عنوان الفتوى : مرويات المسعودي قبل اختلاطه
يعد المسعودي من المختلطين واختلف العلماء في تحديد زمن اختلاطه كما في التقييد والإيضاح وغيره من الكتب فما هو الراجح في ذلك ومتى زمن سماع أسد بن موسى و قرة بن حبيب و زيد بن الحباب منه وكيف أميز مروياته ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المسعودي اختلط في آخر عمره كما قال ابن سعد وابن نمير، وذكر الإمام أحمد أنه اختلط ببغداد، وذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أنه تغير قبل موته بسنة أو سنتين، وهو قد توفي سنة 160، وقيل بعدها، وعزا المزني والذهبي وابن حجر والحاكم وابن الصلاح إلى يحيى بن معين أن من سمع منه في أيام أبي جعفر فهو صحيح السماع، ومن سمع منه أيام المهدي فليس سماعه بشيء.
ومن المعروف عند المؤرخين أن أبا جعفر توفي سنة ثمان وخمسين، كما قال ابن كثير في البداية والطبري في تاريخه، وقال أبو البركات في الكواكب النيرات والعراقي في التفسير والإيضاح: قال الفلاس سمعت أبا قتيبة يقول: رأيت المسعودي سنة ثلاث وخمسين وكتبت عنه وهو صحيح ثم رأيته سنة سبع وخمسين والذر يدخل في أذنيه.
وبناء على كلام أحمد وابن أبي حاتم وابن معين وأبي قتيبة يعلم أنه اختلط سنة سبع وخمسين كما يفيده كلام أبي قتيبة أو سنة ثمان وخمسين أو تسع وخمسين كما يفيده كلام ابن معين وابن أبي حاتم.
وأما هؤلاء الشيوخ الثلاثة الذين سألت عنهم فلم يذكرهم أحمد وابن أبي حاتم والمزني والعراقي فيمن رووا عنه بعد الاختلاط، ولم نجد بعد البحث من نص على روايتهم عنه قبل الاختلاط، وبناء عليه، فإنه يتوقف في روايتهم عنه حتى يعلم حالها.
والله أعلم.