عنوان الفتوى : حكم تصميم مواقع لأهل التصوف
أنا مصمم ومطور مواقع إنترنت ويطلب مني تصميم مواقع لعلماء مسلمين في سوريا هؤلاء العلماء ظاهرهم الخير ومعروفون في الصلاح ولكنهم بمجملهم ينتمون إلى التصوف بشكل عام دون تحديد لأقوال وأفعال وهذا حال أغلب علماء الشام إلا ما ندر ... المطلوب مني هو تصميم الموقع ومتابعته تقنياً والعمل على تفريغ جديد المحاضرات والفتاوى لهؤلاء العلماء وتحميل دروسهم الصوتية على الموقع تحت متابعتي ما حكم تصميم مواقع الانترنت لهم وهل سأكون محاسباً على كل أفعالهم وأقوالهم التي سينشرونها على مواقعهم مهما كانت، هل ممكن أن أفرق بين المتصوف المعتدل في تصوفه دون الضلالات والشركيات مثل وحدة الوجود والاتحاد والحلول ... وبين من هو يعتقد بهذه الأشياء أم أن التصوف وأهله في سلة واحدة وحكمهم واحد دون تفصيل، وهل إن كان ممكن التفريق بين المتصوف المعتدل والمتصوف المغالي في تصوفه .. كيف لي معرفته وأنا ليس لي من العلوم الشرعية إلا القليل. وجزاكم الله خيراً ....
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالقاعدة فيما سأل عنه السائل هي قول الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ {المائدة:2} فإذا كانت المواقع المراد تصميمها يعلم أو يغلب على الظن أنها تستخدم في الدعوة إلى البدع والمعاصي والمنكرات ونشر الضلال لم يجز تصميمها والإعانة على تصميمها، والمال المأخوذ من تصميمها يعتبر مالا حراما جاء من طريق محرم، كما أن المصمم لها يكون مشاركا لأصحابها في الإثم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينتقص من أوزارهم شيء. رواه مسلم.
ولا شك أن المتصوفة المعاصرين ليسوا سواء من حيث الضلالة والبعد عن الهدى، وإن اشتركوا في أصل الانحراف، فمنهم المغالي الذي يعتقد الكفر، ومنهم من هو دون ذلك، ولكنهم جميعا موضع تهمة فلا ينبغي تصميم مواقعهم ولا تفريغ محاضراتهم لاسيما لمن ليس عنده علم شرعي يميز به الحق من الباطل، فقد يصمم لهم أو يشرف على محاضرات لهم فيها من البدع والضلال ما يخفى عليه.
والله أعلم.