أرشيف المقالات

قتلة الأنبياء

مدة قراءة المادة : 8 دقائق .


الحمد لله الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون، أما بعد: فلقد تحدث القرآن الكريم عن بني إسرائيل بصفة خاصة فى حوالى 50 سورة من القرآن، إضافة إلى حديثه عنهم في بقية سوره بوجه عام، باعتبارهم طائفة من طوائف الكافرين والمشركين.
وفي حديث القرآن عن اليهود يتبين لقارئه: أنهم جنس متميز في الشر والغدر، أئمة في الضلال والكفر! وعندما حدثت مذبحة الحرم الإبراهيمى لم تكن مفاجأة للمؤمنين الصادقين، لأنهم يعرفون عن اليهود أكثر مما يعرفه اليهود عن أنفسهم!!
وقديماً تعلمنا أن الديك المؤذن لم ينخدع للثعلب الذى برز له يوماً في ثياب الواعظين!!
إن تاريخ اليهود مع الإسلام مليء بالغدر والخيانة، ومذبحة الحرم الإبراهيمى لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، ولكننا -نحن المسلمين- أصابتنا آفة النسيان، ومعها آفة الشجب والإنكار!! فإذا رأينا من اليهود غدراً رفعنا عقيرتنا، وخرجنا في مظاهرات، وما هي إلا أيام قلائل حتى نعود إلى سيرتنا الأولى؛ بل وفينا سماعون لهم، ومتشبهون بهم!، ومتعاونون معهم، وهؤلاء يقولون: "الإسلام دين السلام". وواقعهم يشهد عليهم بأنهم قد جعلوا "الإسلام دين الاستسلام"!! مع أن الإسلام لم يهزم قط في معركة دخلها، وإنما الذى هُزم هم المسلمون!!.
ونحن نقرأ في كتاب الله {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ ءَامَنُوا الْيَهُودَ} [المائدة: 82] ونفهم أننا نؤجر بكل حرف عشر حسنات، وهذا صحيح، ولكن ينبغى أن نفهم أيضاً أن عداوة اليهود باقية إلى يوم القيامة!.
غدر اليهود ويجب علينا أن نُذكر الشعوب المسلمة أن اليهود قد دبروا مؤامرة لقتل رسولنا -صلى الله عليه وسلم- !!؟ فقد أهدوا له شاة مسمومة! ومات الصحابى الجليل بشر بن البراء -رضي الله عنه- لأنه أكل منها، وما كاد الرسول -صلى الله عليه وسلم- يأكل منها حتى قال: «إن هذه الشاة تخبرنى أنها مسمومة!». ومرة أخرى تآمر اليهود على رسولنا -صلى الله عليه وسلم- فسحروه، كما هو معلوم من قصة لبيد بن الأعصم اليهودى الساحر.
وقد حدثنا القرآن عن محاولات اليهود لقتل الأنبياء فى مواضع كثيرة! بحيث أنك لو جمعت الآيات التى تحدثت عن هذه القضية، لاستبان لك: أن قتل الأنبياء، والغدر بهم، كان هدفاً يهودياً خالصاً، يسعى اليهود إلى تحقيقه بكل وسيلة. واقرأ ذلك -إن شئت- في سورة البقرة -آيات 61، 85، 87، 91 وفي آل عمران آيات 21، 112، 181، 183، وفي سورة النساء آيات 155، 157، وفي المائدة آية 70.
وفى مقابل هذا الغدر وتلك الخيانة يصف القرآن اليهود بأنهم -فى ميدان القتال- أجبن الناس، وأضعف الناس، قلوب خاوية، وهمم هاوية!! {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ} [الحشر: 14] وهذا فى أحسن الأحوال، وإلا {فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ} [البقرة: 246] ثم تمتلئ قلوبهم رعباً وخوفاً، وجزعاً، وفزعاً؛ فيقولون: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24] وإذا كان اليهود يتميزون بهذا القدر العظيم من الجبن والفزع، والخوف والهلع، فهل يُهزم أمامهم إلا من هو دونهم ؟!!.
ومما ينبغى على كل مسلم أن يتنبه له: أن اليهود هم أصل كل فساد وقع فى الأرض، وهم الذين أوقدوا نيران جميع الحروب التي وقعت في العالم، فإنهم كما وصفهم الله {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة: 64]. فقد كان اليهود وراء فساد الإلحاد، وفساد الأخلاق، وفساد التنصير والتكفير، وفساد الأفكار، وفساد القوميات والعصبيات، وفساد الاقتصاد، وفساد الأسر والبيوت، وفساد الصحافة والإعلام؛ ولذلك أطلق القرآن وصفه لهم بالسعى فى الأرض فساداً، ولم يخص من الفساد نوعاً معيناً، ونبّه بإطلاقه على أنهم وراء كل فساد.
وفي كتابه القيم بعنوان (قبل أن يُهدم الأقصى) أقام المؤلف الدليل على أن اليهود هم المصدر الأصلى لفساد العالم وخرابه!! فقال: "وهذا الفساد والإفساد قد ترك بصماته السوداء على صفحات التاريخ توقيعاً عن اليهود، وشاهداً على حضورهم في كل مجال يمكن الإفساد فيه".
فاليهودي (أبو عفك)، واليهودي (كعب بن الأشراف)، واليهودي (ابن أبي الحقيق) كانوا من أوائل من ألبوا الأحقاد، وقلبوا الأمور في الدولة الإسلامية الناشئة في المدينة، فجمعوا بين اليهود من بنى قريظة وغيرهم، وبين قريش من مكة، وبين القبائل الأخرى في الجزيرة على محاربة المسلمين، واليهودي (عبد الله بن سبأ) هو الذى أثار العوام، وجمع الشراذم وأطلق الشائعات في فتنة مقتل عثمان بن عفان -رضى الله عنه-، وما تلا ذلك من النكبات.
واليهودي (مدحت باشا) كان وراء إثارة النعارات القومية، واستخدام المخططات الماسونية في دولة الخلافة العثمانية، مما أدى فى النهاية إلى سقوط تلك الخلافة على يد اليهودي الأصل (مصطفى كمال أتاتورك)، واليهودي (كارل ماركس) هو الذي كان وراء الموجه الإلحادية، التي أصبحت فيما بعد قوة ودولة، بل معسكراً دولياً، بنى نفسه على أنقاض بلاد المسلمين وشعوبهم.
واليهودي (فرويد) كان وراء النزعة الحيوانية التي أصبحت فيما بعد منهجاً تتلوث به عقول الناشئة، فيما يصنف تعسفاً على أنه علم وتقدم. واليهودي (دوركايم) كان وراء أفكار هدم الأسرة، وتفكيك الروابط المقدسة فى المجتمعات.
واليهودي (جان بول سارتر) كان وراء نزعة أدب الإنحلال فى علاقات الأفراد والجماعات.
واليهودي (جولد تسيهر) كان وراء حركة الاستشراق التى استشرى فسادها وعم ظلمها وإظلامها.
واليهودي (صمويل زويمر) هو الذى خطط لحركات التبشير، أو بالأحرى: التكفير في بلاد المسلمين.
لا لمجرد إدخال المسلمين في النصرانية، بل لإخراجهم من الإسلام، وضرب الإسلام بالنصرانية، والنصرانية بالإسلام، واليهودي (ثيودر هرتزل) هو الذي وضع البذرة الأولى فى محنة العصر المسماة بأزمة الشرق الأوسط، عندما خطط ورسم معالم (الدولة اليهودية) في كتابه المسمى بهذا الاسم، تلك الدولة التي ولدت بعد مماته سِفاحاً، فكانت بؤرة للإفساد في الأرض.
وأخيراً..
فإذا أردنا أن نصدق أن اليهود قد تخلوا من صفة الغدر والخيانة، أو صفة الفساد والإلحاد، فإنه ينبغى علينا التصديق أن بإمكان الجمل أن يلج فى سم الخياط!! وكلاهما مستحيل، وليس إليه سبيل! والله يقول الحق، وهو يهدى السبيل. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه.  


شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن