عنوان الفتوى : من عاهدت ربها أن تعمل موائد للرحمن في رمضان ثم أعسرت
عاهدت ربي أن أعمل موائد للرحمن في رمضان على أن أقوم بتوزيعها بنفسي على منازل المحتاجين وذلك منذ 6 سنوات واليوم أمر بضائقة مالية شديدة، هل يجوز التوقف لحين اجتياز الأزمة وحينها أعاود؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي نرى رجحانه في معاهدة المرء ربه على فعل أمر معين أن ذلك تارة يكون يميناً ونذراً، وتارة يميناً فقط، أي أنه إن التزم بها قربة وطاعة فهي نذر ويمين، وإن التزم بها ما ليس بقربة فهي يمين لا نذر، ولك أن تراجعي في هذا الفتوى رقم: 29746.
وبينا ثمت أن ثمرة هذا التفصيل أن ما كان نذراً وأمكنه فعله لزمه ذلك ولم تجزه كفارة يمين، وما كان يميناً فهو مخير بين أن يمضي -إن كان في غير معصية- أو يكفر كفارة يمين.
وبناء على ما ذكر، فإنك إن قصدت من معاهدتك هذه أنك ستستمرين في عمل موائد للرحمن في رمضان مدى حياتك، فإنك إن عجزت عن ذلك تلزمك كفارتا يمين، إحداهما عن يمينك التي حنثت فيها، والأخرى عن النذر الذي التزمتيه، ولك أن تراجعي في حكم من نذر نذراً لم يطقه الفتوى رقم: 2522.
وأما إن كنت قد عاهدت ربك على عمل موائد للرحمن في رمضان ولم تنوي الاستمرار في ذلك مدى حياتك، فإنك تكونين قد وفيت بنذرك وبررت في يمينك منذ سنتك الأولى، فليس عليك شيء إذا توقفت عن هذه الموائد.
والله أعلم.