وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
الله تعالى قادر على إرسال الرسل إلى جميع المجتمعات وفي سائر الأوقات , ولكنه شاء سبحانه أن يجعل رسالة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم رسالة عامة للناس عربهم وعجمهم وفرض عليهم الدعوة إليه فقام الدعاة و العلماء مقام التبليغ عن رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم .و لن يضره ولن يضر أتباعه كفر الكافرين أو عناد المعاندين أو استكبار المستكبرين , طالما تسلحوا بكلمات الله وثبتوا على الإيمان بها وتطبيقها والدعوة إليها .
{وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا * فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا } [الفرقان 51 - 52]
قال السعدي في تفسيره :
يخبر تعالى عن نفوذ مشيئته وأنه لو شاء لبعث في كل قرية نذيرا، أي: رسولا ينذرهم ويحذرهم فمشيئته غير قاصرة عن ذلك، ولكن اقتضت حكمته ورحمته بك وبالعباد -يا محمد- أن أرسلك إلى جميعهم أحمرهم وأسودهم عربيهم وعجميهم إنسهم وجنهم.
{فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ } في ترك شيء مما أرسلت به بل ابذل جهدك في تبليغ ما أرسلت به.
{ وَجَاهِدْهُمْ } بالقرآن {جِهَادًا كَبِيرًا } أي: لا تبق من مجهودك في نصر الحق وقمع الباطل إلا بذلته ولو رأيت منهم من التكذيب والجراءة ما رأيت فابذل جهدك واستفرغ وسعك، ولا تيأس من هدايتهم ولا تترك إبلاغهم لأهوائهم.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن