حديث رقم: 1

قثنا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى اللَّخْمِيُّ ، قَالَ : أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ هُوَ سَالِمٌ مَوْلَى شَدَّادٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ : يَا أَبَا إِسْحَاقَ أَتُقَبِّلُ وَأَنْتَ صَائِمٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَآخُذُ بِهِ

حديث رقم: 2

أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتَّابٍ ، أنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ، أنا سَعِيدٌ ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، مَوْلَى اللَّيْثِيِّينَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَنْ تَوَكَّلَ لِي بِمَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ ، وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ تَوَكَّلْتُ لَهُ بِالْجَنَّةِ

حديث رقم: 3

أنا أَبُو الْعَبَّاسِ ، قثنا هِشَامٌ ، قثنا سَعِيدٌ ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : الْبَذَاذَةُ مِنَ الْإِيمَانِ

حديث رقم: 4

أنا أَبُو الْعَبَّاسِ ، ثنا هِشَامٌ ، ثنا سَعِيدٌ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَذَكَرَ الصَّبْرَ ، فَقَالَ : مَا أَعْطَى اللَّهُ عَبْدًا شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا ثُمَّ أَعَاضَهُ الصَّبْرَ مِمَّا أَخَذَ مِنْهُ ، إِلَّا كَانَ قَدْ أَعْطَاهُ خَيْرًا مِمَّا أَخَذَ مِنْهُ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }}

حديث رقم: 5

ثنا سَعِيدٌ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ ، مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ ابْنَةِ أَبِي طَالِبٍ ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ قَالَتْ : جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي قَدْ أَجَرْتُ حَمَوَيَّ ، وَقَدْ زَعَمَ ابْنُ أُمِّي أَنَّهُ قَاتِلُهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ ، قَالَتْ : ثُمَّ سَكَبْتُ لَهُ غُسْلًا فَسُتِرَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ اغْتَسَلَ ، ثُمَّ خَالَفَ بِثَوْبٍ عَلَيْهِ ، ثُمَّ صَلَّى صَلَاةَ الضُّحَى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ

حديث رقم: 6

ثنا سَعِيدٌ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : إِنَّ الْمَيِّتَ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ حِينَ يُوَلُّونَ عَنْهُ ، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَانَتِ الصَّلَاةُ عِنْدَ رَأْسِهِ ، وَكَانَ الصِّيَامُ عَنْ يَمِينِهِ ، وَكَانَتِ الزَّكَاةُ عَنْ يَسَارِهِ ، وَكَانَ فِعْلُ الْخَيْرَاتِ مِنَ : الصَّدَقَةِ ، وَالصِّلَةِ ، وَالْمَعْرُوفِ ، وَالْإِحْسَانِ إِلَى النَّاسِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ ، فَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ ، فَتَقُولُ الصَّلَاةُ : مَا مِنْ قَبْلِي مَدْخَلٌ ، ثُمَّ يُؤْتَى عَنْ يَمِينِهِ ، فَيَقُولُ الصِّيَامُ : مَا مِنْ قَبْلِي مَدْخَلٌ ، ثُمَّ يُؤْتَى عَنْ يَسَارِهِ ، فَتَقُولُ الزَّكَاةُ : مَا مِنْ قَبْلِي مَدْخَلٌ ، وَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ فَيَقُولُ فِعْلُ الْخَيْرَاتِ مِنَ : الصَّدَقَةِ ، وَالصِّلَةِ ، وَالْمَعْرُوفِ ، وَالْإِحْسَانِ إِلَى النَّاسِ : مَا مِنْ قَبْلِي مَدْخَلٌ ، فَيُقَالُ لَهُ : اجْلِسْ ، فَيَجْلِسُ قَدْ مُثِّلَتْ لَهُ الشَّمْسُ تَدَنَّتْ مِنْهُ لِلْغُرُوبِ ، فَيُقَالُ لَهُ : أَخْبِرْنَا عَمَّا نَسْأَلُكَ عَنْهُ ، قَالَ : دَعُونِي أُصَلِّي ، قَالَ : إِنَّكَ سَتَفْعَلُ ، قَالَ : وَعَمَّ تَسْأَلُونِي ؟ قَالُوا : أَرَأَيْتَكَ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ ، مَاذَا تَقُولُ فِيهِ ؟ وَمَاذَا تَشْهَدُ بِهِ عَلَيْهِ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ؟ فَقَالَ : مُحَمَّدٌ ، قَالَ : أَشْهَدُ إِنَّهُ لَرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَأَنَّهُ جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، فَيُقَالُ : عَلَى ذَلِكَ حَيِيتَ ، وَعَلَى ذَلِكَ مُتَّ ، وَعَلَى ذَلِكَ تُبْعَثُ ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ ، فَيُقَالُ لَهُ : ذَلِكَ مَقْعَدُكَ مِنْهَا ، وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ فِيهَا ، فَيَزْدَادَ غِبْطَةً وَسُرُورًا ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ ، فَيُقَالُ لَهُ : ذَلِكَ كَانَ مَقْعَدُكَ مِنْهَا ، وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ فِيهَا ، فَيَزْدَادُ غِبْطَةً وَسُرُورًا ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ، وَيُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ ، وَتُجْعَلُ نَسَمَتُهُ فِي النَّسَمِ الطَّيِّبِ ، وَهِيَ طَيْرٌ تَعَلَّقُ مِنْ شَجَرِ الْجَنَّةِ ، وَيُعَادُ الْجَسَدُ إِلَى مَا بَدَا مِنْهُ مِنَ التُّرَابِ ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ }} ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ : فَيَنَامُ نَوْمَةَ الْعَرُوسِ لَا يُوقِظُهُ إِلَّا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَإِنْ كَانَ كَافِرًا ، فَيُؤْتَى مِنْ رَأْسِهِ ، فَلَا يُوجَدُ شَيْءٌ ، ثُمَّ يُؤْتَى عَنْ يَمِينِهِ ، فَلَا يُوجَدُ شَيْءٌ ، ثُمَّ يُؤْتَى عَنْ يَسَارِهِ ، فَلَا يُوجَدُ شَيْءٌ ، ثُمَّ يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ ، فَلَا يُوجَدُ شَيْءٌ ، فَيُقَالُ : اجْلِسْ ، فَيَجْلِسُ خَائِفًا مَرْعُوبًا ، فَيُقَالُ لَهُ : أَخْبِرْنَا عَمَّا نَسْأَلُكَ عَنْهُ ، فَيَقُولُ : وَعَمَّ تَسْأَلُونِي ؟ قَالُوا : أَرَأَيْتَكَ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ ؟ مَاذَا تَقُولُ فِيهِ ؟ وَمَاذَا تَشْهَدُ بِهِ عَلَيْهِ ؟ قَالَ : أَيُّ رَجُلٍ هُوَ ؟ فَيُقَالُ : الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ ، فَلَا يَهْتَدِي لِاسْمِهِ ، حَتَّى يُقَالَ : مُحَمَّدٌ ، قَالَ : مَا أَدْرِي ، سَمِعْتُ النَّاسَ قَالُوا قَوْلًا فَقُلْتُ كَمَا قَالَ النَّاسُ ، فَيُقَالُ لَهُ : عَلَى ذَلِكَ حَيِيتَ ، وَعَلَى ذَلِكَ مُتَّ ، وَعَلَى ذَلِكَ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ ، فَيُقَالُ لَهُ : ذَلِكَ مَقْعَدُكَ ، وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ فِيهَا ، فَيَزْدَادَ حَسْرَةً وَثُبُورًا ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ ، فَيُقَالُ لَهُ : ذَلِكَ مَقْعَدُكَ مِنْهَا ، وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ فِيهَا لَوْ أَطَعْتَهُ ، فَيَزْدَادَ حَسْرَةً وَثُبُورًا ، ثُمَّ يُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرَهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلَاعُهُ ، فَتِلْكَ الْمَعِيشَةُ الَّتِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }}

حديث رقم: 7

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، وَعَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ : خَرَجْتُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ أَقْفُو آثَارَ النَّاسِ ، فَوَاللَّهِ إِنِّي أَمْشِي إِذْ مَرَّ بِي سَعْدٌ وَهُوَ يَقُولُ : الْبَثْ قَلِيلًا يُدْرِكِ الْهَيْجَا جَمَلْ مَا أَحْسَنَ الْمَوْتَ إِذَا جَاءَ الْأَجَلْ قَالَتْ : وَرَمَى سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ بِسَهْمٍ فَقَطَعَ الْأَكْحَلَ مِنْهُ ، فَقَالَ : خُذْهَا ، وَأَنَا ابْنُ الْعَرِقَةِ ، فَقَالَ : عَرَّقَ اللَّهُ وَجْهَكَ فِي النَّارِ ، قَالَ سَعْدٌ : اللَّهُمَّ لَا تُمِتْنِي حَتَّى تُقِرَّ عَيْنِي مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ ، وَكَانُوا ظَاهَرُوا الْمُشْرِكِينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَل‍َّمَ ، وَكَانُوا حُلَفَاءَهُ وَمَوَالِيَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَرَقَأَ كَلْمَهُ ، وَبَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الرِّيحَ ، {{ وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا }} . فَرَجَعَ أَبُو سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ إِلَى تِهَامَةَ ، وَرَجَعَتْ غَطَفَانُ إِلَى نَجْدٍ ، وَرَجَعَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ إِلَى صَيَاصِيهِمْ ، فَتَحَصَّنُوا فِيهَا ، وَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَضَرَبَ عَلَى سَعْدٍ قُبَّةً فِي الْمَسْجِدِ ، وَوَضَعَ السِّلَاحَ ، وَوَضَعَ الْمُسْلِمُونَ السِّلَاحَ ، وَجَاءَ جِبْرِيلُ فَقَالَ : قَدْ وَضَعْتَ ؟ وَاللَّهِ مَا وَضَعَتِ الْمَلَائِكَةُ السِّلَاحَ بَعْدُ ، اخْرُجْ إِلَيْهِمْ فَقَاتِلْهِمْ ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِلَأْمَتِهِ فَلَبِسَهَا ، وَلَبِسَ الْمُسْلِمُونَ السِّلَاحَ ، ثُمَّ خَرَجَ ، وَخَرَجَ الْمُسْلِمُونَ مَعَهُ ، فَنَزَلَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَحَاصَرَهُمْ شَهْرًا أَوْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً ، وَسَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فِي قُبَّتِهِ الَّتِي ضَرَبَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : وَلَقَدْ كَانَ بَرَأَ كَلْمُهُ حَتَّى مَا يُرَى أَثَرُهُ إِلَّا مِثْلَ خُرْصِ الْمَرْأَةِ بِحَجَرِ الْبِرِّ ، فَلَمَّا اشْتَدَّ عَلَيْهِمُ الْحِصَارُ ، قِيلَ لَهُمْ : تَنْزِلُونَ عَلَى حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ فَاسْتَشَارُوا أَبَا لُبَابَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْذِرِ ، فَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ ، أَنَّهُ الذَّبْحُ ، فَقَالُوا : نَنْزِلُ عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ، قَالَ : انْزِلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ، فَنَزَلُوا ، فَأَرْسَلَ إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ، فَأُتِيَ لَهُ بِحِمَارٍ عَلَيْهِ إِكَافٌ مِنْ لِيفٍ ، فَحُمِلَ عَلَيْهِ ثُمَّ حَفَّ بِهِ قَوْمُهُ ، قَالُوا : إِنَّهَا حُلَفَاؤُكَ وَمَوَالِيكَ ، وَأَهْلُ الْبِطَانَةِ مَنْ قَدْ عَلِمْتَ ، فَجَعَلَ لَا يُرْجِعُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا حَتَّى دَنَا مِنْ دِيَارِهِمْ ، الْتَفَتَ إِلَى مَنْ حَوْلَهُ ، فَقَالَ : لَقَدْ آنَ لِي أَنْ لَا أُبَالِيَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ : فَلَمَّا طَلَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ ، وَقُومُوا إِلَى خَيْرِكُمْ ، فَأَنْزِلُوهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : احْكُمْ ، قَالَ : فَإِنِّي أَرَى فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ ، وَأَنْ تُسْبَى ذَرَارِيَّهُمْ ، وَأَنْ تُقْسَمَ أَمْوَالُهُمْ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ ، وَحُكْمِ رَسُولِهِ ، ثُمَّ دَعَا سَعْدٌ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَوْمٌ أَحَبَّ أَنْ أُجَاهِدَ أَوْ أُقَاتِلَ مِنْ قَوْمٍ كَذَّبُوا رَسُولَكَ وَأَخْرَجُوهُ ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَبْقَيْتَ مِنْ حَرْبِ قُرَيْشٍ عَلَى رَسُولِكَ شَيْئًا فَأَبْقِنِي لَهَا ، وَإِنْ كُنْتَ قَدْ قَطَعْتَ الْحَرْبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ ، وَانْفَجَرَ كَلْمُهُ ، وَرَجَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى قُبَّتِهِ الَّتِي كَانَ ضَرَبَ عَلَيْهِ ، قَالَ عَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ : قَالَتْ عَائِشَةُ : لَقَدْ حَضَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَأَبُو بَكْرٍ ، وَعُمَرُ وَهُوَ يَمُوتُ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، إِنِّي لَأَعْرِفُ بُكَاءَ عُمَرَ مِنْ بُكَاءِ أَبِي بَكْرٍ ، وَإِنِّي لَفِي حُجْرَتِي ، قَالَ عَلْقَمَةُ : أَيْ أُمَّهْ ، كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَتْ : كَانَتْ عَيْنَاهُ لَا تَدْمَعُ عَلَى أَحَدٍ ، وَلَكِنَّهُ كَانَ إِذَا وَجَدَ فَإِنَّمَا هُوَ آخِذٌ بِلِحْيَتِهِ

حديث رقم: 8

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، نا مُحَمَّدٌ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَقَدْ نَزَلَ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَشْهَدُونَ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ ، مَا وَطِئُوا الْأَرْضَ قَبْلَ يَوْمِئِذٍ

حديث رقم: 9

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، وَيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ اللَّيْثِيِّ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ الْأَنْصَارِيِّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِسَعْدٍ يَوْمَ مَاتَ ، أَوْ وَهُوَ يُدْفَنُ : هَذَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الَّذِي اهْتَزَّ لَهُ الْعَرْشُ ، وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، شُدِّدَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ

حديث رقم: 10

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ الْهُذَلِيُّ ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيِّ قَالَ : لَمَّا كَانَ بَعْدَ خُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَشْرُ سِنِينَ حَجَّ ، وَهِيَ حَجَّةُ الْوَدَاعِ ، فَلَمَّا ذَبَحَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَحَلَقَ رَأْسَهُ ، وَلَبِسَ ثِيَابَهُ ، ثُمَّ أَتَى الْبَيْتَ فَطَافَ بِهِ ، ثُمَّ أَتَى زَمْزَمَ وَبَنُو عَمِّهِ يَنْزِعُونَ مِنْهَا الْمَاءَ ، فَأَمَرَهُمْ فَرَفَعُوا إِلَيْهِ دَلْوًا مِنْهَا فَشَرِبَ ، ثُمَّ قَالَ : لَوْلَا أَنْ يَتَّخِذُوهَا النَّاسُ سُنَّةً لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ ، ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ ، وَرَدِيفُهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ ، ثُمَّ وَقَفَ لِلنَّاسِ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا مَا أَقُولُ لَكُمْ وَاعْقِلُوهُ ، فَإِنِّي لَا أَرَى لَعَلِّي لَا أَلْقَاكُمْ فِي هَذَا الْمَوْقِفِ بَعْدَ عَامِي هَذَا ، أَلَا إِنَّكُمْ فِي يَوْمٍ حَرَامٍ ، أَوْ فِي شَهْرٍ حَرَامٍ ، أَوْ فِي بَلَدٍ حَرَامٍ ، أَلَا وَإِنَّ حُرْمَةَ دِمَائِكُمْ ، وَأَمْوَالِكُمْ ، وَأَعْرَاضِكُمْ ، بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ حَرَامٌ ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ، إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ ، فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : اللَّهُمَّ اشْهَدْ ، ثُمَّ قَالَ : مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ أَمَانَةٌ فَلْيُؤَدِّهَا إِلَى مَنِ ائْتَمَنَهُ عَلَيْهَا ، أَلَا إِنَّ كُلَّ رِبًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ ، وَأَوَّلُهَا مَوْضُوعٌ رِبَا عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، أَلَا وَكُلُّ دَمٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ ، وَأَوَّلُ مَوْضُوعٍ مِنْهُ دِمَاءُ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَدَمُ آدَمَ بْنِ رَبِيعَةَ - كَانَ مُسْتَرْضِعًا فِي بَنِي لَيْثٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ - ، أَلَا وَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أَنْ يُعْبَدَ بِأَرْضِكُمْ هَذِهِ ، أَلَا وَإِنَّ النَّسِيءَ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ، إِلَى آخِرِ الْآيَةِ ، أَلَا وَإِنَّ الزَّمَانَ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ ، أَلَا وَإِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا ، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ، أَوَّلُهَا رَجَبٌ ، الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى الْآخِرَةِ وَشَعْبَانَ ، وَثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ ، أَلَا وَإِنَّ الشَّهْرَ تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ يَوْمًا ، يَعُدُّهُ بِيَدِهِ ، فَضَرَبَ بِكَفَّيْهِ مَرَّتَيْنِ عَشْرًا وَعَشْرًا ، وَمَرَّةً بِكَفَّيْهِ تِسْعًا ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ ؟ ، قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : اللَّهُمَّ اشْهَدْ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ قَسَمَ الْمَوَارِيثَ فَأَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ ، فَلَيْسَ لِوَارِثٍ وَصِيَّةٌ ، أَلَا وَالْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ ، أَلَا فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ، فَإِنَّهُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ ، لَا عَلَيْكُمْ مِنْ أَمْرِهِنَّ شَيْءٌ ، إِنَّمَا آتَيْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ ، وَلَهُنَّ حَقٌّ عَلَيْكُمْ فِي بُضْعِهِنَّ ، وَرِزْقِهِنَّ ، وَكِسْوَتِهِنَّ ، وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ حَقٌّ أَلَّا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ ، وَلَا يُدْخِلْنَ بُيُوتَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ إِلَّا بِإِذْنِكُمْ ، فَإِنْ فَعَلْنَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَقَدْ حَلَّ أَنْ تَهْجُرُوهُنَّ وَتَضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ ، فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ ؟ ، قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : اللَّهُمَّ اشْهَدْ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا مَا أَقُولُ لَكُمْ وَاعْقِلُوهُ ، فَإِنِّي قَدْ تَرَكْتُ مَا إِنِ اسْتَمْسَكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا ، وَهُوَ كِتَابُ اللَّهِ ، أَلَا وَالْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ ، لَا يَظْلِمُهُ ، وَلَا يَخْذُلُهُ ، وَلَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ ، وَلَا مَالُهُ إِلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ ، فَلَا تَظْلِمُوا أَنْفُسَكُمْ ، وَلَا تَظَّالَمُوا ، وَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ ، فَإِنِّي إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ ، وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : اللَّهُمَّ اشْهَدْ

حديث رقم: 11

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيِّ قَالَ : لَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ - كَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ - وَكَانَا بِالشَّامِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، مِنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، سَلَامٌ عَلَيْكَ ، فَإِنَّا نَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّا عَهِدْنَاكَ وَشَأْنُ نَفْسِكَ لَكَ مُهِمٌّ ، ثُمَّ أَصْبَحْتَ وَقَدْ وَلِيتَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ ، أَحْمَرِهَا وَأَسْوَدِهَا ، يَجْلِسُ إِلَيْكَ الشَّرِيفُ ، وَالْوَضِيعُ ، وَالصَّدِيقُ ، وَالْعَدُوُّ ، وَلِكُلٍّ حَظُّهُ مِنَ الْعَدْلِ ، فَانْظُرْ كَيْفَ أَنْتَ عِنْدَ ذَلِكَ يَا عُمَرُ ، وَنُحَذِّرُكَ يَوْمًا تَجِبُ فِيهِ الْقُلُوبُ ، وَتَعْنَى فِيهِ الْوُجُوهُ لِمَلِكٍ قَاهِرٍ ، الْخَلْقُ لَهُ دَاخِرُونَ لِعِزَّةِ مُلْكِهِ وَسُلْطَانِهِ ، وَإِنَّا كُنَّا نُحَدِّثُ أَنَّهُ كَائِنٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ إِخْوَانُ الْعَلَانِيَةِ أَعْدَاءُ السَّرِيرَةِ ، وَإِنَّمَا كَتَبْنَا إِلَيْكَ نَصِيحَةً لَكَ ، فَلَا تُنْزِلَنَّ كِتَابَنَا عَلَى غَيْرِ الَّذِي أَنْزَلْنَاهُ عَلَيْهِ وَالسَّلَامُ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِمَا عُمَرُ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، سَلَامٌ عَلَيْكُمَا ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمَا اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، أَمَّا بَعْدُ : فَقَدْ جَاءَنِي كِتَابُكُمَا ، وَسَمِعْتُ فِيَّ مَا كَتَبْتُمَا تُذَكِّرَانِي أَنَّكُمَا عَهِدْتُمَانِي وَشَأْنُ نَفْسِي مُهِمٌّ ، وَمَا يُدْرِيكُمَا ؟ قَدْ خَشِيَ عُمَرُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ مِنْكُمَا تَزْكِيَةً ، كَتَبْتُمَا أَنِّي أَصْبَحْتُ قَدْ وَلِيتُ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَحْمَرِهَا وَأَسْوَدِهَا ، فَيَجْلِسُ إِلَيَّ الشَّرِيفُ ، وَالْوَضِيعُ ، وَالصَّدِيقُ ، وَالْعَدُوُّ ، وَلِكُلٍّ حَظُّهُ مِنَ الْعَدْلِ ، فَانْظُرْ كَيْفَ أَنْتَ يَا عُمَرُ ، وَإِنَّهُ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ لِعُمَرَ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَّا بِاللَّهِ ، كَتَبْتُمَا تُحَذِّرَانِي مَا حُذِّرَتِ الْأُمَمُ قَبْلَكُمْ ، وَإِنَّمَا هُوَ مَطِيَّتَانِ : اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، يُبْلِيَانِ كُلَّ جَدِيدٍ ، وَيُفَرِّقَانِ كُلَّ بَعِيدٍ ، وَيَأْتِيَانِ بِكُلِّ مَوْعِدٍ ، حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ فِيهِ إِلَى أَعْمَالِهِمْ ، إِمَّا إِلَى جَنَّةٍ ، وَإِمَّا إِلَى نَارٍ ، لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ ، إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ، كَتَبْتُمَا أَنَّهُ كَائِنٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ إِخْوَانُ الْعَلَانِيَةِ أَعْدَاءُ السَّرِيرَةِ ، إِنَّ هَذَا لَيْسَ بِزَمَانِ ذَلِكَ ، إِنَّمَا ذَلِكَ حِينَ تَظْهَرُ الرَّغْبَةُ وَالرَّهْبَةُ ، فَتَكُونُ رَهْبَةُ النَّاسِ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ، وَرَغْبَةُ النَّاسِ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ إِلَى صَلَاحِ دُنْيَاهُمْ ، كَتَبْتُمَا أَنْ لَا أُنْزِلَ كِتَابَكُمَا عَلَى غَيْرِ الَّذِي أَنْزَلْتُمَاهُ ، وَمَعَاذَ اللَّهِ أَنْ أُنْزِلَ كِتَابَكُمَا عَلَى غَيْرِ الَّذِي أَنْزَلْتُمَاهُ ، فَتَعَاهَدَانِي مِنْكُمَا بِكِتَابٍ لَا يَزَالُ ، فَإِنَّهُ لَا غَنَاءَ بِي عَنْكُمَا ، وَالسَّلَامُ

حديث رقم: 12

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، قثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ قَالَ : دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَى أُمِّ مُبَشِّرٍ الْأَنْصَارِيَّةِ وَهِيَ فِي نَخْلٍ لَهَا فَقَالَ : مَنْ غَرَسَ هَذَا النَّخْلَ ، مُسْلِمٌ ، أَوْ كَافِرٌ ؟ ، قَالَتْ : بَلْ مُسْلِمٌ ، قَالَ : إِنَّهُ لَا يَغْرِسُ مُسْلِمٌ غَرْسًا ، وَلَا يَزْرَعُ زَرْعًا ، فَيَأْكُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ وَدَابَّةٌ ، أَوْ طَائِرٌ إِلَّا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةٌ

حديث رقم: 13

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ ، قثنا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : أَنْزَلَ اللَّهُ صُحُفَ إِبْرَاهِيمَ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى لَسِتٍّ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ الْإِنْجِيلَ عَلَى عِيسَى فِي ثَمَانِ عَشْرَةَ لَيْلَةً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَأَنْزَلَ الْقُرْآنَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِأَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ

حديث رقم: 14

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ ، عَنْ أَبِي عَزَّةَ الْهُذَلِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِذَا أَرَادَ اللَّهُ قَبْضَ عَبْدٍ بِأَرْضٍ جَعَلَ لَهُ إِلَيْهَا حَاجَةً ، وَلَمْ يَنْتَهِ حَتَّى يَقْدُمَهَا ، قَالَ : ثُمَّ قَرَأَ آخِرَ سُورَةِ لُقْمَانَ : {{ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }} ، ثُمَّ قَالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : هَذِهِ مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ

حديث رقم: 15

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : كُلُّ مِلَّةٍ يَزْدَادُونَ إِلَّا الْمُسْلِمِينَ

حديث رقم: 16

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ الْقُرَشِيِّ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : مَنْ خَشِيَ أَنْ يَنْسَى ، الْقُرْآنَ فَلْيَقُلْ : اللَّهُمَّ نَوِّرْ بِالْكِتَابِ بَصَرِي ، وَأَطْلِقْ بِهِ لِسَانِي ، وَاشْرَحْ بِهِ صَدْرِي ، وَاسْتَعْمِلْ بِهِ جَسَدِي ، بَحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ ، فَإِنَّهُ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَنْ أَصَابَهُ هَمٌّ ، أَوْ حُزْنٌ ، فَلْيَقُلْ : اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ، وَابْنُ عَبْدِكَ ، وَابْنُ أَمَتِكَ ، وَفِي قَبْضَتِكَ ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُبِكَ ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي ، وَنُورَ بَصَرِي ، وَجِلَاءَ حُزْنِي ، وَذَهَابَ هَمِّي ، وَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا قَالَهُنَّ عَبْدٌ قَطُّ إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ ، وَأَبْدَلَ حُزْنَهُ فَرَحًا ، قَالُوا : أَفَلَا نَتَعَلَّمُهُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : بَلَى ، يَنْبَغِي لِكُلِّ عَبْدٍ مُسْلِمٍ إِذَا سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ

حديث رقم: 17

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ، عَنْ بِشْرِ بْنِ نُمَيْرٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي : صَلَّى اللَّهُ عَلَى نُوحٍ ، وَعَلَى نُوحٍ السَّلَامُ ، لَمْ تَلْدَغْهُ فِي لَيْلَتِهِ تِلْكَ عَقْرَبٌ

حديث رقم: 18

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، قثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ ، وَلَا إِلَى أَمْوَالِكُمْ ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ ، وَإِلَى أَعْمَالِكُمْ

حديث رقم: 19

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَرْوَانَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ : لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ أَتَى مَجْلِسَ بَنِي النَّجَّارِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ فَقَالَ : قُتِلَ عُثْمَانُ خَلِيفَةُ اللَّهِ ؟ لَا خَلِيفَةَ نُبُوَّةٍ بَعْدَهُ ، السَّيْفُ لِمَنْ غَلَبَ

حديث رقم: 20

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : اعْتَمُّوا تَزْدَادُوا حِلْمًا

حديث رقم: 21

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ قَالَ : حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ وَهْبٍ الْخُزَاعِيُّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ رَكِبَ حِمَارًا مَرْسُونًا بِغَيْرِ سَرْجٍ ، فَوَكَفَ عَلَيْهِ قَطِيفَةً جَزَرِيَّةً ، ثُمَّ دَعَا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ فَأَرْدَفَهُ فَسَارَ ، فَقَالَ : يَا مُعَاذُ قَالَ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى النَّاسِ ؟ قَالَ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : حَقُّهُ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، ثُمَّ قَالَ : يَا مُعَاذُ قَالَ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ النَّاسِ عَلَى اللَّهِ ؟ ، قَالَ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : حَقُّهُمْ عَلَيْهِ أَلَّا يُعَذِّبَهُمْ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ

حديث رقم: 22

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، نا زَكَرِيَّا ، عَنْ عَامِرٍ أَنَّهُ قَالَ فِي أَمَةٍ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا وَهِيَ حُبْلَى ، أَعَلَيْهِ النَّفَقَةُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، إِذَا كَانَ حُرًّا فَعَلَيْهِ النَّفَقَةُ

حديث رقم: 23

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، قثنا زَكَرِيَّا قَالَ : سُئِلَ عَامِرٌ عَنْ عَبْدٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حُبْلَى ، وَهِيَ حُرَّةٌ ، أَعَلَيْهِ النَّفَقَةُ ؟ قَالَ : لَا

حديث رقم: 24

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، قثنا زَكَرِيَّا ، قَالَ : سُئِلَ عَامِرٌ عَنْ رَجُلٍ أُعْطِيَ أَلْفَ دِرْهَمٍ مُضَارَبَةً فَاشْتَرَى بِهَا بَيْعًا ، وَاشْتَرَى إِلَيْهَا بِأَلْفَيْ نَسِيئَةٍ ؟ قَالَ : يَقْسِمُ الْأَلْفَ مِنَ الرِّبْحِ بِحِصَّتِهِ ، وَأَلْفَيْنِ بِحِصَّتِهَا

حديث رقم: 25

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، أثنا زَكَرِيَّا ، عَنْ عَامِرٍ عَنْ رَجُلٍ أَعْتَقَ نِصْفَ مَا يَمْلِكُ مِنَ الرَّقِيقِ ، وَلَمْ يُسَمِّ أَحَدًا ؟ قَالَ : يُعْتِقُ مِنْ كُلِّ إِنْسَانٍ نِصْفَهُ ، وَيَسْتَسْعِي الْبَاقِيَ

حديث رقم: 26

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، ثنا زَكَرِيَّا قَالَ : سَأَلْتُ عَامِرًا ، قُلْتُ : الرَّجُلُ يَسْتَقْرِضُ الدَّرَاهِمَ ، فَيُعْطِينِي مِنْ عَطَائِهِ دَرَاهِمَ هِيَ خَيْرٌ مِنْ دَرَاهِمِي ؟ قَالَ : لَا بَأْسَ بِذَلِكَ إِذَا لَمْ يَشْتَرِطْ أَنْ تَكُونَ أَعْطَيْتَهُ الْتِمَاسَ ذَلِكَ

حديث رقم: 27

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، ثنا زَكَرِيَّا ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، حَدَّثَنِي مَنْ صَلَّى مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَلَى زَيْنَبَ ، فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ

حديث رقم: 28

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، ثنا زَكَرِيَّا قَالَ : سُئِلَ عَامِرٌ عَنْ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا فَأَعْتَقَهُ ، فَأُخْبِرَ أَنَّهُ كَانَ أُعْتِقَ قَبْلَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : يُرَدُّ عَلَيْهِ مَالُهُ ، وَيَجْعَلُهُ فِي رَقَبَتِهِ ، وَيُعْتِقُ مِنْ مَالِ الَّذِي كَانَ أَعْتَقَهُ

حديث رقم: 29

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، ثنا زَكَرِيَّا قَالَ : سَأَلْتُ عَامِرًا عَنْ رَجُلٍ تَزَوَّجَ بِخَالَتِهِ مِنَ الرَّضَاعَةِ ؟ قَالَ : يُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا ، وَيُجْعَلُ مَهْرُهَا فِي بَيْتِ الْمَالِ إِذَا كَانَ دَخَلَ بِهَا وَلَمْ يَزَلْ هَذَا رَأْيُ عَامِرٍ فِي أَشْبَاهِ هَذَا لَا يَنْزِلُ عَنْهُ

حديث رقم: 30

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، قثنا زَكَرِيَّا حَدَّثَنِي مَنْ صَلَّى مَعَ عَلِيٍّ عَلَى جَنَازَةٍ ، فَكَبَّرَ عَلَيْهَا سِتَّ تَكْبِيرَاتٍ

حديث رقم: 31

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، ثنا زَكَرِيَّا قَالَ : سُئِلَ عَامِرٌ عَنْ مَمْلُوكَةٍ رَهَنَهَا مَوْلَاهَا ، وَلَهَا لَبَنٌ فَأَرْضَعَتْ لِلَّذِي ارْتَهَنَهَا ؟ قَالَ : بِحَسْبِ أَجْرِ مِثْلِهَا بِحَسْبِ مَا أَرْضَعَتْ لَهُ

حديث رقم: 32

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، ثنا زَكَرِيَّا قَالَ : سُئِلَ عَامِرٌ عَنْ مُكَاتَبٍ ، أَرَادَ أَنْ يَجْعَلَ ، لِمَوَالِيهِ بَعْضَ نُجُومِهِ قَبْلَ مَحِلِّهِ ، عَلَى أَنْ يَضَعَ عَنْهُ بَعْضَ مُكَاتَبَتِهِ ؟ قَالَ : لَا يَصْلُحُ

حديث رقم: 33

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، ثنا زَكَرِيَّا قَالَ : سَأَلْتُ عَامِرًا عَنْ رَجُلٍ أَعَارَ حَائِطًا فَبُنِيَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ إِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَكْسِرَهُ ، بَعْدَمَا أَعَارَهُ ؟ قَالَ : يُقَوِّمُ لَهُمْ نَفَقَتَهُمْ وَيَكْسِرُ

حديث رقم: 34

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، قثنا زَكَرِيَّا ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ : الْبَعِيرُ الذَّكَرُ فِي الدِّيَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ شَاةً ، وَفِي النَّاقَةِ عَشْرُ شِيَاهٍ

حديث رقم: 35

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، قثنا زَكَرِيَّا ، عَنْ عَامِرٍ فِي الرَّجُلِ يُسَلِّفُ فِي الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ ، فَأَيُّهُمَا اسْتَيْسَرَ عَلَى صَاحِبِهِ أَعْطَاهُ ؟ قَالَ : لَا يَصْلُحُ

حديث رقم: 36

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى ، ثنا الْأَشْعَثُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ : وَأُمُّ سَعْدٍ تَبْكِي وَهِيَ تَقُولُ : وَيْلُ أُمِّ سَعْدٍ سَعْدًا بَرَاعَةً وَحَدَّا بَعْدَ أَيَادٍ يَا لَهُ وَحَدًا مُقَدَّمٌ سَدَّ بِهِ مَسَدَّا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : كُلُّ الْبَوَاكِي يَكْذِبْنَ إِلَّا أُمَّ سَعْدٍ

حديث رقم: 37

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى ، قثنا زَكَرِيَّا ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ : أَتَيْتُ شُرَيْحًا بِرَجُلٍ كَانَ أَحَالَنِي عَلَى رَجُلٍ بِدَرَاهِمَ وَلَمْ يُعْطِنِي الرَّجُلُ ، فَأَتَيْتُ شُرَيْحًا ، فَقَالَ الرَّجُلُ : إِنَّهُ قَدْ أَبْرَأَنِي ، فَقَالَ لَهُ : هَلْ أَخَذَ مِنْ حَقِّهِ شَيْئًا ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : فَأَعْطِهِ مَالَهُ

حديث رقم: 38

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، ثنا زَكَرِيَّا ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ : لَمْ يَعْتَمِرْ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عُمْرَةً إِلَّا فِي ذِي الْقَعْدَةِ

حديث رقم: 39

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، قثنا زَكَرِيَّا ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ : كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَجْعَلُ الْمَرْأَةَ فِي الْقِصَاصِ مِثْلَ النِّصْفِ مِنَ الرَّجُلِ فِي دِيَةِ مَا دُونَ رَجُلٍ ، قَالَ : وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ يَقُولُ : الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ فِي السِّنِّ وَالْمُوضِحَةِ سَوَاءٌ ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ عَلَى النِّصْفِ ، وَكَانَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ يَقُولُ : هُمَا سَوَاءٌ فِي الثُّلُثِ ، يَعْنِي ثُلُثَ الدِّيَةِ قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ : بِقَوْلِ زَيْدٍ يَأْخُذُ النَّاسُ عِنْدَنَا

حديث رقم: 40

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، ثنا زَكَرِيَّا ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ : إِنَّ الْمَرْأَةَ الَّتِي جَادَلَتْهُ فِي زَوْجِهَا خَوْلَةُ بِنْتُ الصَّامِتِ ، وَأُمُّهَا مُعَاذَةُ الَّتِي أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا : {{ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا }} قَالَ : كَانَتْ أَمَةٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ الْمُنَافِقِ ، فَكَانَ يُكْرِهُهَا عَلَى الْبِغَاءِ ، وَكَانَتِ التَّوْبَةُ لَهَا دُونَهُ

حديث رقم: 41

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، ثنا زَكَرِيَّا ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ : كَانَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ مِنْ مِلْكِ يَمِينِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَأَعْتَقَهَا ثُمَّ اسْتَنْكَحَهَا ، وَجَعَلَ مَهْرَهَا عِتْقَ كُلِّ مَمْلُوكٍ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ

حديث رقم: 42

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى ، ثنا زَكَرِيَّا ، عَنْ عَامِرٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الزَّنِيمِ فَقَالَ : الرَّجُلُ تَكُونُ لَهُ الزَّنَمَةُ مِنَ الشَّرِّ يُعْرَفُ بِهَا ، وَهُوَ الْأَخْنَسُ بْنُ شَرِيقٍ الثَّقَفِيُّ

حديث رقم: 43

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى ، ثنا زَكَرِيَّا ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ : بَلَغَنِي أَنْ تَمْرَ عَجْوَةٍ أَحَدُ الزَّوْجَيْنِ اللَّذَيْنِ أُخْرِجَا مِنَ الْجَنَّةِ ، وَالْآخَرُ الْفَحْلُ الَّذِي يُلْقَحُ بِهِ النَّخْلُ

حديث رقم: 44

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى ، ثنا زَكَرِيَّا ، عَنْ عَامِرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ ، عَنْ مُطِيعٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ : لَا تُقْتَلُ قُرَيْشٌ صَبْرًا بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

حديث رقم: 45

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ : أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْيَوْمَ الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَمْثَلَ مَا كَانَ مِنْ وَجَعِهِ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَيْ رَسُولَ اللَّهِ ، أَصْبَحْتَ الْيَوْمَ صَالِحًا ، وَالْيَوْمُ يَوْمُ بِنْتِ خَارِجَةَ ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَرَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ ، وَوَثَبَ الْمَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ فِي الْمَسْجِدِ ، وَقَامَ عُمَرُ عِنْدَ الْمِنْبَرِ يُوعِدُ وَيَتَكَلَّمُ ، وَيَقُولُ : إِنَّ الرِّجَالَ مِنَ الْمُنَافِقِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَدْ مَاتَ ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَيَخْرُجَنَّ ، وَلَيَقْطَعَنَّ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ مِنْ خِلَافٍ ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَخَلَ بَيْتَ عَائِشَةَ حِينَ بَلَغَهُ الْخَبَرُ ، يَتَخَلَّصُ النَّاسَ حَتَّى دَخَلَ بَيْتَ عَائِشَةَ ، وَمُحَمَّدٌ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَدْ أَوْضَحَ ، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ ، ثُمَّ انْكَبَّ عَلَيْهِ يُقَبِّلُهُ ، فَقَالَ : بِأَبِي وَأُمِّي ، مَا كَانَ اللَّهُ لَيَجْمَعُ عَلَيْكَ الْمِيتَتَيْنِ ، مِيتَةَ الدُّنْيَا ، وَمِيتَةَ الْآخِرَةِ ، ثُمَّ خَرَجَ فَقَامَ بِالْبَابِ ، فَقَالَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنْصِتْ ، فَأَبَى عُمَرُ ، فَقَالَ لَهُ : أَنْصِتْ ، فَأَبَى ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ - وَكَانَ مِنْ أَبْلَغِ النَّاسِ - ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، فَإِنَّهُ حَيٌّ لَا يَمُوتُ ، وَقَرَأَ أَبُو بَكْرٍ : {{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولُ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ }} قَالَ النَّاسُ : وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ، تَلَقَّوْهَا مِنْ أَبِي بَكْرٍ ، فَقَالَ عُمَرُ : لَقَدْ كُنْتُ أَقْرَأُ هَذِهِ السُّورَةَ ، فَمَا فَهِمْتُ هَذَا فِيهَا حَتَّى سَمِعْتُ مِنِ ابْنِ أَبِي قُحَافَةَ ، فَجَاءَهُمْ آتٍ فَقَالَ : إِنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ قَدْ جَلَسَ عَلَى سَرِيرِهِ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ ، وَحَفَّ بِهِ نَاسٌ مِنْ قَوْمِهِ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَلَا نَأْتِي هَؤُلَاءِ ، فَنَنْظُرُ مَا عِنْدَهُمْ ، فَخَرَجَ يَمْشِي بَيْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَبَيْنَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ ، حَتَّى إِذَا كَانُوا عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ مِنْ سُوقِ الْمَدِينَةِ ، ذَكَرَ الزُّهْرِيُّ أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ : عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ ، وَمَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ لَقِيَاهُمْ ، فَقَالَا : يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ اجْتَمِعُوا فَاقْضُوا أَمْرَكُمْ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ وَرَاءَنَا خَيْرٌ ، قَالَ الزُّهْرِيُّ : وَقَدْ كَانَ سَبَقَ لَهُمَا مِنَ اللَّهِ مَا لَا أَعْلَمُ ، كَانَ أَحَدُهُمَا مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ : {{ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ }} ، وَكَانُوا يَتَوَضَّئُونَ الْمِبْطَنَةَ ، يَعْنِي الِاسْتِجْمَارَ ، وَقَالَ عَنِ الْآخَرِ شَيْئًا مَا أَدْرِي مَا هُوَ ، فَمَضَى أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمَنْ مَعَهُ حَتَّى جَاءَ سَقِيفَةَ بَنِي سَاعِدَةَ ، فَإِذَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ عَلَى سَرِيرٍ ، وَعِنْدَهُ نَاسٌ مِنْ قَوْمِهِ ، فَقَالَ حُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَمُوحِ أَخُو بَنِي سَلَمَةَ : أَنَا الَّذِي لَا يُصْطَلَى بِنَارِي ، وَلَا يَنَامُ النَّاسُ فِي شِعَارِي ، نَحْنُ أَهْلُ الْحَلْقَةِ ، وَأَهْلُ الْحُصُونِ ، مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ ، فَذَهَبَ لَيَتَكَلَّمَ ، فَضَرَبَ أَبُو بَكْرٍ فِي صَدْرِهِ ، فَقَالَ : أَنْصِتْ ، قَالَ : لَا أَعْصِيِكَ فِي يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ ، فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ ذَكَرَ الْأَنْصَارَ وَمَا هُمْ لَهُ أَهْلٌ مِنَ السَّابِقَةِ وَالْفَضِيلَةِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّا أَوْسَطُ الْعَرَبِ دَارًا ، وَأَكْبَرُهَا أَنْسَابًا ، وَإِنَّ الْعَرَبَ لَنْ تَعْرِفَ هَذَا الْأَمْرَ لِأَحَدٍ سِوَانَا ، وَلَا أَحَدٌ أَوْلَى مِنَّا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي النَّسَبِ مِنَّا ، فَنَحْنُ الْأُمَرَاءُ ، وَأَنْتُمِ الْوُزَرَاءُ ، فَقَالَ سَعْدٌ : صَدَقْتَ ، فَابْسُطْ يَدَكَ نُبَايِعْكَ ، فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعَهُ ، وَبَايَعَهُ النَّاسُ ، وَازْدَحَمَ النَّاسُ عَلَى الْبَيْعَةِ ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنَ النَّاسِ : قُتِلَ سَعْدٌ ، فَقَالَ عُمَرُ : قَتَلَهُ اللَّهُ ، فَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ فَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، وَبَايَعَهُ النَّاسُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ، وَدَخَلَ عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ بَيْتَ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَجَاءَ عُمَرُ فَقَالَ : اخْرُجُوا لِلْبَيْعَةِ ، وَاللَّهِ لَتَخْرُجُنَّ ، أَوْ لَأُحَرِّقَنَّهُ عَلَيْكُمْ ، فَخَرَجَ الزُّبَيْرُ صَلْتًا بِالسَّيْفِ ، فَاعْتَنَقَهُ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ مِنْ بَيَاضَةَ فَدَقَّ بِهِ ، وَبَدَرَ السَّيْفَ مِنْ يَدِهِ مِنْهُ ، فَأَخَذَهُ زِيَادٌ قَالَ : لَا ، وَلَكِنِ اضْرِبْ بِهِ الْحَجَرَ ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو : فَحَدَّثَنِي أَبُو عَمْرِو بْنُ حِمَاسٍ مِنَ اللَّيْثِيِّينَ قَالَ : أَدْرَكْتُ ذَلِكَ الْحَجَرَ الَّذِي فِيهِ ضُرِبَ السَّيْفُ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : دَعُوهُمْ فَسَيَأْتِي اللَّهُ بِهِمْ ، فَخَرَجُوا بَعْدَ ذَلِكَ فَبَايَعُوهُ ، قَالُوا : مَا كَانَ أَحَدٌ أَحَقَّ بِهَا ، وَلَا أَوْلَى بِهَا مِنْكَ ، وَلَكِنَّا قَدْ عَهِدْنَا مِنْ عُمَرَ يَبْتَزُّنَا أَمْرَنَا ، فَبَايَعَهُ النَّاسُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ، حَتَّى إِذَا أَصْبَحَ الْغَدَ قَالَ : أَيْنَ تَرَوْنَ أَنْ نَدْفِنَهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَ قَائِلٌ مِنَ النَّاسِ : نَدْفِنُهُ فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ ، وَقَالَ آخَرُونَ : ادْفِنْهُ عِنْدَ الْمِنْبَرِ ، قَالَ قَائِلٌ : بَلْ نَدْفِنُهُ حَيْثُ تَوَفَّى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَفْسَهُ ، فَأَخَّرُوا الْفِرَاشَ ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى الْحَفَّارَيْنِ ، رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ، وَرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، فَجَاءَ أَبُو طَلْحَةَ فَحَفَرَ لَهُ وَلَحَدَ ، وَكَانَ أَهْلُ مَكَّةَ يَشُقُّونَ ، وَكَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يُلْحِدُونَ

حديث رقم: 46

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، ثنا زَكَرِيَّا ، عَنْ عَامِرٍ فِي رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً ثُمَّ طَلَّقَهَا ثَلَاثًا ، ثُمَّ إِنَّهَا قَالَتْ : إِنِّي حُبْلَى ؟ قَالَ : لَا رَجْعَةَ لَهُ عَلَيْهَا ، وَإِنْ أَنْكَرَ تَلَاعَنَا

حديث رقم: 47

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، نا زَكَرِيَّا ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ : إِذَا اشْتَرَى الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ فَقَدْ عُتِقَ ، وَإِنْ لَمْ يُعْتِقْهُمْ ، فَسُئِلَ عَنِ الزَّوْجِ ، فَقَالَ : لَا

حديث رقم: 48

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، ثنا زَكَرِيَّا ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ ، وَعَنْ عَامِرٍ قَالَ : لَا شُفْعَةَ لِأَعْرَابِيٍّ

حديث رقم: 49

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، ثنا زَكَرِيَّا ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ : فِي قِرَاءَةٍ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ : مَثَلُ نُورِ الْمُؤْمِنِ كَمِشْكَاةٍ

حديث رقم: 50

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، ثنا زَكَرِيَّا ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : لَا آكُلُ مُتَّكِئًا

حديث رقم: 51

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، ثنا زَكَرِيَّا ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : مَا أَهْرَاقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْمَاءَ قَائِمًا قَطُّ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً فِي كَثِيبٍ أَعْجَبَهُ

حديث رقم: 52

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، ثنا زَكَرِيَّا ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ ذَبَحَ دَجَاجَةً ، فَالْتَوَتْ فَذَبَحَهَا مِنْ قَفَاهَا ، فَذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا ؟ قَالَ : كُلْهَا

حديث رقم: 53

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، ثنا زَكَرِيَّا قَالَ : سَأَلْتُ عَامِرًا عَنْ رَجُلٍ شَارَطَ رَجُلًا عَلَى شَرْطٍ ، فَأَرَادَ أَنْ يَفْتَدِيَ مِنْهُ ، وَيُبْرِئَهُ مِنْ شَرْطِهِ ؟ قَالَ : لَا يَصْلُحُ

حديث رقم: 54

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، قثنا زَكَرِيَّا ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ ، قَالَ : وَإِيَّاكُمْ وَالْمَدْحِ فَإِنَّهُ الذَّبْحُ

حديث رقم: 55

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، نا زَكَرِيَّا ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ : قُضِيَ فِي نِسَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فِي الذَّكَرِ ثَمَانٍ مِنَ الْإِبِلِ ، وَفِي الْمَرْأَةِ عَشْرٌ مِنَ الْإِبِلِ ، أَوْ غُرَّةُ عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ

حديث رقم: 56

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، ثنا زَكَرِيَّا ، عَنْ عَامِرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : لَمَّا أُلْقِيَ إِبْرَاهِيمُ فِي النِّيرَانِ قَالَ : حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ

حديث رقم: 57

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، ثنا زَكَرِيَّا ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : لِي حَوْضٌ ، طُولُهُ مَا بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَبَيْتِ الْمَقْدِسِ ، آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ ، أَبْيَضُ مِثْلُ اللَّبَنِ ، كُلُّ نَبِيٍّ يَدْعُو أُمَّتَهُ ، وَلِكُلِّ نَبِيٍّ حَوْضٌ ، مِنْهُمْ مَنْ يَأْتِيهِ الْفِئَامُ مِنَ النَّاسِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْتِيهِ النَّفَرُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْتِيهِ الرَّجُلَانِ وَالرَّجُلُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَأْتِيهِ أَحَدٌ ، فَيُقَالُ لَهُ : قَدْ بَلَغْتَ ، وَإِنِّي أَكْثَرُ الْأَنْبِيَاءِ تَبَعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ

حديث رقم: 58

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، ثنا زَكَرِيَّا ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ : سُئِلَ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ عَنْ قَوْلِهِ : {{ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا }} ، الْآيَةَ كُلَّهَا ؟ قَالَ : كَانَ الْمُشْرِكُونَ إِذَا أَحْرَمُوا لَمْ يَدْخُلُوا الْبُيُوتَ إِلَّا مِنْ ظُهُورِهَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا }}

حديث رقم: 59

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، نا زَكَرِيَّا ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ قَالَ : الْأَوَّابُ : الْمُسَبِّحُ ، الْأَوَّاهُ : الرَّحِيمُ ، وَذَلِكَ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ ، ثُمَّ قَالَ : {{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ }} وَقَالَ : {{ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ }} قَالَ : سَبِّحِي مَعَهُ

حديث رقم: 60

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، قثنا زَكَرِيَّا ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ ، مَوْلَى رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : قُرَيْشٌ ، وَالْأَنْصَارُ ، وَأَسْلَمُ ، وَغَطَفَانُ ، وَجُهَيْنَةُ ، وَمُزَيْنَةُ ، وَأَشْجَعُ ، مَوَالٍ لَيْسَ لَهُمْ مَوْلًى دُونَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ

حديث رقم: 61

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، نا زَكَرِيَّا ، عَنْ عَامِرٍ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ : فَصْلُ الْخِطَابِ الَّذِي أُعْطِيَ دَاوُدُ : أَمَّا بَعْدُ

حديث رقم: 62

حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، ثنا زَكَرِيَّا ، ثنا أَبُو قُعَيْسٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ : أَوَّلُ فُسْطَاطٍ ضُرِبَ عَلَى قَبْرٍ لَقَبْرُ زَيْنَبَ ابْنَةِ جَحْشٍ ، كَانَ أَمَرَ الْحَفَّارِينَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يَحْفِرُوا لَهَا فِي يَوْمٍ حَارٍّ ، فَقَالَ : لَوْ أَنْ ضَرَبْتَ عَلَيْهَا فُسْطَاطًا ، فَضَرَبَ عَلَيْهَا فُسْطَاطًا