عنوان الفتوى : دعوة الوالدين إلى الإسلام من أعظم الحقوق

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل يجزئ من حق الوالدين إدخالهما في الإسلام.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق


الحمد لله وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وبعد:

فإن الوالدين حقهما عظيم ، وقد قرن الله تعالى حقهما بحقه سبحانه وتعالى في آيات كثيرة من كتابه العزيز فقال : (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا) [النساء: 36] وقال تعالى: ( وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا )
[الإسراء: 23]
ووصى بالإحسان إليهما ومصاحبتها بالمعروف إذا كانا كافرين ، مما يؤكد عظيم حقهما فقال: ( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير *وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ) [العنكبوت: 18-15]
وإن من حق الوالدين على الولد بل إن من عظم حقهما عليه أن يدعوهما إلى الإسلام إن كانا غير مسلمين ، ويرغبهما فيه أعظم ترغيب ، ويلاطفهما في دعوته ويتعطفهما إليه ،كما فعل نبي الله وخليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام في دعوته لأبيه ، وكما فعل النبي صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب ، وهو بمنزلة أبيه.
فإذا شرح الله صدورهما للإسلام ودخلا فيه وأعتقهما الله بسببه من النار فلا شك أن في ذلك مجازاة عظيمة لهما ، ونرجو الله جل وعلا أن لا يكون أقل من أجر عتقهما من الملك، إن لم يكن أعظم منه.
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يجزي ولد والداً إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه".
وإذا كان هذا في العتق من العبودية التي ليس له فيها اختيار، ولا يترتب عليها عقاب في الآخرة ، فكيف إذا خلصه من عبوديته لغير الله تعالى ، وما يترتب عليها من عقاب في الآخرة ، ونكد في الدنيا.
والله أعلم.