عنوان الفتوى : مشروعية التعدد لا تتوقف على رضا الزوجة أو مرضها
زوجي يريد أن يتزوج للمرة الثالثة؛ فأنا الزوجة الثانية، يريد الزواج من ثالثة، بمبرر أني مريضة. بالفعل أنا مريضة بالتهاب عنق الرحم، ولكن لا يريد أن يعالجني، وكان يتهاون في ذلك. إذ كلما قلت له يجب أن أذهب إلى الطبيبة يرفض، إلى أن منعته من المعاشرة الزوجية لمدة ثلاثة أشهر. فبدلا من أن يعالجني، قرر أن يتزوج بالثالثة، مع العلم أن الزوجة الأولى كانت مريضة بنفس مرضي، وكان ذلك سبب زواجه بي. والآن يريد الثالثة، والزوجة الأولى موافقة، وأنا لا أوافق، ولا أعرف إن كان رأيي ضروريا أم لا؟ خصوصا بعد موافقة زوجته. علما أننا من المغرب، ولدي طفل يبلغ من العمر 12 سنة. وأنا في حالة من الحزن بسبب سوء معاملته لي، وقراره بالزواج. أشكركم جزيل الشكر، وأعتذر عن طول رسالتي، وأرجو أن تجيبوني. وشكرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن حقّ زوجك أن يتزوج الثالثة، سواء كان زواجه للسبب المذكور أو بدونه، ولا يشترط رضاك، أو رضا زوجته الأولى، لكن الزوجة إذا كانت اشترطت على زوجها في العقد ألا يتزوج عليها، فمن حقّها فسخ النكاح إذا تزوج عليها، وراجعي الفتوى: 32542.
واعلمي أن امتناعك من طاعة زوجك في المعاشرة إذا لم يكن لعذر كحيض، أو صوم واجب، أو ضرر يلحقك من الجماع، فهو حرام، وقد ورد وعيد شديد للزوجة التي تمتنع من إجابة زوجها لغير عذر، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت أن تجيء؛ لعنتها الملائكة حتى تصبح. متفق عليه.
وقال الشيخ مرعي الكرمي الحنبلي -رحمه الله- في دليل الطالب: وللزوج أن يستمتع بزوجته كل وقت، على أي صفة كانت، ما لم يضرها، أو يشغلها عن الفرائض. اهـ.
وقد اختلف أهل العلم في وجوب إنفاق الزوج على علاج زوجته من المرض، والراجح عندنا الوجوب بالمعروف، وراجعي الفتوى: 56114.
فالذي ننصحك به أن تعاشري زوجك بالمعروف، ولا تمتنعي من الفراش بغير عذر، وننصح زوجك بالسعي في معالجة مرضك، ومعاشرتك بالمعروف، والحرص على العدل بين زوجاته.
والله أعلم.