عنوان الفتوى : التكلم بما هو ردة جاهلا أو بغير قصد
هل أقع فى الردة إذا قلت مثلا "النائم يأكل أرزا مع الملائكة" أولا: إذا كانت عن جهل، ثانيا: إذا إني أقولها دون قصد وأحاول أن أبطلها، فهل تعتبر ردة قولية، فأنا أعلم أن الملائكة لا تأكل، أفتونا جزاكم الله خيراً، لأن هناك من يكفر المسلم بهذا القول ويفرقه عن زوجته؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من تكلم بما هو ردة جاهلاً بالحكم أو دون قصد أو حاكيا له ليبطله لا يحكم بردته، لأن الردة التي يكفر بها المسلم ويفرق بها بينه وبين زوجه هي شرح صدر الإنسان للكفر، ويدل لذلك قول الله تعالى: مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {النحل:106}، وقد سبق أن بينا ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: مع إحالاتها: 21800، 721، 57445.
ومن المعلوم أن كون الملائكة لا تأكل مما قد يخفى على كثير من الناس؛ لأنه لم يرد منصوصاً في الوحي، وإنما استنبطه أهل العلم من قول الله تعالى في الملائكة: يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ {الأنبياء:20}، ووجه الاستدلال بها أنهم إذا كانوا مشغولين بالتسبيح طيلة الوقت فمعناه أنهم لا ينشغلون عنه بأكل ولا نوم.
والله أعلم.