عنوان الفتوى : أضواء على الحِكَم العطائية ومؤلفها
ما هي الحكم العطائية؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحكم العطائية كتاب من كتب الوعظ والرقاق على طريقة الصوفية، وهو وإن كان أنظف من غيره، إلا إنه لم يخل من المشرب الصوفي في إشارات التوحيد عندهم، وبيان أصول الطريقة على مذهبهم، فهو من كتب الصوفية، له ما لها وعليه ما عليها، وقد سبق لنا بيان أن ابن عطاء الله أحد رؤوس الشاذلية، وبيان حال هذه الفرقة من فرق الصوفية وذلك في الفتوى رقم: 17649.
وفي ذلك قدر كاف للإشارة إلى حال مؤلف الحِكَم، ومدى موافقة كتابه لمنهج أهل السنة والجماعة. وهنا نذكر أن الأئمة قد نهوا قديما عن كتب مَن هو أحسن من مؤلف الحكم منهجا، وأصدق منه حالا، وأرقى منه مقاما، كالحارث المحاسبي كما روى الخطيب البغدادي في تاريخه، عن سعيد بن عمرو البرذعي قال: شهدت أبا زرعة وسئل عن الحارث المحاسبي وكتبه؟ فقال للسائل: إياك وهذه الكتب، هذه كتب بدع وضلالات، عليك بالأثر، فإنك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب، قيل له: في هذه الكتب عبرة؟! قال: من لم يكن له في كتاب الله عبرة، فليس له في هذه الكتب عبرة، بلغكم أن مالك بن أنس وسفيان الثوري والأوزاعي والأئمة المتقدمين صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس وهذه الأشياء، هؤلاء قوم خالفوا أهل العلم، يأتونا مرة بالحارث المحاسبي، ومرة بعبد الرحيم الديبلي، ومرة بحاتم الأصم، ومرة بشقيق، ثم قال: ما أسرع الناس إلى البدع. اهـ.
ولمزيد الفائدة عن التصوف والصوفية يمكن الرجوع لكتاب التصوف، للشيخ إحسان إلهي ظهير، وكتاب هذه هي الصوفية، للشيخ عبد الرحمن الوكيل، وكتاب الكشف عن حقيقة الصوفية، للأستاذ محمود عبد الرؤوف القاسم، وتجد فيها جميعا ذكرا لابن عطاء السكندري.
والله أعلم.