عنوان الفتوى : الحكم على شخص بغير بينة شرعية
ما حكم من وقع عليه ظلم وحاول جاهدا بالدعاء ثم باللجوء إلى المسؤولين لإعادة حقه ولكن دون جدوى مع العلم أن ما وقع عليه من ظلم كفيل بالإساءة إلي سمعته سواء في بلدته أو في البلدة التي وقع فيها الظلم وهل يجوز الحكم على شخص دون إعطائه فرصة للدفاع عن نفسه فإن كان كذلك فما حكم الشرع في هؤلاء المسؤولين أرجو سرعة الرد. وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من وقع عليه ظلم ولجأ إلى الله تعالى بالدعاء فقد سلك الطريق الصحيح ولكن عليه أن يتجنب الاعتداء في الدعاء. وليعلم أن دعوته مستجابة، وأن الله تعالى ناصره ولو بعد حين. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا يرد دعاؤهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب عز وجل: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين. رواه أحمد وأصحاب السنن. وإذا صبر العبد واحتسب أجر على ذلك عند الله تعالى فإنه ينال الثواب في الآخرة والرفعة في الدنيا فالظلم من المصائب التي من صبر عليها واحتسب أجرها كان ذلك خيراً له. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: وما ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزا. رواه الترمذي. وللمزيد من الفائدة عن تعامل المسلم مع الظلم الواقع عليه نرجو الاطلاع على الفتاوى: 2968، 34700، 41882، 52419، 54580. وأما الحكم على الشخص دون بينة أو إعطائه فرصة للدفاع عن نفسه وبيان الحقيقة فإنه لا يجوز فقد قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ{الحجرات:6}. وقال تعالى: قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ{النمل: 64}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو يعطى الناس بدعواهم لا دعى رجال دماء قوم وأموالهم، ولكن البينة على المدعى واليمين على من أنكر. رواه البيهقي وحسنه النووي في الأربعين وقال: وبعضه في الصحيحين. ومن حكم على متهم دون بينة شرعية عادلة فقد خالف شرع الله تعالى وباء بالإثم، وعليه المبادرة بالتوبة والرجوع عما حكم به حتى يستوفي شروط الحكم.