عنوان الفتوى : محافظة الرجل على الصلاة في المسجد
أنا متزوجة منذ خمس سنوات ولدي بنت واحدة عمرها سنتان ونصف ومشكلتي تكمن في زوجي الذي لا يصلي في المسجد وأحاول جاهدة على نصحه بذلك، هو مواظب على الصلاة, ولكن في البيت ويتعبني في إيقاظه لصلاة الفجر، وأتمنى لو لمرة بأن يبادر هو في إيقاظي، فأرجو إعطائي النصيحة لتحبيب زوجي للصلاة في المسجد وصلاة الفجر بخاصة وأنا أحس بتأنيب الضمير لعدم استطاعتي في مساعدته لحل هذه المشكلة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالراجح من أقوال أهل العلم أن الجماعة واجبة على الرجال الذين لا عذر لهم، والأصل أن تؤدى الجماعة في المساجد, وقد أحسنت أيما إحسان في نصحك لزوجك بأداء هذه الشعيرة في المسجد مع جماعة المسلمين وإيقاظه للصلاة, فنعم الزوجة أنت له, واحتسبي ثوابك عند الله تعالى.
وأما زوجك فنسأل الله تعالى أن يهديه لما فيه صلاح دينه ودنياه, ونذكره بأن الصلاة في الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة وهي فريضة، قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في شرحه على البخاري: قال ابن المنذر: وممن كان يرى أن حضور الجماعات فرض: عطاء بن أبي رباح، وأحمد بن حنبل، وأبو ثور.... وقال إسحاق بن راهوية: صلاة الجماعة فريضة، وقال الإمام أحمد في صلاة الجماعة: هي فريضة... وممن ذهب إلى أن الجماعة للصلاة مع عدم العذر واجبة: الأوزاعي والثوري والفضيل بن عياض وإسحاق وداود، وعامة فقهاء الحديث منهم: ابن خزيمة وابن المنذر. انتهى.
وما دام يصلي منفرداً فهو على خير, ولكن يخشى أن يجره ذلك إلى التفريط وإخراج الصلاة عن وقتها ونوصيك بتذكيره بما رواه مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: من سره أن يلقى الله تعالى غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن -أي في المسجد جماعة- فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى, ولو صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان يؤتى بالرجل يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف. نسأل الله جل وعلا أن يعينك ويوفق زوجك لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.