عنوان الفتوى : قراءة الفاتحة عقب قراءة القرآن
أريد أن أعرف حكم قول بعض الناس بعد قراءة القرآن الفاتحة، هل هذه بدعة اصطنعوها أم هي من الشريعة أفيدوني أفادكم الله؟ وجزاكم الله الخير كله في الدنيا والآخرة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالسؤال غير واضح تماماً ولكن إن كان المقصود قراءة الفاتحة بعد ختم القرآن، ففي سنن الترمذي والدارمي وغيرهما عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي العمل أحب إلى الله، قال: الحال المرتحل، قال: وما الحال المرتحل، قال: الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره كلما حل ارتحل. وهذا الحديث ضعفه أهل العلم بالحديث.
ومع ذلك فقد فهم منه بعض أهل العلم والقراء أن المراد منه قراءة الفاتحة وآيات من أول البقرة عند الختم، وعملوا بهذا، قال في تحفة الأحوذي لشرح سنن الترمذي: قال الجزري في النهاية هو الذي يختم القرآن بتلاوته ثم يفتتح التلاوة من أوله، شبهه بالمسافر يبلغ المنزل فيحل فيه ثم يفتتح سيره أي يبتدئه وكذلك قراء مكة إذا ختموا القرآن ابتدؤوا وقرؤوا الفاتحة وخمس آيات من أول البقرة ....إلى آخر كلامه.
وقد فند هذا الفهم وهذا العمل بعض أهل العلم وقالوا: إنه بدعة محدثة وإن المراد بالحديث غير هذا.
قال ابن القيم في كتابه إعلام الموقعين: وفي الترمذي عنه أنه سئل صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: الحال المرتحل وفهم بعضهم من هذا أنه إذا فرغ من ختم القرآن قرأ فاتحة الكتاب وثلاث آيات من سورة البقرة لأنه حل بالفراغ وارتحل بالشروع وهذا لم يفعله أحد من الصحابة ولا التابعين ولا استحبه أحد من الأئمة والمراد بالحديث الذي كلما حلَّ من غزوة ارتحل في أخرى أو كلما حل من عمل ارتحل إلى غيره تكميلا له كما كمل الأول.
وأما هذا الذي يفعله بعض القراء فليس مراد الحديث قطعاً. وبالله التوفيق. انتهى.
والله أعلم.