عنوان الفتوى : طاعة الوالدين ليست على إطلاقها
أنا رجل تزوجت من امرأة تقرب والدتي وهي التي اختارتها لي ولكن وبعد فتره من الزواج بدأت المشاكل بينهما وأردت الإصلاح بينهما ولكن بدون جدوى، استمر الحال لمدة خمس سنوات وأصبح لدي طفلة وزوجتي حامل، كل يوم مشكلة وعلى أتفه الأسباب حتى أني لم أستطع الاحتمال فطلقت زوجتي ثم أرجعتها بعد فترة وعزلت عن أهلي في غرفة في المسكن لأقلل من المشاكل ولكن بدون جدوى، إن أمي من النوع الشديد الذي يريد كل شيء على مزاجه ولا يرضيه أي شيء ويا ويله من يعصي لها أمرا تحقد عليه إلى أبد الحدود ولا تسامحه، فكنت أضرب زوجتي لأني لا أستطيع الكلام مع أمي فكانت زوجتي هي الضحية ولا أقول لك إن زوجتي سهلة وبعد معركة أخيرة بين الطرفين قامت أمي بضرب زوجتي أمام الجيران فلم تتحمل زوجتي فبصقت على أمي فعندما عدت من العمل رأيت هذه المعركة وأردت الكلام مع أمي لكنها بدأت بالصراخ أمام الجيران، وفي هذا العام أخذت مسكنا وسكنت مع زوجتي وابنتي فيه بعيدين عنهم لكن أمي غضبت علي ووضعت ثلاثة شروط لترضى عني، الأول أن أطرد زوجتي إلى أهلها لمدة شهرين والثاني أن أطلقها والثالث أن أتزوج عليها، فأخذت بالأول وبعد أن أمرت بإرجاعها أرجعتها وفي اليوم الأول من إرجاعها عادت وأرادت تنفيذ الشرط الثاني أو الثالث مع العلم أني أسكن بعيد اعنهم، ولا أدري ماذا أفعل فأنا لا أستطيع الزواج مرة أخرى، فحالتي الماديه غير جيدة، وأما الطلاق فما ذنب الأطفال ليعيشوا معذبين من أجل عناد الأم وعدم تحمل الزوجة، أفتني في هذه المشكلة بارك الله فيك، ملاحظة: أمي تريد مني كل المصاريف التي أعطتني إياها لمساعدتي في الزواج والنفقات مع العلم أني أنا أدير جميع أعمالهم ودفعت الغالي والرخيص من أجلهم ورضيت أن أعيش براتب قليل جدا وأكلي وشربي أنا وعائلتي ولدي أخوان اثنان أحدهما أكبر مني متزوج ويعمل أعمالا خارجية ويستلم مثلي والآخر أصغر مني طالب وأنا مسؤول عنهم جميعا، فما الحكم الشرعي بيني وبين أمي وماذا أفعل لكي أرضيها فأنا أتعذب كل يوم وأدعو لها كل يم وكل صلاة وأبادر لها بالخير وترفضني وأرسل لها وساطة لكنها ترفضها، فما العمل وجزاك الله ألف خير
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى عليك ما أوجبه الله تعالى من البر بالوالدين والإحسان إليهما وطاعتهما ولو كانا كافرين يجاهدان أبناءهما على الشرك، فكيف بالوالدين المسلمين، إلا أن هذه الطاعة مقيدة بالمعروف، وفيما لا إجحاف فيه بالولد ولا إضرار، لقوله صلى الله عليه وسلم : لا ضرر ولا ضرار. رواه أحمد والبيهقي ، فما وضعته أمك من شروط لا يجب عليك طاعتها فيها لسببين : الأول أنها ليست من المعروف ، والثاني : أن فيها ضررا بك وبأبنائك، وقد سبق أن طاعة الوالد لا تلزم في تطليق الزوجة إذا كان لمجرد التشهي أو لعدواة وقعت بينهما وليس لأمر ديني، وانظر الفتوى رقم : 3651 ، أما المال الذي قدمته الأم كمساعدة في زواجك ، فيلزمك رده إذا كانت قدمته على أنه دين عليك ونوت الرجوع عليك فيه، أما إذا قدمته كهدية فلا يجوز لها الرجوع فيها ولا يلزمك رده.
وعلى كلٍ؛ فإننا ننصحك بالصبر أولاً، وببر أمك والإحسان إليها والتلطف بها، والدعاء أن الله يصلح ذات بينكم جميعا، كما نوصي زوجتك بمثل ذلك وبدفع السيئة بالحسنة ، فإن ذلك كفيل بإذن الله أن يؤتي ثمارا طيبة محمودة العاقبة في الدنيا والآخرة . .
والله أعلم .