عنوان الفتوى : وسائل معينة على العفة
أنا شاب ملتزم والحمد لله .. أبحث عن عمل منذ سنة ونصف ولكن بلا جدوى .. قررت أن أكمل الدراسات العليا الماجستير والدكتوراه لأنها تؤهلني للوظيفة أكثر .. ولكن تخصصي يا شيوخنا الأفاضل متوفر إما في الولايات المتحدة أو أورويا أو كندا .. أو بالأحرى المنح المتوفرة عندنا في فلسطين فقط إلى هذه البلاد .. ولكن يا شيوخنا الأفاضل أنا أعزب .. شهوتي لدى النساء عالية إلى حد ما ولكن الحمد لله محصن نفسي بفضل الله عزوجل .. ولكن اذا سافرت الى الغرب أخشى على نفسي من الوقوع في الزنا .. وفي نفس الوقت إن لم أذهب فقد ضيعت على نفسي فرصة العمر بالنسبة لي .. فهل أذهب أم لا؟ أنا بعثت لكم لأن لي صديقا مثلي ولكن ذهب إلى مصر ليكمل دراساته العليا لكنه خلال شهرين بدأ يخاف على نفسه من الوقوع في الزنا .. قبل فترة كان على حافة الزنا لولا أن الله ستر ولم يفعله الحمد لله .. فهو ملتزم .. وهذا ما خوفني .. إذا في مصر كان على حافة الزنا فكيف الغرب؟ ومقاومتي للبنات أخف من مقاومته .. فهل أذهب أم لا؟ أم ماذا أفعل .. للعلم بأني لست مقتدرا على الزواج .. حتى أهلي لا يملكون القدرة على أن يزوجوني من أجل أن أعف نفسي وأذهب إلى الغرب .. أرشدوني بارك الله فيكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا ننصحك بالاستعانة بالله تعالى أن يرزقك رزقا حلالا مباركا وبالتضرع إليه وسؤاله بإلحاح أن يحصن فرجك ويحفظك من الوقوع في المعاصي.
وقد شرع الله بعض الأسباب المساعدة على ذلك:
فمنها الزواج لمن استطاعه فإن لم يتيسر فعليه بالإكثار من الصوم لما في حديث الصحيحين: من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
ومن الأدعية المأثورة المهمة الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قال له يا رسول الله علمني دعاء أنتفع به قال: قل اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي وبصري وقلبي ومنيي يعني فرجه. رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه الألباني.
ومنها الدعاء الوارد في صحيح مسلم: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
ومن الوسائل المعينة على العفة الصحبة الصالحة وكثرة النظر في وعد الله ووعيده وفي الترغيب والترهيب وشحن الوقت بما ينفع من دراسة أو كسب أو رياضة وعدم الإكثار من الأطعمة التي تثير الغريزة كاللحوم والبيض وما أشبه ذلك، وقد ذكر بعض العارفين بطب الأعشاب أن ابتلاع وزن درهم من الحناء يخفف حدة الشهوة.
وأما عن إكمال الدراسة والبحث عن وظيفة أكبر فلا حرج فيه إلا أنه يتعين عليك أولا البحث عن بلد تأمن فيه على دينك وأخلاقك وعرضك.
وإن لم يتيسر لك إلا الجامعات الأمريكية أو الكندية أو الأوربية فابحث عن فروعها الموجودة بالعالم الإسلامي أو ابحث عن طريقة للحصول على وظيفة مرتبها عال ولو في بلد من العالم الإسلامي غير وطنك.
فلعلك تحصل مرتبا يساعدك على مصاريف إكمال الدراسة في الجامعات التجارية.
وإن لم يتيسر لك إلا بلاد الغرب فاعمل الاحتياطات اللازمة لحفظ دينك واستخر الله تعالى واستشر بعض من سافروا هناك.
واعلم أن أهم ما يتعين الحفاظ عليه هو الدين فهو رأس مال المسلم، الإنسان قد يموت وهو شاب وقد يموت في شهره الأول من الدراسة.
فإذا مات فقيرا وهو ذو دين فيرجى له من الله أن يعطيه كل خير، وإذا مات هو منغمس في المعاصي فيخاف عليه من العذاب الأليم.
فعليك أن تبحث عن عناوين أهل الخير وتحرص على البقاء معهم أكثر ما يمكن من الوقت، وتعاون معهم على ما هم فيه من الخير، وتعلم منهم ما تحتاج له وعلمهم مما عندك واحرص على المواظبة على الصلاة والذكر المأثور ومطالعة كتب الترغيب والترهيب.فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. والذكر يطرد الشيطان.
والعلم بالوعيد يقمع النفوس عن الأهواء والشهوات.
وإذا تيسر لك هناك سبيل للزواج ولو من امرأة تكبرك سنا فاحرص عليه لأن الزواج أحصن للفرج وأغض للبصر.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 72497، 32928، 5871،16688، 20969، 34751، 46936، 58722، 14334، 27977.
والله أعلم.