ
قَالَ ابْنُ عَوْنٍ : وَسَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ يَقُولُ : لَمَّا نَزَلَتْ : {{ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ }} قَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا خُصُومَتُنَا هَذِهِ ؟ وَإِنَّمَا نَحْنُ إِخْوَانٌ فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ قَالُوا : هَذِهِ هَذِهِ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ أَبُو عَمْرٍو الْعَنْبَرِيُّ ، قَالَ : ثنا مُعْتَمِرٌ ، قَالَ : قَالَ أَبِي : ثنا أَبُو نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ : سَمِعَ عُثْمَانُ أَنَّ وَفْدَ أَهْلِ مِصْرَ قَدْ أَقْبَلُوا ، قَالَ : فَاسْتَقْبَلَهُمْ ، قَالَ : وَكَانَ فِي قَرْيَةٍ لَهُ خَارِجًا مِنَ الْمَدِينَةِ ، أَوْ كَمَا قَالَ : فَلَمَّا سَمِعُوا بِهِ أَقْبَلُوا نَحْوَهُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي هُوَ فِيهِ ، أُرَاهُ قَالَ : وَكَرِهَ أَنْ يَقْدَمُوا عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ أَوْ نَحْوًا مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ : فَأَتَوْهُ فَقَالُوا : ادْعُ لَنَا بِالْمُصْحَفِ ، فَدَعَا بِالْمُصْحَفِ ، فَقَالُوا لَهُ : افْتَحِ التَّاسِعَةَ ، قَالَ : وَكَانُوا يُسَمُّونَ سُورَةَ يُونُسَ التَّاسِعَةَ ، قَالَ : فَقَرَأَهَا حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِ هَذِهِ الْآيَةِ : {{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ }} قَالَ : فَقَالُوا لَهُ : قِفْ قَالَ : قَالُوا لَهُ : أَرَأَيْتَ مَا حَمَيْتَ مِنَ الْحِمَى ، آللَّهِ أَحَقٌّ لَكَ ، أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرِي قَالَ : فَقَالَ : امْضِهْ ، نَزَلَتْ فِي كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : وَأَمَّا الْحِمَى فَإِنَّ عُمَرَ حَمَى الْحِمَى قَبْلِي لِإِبِلِ الصَّدَقَةِ ، فَزِدْتُ فِي الْحِمَى لِمَا زَادَ مِنَ إِبِلِ الصَّدَقَةِ ، امْضِهْ . قَالَ : فَجَعَلُوا يَأْخُذُونَهُ بِالْآيَةِ فَيَقُولُ : امْضِهْ ، وَنَزَلَتْ فِي كَذَا وَكَذَا . قَالَ : وَالَّذِي يَلِي كَلَامَ عُثْمَانَ يَوْمَئِذٍ فِي سِنِّكَ ، قَالَ : يَقُولُ أَبُو نَضْرَةَ : يَقُولُ ذَاكَ لِي أَبُو سَعِيدٍ ، قَالَ أَبُو نَضْرَةَ : وَأَنَا فِي سِنِّكَ يَوْمَئِذٍ ، قَالَ : وَلَمْ يَخْرُجْ وَجْهِي يَوْمَئِذٍ ، لَا أَدْرِي لَعَلَّهُ قَدْ قَالَ مَرَّةً أُخْرَى وَأَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً ، قَالَ : وَأَخَذَ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يَشُقُّوا عَصَا الْمُسْلِمِينَ وَلَا يُفَارِقُوا جَمَاعَةً مَا أَقَامَ لَهُمْ شُرُوطَهُمْ أَوْ كَمَا أَخَذُوا عَلَيْهِ قَالَ : فَقَالَ لَهُمْ : وَمَا تُرِيدُونَ ؟ قَالُوا : نُرِيدُ أَنْ لَا يَأْخُذَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ عَطَاءً ، فَإِنَّمَا هَذَا الْمَالُ لِمَنْ قَاتَلَ عَلَيْهِ وَلِهَذَا الشُّيُوخِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : فَرَضُوا وَأَقْبَلُوا مَعَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ رَاضِينَ ، قَالَ : فَقَامَ فَخَطَبَ ، قَالَ : أَلَا إِنَّ مَنْ كَانَ لَهُ زَرْعٌ فَلْيَلْحَقْ بِزَرْعِهِ ، وَمَنْ كَانَ لَهُ ضَرْعٌ فَلْيَلْحَقْ بِهِ ، أَلَا إِنَّهُ لَا مَالَ لَكُمْ عِنْدَنَا ، إِنَّمَا هَذَا الْمَالُ لِمَنْ قَاتَلَ عَلَيْهِ ، وَلِهَذِهِ الشُّيُوخِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ . قَالَ : فَغَضِبَ النَّاسُ وَقَالُوا : مَكْرُ بَنِي أُمَيَّةَ ، قَالَ : ثُمَّ رَجَعَ الْوَفْدُ الْمِصْرِيُّونَ رَاضِينَ ، فَبَيْنَا هُمْ فِي الطَّرِيقِ ، إِذَا هُمْ بِرَاكِبٍ يَتَعَرَّضُ لَهُمْ ، ثُمَّ يُفَارِقُهُمْ ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ ثُمَّ يُفَارِقُهُمْ ، وَيَسُبُّهُمْ قَالَ : فَقَالُوا لَهُ : مَالَكَ ؟ إِنَّ لَكَ لَأَمْرًا ، مَا شَأْنُكَ قَالَ : أَنَا رَسُولُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عَامِلِهِ بِمِصْرَ قَالَ : فَفَتَّشُوهُ ، فَإِذَا هُمْ بِالْكِتَابِ عَلَى لِسَانِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَخَاتَمِهِ إِلَى عَامِلِ مِصْرَ أَنْ يَصْلُبَهُمْ ، أَوْ يَقْتُلَهُمْ ، أَوْ يُقَطِّعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ ، قَالَ : فَأَقْبَلُوا حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ ، قَالَ : فَأَتَوْا عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالُوا : أَلَمْ تَرَ أَنَّهُ كَتَبَ فِينَا بِكَذَا وَكَذَا ؟ فَمُرَّ مَعَنَا إِلَيْهِ ، قَالَ : لَا وَاللَّهِ لَا أَقُومُ مَعَكُمْ ، قَالُوا : فَلَمْ كَتَبْتَ إِلَيْنَا ، قَالَ : لَا وَاللَّهِ مَا كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ كِتَابًا قَطُّ ، قَالَ : فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : أَلِهَذَا نُقَاتِلُ أَوْ لِهَذَا تَفْزَعُونَ ، وَانْطَلَقَ عَلِيٌّ فَخَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى قَرْيَةٍ ، وَانْطَلَقُوا حَتَّى دَخَلُوا عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالُوا : كَتَبْتَ فِينَا بِكَذَا وَكَذَا ؟ فَقَالَ : إِنَّمَا هُمَا اثْنَتَانِ : أَنْ تُقِيمُوا عَلَيَّ رَجُلَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، أَوْ يَمِينِي بِالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا كَتَبْتُ ، وَلَا أَمْلَيْتُ ، وَلَا عَلِمْتُ . قَالَ : فَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الْكِتَابَ يُكْتَبُ عَلَى لِسَانِ الرَّجُلِ ، وَقَدْ يُنْقَشُ الْخَاتَمُ عَلَى الْخَاتَمِ ، قَالَ : حَصَرُوهُ فِي الْقَصْرِ ، قَالَ : وَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ . قَالَ : فَمَا أَسْمَعُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ رَدَّ عَلَيْهِ ، إِلَّا أَنْ يَرُدَّ رَجُلٌ فِي نَفْسِهِ ، قَالَ : فَقَالَ : أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ أَنِّي اشْتَرَيْتُ رُومَةَ مِنْ مَالِي يُسْتَعْذَبُ بِهَا ، قَالَ : فَجَعَلْتُ رِشَائِي فِيهَا كَرِشَاءِ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ؟ قَالَ : قِيلَ : نَعَمْ . قَالَ : فَعَلَامَ تَمْنَعُونِي أَنْ أَشْرَبَ مِنْهَا حَتَّى أُفْطِرَ عَلَى مَاءِ الْبَحْرِ ؟ قَالَ : وأَنْشَدْتُّكُمُ اللَّهَ ، هَلْ عَلِمْتُمْ أَنِّي اشْتَرَيْتُ كَذَا مِنَ الْأَرْضِ فَزِدْتُهُ فِي الْمَسْجِدِ ؟ قَالَ : قِيلَ : نَعَمْ . قَالَ : فَهَلْ عَلِمْتُمْ أَنَّ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ مُنِعَ أَنْ يُصَلِّيَ فِيهِ قَبْلِي ؟ قَالَ : وَأَنْشَدْتُكُمُ اللَّهَ ، هَلْ سَمِعْتُمْ نَبِيَّ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَذْكُرُ شَيْئًا فِي شَأْنِهِ وَبِدَارِي كِتَابُهُ الْمُفَصَّلُ ؟ قَالَ : فَفَشَا النَّهْيُ ، قَالَ : فَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ : مَهْلًا عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، مَهْلًا عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ : وَفَشَا النَّهْيُ قَالَ : فَقَامَ الْأَشْتَرُ ، قَالَ : فَلَا أَدْرِي أَيَوْمَئِذٍ أَوْ يَوْمَ آخَرَ ، قَالَ : فَلَعَلَّهُ قَدْ مَكَرَ بِي وَبِكُمْ ، قَالَ : فَوَطِئَهُ النَّاسُ حَتَّى أُلْقِيَ كَذَا وَكَذَا قَالَ : ثُمَّ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مَرَّةً أُخْرَى فَوَعَظَهُمْ وَذَكَرَهُمْ ، فَلَمْ يَأْخُذْ فِيهِمْ بِالْمَوْعِظَةِ ، قَالَ : وَكَانَ النَّاسُ تَأْخُذُ فِيهِمُ الْمَوْعِظَةُ أَوَّلَ مَا يَسْمَعُونَهَا ، فَإِذَا أُعِيدَتْ عَلَيْهِمْ لَمْ تَأْخُذْ فِيهِمْ أَوْ كَمَا قَالَ ، قَالَ : وَرَأَى فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : أَفْطِرْ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ قَالَ : ثُمَّ إِنَّهُ فَتَحَ الْبَابَ ، وَوَضَعَ الْمُصْحَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ : فَزَعَمَ الْحَسَنُ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ دَخَلَ عَلَيْهِ فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ قَالَ : فَقَالَ عُثْمَانُ : لَقَدْ أَخَذْتَ مِنِّي مَأْخَذًا ، أَوْ قَعَدْتَ مِنِّي مَقْعَدًا مَا كَانَ أَبُو بَكْرٍ لِيَقْعُدَهُ أَوْ لِيَأْخُذَهُ قَالَ : فَخَرَجَ وَتَرَكَهُ . قَالَ : وَقَالَ فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ : وَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : بَيْنِي وَبَيْنَكَ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ : فَخَرَجَ وَتَرَكَهُ ، قَالَ : وَدَخَلَ عَلَيْهِ آخَرُ فَقَالَ : بَيْنِي وَبَيْنَكَ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ : وَالْمُصْحَفُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ : فَهَوَى إِلَيْهِ بِالسَّيْفِ ، فَاتَّقَاهُ بِيَدِهِ فَقَطَعَهَا ، قَالَ : فَلَا أَدْرِي أَبَانَهَا أَمْ قَطَعَهَا ، أَوْ لَمْ يُبِنْهَا ، فَقَالَ : أَمَا وَاللَّهِ إِنَّهَا لَأَوَّلُ كَفٍّ قَدْ خَطَّتِ الْمُفَصَّلَ ، قَالَ : وَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ : الْمَوْتُ الْأَسْوَدُ . قَالَ : فَخَنَقَهُ وَخَنَقَهُ ، قَالَ : ثُمَّ خَرَجَ قَبْلَ أَنْ يَضْرِبَ بِالسَّيْفِ فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا قَدْ أَهْوَى إِلَيْهِ مِنْ خَلْفِهِ ، وَاللَّهِ لَقَدْ خَنَقْتُهُ حَتَّى رَأَيْتُ نَفْسَهُ مِثْلَ الْجَانِّ يَتَرَدَّدُ فِي جَسَدِهِ قَالَ : وَفِي غَيْرِ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ : فَدَخَلَ عَلَيْهِ التُّجِيبِيُّ فَأَشْعَرَهُ مِشْقَصًا ، قَالَ : فَانْتَضَحَ الدَّمُ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ {{ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }} قَالَ : هِيَ فِي الْمُصْحَفِ مَا حُكَّتْ . قَالَ : فَـأَخَذَتِ ابْنَةُ الْفُرَافِصَةِ ، حَتَّى حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ ، حُلِيَّهَا وَوَضَعَتْهُ فِي حِجْرِهَا ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ ، قَالَ : فَلَمَّا أُشْعِرَ أَوْ قُتِلَ تَهَاجَتْ عَلَيْهِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ ، قَاتَلَهُا اللَّهُ : مَا أَعْظَمَ عَجِيزَتَهَا ، قَالَتْ : فَعَرَفْتُ أَنَّ أَعْدَاءَ اللَّهِ لَمْ يُرِيدُوا إِلَّا الدُّنْيَا
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، ثنا عَفَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُعْتَمِرٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي قَالَ : أَبَنَا أَبُو نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى الْأَنْصَارِ قَالَ : سَمِعَ عُثْمَانُ أَنَّ وَفْدَ أَهْلِ مِصْرَ قَدْ أَقْبَلُوا . . . . . فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ : حَصَرُوهُ فِي الْقَصْرِ فَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ : أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ هَلْ عَلِمْتُمْ أَنِّي اشْتَرَيْتُ بِئْرَ رُومَةَ مِنْ مَالِي لِيُسْتَعْذَبَ مِنْهَا فَجَعَلْتُ رِشَائِي كَرِشَاءِ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ؟ فَقِيلَ : نَعَمْ . فَقَالَ : عَلَامَ تَمْنَعُونِي أَنْ أَشْرَبَ مِنْهَا حَتَّى أُفْطِرَ عَلَى مَاءِ الْبَحْرِ ؟ قَالَ : وَالْمُصْحَفُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ بِالسَّيْفِ فَتَلَقَّاهُ بِيَدِهِ فَقَطَعَهَا فَلَا أَدْرِي أَبَانَهَا أَوْ قَطَعَهَا فَلَمْ يُبِنْهَا فَقَالَ : أَمَا وَاللَّهِ إِنَّهَا لَأَوَّلُ كَفٍّ قَدْ خَطَّتِ الْمُفَصَّلَ وَفِي غَيْرِ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ : فَدَخَلَ عَلَيْهِ التَّجُوبِيُّ فَأَشْعَرَهُ مِشْقَصًا ، فَانْتَضَحَ الدَّمُ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ {{ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }} فَإِنَّهَا فِي الْمُصْحَفِ مَا حُكَّتْ ، فَأَخَذَتِ ابْنَةُ الْفُرَافِصَةِ ، فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ : بِحُلِيِّهَا فَوَضَعَتْهُ فِي حِجْرِهَا ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ ، فَلَمَّا أَشْعَرُوا وَقُتِلَ تَفَاجَّتْ عَلَيْهِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : قَاتَلَهَا اللَّهُ ، مَا أَعْظَمَ عَجِيزَتَهَا قَالَ : فَعَرَفْتُ أَنَّ أَعْدَاءَ اللَّهِ لَمْ يُرِيدُوا إِلَّا الدُّنْيَا
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، قَالَ : ثنا أَبِي ، قَالَ : سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حَكِيمٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : اسْتَشَارَنِي عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَهُوَ مَحْصُورٌ ، فَقَالَ : مَا تَرَى فِيمَا يَقُولُ الْمُغِيرَةُ بْنُ الْأَخْنَسِ ؟ قُلْتُ : مَا يَقُولُ ؟ قَالَ : يَقُولُ : إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ إِنَّمَا يُرِيدُونَ أَنْ تَخْلَعَ هَذَا الْأَمْرَ وَتُخَلِّيَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ . فَقُلْتُ : إِنْ أَنْتَ فَعَلْتَ ، أَمُخَلَّفٌ أَنْتَ فِي الدُّنْيَا ؟ قَالَ : لَا ، قُلْتُ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ ، هَلْ يَزِيدُوا عَلَى أَنْ يَقْتُلُوكَ ؟ قَالَ : لَا ، قُلْتُ : فَيَمْلِكُونَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ ؟ قَالَ : لَا ، قُلْتُ : فَإِنِّي لَا أَرَى أَنْ تَسُنَّ هَذِهِ السُّنَّةَ فِي الْإِسْلَامِ ، كُلَّمَا أَسْخَطُوا أَمِيرًا خَلَعُوهُ ، وَلَا أَنْ تَخْلَعَ قَمِيصًا أَلْبَسَكَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
أبنا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : ثنا أَيُّوبُ ، عَنْ نَافِعٍ ، قَالَ : دَخَلُوا عَلَى عُثْمَانَ مِنْ بَابٍ فَسَدَّدَ الْحَرْبَةَ لِرَجُلٍ مِنْهُمْ فَوَلَّى ، وَقَالَ : اللَّهَ اللَّهَ يَا عُثْمَانُ . فَقَالَ عُثْمَانُ : اللَّهَ اللَّهَ يَا عُثْمَانُ ، اللَّهَ اللَّهَ يَا عُثْمَانُ ، ثُمَّ كَفَّ حَتَّى قُتِلَ
أبنا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا وَكِيعٌ ، قَالَ : ثنا الْأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ ، قَالَ : لَا تَقْتُلُوا عُثْمَانَ ، فَإِنَّكُمْ إِنْ تَفْعَلُوهُ لَمْ تُصَلُّوا جَمِيعًا أَبَدًا
وَأَخْبَرَنَا شَيْخُنَا أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ خَلِيلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ : أبنا أَبُو الْقَاسِمِ ذَاكِرُ بْنُ أَبِي غَالِبٍ الْخَفَّافُ قَالَ : أنبأنا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ يُوسُفَ قاَل : أبنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَرْمَكِيُّ قَالَ : أبنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنَ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : ثنا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ حَاطِبٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ عَلِيًّا عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : هُوَ مِنَ الَّذِينَ اتَّقُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ اتَّقُوا . . . وَلَمْ يَخْتِمِ الْآيَةَ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا ، عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ ، يَعْنِي {{ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى }} : مِنْهُمْ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أبنا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : قُلْتُ لِعُثْمَانَ يَوْمَ الدَّارِ : قَاتِلْهُمْ . فَوَاللَّهِ لَقَدْ أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ قِتَالَهُمْ . فَقَالَ : لَا وَاللَّهِ لَا أُقَاتِلُهُمْ أَبَدًا . قَالَ : فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ وَهُوَ صَائِمٌ ، ثُمَّ قَالَ : وَقَدْ كَانَ عُثْمَانُ أَمَّرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى الدَّارِ ، فَقَالَ عُثْمَانُ : مَنْ كَانَتْ لِي عَلَيْهِ طَاعَةٌ فَلْيُطِعْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
أبنا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، أَنَا سَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِي ، قَالَ : نا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَحِيرٍ الْقَاصِّ ، عَنْ هَانِئٍ ، مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ : كَانَ عُثْمَانُ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى حَتَّى تَبْتَلَّ لِحْيَتُهُ ، فَقِيلَ لَهُ : تَذْكُرُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ وتبكي مِنْ هَذَا ؟ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا إِلَّا وَالْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ
قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ وَسَلُوا لَهُ بِالتَّثْبِيتِ ، فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ
أبنا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، حَدَّثَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ : أَنَّهُ أَتَى الْحَجَّاجَ لِيَدْخُلَ عَلَيْهِ فَأَنْكَرَهُ الْبَوَّابُونَ ، فَرَدُّوهُ فَلَمْ يَتْرُكُوهُ حَتَّى جَاءَ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ فَاسْتَأْذَنَ لَهُ ، فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهِ ، فَسَلَّمَ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ ، ثُمَّ مَشَى فَقَبَّلَ رَأْسَهُ ، فَأَمَرَ الْحَجَّاجُ رَجُلَيْنِ مِمَّا يَلِي السَّرِيرَ أَنْ يُوسِعَا لَهُ ، فَجَلَسَ ، فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ : لِلَّهِ أَبُوكَ ، هَلْ تَعْلَمُ حَدِيثًا حَدَّثَهُ أَبُوكَ عَبْدَ الْمَلِكِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ جَدِّكَ ؟ فَقَالَ : أَيُّ حَدِيثٍ يَرْحَمُكَ اللَّهُ ؟ قَالَ : حَدِيثُ عُثْمَانَ إِذْ حَصَرُوهُ أَهْلُ مِصْرَ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، قَدْ عَلِمْتُ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَدْ عَلِمْتُ ذَلِكَ الْحَدِيثَ . فَقَالَ : أَقْبَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ يُفَرِّجُ النَّاسَ لَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ ، فَوَجَدَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَحْدَهُ فِي الدَّارِ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ ، قَدْ عَزَمَ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَخْرُجُوا عَنْهُ فَخَرَجُوا ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ ، فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ . فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ : مَا جَاءَ بِكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ ؟ قَالَ : جِئْتُ لِأَبِيتَ مَعَكَ حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَكَ أَوْ أُسْتَشْهَدَ مَعَكَ ، فَإِنِّي أَرَى هَؤُلَاءِ إِلَّا قَاتِلُوكَ ، فَإِنْ يَقْتُلُوكَ فَخَيْرًا لَكَ وَشَرًّا لَهُمْ . قَالَ عُثْمَانُ : فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ لَمَا خَرَجْتَ إِلَيْهِمْ خَيْرٌ يَسُوقُ اللَّهُ بِكَ ، أَوْ شَرٌّ يَدْفَعُهُ اللَّهُ بِكَ . فَسَمِعَ وَأَطَاعَ ، فَخَرَجَ إِلَى الْقَوْمِ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَظَّمُوهُ ، وَظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ جَاءَهُمْ بِبَعْضِ الَّذِي يَسُرُّهُمْ ، فَقَامَ خَطِيبًا فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ جَلَّ وَعَزَّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ، يُبَشِّرُ بِالْجَنَّةِ وَيُنْذِرُ بِالنَّارِ ، فَأَظْهَرَ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ مَنِ اتَّبَعَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ، ثُمَّ اخْتَارَ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ لَهُ الْمَسَاكِنَ فَجَعَلَ مَسْكَنَهُ الْمَدِينَةَ ، فَجَعَلَهَا دَارَ الْهِجْرَةِ وَالْإِيمَانِ ، وَجَعَلَهَا قَبْرَهُ وَقَبْرَ أَزْوَاجِهِ . ثُمَّ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا هُدَىً وَرَحْمَةً ، فَمَنْ يَهْتَدِي مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي بِهَدْيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمَنْ يَضِلَّ مِنْهُمْ فَإِنَّمَا يَضِلُّ بَعْدَ السُّنَّةِ وَالْحُجَّةِ ، فَبَلَّغَ مُحَمَّدٌ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الَّذِي أُرْسِلَ بِهِ ، ثُمَّ قَبَضَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ ثُمَّ إِنَّهُ كَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْأُمَمِ إِذَا قُتِلَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ كَانَتْ دِيَتُهُ سَبْعِينَ أَلْفَ مُقَاتِلٍ كُلُّهُمْ يُقْتَلُ بِهِ ، وَإِذَا قُتِلَ الْخَلِيفَةُ كَانَتْ دِيَتُهُ خَمْسَةً وَثَلَاثِينَ أَلْفَ مُقَاتِلٍ ، كُلُّهُمْ يُقْتَلُ بِهِ ، فَلَا تَعْجَلُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ ، أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، بِقَتْلٍ الْيَوْمَ ، فَإِنَّى أُقْسِمُ بِاللَّهِ ، لَقَدْ حَضَرَ أَجَلُهُ نَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ أُقْسِمَ لَكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا يَقْتُلُهُ رَجُلٌ مِنْكُمْ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُشَلًّا يَدُهُ مَقْطُوعَةٌ ، ثُمَّ اعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ لِلْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ حَقٌّ إِلَّا لِهَذَا الشَّيْخِ عَلَيْكُمْ مِثْلُهُ ، وَقَدْ أَقْسَمَ لَكُمْ بِاللَّهِ ، مَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ بِهَذِهِ الْمَدِينَةِ مُنْذُ دَخَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى الْيَوْمِ ، مَا زَالَ سَيْفُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَغْمُودًا عَنْكُمْ مُنْذُ دَخَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَلَا تَسُلُّوا سَيْفَ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ غُمِدَ عَنْكُمْ ، وَلَا تَطْرُدُوا جِيرَانَكُمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ . فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ لَهُمْ قَامُوا يَسُبُّونَهُ وَيَقُولُونَ : كَذَبَ الْيَهُودِيُّ . فَقَالَ لَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ : كَذَبْتُمْ وَاللَّهِ وَأَثِمْتُمْ ، مَا أَنَا بِيَهُودِيٍّ ، إِنِّي لَأَحَدُ الْمُؤْمِنِينَ لِيَعْلَمَ ذَلِكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ، وَلَقَدْ أَنْزَلَ فِيَّ قُرْآنًا ، فَقَالَ فِي آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ : {{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ ، وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ }} وَأَنْزَلَ فِي آيَةٍ أُخْرَى : {{ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ }} فَانْصَرَفُوا مِنْ عِنْدِهِ وَدَخَلُوا عَلَى عُثْمَانَ فَذَبَحُوهُ كَمَا تُذْبَحُ الْحُمْلَانُ ، فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ حِينَ فَرَغُوا مِنْهُ ، وَقَتَلَتُهُ فِي الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ : يَا أَهْلَ مِصْرَ ، يَا قَتَلَةَ عُثْمَانَ ، أَقَتَلْتُمْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَزَالُ بَعْدَهُ عَهْدٌ مَنْكُوثٌ ، وَدَمٌ مَسْفُوحٌ وَمَالٌ مَقْسُومٌ أَبَدًا مَا تُقُسِّمُ . وَقَدْ دَخَلَ عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ الْكِنْدِيُّ لَعَلَّهَ قُتِلَ فِيهَا مِنْ آخِرِ النَّهَارِ ، فَقَالَ عُثْمَانُ : يَا كَثِيرُ ، إِنِّي مَقْتُولٌ غَدًا ، قَالَ لَهُ كَثِيرٌ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، بَلْ يُعْلِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كَعْبَكَ بِهِ ، وَيَكْبِتُ عَدُوَّكَ ، فَقَالَ لَهُ الثَّانِيَةَ : إِنِّي مَقْتُولٌ غَدًا ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، بَلْ يُعْلِي اللّهُ كَعْبَكَ وَيَكْبِتَ عَدُوَّكَ ، فَقَالَ لَهُ الثَّالِثَةَ أَيْضًا ، فَقَالَ لَهُ كَثِيرٌ : عَمَّنْ تَقُولُ هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ : أَتَانِي أَوَّلَ اللَّيْلِ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رِضَى اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ : يَا عُثْمَانُ ، إِنَّكَ مَقْتُولٌ غَدًا فَأَنَا وَاللَّهِ يَا كَثِيرُ بْنَ الصَّلْتِ مَقْتُولٌ غَدًا . فَقُتِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : ثنا إِسْمَاعِيلُ أَبُو مَعْمَرٍ ، قَالَ : ثنا سُفْيَانُ ، قَالَ : قَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ : لَوْ طَهُرَتْ قُلُوبُكُمْ مَا شَبِعَتْ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ : وَقَالَ عُثْمَانُ : مَا أُحِبُّ أَنْ يَأْتِيَ عَلَيَّ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ إِلَّا أَنْظُرُ فِي كَلَامِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَعْنِي الْقِرَاءَةَ فِي الْمُصْحَفِ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ ، عَنْ عُثْمَانَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : مَا مِنْ عَامِلٍ يَعْمَلُ عَمَلًا إِلَّا كَسَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رِدَاءَ عَمَلِهِ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ ، قَالَ : وَقُتِلَ عُثْمَانُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِثَمَانَ عَشْرَةَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ ، وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ إِلَّا اثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا
أبنا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا حَسَنُ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : ثنا أَبُو هِلَالٍ ، قَالَ : ثنا قَتَادَةُ ، أَنَّ عُثْمَانَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قُتِلَ وَهُوَ ابْنُ تِسْعِينَ سَنَةً أَوْ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ ، قَالَ : أَبنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، قَالَ : قُتِلَ عُثْمَانُ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ ، وَكَانَتِ الْفِتْنَةُ خَمْسَ سِنِينَ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ : صَلَّى الزُّبَيْرُ عَلَى عُثْمَانَ وَدَفَنَهُ ، وَكَانَ أَوْصَى إِلَيْهِ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ ، قَالَ : قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِثَمَانَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ ، فَكَانَتْ خِلَافَتُهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً إِلَّا اثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، قَالَ : قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ ، وَكَانَتِ الْفِتْنَةُ خَمْسَ سِنِينَ مِنْهَا أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ لِلْحَسَنِ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا حَسَنُ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : ثنا أَبُو هِلَالٍ ، قَالَ : ثنا قَتَادَةُ : أَنَّ عُثْمَانَ قُتِلَ وَهُوَ ابْنُ تِسْعِينَ سَنَةً ، يَعْنِي أَوْ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : ثنا إِسْمَاعِيلُ أَبُو مَعْمَرٍ ، قَالَ : ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ ، قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : أَلَا أَبُو أَيِّمٍ أَلَا وَلِيُّ أَيِّمٍ أَلَا أَخُو أَيِّمٍ يُزَوِّجُ عُثْمَانَ ، فَلَوْ كَانَتْ عِنْدَنَا ثَالِثَةٌ لَزَوَّجْتُهُ ، وَمَا زَوَّجْتُهُ إِلَّا بِوَحْيٍ مِنَ السَّمَاءِ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَوْسٍ الْأَنْصَارِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو عُبَادَةَ الزُّرَقِيُّ الْأَنْصَارِيُّ ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : شَهِدْتُ عُثْمَانَ يَوْمَ حُوصِرَ فِي مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ ، فَرَأَيْتُ عُثْمَانَ أَشْرَفَ فِي الْخَوْخَةِ الَّتِي تَلِي مَقَامَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَفِيكُمْ طَلْحَةُ ؟ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ ، ثُمَّ قَالَ : مَا كُنْتُ أَرَى أَنْ يَكُونَ فِي جَمَاعَةٍ نِدَائِي ثُمَّ لَا يُجِيبُنِي ، أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا طَلْحَةُ تَذْكُرُ يَوْمَ كُنْتُ أَنَا وَأَنْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ غَيْرِي وَغَيْرُكَ ، قَالَ : نَعَمْ . فَقَالَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَا طَلْحَةُ ، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَمَعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ رَفِيقٌ ، يَعْنِي أُمَّتَهُ ، مَعَهُ فِي الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هَذَا ، يَعْنِي رَفِيقِي ، مَعِي فِي الْجَنَّةِ . قَالَ طَلْحَةُ : اللَّهُمَّ نَعَمْ ، ثُمَّ انْصَرَفَ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ يَعْنِي ابْنَ بَهْرَامَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْمُهَلَّبُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَكَانَ الرَّجُلُ مِمَّنْ يَحْمَدُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَيَذُمُّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا أَبَا الْفَضْلِ ، أَلَا تُخْبِرُنِي هَلْ شَهِدَ عُثْمَانُ الْبَيْعَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا ، بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ وَبَيْعَةَ الْفَتْحِ ؟ فَقَالَ سَالِمٌ : لَا . فَكَبَّرَ الرَّجُلُ ، وَقَامَ وَنَفَضَ رِدَاءَهُ وَخَرَجَ مُنْطَلِقًا ، فَلَمَّا أَنْ خَرَجَ قَالَ لَهُ جُلَسَاؤُهُ : وَاللَّهِ مَا أَرَاكَ تَدْرِي مَا أَمْرُ الرَّجُلِ ؟ قَالَ : أَجَلْ ، لَا . قَالُوا : فَإِنَّهُ مِمَّنْ يَحْمَدُ عَلِيًّا وَيَذُمُّ عُثْمَانَ . قَالَ : عَلَيَّ بِالرَّجُلِ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا أَتَاهُ ، قَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ الصَّالِحَ ، إِنَّكَ سَأَلْتَنِي : هَلْ شَهِدَ عُثْمَانُ الْبَيْعَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا ، بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ وَبَيْعَةَ الْفَتْحِ ؟ فَقُلْتُ : لَا . فَكَبَّرْتَ ، وَخَرَجْتَ شَامِتًا ، فَلَعَلَّكَ مِمَّنْ يَحْمَدُ عَلِيًّا وَيَذُمُّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ؟ قَالَ : أَجَلْ وَاللَّهِ ، إِنِّي لَمِنْهُمْ . قَالَ : فَاسْمَعْ وَافْهَمْ ثُمَّ ارْوِ عَنِّي ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَمَّا بَايَعَ النَّاسَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ وَكَانَ بَعَثَ عُثْمَانَ فِي سَرِيَّةٍ وَكَانَ فِي حَاجَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَ حَاجَةِ رَسُولِهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَحَاجَةِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَلَا إِنَّ يَمِينِي يَدِي ، وَإِنَّ شِمَالِي يَدُ عُثْمَانَ فَضَرَبَ بِشِمَالِهِ عَلَى يَمِينِهِ ، فَقَالَ : هَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ ، وَإِنِّي قَدْ بَايَعْتُ لَهُ ثُمَّ كَانَ مِنْ شَأْنِ عُثْمَانَ فِي الْبَيْعَةِ الثَّانِيَةِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَعَثَ عُثْمَانَ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَكَانَ أَمِيرَ الْيَمَنِ فَصَنَعَ بِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ كَانَ مِنْ شَأْنِ عُثْمَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ : يَا فُلَانُ أَلَا تَبِيعُنِي دَارَكَ أَزِيدُهَا فِي مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ بِبَيْتٍ أَضْمَنُهُ لَكَ فِي الْجَنَّةِ ؟ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا لِي بَيْتٌ غَيْرُهُ ، فَإِنْ أَنَا بِعْتُكَ دَارِي لَا يُؤْوِينِي وَوَلَدِي بِمَكَّةَ شَيْءٌ . قَالَ : أَلَا ، بَلْ بِعْنِي دَارَكَ أَزِيدُهَا فِي مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ بِبَيْتٍ أَضْمَنُهُ لَكَ فِي الْجَنَّةِ ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ : وَاللَّهِ مَا لِي فِي ذَلِكَ حَاجَةٌ وَلَا أُرِيدُهُ . فَبَلَغَ ذَلِكَ عُثْمَانَ وَكَانَ الرَّجُلُ نَدْمَانًا لِعُثْمَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَصَدِيقًا ، فَأَتَاهُ فَقَالَ : يَا فُلَانُ ، بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَرَادَ مِنْكَ دَارَكَ لَيَزِيدَهَا فِي مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ بِبَيْتٍ يَضْمَنُهُ لَكَ فِي الْجَنَّةِ فَأَبَيْتَ عَلَيْهِ ؟ قَالَ : أَجَلْ قَدْ أَبَيْتُ ، فَلَمْ يَزَلْ عُثْمَانُ يُرَاوِدُهُ حَتَّى اشْتَرَى مِنْهُ دَارَهُ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِينَارٍ ، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بَلَغَنِي أَنَّكَ أَرَدْتَ مِنْ فُلَانٍ دَارَهُ لِتَزِيدَهَا فِي مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ بِبَيْتٍ تَضْمَنُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ ، وَإِنَّمَا هِيَ دَارِي ، فَهَلْ أَنْتَ آخِذُهَا مِنِّي بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ ؟ قَالَ : نَعَمْ فَأَخَذَهَا مِنْهُ وَضَمِنَ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ، وَأَشْهَدَ لَهُ عَلَى ذَلِكَ الْمُؤْمِنِينَ . ثُمَّ كَانَ مِنْ جِهَازِهِ جَيْشِ الْعُسْرَةِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ غَزَا غَزْوَةَ تَبُوكَ فَلَمْ يَلْقَ مِنْ غَزَوَاتِهِ مَا لَقِيَ مِنَ الْمَخْمَصَةِ وَالظَّمَأِ وَقِلَّةِ الظَّهْرِ وَالْمَجَاعَاتِ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُثْمَانَ فَاشْتَرَى قُوَّةً وَطَعَامًا وَأُدْمًا وَمَا يُصْلِحُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ ، فَجَهَّزَ إِلَيْهِ عِيرًا يَحْمِلُ عَلَى الْحَامِلِ وَالْمَحْمُولِ ، فَسَرَّحَهَا إِلَيْهِ فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى سَوَادٍ قَدْ أَقْبَلَ قَالَ : هَذَا حَمْلٌ أَسْعَدُ قَدْ جَاءَكَ بِخَيْرِهِ فَانْتَخَبَ الرِّكَابَ وَوَضَعَ مَا عَلَيْهَا مِنَ الطَّعَامِ وَالْأُدْمِ وَمَا يُصْلِحُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَدَيْهِ يَلْوِي بِهِمَا إِلَى السَّمَاءِ : اللَّهُمَّ رَضِيتُ عَنْ عُثْمَانَ فَارْضَ عَنْهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، ادْعُوا لِعُثْمَانَ فَدَعَا لَهُ النَّاسُ جَمِيعًا مُجْتَهِدِينَ وَنَبِيُّهُمْ مَعَهُمْ . ثُمَّ كَانَ مِنْ شَأْنِ عُثْمَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ فَمَاتَتْ ، فَجَاءَ عُثْمَانُ إِلَى عُمَرَ رِضَى اللَّهُ عَنْهُمَا وَهُوَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ جَالِسٌ قَالَ : يَا عُمَرُ ، إِنِّي خَاطِبٌ فَزَوِّجْنِي ابْنَتَكَ ، فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : يَا عُمَرُ ، خَطَبَ إِلَيْكَ عُثْمَانُ ابْنَتَكَ ، زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ وَأَنَا أُزَوِّجُهُ ابْنَتِي فَتَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ابْنَةَ عُمَرَ وَزَوَجَهُ ابْنَتَهُ . فَهَذَا مَا كَانَ مِنْ شَأْنِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ ، قَالَ : ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : وَأَخْبَرَنِي الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مَحْصُورٌ ، فَقَالَ : إِنَّكَ إِمَامُ الْعَامَّةِ ، وَقَدْ نَزَلَ بِكَ مَا تَرَى ، وَإِنِّي أَعْرِضُ عَلَيْكَ خِصَالًا ثَلَاثَةً ، اخْتَرْ إِحْدَاهُنَّ : إِمَّا أَنْ تَخْرُجَ فَتُقَاتِلَهُمْ ، وَإِنَّ مَعَكَ عَدَدًا وَقُوَّةً ، وَأَنْتَ عَلَى الْحَقِّ وَهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ ، وَإِمَّا أَنْ نَخْرِقَ لَكَ بَابًا سِوَى الْبَابِ الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ فَتَقْعُدَ عَلَى رَوَاحِلِكَ فَتَلْحَقَ بِمَكَّةَ ؛ فَإِنَّهُمْ لَنْ يَسْتَحِلُّوكَ وَأَنْتَ بِهَا ، وَإِمَّا أَنْ تَلْحَقَ بِالشَّامِ فَإِنَّهُمْ أَهْلُ الشَّامِ وَفِيهِمْ مُعَاوِيَةُ ، فَقَالَ عُثْمَانُ : أَمَّا أَنْ أَخْرُجَ فَأُقَاتِلَ ، فَلَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ خَلَفَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي أُمَّتِهِ بِسَيْفٍ ، وَأَمَّا أَنْ أَخْرُجَ إِلَى مَكَّةَ فَإِنَّهُمْ لَنْ يَسْتَحِلُّونِي بِهَا ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : يُلْحِدُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ يَكُونُ عَلَيْهِ نِصْفُ عَذَابِ الْعَالَمِ . فَلَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ ، وَأَمَّا أَنْ أَلْحَقَ بِالشَّامِ فَإِنَّهُمْ أَهْلُ الشَّامِ وَفِيهِ مُعَاوِيَةُ ، فَلَنْ أُفَارِقَ دَارَ هِجْرَتِي وَمُجَاوَرَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ ، قَالَ : ثنا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّ عُثْمَانَ أَشْرَفَ عَلَى الَّذِينَ حَصَرُوهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ فَلَمْ يَرُدُّوا عَلَيْهِ ، فَقَالَ عُثْمَانُ : أَفِي الْقَوْمِ طَلْحَةُ ؟ قَالَ طَلْحَةُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، أُسَلِّمُ عَلَى قَوْمٍ أَنْتَ فِيهِمْ فَلَا يَرُدُّونَ قَالَ : قَدْ رَدَدْتُ . قَالَ : هَكَذَا الرَّدُّ ، أَسْمَعْتُكَ وَلَا تُسْمِعُنِي يَا طَلْحَةُ ؟ أَنْشُدُكَ اللَّهَ ، أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : لَا يُحِلُّ دَمَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا وَاحِدَةٌ مِنْ ثَلَاثٍ : أَنْ يَكْفُرَ بَعْدَ إِيمَانِهِ ، أَوْ يَزْنِيَ بَعْدَ إِحْصَانِهِ ، أَوْ يَقْتُلَ نَفْسًا فَيُقْتَلَ بِهَا . قَالَ : اللَّهُمَّ نَعَمْ . فَكَبَّرَ عُثْمَانُ قَالَ : وَاللَّهِ مَا أَنْكَرْتُ اللَّهَ مُنْذُ عَرَفْتُهُ ، وَلَا زَنَيْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا فِي إِسْلَامٍ ، وَقَدْ تَرَكْتُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تَكَرُّمًا وَفِي الْإِسْلَامِ تَعَفُّفًا ، وَمَا قَتَلْتُ نَفْسًا يَحِلُّ بِهَا قَتْلِي
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أبنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : جَاءَ عُثْمَانُ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِدَنَانِيرَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ، قَالَ : فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يُقَلِّبُهَا بِيَدِهِ وَهُوَ يَقُولُ : مَا عَلَى ابْنِ عَفَّانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ هَذِهِ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا يَزِيدُ ، قَالَ : أَبَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ : وَكَانَ ابْنُ سَلَامٍ يَقُولُ : لَيُحَكَّمُ فِي قَتَلَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ ، قَالَ : ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أَبنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانٍ ، عَنْ سَفِينَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : الْخِلَافَةُ ثَلَاثُونَ عَامًا ، ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ الْمُلْكُ . قَالَ سَفِينَةُ : أَمْسِكْ ، خِلَافَةُ أَبِي بَكْرٍ سَنَتَيْنِ ، وَخِلَافَةُ عُمَرَ عَشْرَ سِنِينَ ، وَخِلَافَةُ عُثْمَانَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً ، وَخِلَافَةُ عَلِيٍّ سِتَّ سِنِينَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : ثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ، قَالَ : ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، وَسَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ ، عَنْ سَفِينَةَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : الْخِلَافَةُ ثَلَاثُونَ عَامًا ، ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ مُلْكًا . قَالَ سَفِينَةُ : فَحَدُّ سَنَتَيْنِ أَبُو بَكْرٍ ، وَعَشْرٌ عُمَرُ ، وَثِنْتَيْ عَشْرَةَ عُثْمَانُ ، وَسِتٌّ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ ، أَخْبَرَهُ ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ ، قَالَا لَهُ : مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُكَلِّمَ خَالَكَ يُكَلِّمُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ وَقَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ فِيمَا فَعَلَ ؟ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ : فَاعْتَرَضْتُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ حَتَّى خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً هِيَ نَصِيحَةٌ ، قَالَ : قَالَ : يَا أَيُّهَا الْمَرَائِي ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ . قَالَ : فَانْصَرَفْتُ فَلَمَّا قَضَيْتُ الصَّلَاةَ جَلَسْتُ إِلَى الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَابْنِ عَبْدِ يَغُوثَ فَحَدَّثْتُهَمَا بِالَّذِي قُلْتُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَقَالَ لِي ، فَقَالَا : قَدْ قَضَيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ مَعَهُمَا جَاءَنِي رَسُولُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَا لِي : قَدِ ابْتَلَاكَ اللَّهُ . فَانْطَلَقْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ ، فَقَالَ : مَا نَصِيحَتُكَ الَّتِي ذَكَرْتَ لِي آنِفًا ؟ فَتَشَهَّدْتُ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ : إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَزَّ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِالْحَقِّ ، وَأَنْزَلَ عَلَيْنَا الْكِتَابَ وَكُنْتَ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَآمَنَ ، فَهَاجَرْتَ الْهِجْرَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ ، وَنِلْتَ صِهْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَرَأَيْتَ هَدْيَهُ ، وَقَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ فِي شَأْنِ الْوَلِيدِ ، فَحَقٌّ عَلَيْكَ أَنْ تُقِيمَ عَلَيْهِ الْحَدَّ . قَالَ : فَقَالَ لِي ابْنُ أَخِي : أَدْرَكْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَ : فَقُلْتُ : لَا ، وَلَكِنْ خَلَصَ لِي مِنْ عِلْمِهِ وَالْيَقِينِ مَا يَخْلُصُ إِلَى الْعَذْرَاءِ فِي سِتْرِهَا ، قَالَ : فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِالْحَقِّ ، فَكُنْتُ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ ، وَآمَنَ بِمَا بَعَثَ بِهِ مُحَمَّدًا صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، ثُمَّ هَاجَرْتُ الْهِجْرَتَيْنِ كَمَا قُلْتَ ، وَنِلْتُ صِهْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَبَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَوَاللَّهِ مَا عَصَيْتُهُ وَلَا غَشَشْتُهُ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ اسْتُخْلِفَ بَعْدَهُ أَبُو بَكْرٍ فَبَايَعْنَاهُ ، فَوَاللَّهِ مَا عَصَيْتُهُ وَلَا غَشَشْتُهُ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ اسْتُخْلِفَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَوَاللَّهِ مَا عَصَيْتُهُ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ اسْتَخْلَفَنِي اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ ، فَلَيْسَ لِي عَلَيْكُمْ مِثْلُ الَّذِي كَانَ لَهُمْ عَلَيَّ . قَالَ : فَقُلْتُ : بَلَى ، قَالَ : فَمَا هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الَّتِي تَبْلُغُنِي عَنْكُمْ ؟ فَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ شَأْنِ الْوَلِيدِ فَسَآخُذُ مِنْهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ الْحَقَّ . قَالَ : فَجَلَدَ الْوَلِيدَ أَرْبَعِينَ سَوْطًا ، وَأَمَرَ عَلِيًّا فَجَلَدَهُ فَكَانَ هُوَ يَجْلِدُهُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَبنا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ أُسَلِّمُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِأَخِي ، مَرْحَبًا بِأَخِي ، مَا يَسُرُّنِي أَنِّي وَرَاءَكَ . أَلَا أُحَدِّثُكَ مَا رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ ؟ قُلْتُ : بَلَى . قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي هَذِهِ الْخَوْخَةِ ، وَإِذَا خَوْخَةٌ فِي الْبَيْتِ ، فَقَالَ : حَصَرُوكَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : أَعْطَشُوكَ قُلْتُ : نَعَمْ . قَالَ : فَأَدْلَى لِي دَلْوًا مِنْ مَاءٍ فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى رَوِيتُ ، فَإِنِّي لَأَجِدُ بَرْدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ وَبَيْنَ يَدَيَّ عِنْدَهُمْ قَالَ : فَقُتِلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا حَجَّاجٌ ، قَالَ : ثنا لَيْثٌ ، قَالَ عُقَيْلٌ : عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَعُثْمَانَ حَدَّثَاهُ ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ لَابِسٌ مِرْطَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، فَأَذِنَ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ كَذَلِكَ ، فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ ، فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى ذَاكَ الْحَالِ فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ ، ثُمَّ انْصَرَفَ . قَالَ عُثْمَانُ : ثُمَّ اسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ فَجَلَسَ ، وَقَالَ لِعَائِشَةَ : اجْمَعِي عَلَيْكِ ثِيَابَكِ فَقَضَيْتُ إِلَيْهِ حَاجَتِي ثُمَّ انْصَرَفْتُ . فَقَالَتْ عَائِشَةُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا لِي لَمْ أَرَكَ فَزِعْتَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ كَمَا فَزِعْتَ لِعُثْمَانَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ ، وَإِنِّي حَسِبْتُ إِنْ أَذِنْتُ لَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ أَنْ لَا يُبْلِغَ إِلَيَّ فِي حَاجَتِهِ . وَقَالَ لَيْثٌ : وَقَالَ جَمَاعَةُ النَّاسِ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : أَلَا أَسْتَحِي مِمَّنْ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا الْمُغِيرَةُ ، قَالَ : ثنا صَفْوَانُ ، قَالَ : ثنا شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ ، وَغَيْرُهُ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ كَانَ يَقُولُ : يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ ، لَا تَقْتُلُوا عُثْمَانَ ، فَوَاللَّهِ إِنَّ سَيْفَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَغْمُودٌ عَنْكُمْ ، وَإِنَّ مَلَائِكَةَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَيَحْرُسُونَ الْمَدِينَةَ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ ، مَا فِي نِقَابِ الْمَدِينَةِ مِنْ نَقْبٍ إِلَّا وَعَلَيْهِ مَلَكٌ سَالٌّ سَيْفَهُ ، فَلَا تَسُلُّوا سَيْفَ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ الْمَغْمُودَ عَنْكُمْ ، وَلَا تُنَفِّرُوا مَلَائِكَةَ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ الَّذِينَ يَحْرُسُونَكُمْ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ ابْنُ أَخِي عَلِيِّ بْنِ الْأَرْقَمِ ، قَالَ : ثنا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ : ثنا سِنَانُ بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيُّ ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِتْنَةٌ وَمَرَّ رَجُلٌ مُتَقَنِّعٌ ، فَقَالَ : هَذَا يُقْتَلُ يَوْمَئِذٍ مَظْلُومًا فَقُمْتُ إِلَيْهِ ، فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : ثنا شُعْبَةُ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ ، يُحَدِّثُ ، أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ : هَاتَانِ رِجْلَايَ ، فَإِنْ وَجَدْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ أَنْ تَضَعُوهُمَا فِي الْقُيُودِ فَضَعُوهُمَا
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا يَعْقُوبُ ، قَالَ : ثنا أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ عُثْمَانَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا حُصِرَ يَقُولُ : إِنْ وَجَدْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ تَضَعُوا رِجْلَيَّ فِي قُيُودٍ فَضَعُوهُمَا
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ السَّمَّانِ ، قَالَ : أَبنَا ابْنُ عَوْنٍ ، قَالَ : أَبنَا الْحَسَنُ ، قَالَ : لَمَّا اشْتَدَّ أَمْرُهُمْ يَوْمَ الدَّارِ قَالَ : قَالُوا : مِمَّنْ مِمَّنْ ؟ قَالَ : فَبَعَثُوا إِلَى أُمِّ حَبِيبَةَ ، فَجَاءُوا بِهَا عَلَى بَغْلَةٍ بَيْضَاءَ وَمِحَفَّةٍ قَدْ سُتِرَتْ ، فَلَمَّا دَنَتْ مِنَ الْبَابِ قَالُوا : مَا هَذَا ؟ قَالُوا : أُمُّ حَبِيبَةَ . قَالُوا : وَاللَّهِ لَا تَدْخُلُ ، فَرَدُّوهَا
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : ثنا أَبُو جَعْفَرٍ يَعْنِي الرَّازِيَّ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : رَأَيْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَائِمًا قَائِلًا فِي الْمَسْجِدِ فِي مِلْحَفَةٍ لَيْسَ حَوْلَهُ أَحَدٌ ، وَهُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : ثنا مُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : لَمَّا بَلَغَهُ قَتْلُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ بَرَاءَتِي مِنْ دَمِ عُثْمَانَ ، فَإِنْ كَانَ الَّذِي قَتَلُوهُ أَصَابُوا بِقَتْلِهِ ، فَإِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِهِ ، وَإِنْ كَانَ أَخْطَئُوا بِقَتْلِهِ فَقَدْ تَعْلَمُ بَرَاءَتِي مِنْ دَمِهِ ، وَسَتَعْلَمُ الْعَرَبُ لَئِنْ كَانَتْ أَصَابَتْ بِقَتْلِهِ لَتَحْلِبَنَّ بِذَلِكَ لَبَنًا ، وَإِنْ كَانَتْ أَخْطَأَتْ بِقَتْلِهِ لَتَحْلِبَنَّ بِذَلِكَ دَمًا فَاحْتَلِبُوا بِذَلِكَ دَمًا مَا رُفِعَتْ عَنْهُمُ السُّيُوفُ وَلَا الْقَتْلُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : ثنا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ حَادِيًا يَحْدُو فِي إِمَارَةِ عُمَرَ : أَلَا إِنَّ الْأَمِيرَ بَعْدَهُ عُثْمَانُ . قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَحْدُو فِي إِمْرَةِ عُثْمَانَ : إِنَّ الْأَمِيرَ بَعْدَهُ عَلِيٌّ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مَحْصُورٌ فِي الدَّارِ ، قَالَ : وَلِمَ يَقْتُلُونِي ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ : مَنْ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ ، أَوْ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ ، أَوْ قَتَلَ نَفْسًا فَيُقْتَلُ بِهَا
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا رَوْحٌ ، وَهُوَ ابْنُ عُبَادَةَ ، قَالَ : ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ ، قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو خَالِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَدَنِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ قَدْ وَضَعَ ثَوْبًا بَيْنَ فَخِذَيْهِ ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَاسْتَأْذَنَ ، فَأُذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى هَيْئَتِهِ ، ثُمَّ عُمَرُ بِمِثْلِ هَذِهِ الْقِصَّةِ ، ثُمَّ عَلِيٌّ بِاثْنَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ ، وَالنَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَى هَيْئَتِهِ ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ فَاسْتَأْذَنَ فَأُذِنَ لَهُ ، وَأَخَذَ ثَوْبَهُ فَتَجَلَّلَهُ ، فَتَحَدَّثُوا ثُمَّ خَرَجُوا . قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، جَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعَلِيٌّ وَسَائِرُ أَصْحَابِكَ وَأَنْتَ عَلَى هَيْئَتِكَ ، فَلَمَّا جَاءَ عُثْمَانُ تَجَلَّلْتَ ثَوْبَكَ ؟ فَقَالَ : أَلَا أَسْتَحِي مِمَّنْ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا هَاشِمٌ هُوَ ابْنُ الْقَاسِمِ ، قَالَ : ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَدَنِيِّ ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ ، قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَوَضَعَ ثَوْبَهُ بَيْنَ فَخِذَيْهِ ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَى هَيْئَتِهِ ، وَجَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَأَذِنَ لَهُمْ ، وَجَاءَ عَلِيٌّ يَسْتَأْذِنُ ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَى هَيْئَتِهِ ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ فَاسْتَأْذَنَ ، فَتَجَلَّلَ ثَوْبَهُ ، ثُمَّ أَذِنَ لَهُ ، فَتَحَدَّثُوا سَاعَةً ثُمَّ خَرَجُوا ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، دَخَلَ عَلَيْكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعَلِيٌّ وَنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِكَ ، وَأَنْتَ فِي هَيْئَتِكَ لَمْ تَحَرَّكْ ، فَلَمَّا دَخَلَ عُثْمَانُ تَجَلَّلْتَ ثَوْبَكَ فَقَالَ : أَلَا أَسْتَحِي مِمَّنْ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ .
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : . . . . فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِي آخِرِهَا أَصْدَقَهَا حَيَاءً عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ ، قَالَ : ثنا جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ الْقُرَشِيُّ ، قَالَ : ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : جَلَسْتُ أَنَا وَجَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ ، وَسَعِيدُ بْنُ أَشْوَعَ الْقَاضِي ، إِلَى فُلَانِ بْنِ سَعِيدٍ أَوْ سَعِيدِ بْنِ فُلَانٍ ، قَالَ : فَحَدَّثَنَا ، أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَتَوْهُ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرِنَا رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : النَّبِيُّ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ . . . . فَذَكَرَ الْحَدِيثَ . وَقَالَ فِي آخِرِهِ : وَعُثْمَانُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا يَحْيَى هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ هُوَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ : ثنا قَيْسٌ هُوَ ابْنُ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي سَهْلَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : ادْعُ لِي بَعْضَ أَصْحَابِي قُلْتُ : أَبُو بَكْرٍ ؟ ، قَالَ : لَا قُلْتُ : عُمَرُ ؟ قَالَ : لَا قُلْتُ : ابْنُ عَمِّكَ عَلِيٌّ ؟ قَالَ : لَا قَالَتْ : قُلْتُ عُثْمَانُ ؟ قَالَ : نَعَمْ فَلَمَّا جَاءَ قَالَ : تَنَحِّي فَجَعَلَ يُسَارُّهُ وَلَوْنُ عُثْمَانَ يَتَغَيَّرُ . فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الدَّارِ وَحُصِرَ ، قُلْنَا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَلَا تُقَاتِلُ ، قَالَ : لَا ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا ، وَإِنِّي صَابِرٌ نَفْسِي عَلَيْهِ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا أَبُو قَطَنٍ ، قَالَ : ثنا يُونُسُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : أَشْرَفَ عُثْمَانُ وَهُوَ مَحْصُورٌ ، فَقَالَ : أَنْشُدُ بِاللَّهِ مَنْ شَهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمَ حِرَى إِذِ اهْتَزَّ الْجَبَلُ فَرَكَلَهُ بِقَدَمِهِ ، ثُمَّ قَالَ : اسْكُنْ حِرَى ، لَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ ، أَوْ صِدِّيقٌ ، أَوْ شَهِيدٌ أَنَا مَعَهُ ؟ فَانْتَشَدَ لَهُ رِجَالٌ ، وَقَالَ : أَنْشُدُ بِاللَّهِ مَنْ شَهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمَ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ إِذْ بَعَثَنِي إِلَى الْمُشْرِكِينَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ فَقَالَ : هَذِهِ يَدِي وَهَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ فَبَايَعَ لِي ؟ فَانْتَشَدَ لَهُ رِجَالٌ . قَالَ : أَنْشُدُ بِاللَّهِ مَنْ شَهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : مَنْ يُوَسِّعُ لَنَا هَذَا الْبَيْتَ فِي الْمَسْجِدِ بِبَيْتٍ لَهُ فِي الْجَنَّةِ ؟ فَابْتَعْتُهُ مِنْ مَالِي ، فَوَسَّعْتُ بِهِ الْمَسْجِدَ ؟ فَانْتَشَدَ لَهُ رِجَالٌ قَالَ : وَأَنْشُدُ بِاللَّهِ مَنْ شَهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمَ جَيْشِ الْعُسْرَةِ ، قَالَ : مَنْ يُنْفِقُ الْيَوْمَ نَفَقَةً مُتَقَبَّلَةً فَجَهَّزْتُ نِصْفَ الْجَيْشِ مِنْ مَالِي ؟ قَالَ : فَانْتَشَدَ لَهُ رِجَالٌ . وَأَنْشُدُ بِاللَّهِ مَنْ شَهِدَ رُومَةَ يُبَاعُ مَاؤُهَا ابْنَ السَّبِيلِ ، فَابْتَعْتُهَا مِنْ مَالِي فَأَبَحْتُهَا ابْنَ السَّبِيلِ ؟ قَالَ : فَانْتَشَدَ لَهُ رِجَالٌ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، وَعَفَّانُ ، قَالَا : ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ : ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ ، قَالَ : وَكُنَّا مَعَ عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ فِي الدَّارِ ، فَدَخَلَ مَدْخَلًا كَانَ إِذَا دَخَلَهُ سَمِعَ كَلَامَهُ مَنْ عَلَى الْبَلَاطِ . قَالَ : فَدَخَلَ ذَلِكَ الْمَدْخَلَ وَخَرَجَ إِلَيْنَا فَقَالَ : إِنَّهُمْ يَتَوَعَّدُونِي بِالْقَتْلِ آنِفًا . قَالَ : قُلْنَا يَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ . قَالَ : وَبِمَ يَقْتُلُونِي ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ : رَجُلٌ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ ، أَوْ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ ، أَوْ قَتَلَ نَفْسًا فَيُقْتَلُ بِهَا . فَوَاللَّهِ مَا أَحْبَبْتُ أَنَّ لِيَ بِدِينِي بَدَلًا مُنْذُ هَدَانِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلَا زَنَيْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا فِي إِسْلَامٍ قَطُّ ، وَلَا قَتَلْتُ نَفْسًا ، فَبِمَ يَقْتُلُونِي ؟ . أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ : ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : ثنا أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، قَالَ : إِنِّي لَمَعَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الدَّارِ وَهُوَ مَحْصُورٌ ، فَقَالَ : كُنَّا نَدْخُلُ مَدْخَلًا . . . فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مِثْلَهُ . فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ . . . . فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مِثْلَهُ أَوْ نَحْوَهُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُغِيرَةَ بْنَ مُسْلِمٍ أَبَا سَلَمَةَ ، يَذْكُرُ عَنْ مَطَرٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ عُثْمَانَ أَشْرَفَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُوَ مَحْصُورٌ ، فَقَالَ : عَلَى مَا يَقْتُلُونِي ؟ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ : رَجُلٌ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ فَعَلَيْهِ الرَّجْمُ ، أَوْ قَتَلَ عَمْدًا فَعَلَيْهِ الْقَوَدُ ، أَوِ ارْتَدَّ بَعْدَ إِسْلَامٍ فَعَلَيْهِ الْقَتْلُ . فَوَاللَّهِ مَا زَنَيْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ ، وَلَا قَتَلْتُ أَحَدًا فَأَقْتَدْ نَفْسِي مِنْهُ ، وَلَا ارْتَدَدْتُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ ، إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسَولَ اللَّهِ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ قَالَ لَهُ : يَا ابْنَ أَخِي ، أَدْرَكْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : لَا . وَلَكِنْ خَلَصَ إِلَيَّ مِنْ عِلْمِهِ وَالْيَقِينِ مَا يَخْلُصُ إِلَى الْعَذْرَاءِ فِي سِتْرِهَا . قَالَ : فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَكُنْتُ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ ، وَآمَنَ بِمَا بَعَثَ بِهِ مُحَمَّدًا ، ثُمَّ هَاجَرْتُ الْهِجْرَتَيْنِ كَمَا قُلْتَ ، وَنِلْتُ صِهْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَوَاللَّهِ مَا عَصَيْتُهُ وَلَا غَشَشْتُهُ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ ، قَالَ : ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : وَأَخْبَرَنِي الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ فَقَالَ : إِنَّكَ إِمَامُ الْعَامَّةِ ، وَقَدْ نَزَلَ بِكَ مَا تَرَى وَإِنِّي أَعْرِضُ عَلَيْكَ خِصَالًا ثَلَاثَةً ، اخْتَرْ إِحْدَاهُنَّ : إِمَّا أَنْ تَخْرُجَ فَتُقَاتِلَهُمْ فَإِنَّ مَعَكَ عَدَدًا وَقُوَّةً ، وَأَنْتَ عَلَى الْحَقِّ ، وَهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ ، وَإِمَّا أَنْ نَخْرِقَ لَكَ بَابًا سِوَى الْبَابِ الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ ، فَتَقْعُدَ عَلَى رَوَاحِلِكَ فَتَلْحَقَ بِمَكَّةَ ، فَإِنَّهُمْ لَنْ يَسْتَحِلُّوكَ وَأَنْتَ بِهَا ، وَإِمَّا أَنْ تَلْحَقَ بِالشَّامِ ، فَإِنَّهُمْ أَهْلُ الشَّامِ وَفِيهِمْ مُعَاوِيَةُ . فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَمَّا أَنْ أَخْرُجَ فَأُقَاتِلَ فَلَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ خَلَفَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي أُمَّتِهِ بِسَفْكِ الدِّمَاءِ ، وَأَمَّا أَنْ أَخْرُجَ إِلَى مَكَّةَ فَإِنَّهُمْ لَنْ يَسْتَحِلُّونِي بِهَا ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : يُلْحِدُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ فَيَكُونُ عَلَيْهِ نِصْفُ عَذَابِ الْعَالَمِ . فَلَنْ أَكُونَ أَنَا ، وَأَمَّا أَنْ أَلْحَقَ بِالشَّامِ فَإِنَّهُمْ أَهْلُ الشَّامِ وَفِيهِمْ مُعَاوِيَةُ ، فَلَنْ أُفَارِقَ دَارَ هِجْرَتِي وَمُجَاوَرَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا حَجَّاجٌ ، قَالَ : ثنا لَيْثٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَعُثْمَانَ حَدَّثَاهُ ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ لَابِسٌ مِرْطَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، فَأَذِنَ لِأَبِي بَكْرٍ وَهُوَ كَذَلِكَ ، فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ . فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : ثُمَّ اسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ فَجَلَسَ ، وَقَالَ لِعَائِشَةَ : اجْمَعِي عَلَيْكِ ثِيَابَكِ فَقَضَيْتُ إِلَيْهِ حَاجَتِي ثُمَّ انْصَرَفْتُ . قَالَتْ عَائِشَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ : مَا لِي أَرَاكَ فَزِعْتَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ كَمَا فَزِعْتَ لِعُثْمَانَ ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ ، وَإِنِّي خَشِيتُ إِنْ أَذِنْتُ لَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ أَنْ لَا يُبْلِغَ إِلَيَّ فِي حَاجَتِهِ . وَقَالَ اللَّيْثُ : وَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ النَّاسِ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ لِعَائِشَةَ : أَلَا أَسْتَحِي مِمَّنْ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ . أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا يَعْقُوبُ ، قَالَ : ثنا أَبِي ، عَنْ صَالِحٍ ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ عُثْمَانَ وَعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حَدَّثَاهُ ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ لَابِسٌ مِرْطَ عَائِشَةَ . فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ عُقَيْلٍ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنْ وَجَدْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ تَضَعُوا رِجْلَيَّ فِي الْقَيْدِ فَضَعُوهُمَا
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَ : ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي الْيَعْفُورِ الْعَبْدِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُسْلِمٍ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، أَنَّ عُثْمَانَ أَعْتَقَ عِشْرِينَ مَمْلُوكًا ، وَدَعَا بِسَرَاوِيلَ فَشَدَّهَا عَلَيْهِ ، فَلَمْ يَلْبَسْهَا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا فِي إِسْلَامٍ ، قَالَ : إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْبَارِحَةَ فِي الْمَنَامِ ، وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رِضَى اللَّهُ عَنْهُمَا ، وَإِنَّهُمْ قَالُوا لِي : اصْبِرْ ، فَإِنَّكَ تُفْطِرُ عِنْدَنَا الْقَابِلَةَ ثُمَّ دَعَا بِمُصْحَفٍ فَنَشَرَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقُتِلَ وَهُوَ بَيْنَ يَدَيْهِ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ يُونُسَ ، قَالَ : ثنا مَحْبُوبُ بْنُ مُحْرِزٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَرُّوخَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : شَهِدَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دُفِنَ فِي ثِيَابِهِ بِدِمَائِهِ وَلَمْ يُغَسَّلْ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ، قَالَ : ثنا زُهَيْرُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : ثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أُمِّ هِلَالٍ ابْنَةُ وَكِيعٍ ، عَنْ نَائِلَةَ بِنْتِ الْفُرَافِصَةِ ، امْرَأَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَتْ : نَعَسَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَغْفَى ، فَاسْتَيْقَظَ فَقَالَ : لَيَقْتُلُنِي الْقَوْمُ . قُلْتُ : كَلَّا ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمْ يَبْلُغْ ذَلِكَ ، إِنَّ رَعِيَّتَكَ اسْتَعْتَبُوكَ . قَالَ : إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي مَنَامِي وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رِضَى اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالُوا : تُفْطِرُ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ ، قَالَ : أَبنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الْأَسَدِيُّ ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْمُؤَذِّنُ يُقِيمُ الصَّلَاةَ ، وَهُوَ يَسْتَخْبِرُ النَّاسَ يَسْأَلُهُمْ عَنْ أَخْبَارِهِمْ وَأَسْعَارِهِمْ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ ، قَالَ : ثنا سَالِمٌ أَبُو جُمَيْعٍ ، قَالَ : ثنا الْحَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ ، وَذَكَرَ عُثْمَانَ وَشِدَّةَ حَيَائِهِ ، فَقَالَ : إِنْ كَانَ لَيَكُونُ فِي الْبَيْتِ وَالْبَابُ عَلَيْهِ مُغْلَقٌ ، فَمَا يَضَعُ عَنْهُ الثَّوْبَ يُفِيضُ عَلَيْهِ الْمَاءَ ، وَيَمْنَعُهُ الْحَيَاءُ أَنْ يُقِيمَ صُلْبَهُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أَبنا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ : صَلَّى الزُّبَيْرُ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَدَفَنَهُ ، وَكَانَ أَوْصَى إِلَيْهِ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : ثنا حَسَنُ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : ثنا أَبُو هِلَالٍ ، قَالَ : ثنا قَتَادَةُ أَنَّ عُثْمَانَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قُتِلَ وَهُوَ ابْنُ تِسْعِينَ سَنَةً أَوْ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ ، قَالَ : ثنا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ ، قَالَ : ثنا السَّكَنُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْقُرَشِيُّ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ فَرْقَدٍ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَبَّابٍ السُّلَمِيِّ ، قَالَ : إِنِّي لَتَحْتَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، فَحَضَّضَ عَلَى جَيْشِ الْعُسْرَةِ ، فَلَمْ يُجِبْ أَحَدٌ ، فَقَامَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، عَلَيَّ مِائَةُ بَعِيرٍ بِأَحْلَاسِهَا وَأَقْتَابِهَا عَوْنًا فِي هَذَا الْجَيْشِ ، ثُمَّ حَضَّضَ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ ، فَقَامَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، عَلَيَّ ثَلَاثُمِائَةِ بَعِيرٍ بِأَحْلَاسِهَا وَأَقْتَابِهَا عَوْنًا فِي هَذَا الْجَيْشِ . فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَبَّابٍ : فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ : مَا عَلَى عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : ثنا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ ، قَالَ : ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ ، قَالَ : ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِتْنَةً فَقَرَّبَهَا ، فَمَرَّ رَجُلٌ مُتَقَنِّعٌ ، فَقَالَ : هَذَا وَأَصْحَابُهُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْحَقِّ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَأَخَذَ بِمَنْكِبِهِ ، وَاسْتَقْبَلَ بِوَجْهِهِ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : ثنا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ، قَالَ : ثنا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ ، قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ تَحْتَ دُومَةٍ وَهُوَ يَكْتُبُ النَّاسَ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ حَوَالَةَ ، أَكْتُبُكَ ؟ قُلْتُ : مَا خَارَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِي وَرَسُولُهُ ، ثُمَّ جَعَلَ يُمْلِي عَلَى الْكَاتِبِ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ : يَا ابْنَ حَوَالَةَ أَكْتُبُكَ ؟ فَقُلْتُ : مَا خَارَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِي وَرَسُولُهُ ، ثُمَّ جَعَلَ يُمْلِي عَلَى الْكَاتِبِ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ : يَا ابْنَ حَوَالَةَ أَكْتُبُكَ ؟ فَقُلْتُ : مَا خَارَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِي وَرَسُولُهُ ، فَجَعَلَ يُمْلِي عَلَيَّ ، فَنَظَرْتُ فِي الْكِتَابِ فَإِذَا فِيهِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فَعَلِمْتُ أَنَّهُمَا لَمْ يُكْتَبَا إِلَّا فِي خَيْرٍ قَالَ : يَا ابْنَ حَوَالَةَ ، أَكْتُبُكَ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ ، ثُمَّ قَالَ : يَا ابْنَ حَوَالَةَ ، كَيْفَ أَنْتَ وَفِتْنَةٌ تَكُونُ فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ كَأَنَّهَا صَيَاصِي بَقَرٍ ، وَالَّتِي تَلِيهَا كَنَفْحَةِ أَرْنَبٍ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : فَإِنَّهُ يَوْمَئِذٍ وَمَنْ مَعَهُ عَلَى الْحَقِّ فَذَهَبْتُ ، فَلَقِيتُهُ ، فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . فَقُلْتُ : هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : وَقَالَ ذَاتَ يَوْمٍ : يَدْخُلُ عَلَيَّ رَجُلٌ مُعْتَجِرٌ بِبُرْدِ حِبَرَةٍ يُبَايِعُ اللَّهَ ، مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قَالَ : فَهَجَمْنَا عَلَى عُثْمَانَ وَهُوَ مُعْتَجِرٌ بُرْدَ حِبَرَةٍ يُبَايِعُ النَّاسَ
أبنا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : ثنا حَجَّاجٌ ، قَالَ : ثنا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ حَجَّ الْبَيْتَ فَرَأَى قَوْمًا جُلُوسًا فَقَالَ : مَا هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ ؟ قَالُوا : قُرَيْشٌ . قَالَ : مَنِ الشَّيْخُ فِيهِمْ ؟ قَالُوا : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ . قَالَ : فَقَالَ : يَا ابْنَ عُمَرَ ، إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ شَيْءٍ فَحَدِّثْنِي ، أَنْشُدُكُ اللَّهَ بِحُرْمَةِ هَذَا الْبَيْتِ ، أَتَعْلَمُ أَنَّ عُثْمَانَ فَرَّ يَوْمَ أُحُدٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : أَتَعْلَمُ أَنَّ عُثْمَانَ تَغَيَّبَ عَنْ بَدْرٍ فَلَمْ يَشْهَدْهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : أَتَعْلَمُ أَنَّ عُثْمَانَ تَغَيَّبَ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ فَلَمْ يَشْهَدْهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : تَعَالَ أُبَيِّنْ لَكَ كُلَّ مَا سَأَلْتَنِي عَنْهُ ، أَمَّا فِرَارُهُ يَوْمَ أُحُدٍ فَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ عَفَا عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ ، وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَدْرٍ فَإِنَّهُ كَانَتْ تَحْتَهُ ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَمَرِضَتْ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَكَ أَجْرُ رَجُلٍ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمُهُ وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ أَحَدٌ أَعَزُّ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ عُثْمَانَ بَعَثَهُ مَكَانَهُ . بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عُثْمَانَ إِلَى مَكَّةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى : هَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ فَضَرَبَ بِهَا عَلَى يَدِهِ وَقَالَ : هَذِهِ لِعُثْمَانَ قَالَ ابْنُ عُمَرَ لِلرَّجُلِ : اذْهَبْ بِهَذَا الْآنَ مَعَكَ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : ثنا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ ، قَالَ : ثنا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ جَاوَانَ : لِمَ كَانَ اعْتَزَلَ الْأَحْنَفُ ؟ قَالَ : قَالَ الْأَحْنَفُ : انْطَلَقْنَا حُجَّاجًا فَمَرَرْنَا بِالْمَدِينَةِ فَبَيْنَمَا نَحْنُ بِمَنْزِلِنَا إِذْ أَتَانَا آتٍ فَقَالَ : إِنَّ النَّاسَ قَدْ فَزِعُوا فِي الْمَسْجِدِ ، قَالَ : فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَصَاحِبِي ، فَإِذَا النَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَى نَفَرٍ فِي وَسَطِ الْمَسْجِدِ ، فَتَخَلَّلْتُهُمْ حَتَّى قُمْتُ عَلَيْهِمْ ، وَإِذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قُعُودٌ ، فَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ جَاءَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَمْشِي فِي الْمَسْجِدِ عَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ صَفْرَاءُ قَدْ رَفَعَهَا ، فَقُلْتُ لِصَاحِبِي : كَمَا أَنْتَ حَتَّى أَنْظُرَ مَا جَاءَ بِهِ ؟ فَلَمَّا دَنَا قَالُوا : هَذَا ابْنُ عَفَّانَ قَالَ : أَهَاهُنَا عَلِيٌّ ؟ قَالُوا : نَعَمْ . أَهَاهُنَا الزُّبَيْرُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ : أَهَاهُنَا طَلْحَةُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ . أَهَاهُنَا سَعْدٌ ؟ قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ : أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : مَنْ يَبْتَاعُ مِرْبَدَ بَنِي فُلَانٍ فَابْتَعْتُهُ ، قَالَ حُصَيْنٌ : أَحْسَبُهُ قَالَ : بِعِشْرِينَ أَلْفًا أَوْ بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي قَدِ ابْتَعْتُهُ . قَالَ : فَاجْعَلْهُ فِي مَسْجِدِنَا وَأَجْرُهُ لَكَ قَالُوا : اللَّهُمَّ نَعَمْ ، قَالَ : أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : مَنْ يَبْتَاعُ بِئْرَ رُومَةَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ فَابْتَعْتُهَا بِكَذَا وَكَذَا ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقُلْتُ : إِنِّي قَدِ ابْتَعْتُ بِئْرَ رُومَةَ . قَالَ : اجْعَلْهَا سِقَايَةً لِلْمُسْلِمِينَ وَأَجْرُهَا لَكَ قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ : أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ نَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ يَوْمَ جَيْشِ الْعُسْرَةِ ، فَقَالَ : مَنْ يُجَهِّزْ هَؤُلَاءِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ فَجَهَّزْتُهُمْ حَتَّى مَا يَفْقِدُونَ خِطَامًا وَلَا عِقَالًا ، قَالُوا : اللَّهُمَّ نَعْلَمُهُ ، قَالَ : اللَّهُمَّ اشْهَدْ ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ ، ثُمَّ انْصَرَفَ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : ثنا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ ، قَالَ : سَمِعْتُ خُطَبَاءَ بِالشَّامِ فِي الْفِتْنَةِ ، فَقَامَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ : مُرَّةُ بِنُ كَعْبٍ أَوِ ابْنُ كُعَيْبٍ قَالَ : لَوْلَا حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَمْ أَقُمْ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَذَكَرَ فِتْنَةً كَائِنَةً فَمَرَّ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ فَقَالَ : هَذَا وَأَصْحَابُهُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْهُدَى . فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا إِبْرَاهِيمُ ، قَالَ : ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : ثنا أَبُو هِلَالٍ ، قَالَ : ثنا قَتَادَةُ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ ، عَنْ مُرَّةَ الْبَهْزِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَهِيجُ عَلَى الْأَرْضِ فِتَنٌ كَصَيَاصِيِّ الْبَقَرِ فَمَرَّ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ ، فَقَالَ : هَذَا وَأَصْحَابُهُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْحَقِّ فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَأَخَذْتُ بِمَجَامِعِ ثَوْبِهِ ، فَقُلْتُ : هُوَ ذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : هُوَ ذَا فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ : ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مَحْصُورٌ فِي الدَّارِ ، وَكَانَ فِي الدَّارِ مَدْخَلٌ كَانَ مَنْ دَخَلَهُ سَمِعَ كَلَامَ مِنْ عَلَى الْبَلَاطِ ، فَدَخَلَهُ فَخَرَجَ إِلَيْنَا وَهُوَ مُتَغَيِّرٌ لَوْنُهُ . قَالَ : إِنَّهُمْ لَيَتَوَعَّدُونِي بِالْقَتْلِ آنِفًا . فَقُلْنَا : يَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ . قَالَ : وَبِمَ يَقْتُلُونِي ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ : رَجُلٌ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ ، أَوْ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ ، أَوْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ . فَوَاللَّهِ مَا زَنَيْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ قَطُّ ، وَلَا أَحْبَبْتُ أَنَّ لِيَ بِدِينِي مُنْذُ هَدَانِي اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ ، وَلَا قَتَلْتُ نَفْسًا فَبِمَ يَقْتُلُونِي ؟ . أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : ثنا عُمَرُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، قَالَ : أَبنَا السَّكَنُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي هِشَامٍ ، عَنْ فَرْقَدٍ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَبَّابٍ ، قَالَ : شَهِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ . . . فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ الْحَجَّاجِ بْنِ نَضْرَةَ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَهَّابِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخُزَاعِيُّ ، عَنْ شَيْخٍ ، مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَدْ لَقِيَ عَطَاءً قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُرِّ الْأُمَوِيُّ ، قَالَ : لَمَّا مَاتَتِ ابْنَةُ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الثَّانِيَةُ عِنْدَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَلَا أَبُو أَيِّمٍ ، أَلَا وَلِيُّ أَيِّمٍ يُنْكِحُ عُثْمَانَ ، إِنِّي أَنْكَحْتُهُ ابْنَتِيَّ ، وَلَوْ كَانَتْ عِنْدِي ثَالِثَةٌ لَأَنْكَحْتُهُ ، وَمَا أَنْكَحْتُهُ إِحْدَى ابْنَتَيَّ إِلَّا بِوَحْيٍ مِنَ السَّمَاءِ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : ثنا سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُونِيُّ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ ، قَالَ : ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، رِضَى اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَدْعُو لِفَرْدٍ إِلَّا لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَإِنِّي رَأَيْتُهُ ، يَعْنِي يَدْعُو ، حَتَّى رَأَيْتُ ضَبْعَيْهِ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ الدُّورِيُّ ، قَالَ : ثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْمَدَائِنِيُّ ، قَالَ : ثنا شَبَابُهُ بْنُ سَوَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ ، عَنْ مَطَرٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ ، قَالَ : بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ جَالِسًا مَعَ أَصْحَابِهِ إِذْ ذَكَرَ فِتْنَةً فَقَرَّبَهَا ، فَجَاءَ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : هَذَا يَوْمَئِذٍ وَمَنْ مَعَهُ عَلَى الْهُدَى قَالَ : فَتَبِعْتُهُ ، فَأَخَذْتُ بِضَبْعَيْهِ فَمَيَّلْتُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَفِي نُسْخَةٍ أُخْرَى مَسْمُوعَةٍ : فَلَحِقْتُهُ ، فَقُلْتُ : هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : هَذَا ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا الْهَيْثَمُ قَالَ : ثنا الْخَلِيلُ بْنُ عَمْرِو الْبَغَوِيُّ ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ الْمُطَّلِبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى رُقَيَّةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ امْرَأَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَفِي يَدِهَا مُشْطٌ ، فَقَالَتْ : خَرَجَ مِنْ عِنْدِي رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ آنِفًا ، رَجَّلْتُ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : كَيْفَ تَجِدِينَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ؟ قُلْتُ : كَخَيْرِ الرِّجَالِ . قَالَ : أَكْرِمِيهِ ، فَإِنَّهُ مِنْ أَشْبَهِ أَصْحَابِي خُلُقًا
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ ، قَالَ : ثنا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ ، هُوَ الْوَاسِطِيُّ ، قَالَ : ثنا خَالِدٌ ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْعَدَوِيِّ ، قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : هَلْ عَهِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ؟ فَقَالَتْ : مَعَاذَ اللَّهِ ، غَيْرَ أَنِّي سَأُحَدِّثُكَ ، ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَى حَفْصَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، فَقَالَتْ : يَا حَفْصَةُ ، نَشَدْتُكِ بِاللَّهِ أَنْ تَكْذِبِينِي بِحَقٍّ ، أَوْ تُصَدِّقِينِي بِبَاطِلٍ . قَالَتْ : أَفْعَلُ . فَقَالَتْ عَائِشَةُ : هَلْ تَعْلَمِينَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أُغْمِيَ عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ : أَفَرَغَ ؟ قُلْتُ : لَا أَدْرِي ، فَأَفَاقَ ، فَقَالَ : افْتَحُوا عَنْهُ فَقُلْتَ : أَبِي ؟ فَسَكَتَ ، فَقُلْتُ : أَنْتَ أَبِي فَسَكَتَ ، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا ، أَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَقُلْتُ : إِنَّ عَلَى الْبَابِ لَرَجُلًا مَا هُوَ بِأَبِي وَلَا أَبِيكِ ، فَانْظُرِي مَنْ هَذَا ؟ فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَدَخَلَ فَقَالَ : ادْنُهْ ثَلَاثًا ، فَدَنَا حَتَّى اتَّكَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِيَدِهِ فَجَعَلَهَا مِنْ وَرَاءِ عُنُقِهِ ثُمَّ سَارَّهُ ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ : فَهِمْتَ ؟ قَالَ : سَمِعَتْ أُذُنَايَ وَوَعَى قَلْبِي ، حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ . قَالَتْ حَفْصَةُ : نَعَمْ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، قَالَ : ثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ وَهُوَ جَدُّ مُوسَى أَبُو أُمِّهِ ، قَالَ : بَعَثَنِي الزُّبَيْرُ إِلَى عُثْمَانَ رِضَى اللَّهُ عَنْهُمَا ، وَهُوَ مَحْصُورٌ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ وَهُوَ عَلَى كُرْسِيٍّ ذِي ظَهْرٍ وَعِنْدَهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ مَرَاكِنُ مَاءٍ مَمْلُوءَةٌ ، وَرِيَاطٌ مَطْرُوحَةٌ ، فَقُلْتُ : بَعَثَنِي إِلَيْكَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ : إِنِّي عَلَى طَاعَتِكَ لَمْ أُبَدِّلْ وَلَمْ أَنْكُثْ ، فَإِنْ شِئْتَ دَخَلْتُ الدَّارَ مَعَكَ ، فَكُنْتُ رَجُلًا مِنَ الْقَوْمِ ، وَإِنْ شِئْتَ أَقَمْتُ ، وَإِنَّ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَعَدُونِي أَنْ يُصْبِحُوا عَلَى بَابِي ثُمَّ يَمْضُوا لِمَا آمُرُهُمْ بِهِ ، فَلَمَّا سَمِعَ الرِّسَالَةَ قَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَصَمَ أَخِي ، أَقْرِئْهُ السَّلَامَ ، وَقُلْ لَهُ : إِنْ يَدْخُلِ الدَّارَ لَا يَكُونُ إِلَّا رَجُلًا مِنَ الْقَوْمِ ، فَمَكَانُكَ أَحَبُّ إِلَيَّ ، وَعَسَى أَنْ يَدْفَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِكَ عَنِّي . فَلَمَّا سَمِعَ الرِّسَالَةَ أَبُو هُرَيْرَةَ قَامَ فَقَالَ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا سَمِعَتْ أُذُنَايَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالُوا : بَلَى يَا أَبَا هُرَيْرَةَ . قَالَ : اشْهَدْ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : يَكُونُ بَعْدِي فِتَنٌ ، وَفِي نُسْخَةٍ أُخْرَى : فِتْنَةٌ وَأُمُورٌ وَأَحْدَاثٌ قُلْنَا : فَأَيْنَ الْمَنْجَا مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : إِلَى الْأَمِيرِ وَحِزْبِهِ وَأَشَارَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . فَقَامَ النَّاسُ فَقَالُوا : قَدْ أَمْكَنَتْنَا الْبَصَائِرُ ، فَائْذَنْ لَنَا فِي الْجِهَادِ . فَقَالَ عُثْمَانُ : عَزَمْتُ عَلَى مَنْ كَانَتْ لِي طَاعَةٌ أَنْ لَا يُقَاتِلَ . قَالَ : فَبَادِرُوا الَّذِينَ قَتَلُوا عُثْمَانَ مِيعَادَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَقَتَلُوهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، قَالَ : ثنا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْكُوفِيُّ ، قَالَ : ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ عِمْرَانَ الْحَنَفِيِّ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ أُزَوِّجَ كَرِيمَتِي عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ ، قَالَ : ثنا عَبَّادٌ الْمُهَلَّبِيُّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَرْحَمُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ . . . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ : وَإِنَّ أَشَدَّ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَيَاءً عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ ، قَالَ : ثنا أَبُو عُمَيْرِ بْنُ النَّحَّاسِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَمَاعَةَ ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ الرَّمْلِيُّ ، قَالُوا : ثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، قَالَ : ثنا ابْنُ شَوْذَبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ كَثِيرٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ ، قَالَ : جَاءَ عُثْمَانُ يَعْنِي ابْنَ عَفَّانَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِدَنَانِيرَ فَصَبَّهَا فِي حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يُقَلِّبُهَا بِيَدِهِ وَيَقُولُ : مَا عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ هَذَا
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ الْمُطَّلِبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى رُقَيَّةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَفِي يَدِهَا مُشْطٌ ، فَقَالَتْ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ عِنْدِي آنِفًا ، فَرَجَّلْتُ رَأْسَهُ فَقَالَ : كَيْفَ تَجِدِينَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ؟ يَعْنِي عُثْمَانَ ، قَالَ : قُلْتُ : كَخَيْرِ الرِّجَالِ قَالَ : أَكْرِمِيهِ ؛ فَإِنَّهُ مِنْ أَشْبَهِ أَصْحَابِي بِي خُلُقًا
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّقْرِ السُّكَّرِيُّ ، قَالَ : ثنا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ ، قَالَ : ثنا أَبِي ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : لِكُلِّ نَبِيٍّ رَفِيقٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَرَفِيقِي فِيهَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِيرْيَابِيُّ ، قَالَ : ثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ، قَالَ : ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : تَهْجُمُونَ عَلَى رَجُلٍ يُبَايِعُ مُعْتَجِرٌ بِبُرْدِ حِبَرَةٍ ، مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ . فَهَجَمْنَا عَلَى عُثْمَانَ وَهُوَ مُعْتَجِرٌ بِبُرْدِ حِبَرَةٍ يُبَايِعُ النَّاسَ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلَانِيُّ ، قَالَ : ثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَوْذَبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ كَثِيرٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ الْقُرَشِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ ، قَالَ : جَاءَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ، وَهُوَ يَتَجَهَّزُ إِلَى غَزْوَةِ تَبُوكَ ، وَفِي كُمِّهِ أَلْفُ دِينَارٍ ، فَصَبَّهَا فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ثُمَّ وَلَّى . قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يُقَلِّبُهَا بِيَدِهِ فِي حِجْرِهِ وَيَقُولُ : مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ هَذَا أَبَدًا . أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : وَحَدَّثَنِي أَبُو عُمَيْرِ بْنُ النَّحَّاسِ الرَّمْلِيُّ ، قَالَ : ثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَوْذَبٍ ، . . . فَذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ ، قَالَ : ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ الْأَيْلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَلَامَةُ بْنُ رَوْحٍ ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ : حَمَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ عَلَى تِسْعِ مِائَةٍ وَأَرْبَعِينَ بَعِيرًا ، ثُمَّ جَاءَ بِسِتِّينَ فَرَسًا فَأَتَمَّ بِهَا الْأَلْفَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ