عنوان الفتوى : أذية الأم لا تسوغ قطع الصلة الواجبة لمن آذاها
أهلي اتهموا والدتي بأنها تعمل أعمالا وإننا نسكن فى عمارة واحدة وعندما أراهم لا أكلمهم ووالدتي أيضا وأعلم أن الله سيظهر الحقيقة في يوم ما وأصبحت لا أطيق رؤيتهم فهل هذا حرام؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن حقك أن تغضبي ممن يتهم والدتك ويرميها بالسوء لاسيما إذا كان ذلك بالباطل، ومن حقك أن لا تطيقي رؤيتهم، لكن إذا كان منهم من تجب صلته كالآباء والأجداد والإخوة والأخوات والأعمام والعمات والأخوال والخالات ومن في منزلتهم من المحارم فتجب صلته، وسبق في الفتوى رقم: 35488، بيان من تجب صلتهم ويحرم قطعهم من الأقارب، فهؤلاء عليك صلتهم ولو بأدنى الصلة من الكلام ورد السلام، وأبشري بنصر الله وتأييده فقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلا قال يا رسول الله: إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. والمل والملة: الرماد الحار.
ولا بأس كذلك بهجرهم الهجر المشروع الذي سبق بيان ضوابطه في الفتوى رقم: 29790.
والله أعلم.