عنوان الفتوى : أبناء المسلمين و عيد الهالوين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نحن نعيش في كندا من خمسة أشهر مضت، ولديّ ثلاث بنات، أكبرهن لم تبلغ السابعة من العمر بعد، للأسف لا يوجد الكثير من العرب في منطقتنا، وليس لديّ أي جارة عربية في العمارة التي أسكنها، وكان هذا أحد الأسباب التي دعتني للتعرف على إحدى الجارات الكنديات هنا، وقد كانت دائما سيدة لطيفة ترحب بنا إذا رأتنا فى الخارج للنزهة، وتعودت قضاء بعض الوقت معها نتحدث في عدة مواضيع، بينما يلعب الأطفال.
أخبرتني في إحدى المرات أنها ستخرج مع ابنتها في يوم الهالوين لجمع الحلوى؛ لأن العديد من الناس يقومون بتوزيع الحلوى على الأطفال في هذا اليوم، وقد سمعت مرة أن عيد الهالوين هو من المناسبات الدينية عند اليهود، فسألتها عن حقيقة هذا العيد وأصل منشأه، ولكنها أجابتني بأنها لا تعرف كيف نشأ، وما هو أصل الاحتفال به، وهم يعدونه يوم ترفيهي للأطفال يجمعون الكثير من الحلوى ويمرحون فيه.
وفي الحقيقة لم أعر الموضوع أهمية، وقررت تجاهل الموضوع، ولكن الاستعدادات لهذا العيد كانت في كل مكان وأولها المدرسة، وبمختلف الأشكال؛ لهذا قررت أخذ البنات والذهاب مع الجيران حتى يخرجوا من جو الوحدة التي يعيشونها، خاصة بعد أن ذهب جميع الأطفال بملابس الهالوين إلى المدرسة، ولم تلبس ابنتاي مثلهم، وقد رجعتا إلى البيت تسألان لماذا لم ألبسهما كبقية الأطفال.
المهم أننا ذهبنا وقضينا ساعتين نمر على المنازل والبنات فرحين بجمع الحلوى اليوم، وقد قرأت مقالة مكتوبة في موقع الشبكة الإسلامية تتحدث عن عبدة الشيطان، وصدمني أن اعرف أن عيد الهالوين أحد أعيادهم.
في الحقيقة لا أعرف عن أي شيء أسال، ولكن ماذا عليّ أن أفعل لمواجهة مثل هذه المواقف، وكيف أتصرف مع بناتي، وما هو حكم خروجنا لجمع الحلوى في مثل هذه الأعياد؟
علما بأنني أخبرت البنات بأن هذه أعياد المسيحيين، وليست أعيادنا، وإننا لا نحتفل بها، فنحن كمسلمين لنا أعيادنا الخاصة، ولن نوزع الحلوى إلا فى أعيادنا؛ لأنهما رأوا بعض أولياء الأمور الذين جاءوا إلى المدرسة يوزعون الحلوى على التلاميذ، كما أن معظم سكان منطقتنا من الهنود الآسيويين الذين يعيشون في كندا وهم من ديانات مختلفة، بالإضافة للكنديين، ويعتبرون هذا العيد يوما للأطفال، أرجوكم أفيدوني.
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله، عيد (الهالولين) هو عيد القديسين، وهو من أعياد المسيحيين، وينبغي على المسلم الذي يعيش في بلاد الغرب أن يربي أبناءه على الوعي بحقيقة هذه الأعياد، وأن المسلم لا ينبغي أن يقلدهم في أعيادهم.
وقد بين علماؤنا حرمة مشاركة الآخرين من غير المسلمين في أعيادهم المتصلة بالعقيدة -وإن كنا أمرنا بإحسان المعاملة معهم- والذي ينبغي الانتباه إليه هنا هو: خطورة المشاركة على عقيدتنا؛ لأنها قد تعني إقرارا لهم على عقائد باطلة، وعلى كل فهذا الذي حصل وأنت لا تعلمين ليس عليك فيه حرج، واستغفري الله عما مضى.
أما بالنسبة للأولاد، وإن كانوا غير مكلفين (صغارا) فإننا نخشى أن يتعلقوا بمثل هذه الأعياد، وتصبح عادة عندهم إذا كبروا فلا يرون فيها بأسا ولا منكرا، فيجب التنبيه على هذه القضايا من الصغر.
وفي مثل هذه المناسبات احرصي على أن تخرجي بأولادك في نزهة تعوض لهم ما يفوتهم، أو أن تأتي لهم بالحلوى قبل ذلك بأيام، والبحث أيضا عن عائلات مسلمة والتزاور معهم.
والله أعلم.