عنوان الفتوى : عدم الخشوع ليس مبررا لترك الصلاة أو قطعها
بسم الله الرحمن الرحيمكما هو معلوم والله أعلم، بأن من لم يخشع في صلاته تقول له الصلاة بعد ما ينتهي ضيعك الله كما ضيعتني، وأنا قليل الخشوع في الصلاة والعياذ بالله، وفي صلوات السنن أحتار (هل أصلي أم لا أصليها) فأخشى أن أصليها ولا أخشع، فتدعو علي الصلاة بالضياع، وأخشى أن لا أصلي السنن فتذهب عني (فضل صلوات السنن) حتى أني في بعض صلوات سنني، إذا رأيت نفسي لم أخشع أقطع صلاتي في نصفها، حتى لا أبيت في ضياع من دعاء الصلاة لي, وبقطعي لها يبطل الدعاء علي كما أظن، فما رأيكم فيما أفعل وما الحل؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن عدم الخشوع في الصلاة سواء كانت فرضاً أو نفلاً ليس عذراً لتركها ولا قطعها، فالواجب في الفريضة أن يصليها و يحاول ما استطاع أن يخشع فيها باستحضار الخوف من الله تعالى أثناءها، وعندما يقوم إليها ويتذكر عند تكبيرة الإحرام عظمة الله والوقوف بين يديه، ويتذكر كذلك أن هذه الصلاة قد تكون آخر صلاة يصليها في الدنيا فهذا مما يعين على الخشوع.
فالخشوع رغم أنه هو روح الصلاة ولبها إلا أنه ليس شرطاً لصحتها عند جمهور العلماء، فلا تبطل الصلاة بعدم وجوده فيها، ومعنى ذلك أنه لا يطالب من لم يخشع فيها بالإعادة، ولكن ثوابها ينقص وقد يذهب، وقد أوضحنا معنى الخشوع وما يترتب على عدم حصوله في الفتوى رقم: 4215.
وأما النافلة فليست واجبة إلا أن عدم الخشوع فيها أيضاً ليس مبرراً لتركها ولا قطعها، ولبيان حكم قطع الصلاة راجع الفتوى رقم: 11131، والفتوى رقم: 39122، والفتوى رقم: 62683.
وما ورد من أن الصلاة تقول ضيعك الله إلى آخر الحديث على فرض صحته، فإنه ليس بسبب ترك الخشوع بل بسبب تأخير الصلاة عن وقتها وعدم إسباغ الوضوء وعدم إتمام القيام والخشوع والركوع والسجود، ونص الحديث كما في معجم الطبراني الأوسط عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صلى الصلاة لوقتها وأسبغ وضوءها وأتم لها قيامها وخشوعها وسجودها خرجت وهي بيضاء مسفرة تقول حفظك الله كما حفظتني، ومن صلى الصلاة لغير وقتها فلم يسبغ وضوءها ولم يتم لها خشوعها ولا ركوعها ولا سجودها خرجت وهي سوداء مظلمة تقول ضيعك الله كما ضيعتني حتى إذا كانت حيث شاء الله لفت كما يلف الثوب الخلق ثم ضرب بها وجهه. وعلى كل حال فإن عدم الخشوع لا يعالج بترك الصلاة ولا قطعها بل بمحاولة استجلابه بما ذكرنا والاستعانة بالله تعالى عليه .
والله أعلم.