عنوان الفتوى : حكم الائتمام بمرتكب بدعة غير مكفرة وبمن يحلق لحيته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الفاضل سؤالي كالتالي:نحن بعض الإخوة في بلاد إسلامية وقع بيننا جدال في مسألة الصلاة في دار القرآن وترك المسجد يقولون العلة في ذلك إن أئمة المساجد لاتتوفر فيهم شروط الإمامة وكمثال على ذلك حلق اللحية وارتكاب البدع الغير مكفرة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فصلاة الجماعة في المسجد واجبة فإذا كان من الممكن الصلاة في مسجد ليس في إمامه بدعة أو فسق ظاهر فلا تصلي الصلاة خلف من ذكرت من الأئمة، وإذا لم يكن للصلاة خلف الإمام العدل لعدم وجوده أو عدم القدرة على تغيير الإمام الفاسق فحينئذ تجب الصلاة خلف هذا الفاسق لئلا يترتب على ذلك تضيع صلاة الجماعة في المسجد حيث لا يجوز تعطيل المسجد عن أهم ما بني له، ويكفي أن خير البقاع المساجد، وأن كثرة الخطا إليها تمحو الخطايا، وترفع الدرجات، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "خير البقاع المساجد، وشر البقاع الأسواق" رواه الطبراني في الكبير، والحاكم وصححه السيوطي.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط" رواه مسلم.
ومما يدل على عظم المساجد: أن من تعلق قلبه بها أظله الله في ظل عرشه يوم القيامة،كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد.."رواه البخاري ومسلم، وفي لفظ: "ورجل معلق قلبه بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه"، وفضائل المسجد كثيرة لا يتسع المجال لذكرها.
وعلى هذا فإننا ننصح هؤلاء الإخوة بالاعتصام بكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والتعاون على البر والتقوى، ومن أهم هذه الأمور الصلاة والاجتماع عليها، ولذا كان الصحابة يصلون خلف الحجاج والمختار بن أبي عبيد مع فسقهما وظلمهما حفاظاً على صلاة الجماعة في المسجد.
والله أعلم.