عنوان الفتوى : العجز عن الإتيان ببعض شروط وأركان الصلاة لا يعني عدم نهي مؤديها عن المنكر
أمارس العادة السرية منذ أكثر من 3 سنوات، وأحاول التوقف عنها دون جدوى، أتوقف أسبوعين ثم أعود مرة أخرى، قرأت عن الأسباب المعينة على تركها ومنها الإكثار من الصلاة، وأنا مصاب بمرض عضوي لا أستطيع الصلاة إلا بسرعة قبل أن ينتقض الوضوء، فأحيانا أقرأ الفاتحة فقط، وإذا كنت في حال جيدة أستطيع الصلاة، فإنني أفقد التركيز كليا، فماذا أفعل...؟. وشكراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يعافيك، وأن يتوب عليك، وأن يخلصك من أسر تلك العادة، واعلم أن الصلاة وإن كانت أعظم سبيل وأنجح وسيلة للتخلص من الفواحش والمنكرات كلها، كما قال تعالى: اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ {العنكبوت:45}.
إلا أنها ليست السبيل الوحيد للتخلص من العادة السرية، فهناك أسباب ووسائل أُخَر تعين على التخلص من تلك العادة الذميمة، وقد ذكرنا جملة صالحة منها في الفتوى رقم: 7170.
وما ذكرته مما يعرض في صلاتك ليس مسوغا البتة للوقوع في حمأة تلك العادة، ولا يوجب عدم حصول آثار الصلاة لك أصلا، فإنه مهما أقام العبد الصلاة بما يقدر عليه من شروطها وأركانها، فإن الصلاة يتقبلها الله جل وعلا بفضله ومنته، ويحصل أثرها للعبد من صرفه ونهيه عن الفحشاء والمنكر ـ وغير ذلك من آثار الصلاة ـ وما يعجز عنه العبد من شروط الصلاة وأركانها وواجبتها فليس حائلا بين العبد وبين الانتفاع بالصلاة ـ بفضل الله وكرمه ـ ومن باب إتمام الفائدة نحيلك إلى فتاوى تتعلق بما ذكرته من حال صلاتك، وإن كنت لم تسألنا عن ذلك.
فأما بخصوص كثرة الشك والنسيان في الصلاة، فانظر الفتوى رقم: 70678.
وراجع بخصوص سرعة انتقاض الوضوء، وما يترتب عليه من أحكام الفتويين رقم: 280855، ورقم: 223465.
وراجع حول حضور القلب في الصلاة الفتويين رقم: 163703، ورقم: 104425.
وننصحك بمراسلة قسم الاستشارات من موقعنا بخصوص عدم التركيز.
والله أعلم.