عنوان الفتوى : خطوات تنشئة الأولاد على الإسلام
ما هي كيفية النجاح في تكوين أبناء مسلمين في حالة الزواج من مسيحية؟ شكراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا جواز نكاح الكتابيات العفيفات، وذكرنا أن الزواج بهن لا يسلم غالباً من جملة من المحاذير والمفاسد ولذا كرهه بعض أهل العلم درءاً لتلك المفاسد وتجنبا لتلك المحاذير، كما في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 36381، 58237، 69078.
ومن المفاسد التي تخشى عند الزواج منهن فساد الأولاد وعدم تربيتهم تربية إيمانية صحيحة، وذلك لمكانة أمهم وما قد تبذله من الجهد في تربيتهم على عقيدتها وسلوكها، فإذا كان للرجل قوامة وكلمة في بيته واستطاع أن يؤثر على الأم كي تسلم فبها ونعمت، وإلا فلا بد من الحذر كل الحذر من تنشئتها لأبنائها كما تريد، بل يسهر الأب على تربيتهم وتعليمهم العلم النافع والعمل الصالح، ولذلك خطوات ينبغي اتباعها:
أولها: مراقبة الأبناء وقضاء جل الوقت معهم ليروا سلوك الأب فيقتدوا به، وليكن سلوكه سلوكاً إسلامياً، ويحاول ربطهم بتعاليم الإسلام، فإذا أمر أحدهم بالأكل بيمينه -مثلا- فإنه يذكر له توجيه النبي صلى الله عليه وسلم لربيبه عمر بن سلمة: يا غلام! سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك. وهكذا في جميع الآداب سواء أكانت في الطعام أو اللباس أو اليقظة أو النوم أو الولوج أو الخروج أو في التعامل مع الناس سيما الوالدين والأقارب.... إلخ.
الخطوة الثانية: إذا بلغوا سن الدراسة أن يبدأهم بتعليم كتاب الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ليسبق إلى قلوبهم من فهم دين الله وشرائعه ما ترجى لهم بركته وتحمد لهم عاقبته، كما قال ابن أبي زيد في خطبة رسالته.
والخطوة الثالثة: أن تختار لهم من المدارس العصرية ما تعلمهم أحكام دينهم ولغة كتابهم العظيم مع ما تمدهم به من المعارف التي تفيدهم في أمور دنياهم.
والخطوة الرابعة: أن يسهر هو بنفسه عليهم فيراقب جميع خطواتهم ويغمرهم بفيض حنانه ليحبوه ويألفوه، ولا يكل أمرهم إلى غيره، ويختار لهم من الأصدقاء والخلان أصحاب السيما الحسنة والأخلاق الكريمة، فالصاحب ساحب، والقرين بالمقارن يقتدي، إلى غير ذلك مما يفيد في تقويم السلوك ويساعد على التربية الحسنة.
والله أعلم.