عاصفة الحزم.. الجنوب اليمني يشتعل
مدة
قراءة المادة :
11 دقائق
.
أعلن المتحدث الرسمي باسم (عاصفة الحزم) أن التحالف العشري الذي تقوده السعودية بسط سيطرته التامة على الأجواء اليمنية، ودمر بشكل شبه كلي مراكز القوات الجوية ومراكز الاتصال والقيادة لمسلحي جماعة الحوثي.وقال العميد أحمد العسيري في الإيجاز الصحفي اليومي، أن ضربات اليوم التي كانت (مركزة ودقيقة) شملت تدمير الصواريخ البالستية ووسائل الدفاعات الجوية ومخازن الذخيرة ومراكز العمليات، مؤكدًا أن التحالف يسيطر كليًا على الأجواء اليمنية وأنه "لم يعد تقريبا لدى الحوثيين أي طائرات ولا أي سيطرة على مراكز الاتصالات".
وأشار العسيري إلى أن الحوثيين وصالح يستهدفون مساكن المواطنين بقذائف الهاون، وأنهم لن يكونوا بعد هذه العملية قادرين على بث الرعب، وأن التنسيق جار مع الجيش اليمني وأن العملية تهدف أساسًا لدعم الشرعية والجيش اليمني.
وعن العمليات البرية قال المتحدث أن مدفعية الميدان وطيران القوات البرية المتمثل في مروحيات (الأباتشي)، استهدفت أرتالا وتحركات آليات ودبابات تابعة لمسلحي الحوثي في المناطق المحاذية للحدود السعودية في قطاعي نجران وجيزان.
وأضاف العسيري أن العمل جارٍ على استهداف أي تجمعات، وأنه لن يسمح لمسلحي الحوثي بتجميع أي قوات على الحدود السعودية، مؤكدًا أن حركة الأفراد عبر الحدود اليمنية السعودية مستمرة ولم تنقطع.
وبخصوص العمليات البحرية، قال أن خطة (الإعصار) التي شاركت فيها سفن وطائرات مروحية و(كوماندوز) نجحت في إجلاء رعايا ودبلوماسيين وإعلاميين من 12 دولة بلغ عددهم 86 شخصًا، وصلوا إلى مدينة جدة صباح اليوم.
وقصفت طائرات التحالف العشري المشاركة في (عاصفة الحزم)، التي تقودها الشقيقة السعودية، مواقع لمسلحي جماعة الحوثي والرئيس السابق صالح في العاصمة اليمنية صنعاء ومحيطها وكذلك في محافظة صعدة (شمال) وذلك في اليوم الثالث من العملية التي تحظى بدعم دولي وتأييد عربي، تم التعبير عنه اليوم مجددًا في القمة العربية التي انطلقت في شرم الشيخ بمصر.
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي تقود بلاده عملية عسكرية على رأس تحالف عربي ضد الحوثيين في اليمن، بأن تستمر هذه العملية "حتى عودة الأمن والاستقرار" إلى اليمن.
قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في كلمته بالجلسة الافتتاحية للقمة العربية السادسة والعشرين التي تنعقد بشرم الشيخ المصرية أن (عاصفة الحزم) كانت استجابة عمليّة لطلبه الرد على (العدوان الحوثي المدمر)، داعيًا لاستمرارها حتى تعلن ما أسماها (العصابة) استسلامها وتحقيق أهدافها.
وأفاد شهود عيان أن انفجارات دوت الليلة الثالثة على التوالي في العاصمة صنعاء، ووصفت عدة مصادر تلك الغارات بأنها الأعنف منذ بدء العملية العسكرية الجوية الرامية لدعم الشرعية المتمثلة في الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وردع مسلحي جماعة الحوثي الذين يسعون للسيطرة على مدينة عدن جنوبي البلاد.
وأفاد شهود عيان من سكان العاصمة صنعاء، أن الغارات الجوية استهدفت اليوم بطاريات صواريخ في مطار صنعاء ومواقع عسكرية شرق صنعاء وغربها وجنوبها، وتحدثت تقارير عن وقوع خسائر كبيرة في عتاد المتمردين الحوثيين جراء الضربات السابقة.
وقالت مصادر محلية، أن طائرات التحالف أغارت فجر اليوم مجددًا على قاعدة الديلمي الجوية قرب مطار صنعاء الدول، والتي تضم مخازن سلاح كان الحوثيون استولوا عليها إثر اجتياحهم العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول الماضي، ومحاولتهم مساء يوم أمس إعادة تأهيل مدرج القاعدة.
كما شملت الغارات التي نُفذت بين مساء أمس وفجر اليوم السبت مقر كلية الطيران والدفاع الجوي وألوية الصواريخ في (فج عطان) ومقر قيادة القوات الخاصة بصنعاء، ومخازن السلاح للقوات الخاصة بمنطقة (عصر) غربي صنعاء، ومخازن أخرى في جبل "نُقم" شرق المدينة، بالإضافة إلى مواقع في محافظة مأرب شرقي العاصمة صنعاء، واجه خلالها الحوثيون وحلفاؤهم مجددًا الطائرات المغيرة بالمدافع المضادة للطيران.
في الأثناء، ذكرت مصادر أمنية يمنية لوكالة أسوشيتد برس أن: "80 ثمانين من مسلحي الحوثي والجنود الموالين لهم قتلوا في اليومين الأولين من بدء العملية"، فيما تحدثت الداخلية اليمنية الخاضعة للمتمردين الحوثيين مقتل 45 مدنيًا جراء عمليات القصف.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن اللواء صالح الصبيحي الموالي للرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي قوله: "أن غارات التحالف دمرت 40% من أنظمة الدفاع الجوي للحوثيين وقوات الرئيس السابق صالح".
وفي عدن، قالت مصادر مطلعة أن العشرات سقطوا بين قتلى وجرحى، اليوم السبت، جراء انفجارات هزت أكبر مستودع للأسلحة في المدينة، حيث تصاعدت ألسنة اللهب والدخان في سماء المدينة الواقعة جنوب اليمن.
وأكدت المصادر أن الانفجارات كانت قوية وتردد صداها في كامل أرجاء مدينة عدن، بينما أفاد مراسل رويترز أن الانفجارات وقعت في مجمع جبل حديد القريب من ممتلكات سكنية وتجارية، ونقل عن مصادر محلية يمنية تأكيدها مقتل وإصابة عشرات الأشخاص.
ودارت اشتباكات عنيفة بين قوات موالية للرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي ومقاتلي جماعة الحوثي وصالح، في منطقة دار سعد ومطار عدن، بينما شهدت بعض المناطق (حرب شوارع) بين الطرفين، وهو ما جعل حركة المرور غير طبيعية وضعيفة جدا هذا الصباح.
وقال الصحفي باسم الشعيبي من عدن أن مقاتلي الحوثي تكبدوا خسائر وصفها بالثقيلة خلال اشتباكات مساء أمس والليلة الماضية، حيث سقط عدد كبير من القتلى والجرحى، في حين لا تزال جثث القتلى تنتشر في شوارع الأحياء السكنية وفي الطرقات، حد قوله.
وأشار الشعيبي في تصريحات لـ(البيان) إلى أن اللجان الشعبية الموالية لهادي تقوم بتمشيط الأحياء السكنية بعدن، مشيرًا إلى أن هناك مطالب وصفها بـ(الجماهيرية الكبيرة) لقوات التحالف العربي التي تقود عاصفة الحزم بقصف القوات القادمة لعدن عن طريق لحج.
من جانب آخر، أكدت مصادر عسكرية يمنية بأن مسلحي الحوثيين سيطروا، فجر اليوم السبت، على القطاع الساحلي التابع لمنطقة المخا القريبة من باب المندب والتابعة إداريًا لمحافظة تعز.
وكانت قوات موالية للحوثيين قد دخلت أول أمس منطقة المخا بعدة عربات أمنية، وسيطرت على الميناء ومحطة توليد الكهرباء بالمنطقة، دون مقاومة من قبل القوات التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة المعروفة بولائها للرئيس هادي، والتي كانت تتولى حراسة هذه المنشآت.
من جانبه قال مدير مكتب الصحة في مدينة عدن جنوب اليمن اليوم السبت، أن عدد القتلى في المدينة خلال الثلاثة الأيام الماضية، بلغوا نحو 61 قتيلًا من جميع الأطراف، مضيفًا في تصريحات صحفية لوسائل الإعلام أن عدد الجرحى وصل إلى خمسمائة جريح على الأقل، مؤكدًا أن مستشفيات المدينة استنفرت طاقاتها لاستقبال ضحايا المعارك.
وشهدت المدينة مواجهات مفتوحة في اليومين الماضيين وانتشارًا للجثث على نطاق أوسع، إثر حرب شوارع جرت بين اللجان الشعبية وقوات الجيش الموالية للرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي من جهة، وبين قوات الأمن الخاصة وقوات من الجيش تابعة للحوثيين والرئيس السابق صالح من جهة أخرى.
أفاد مراسل الجزيرة بأن الطائرات المشاركة في (عاصفة الحزم) استهدفت محطة للكهرباء والغاز في صعدة شمالي البلاد، كما قصفت طائرات التحالف العشري الذي تقوده السعودية مواقع عسكرية في (قِحْزَة) وجبل العين ووادي الحِبال في صعدة معقل الحوثيين.
وتخوض اللجان الشعبية وقوات من الجيش موالية للرئيس الشرعي عبدربه منصور معارك طاحنة مع مسلحي جماعة الحوثيين وقوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في مدينة الحوطة بمحافظة لحج (جنوب البلاد)، اليوم السبت.
وبحسب شهود عيان، تحدثوا لـ(المصدر أونلاين) فإن المدينة تشهد حرب شوارع ومعارك طاحنة بين الطرفين، مع تردي الأوضاع في المدينة، وانتشار الجثث في الشوارع، مع تزايد الاشتباكات، في ظل انقطاع التيار الكهربائي والمياه لليوم الثاني على التوالي، مع استمرار إغلاق محلات التموين والمتاجر.
وقال مصدر لـ(البيان) إن مسلحي اللجان الشعبية نصبوا اليوم كمينًا لمسلحي جماعة الحوثيين وقوات تابعة للرئيس السابق صالح في محيط المدينة، خلف قتلى وجرحى.
وتعرض رتل عسكري تابع للمتمردين الحوثيين وقوات تابعة للرئيس السابق صالح مساء اليوم لكمين مسلح بمدينة القاعدة بمحافظة إب وسط اليمن، وقالت مصادر محلية "إن رتل يتكون من آليات ومعدات عسكرية، تعرضت للتدمير والحرق بعد تعرضها لكمين مسلح نصبه مجهولون، عند الساعة التاسعة والنصف من مساء يوم السبت".
وذكرت المصادر أن الرتل كان متوجه من محافظة إب وسط اليمن باتجاه المحافظات الجنوبية، تعرض لكمين سقط فيه قتلى وجرحى.
في السياق، قال مصدر محلي أن طيران التحالف العربي قصف قبل نصف ساعة قوات من اللواء 115 في منطقة شقرا بأبين، في وقت تستمر فيه المعارك بين مسلحي اللجان الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي والحوثيين.
وأفاد لـ(البيان) أن الطيران نفذ ثلاث غارت على القوات التي تعزز قوات من لواء المجد القادمة من محافظة البيضاء.
على صعيد آخر، ردت اليوم السودان على تقارير إعلامية تحدثت عن تمكن مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين)، من إسقاط طائرة سودانية في اليمن، وقال المتحدث باسم الجيش السوداني، الكولونيل الصوارمي خالد سعد، معلقًا على ذلك بقوله لوكالة الأناضول: "ننفي صحة ذلك، وهذه معلومات غير صحيحة وادعاء باطل من جانب المتمردين الحوثيين".
وأصدر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بيانًا، ألمح فيه إلى تحفظ بان كي مون على العمليات العسكرية في اليمن، التي قال أن المملكة العربية السعودية أعلنت بدئها نزولًا عند طلب الحكومة اليمنية.
وقال المتحدث أن الأمين العام للأمم المتحدة يذكر ببيان مجلس الأمن الصادر نهاية مارس الماضي الذي ناشد فيه كافة الأطراف بعدم اتخاذ أي إجراءات تقوض وحدة اليمن واستقلاله وإحجام كافة الدول الأعضاء عن التدخل الخارجي، في إسقاط منه للبيان على عملية (القصف الحازم).
ونشرت قناة (العربية) اليوم معلومات قالت إنها تفيد أن نجل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، كان في الرياض قبيل ساعات من بدء عملية عاصفة الحزم، بعد أن طلب اللقاء مع المسؤولين السعوديين، والتقاه وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، وفي هذا اللقاء عرض أحمد علي عبدالله صالح مطالبه ووالده، مقدمًا عدة تنازلات مقابلها، غير أن وزير الدفاع السعودي تمسك بالمبادرة الخليجية ورفض عرض نجل صالح.
مشددًا على أن السعودية لا تقبل سوى الالتزام بالمبادرة الخليجية التي تم الاتفاق عليها من كل الأطياف اليمنية، وضرورة عودة الشرعية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي لقيادة اليمن من العاصمة صنعاء، محذرًا في الوقت عينه من أي تحركات تستهدف المساس أو الاقتراب من العاصمة المؤقتة عدن، معتبرًا ذلك خطًا أحمر.
إلى ذلك، وجه الرئيس السابق علي عبدالله صالح خطابًا استعطف من خلاله القادة العرب الذين اجتمعوا اليوم في شرم الشيخ، وناشد الشقيقة السعودية ودول الخليج والدول الحليفة، وقف الضربات الجوية التي تستهدف مواقع مختلفة في محافظات الجمهورية اليمنية.
وبدا صالح قلقًا وخائفًا، ولوحظ أن يده كانت ترتعش أثناء إلقاء الخطاب، ووعد بعدم ترشحه او أحد أفراد أسرته للرئاسة في اليمن، في حال وافقت الأطراف السياسية على الرجوع للحوار، وتنظيم انتخابات رئاسية.
سلمان راشد العماري