عنوان الفتوى : تزوجها بعد ما أسلمت ثم ارتدت
أنا شاب من مواليد 1977 من إحدى البلدان العربية .ذهبت إلى أوروبا للعمل بسبب قلة المال والعيش وعندما وصلت إلى المكان المطلوب. وبعد سنتين ونصف وقعت في الفساد والفحشاء وبعدها تعرفت على فتاة وجامعتها لمدة 4 أشهر وكانت تسكن معي أقصد الزنا لمدة 4 أشهر وبعدها فكرت في زواجها حسب الشريعة الإسلامية؟ وذات يوم سألتها لعلها أن تصبح مسلمة لكي أقدر على النكاح منها...وقالت لا بأس بذلك سوف أكون مسلمة وبعد مدة قصيرة قالت نعم أنا مسلمة ..وتزوجتها حسب الشريعة الإسلامية وبعد مرور سنة كاملة من زواجنا ؟ لـم يتغير أي شيء كالحجاب والصلاة وعدم الخروج لوحدها إلى آخره ....عدا الشهادة فقط وأنها تؤمن بوحدانية الخالق وبرسول الله {صلى الله عليه وسلم}وفي يوم حصل بيننا التشاجر وضربتها وقالت سوف أخبر الجهات المختصة عليك ?وأقسمت بالله في نفسي وقلت إذا اشتكت علي سوف أطلقها وبعد ساعات لقيت رسالة من الشرطة لإلقاء القبض علي ?وبعد يوم من السجن خرجت ورجعت إلى البيت وتشاجرنا من جديد وقلت لها وأنا كنت غاضبا جدا أنت كذا كذا كذا ثلاث مرات وكان هذا قبل عشرة أيام من ولادة ابني وعند يوم الولادة اتصلت بإمام جامع لدينا هنا وشرحت له الموضوع وأجابني على أن لا أكرر هذا الكلام قط وأن أنسى كل ما حصل بيننا وقال لي يحسب طلقة واحدةــ؟؟؟؟قبل شهر أو شهرين حصل بيننا التشاجر من جديد وكنت أرفع صوتي عليها وضربتها على وجهها وأخبرت علي الشرطة من جديد وقالت لا أريد زوجي وطردوني من بيتي لمدة بضعة أيام لكي تهدأ من غضبها وبعد يوم واحد رجعت إلى البيت فلم أجدها وفي المساء رجعت لتأخذ بعض الحاجات للطفل وعندما رأتني وأنا في البيت خافت قلت لها لا تخافي وبدأنا المناقشة والشيء الذي كنت أطلب منها كالحجاب وان تسمع كل ما أقول ?ولكن رفضت وذلك الوقت كنت غاضبا ?عندما أكتب كلمة غاضب هذا لا يعني كنت سعيدا من قبل لـم أر أي سعادة بيننا حتى ألآن وعند غضبي كما ذكرت .قلت لها باللغة الانكليزية أنت كذا أنت كذا أنت كذا وكنت أعرف ماذا أقول وأنطق ......وراجعتها من جديد والآن تقول لي أنا لست مسلمة لأنني لا أقدر على ما هو المطلوب مني في الإسلام .....مع العلم أن ابني 9 أشهر وزوجتي ما زالت معي أفتوني على سؤالي جزاكم الله خيرا ?ملاحظة صغيرة لو سمحتم أرجو من سيادتكم الإجابة بأسرع وقت ممكن وإرسالها إلى البريدي الإلكتروني
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبداية يجب عليك التوبة والاستغفار لإقدامك على ارتكاب فاحشة الزنا التي تعد من أعظم الكبائر وأقبحها، وقد توعد الله مرتكبها بالعقوبة في الدنيا والعذاب الأليم يوم القيامة إذا لم يبادر العاصي بالإنابة إلى ربه ويكثر من الأعمال الصالحة، فإن فعل ذلك فإن الله سبحانه وعد التائب من الذنب بالعفو في قوله: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه 82} وقال سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر: 53}
وبخصوص زواجك من هذه المرأة بعد أن أظهرت إسلامها فيعد زواجا صحيحا إذا توفرت فيه شروط النكاح الصحيح من ولي وهو هنا كل مسلم إذا لم يكن لها قريب مسلم وشاهدي عدل وصداق، وبما أنك طلقتها ثلاثا فقد بانت منك بينونة كبرى، لا فرق في ذلك بين أن يكون في لفظ واحد أو غيره إذا لم يقصد به التأكيد على ما ذهب إليه الجمهور ومنهم الأئمة الأربعة وأتباعهم، وخالف الجميع شيخ الإسلام ابن تيمية وقال إنه لا يلزم من ذلك إلا طلقة واحدة.
فعلى مذهب الجمهور فلا يصح ارتجاع هذه المرأة بل ولا نكاحها حتى تنكح زوجا آخر، وعلى قول شيخ الإسلام ابن تيمية فيصح ارتجاعها، لكنها الآن صرحت أنها ليست مسلمة وتكون بذلك مرتدة عن الإسلام، وبالتالي، فإن نكاحها أصبح باطلا.
هذا وننبهك إلى أمرين : 1- أنه لا يجوز الزواج من الزانية حتى تتوب، وراجع في ذلك الفتوى رقم : 9644
2- أنه ينبغي للمسلم إذا أراد الزواج أن يختار ذات الدين والخلق كما أرشد إلى ذلك الناصح الأمين صلوات الله وسلامه عليه بقوله: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
والله أعلم.