عنوان الفتوى : لا يترتب على نوم الحائض محظور شرعي
نحن نعلم أننا عند النوم يعقد الشيطان ثلاث عُقد على الجبهة تُحل واحدة عند الاستيقاظ وذكر الله تعالى والأخرى تُحل عند الوضوء والثالثة تُحل عند الصلاة، و
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن نص الحديث الذي أشارت إليه الأخت السائلة هو قوله صلى الله عليه وسلم: يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب كل عقدة عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطا طيب النفس؛ وإلا أصبح خبيث النفس كسلان . رواه البخاري وغيره.
وليس فيه أن الشيطان يعقد على الجبهة؛ بل يعقد على القافية وهي آخر الرأس. قال النووي في شرح صحيح مسلم: القافية آخر الرأس، وقافية كل شيء آخره، ومنه قافية الشعر، قال: واختلف العلماء في هذه العقد فقيل هو عقد حقيقي بمعنى عقد السحر للإنسان ومنعه من القيام. قال الله تعالى: ومن شر النفاثات في العقد، فعلى هذا هو قول يقوله يؤثر في تثبيط النائم كتأثير السحر. وقيل: يحتمل أن يكون فعلا يفعله كفعل النفاثات في العقد. وقيل: هو من عقد القلب وتصميمه فكأنه يوسوس في نفسه ويحدثه بأن عليك ليلا طويلا فتأخر عن القيام. وقيل: هو مجاز كنى به عن تثبيط الشيطان عن قيام الليل. قوله صلى الله عليه وسلم: فإذا استيقظ فذكر الله عز وجل انحلت عقدة، وإذا توضأ انحلت عنه عقدتان، فإذا صلى انحلت العقد فأصبح نشيطا طيب النفس؛ وإلا أصبح خبيث النفس كسلان.. فيه فوائد منها: الحث على ذكر الله تعالى عند الاستيقاظ. انتهى.
ثم إن الظاهر أن الشيطان يعمل هذا ليثبط المسلم عن الطهارة والصلاة والذكر ، والحائض لا يمكنها شرعا أن تتطهر ولا أن تصلي ، ولا يترتب على نومها محظور شرعي . وغاية أمرها أنها تصبح في حال كسل أو نحو ذلك . ثم بعد الانتباه يذهب عنها كما هو مشاهد ، ولا شيء عليها في ذلك ، مع أنه يستحب لها ذكر الله تعالى مثل غيرها.
فلو ذكرت الله تعالى عند الانتباه من النوم فقد أتت بما تستطيع الإتيان به مما يرفع الخمول والكسل، وليس في إمكانها غير ذلك . وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 36636.
والله أعلم.