عنوان الفتوى : حكم الاشتراك في المسابقات الشعرية
في البداية أوضح لكم أنا شاعر وأسأل عن مسابقة شاعر المليون هل المشاركة فيها حلال أم حرام؟
خلاصة الفتوى:
المسابقات الشعرية وغيرها إذا خلت من القمار والموانع الشرعية فهي حلال وجوائزها حلال، وإذا دخلها القمار أو ما يخالف الشرع فهي حرام وما نتج عنها حرام.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا مانع شرعاً من الاشتراك في المسابقات الثقافية الدينية أو الدنيوية وأخذ جوائزها إذا لم يكن فيها ما يخالف الشرع من القمار وغيره، سواء كانت الجوائز من قبل الإمام أو أجنبي عن المتسابقين، وقد بينا أحكام المسابقات بالتفصيل والأدلة وما يجوز منها وما لا يجوز في عدة فتاوى منها الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3381، 18368، 26712، 32493، 6350 بإمكانك أن تطلع عليها وعلى ما أحيل عليه فيها.
وبناء على ذلك فلا مانع من الاشتراك في مسابقة شاعر المليون أو غيرها إذا لم يعلم أنها تحتوي على بعض الموانع التي أشرنا إليها في الفتاوى المحال عليها، وقد سابق معاوية رضي الله عنه في الشعر بحضور الصحابة وشارك بعضهم فيها وأجاز عليها بالمال.
فقد جاء في البداية والنهاية وتاريخ الخلفاء... أن معاوية رضي الله عنه أذن للناس إذناً عاماً فلما احتفل المجلس قال: أنشدوني ثلاث أبيات لرجل من العرب كل بيت قائم بمعناه فسكتوا ثم طلع عبد الله بن الزبير فقال: هذا مقوال العرب وعلامتها أبو خبيب قال: مهيم؟ قال: أنشدني ثلاثة أبيات لرجل من العرب كل بيت قائم بمعناه، قال: بثلاث مائة ألف قال: وتساوي؟ قال: أنت بالخيار، وأنت واف كاف، قال: هات فأنشده للأفوه الأودي قال: بلوت الناس قرنا بعد قرن * فلم أر غير ختال وقال.. قال: صدق هيه قال: ولم أر في الخطوب أشد وقعاً * وأصعب من معاداة الرجال.. قال: صدق هيه، قال: وذقت مرارة الأشياء طرا * فما طعم أمر من السؤال.. قال: صدق ثم أمر له بثلاثمائة ألف.
وكان صلى الله عليه وسلم يسمع الشعر ويستحسن حسنه ويجزي عليه كما ذكر غير واحد من أهل العلم كابن عبد البر في الاستذكار وابن كثير في البداية والنهاية.. وإذا كان ذلك في الشعر الفصيح فإن الشعر العامي له فوائده هو الآخر وهو يتناول جميع أغراض الشعر الفصيح من الحث على التحلي بمكارم الأخلاق وآداب الشرع... وعامة الناس يتأثرون به أكثر من تأثرهم بالشعر الفصيح.
والله أعلم.