عنوان الفتوى : حكم مواعدة كل من اللاعبَين بإعطاء الآخر مالا أو ما شابه إذا فاز عليه

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

فتاتان كانتا تلعبان لعبة، ثم قالت إحداهما للأخرى: إن فزتِ، فسأعطيك قطعة شوكولاتة، وإن فزتُ ستعطيني شوكولاتة. ولكنني قلت لهما: لا تجعلا الاتفاق من طرفين حتى لا يكون رهانا، فجعلتاه من طرف واحد. هل كان كلامي خاطئا؟ وهل آثم بقول ذلك دون التثبت من العلماء؟ كانت اللعبة لعبة معتادة لا تشتمل على محرم، لعبة براحة اليد. لا يكاد يمر يوم دون أن أقع في مصيبة، أو في همّ بسبب ما نطقت به شفتاي. ما هي الخطوات العملية لأكفّ عن الثرثرة فيما لا يفيد، ولأصير فتاة متزنة؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمراهنة على المال تكون مشروعة فيما دل الدليل الشرعي على جوازه كالتسابق بالخيل والإبل والرمي، وفي العلوم النافعة، ونحو ذلك.

قال ابن القيم في كتاب الفروسية: وإذا كان الشارع قد أباح الرهان في الرمي والمسابقة بالخيل والإبل، لما في ذلك من التحريض على تعلم الفروسية، وإعداد القوة للجهاد، فجواز ذلك في المسابقة والمبادرة إلى العلم والحجة التي بها تفتح القلوب، ويعز الإسلام وتظهر أعلامه، أولى وأحرى، وإلى هذا ذهب أصحاب أبي حنيفة، وشيخ الإسلام ابن تيمية. اهـ.

والظاهر أن اللعبة ليست من هذا القبيل، فيمنع المسابقة عليها بعوض. والمخرج أن يكون ذلك وعدا بالهبة عند حصول ذلك الأمر المعين وهو الغلبة، فيعد الباذل الطرف الآخر أنه إن حصل هذا الأمر فسيعطيه كذا، لكن الوعد غير ملزم، فيكون الواعد بالخيار إن شاء وفى، وإن شاء لم يف. ولا يكون من قبيل السبق والعوض عنه. كما بينا في الفتوى رقم: 213628.

وعلى كل، فقولك إن الجعل يكون من طرف واحد، رأي سديد، لكن محله فيما إذا كان موضوع المسابقة مما يجوز الجعل فيه، وفق ما بينا سابقا.

وأما ما يستعان به على كبح جماح النفس ومجاهدة اللسان لالتزام الصمت عما لا يعني، فمن ذلك قراءة ما ورد في فضل الصمت والحث عليه، والحذر من سيئات الألسن وعواقبها، مع أن هذا مما يكتسب بالمجاهدة والمران.  ويمكنك التواصل معنا من خلال قسم الاستشارات بموقعنا إسلام ويب، للتفصيل في السبل والأسباب المعينة على ضبط اللسان، واجتناب الخوض فيما لا يعني الإنسان.

والله أعلم.