عنوان الفتوى : زواج المرأة من رجل متزوج هل يعد عيبا ونقصا فيها
أنا ولله الحمد إنسانة مسلمة متدينة إلى حد ما وحجابى متحشم إلى حد كبير ولكني للأسف زنيت مع شاب متزوج أكثر من مرة وفي كل مرة هو الذى يحافظ علي لأني ما زلت إنسانة. يحبني كثيرا ويخاف على جدا بدليل محافظته علي في أضعف لحظاته وأنا كذلك أحبه ولكني في كل مرة أزني أستغفر وأتوب وأدعو الله أن يثبتني على هذا ولكن نفسي تغلبني مرة أخرى فقررت البعد عنه نهائيا حيث إنه تقدم لي لأنه يريدني في الحلال وأنا كذلك ولكن والدي رفض بشدة لأنه متزوج لكنه غير سعيد مع زوجته إلى حد كبير ولا يجد المتعة الكافية معها (ليس عندها أي مرض) حيث إنه لا يحبها لأنها ظالمة لأهله وتبغضهم فكان يريد أن يطلقها بدون ذكر تفاصيل أخرى ولكني رفضت مراعية ربنا فيها لأني لم أرد أن أظلمها لأن كل الخلافات التي بينهم سمعتها من طرف واحد فقط وهو زوجها ثم قلت له إني راضيه بأن أكون زوجة ثانية(على العلم أنه ليس عنده أولاد إلى الآن و متزوج منذ 5 سنوات). بعدت عنه من شهر رجب 1427لأني لا أريد أن أتزوج بعدم رضا أهلي وكذلك كان ضميرى أتعبني جدا في خلال علاقتي به أولا لأني أغضب ربنا وثانيا خيانتي لزوجته وخيانتي لوالدي ووالدتي الذين يثقون في كل الثقة ولكني أحبه حتى هذه اللحظة أريده وهو كذلك يحبني ويريدني في الحلال بشدة وأهلي رافضون وخصوصا والدي رافض الموضوع بشدة و لا يريد حتى النقاش في هذا الموضوع إطلاقا وهو لا يعرف أني زنيت معه ويقول لي أنا حزين على طريقة تفكيرك بأني قبلت بأني أكون زوجة ثانية ويقول لي إني لا أعرف قيمة نفسي على العلم بأن والدي تعرف عليه سابقا وشكر في أخلاقه وتفوقه في العمل لكن بمجرد معرفته بأنه مازال متزوجا عارض ورفض بشده وبالرغم أنه قادر على فتح بيتين لأنه ميسور الحال جدا. الحمدلله أنا من مستوى اجتماعي عال إلى حد ما وكذلك هو أناعندي 27 سنة خريجة هندسة وكذلك هو وعنده 31 سنة وكنا زملاء عمل ولكني تركته لكي أقدر على البعد عنه....
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعليك يا أختاه أن تتوبي إلى الله تعالى مما فعلت، والتوبة الصادقة لا تكون إلا بعد معرفة خطر الذنب، فإن الذنب هو الحائل بينك وبين كل محبوب، والموقع لك في كل خطر ومرهوب، فإذا علمت ذلك اشتعلت في نفسك نار الندم، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : الندم توبة . رواه أحمد .
وهذا الشعور له أثر في الماضي، وأثر في الحال، وأثر في المستقبل ، أما أثره في الماضي فندم وحسرة بسبب فعل المعصية ، وأما أثره في الحال فإقلاع عن الذنب ، وأما أثره في المستقبل فعزيمة صادقة على عدم العودة إلى الذنب إلى الممات .
كما نوصيك أيضا بكتم الأمر فلا تخبري أحدا بما وقع منك من زلة عظيمة، واستري على نفسك فإنه ذنب سترك الله فيه فلا تهتكي ستر الله عليك، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله جل وعلا . رواه الحاكم والبيهقي وصححه السيوطي وحسنه العراقي .
وعلى أبويك الكريمين أن يتقيا الله تعالى فلا يحولا بينك وبين الزواج بأعذار تافهة، فليس الزواج برجل متزوج عيبا ولا نقصا، بل العيب والنقص والإثم أن تمنع المرأة من الحلال حتى تقع في الحرام، وقد روى الإمام أحمد والترمذي عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : يا علي ثلاث لا تؤخرها : الصلاة إذا أتت ، والجنازة إذا حضرت ، والأيم إذا وجدت لها كفؤا .
والحل هو أن تفصحي لوالدك عن رغبتك في الاقتران بهذا الرجل، ولا يمنعنك الحياء من ذلك، فإن هذا مستقبلك وحياتك فلا تجاملي أحدا فيهما، ولك أن تستعيني بمن يملك القدرة على إقناع والدك بهذا الأمر ، واجتهدي في الدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى أن يشرح صدر أبيك لهذا الرجل، وأن يرزقك الزوج الصالح، واعلمي أن الخير فيما اختاره الله، وأن الزواج قسمة ونصيب، فإن كان لك فيه نصيب فسيكون من نصيبك لا محالة، وإن لم يكن لك فيه نصيب فارضي بما قسم الله لك فالله سبحانه وتعالى يقول : وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة: 216 } وننصحك بأن تصارحي والدك بما سبق واعرضي عليه الفتاوى التالية برقم : 77030 ، 74490 ، وإذا تقدم لك شخص آخر يرضى دينه وخلقه فلا تترددي في قبوله، ودعي الظنون والأوهام التي يحاول الشيطان أن يغذيها في نفسك، ولا ينبغي أن يكون ذنبك مانعا لك من الحلال، بل هذا من تسويل الشيطان ليحول بينك وبين الزواج، ثم يدفعك إلى الإثم ، ولا يجوز لك أن تتزوجي بدون إذن وليك، ولكن عليك أن تجتهدي في إقناعه عن طريق توسيط من له كلمة مقبولة ، نسأل الله أن يحفظك وأن ييسر لك الخير .
والله أعلم .