عنوان الفتوى : مراعاة مشاعر الأبناء النفسية من حسن التربية
أنا فتاة في السادس والعشرين من العمر، جاءني خاطب مطلق، ولم أقبل به، ولكن أمي تجبرني عليه؛ لأنها تراني أقل جمالا من أخواتي، وهذا الكلام يجرحني. علما بأنها تقول هذا الكلام لأبي ولأخواتي عني، وأنا عندما أسمعه أدخل في حالة نفسية سيئة، وأشعر بأني مختلفة، وقد أخبرتها بأني أتألم عندما تقول هذا عني، وطلبت منها أن لا تقوله، ولكنها واجهتني بالغضب والزعل والدعاء علي بأن لا أتزوج في حياتي. سؤالي: هل أعتبر عاقة لها؛ لأني طلبت منها أن لا تقول عني بأني غير جميلة؛ لما يتركه من أثر نفسيٍّ عليَّ؟ وشكرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت أمك تصفك بهذا الوصف الذي يؤذيك، وتقول عنك أنك لست جميلة لغير سبب يقتضي ذلك، فقد أساءت إليك، ومن حقك أن تطلبي منها أن تكف عن ذلك، وليس في مجرد هذا الطلب شيء من العقوق.
وكما أنها أساءت من تلك الجهة، فقد أساءت أيضا من جهة غضبها منك، ودعائها عليك لمجرد كونك طلبت منها ذلك. ودعاء الوالدين على الأولاد مما جاء النهي عنه في السنة النبوية، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 70831. ونرجو أن لا يستجاب لها فيه، وانظري الفتوى رقم: 300277.
ونوصي بأن يسلط عليها من يبذل لها النصح ممن يرجى أن تقبل قوله؛ ليبين لها خطأ هذه التصرفات. ونوصيك بالصبر عليها، والدعاء لها بأن ترزق الرشد والصواب.
وبخصوص هذا الرجل إن كان صاحب دين وخلق، ورجوت أن تدوم العشرة معه، فاقبلي به زوجا، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وابن ماجه.
وتأخير الزواج، ورد الأكفاء من الخطاب، قد تترتب عليه بعض العواقب السيئة.
والله أعلم.